q

لا تزال المرأة في افغانستان وعلى الرغم من التحسن البسيط الذي طرأ على الحياة بعد الاطاحة بحكم طالبان، تعاني مجموعة كبيرة من انتهاكات حقوق الإنسان، بدءا من زواج الأطفال والزواج الإجباري والاغتصاب والقتل، من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسعى بشكل دائم الى تطبيق بعض الفتاوى والآراء المتشددة كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان العنف ضد النساء ظاهرة متأصلة في أفغانستان تتجلى بعدة أشكال ولأسباب مختلفة منها التقاليد القبلية والدينية الصارمة والفقر وانعدام المرافق التعليمية وثقافة التمييز بين الجنسين وانتشار الأفيون.

وتجدر الإشارة هنا وكما تشير بعض المصادر، إلى أن رجال دين متشددون قد احكموا قبضتهم على حقوق المرأة أمام عجز السلطات الرسمية من اتخاذ قرارات رادعة بسبب المحظورات الدينية التي تعطي رجال الدين السلطة العليا في القرار وخاصة في المناطق التي فيها نفوذ لحركة (طالبان) أو موالين لها، يضاف الى ذلك العنف المنزلي الذي يلعب دوره في هذه القضية، حيث لازالت نسبه في ارتفاع مضطرد. ولازالت جرائم الشرف منتشرة بشكل كبير بحيث يصبح الملاذ الأخير للنساء اليائسات أحياناً هو الانتحار. كشكل من أشكال الهروب، كما يجري الإبلاغ عن مئات الحالات التي تحرق فيها النساء أنفسهن كل عام. وبالنظر إلى انعدام الأمن وارتفاع معدلات التحرش.

والمرأة في أفغانستان وكما تشير التقارير الخاصة لبعض المنظمات الحقوقية من الأمية، ضحية للعنف والاغتصاب من قبل الرجل دون أن يخضع لطائلة القانون إذا تزوج منها، كما أن أكثر من نصف المتزوجات حديثا تقل أعمارهن عن 15 عاما، وتموت واحدة منهن كل نصف ساعة بسبب الولادة في سن مبكر، ولذلك تعتبر أفغانستان من البلاد الأعلى في معدل وفيات الأمهات حول العالم.

قتل امرأة بريئة

وفيما يخص بعض تلك الانتهاكات فقد اكد وزير الداخلية الافغاني نور الحق علومي ان المرأة التي تعرضت للضرب حتى الموت في كابول بتهمة حرق المصحف كانت بريئة. وقتلت فرخندة وكان عمرها 27 عاما عندما انهال عليها حشد غاضب بعد اتهامها بحرق نسخة من المصحف ثم احرقت جثتها والقيت في وادي كابول. وقال الوزير ردا على اسئلة النواب "ان التهمة التي وجهت الى فرخندة كانت خاطئة. كانت امرأة متدينة ولم يكن لها اي علاقة (بحرق المصحف) كانت بريئة. من المؤلم اننا لم نتمكن من حماية امرأة تقية، نأمل أن لا يتكرر هذا".

ولم يتدخل رجال الشرطة عندما تعرضت فرخندة للضرب، كما بينت الأشرطة التي تم تداولها على الانترنت. وفي بيان اعلنت وزارة الداخلية الافغانية توقيف 13 شرطيا عن العمل بينهم مسؤول شرطة الحي الذي وقعت فيه الحادثة، وحجز اكثر من عشرة اشخاص على علاقة بها. في المقابل تظاهر نحو 200 شخص في كابول بالقرب من المكان الذي احرقت فيه جثة فرخندة بمشاركة نساء وضعن أقنعة ورقية تمثل وجهها الدامي. وهتف المتظاهرون شعارات معادية للحكومة والشرطة. بحسب فرانس برس.

وقال محراب حسين شرزاد المشارك في التظاهرة "هذا عار علينا كلنا، وعلى البرلمانيين والوزراء والرئيس. هذه كارثة. هذا دليل على اننا لسنا بشرا. كل الافغان متورطون في هذه الجريمة. لقد فقدنا قيمتنا وكرامتنا امام العالم". وشارك المئات في تشييع جثمان فرخندة الذي حملته نساء الى المقبرة، وهو امر نادر في افغانستان. وفي 2012، اثار حرق المصحف في قاعة باغرام الاميركية اعمال عنف استمرت خمسة ايام واسفرت عن مقتل 30 شخصا في افغانستان.

قتل سياسية شهيرة

في السياق ذاته قال مسؤولون أفغان ان سياسية تتمتع بشعبية في شرق أفغانستان توفيت بعد هجوم بقنبلة على سيارتها فيما يؤكد المخاطر المتنامية على النساء في الحكومة. وكانت أنجيزا شينواري - وهي في منتصف الثلاثينات - في بداية الولاية الثانية في عضوية مجلس اقليم ننكرهار ونقلت الى كابول للعلاج. وقتل سائقها في الانفجار وأصيب أربعة أشخاص آخرين. وهذا الهجوم هو الثاني على سياسية في أشهر قليلة بعد ان استهدفت البرلمانية شكرية باريكزاي. ونجت باريكزاي من التفجير الانتحاري لكن ثلاثة آخرين على الاقل قتلوا.

وتتلقى النساء اللاتي يشاركن في العمل السياسي تهديدات من جانب عائلاتهن ومن طالبان لان القيام بدور عام يعتبر غير لائق بالمرأة في معظم أنحاء أفغانستان شديدة المحافظة. ووصف زملاء شيناواري بأنها مدافعة بقوة عن حقوق المرأة في شرق البلاد المحافظ بشدة وبأنها عضو نشط في مجلس اقليم ننكرهار. وقالت محترمة أمين وهي صديقة وعضو سابق في برلمان اقليم ننكرهار "كانت تعمل بجدية شديدة من أجل المرأة ومن أجل شعبها."

وتركت أمين منصبها في العام الماضي للتدريس في الجامعة وانتظار فرصة لخوص الانتخابات البرلمانية. وقالت أمين بالهاتف "عندما أذهب للتدريس في الجامعة أواجه موقفا خطيرا وبالغ السوء." وأضافت "إنني شديدة الخوف لان الناس الذين يرسلون لي تهديدات سيحاولون قتلي." وقالت انها وجهت نداءات لمسؤولين أفغان وأجانب لحمايتها دون نجاح. وأضافت "جميع النساء اللاتي تعملن في الحكومة تواجهن خطرا عظيما. والوضع سيء بوجه خاص لاعضاء المجالس الاقليمية. بحسب فرانس برس.

ولم يعلن أحد المسؤولية عن الهجوم. وكانت شينواري تبتعد عن الاضواء وتظهر في المناسبات العامة مرتدية النقاب. وفي الاجزاء شديدة المحافظة في أفغانستان حتى هذا الوضع يعتبر غير ملائم وتتعرض النساء لضغوط لارتداء البرقع الذي يغطي العينين. وأنحى حاكم ننكرهار باللوم على العاصمة كابول في موت شينواري. وقال في بيان "بسبب عدم اكتراثهم ماتت شينواري بعد الجراحة." ووصف مكتب الرئيس الافغاني شينواري في بيان بأنها مدرسة للعلوم الاسلامية وشاعرة وبطلة قومية. وفقدت شينواري ساقيها في الهجوم ولم يتمكن الاطباء من انقاذها بعد الجراحة.

بين التحرش والاحزمة الناسفة

الى جانب ذلك أكدت فنانة افغانية شابة أنها تلازم منزلها حاليا بسبب التهديدات التي تطالها من مسلمين محافظين اثر ارتدائها درعا حديدية للتنديد بالتحرش في حق النساء في الشوارع. وفي مواجهة التهديدات، ارغمت كبرا خادمي البالغة 27 عاما على تغيير محل اقامتها. ففي 26 شباط/فبراير، سارت كبرا لدقائق قليلة في شارع في وسط كابول مرتدية درعا حديدية يظهر فيه شكل الثديين والمؤخرة بوضوح.

وقد قامت كبرا لقاء مبلغ لا يتعدى عشرة دولارات بتصميم الدرع الحديدية الخاصة بها لدى اخصائي في النحاسة معروف بتصنيعه مواقد الخشب. من ثم قررت كبرا الانطلاق في هذا الخطوة. وفي الشارع، وجدت الفنانة الشابة المحجبة نفسها عرضة لكل انواع التحرش واضطرت سريعا الى الفرار تحت الشتائم والرشق بالحجارة. وقالت كبرا خادمي "كل شيء حصل كما كنت اتوقع. تدافعت الحشود للاقتراب مني".

وكان الهدف من هذه الخطوة التي قامت بها كبرا خادمي في اطار مشروع فني، التنديد بالتحرش الذي تتعرض له النساء في الشوارع الافغانية، وهي خطوة جريئة في هذا البلد المسلم المحافظ. واضافت كبرا خادمي "مفهوم عملي يأتي انطلاقا من حياتي الشخصية واللحظات الرهيبة التي عشتها"، لافتة الى أن "هذا العمل يروي ما حصل لي عندما كنت في سن الرابعة او الخامسة. قام احدهم بالتحرش بي في الشارع ولاذ بالفرار. بالنسبة اليه لم اكن سوى مجرد فتاة بصرف النظر عن سني". وتابعت "قلت لنفسي حينها: حبذا لو كانت ملابسي الداخلية مصنوعة من الحديد". بحسب فرانس برس.

ومن مخبئها في كابول، تندد كبرا بهذه "الامور التي تحصل يوميا في كل لحظة في مدينتي". ومنذ هذه المسيرة السريعة في الشارع، تتلقى الفنانة الافغانية تهديدات بالقتل عبر البريد الالكتروني وشتائم على حد قولها. وبعد ايام على خطوة كبرا خادمي، سار رجال بدورهم في شوارع كابول مرتدين البرقع تعبيرا عن تضامنهم مع النساء الافغانيات.

من جانب اخر قالت فتاة أفغانية إن أسرتها أجبرتها على مهاجمة نقطة تفتيش للشرطة في إقليم هلمند. وأضافت الفتاة أن شقيقها ووالدها ضرباها، وأمراها بلبس حزام ناسف. وقد احتجزت الفتاة تحت رعاية الدولة لحمايتها، في عاصمة الإقليم لاشكرغاه، بعد أن لمحها جندي أفغاني وهي ترتدي الحزام. وناشدت الفتاة، التي تبلغ من العمر عشر سنوات، بوضعها في بيت جديد. وقالت متحدثة باسم الرئاسة الأفغانية إن الفتاة لن تعاد إلى أقاربها إلا إذا قدم شيوخ القبيلة ضمانا لسلامتها.

ويعتقد أن الفتاة شقيقة قائد كبير في طالبان، تقول الشرطة إنه شجعها على تنفيذ الهجوم. وقالت الفتاة إنها كانت مرتعبة من تنفيذ العملية، لكن شقيقها وعدها بأن من ستستهدفهم فقط هم الذين سيموتون. وأضافت أن والدها أمرها بالعودة إلى البيت، غير أنها رفضت إطاعة أمره. "قلت: لا، أفضل أن أقتل نفسي بدلا من أن أذهب معك". "وسيحدث الشيء نفسه مرة أخرى. فقد أخبروني من قبل إن لم أنفذ العملية هذه المرة، فسوف نجعلك تنفذينها مرة أخرى".

وقالت الفتاة إنه لم يسمح لها بتعلم القراءة والكتابة. وقالت "كنت أفعل كل شيء في المنزل، أطبخ، وأنظف المنزل كله، وكانوا يعاملونني بسوء، وكأني عبدة". وقالت الفتاة "لن أعود إلى البيت ثانية. فلم يخلقني الله لأكون انتحارية. وقد طلبت من الرئيس أن يضعني في مكان أفضل".

فقدان المساعدات

على صعيد متصل باع زوج فريدة ابنتهما البالغة من العمر ثلاثة أعوام لينفق على ادمانه المخدرات فما كان منها إلا ان طعنته بسكين حتى الموت داخل منزلهما في اقليم هرات. وسحبت الام الشابة لثلاثة اطفال الجثة إلى الشارع وابلغت الشرطة وهي حاليا نزيلة في سجن النساء بهرات بعد ان عوقبت بالسجن 20 عاما. وقالت فريدة "ارفض العقوبة. لم يقدروا الظروف السيئة التي مررت بها."

وتوقعت فريدة (31 عاما) ان تقتلها الشرطة والا تذهب للسجن حيث أمضت اربع سنوات من العقوبة كانت مريحة نسبيا بفضل تأمين مانحين اجانب وجبات منتظمة وتدفئة ورعاية صحية. لكن هذه الترتيبات مهددة الآن بالزوال فيما تتزايد المخاوف من التخلي عن نساء مثل فريدة إذ ان انشطة الراعي الرئيسي للسجن فريق إعادة الإعمار الإيطالي في الإقليم ستتوقف مع رحيل معظم القوات الاجنبية.

ولم تبد الحكومة اهتماما يذكر بحماية حقوق المرأة التي نالتها بشق الانفس وسيؤول معظم التمويل المحدود لديها للتصدي لتمرد طالبان. وقال هيزر بار الباحث في هيومن رايتس ووتش "اذا لم تطعمهن الحكومة فلن يجدن ما يأكلنه. "دور الحكومة مهم بعد رحيل فريق إعادة الإعمار من الإقليم ومن الصعب تصور ان الحكومة ستكون لديها الرغبة او القدرة للحفاظ على الاوضاع داخل السجن على ما هي عليه بعد تقليص الدعم الخارجي." ويضم سجن هرات 169 نزيلة ما يجعله ثاني اكبر سجون النساء بعد سجن العاصمة كابول وبه 230 سجينة.

وينظم السجن للنزيلات دروسا في الكمبيوتر والانجليزية ويعلمهن مهارات ربما لا تستطيع النزيلات اللائي سجن لفرارهن من سوء المعاملة والزيجات القسرية اكتسابها في مكان اخر. وقالت ثريا باكزاد التي تدير مأوي للنساء في عدة اقاليم أن أمل النساء في أفغانستان معقود على ربط المانحين الاجانب المساعدات المقدمة باحراز تقدم. وقالت "الميزانية المخصصة لانشطة النساء لا تذكر. وعزت المخاوف لان الكثير من السلوكيات الافغانية العتيقة تجاه النساء لم يتغير. ويصدر القضاء عقوبات بحق النساء دون تمييز مهما كان دفاعهن.

ففريدة على سبيل المثال دفعت بانها قتلت زوجها الذي دأب على ضربها لسنوات استنزف خلالها موارد الاسرة لينفق على ادمانه. وقالت عدة نزيلات انهن فررن من سوء المعاملة واتهامهن بالزنا من قبل ازواجهن أو اسرهن الغاضبة. كما أن ضحايا جرائم الاغتصاب يسجن غالبا بتهمة الزنا ويودعن السجن حيث يلدن. وولد عشرة اطفال في سجن هرات في حين يوجد أكثر من 70 طفلا يعيشون خلف القضبان. بحسب رويترز.

وقالت سيما بازمان مديرة السجن الذي تعمل به منذ 25 عاما "لا زلنا نأمل في وصول مزيد من المساعدات." لكن إذا انسحبت الولايات المتحدة من المتوقع ان يتبعها اخرون ومعهم معظم المساعدات الاجنبية. ولا تسأل بازمان نفسها اذا كان هؤلاء النساء مكانهن السجن في اصلا. وتقول "لا اشكك في القضاء وبالنسبة لي العقوبة تبرهن على ارتكاب الجريمة."

تحدي المخاطر

من جانب اخر تولت شرطية أفغانية مسؤولية الامن في أحد احياء العاصمة الافغانية كابول وهي مهمة محفوفة بالمخاطر في دولة لا تتمتع فيها المرأة بكثير من الحريات. وتقوم جميلة باياز التي انضمت الى الشرطة الافغانية منذ 30 عاما وهي برتبة عقيد بمهامها وهي محاطة بأربعة حراس في واحدة من أكثر الأحياء التجارية في كابول ازدحاما.

وقالت انها تريد ان تكون قدوة ومصدر الهام لنساء أخريات في افغانستان حتى تزيد نسبة تمثيل المرأة في الشرطة الافغانية في حقبة ما بعد طالبان والتي لا تزال ضعيفة رغم الحملة القوية لتجنيدهن. وأضافت "أولويتي هي حماية النساء ومساعدتهن من خلال وظيفتي على الالتحاق بقوات الشرطة." والانضمام الى الشرطة الافغانية خطوة شجاعة لكنها خطرة. فعملهن الى جوار رجال غرباء في دولة شديدة المحافظة مثل أفغانستان يعرضهن الى الانتقاد بل ان بعضهن قد يتعرض للتحرش من جانب زملائهن الرجال. كان هذا من الاسباب التي جعلت جميلة باياز تعمل وهي محاطة بهذا العدد من الحراس وهو ضعف العدد المخصص لنظيرها الشرطي. بحسب رويترز.

وقالت "أعرف أنني في هذا المنصب محاطة بمخاطر وتهديدات لكني لا أعبأ بها أركز على عملي وكيف أجعل الاوضاع أفضل." وكان تشكيل وحدة نسائية في الشرطة الافغانية نصرا هاما لجهود غربية لتشجيع المساواة بين الرجال والنساء في أفغانستان بعد ان قادت الولايات المتحدة قوات للاطاحة بحكومة طالبان عام 2001. وكانت المرأة تحت حكم طالبان تعيش تحت قيود تفرض عليها ارتداء النقاب وعدم مغادرة المنزل الا باذن كما حرمت من التعليم. ورغم تحقيق بعض التقدم لا تزال المكاسب محدودة.

في السياق ذاته تصطف مليكة يوسفي بدراجتها بجوار زميلاتها على طريق خارج العاصمة الأفغانية وتستعد للتدريب بعيدا عن أعين من يحدقون فيهن في العاصمة كابول لابداء رفضهن لما يقمن به. ويوسفي عضو في المنتخب القومي الأفغاني للدراجات في منافسات النساء والذي يكسر حدود ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لرياضة النساء في هذا البلد المحافظ.

وفي ظل حكم حركة طالبان في التسعينات كان محظور على النساء المشاركة في الحياة العامة وكن ممنوعات من التعليم أو الخروج من منازلهن دون محرم. واكتسبت النساء الكثير من حقوقهن بعد سقوط حكم طالبان عام 2001 إلا أن مراقبين ما زالوا يشعرون بالقلق من أن التقدم الذي أحرز معرض للخطر مع تزايد العنف ضد النساء ومع عدم تمثيل النساء بشكل مناسب في السياسة.

وقال مكتب الرئيس الأفغاني "نحن مصرون على الوفاء بالتزاماتنا تجاه النساء وسنحمي انجازاتنا ونعززها." وبينما سلطت الأضواء على منتخب الكريكيت للرجال وفرق كرة القدم في أفغانستان لم تحظ النساء بنجاحات كبيرة إذ تواجهن ضغوطا عائلية وتفتقرن للدعم الجماهيري. وفي العام الماضي جرى حل منتخب النساء للكريكيت وسط تهديدات من حركة طالبان ونقص في عدد اللاعبات.

ومنتخب النساء للدراجات يمضي قدما في طريقه رغم أن اللاعبات لم يحصلن على راتبهن منذ شهور وهي مشكلة يعاني منها كثير من الرياضيين الأفغان. ولتفادي النظرات التي تلاحقهن وهن يرتدين السراويل الطويلة والقمصان الفضفاضة من أجل التدريب تضع اللاعبات دراجاتهن في سيارات تنقلهن خارج العاصمة. وأثناء التدريب يتقدم مدرب الفريق اللاعبات وهو داخل سيارة.

وقالت يوسفي "يمثل المدرب درعا لنا... لو لم يكن معنا لما نجحنا في قيادة الدراجات." ورغم كل ذلك أحيانا ما يوجه سائقو سيارات السباب للاعبات وتعاني قائدة الفريق من إصابة في الظهر بعد أن تعرضت لحادث عندما حاول رجل على دراجة نارية جذبها. ولا يبالغ عبد الصديق صديقي مدرب الفريق ورئيس الاتحاد الأفغاني للدراجات في قلقه وقال "هؤلاء ناس لا يسمحون لبناتهن بالذهاب للمدرسة".

وتتدرب أكثر من 40 فتاة في الفريق الذي نافس في عدد من البطولات الدولية. وقالت يوسفي إنها مصرة على أن تصبح أول أفغانية تنافس في سباق فرنسا للدراجات الذي يهيمن عليه الرجال منذ تنظيمه لأول مرة عام 1903 . وقالت "لن يوقفنا شيء."

اضف تعليق