يواجه المرشح اليميني لسباق الرئاسة بفرنسا فرانسوا فيون، تحديات كبيرة في هذا السباق الرئاسي بسبب بعض الشكوك والاتهامات التي تداولها حيث يواجه مرشح الرئاسة الفرنسية سلسلة من الفضائح التي لاحقته وعائلته على خلفية انفجار فضيحة الوظائف الوهمية، وهو ما قد يكون سببا في خسارته في هذه الانتخابات خصوصا وان بعض التقارير والاستطلاعات تشير لتهاوي شعبيه فيون، الذي كان الأوفر حظا للوصول إلى الإليزيه، ففي 25 يناير/ كانون ثاني الماضي وكما نقلت بعض المصادر، فتحت النيابة تحقيقاً أولياً بحق زوجته بينيلوب فيون على خلفية تقرير صحفي نشرته مجلة “لو كانار أونشيني” المحلية، أشارت فيه أنها “تقاضت 5000 ألف يورو كرواتب خلال ثمانية سنوات، دون وجه حق، بصفة مستشارة لزوجها على الورق (وهمية) في مجلس الشيوخ.
كما ذكرت تقارير إعلامية محلية سابقًا، أن ابنته ماري وابنه تشارلز، تقاضيا حوالي 84 ألف يورو خلال الفترة ما بين 2005 و2007، بصفتهما مستشارين لوالدهما إبان عمله كبرلماني، رغم أنهما كانا لا يزالان في مرحلة الدراسة. وفي كلمة اتسمت بالتحدي من مقر حملته الانتخابية ، أعلن المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون عزمه مواصلة السباق الرئاسي بالرغم من استدعائه رسميا للتحقيق معه من قبل القضاء الفرنسي. وبالرغم من تمتع فيون بالحصانة البرلمانية كونه عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية، إلا أن تلك الحصانة لن تحميه من التحقيق معه، ولكنها تمنع فقط من احتجازه على ذمة قضية إلا إذا وافقت الجمعية الوطنية رفع الحصانة عنه بطلب من قضاة التحقيق.
بعد شهر من التحقيقات الأولية، فتحت نيابة الأموال الوطنية الجمعة الماضية تحقيقا كلفت به ثلاثة قضاة ويمكن لهؤلاء المحققين اتخاذ إجراءات يرونها لازمة في سير التحقيقات مثل التفتيش ومصادرة أدلة والاستماع إلى أقوال المتهمين والشهود والمواجهة بين الأطراف. وبعد الانتقادات التي واجهتها النيابة الوطنية للأموال بسبب فتحها تحقيقا حول الوظائف الوهمية المتهمة فيها زوجة فيون، فإن قضاة التحقيق قد يواجهون انتقادات مماثلة من قبل معسكر المرشح اليميني. ولكن من الناحية القانونية، وإن كانت التحقيقات تسير بصورة سريعة نسبيا، فإن الحجة وراء ذلك هو أن الملف غير معقد والقضاة يمتلكون تحت أيديهم وثائق وشهادات تمكنهم من البت في الملف سريعا واستدعاء المتهمين دون الحاجة لإجراءات معقدة كاللجوء إلى خبراء تقنيين مثلا. فرانسوا فيون أكد عزمه الاستمرار في السباق الرئاس، وبعد أن اعتبر أنه يتعرض "لاغتيال سياسي"، أعلن فيون أنه يعول على "الشعب الفرنسي". وأضاف "وحده الاقتراع المباشر (...) يمكن أن يقرر من سيكون الرئيس المقبل للجمهورية". وأضاف "لن أرضخ ولن أنسحب، سأبقى حتى النهاية".
دعم فيون
وفي هذا الشأن أكد قادة حزب "الجمهوريون" اليميني بالإجماع دعمهم لمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون، في ختام اجتماع أزمة عقد في باريس ، وذلك في وقت يعتزم فيه القضاء توجيه الاتهام لفيون بسبب شبهات حول منحه وظائف وهمية لزوجته واثنين من أبنائه. وأكد قادة حزب "الجمهوريون" اليميني إثر اجتماع أزمة عقد في باريس أن الحزب يؤيد "بالإجماع" استمرار ترشح فرانسوا فيون للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه إن "اللجنة السياسية كررت بالإجماع دعمها لفرانسوا فيون" مضيفا أن "الجمهوريين موحدون إذن" حول مرشحهم الذي يواجه فضيحة وظائف وهمية مفترضة.
وأكد مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في فرنسا فرانسوا فيون أن "لا أحد يستطيع اليوم منعي من أن أكون مرشحا"، رافضا الرضوخ للمطالبين بانسحابه من السباق. وقال فيون الذي حل ضيفا على نشرة الأخبار في قناة "فرانس 2" العامة بعد تجمع في باريس شارك فيه عشرات الآلاف من أنصاره، إن "ترشيحي لا يزال يحظى بتأييد غالبية من ناخبي اليمين والوسط، هذا ما أراه وقد أثبته ".
وشدد فيون على أن "مشروعي هو الوحيد الذي يتيح الإصلاح الوطني (...) لا يوجد بدائل، لا يوجد مشروع يمكنه فعلا أن يساعد في إصلاح البلاد". وكان فيون خاطب عشرات الآلاف من أنصاره في باريس قائلا "يعتقدون أنني وحيد" ولكن "لن تستسلموا أبدا"، وذلك في مواجهة القضاة الذين يتوقع أن يوجهوا الاتهام إليه قريبا، وأعضاء حزبه الراغبين في إخراجه من السباق. وقال مرشح اليمين الفرنسي "أدرك تماما حصتي من المسؤولية في هذه المحنة. بعيدا من الخيانات والروزنامة القضائية وحملة تشويه السمعة، فإن المشروع الذي أحمله وأؤمن به وتؤمنون أنتم به يصادف هذه المعوقات الكبيرة جراء خطأ ارتكبته".بحسب فرانس برس.
وقال فيون أيضا "إنني أقوم بمراجعة ضمير" مؤكدا أنه لا يحق لمعارضيه أن يدفعوه إلى الانسحاب. وهتف عشرات الآلاف من أنصار مرشح اليمين ملوحين بالعلم الفرنسي "اصمد فيون، فرنسا تحتاج إليك". وأحاط بعضهم به على المنصة في حين غاب كثيرون. وسحب نحو 260 مسؤولا منتخبا دعمهم لفيون تحت تأثير القلق من تراجع مرشح اليمين الذي باتت الاستطلاعات تشير إلى خروجه من الدورة الأولى التي ستجرى بعد 49 يوما. وتشير الاستطلاعات إلى تصدر مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون (وسط) هذه الدورة.
جوبيه والانتخابات
الى جانب ذلك أكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة بفرنسا ليقضي على آمال كثيرين في حزب الجمهوريين المحافظ الذي ينتمي إليه والذي يواجه مرشحه الحالي فرانسوا فيون شبح الهزيمة في الانتخابات جراء فضيحة مالية. وقال جوبيه في مسقط رأسه بوردو "أؤكد مرة أخرى وبشكل نهائي أني لن أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية" مضيفا أن ذلك يرجع إلى أنه أصبح أصعب الآن عن أي وقت مضى توحيد حزب الجمهوريين المحافظ وأيضا لأن الناخبين يريدون وجوها جديدة.
ووصف جوبيه فيون بالعنيد جراء إصراره على مواصلة حملته الانتخابية رغم نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنه سيخرج من السباق من الجولة الأولى إلا أنه لم يعرض أي خطة بديلة. وأداء فيون الضعيف سيجعل المرشح المنتمي لتيار الوسط إيمانويل ماكرون يخوض جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في السابع من مايو أيار أمام ممثلة اليمين المتطرف مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية. وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن جوبيه كان سيصل بمنتهى السهولة إلى الجولة الثانية إذا ترشح.
وأوضحت نتائج استطلاعات للرأي أن لوبان ستحصل على 27 بالمئة في الجولة الأولى من الانتخابات مقابل 24 بالمئة لماكرون و19 بالمئة لفيون وأن فيون سيفوز في الجولة الثانية بحصوله على 60 بالمئة مقابل 40 بالمئة. وتشير نتائج استطلاعات الرأي أيضا إلى أن فيون سيتغلب على لوبان إذا وصل إلى الجولة الثانية بحصوله على 56 بالمئة مقابل 44 بالمئة. وقال جوبيه (71 عاما) في مؤتمر صحفي في بوردو الساحلية وهو رئيس بلديتها "بلادنا مريضة". وتابع "فات الأوان بالنسبة لي لكن ليس بالنسبة لفرنسا."
وكان الرئيس السابق المنتمي للمحافظين نيكولا ساركوزي دعا في وقت سابق إلى عقد اجتماع مع فيون وجوبيه في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة. وقال ساركوزي على حسابه الرسمي على تويتر إن هدف الاجتماع هو ضمان "طريقة ذات مصداقية وكريمة للخروج من موقف لا يمكن استمراره أكثر من ذلك ويشكل مصدرا لقلق عميق بين الشعب الفرنسي". ولم يذكر جوبيه خطة ساركوزي ولكنه وجه انتقادات حادة لفيون.
وقال عن حملة فيون التي أضرت بها مزاعم بأنه أساء التصرف في أموال عامة "يا لها من خسارة" مضيفا أن تعامل فيون مع الفضيحة وصل به إلى "طريق مسدود". وكانت هناك رغبات بأن يحل جوبيه محل فيون لكن مصادر داخل حزب الجمهوريين قالت إن مؤيدين لساركوزي اعترضوا على هذا الاقتراح. وتمسك فيون حتى الآن بحزم بموقفه ورفض التخلي عن ترشحه على الرغم من مطالبات له بالانسحاب من عدة أعضاء بارزين في حزبه وعلى الرغم من أن استطلاعات رأي تظهر أنه سيخسرها. بحسب رويترز.
وبعد أن كان في مرحلة ما المرشح الأوفر حظا للفوز واجهت حملة فيون صعوبات بسبب فضيحة عن مزاعم دفعه مئات آلاف اليورو من الأموال العامة لزوجته لتكون مساعدته البرلمانية. وينفي فيون المزاعم بأنها لم تقم بعمل يذكر مقابل تلك الأموال لكنه عانى من ضربة قوية لجهوده عندما علم أنه يمكن أن يخضع لتحقيق رسمي بتهمة إساءة التصرف في أموال عامة.
تفتيش منزل فيون
على صعيد متصل فتشت الشرطة الفرنسية منزل المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون في إطار التحقيقات في قضية الوظائف الوهمية المزعومة التي استفادت منها زوجته واثنين من أبنائه. من جهة أخرى توالت الانسحابات من حملة فيون حيث أحصت جريدة "ليبراسيون" 39 اسما من داعميه تخلوا عنه.
وكانت مصادر قضائية قد أعلنت استدعاء فيون يوم 15 مارس/آذار الجاري للتحقيق معه في قضية توظيف زوجته وأفراد من عائلته. وانفجرت القضية إثر معلومات نشرتها أسبوعية "لو كانار أنشيني" الساخرة مطلع السنة الجارية عن شبهات بتولي زوجة فيون بينيلوب وظائف وهمية، فتحت النيابة الوطنية المالية في 25 كانون الثاني/يناير تحقيقا أوليا عهدت به إلى دائرة مكافحة الفساد التابعة للشرطة القضائية.
وتناولت التحقيقات الوظائف التي شغلتها بينيلوب فيون كملحقة برلمانية لزوجها ولمن انتخب مكانه، طوال أكثر من خمسة عشر عاما، وذلك مقابل نحو 680 ألف يورو، وكذلك كمتعاقدة مع مجلة ثقافية يملكها شخص مقرب من رئيس الوزراء الأسبق. ويثير تمسك فيون بترشحه للانتخابات رغم استدعائه قضائيا جدلا داخل معسكره. فقال رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان إن فرنسوا فيون بإصراره على المضي في ترشيحه "يجر معسكره نحو الهاوية". ورغم تأكيد فيون تماسك قاعدته، فإن أعداد من ينفضون عنه في ازدياد. وأنشأت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية "عدادا" لمن يتخلون عن فيون ونشرت قائمة تضم "حتى الآن" 39 اسما بينها الوزير السابق ومساعد مدير حملته برونو لو مير. ويجري إعداد نداء من رؤساء بلديات كبرى المدن الفرنسية للمطالبة بانسحابه.
من جانب اخر وعد المرشح المحافظ فرانسوا فيون بأن يحارب "حتى النهاية" في معركة انتخابات الرئاسة الفرنسية على الرغم من تفاقم فضيحة مالية لكن حملته واجهت ضربات جديدة بعد أن استقال أحد كبار مساعديه وعلق حزب يسانده دعمه له. وفي كلمة اتسمت بالتحدي بمقر حزبه كرر نفيه ارتكاب مخالفات واشتكى من انحياز القضاء ووسائل الإعلام الذي يصل إلى حد "الاغتيال السياسي" وناشد الشعب الفرنسي دعمه. بحسب رويترز.
وقال وقد أحاط به كبار أعضاء الحزب بعد أن سرت تكهنات بأنه يوشك على الانسحاب من السباق الانتخابي "المسألة ليست أنني أواجه الاغتيال وحسب. إنها انتخابات الرئاسة." وأضاف "أضع نفسي أمام الشعب الفرنسي لأن هذا حقهم في الانتخاب وليس إجراء منحازا يحدد من سيكون رئيس جمهورية فرنسا." ومضى قائلا "لن أستسلم. لن أرضخ. لن أنسحب. سأحارب حتى النهاية.
اضف تعليق