من اكثر الاخطاء التي يقع فيها الاباء هي نهر ابنائهم عندما يوجهون لهم مثل هذه الاسئلة او انهم يحاولون اسكاتهم بطريقة او بأخرى لكون التعامل معهم بهذه الكيفية سيفقدهم ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يترددون في مناقشة آبائهم او الاستفسار عن امر ما ومن هنا تبدأ ثقة الانسان بنفسه بالانهيار...
طبيعة الطفل الفضولية تدفعه الى طرح الكثير من الاسئلة على ابويه، من هذه الاسئلة ما هو طبيعي وينم عن ذكاء عالي وفطنة، وبعضها ماهو جريئ ومحرج، وهو مايعرض الابوين للاحراج سيما امام الآخرين، ومن هذه النقطة تحديداً رأينا من المهم البحث في طيات هذا الموضوع المهم لتقصي اسبابه وانعكاساته ومن ثم وضع الحلول العلمية المنطقية القابلة للتطبيق له لتفادي ما يسببه.
معظم او جميع الاسئلة المحرجة التي يطرحها الاطفال على ابويهم او ذويهم تصطبغ بصبغة العفوية وليس الغرض منهم التسبب بالاحراج او ماشاكل، فهم لا يفهمون معناها ولا يعون حجم الاحراج الذي يضعون فيه ابائهم وهو ما يجعلهم يفشلون في اختيار موضوع الحديث المناسب والطريقة التي يطروحون فيها الاسئلة وعدم تقدير للوقت المناسب ايضاً.
في استطلاع للرأي لمجموعة من الآباء،" تبين أن 54% منهم يشعرون بالارتباك من أسئلة أطفالهم، و47% منهم ينكرون معرفتهم الإجابة، في حين أنّ 28% من الآباء صرحوا باختيارهم منح أطفالهم إجابات خاطئة، لتجنب الدخول معهم في سلسلة من الأسئلة المحرجة، وعليه يجب دائماً إيجاد أجوبة منطقية تناسب مستوى تفكير طفلك بما يتناسب مع سنه وقدراته".
من اكثر الاخطاء التي يقع فيها الاباء هي نهر ابنائهم عندما يوجهون لهم مثل هذه الاسئلة او انهم يحاولون اسكاتهم بطريقة او بأخرى لكون التعامل معهم بهذه الكيفية سيفقدهم ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يترددون في مناقشة آبائهم او الاستفسار عن امر ما ومن هنا تبدأ ثقة الانسان بنفسه بالانهيار وقد لا تترمم مع مرور الزمن ما يسبب ازمة حقيقية لطفل اليوم وكبير الغد، وهذا الذي تنهى عنه التربية الحديثة وتحذر من تداعياته الخطيرة على الشخصية الانسانية.
وعلى الرغم من الحرج الذي تسببه اسئلة الاطفال غير علم النفس له رأي حيالها مختلف تماماً فهو يرى ان تلك الأسئلة التي لا يتوانى الصغار عن طرحها في مرحلة الطفولة المبكرة، لها دور مهم في زيادة مستواه المعرفي والفكري، وهو ما ستدعي البحث عن سبب تفكيره في الاشياء التي يسأل عنا وبالتالي مساعدته على رفع قدرته على التعاطي مع العالم المحيط بشكل أكثر إبداعا، لذا فإن تجاهل الإجابة عنها أو تعمد الاستجابة لها بشكل سطحي يؤثر سلبا على تطوره الإدراكي بصورة عامة.
كيف نتعامل مع اسئلة الاطفال المحرجة؟
يجب ان يكون التعامل وفق الفهم الحقيقي للدوافع الخفية للاسئلة وبالتالي التعامل معها كالآتي:
الاسلوب يختصر الاجابة، هذه الحقيقة التي يجب الالتفات اليها والافادة منها بذكاء، فقد يتعرض الاباء والمربين لاسئلة يصعب الاجابة عنها ومنها ما يتعلق بالامور الغيبية واسئلة اخرى تتعلق بالموت واصل الوجود وغيرها، في مثل التعرض لهذه الاسئلة يجب البقاء هادئاً مع الابتسامة لأن الطفل يفهم ويتأثر الاشارات غير اللفظية، بينما يزيد انفعالك الموقف حرجاً، فعليك التحكم بردة فعلك، لتبقى الشخص الوحيد الذي يشبع فضول الطفل.
ومن الاهمية بمكان ان يختار من يتعرض للحرج الكلمات بعانية فائقة والحرص على كونها تناسب سن الطفل ومستوى تفكيره، فالاجابة عليه بلغة بسيطة ومحببة لديه وعدم السخرية من تجعله يثق به ويحاول مشاركته افكاره وهواجسه وهو ما ينمي ثقته بنفسه وبمحيطه الاجتماعي.
ولابد من التأكد من فهم السؤال فقد يكون سؤال الطفل أبسط بكثير مما كنت تعتقد لذلك اعد السؤال لتتأكد من استيعابك لسؤاله والإجابة ضمن حدوده، من دون الاضطرار إلى تنميق إجابة غير مرتبطة بالسؤال فلا هو اشبع فضوله ولا انت ابعدت الحرج عنك.
واخيراً لابد من التجمل بالصبر مع الطفل الذي يحرجك بأسئلة ومحاولة الخروج من الحرج بذكاء عبر اعطاء اجوبة مقترحة قد يختار هو احدها وبالتالي تغادر الحرج، وبهذه الامور يكمن التعامل الصحي مع الاسئة المحرجة التي يوجهها الاطفال لابائهم وذويهم.
اضف تعليق