تعيش المرأة في وسط مجتمعها وبيئتها ومن حولها يتواجد الناجحون والفاشلون، فالمرأة التي تتمتع بشخصية قوية وارادة واصرار هي التي تصنع المستحيل لتكون ناجحة في عملها وبيتها، وتتأثر بالناجحين فقط، ان كل امرأة عاقلة راشدة ارادت ان تكون ناجحة في العمل والبيت، تخطط لشؤون حياتها، وتستعد لمتطلباتها، وتجعل لها هدفا تسير باتجاهه، وتتهيأ دائما لكل جديد يرتبط بمستقبلها، وتحدد اولوياتها، وتستفيد من حياة الناجحين وكيفية تحقيق التوازن بين البيت والعمل.
ان احراز التوازن الأمثل بين العمل والحياة الشخصية (البيت) ليس ترفا بل بات يشكل الهدف الأساسي للمرأة العاملة، وحتى الرجل على حد سواء، فإن جميع المهنيين في الشرق الاوسط يعتبرون التوازن بين العمل والبيت عاملا حيويا يؤثر بشكل مباشر على مستوى اندفاعهم ونجاحهم في مكان العمل، وقدأظهرت دراسة حديثة أعدها موقع بيت. كوم حول اندفاع الموظفين في مكان عملهم في الشرق الأوسط، ان 91% من المهنيين في المنطقة يعتبرون التوازن بين العمل والحياة الشخصية عاملا حيويا يؤثر بشكل مباشر على النجاح في العمل والحياة الاجتماعية.
والمرأة العاملة في الشرق الأوسط ليست باستثناء عن هذه القاعدة، فيبقى تحقيق التوازن المثالي بين العمل والحياة الشخصية من أهم التحديات التي تواجه المرأة، فالمرأة الناجحة في العمل هي التي نجحت في تنظيم وقتها لتصبح عملية احراز التوازن بين العمل والحياة الشخصية أكثر واقعية وقابلة للتحقيق.
كيف توازن المرأة العاملة بين البيت والعمل ومن هي قدوتها، سؤال طرحناه على مجموعة من النساء الناجحات من المجتمع الكربلائي في جولة (لشبكة النبأ المعلوماتية) حول هذا الموضع:
اجابت (العلوية ام محمد الاسدي) مديرة حوزة كربلاء النسوية مدرسة حافظات القران:
كثيرة هي المسؤوليات التي تفرض نفسها على الانسان في الحياة، وللمرأة خصوصية في هذا النطاق كونها تحمل على عاتقها المسؤلية السامية المتمثلة بادارة الاسرة وتربية الأطفال، لذا كان لابد من الموازنة بين الواجبات وتقديم الأهم للقيام به، يقول تعالى :"يا أيها الإنسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه".
تأثير الشخصيات العظيمة
من هنا كانت الانطلاقة لتقديم اكبر قدر من الانجازات وبنجاح، وعن الشق الثاني من السؤال اجابت:
إن قدوتي هي الزهراء عليها السلام لأنها شخصية عظيمة في المرتبة الاولى لنساء العالم وهي الاسمى في التاريخ كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: "اما ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين فسألة سلام الله عليها "فكيف مريم؟ "وقد قال عنها سبحانه وتعالى أنها سيدة النساء فقال لها: ان مريم سيدة نساء زمانها وانتى سيدة نساء الاولين والاخرين. ان فاطمة الزهراء عليها السلام فجر ساطع انبلج من جنب شمس النبوة والإمامة، من هذا المنطلق تعلمت منها معنا الطهر وان انتصر بدمي ودموعى بلا سلاح مادي وان لا اسجد لصنم وكيف اتقرب الى الله سبحانه وتعالى في جميع اعمال واني اراها قدوة لا ضحية استمد منها القوة والشجاعة والجهاد في سبيل الله.
وعن نفس السؤال تحدثت السيدة )ام حسن داماد( مديرة روضة براعم المودة، ومدرسة في عدد من الحوزات النسوية: ان أعطاء كل مكان من البيت او العمل حقه هو من اولويات اسرار النجاح، فإذا كنت ربت بيت ناجحة فهذا لا يعني عدم التوفيق بالأعمال الاخرى اذ الاستفاده الكامله من الوقت وذلك بالتنظيم يعطيك الفرصة لمزاولة الاعمال الاخرى، ومن الواجب السعي دائماً للافضل، فكما يجب على ربة البيت الناجحة ان تسعى لكي تتعلٍم الاساليب التي تجعل حياتها اكثر موفقيه وبيتها اكثر سعاده، فكذلك يجب عليها ان تحسن من ادائها في العمل، لتحصل على خير الدنيا والاخرة، قدوتي في الحياة هي الزهراء، تعلمت من الزهراء ان اكون ام ناجحة، وزوجة صالحة، وامرأة عاملة.
وعن السؤال نفسه قالت الحافظة للقرآن (السيدة انتصار) وهي مسؤولة في العتبة الحسينية المقدسة:
ان الله سبحانه وتعالى خلق اﻹنسان واودع فيه طاقات وقدرات كبيرة، ولهذا جعله خليفة في اﻷرض، كما في قوله جل وعلا (وإذ قال ربك للمﻻئكة إني جاعل في اﻷرض خليفة.....) إذا فكلنا تحت هذا اﻹطار المبارك، فكل واحد منا خليفة حسب موقعه وكذلك المرأة، ان الموازنة بين البيت والعمل امر ضروري وليس صعبا، فكل امرأة اختارت ان تعمل في مجال معين، لابد ان توازن بين البيت والعمل وذلك من خلال تنظيم الوقت والتلقين الايجابي (انا قادرة).
وعن الشق الثاني من السؤال اجابت: قدوة هي موﻻتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأنها خير مصداق لهذا اﻷمر فكانت لها مهام عظمى وكانت لها يد في كل اﻹنتصارات التي كان يحققها زوجها أمير المؤمنين في نصرة اﻹسﻻم، وكذلك كانت تساعد أباها وكانت تخرج مع معه وتداوي جروحه عندما كان يخوض الغزوات، إذ كان لها دور كبير، فهي تعمل بشكل يساوي القدرة التي وهبها الله لها وكانت أيضا تعمل في البيت... وبيتها كان مركز للنور والعصمة والهداية وما أدراك ما بيت فاطمة.. فلو اتخذنا هذه القدوة الفذة وجعلناها مصباحا نسير نحو نوره لكانت حياتنا هانئة وسعيدة من كل النواحي.. فإذا بإمكان جميع النساء أن توفق بين العمل والبيت وبنجاح كبير من خلال التنسيق وتنظيم الوقت، وفوق هذا ومن اسرار النجاح الأخﻻق مع الجميع فباﻷخﻻق تهدأ جميع النفوس وتكون منسجمة مع أمرك.
وعن السؤال نفسه اجابت (الاستاذة هديل) مدرسة في ثانوية الزهراء للبنات: لابد أن تضع المرأة العاملة البيت والأسرة في الأولوية ثم العمل بشرط أن لا تهمل عملها لأنه أمانة ثانية على عاتقها أضافتها هي بنفسها عن رغبة منها، ومن أجل تحقيق تنظيم وتوازن جيد لابد أن تحدد المرأة العاملة جميع الاشياء التى تريد القيام بها فى كل يوم على حدة، لان هذا يساعدها على التوزيع الجيد للوقت على تلك المهام، شاملة عملها واهتمامها بزوجها وأولادها وبيتها كذلك عليها أن تحدد الاشياء التي تضيع الوقت لتلغيها من يومها.
وعن الشق الثاني من السؤال اجابت: إن قدوتي هي مولاتي الزهراء (سلام الله عليها)، فقد تعلمت من السيدة الزهراء ان اجعل الله سبحانه وتعالى هو المشرف والمطلع الحقيقي على اعمالي، وقد اثبت ذلك مرارا عندما يزورني المشرفين، وقد قطعت على نفسي عهدا بأن ﻻ اغير ابدا في طريقة التدريس وﻻ في طرح المادة العلمية اذا زارني احد المشرفين، لمشاهدتي وتقييمي.
بعض صفات الناجحين
في الختام اذكر بعض الصفات التي يتصف بها الناجحون:
قال الخبراء، هناك بالفعل أسرار أو مفاتيح للنجاح، وهي كثيرة ولا يمكن جمعها كلها في مقال واحد، ولكننا سنحاول أن نتعرف على بعض هذه المفاتيح التي يمكن اعتبارها الأهم:
- الناجح في الحياة ينهل من نجاح الآخرين، وهو دائما إيجابي.
- يؤمن بأفكاره، لديه الثقة بنفسه، لديه هدف، يخطط لأعماله، ينظم وقته، دائم التطور والبحث عن الافضل، لديه طموح ورغبه شديدة في النجاح، الناجح يتحمل مسؤولية أفعاله.
- يبحث عن حلول للمشكلات، فهي جزء من الحل.
- الناجح لديه الشجاعة للاعتراف بخطئه.
- الناجح يعتمد على نفسه ولايخشى الفشل.
- الناجح يصنع مستقبله بنفسه.
- الناجح يركز على هدفه وغايته الرئيسة، ولا تشغله صغائر الامور.
- الناجح يتصف بصفات القادة، ويحيط دائما بأولئك الذين يقدمون له الدعم والتشجيع .
اضف تعليق