بمناسبة ذكرى استشهاد ناشر علوم الإسلام، معدن النور والعلم والمعرفة والكمال، ورائد الحضارة وهادي البشرية إلى التكامل والرقيّ والتقدّم والفضيلة، مولانا الإمام جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله وسلامه عليه، أكّد المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في حديث مهم له بجمع من العلماء والفضلاء والمؤمنين، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، أكّد فيه على المؤمنات والمؤمنين كافّة أن يعظّموا هذه الذكرى الأليمة ويقيموا مراسم العزاء في أرجاء المعمورة ويعلنوها ثقافة صادقية، التي هي بحقّ ثقافة الإسلام الصحيح وثقافة النبي الأعظم وآله الطيبّين الطاهرين، وهي ثقافة الأمن والطمأنينة والخير للناس جميعاً.
إليكم النصّ الكامل لحديث سماحته:
الإمام جعفر بن محمد (الصادق) عليه السلام ربيب النبوّة، ووريث كل رسالات السماء والأنبياء من أوّلهم أبي البشر (آدم) عليه السلام وإلي خاتمهم سيّد المرسلين (محمّد) المصطفي صلّي الله عليه وآله.
(والإمام الصادق) هو إمام مفترض الطاعة للمسلمين كافّة.
وما بقي مما اُثر عنه عليه السلام ـ رغم كل ما أصاب الألوف من أصحابه والرواة عنه من التنكيل والتعذيب والتشريد والقتل وإحراق الكتب من قِبل الحكّام الظالمين والأعداء المعاندين ـ تعدّ بعشرات الألوف، في كل المجالات الإسلامية والعلمية، من عقائد، وأخلاق، وأحكام الدين، في الفروع والأصول وتفسير للقرآن الحكيم، وقصص الأنبياء والأمم وغير ذلك.
وفي هذه المناسبة ـ مناسبة استشهاده - صلوات الله عليه - في الخامس والعشرين من شهر شوال ـ يجدر بالجميع أن يعظّموا شعائر الله عزّ وجلّ فيه، ويقيموا مراسيم العزاء في كل أرجاء العالم ويعلنوها (ثقافة صادقية) التي هي ـ بحقّ ـ ثقافة الإسلام الصحيح وثقافة النبي الأكرم صلّي الله عليه وآله، وثقافة أهل البيت جميعاً. والتي هي ثقافة الأمن والطمأنينة والخير للجميع.
وإنني إذ أبتهل إلي الله العليّ العظيم أن يقيّض في المسلمين جمهرة شاملة يتصدّون لتعميم هذه الثقافة الجامعة (تمهيداً) للطريق إلى تعجيل الله عزّ وجلّ لفرج مولانا بقيّة الله (المهديّ) الموعود ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ كي ينعم جميع الناس بكل هذه البركات، إنّه سميع مجيب.
بيان مكتب المرجع الشيرازي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الصادق
من جهته أصدر مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في قم المقدسة اصدر بيانا بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام، جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
تمرّ علينا، في هذه الأيام، وعلى العالم الإسلامي أجمع، ذكرى مؤلمة ومفجعة، وهي ذكرى استشهاد سادس أئمة الهدى الأطهار، من أهل بيت النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، إمام المتّقين، ووليّ المؤمنين، مولانا الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه.
في هذه الأيام المؤلمة يتوشّح الكون بالسواد، حزناً على فقدان عظيم كان هادياً للبشرية ومرشداً لطلاّب الحقيقة على مرّ العصور. وبيمن وجوده حُفظ الإسلام، ونُشرت أحكامه ومعارفه، وهو إمام الحقّ وكلام الله الناطق، الإمام الصادق صلوات الله عليه.
حقّاً، إنّ التقّدم العلمي العالمي، رهين ويدين للجامعة العظيمة لهذا الإمام الهمام الذي أزال ظلام الجهل بنهضته العلمية الواسعة، وقاد العالم نحو نور العلم والمعرفة والكمال. واليوم، إذا أرادت البشرية أن ترتقي إلى الكمال والتقدّم والرقيّ فما عليها إلاّ أن تسير على هدي هذا الإمام العظيم.
يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيانه لهذا الأمر المهم والأساسي: (إنّ البشرية لا تتقدّم إلاّ في إطار عملها بتعاليم الإمام الصادق صلوات الله عليه.
إنّ الإمام الصادق صلوات الله عليه أنار العالم في زمن حياته بهدايته المباشرة وغير المباشرة، ولا تزال أنواره القدسية ساطعة ومنيرة وهادية للعالمين، بما سجّله التاريخ وحفظه عنه صلوات الله عليه من سيرته المشرقة ومن كلماته الشريفة. ولذا فعلى كل من يطلب الحقيقة، ويبغي الوصول إلى قمم التقدّم والرقيّ الإنساني، يلزم عليه أن يستفيد من آثار هذا الإمام العظيم، أحسن وأفضل استفادة.
إنّ الإمام الصادق صلوات الله عليه كتب رسالة إلى أصحابه وشيعته وأمرهم بمدارستها وتعاهدها والنظر فيها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
هذه الرسالة الثمينة احتوت وصايا متعددة، منها وصيتين للمؤمنين والمؤمنات، بالأخصّ الشباب والأشبال، وهي المداومة على قراءة هذه الرسالة بتدبّر، والتصميم على العمل بمضامينها. ولذا على المؤمنين والمؤمنات، أن يصمموا على قراءة رسالة الإمام الصادق صلوات الله عليه، وأن يعملوا بمضامينها، ففي هذه الرسالة الثمينة يجد المرء أسباب الموفقيّة في الدنيا والآخرة).
امتثالاً لتوجيهات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، نأمل أن نسعى جميعاً إلى إحياء أيام ذكرى استشهاد ناشر علوم الإسلام، على أحسن نحو، وأكثر حماسة، وأن نعلن هذه الأيام ونسمّيها بـ(الأيام الصادقية)، وأن نستثمرها بالحزن فيها والبكاء على مصاب الإمام الصادق صلوات الله عليه ونعظّم فيها ذكرى استشهاده صلوات الله عليه، علينا أن نستثمرها ونغتنمها في أن نكون من التابعين الحقيقين للمدرسة الجعفرية، وأن نعمل بوصايا وتعاليم الإمام الصادق صلوات الله عليه بجدّ واجتهاد، وأن نؤدّي مسؤوليتنا، بالعمل بالتكليف الإلهي، وبتقديم التعازي إلى المقام الشامخ والرفيع لإمام العصر مولانا الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
اضف تعليق