على الرغم من أهمية جوائز نوبل الكبيرة في دعم وتكريم العلماء وغيرهم، لكنها قد لا تخلوا من بعض الانتقادات والتشكيك في اختيار بعض الأسماء حيث ان البعض يعتقد ان هذه الجائزة ربما تمنح في بعض الأحيان إلى من لا يستحقها وذلك بسبب دوافع ايدولوجية أو براغماتية سياسية أو تجارة اعلامية...
يحلم الكثير الرواء والعلماء والمفكرين من أصحاب الاختراعات والأفكار والانجازات الهامة للبشرية بالفوز بجائزة "نوبل" العالمية، التي يتم منحها في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام في مجالات عديدة كالسلام والفيزياء والكيمياء والطب والسلام والاقتصاد والأدب، وهي أعلى جائزة يمكن أن يحصل إليها أي عالم نتيجة لإبداعاته واكتشافاته.
لكن على الرغم من أهمية جوائز نوبل الكبيرة في دعم وتكريم العلماء وغيرهم، لكنها قد لا تخلوا من بعض الانتقادات والتشكيك في اختيار بعض الأسماء حيث ان البعض يعتقد ان هذه الجائزة ربما تمنح في بعض الأحيان إلى من لا يستحقها وذلك بسبب دوافع ايدولوجية أو براغماتية سياسية أو تجارة اعلامية على حساب المعايير المهنية والاستحقاق الانساني، مؤكدين بذلك على ما يحدث لجائزة نوبل للسلام والاقتصاد التي منحت لبعض الشخصيات والقادة وهو ما ولد بعض الشكوك في مصداقية عمل لجان التحكيم.
في حين كان يمكن أن تتحول هذه الجائزة في مختلف مجالاتها، وهي الأرفع في العالم بلا شك، إلى مشعل يضيء أرجاء كوكبنا ويربط أممه وأطيافه وثقافاته، ويظهر الأفضل والأنقى والأكثر إبداعا من بين ما يمور داخل النسغ الإنساني الهادر، إلا أن هذا الهدف لم تتمكن الجائزة من تحقيقه في أكثر من اختبار، ورغم كل التغييرات التي شهدها العلم والعمل الإنساني، هناك شيء واحد يمكنك الاعتماد عليه: الغالبية الساحقة من الفائزين بنوبل سيكونون من الذكور.
وفي ظل استمرار ازدهار المجتمع العلمي فإن الفائزين المحتملين بجائزة نوبل سوف ينتظرون لسنوات للحصول عليها، ويعني هذا أيضا أن نسبة الذكور غير المتوازنة مع الإناث تعكس نظرة العالم منذ عقود.
علام تُمنح جوائز نوبل؟ تمنح مؤسسة نوبل النرويجية سلسلة من الجوائز السنوية باسمها في خمسة مجالات هي الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام.
وتذهب هذه الجوائز لشخصيات "أسهمت بنصيب وافر في نفع البشرية" في الأشهر الاثني عشر الأخيرة، على حد ما ورد من تعبير في وصية رجل الأعمال السويدي -ومخترع الديناميت- ألفريد نوبل، وقد أوصى ألفريد نوبل بمعظم ثروته لتمويل الجوائز التي مُنحت لأول مرة عام 1901.
وفي عام 1968، أضاف البنك المركزي السويدي مجالا سادسا إلى سلسلة الجوائز هو الاقتصاد، رغم أنه لا يحمل بشكل رسمي وصْف جائزة نوبل، وإنما جائزة بنك السويد في الاقتصاد.
كيف يتم اختيار الفائزين؟ في كل عام، تتولى مؤسسات مختلفة تقديم الجائزة في كل من مجالاتها. ويجري اختيار خمسا من مجالات الجائزة الستة في السويد، أما جائزة نوبل في السلام، فيجري اختيارها في النرويج.
ويتولى مهمة ترشيح الفائزين: أكاديميون، وأساتذة جامعيون، وباحثون، وفائزون سابقون، وآخرون، وتنص القواعد المعمول بها في مؤسسة نوبل على عدم نشر القوائم القصيرة للمرشحين قبل مرور 50 عاما على اختيارها.
ويُكلّل الفائز بجائزة نوبل بإكليل الغار على نحو ما كان سائدًا في مسابقات اليونان القديمة، ويمكن لشخصية واحدة أن تحرز الجائزة ذاتها أكثر من مرة، على ألا يتجاوز عدد الفوز بها ثلاث مرات، وقد حُجبت الجائزة بضع سنوات - معظمها أثناء الحرب العالمية الثانية، كما تنص قواعد مؤسسة نوبل على عدم تقديم الجائزة في مجال بعينه إذا لم يكن أحد قدّم ما يستحق به نيلها في ذلك المجال.
علام يتحصل الفائزون بالجائزة؟ يحصل الفائز بجائزة نوبل على ثلاثة أشياء هي: دبلوم نوبل، وهو قطعة فنية رائعة؛ وميدالية نوبل، وتحمل تصميمات فنية متنوعة؛ وجائزة نقدية قوامها 10 ملايين كورونا سويدية (حوالي 1,1 مليون دولار) - تُقسم على الفائزين إذا كانوا أكثر من واحد. ويتعين على الفائز أن يقدم محاضرة قبل أن يحصل على الجائزة المالية، وتقدّم الجوائز في ستوكهولم وأوسلو في احتفاليات تقام في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام - ذكرى وفاة ألفريد نوبل.
فيم ينفق الفائزون بالجائزة قيمتها المالية؟ استخدمت بيار وماري كوري قيمة الجائزة التي حصلا عليها في الفيزياء عام 1903 في إجراء مزيد من البحث العلمي، كما تبرع جون ماثر، الحائز على نوبل في الفيزياء عام 2006 بقيمة الجائزة لمؤسسته العلمية.
وفي عام 1993، أنفق الفائز بنوبل في الكيماء الحيوية، البريطاني ريتشارد روبرتس، قيمة الجائزة على لعبة الكروكيت، أما زميله في الفوز بالجائزة في العام نفسه فيليب شارب، فقد اشترى لنفسه منزلا على الطراز الفيدرالي الكلاسيكي.
وفي عام 2001، اشترى السير بول نرس، الفائزة بجائزة نوبل في الطب، دراجة نارية فاخرة، وفي عام 2006، أسّس الفائز بجائزة نوبل في الآداب، أورخان باموق، متحفا في اسطنبول.
من هم الفائزون بجائزة نوبل لهذا العام؟ في مجال الطب: ديفيد يوليوس وأرديم باتابوتيان، في الفيزياء: سيوكورو مانابي، وكلاوس هاسلمان، وجورجيو باريزي، في الكيماء: بنيامين ليست، وديفيد ماكميلان، في الأدب: عبد الرزاق قرنح، وفي السلام: ماريا ريسا وديمتري موراتوف.
وعلى الرغم من كل ما ذكر أعلاه فان جائزة نوبل كانت ولا تزال أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم تقدم لمن يستحقونها بهدف الإصلاح ونشر السلام وتقديم خدمات كبرى للإنسانية، لكن ما تظهر بعض الجوائز ولا سيما التي تتعلق بالسلام والسياسية بانها مفاجأة وتثير الشكوك في احقية حائزيها بها، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
عالمان يحصدان جائزة نوبل في الطب عن دورهما في اكتشاف بيولوجيا الحواسّ
حصَد جائزةَ نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) لهذا العام عالمان اكتشفا الأساس الجزيئي لقدرتنا على استشعار الحرارة واللمس.
ديفيد جوليوس، عالِم الفسيولوجيا من جامعة كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، استعان بمركَّب الكابسيسين، الذي يُكسِب الفلفل مذاقه الحار، بهدف التوصُل إلى بروتين، أُطلِق عليه اسم TRPV1، وهو بروتين يتأثر بدرجات الحرارة المسببة للألم. أما آردِم باتابوتيان، عالم البيولوجيا الجزيئية من معهد سكريبس للأبحاث، ومقرُّه ضاحية لاهويا بولاية كاليفورنيا الأمريكية، فقد تمكَّن من التعرُّف على مستقبلات تستجيب لعوامل ميكانيكية (مثل الضغط واللمس) في الجلد وغيره من أعضاء الجسم.
وهذه النتائج التي تمخضت عنها أبحاث العالمَين أدت إلى فك شفرة الآليات الأساسية التي تقوم عليها بيولوجيا الحواس. وفضلًا عن ذلك، فإن لها تطبيقات محتملة في المجال الطبي؛ إذ يسعى الباحثون في وقتنا الحالي إلى العثور على مركَّبات قادرة على استهداف بعض البروتينات التي اكتشفها جوليوس وباتابوتيان، كوسيلة لعلاج الألم المزمن.
أُعلنت الجائزة بعد دقائق من انتصاف الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، بتوقيت ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد وجد أعضاء لجنة جائزة نوبل صعوبة في الوصول إلى العالمَين الفائزَين، حسبما أفاد توماس بيرلمان، الأمين العام للجنة، الذي أضاف قائلًا إنه "بمساعدة والد أحدهما، وزوجة شقيق الآخر"، أمكن الوصول إليهما، وإجراء مكالمتين سريعتين معهما قُبيل الإعلان عن الجائزة. وفي التصريح الذي أدلى به بيرلمان للصحفيين، قال: "لقد استقبلا الخبر بسعادة غامرة، ويمكنني القول إنهما تفاجآ به مفاجأة كبيرة".
الاقتراب من فهم الحواس، بفضل الاكتشافات العلمية التي يقف وراءها العالِمان، كُشف النقاب عن الصلات بالغة الأهمية التي تربط ما بين المؤثرات الحسية الخارجية (مثل الحرارة واللمس)، والإشارات الكهربية الموجِّهة لاستجابات الجهاز العصبي.
كان من المعروف، مثلًا، أن مركَّب الكابسيسين يستحث استجابات عصبية تُترجَم إلى شعورٍ بالألم، ولكن لم تُعرف آلية حدوث ذلك. وفي تسعينيات القرن الماضي، عكف جوليوس وزملاؤه على البحث عن الجينات التي تُستثار عند الشعور بالألم، أو الحرارة، أو اللمس، سعيًا إلى الوقوف على الجين الذي يستجيب لمادة الكابسيسين. قادهم البحث إلى الجين الذي يعمل على ترميز البروتين المسمَّى TRPV1، وهو البروتين المسؤول عن شق قناة في أغشية الخليَّة، ما إنْ تُنشَّط، حتى تسمح للأيونات بالنفاذ من خلالها إلى داخل الخلية1.
وفي الأثناء، انكبَّ باتابوتيان وفريقه على البحث عن الجزيئات التي تَنشَط بفعل القوى الميكانيكية. وبدراسة نسيج خلوي مستزرَع في طبقٍ مَخبري، استطاع الباحثون التعرُّف على خلايا مستزرَعة تُطلِق إشارة كهربية عند تحفيزها، وتتلقَّف الجينات التي من شأنها التحكُّم في هذه الاستجابة. أسفرت هذه الدراسة عن اكتشاف قناتين أخريين من القنوات الأيونية، أُطلِق عليها «بيزو1» Piezo1، و«بيزو2» Piezo2، وهما تَنشَطان بفعل الضغط2.
كما استخدم العالمان - كلًّا على حدة - مركَّب المِنثول (menthol)، وهو مركَّب كيميائي يعطي إحساسًا بالبرودة، لدراسة كيفية استجابة الخلايا لدرجات الحرارة المنخفضة. وأثمرت جهودهما البحثية في هذا الصدد اكتشاف قناة أخرى، تُدعى قناة TRPM8، التي تَنشَط بالبرودة3.
وفي تعليق أدلى به مايكل كاتارينا، عالم الأعصاب بكلية الطب التابعة لجامعة جونز هوبكنز في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، قال: "الحقُّ أن ديفيد جوليوس وآردم باتابوتيان كليهما قد أسهما في تشكيل وعينا ببيولوجيا الحواس. وأعتقد أن قرار مكافأتهما عن ذلك هو قرار رائع بحق". يُذكَر أن كاتارينا كان ضمن الفريق الذي عمل بمختبر جوليوس، وتمكَّن من التعرُّف على القناة الخلوية TRPV1، التي يُعزَى إليها استشعار تأثير مركَّب الكابسيسين. وعن لحظة الإعلان يقول: "ابتهجتُ كثيرًا لسماع الخبر".
سرعان ما فطن الفريق إلى أن لهذا البروتين، المسؤول عن استشعار المذاق الحارّ، دورًا أوسع نطاقًا في توصيل أنواعٍ مختلفة من الإحساس بالألم الناتج عن التعرُّض للحرارة. وعن طريق التعرُّف على البروتين TRPV1، وغيره من بروتينات استشعار الألم ذات الصلة، أتيح للباحثين فهم الأساس الجزيئي للألم، ومن ثم السعي إلى تطوير علاجات جديدة. يقول كاتارينا: "أدركنا أن عملنا البحثي يمكن أن يكون مهمًا من الناحية الطبية، إذا أمكن من خلاله تفسير بعض جوانب الألم".
ومما جاء في إعلان الجائزة، على لسان نيلس-جوران لارسون، رئيس لجنة نوبل، أن "هناك العديد من المشكلات الطبية التي تُسبب الشعور بالألم. ومن المؤكَّد أن (هذه) المستقبِلات سوف تكون أهدافًا لأدوية علاج الألم التي سيجري تطويرها في المستقبل".
ما يميِّز الإسهام البحثي لجوليوس وباتابوتيان، بحسب كاتارينا، أنهما لم يكتفيا بتحديد الجزيئات المسؤولة عن استشعار الحرارة واللمس، وإنما أتبعا ذلك بقيادة دراسات بنيوية تهدف إلى تكوين تصوُّر أفضل عن آلية عمل تلك الجزيئات.
تجدُر الإشارة إلى أن جوليوس كان قد أسهم في إحداث ثورة في المنهجية البنيوية التي يقوم عليها «المجهر الإلكتروني فائق البرودة» Cryo-EM - التي نال عنها أصحابها نوبل في الكيمياء عام 2017 - عندما تعاون مع ييفان تشينج، عالِم الفيزياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF)، من أجل إنتاج مخطَّط بالغ الدقة للبروتين TRPV14، الذي يدخل في تركيب الغشاء الخلوي. ويقول كاتارينا إن هذا الإنجاز قد "فتح الطريق أمام استيعاب التفاصيل البنيوية الخاصة بالبروتينات المكوِّنة للغشاء الخلوي". وأردف قائلًا: "لم يكن من قبيل الصدفة أن انخرط جوليوس في تحقيق إنجازٍ كهذا؛ أعتقد أنه يتمتع بمهارة خاصة في الوقوف على الأسئلة المثيرة للانتباه، والخروج بحلول لم تخطر على بال أحد".
ويقول بايلونج شاو، عالِم الكيمياء الحيوية بجامعة تسينغوا في العاصمة الصينية بكين: "إنها جائزة مستحَقة لآردم باتابوتيان وديفيد جوليوس، وقد تلقَّيتُ نبأ حصولهما عليها بفرحةٍ كبيرة". ويرى شاو، الذي سبق له العمل باحثًا في مختبر باتابوتيان في مرحلة ما بعد الدكتوراه، أن اكتشاف الأخير لقناتَي «بيزو»، على وجه الخصوص، يحظى بأهمية كبرى؛ بالنظر إلى أن هذه الجزيئات لا تشترك مع غيرها من الأيونات المعروفة إلا في القليل. ومن ثم، فإن هذا الكشف يفتح آفاقًا بحثية جديدة أمام المختبرات حول العالم.
إن التطوُّرات التي شهدتها تقنية «المجهر الإلكتروني فائق البرودة»، وساعدت جوليوس وتشينج على وضع مخطط لبنية البروتين TRPV1، هي ما قدَّمت أيضًا أفكارًا بالغة الأهمية، أسهمت في إزاحة الستار عن آلية عمل قناتَي «بيزو»، وذلك وفقًا لما أفاد به تشاو، الذي نجح المختبر الذي يديره في تحديد بنية القناتين «بيزو1» و«بيزو2» اعتمادًا على التقنية ذاتها. ويقول تشاو: "في غياب بنية القناة، كنا سنحتاج إلى 20 إلى 30 عامًا من أجل فهم آلية عملها".
جائزة نوبل في الفيزياء تكرِّم النمذجة المناخية ونظرية المنظومات المعقدة
تشارَك شوكورو مانابيه وكلاوس هاسِلمان نصف الجائزة، فيما حصل جورجيو باريزي على نصفها الآخر، تكريمًا لأبحاث أجراها العلماء الثلاثة حول المنظومات المعقدة، بما في ذلك أبحاث نمذجة المنظومة المناخية للأرض وظاهرة الاحترار العالمي.
فاز الباحثون الثلاثة بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2021 عن مجهوداتهم لتوصيف المنظومات الفيزيائية المعقدة، بما في ذلك أبحاثهم التأسيسية الرائدة التي تنبأت بأن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في مناخ الأرض تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
تقاسم شوكورو مانابيه وكلاوس هاسلمان نصف الجائزة البالغة قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (1.15 مليون دولار أمريكي) عن أبحاثهما لنمذجة الخواص الفيزيائية لمناخ الأرض، أما جورجيو باريزي، عالم الفيزياء النظرية من جامعة سابينزا في روما، فقد حاز النصف الآخر من الجائزة نظير إسهاماته في نظرية المنظومات المعقدة. وقد كان لأبحاثه أصداء وتداعيات على العديد من مجالات الفيزياء، بدءًا من دراسات آليات تكدُس المواد الحبيبية إلى علوم الأعصاب، وذلك على حد ما صرحت به لجنة نوبل في إعلانها عن الجائزة في الخامس من أكتوبر الجاري، وتعقيبًا على هذا الحدث، قال ثورز هانز هانسون، رئيس لجنة جائزة نوبل في الفيزياء: "تكرِّم هاتان الجائزتان إسهامين مختلفين، لكنهما تشتركان في رسالتهما المتعلقة بالمنظومات وتقلباتها التي قد تسفر عن أنماط يمكننا فهمها والتنبؤ بها"، وأضاف قائلًا: "يمكننا التنبؤ بما سيطرأ على المناخ من تغيرات مستقبلًا إذا استطعنا فك شفرة تقلباته".
ولدى الإعلان عن الجائزة، قال باريزي للمراسلين الصحفيين الذين عملوا على تغطية الحدث: "شعرت بسعادة غامرة، ولم أكن حقيقة أتوقع هذا. لشد ما سررت بهذا النبأ. كانت احتمالية فوزي على حد علمي ضئيلة للغاية".
وتأتي الجائزة قُبيل انعقاد مؤتمر حاسم للمناخ في جلاسجو بالمملكة المتحدة، هو اجتماع الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُر المناخ. وحول هذه المفاوضات بشأن إجراءات مواجهة التغيُر المناخي، قال باريزي: "إن اتخاذ قرارات وخطى شديدة الحسم ضرورة ملحة. علينا التحرك الآن بخطى شديدة السرعة من أجل الأجيال القادمة"، وردًا على استفسار حول ما إذا كانت لجنة نوبل قد قصدت أن تبعث رسالة لقادة العالم بهذه الجائزة، أم لا، قال جوران هانسون، السكرتير العام للهيئة المانحة للجائزة، الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم: "ما نرمي إليه هو أن النمذجة المناخية لها أساس راسخ في نظريات الفيزياء المحكمة...إن التغيُر المناخي العالمي يستند إلى أدلة علمية راسخة. هذا مفاد رسالتنا".
نوبل للكيمياء تذهب إلى عوامل حفازة «مبتكرة»
ذهبت جائزة نوبل للكيمياء لعام 2021 إلى باحثَين طوَّرا تقنيات لتسريع التفاعلات الكيميائية، والتحكم فيها، فقد طوَّر بنيامين لِيست وديفيد ماكميلان، كلًّا على حدة، نوعًا جديدًا من المحفزات في بداية الألفية الثالثة. وتُستخدم التقنية، التي يُطلق عليها اسم التحفيز العضوي غير التماثلي، على نطاق واسع اليوم لإنتاج عقاقير، وغيرها من الكيماويات. وتنبع أهمية المحفزات التي طوّرها العالمان من قدرتها على التمييز بين اليسار واليمين، وبالتالي تخليق جزيئات مختلفة عن نظيرتها المرآتية.
وقد جاء على لسان بيرنيلا ويتونج ستافشيده، عضوة اللجنة المختصة بمنح جائزة نوبل في الكيمياء، في حديثها أثناء الإعلان عن الجائزة، أن العالِمين طوَّرا "أداة مبتكرة للغاية لتركيب الجزيئات – على نحو أبسط جدًا مما يمكن لأحد أن يتخيّل". وأردفت بيرنيلا قائلة: "حتى عام 2000، لم يكن لدينا سوى نوعين من العوامل الحفازة، إلى أن غيّر بنيامين ليست وديفيد ماكميلان وجه هذا المجال؛ إذ أعلنا - كلًّا على حدة - أن في مقدورهما تسخير جزيئات عضوية صغيرة لتلعب الدور نفسه الذي تلعبه الإنزيمات الكبيرة والفلزات الحفازة في التفاعلات الكيميائية، على أن هذه الجزيئات تقدم نتائج تتسم بالدقة والسرعة، فضلًا عن أنها غير مكلفة وصديقة للبيئة".
وقال ليست للصحفيين أثناء مؤتمر صحفي عُقد عقب الإعلان عن الجائزة: "لم أتوقع إطلاقًا هذه المفاجأة الهائلة، لقد أسعدتم يومي حقًا"، مضيفًا " عندما أجريت هذه التجربة (في البداية) لم أكن أعرف ما سيحدث، وكنت أظن إنها قد تكون فكرة سخيفة، أو ربما اختبرها شخص ما بالفعل. وعندما رأيت نجاحها، شعرت بأنها ربما تكون أمرًا جللًا".
والمحفزات هي مواد تُسَّرع التفاعلات دون أن تُستنزف، وهي أدوات أساسية لعمل الكيميائيين. وقد طور ليست، الذي يعمل في معهد ماكس بلانك في مولهايم أن دير رور بألمانيا، وماكميلان الذي يعمل بجامعة برينستون بولاية نيو جيرسي، عدد من أوائل المحفزات العضوية، وبرهنا على أنه بمقدورها توجيه تحفيز غير تماثلي، بحيث يمكن للتفاعل أن ينتج كمية أكبر من نسخة الجزيء الواقع في الجانب الأيسر مقارنة بتلك التي للجزيء الموجود في الجانب الأيمن، أو العكس.
وبالعودة إلى عام 2000، نجد أن ليست أثبت أن الحمض الأميني الذي يُسمى البرولين من شأنه أن يقوم بدور عامل حفاز في أحد تفاعلات الألدول، الذي ترتبط فيه ذرتا كربون مأخوذتان من جزيئين مختلفين معًا، كما أن هذا الحمض يمكنه أن يوجه عملية تحفيز غير تماثلية1. ونحو هذا الوقت أيضًا، صمم ماكميلان جزيئات عضوية صغيرة يمكنها أن تمنح إلكترونات أو تستقبلها، ومن ثم تحفز التفاعلات بكفاءة وفاعلية.
وكان المفهوم السائد قبل أن يحقق العالمان إنجازهما أنه يلزم أن يكون العامل الحفاز الذي يخلق جزيئات غير متناظرة مرآتيًا إنزيمًا أو يحوي فلز انتقالي مثل الحديد. تقول الكيميائية، كاتلين كرِدين من جامعة "كوينز" في كينجستون في كندا: "لقد كان تحولًا مفاهيميًا. لوقت طويل كان الناس يعتقدون أن الفلزات والإنزيمات هي البديل الوحيد المتاح".
لم تحتو "المحفزات العضوية" التي طورها ليست وماكميلان وزملاؤهما على أي فلزات. فعلى عكس الإنزيمات – التي عادة ما تكون تجمعات كبيرة مصنوعة من بروتينات – كانت هذه المحفزات عبارة عن جزيئات عضوية صغيرة، "وهو ما أراه أمرًا مثيرًا للغاية"، بحسب وصف الكيميائية كلاوديا فيلزر من معهد ماكس بلانك للفيزياء الكيميائية للمواد الصلبة في مدينة ديرسدن في ألمانيا . وتتسم المحفزات العضوية بكونها أرخص في إنتاجها، وأكثر استدامة مقارنة بتلك التي تحتوي على معادن، وقد نما الاهتمام بهذا المجال بشدة منذ اكتشافهما.
تكشف لنا زمرة من الظواهر الطبيعية، وعلى مقاييس واسعة الاختلاف، أن الطبيعة على ما يبدو ترجح كفة أحد طرفي التناظر المرآتي على الآخر، حسب قول فيلزر. يتجلى هذا في الحقيقة التي مفادها أن الكون مصنوع في الأساس من المادة وليس المادة المضادة، وأن الطبيعة تميل إلى استخدام الأحماض الأمينية الموجودة في الطرف الأيسر، والسكريات الموجودة في الطرف الأيمن من التناظر المرآتي.
وقد صرح ليست قائلًا: "أما عن لماذا تكون الأحياء آحادية التناظر المرآتي في عالمنا، أو لماذا ترجح الطبيعة كفة شيء على آخر؟ فلا أحد يعرف الإجابة. فهذا التناظر المرآتي غير التماثلي انتقل إلى الركائز في أثناء التفاعل الحفزي حتى يتسنى لنا الحصول على المزيد من هذه الجزيئات عديمة التناظر المرآتي. يمكنني القول أن إمداد الطبيعة لنا بهذه الجزيئات لهو هبة عظيمة".
وتقول فيلزر: "إن انعدام التناظر المرآتي بالنسبة لي هو المسألة الأكثر تشويقًا في الفيزياء، والكيمياء، بل وربما في علم الأحياء أيضًا." وتضيف أن إعلان اليوم لهو بمثابة "مصدر إلهام للأجيال الأصغر كيما يمعنوا التفكير في انكسار التماثل في الطبيعة".
وعن رد فعله حيال الحصول على الجائزة يقول ليست: "في رأي، إن الثورة الحقيقية فيما لدينا (اكتشافاتنا) تكمن في أنه بدأ يتبدى للعيان الآن". وأضاف أن الحصول على جائزة نوبل سيمنحه المزيد من الحرية في السعي وراء اكتشافات جديدة في بحوثه، وقد استرسل قائلًا: "أتمنى أن أكون أهلًا لهذا التقدير وأن أواصل اكتشاف أمور مذهلة".
نوبل الآداب 2021: فوز الروائي عبد الرزاق قرنح
فاز الروائي عبد الرزاق قرنح (73 عاماً) المولود في تنزانيا والمقيم في بريطانيا بجائزة نوبل للآداب، بحسب ما أعلنت الأكاديمية السويدية، وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي تشكل رواية "باراديس" ("جنة") أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظراً إلى سرده "المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات".
وفي تصريحاته الأولى بعد الفوز قال قرنحإنه ممتن للأكاديمية، وأضاف: "إنه أمر رائع، إنها جائزة كبيرة، وسط لائحة ضخمة من الكتاب الرائعين، ما زلت أحاول استيعاب الأمر"، وقال: "كانت مفاجأة، ولم أصدق الأمر حتى سمعت الإعلان".
ودعا الفائز بنوبل الآداب أوروبا إلى اعتبار اللاجئين الوافدين إليها من إفريقيا بمثابة ثروة، مشدداً على أن هؤلاء "لا يأتون فارغي الأيدي"، وقال الكاتب في مقابلة مع مؤسسة نوبل إن "كثيرين من هؤلاء (...) يأتون بدافع الضرورة، ولأنهم بصراحة يملكون ما يقدّمونه. وهم لا يأتون فارغي الأيدي". وحضّ على تغيير النظرة إلى "أشخاص موهوبين ومفعمين بالطاقة".
"تفاني من أجل الحقيقة"، نشرت رواية قرنح"جنة" عام 1994 وتروي حكاية طفل كبر في تنزانيا في بداية القرن العشرين. ونالت الرواية جائزة بوكر، ما مثّل إنجازاً كبيراً في مسيرة المؤلف الروائية، وقالت لجنة نوبل الآداب في بيان إعلان اسم الفائز: "تفاني عبد الرزاق قرنحمن أجل الحقيقة، وكرهه للتبسيط، مذهلان".
وأضافت: "تبتعد رواياته عن التنميط، وتفتح عيوننا على شرق إفريقيا المتنوع ثقافياً، وغير المعروف بالنسبة لكثيرين حول العالم"، وتابعت: "تجد شخصياته نفسها في فجوة بين الثقافات والقارات، بين حياة كانت موجودة، وحياة ناشئة، إنها حالة غير آمنة لا يمكن حلها على الإطلاق"، تساوي الجائزة الممنوحة من الأكاديمية السويدية عشرة مليون كرونة، أي ما يناهز 1.14 مليون دولار.
طالب لجوء، ولد قرنح عام 1948 في جزيرة زنجبار التابعة لتنزانيا، لكنّه فرّ منها سنة 1968 عندما كانت الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد، وكان قرنحالذي تربطه بشبه الجزيرة العربية جذور عائلية، فرّ من أرخبيل زنجبار الواقع في المحيط الهندي إلى إنجلترا، ولم تتسن له العودة إلى زنجبار إلاّ في العام 1984 لرؤية والده الذي كان ينازع.
ومع أن قرنحيكتب منذ أن كان في الحادية والعشرين، إلا أنه أصدر عشر روايات منذ العام 1987 إضافة إلى مؤلفات أخرى. وتدور أحداث روايته الجديدة "أفترلايفز"، وهي تتمة "جنة"، في مطلع القرن العشرين حيث انتهت حقبة الاستعمار الألماني في تنزانيا.
أعلنت الأكاديمية السويدية لجوائز نوبل ، فوز الروائي الحضرمي التنزاني المقيم في بريطانيا عبدالرزاق سالم بن قرنح بجائزة نوبل للآداب للعام
- محمد بن قرنح الكندي وهو يكتب بالإنجليزية مع أن لغته الأولى هي السواحلية المعتمدة في تنزايا.
كان أستاذاً للأدب الإنجليزي والأدب ما بعد الكولونياليفي جامعة كنت، كانتربري، حتى تقاعده قبل مدة، قرنحهو أول إفريقي أسود يفوز بالجائزة منذ فوز النيجيري وولي سوينكا عام 1986، وقال الروائي في مقابلة عام 2016: "حين جئت إلى إنجلترا لم تكن كلمة "طالب لجوء" تعني ما تعنيه اليوم، مع معاناة ناس كثر للهرب من دول إرهابية".
وأضاف: "أصبح العالم أكثر عنفاً بكثير مما كان عليه في الستينيات، لذلك هناك ضغط أكبر الآن على البلدان الآمنة ، فهي تجتذب المزيد من الناس حتماً"، وحين سئل عن تصنيفه كأديب "ما بعد الكولونيالي"، أو ضمن "أدب العالم"، قال: "أفضل ألا أٍتعمل أي عبارة من هذه العبارات، لا أصنف نفسي ككاتب ضمن أي تصنيفات. في الواقع، لست أكيداً إن كنت أطلق على نفسي شيئاً غير اسمي".
معيار الجدارة الأدبية، وكانت الشاعرة الأميركية لويز غلوك حصلت العام الفائت على الجائزة الأدبية الأكثر شهرة عن "صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعا عالميا على الوجود الفردي".
ورجّحت توقعات كثيرة تنفيذ الأكاديمية السويدية وعدها بتوسيع آفاقها الجغرافية، رغم حرص رئيسها أندرس أولسون على أن يكرر تأكيده أن "الجدارة الأدبية" هي "المعيار المطلق والوحيد"، ومُنحت معظم جوائز نوبل للآداب حتى الآن لكتّاب من الغرب، ومنذ فوز الصيني مو يان عام 2012، لم يُتوَج سوى كتّاب من أوروبا أو أمريكا الشمالية.
ومن بين الفائزين الـ 117 في فئة الآداب منذ بدء منح جوائز نوبل عام 1901، بلغ عدد الأوروبيين أو الأميركيين الشماليين 95، أي أكثر من 80 في المئة. أما عدد الرجال من هذه اللائحة فبلغ بفوز عورنا 102، في مقابل 16 امرأة فحسب.
منح جائزة نوبل للسلام 2021 للصحافيين الفلبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف
فازت الصحافية الفلبينية ماريا ريسا والصحافي الروسي دميتري موراتوف الجمعة بجائزة نوبل للسلام 2021، مكافأة لهما "على كفاحهما من أجل حرية التعبير" في بلديهما، وفقا لما ذكرته رئيسة لجنة نوبل بيريت ريس-أندرسن الجمعة في أوسلو. من جانبه هنأ الكرملين الجمعة دميتري موراتوف منوها بـ"موهبته وشجاعته".
مكافأة لهما على "كفاحهما الشجاع من أجل حرية التعبير" في بلديهما، أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام الجمعة للصحافيين الفيليبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف. فيما هنأ الكرملين الجمعة موراتوف منوها بـ"موهبته وشجاعته".
وأضافت رئيسة اللجنة بيريت ريس-أندرسن في أوسلو أن ماريا ريسا ودميتري موراتوف "يمثلان جميع الصحافيين المدافعين عن هذا المثل الأعلى في عالم تواجه فيه الديمقراطية وحرية الصحافة ظروفًا غير مواتية بشكل متزايد".
في 2012، شاركت ماريا ريسا البالغة من العمر 58 عاما في تأسيس المنصة الرقمية للصحافة الاستقصائية "رابلر" التي سلطت الضوء على "حملة نظام (الرئيس الفيليبيني رودريغو) دوتيرتي المثيرة للجدل والدموية لمكافحة المخدرات"، على ما قالت لجنة نوبل.
وقالت ريسا التي تحمل أيضا الجنسية الأمريكية إن منح جائزة نوبل للسلام لصحافيين يثبت أن "لا شيء ممكن بدون الحقائق". وأضافت في مقابلة أذاعتها على الهواء مباشرة عبر موقعها للإعلام الاستقصائي أن "عالما بلا حقائق يعني عالما بلا حقيقة وبدون ثقة"، وستمنح جائزة نوبل للسلام في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، في ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجوائز المرموقة في وصيته عام 1895.
من جانبه، قال دميتري موراتوف إنه لكان اختار منح هذه الجائزة إلى أليكسي نافالني المعارض الرئيسي للرئيس فلاديمير بوتين، قال رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الاستقصائية "كنت لأصوت للشخص الذي تنصب عليه المراهنات، والمستقبل مفتوح أمام هذا الشخص... وأعني به أليكسي نافالني".
وأهدى موراتوف جائزة نوبل للسلام مرة جديدة إلى زملائه في الصحيفة الذين تعرضوا للاغتيال. ونال مورتوف الجائزة العريقة فيما تشن السلطات الروسية حملة قمع تستهدف المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية التي يتهمها الكرملين بالتطرف أو يصنفها "عميلا لجهات خارجية".
وقال موراتوف "لا أعرف كيف ستؤثر (هذه الجائزة) على الرقابة التي فرضت" مضيفا أنه سيتبرع بجزء من المبلغ المصاحب للجائزة لدعم "وسائل الإعلام المستقلة" الروسية، وبعد ظهر الجمعة، صنفت السلطات الروسية تسعة أشخاص من بينهم صحافيون، "عملاء أجانب".كما أدرجت الكثير من المنظمات في القائمة، بما فيها موقع "بيلنغكات" الاستقصائي الذي كشف أسماء العديد من العملاء الروس الضالعين في محاولات اغتيال، لا سيما تسميم أليكسي نافالني العام الماضي.
تهنئة، من جانبه هنأ الكرملين الجمعة دميتري موراتوف منوها بـ"موهبته وشجاعته". وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين للصحافيين "نهنئه. إنه موهوب وشجاع، ومتمسك بمبادئه"، موراتوف البالغ من العمر 59 عاما هو أحد أكثر الصحافيين الروس الذين يحظون بالتقدير. وهو شغل، منذ عام 1995، عدة مرات منصب رئيس تحرير نوفايا غازيتا التي شارك في تأسيسها الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف في عام 1993.ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن موراتوف قوله بعد الإعلان عن الجائزة "لا يمكنني أن أستأثر بكل الفضل في ذلك. الفضل يرجع إلى نوفايا جازيتا. إنه يرجع إلى من ماتوا وهم يدافعون عن حق الناس في حرية التعبير".
منذ عام 2000، قُتل ستة من الصحفيين والمساهمين في الصحيفة على خلفية عملهم بمن فيهم الصحافية الاستقصائية الأبرز من بينهم آنا بوليتكوفسكايا، والخميس، ترأس موراتوف في مقر تحرير الصحيفة حفل تكريم بوليتكوفسكايا التي قُتلت قبل 15 عاما.
كانت بوليتكوفسكايا من أشد المنتقدين لبوتين وحروب الكرملين في الشيشان وقُتلت بالرصاص في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2006، في مدخل مبنى شقتها في وسط موسكو، وكانت تبلغ من العمر 48 عاما.
اضف تعليق