إنسانيات - علم نفس

من هو ضعيف الشخصية؟

ما يُميز كل إنسان عن آخر هو شخصيته، فهي عامل من عوامل التقييم له والحكم عليه. فإما أن يكون ذا شخصية قوية وواثقة من ذاتها، وإما أن يكون ذا شخصية ضعيفة ومهزوزة. وما بين هذه وتلك توجد عدة فروق ودلائل، فما هي معايير الحكم على كون هذا الإنسان ذا شخصية ضعيفة؟...

ما يُميز كل إنسان عن آخر هو شخصيته، فهي عامل من عوامل التقييم له والحكم عليه. فإما أن يكون ذا شخصية قوية وواثقة من ذاتها، وإما أن يكون ذا شخصية ضعيفة ومهزوزة. وما بين هذه وتلك توجد عدة فروق ودلائل، فما هي معايير الحكم على كون هذا الإنسان ذا شخصية ضعيفة؟

الإنسان في العادة هو نتاج عاملين اثنين لا ثالث لهما، وهما الوراثة التي تقول الدراسات النفسية إنها لا تتجاوز 10% من الأثر في تكوين الشخصية، والثاني البيئة، وهي العامل الذي يصل إلى 90% من التأثير. فما يخص الوراثة لا يمكن التحكم به، لكن البيئة يمكن اختيارها وفق محددات يختارها الإنسان لنفسه، فحتى لو فُرضت علينا بيئة معينة يمكن معالجتها عبر مغادرتها عند التمكن أو الاختلاط ببيئات أخرى أكثر عادات صحية.

في هذا السياق، يقول المختص النفسي الدكتور ياسر الحويزمي: "قوة الشخصية تنمو وتزداد أحيانًا، وتضعف وتنقص أحيانًا، كشجرةٍ تنمو إن سقيناها بماء التشجيع، والتحفيز، والمبادرة، وتصفر أوراقها إن سُلِّطت عليها حرارة شمس الذم، والرفض، والتهميش". وهذا ما يُلزمنا بأن نكون في البيئة الاجتماعية المناسبة والتي تدفعنا باتجاه النمو السليم في جوانب الشخصية المختلفة، وإلا فنحن من سيدفع ثمن وجودنا في بيئة غير داعمة.

ما هي علامات ضعف الشخصية؟

عدة علامات إذا توفرت في الفرد جميعها أو غالبيتها، فهذا مؤشر على أنه ذو شخصية ضعيفة. وأبرز هذه العلامات هي:

أول ما يتصف به الإنسان ضعيف الشخصية كونه يشعر بالدونية وتدني احترام الذات في معظم الأوقات. وبناءً على ذلك، يكون فهو ذو شخصية مهزوزة تتحسس من النقد وآراء الآخرين، ويتصف بتقليله من قدراته الذاتية وإمكاناتها، وتركيزه على السلبيات ونقاط الضعف، ومقارنة النفس بالآخرين دائمًا، وشعوره بأنها أقل قيمة منهم، وهو ما يجعله يحرق بنفسه ويلومها على الدوام.

كما أن الفرد ضعيف الشخصية يصعب أو ربما يستحيل عليه اتخاذ قرارات مهمة ومفصلية في حياته دون تدخل الآخرين فيها، سواء كانوا الأهل أم الأصدقاء أو الزملاء وسواهم من الجماعات الإنسانية؛ حيث يسيطر عليه التردد والضياع مما يجعله يطلب المساعدة لتخطي محنته.

ومن صفات الإنسان ضعيف الشخصية أنه يحاول دائمًا إرضاء الآخرين، ويبحث بكل الطرائق والوسائل لعدم إزعاجهم في الرأي والعمل على حساب رأيه وما يعتقد به. فهو مستعد لتقديم رضا الآخرين في المحيط عنه على رضاه عن نفسه، وبالتالي يكون مرهقًا في سبيل إرضاء المحيط.

ويميل ضعيف الشخصية إلى التبعية والافتقار إلى المبادرة في أي عمل حتى يُطلب منه ذلك أو يُوجه إليه. فهو في العادة مُنفذ لا مُقرر، بمعنى أنه ينفذ كل الأشياء التي تُراد منه من دون مناقشتها أو اقتراح تعديلها بما يناسبه هو، وبذلك يحاول التهرب من تحمل المسؤولية مهما كانت بسيطة. ومثل هذا النموذج يصادفنا في بيئات العمل المختلفة.

كما يفضل ضعيف الشخصية الاعتزال وتجنب المواقف الاجتماعية لئلا يتعرض إلى الإحراج، فهو يبقى قلقًا على الدوام، ورافضًا للتواجد في مثل هذه التجمعات سواء كانت كبيرة أم عائلية؛ لكونه يريد البقاء في منطقة الراحة بدلاً من الدخول في مجاملات تُبعده عن تلك المنطقة كما يعتقد.

ويفتقر ضعيف الشخصية إلى القدرة على المواجهة وقول ما يجب أن يُقال عند اختلاف الآراء أو عند النزاع؛ حيث يكتفي بالتحدث أمام مجموعته الصغيرة وعائلته، بينما المفترض أن يفرض ما يريد من دون خشية ولا توجس ما دام على حق. في الختام، هذه أبرز العلامات الدالة على مالكها كونه ضعيف شخصية، فتجنبها عزيزي القارئ، وحاول القيام بعكسها لضمان بقاء صورتك ناصعة أمام الآخرين.


اضف تعليق