حل شهر رمضان هذا العام وسط ظروف استثنائية إثر تفشي وباء كورونا، فهل يغير المسلمون عاداتهم ويتنازلون عن بعض تقاليدهم خلال هذا الشهر الفضيل؟، وهل تشهد المساجد أو أماكن التسوق والنزهة إقبالا كثيرا مثل السنوات الماضية أم سيضطر المسلمون للتأقلم مع الوضع الصحي الجديد؟...
حل شهر رمضان هذا العام وسط ظروف استثنائية إثر تفشي وباء كورونا، حيث جبرت الجائحة ملايين المسلمين على تغيير عاداتهم خلال هذه الفترة، وقد تغيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر المميز أيضا، فقبل شهور فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات الجماعة وموائد الرحمن وربما، ويتيح رمضان للمسلمين فرصة أكبر للعبادة وللتمسك بشعائر العبادة الجماعية والإسلام من الديانات التي تحبّذ العبادات الجماعية، بل تشترطها في حالات الحج وصلاة الجمعة، لكنّ جائحة كورونا فرضت على العالم كثيراً من المحاذير، وهكذا باتت الدول العربية والإسلامية تواجه تحديات هذه الجائحة وتزامنها مع حلول شهر رمضان.
وإذا كان رمضان أساسا يرمز إلى الجماعة فسيكون له وجه غير مألوف هذا العام، فقد شهد العالم طوال العقود الماضية أحداثاً وتحولات كبرى متلاحقة، لعل أبرزها الحروب والاضطرابات التي شهدتها الدول الإسلامية والعربية بشكل خاص في العقد الأخير، إلا أن كل ذلك لم ينجح في تغيير العادات والتقاليد والثوابت الدينية والاجتماعية الراسخة في شهر رمضان، على العكس تماماً من فيروس كورونا المستجد الذي تشير كل المعطيات إلى أنه سينجح في رسم شكل جديد للشهر الكريم لم يعهده الجيل الحالي ولا حتى من سبقه من أجيال.
فمع تصاعد انتشار فيروس كورونا المستجد وعدم التوصل بعد إلى لقاح له أو علاجات فعالة مضادة له، لا يتوقع حصول أي تغيير في قواعد الحجر الصحي التي تطبقها معظم دول العالم طيلة أيام شهر رمضان، وهو ما يعني أننا سنكون أمام مشهد معقد وغريب لم يعتد عليه أحد من قبل، وسنشهد تحولات دينية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة في طقوس رمضان.
تدور أسئلة عديدة في مخيلة كل مسلم عبر العالم الإسلامي نظرا لتزامن شهر الصيام مع أزمة صحية عالمية خطيرة تسببها وباء فيروس كورونا المستجد، والذي بدأ يظهر وينتشر منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
فهل يغير المسلمون عاداتهم ويتنازلون عن بعض تقاليدهم خلال هذا الشهر الذي يتميز بنشاط ديني يختلف عن باقي الشهور؟، وهل تشهد المساجد أو أماكن التسوق والنزهة إقبالا كثيرا مثل السنوات الماضية أم سيضطر المسلمون للتأقلم مع الوضع الصحي الجديد؟
المسلمون يقبلون على رمضان لم يشهدوا مثله من قبل
الشهر الفضيل في التقويم الإسلامي هو شهر التزاور الأسري والتجمع والتدبر في أمور الدين والعمل الخيري والصلاة، إلا أن 1.8 مليار مسلم يقبلون على رمضان لم يشهدوا مثله من قبل في ضوء إغلاق المساجد وحظر التجول المفروض بسبب كورونا ومنع صلاة الجماعة من السنغال إلى جنوب شرق آسيا، وفي مختلف أنحاء العالم الإسلامي ولدّت الجائحة مستويات جديدة من القلق قبل شهر الصوم.
في الجزائر اعتادت يمين هرماش (67 عاما) استقبال أقاربها وجيرانها في بيتها لاحتساء الشاي والمرطبات خلال الشهر. لكنها تخشى أن يكون رمضان هذا العام مختلفا، قالت وهي تبكي ”قد لا نزورهم وهم لن يأتوا. فيروس كورونا جعل الجميع خائفين حتى من الضيوف المميزين“، وفي بلد أغلقت فيه المساجد، يشعر زوجها محمد جمودي (73 عاما) بالقلق من شيء آخر، قال جمودي ”لا أتصور رمضان بلا صلاة التراويح“.
وحثت السعودية المسلمين على عدم التجمع للصلاة أو الاختلاط بسبب الزيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في منطقة الخليج، وقال وزير الصحة توفيق الربيعة في كلمة بثها التلفزيون ”نحن في مركب واحد، يجب أن نطبق التباعد الاجتماعي للوقاية من الفيروس“ مشيرا إلى أن شهر رمضان تكثر فيه الأنشطة الاجتماعية، معربا عن أمله بأن يكون هذا الشهر في هذا العام مختلفا جراء الالتزام بالاحترازات والتباعد الاجتماعي، وفي الأردن من المتوقع أن تصدر الحكومة بالتنسيق مع دول عربية مجاورة فتوى تحدد كيفية أداء الشعائر الدينية خلال رمضان غير أن الشهر يبدو مختلفا لملايين المسلمين، وفي أفريقيا وآسيا ألقى فيروس كورونا بظلال قاتمة وأثار جوا من الغموض.
في أسواق وشوارع مدينة القاهرة المترامية التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة ولا تهدأ فيها الحركة في العادة تقريبا كان للفيروس تداعيات كارثية، قال صاحب تجارة بجوار مسجد السيدة زينب التاريخي اسمه سمير الخطيب ”الناس لا يريدون زيارة المحلات. يخافون من المرض. هذه أسوأ سنة على الإطلاق. مقارنة بالسنة الماضية لم نبع حتى الربع“، وخلال رمضان يرص الباعة في شوارع العاصمة المصرية مناضد عليها التمر والمشمشية والفواكه المجففة التي يفطر عليها الصائمون ويعرضون أشكالا شتى من الفوانيس الملونة، غير أن السلطات فرضت هذا العام حظر تجول ليليا ومنعت صلاة الجماعة وغيرها من الأنشطة.
وكان بين من جازفوا بالخروج من بيوتهم ناصر صلاح عبد القادر (59 عاما) المدير ببورصة الأوراق المالية، قال عبد القادر إن الجو السائد هذا العام ليس جوا رمضانيا على الإطلاق موضحا أنه اعتاد المجيء إلى السوق وكانت الأغاني الرمضانية تتردد من جنبات السوق والناس منتشرين في كل مكان يكادون أن يقضوا وقتهم كله في الشارع.
رمضان كئيب في ظل جائحة كورونا
من إلغاء ولائم الإفطار مع العائلة إلى تعليق الصلاة في المساجد، يستعد المسلمون في الشرق الأوسط لاستقبال شهر رمضان كئيب في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد وإجراءات الحد من التنقل لوقف انتشاره.
ولطالما تجمعت العائلات وقت الإفطار خلال الشهر بعد يوم من الصيام من شروق الشمس حتى غروبها. ويتميز شهر رمضان أيضا بشعائر العبادة فيه.
ولكن مع تفشي فيروس كورونا المستجد، تبدو عادات شهر رمضان الذي يبدأ هذا الأسبوع، بعيدة المنال، مع وجود الملايين من السكان في الشرق الأوسط- من السعودية إلى لبنان إلى ساحات القتال في ليبيا والعراق واليمن- في إغلاق تام.
وفرضت المملكة التي يزورها ملايين المسلمين سنويا لأداء العمرة ومناسك الحج، إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار الفيروس تشمل منع التجمعات بما في ذلك صلاة الجماعة ومناسك العمرة، وفي الأسابيع الماضية، بدا المسجد الحرام والكعبة التي لطالما اكتظت بعشرات آلاف من المصلين، شبه خاليين من المصلين.
وقال مؤذن المسجد الحرام علي ملا "قلوبنا تبكي"، مضيفا "اعتدنا على ازدحام المسجد الحرام بالناس خلال الليل والنهار وكل الأوقات"، وتابع "شعرت بألم داخلي"، ولم تعلن السعودية حتى الآن عن قرار يتعلق بموسم الحج في تموز/يوليو المقبل، ولكن من المرجح أن يتم إلغاء الموسم للمرة الأولى في التاريخ الحديث بسبب الفيروس.
وكانت السعودية طلبت في أواخر آذار/مارس الماضي من المسلمين التريث قبل إبرام عقود الحج والعمرة، وأعلن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن صلاة التروايح ستكون أيضا في المنازل، ودعا المواطنين إلى عدم تحري هلال رمضان هذا العام، وتأتي هذه القيود استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي حثّت الدول الإسلامية على "إعادة النظر جديا" في أي احتفالات دينية جماعية، وتضررت الكثير من الأعمال بسبب القيود والإغلاقات، وهذا العام، قام الكثير من المسلمين بإعادة توجيه ميزانياتهم لشهر رمضان لشراء القفازات والأقنعة وغيرها من أساليب الوقاية من الفيروس.
وفي العاصمة السورية دمشق، قال يونس (51 عاما) داخل متجر لبيع الألبسة "قمت بإدخار مبلغ من أجل رمضان لكن قمت بإنفاقه بدلا من ذلك على شراء أشياء للحجر الصحي والوقاية من الفيروس"، وأضاف "لا ولائم ولا زيارات هذا العام.. أشعر أن الفيروس يحاصرنا أينما ذهبنا"، وفي إيران التي ترزح تحت عقوبات، سمحت السلطات باستئناف الأنشطة "منخفضة المخاطر" على غرار المتاجر والشركات الصغيرة.
ومع الفيروس، رفض الكثيرون الادعاءات بجواز الإفطار في شهر رمضان، مصرين إن الفيروس لا يعني منع الصيام، وكتبت دار الإفتاء المصرية في تغريدة على تويتر "مجرد الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ليس مسوِّغًا للإفطار"، وفي إرشاداتها الخاصة بشهر رمضان، أكدت منظمة الصحة العالمية عدم وجود دراسات تربط بين الصيام والإصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرة إن الأشخاص الأصحاء "بإمكانهم الصيام خلال شهر رمضان كما في السنوات الماضية".
وبالنسبة للكثير من العالقين في منازلهم في مناطق القتال في دول مثل ليبيا، فإن شهر رمضان ما زال فرصة للعبادة وفعل الخير، وتقول كريمة منير (54 عاما) "بالنسبة لي، فإن رمضان جاء مبكرا هذا العام. خلال أوقات الصيام هناك منع التجول ما يعني ساعات عمل أقل، وهذا يشبه رمضان"، وأضافت "رمضان دائما يتعلق بفعل الخير وهذا العام يوجد الكثير من المحتاجين، خاصة من (النازحين) من الحرب".
نقص الأئمة في مساجد فرنسا بسبب فيروس كوفيد 19
في فرنسا، أغلق مسجد باريس أبوابه منذ 13 مارس/أذار الماضي لغاية أجل غير مسمى حسب بيان على موقع الإنترنت للمسجد تفاديا من انتشار فيروس كورونا بين أوساط المصلين والزوار، ويتوقع أن يبقى المسجد مقفلا خلال أيام رمضان. فيما أضاف المجلس الأعلى للديانة الإسلامية بفرنسا أنه بسبب وباء كورونا والحدود المغلقة، فلن ترسل الجزائر ولا المغرب أو تركيا أئمة للصلاة بالمؤمنين في المساجد الفرنسية وضمان سير الحلقات الدينية المعتادة في مثل هذه الشهر، وكتب المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في بيان نقله موقع "سفير نيوز": "في الوقت الذي نعتمد على أئمة من الخارج، أزمة كورونا تشكل فرصة سانحة للتفكير جيدا كيف ننهي هذه التبعية الدينية ونُكونَ إطارات دينية فرنسية" وأضاف البيان إن "امتلاك استقلالية دينية باتت ضرورة ملحة".
مسلمو آسيا وصعوبة الالتزام بالتباعد الاجتماعي خلال رمضان
ينتظر أكثر من مليار مسلم في آسيا حلول شهر رمضان حيث يواصل رجال الدين دعوة الناس إلى المجيء إلى المساجد خلال شهر الصوم على الرغم من التباعد الذي تقتضيه جائحة كورونا.
حاولت السلطات الحد من تداعيات الوباء خلال رمضان الذي يبدأ الخميس في آسيا، ولكن في كثير من الحالات تجاهل رجال الدين المخاوف والتحذيرات بشأن الممارسات والأنشطة التي يمكن أن تساهم في نشر فيروس كوفيد-19.
في بنغلادش، انتقد رجال الدين محاولات خفض عدد من يذهبون إلى المساجد، وطالبوا الحكومة بالسماح لملايين المسلمين بالمشاركة في الصلوات اليومية والأسبوعية، وقال مجيب الرحمن حميدي العضو البارز في جماعة حفظة الإسلام المتشددة "نحن لا نقبل ما تمليه الحكومة بالنسبة الى عدد المصلين. الإسلام لا يجيز تحديد عدد المصلين الذين يؤمون المساجد"، وذكَّر الزعماء الإسلاميون في بنغلادش، حيث تحدى عشرات الآلاف من الأشخاص تدابير الإغلاق السبت لحضور جنازة أحد كبار العلماء، بأن المشاركة في الصلاة في المسجد "فريضة" على كل مسلم صحيح الإيمان.
في باكستان، قال رجال الدين إن العبادة أهم من المخاوف التي يثيرها فيروس كورونا. وتعرضت السلطات لضغوط دينية للسماح بإقامة الصلاة اليومية والتجمع في المساجد بعد الإفطار بعدما وعد علماء الدين بتوجيه القادة الدينيين للحفاظ على نظافة مرافقهم بانتظام.
وقبل أيام من حلول رمضان، امتلأت المساجد في مختلف أنحاء باكستان بالمئات ممن شاركوا في صلاة الجمعة وجلسوا جنباً إلى جنب بدون أي اعتبار لتعليمات التباعد الاجتماعي، وقال سائق سيارة الأجرة زبير خان لوكالة فرانس برس في مدينة بيشاور الشمالية الغربية "سأتخذ كل الاجراءات الوقائية واغسل يديَّ واستخدم قناع الوجه، لكن هذا لا يعني انني سأتوقف عن المشاركة في صلاة الجماعة وخصوصاً خلال شهر رمضان".
تم تسليط الضوء على التهديد الذي تمثله التجمعات الدينية الكبيرة بالنسبة لانتشار الفيروس في الأسابيع الأخيرة من خلال ثلاث موجات من العدوى في آسيا مرتبطة بتجمعات إسلامية منفصلة وهائلة في ماليزيا وباكستان والهند.
مع نحو مليار مسلم، تعد آسيا موطن بعض أكبر التجمعات السكانية المسلمة في العالم امتداداً من الأرخبيل الإندونيسي إلى جبال هندوكوش في أفغانستان، كانت حصيلة الوفيات في المنطقة بسبب كوفيد-19 أقل بكثير مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، لكنها ترتفع بشكل مضطرد، ما أثار مخاوف من أن الفيروس قد يستنفد بسرعة طاقة مرافق الرعاية الصحية التي تعاني من نقص التمويل في كثير من الأحيان.
لقد دفع وباء كورونا المستجد بحكومات آسيا إلى إغلاق المدارس والأعمال التجارية، لكن المساجد ظلت مفتوحة إلى حد كبير، وخلال شهر رمضان، يقصد المسلمون المساجد يومياً للصلاة كما تقدم المساجد وجبات إفطار كبيرة، فيما تجتمع العائلات للإفطار بحضور الاقارب والأصدقاء في المنزل، في جنوب شرق آسيا، نشأ جدل حاد في ماليزيا حول ما إذا كان سيسمح بتنظيم بازارات رمضان الشعبية حيث تباع الأطباق المحلية قبل الإفطار.
وفرضت ماليزيا الإغلاق في جميع أنحاء البلاد سعياً لاحتواء الوباء، وقالت الحكومة الأسبوع الماضي إنه لضمان الابتعاد الاجتماعي، فإنها ستسمح فقط بما سمته "البازارات الإلكترونية"، ليحصل الراغبون على طلباتهم عبر الإنترنت من الباعة المحليين الذين يوصلونها إلى منازلهم.
صلاتا التراويح والعيد في البيوت إذا استمر كورونا
نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قوله إن صلاة التراويح خلال شهر رمضان وكذلك صلاة عيد الفطر ستقام في البيوت إذا استمر تفشي فيروس كورونا المستجد.
ونقلت عنه الصحيفة قوله ردا على استفسارات بهذا الشأن ”بالنسبة لصلاة التراويح في البيوت في شهر مضان لهذا العام لتعذر إقامتها في المساجد بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، فإن الناس يصلونها في بيوتهم“، ويبدأ شهر رمضان نهاية الأسبوع المقبل.
ومنعت السعودية صلاة الجماعة وصلاة الجمعة في المساجد منذ منتصف مارس آذار في إطار جهود الحد من انتشار فيروس كورونا، وأعلن المسجد النبوي في المدينة المنورة يوم الخميس منع إقامة موائد الرحمن خلال شهر رمضان، وأعلنت المملكة تسجيل 6380 حالة إصابة بكوفيد-19 ووفاة 83 شخصا بالمرض حتى الآن.
حث المسلمين على الصلاة في منازلهم في رمضان
قال مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن العاملين في المجال الطبي الذين يعتنون بمرضى كوفيد-19 مستثنون من صيام شهر رمضان وحث المسلمين على عدم التجمع لأداء صلاة الجماعة خلال الشهر الذي يبدأ هذا الأسبوع.
وأضاف المجلس في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية في وقت متأخر من مساء الأحد أن جميع الأصحاء مكلفون بالصيام لكن يمكن للكوادر الطبية التي تمثل الخط الأمامي في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد أن يفطروا ”إن كانوا يخافون أن يؤدي صومهم إلى ضعف مناعتهم أو تضييع مرضاهم“.
وقال إن على المسلمين الالتزام بالتباعد أثناء الصلاة في رمضان وعيد الفطر. وعلّقت الإمارات أداء الصلوات في جميع دور العبادة بما في ذلك المساجد في إطار إجراءات احتواء الفيروس، وحذر المجلس في البيان من ”الدعوة إلى التجمع في مثل هذه الظروف، لما فيه من تعريض حياة الناس للخطر والمهالك، وأن مثل هذه الدعوات حرام شرعا“.
وسجلت الإمارات، مركز الأعمال في المنطقة، 6781 إصابة بالفيروس و41 وفاة، وهذه هي ثاني أعلى حصيلة بعد السعودية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي شهدت زيادة مستمرة لعدد حالات الإصابة بالعدوى حتى تجاوزت 26 ألف حالة وأكثر من 160 وفاة مع قيام الدول بزيادة اختبارات الكشف عن الفيروس.
وعلقت عدة دول عربية خليجية رحلات نقل الركاب جوا وفرضت حظر التجول وأغلقت معظم الأماكن العامة، لكنها شهدت ارتفاعا في حالات العدوى بين العمال المهاجرين من أصحاب الدخل المنخفض الذين يعيش عدد كبير منهم في مساكن ضيقة مكتظة، وتحاول بعض حكومات منطقة الخليج ترتيب رحلات جوية لإعادة المغتربين الذين فقدوا وظائفهم أو حصلوا على إجازات من أعمالهم.
وأعلن نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم إمارة دبي، تدشين حملة إنسانية أمس الأحد لتقديم عشرة ملايين وجبة طعام أو طرود تحتوي على مواد غذائية للمجتمعات المتضررة من انتشار الفيروس في البلاد.
وقال في تغريدة على تويتر ”إطعام الطعام وخاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل هي أولوية إنسانية ومجتمعية تفرضها ظروف أكبر أزمة يمر بها العالم من حولنا... ولن يجوع أحد على أرض الإمارات دون أن يهتم به الجميع“.
ويمثل ملايين العمال الأجانب، وكثير منهم آسيويون، ركيزة لاقتصادات منطقة الخليج ويعملون في قطاعات تضررت من انتشار الفيروس، كما سيؤدي الوباء على الأرجح لتعثر التحويلات الكبيرة التي يرسلها هؤلاء العمال إلى أوطانهم.
منظمة الصحة العالمية تصدر توصيات خاصة بالنظام الغذائي خلال شهر رمضان
أصدر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط توصياتٍ بشأن النظام الغذائي الموصى باتباعه خلال شهر رمضان، وذلك عبر موقعه الرسمي، وأشارت التوصيات إلى ضرورة الحرص على شرب كمية كبيرة من المياه وتناول الأطعمة الغنية بالسوائل، والإكثار من شرب المياه بين وجبتي الإفطار والسحور خلال شهر رمضان، وأكدت التوصيات أن معدلات تعرق الجسم تزيد مع ارتفاع درجات الحرارة، لذلك من الضروري شرب السوائل لتعويض ما يفقده الجسم خلال ساعات النهار، أي ما لا يقل عن 10 أكواب، وشددت التوصيات على ضرورة تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، لأن الكافيين قد يسبب كثرة التبول، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، وحذرت التوصيات من أن المشروبات الغازية تحتوي على السكر، ما يضيف المزيد من السعرات الحرارية إلى النظام الغذائي.
ونصحت التوصيات بتناول الأطعمة الغنية بالمياه، مثل الحساء أو سلطة الخضروات الطازجة، كبديل للمشروبات الغازية، وذكرت التوصيات أن رمضان هذا العام يأتي في أيام حارة، ويمتد الصيام لساعات طويلة، حيث تصل مدة الصيام في المتوسط إلى 15 و16ساعة يومياً، لذا من المهم التواجد في أماكن مُظلله ذات تهوية، وتجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة.
وجبة الإفطار
وأشار التوصيات إلى ضرورة تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة لتعويض مستويات الطاقة لدى الأشخاص، وذكرت التوصيات أن الإفطار على ثلاث حبات من التمر يعد من الطرق التقليدية والصحية لبدء وجبة الإفطار، لأن التمر غني بالألياف.
كما يجب تناول في وجبة الإفطار الكثير من الخضار لتزود الجسم بالفيتامينات والمغذيات، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة التي تزود الجسم بالطاقة والألياف، ونصحت التوصيات بتناول اللحوم الخالية من الدهون، والدجاج بدون جلد، وتناول الأسماك سواء كانت مشوية أو مطبوخة في الفرن للحصول على حصة جيدة من البروتين الصحي.
كما نصحت التوصيات بتجنب الأطعمة المقلية أو المُصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر، وفيما يلي أمثلة ذكرتها التوصيات لأطعمة لوجبة الإفطار
حساء خضار طازج، وليس مسحوق الحساء الجاهز
سلطة خضراء أو أي أنواع أخرى من الخضار من اختيارك
خضار محشية، مثل الكوسا، والباذنجان، وورق عنب
صدور دجاج مطبوخة في الفرن
وجبة السحور
وأشار التوصيات إلى ضرورة تناول وجبة سحور خفيفة لتعين الصائم خلال فترة الصيام، ويجب أن تتضمن وجبة السحور بعض الخضار وحصة من الكربوهيدرات مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، وأطعمة غنية بالبروتين مثل منتجات الألبان و/أو بيض.
وفيما يلي أمثلة ذكرتها التوصيات لأطعمة وجبة السحور
قطعتان من الخبز
بيضة مخفوقة بالخضار أو بيضة مسلوقة جيداً
خضار مقطعة
لبنة أو جبنة مضاف إليهما الزعتر وزيت الزيتون
وأوضحت منظمة الصحة العالمية ضروة تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات عقب وجبة الإفطار، حيث تتضمن الحلويات في رمضان كميات كبيرة من شراب السكر، وينصح بتناول فاكهة مثلجة تحتوي على المياه للتحلية مثل البطيخ أو الشمام أو أي فاكهة موسمية أخرى مثل الخوخ، كما نصحت منظمة الصحة العالمية بالحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وخاصةً اللحوم، وأضافت أنه يفضل الابتعاد عن القلي واستخدام طرق أخرى في الطبخ، مثل الطبخ على البخار، أو الطبخ في الفرن، أو القلي السريع باستخدام كمية صغيرة من الزيت، ويفضل كذلك تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، وتجنب استخدامه قدر الإمكان عند إعداد الوجبات، ويمكن استبداله بالأعشاب المختلفة لتحسين نكهة الأطعمة، وأشارت المنظمة إلى ضرورة تناول الطعام ببطء وبكميات مناسبة. إذ تسبب الوجبات الكبيرة الحرقة والشعور بعدم الارتياح.
اضف تعليق