شهر رمضان الفضيل يعتبر فرصة لاستثمار التغيير وشيوع الأجواء الروحانية وتكريس روح التعاون داخل المنزل والأسرة، ومساعدة الأزواج لزوجاتهم خاصة بشهر رمضان ما هي إلا مساهمة في تمتين وتقوية المشاعر والألفة داخل الحياة الأسرية، ويعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية...
وسط الانشغال شبه الدائم للإنسان لتوفير لقمة العيش الحلال سيما الأزواج الذين يتحلمون في الغالب مسؤولية المنزل كاملة، ومن هذا الانشغال يحدث شيئاً من التقصير او القصور بحق الزوجة والعائلة بصورة عامة، فيأتي شهر رمضان المبارك ليكون فرصة عظيمة لإعادة شحن الالفة بين الزوجين داخل الاسرة، عبر تقديم يد العون والمساعدة في المنزل في ادق التفصيلات وليس في ذلك عيباً او منقصة بل العكس، فما هي إيجابيات التعاون بين الزوجين في شهر رمضان؟
من الجميل ان تجد الكثير من الرجال يشاركون ازواجهم في عمل المنزل في شهر رمضان، فمن الأمور المهمة التي تزيد من الروابط الأسرية والتعاون بينهما هو المساعدة للزوجة ، لأنه يستشعر هذه الأعباء والضغوطات على زوجته، فإن هذه الأعباء تزداد في شهر رمضان على الزوجة خصوصاً من لديها أطفال، أو زوجة عاملة، مما يوجب المساعدة وتخفيف الجهد عنها فهي لديها قابلية محددة وبعض الحالات تحمل أكثر مما تقدر عليه.
إشارة
مما نود الإشارة اليه ان بعض الأزواج في المجتمعات العربية ذات الطابع العشائري يرفض ان يساعد زوجته في أمور المنزل سواء في المطبخ او في سائر الجزئيات الأخرى بداعي ان عمل المنزل هو من تخصص النساء وقيام الرجل به هو امر معيب، هنا سيدي الذي تنظر الى الحياة بهذه النظرة التي تجانب الحقيقة عليك ان تتذكر ان العظيم علي بن ابي طالب عليه السلام كان يساعد السيدة الزهراء عليها السلام في اعداد الطعام، فحين تلهبك العصبية البدوية تذكر ان من اعظم رجالات الإسلام كان يفعل ما تنهى نفسك عنه فعليك مراجعة نفسك ومعتقدك بهذا الخصوص.
وإذا كنت تدعي أنك من اتباع اهل البيت عليهم الإسلام او أنك مسلم على اقل تقدير عليك ان تلتزم بما يريده منك الدين الحنيف، فهو لم يجبر الزوجة على رضاعة الطفل وهو ابنها وامر بإعطائها اجر ما تقوم به ولم يجبرها على اعداد الطعام للزوج والابناء وكل ما تقوم به الزوجة المسلمة هو تطوع وإنسانية منها فلا بأس بان تساعدها فيما تستطع عليه، وليس في ذلك منة منك او جميل تسديه لها.
مردودات المساعدة بين الزوجين
في سياق بيان أهمية المساعدة تقول استشارية العلاقات الأسرية والاختصاصية في علم الاجتماع الدكتورة (مني الوكيل) " شهر رمضان الفضيل يعتبر فرصة لاستثمار التغيير وشيوع الأجواء الروحانية وتكريس روح التعاون داخل المنزل والأسرة، ومساعدة الأزواج لزوجاتهم خاصة بشهر رمضان ما هي إلا مساهمة في تمتين وتقوية المشاعر والألفة داخل الحياة الأسرية، ويعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية، بل ويترك آثاراً طيبة وعميقة ودافئة داخل العلاقة الزوجية".
ويزيد التعاون بين الزوجين من الالفة والطمأنينة بين الزوجين، اذ ان الزوجة حين ترى زوجها يشعر بتعبها ويحرص على رفع العناء عنها فأنها تشعر بالأمن النفسي والاستقرار لارتكازها على أحد يقف معها عند الحاجة، والعكس يجعل من الزوجة دائمة الشعور بالقسوة وممارسة السلطة والفرض من قبل الزوج دون إنسانية منه وهو ما يشعرها بالإحباط والارهاق.
ومن إيجابيات مساعدة الزوج لزوجته هي غرس روح المساعدة في الأبناء، حيث ان الأبناء الذي يرون ان ابويهم متعاونين سيكونون هم كذلك في المستقبل فلا البنت تبخل بجهدها في سبيل خدمة عائلتها، ولا الابن يستنكف ان يخدم زوجته وعائلتها وبذا تشكلت واحدة من اهم السلوكيات حاجة ومنفعة للزوجين والعائلة.
واخيراً حين يتساعد الزوجين على القيام بما يحتاجه الشهر الفضيل يذوب الشعور المخيف والمزعج الذي يراود النساء في كل سنة عند قدومه والنظر اليه علة انه شهر متعب ويحتاج الى جهد كبير، ولأجل هذه الفوائد العظيمة يجب ان يساعد الزوج زوجته ولا يبخل بذلك.
اضف تعليق