التخطيط غير الجيد للشهر الكريم سيضيف رمضان آخر مهدراً في قائمة أوقاتك، وأول خطوة للبدء في هذا التخطيط هي تحديد أهدافك الدينية في هذا الشهر، إضافة إلى أهدافك الأخرى المتعلقة بالعمل أو الدراسة أو حتى القراءة والتعلم الذاتي، فيفضل أن تخطط للشهر قبل بدئه...

عند اقبال شهر رمضان في كل عام نضع في مخيلتنا مهام نريد إنجازها في هذا الشهر المبارك، لكننا وللأسف في الغالب لم نتمكن من ذلك بسبب عدم التخطيط الكافي لما ننشد، او لغياب مهارة إدارة الوقت، مما يجدد الحير في نفوسنا ونقبع تحت تأثير الخشية من تكرار الفشل في كل عام وبالتالي نفوت على أنفسنا الفرصة، لكن حين نحسن تنظيم الوقت يمكننا التغلب على هذا الفشل، فكيف يمكن ان ننظم وقتنا في شهر رمضان؟، وماهي عائدات هذا التنظيم علينا؟

شهر رمضان يمثل تحدياً حقيقاً للفرد المسلم للظفر بما يحمله هذا الشهر الفريد من مزايا وفرص عظيمة تكاد لا تتكرر، فرغم الجهد الذي يضاعف على الانسان سيما مع ساعات الصيام الطويلة التي تفقدنا طاقتنا وتقلل من كفاءه عمل اجهزتنا الجسمانية لكن كل هذه العوائق يجب التعامل معها لضمان الالتزام بخططنا وتحقيق ما نريد، مع الجمع بين العبادة والمهام الحياتية في الوقت نفسه.

إذا ماردنا ان ننجح في حياتنا أي امر فلابد لنا ان خطط له والا فيذهب ادراج التخبط والعبثية والفوضى والارتجال ولن يتحقق او ان يتحقق بمواصفة اقل ما كنا نريد، فالتخطيط هو العنصر الأساسي الذي يضمن نجاح الأشخاص في تحقيق أهدافهم، سواء كانت في المجال العملي أو الروحي، وتنظيم الوقت في شهر رمضان لا يخرج عن هذه القاعدة العامة، اذ ينبغي تنظيم الوقت في رمضان بأن يخصص الفرد بعض الوقت لتخطيط يومه في رمضان، ليصبح قادراً على تحقيق أهدافه بنجاح والاستمتاع بفوائد هذا الشهر المبارك.

في هذا السياق يقول مؤلف كتاب (تحصيل البركة) الأستاذ (إسماعيل كامدار) "التخطيط غير الجيد للشهر الكريم سيضيف رمضان آخر مهدراً في قائمة أوقاتك، وأول خطوة للبدء في هذا التخطيط هي تحديد أهدافك الدينية في هذا الشهر، إضافة إلى أهدافك الأخرى المتعلقة بالعمل أو الدراسة أو حتى القراءة والتعلم الذاتي، فيفضل أن تخطط للشهر قبل بدئه، لتسهل التزامك بالخطة، كما ننصح بمراجعة خطتك كل ليلة فقد تحتاج إلى بعض التعديلات بحسب ظروفك الطارئة".

كيف يجب ان يكون البرنامج الرمضاني؟

على الفرد المسلم الحريص على تحقيق أكبر قدر من الفائدة من وقته ان ينظم وقته بوضع برنامج يومي منظم وفعال أمر هام لضمان استغلال الوقت بشكل جيد، ويكون التنظيم كالتالي: 

اول ما يجب فعله هو تحديد الأولويات وترتيب المهام حسب الأكثر أهمية فالمهم فالأقل أهمية، فالمنطقي ان تترتب حاجات الانسان سب درجة اللاحاح والاهمية في حياته، ويؤثر في ذلك الظروف الزمانية والمكانية، فليس منطقياً ان يتوانى الانسان في شهر رمضان بينما يفضل قراءة روايات او دواوين شعري او مجلات او اية كتب أخرى قابلة للتأجيل لكونها تقرأ في كل أيام السنة، اما شهر رمضا فهو ربيع القرآن الكريم لذا يجب ان يتحل الصدارة في قائمة اهتماماتنا نحن المسلمين ثم تأتي بعدها الكثير من السلوكيات الأخرى.

ويمكننا ان نستفيد من وقت الصيام الذي يفرض علينا ترك سلوكيات تأخذ من وقتنا بالوضع الطبيعي في باقي أيام وشهور السنة مثل الاكل والشراب، اذ يمكن الاستفادة من هذا الوقت في تعلم مهارات جديدة مثل تعلم مساعدة الزوجة في اعداد طعام الإفطار او ترتيب المنزل او تربية الطفل وغيرها من السلوكيات التي يبتعد عنها الرجال على سبيل الحصر لدواع عديدة ليست منطقية في اغلبها. 

كما يمكننا ان نضع برنامج لمتابعة بعض البرامج الرمضانية الدينية والعائلية الخالية من الفحش وما يغضب الله تعالى، فمن الجيد مشاهدة فلم او مشاهدة مباراة كرة قدم او حتى ممارسة بعض الهوايات والمفيدة للجسم والروح والتي تنشط في العادة في بعض الأشهر ومنها شهر رمضان المبارك، ولا بأس ايضاً من الالتحاق بدورات تعليمية عبر الإنترنت أو بالحضور الشخصي للتعلم فيما يفضله الشخص.

في الختام نقول: لأن شهر رمضان ليس كبقية الشهور وايامه ليس كبقية الأيام فقد صار واجباً ان تكون نتاجاته ليس كنتاجات باقي الشهور والأيام وهي دعوة لنفسي ولمن يقرأ ما كتبت ان يستثمر في شهر رمضان كل دقيقة استثماراً امثلاً لئلا يتحسر عليه لاحقاُ وحينها لات حين مندم.  

اضف تعليق