لفعل الخير فوائد كثيرة وثمار حسنة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يوسع الله له في رزقه، ويدفع عنه أنواع البلاء، ويقضي حوائجه، ويطيل في عمره، ويوفقه في شؤون حياته، كما أنه يشعر نفسيًا بالسعادة والراحة والرضا عن النفس لأنه فعل خيرًا في حياته كما تكون له..
إن من أحب الأعمال إلى الله تعالى والتي تقربنا إليه هو فعل الخير بمختلف أنواعه وصوره وأشكاله، ففاعل الخير له أجر وثواب عظيم، ويزداد هذا الأجر ويتضاعف إذا عمله الإنسان في شهر رمضان المبارك.
إن شهر رمضان فرصة عظيمة لزيادة فعل الخيرات والمبرات والإكثار منها؛ للتعرض إلى النفحات الإلهية، ومضاعفة الحسنات، وإعلاء الدرجات، وقبول الأعمال الصالحة فيه.
وقد حثَّ القرآن الكريم على فعل الخيرات والتسابق في فعلها في كل وقت وحين، كما في قوله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ فالتسابق والمسارعة في فعل الخيرات من صفات المؤمنين الأخيار، وخاصة في شهر الخير لنيل الدرجات العلى، والفوز برضوان الله سبحانه ورحمته الواسعة.
فالمبادرة إلى فعل الخير من الخير، والتوفيق لفعله من أبواب الخير، وعلى المرء اغتنام أي فرصة لفعل الخير وعدم التسويف أو الماطلة عن فعله؛ لأنه قد يأتي يوم يعجز فيه عن فعل أي خير.
ولفعل الخير فوائد كثيرة وثمار حسنة في الدنيا والآخرة، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ففي الدنيا يوسع الله له في رزقه، ويدفع عنه أنواع البلاء، ويقضي حوائجه، ويطيل في عمره، ويوفقه في شؤون حياته، كما أنه يشعر نفسيًا بالسعادة والراحة والرضا عن النفس لأنه فعل خيرًا في حياته، كما تكون له سمعة حسنة، ومحبة الناس له، قال تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ﴾ أي ذكرًا حسنًا وثناءً جميلاً ومحبة صادقة في قلوب الآخرين.
وأما في الآخرة ففاعل الخير يتنعم بنعيم الجنة وما فيها من نعيم دائم، وراحة نفسية، وخلود لا يفنى. والأهم من ذلك الفوز برضوان الله، والقرب منه، قال تعالى مبشرًا المؤمنين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
ان وجوه الخير كثيرة، ومصاديقه واسعة، ومجالاته متجددة، وأبوابه متنوعة، وعمل أي خير من وجوه الخير في شهر رمضان المبارك فيه أجر مضاعف، وثواب عظيم؛ وعلى العاقل ألا يحرم نفسه في شهر الخير من فعل الخير، فهو صدقة جارية وذخيرة باقية وثمرة زاكية.
لذلك لابد من الإكثار في فعل الخير في شهر الخير، وأن على المؤمن أن يكون من أهل الخير والإحسان والعطاء والبذل والإنفاق كي يساهم في مساعدة المحتاجين، وخدمة الناس، وتطوير المجتمع.
ففعل الخير بحاجة إلى توفيق، فليس كل من لديه خيرًا يوفق لفعله، فكم هناك من الناس من يملك الوفرة من الأموال ولكنه لاينفق شيئًا لفعل الخير، وكم هناك من لديه وجاهة اجتماعية أو دينية ولكنه لا يوفق للتشفع في فعل الخير؛ وفي المقابل هناك من يوفق دائمًا لفعل الخير، وهذا توفيق يجب أن يشكر الله عليه ويحمده.
اضف تعليق