إنّ ما يتميز به العصر الحديث هو التقدم الهائل في (تكنولوجيا) الاتصال، وصفحات التواصل الاجتماعي المتعددة الأنواع والأشكال، وقد ظهرت هذه الوسائل كمنجز حضاري أفرزته العقول العملاقة المبدعة، عبر (التكنولوجيا) المتطورة الفذة، ومواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير في جميع جوانب الحياة، ترى ما تأثيرها على سلوكياتنا وتغير وتبادل الثقافات المختلفة، نلاحظ هناك جانبين سلبي وايجابي في هذا الخصوص...
إنّ ما يتميز به العصر الحديث هو التقدم الهائل في (تكنولوجيا) الاتصال، وصفحات التواصل الاجتماعي المتعددة الأنواع والأشكال، وقد ظهرت هذه الوسائل كمنجز حضاري أفرزته العقول العملاقة المبدعة، عبر (التكنولوجيا) المتطورة الفذة، ومواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير في جميع جوانب الحياة، ترى ما تأثيرها على سلوكياتنا وتغير وتبادل الثقافات المختلفة، نلاحظ هناك جانبين سلبي وايجابي في هذا الخصوص.
هل تصنع مواقع التواصل مجتمعا مثقفا؟
لو قمنا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في جانبه الايجابي بشكل صحيح، حيث نستثمرها في تطوير ثقافتنا، ونتعلم اسلوب الحديث والتحاور مع الثقافات الاخرى بما يصب في صالحنا، وكذلك تبادل الافكار بحيث نكون مجتمعا متكاملا ومتنوعا من حيث الثقافة والأفكار، وأيضا لو تدخلت المؤسسات الاجتماعية في نشر الأفكار الجيدة بالشكل الذي يستفيد منه الآخرون، وبجميع اللغات لكي تكون الفائدة اكبر.
ولأهمية الموضوع اعلاه، وتدخله في الجانب العلمي والاخلاقي وتطوير مجتمعاتنا، لذا قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، بجولة استطلاعية وطرحنا سؤالا على المختصين والباحثين بهذا الشأن، ومن يهمه امر مجتمعة، ومحاولة الاستخدام الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعي، وكان السؤال كالآتي:
_ إلى اي مدى تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في سلوكياتنا الثقافية والفكرية؟
التقينا الاستاذ (طالب الظاهر)، كاتب صحفي، فأجابنا قائلا:
مع قدوم التكنولوجيا المتطورة، بالتقنيات الحديثة، والبرمجيات المختلفة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك) وغيره، وغزوها حياتنا الاجتماعية سواء الثقافية أو الفكرية، دونما تحصينات مسبقة، للحد من خطورتها على شبابنا وبناتنا على وجه الخصوص، بل وعلى عموم فئات المجتمع بشكل عام، مما تسببت ببروز الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع، وتفشي الكثير من السلوكيات غير المنضبطة بين فئات المراهقين والشباب، ولاشك إن هناك ايجابيات في موضوع هذه الأجهزة الحديثة وهذه البرمجيات وهذه المواقع ( مواقع التواصل الاجتماعي)، ايجابيات كثيرة حيث جعلت العالم بين يدي المتصفح، لكن المفارقة المؤسفة إن هناك الكثير من الناس يترك الإيجابيات، وينغمس في سلبياتها فقط، كمن يطرح اللب ويتمسك بالقشور، لهذا فإن مثل هذه التقنيات وهذه المواقع باتت تعد واحدة من أهم أسباب تفاقم ظاهرة تأجيج الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة أو المجتمع في عمومه في الوقت الراهن، وحصول الكثير من المشاكل وحالات الطلاق نتيجة ذلك، وبإحصائيات مخيفة فعلاً، لما باتت تسببه مثل هذه البرمجيات من الكثير من سوء الفهم والتقاطع والتدابر داخل الأسرة بين الزوجة وزوجها، أو بين الزوج وزوجته، وتؤدي بعد تفاقم الخلافات بينهما الى الكثير من حالات الطلاق، أو نتيجة لا أبالية أو اهمال أو تقصير بواجبات أحدهما تجاه الآخر أو بواجباته الأسرية، ونتيجة تفاقم الشكوك بينهما، بل وباتت تؤثر على النسيج الأسري بين الأب والأبناء، وبين الأم والبنات، وبين الأبناء فيما بينهم وهكذا، وتعمل على غياب العلاقة الحميمية بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأرحام على العموم، لانشغال كل فرد من أفراد الأسرة في عالمه، وكذلك تؤدي الى التفكك والتباعد المجتمعي من خلال اكتفاء التواصل بين أفراده من خلال تواصلهم عبر هذه التقنيات والبرمجيات، بل أحيانا تعمل على تفكيك الروابط، بل والقطيعة بين أفراد المجتمع، ويحق لنا أن نسميها بدلا من مواقع التواصل الاجتماعي، الى ( مواقع التقاطع الاجتماعي).
العالم الافتراضي مساحة نقاش مفتوحة
وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (صباح حسن عبيد التميمي)، مديرية تربية كربلاء، فأجابنا قائلا:
لمواقع التواصل الاجتماعي اهمية بالغة في سلوكيات الفرد لاسيما العراقي، اذ يمثل له هذا العالم الافتراضي مساحة بوح شاسعة، تمنحه الحرية التي كان يفتقر اليها في الحكومة السابقة، ومن وجهة نظري فان لمواقع التواصل عامة والفيس بوك خاصة تأثيرين متناقضين اولهما التأثير الايجابي والذي يتمثل باكتساب الفرد، لاسيما الشاب مهارات سلوكية جديدة بالاحتكاك مع ثقافات اخرى لم تكن متاحة من قبل ، فضلا عن افادته من منظومات ثقافية جديدة، التي يتلقاها في مجموعات قراءة الكتب مثلا، والآخر التأثير السلبي الذي يبرز في المواقع الاباحية أو المجموعات التي تؤدي بالشباب الى هدر الطاقات، والتأثيرات السلوكية الشاذة وغير ذلك، وفي نهاية المطاف فإننا نستطيع أن نقول إن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فهو يضرّ تارة، وينفع أخرى.
وأجابنا الاستاذ (غزوان المؤنس)، اعلامي وكاتب، قائلا:
افرز التطور الكبير في مجال تكنولوجيا الاتصال في الوقت الحاضر إلى حدوث ثورة اتصالية هائلة، حيث أمست مواقع التواصل الاجتماعي منجزا حضاريا جديدا، كان نتاج العقول العلمية التي أبدعت في هذا المنجز الكبير في مجال الاتصال الحديث، آثرت مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الناس من عده جوانب، وهذا التأثير يكون إما بشكل سلبي أو ايجابي بسبب اختلاف الثقافات وطبيعة المجتمعات، فالسلبي يتمحور في الاعتزال الشعوري عن الناس والتوجه إلى الانغماس في المجتمع الافتراضي على تلك المواقع، إضافة إلى الانحلال الأخلاقي والثقافي وسلبيات أخرى، إما الايجابيات فهي تتمثل اكتساب ثقافات جديدة والتعرف على ثقافات الناس والإبداع والتواصل، وأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على سلوك وثقافة المجتمع أصبح بشكل كبير، كون سلوك وثقافته الفرد في حياته الطبيعية تختلف عن الحياة الافتراضية التي خلقتها مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت، حيث أمست تلك المواقع الأداة التعبيرية للشخص عن ثقافته وسلوكه إمام المجتمع، فنشاهد هنالك كثير من المستخدمين للمواقع يعبرون عن الوعي الثقافي والسلوك الايجابي عبرها، هذه الأمور الايجابية التي ولدت من نواة مواقع التواصل الاجتماعي جعلت المجتمع يتأثر بالثقافات الأخرى والسلوكيات، فهنالك تأثير ايجابي يتمثل في الاطلاع أكثر حول ثقافة الآخرين واكتساب ثقافة جديدة تختلف عن تراكمات الثقافات السابقة، إضافة إلى معرفة سلوكيات المجتمعات سواء كانت ايجابية أم سلبية مع الاحتفاظ بالنمط السلوكي الخاص بالشخص ذاته، هذا الانفتاح على العالم الخارجي يكون حتما له سلبيات على ثقافة وسلوكيات المجتمع من خلال التأثر بالثقافات والسلوكيات الخاطئة التي يحاول الكثير تسويقها عبر تلك المواقع للمجتمعات المحافظة على وجه الخصوص، هذا التأثير بما لم يدركه مستخدم المواقع بشكل واضح كونه يعتقد انه يسير على النهج الصحيح لكن وبمرور الأيام سوف يجد نفسه سجين تلك الثقافات والسلوكيات الخاطئة.
واخيرا التقينا الشاب (محمد عمران المعموري)، طالب في جامعة بابل، أجابنا قائلا:
مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة عن ارض افتراضية بوجهها الجديد، مع وجود التطور الكبير وسهولة الاستعمال، لذا تمكن اغلب الاشخاص وحتى الجهلاء من استخدامه، وهذا ما ادى إلى الجانب السلبي من هذه المواقع، حيث نرى مجموعة معينه وخاصة فئة الشباب يستخدمونه لغرض التسلية أو للمتاعب في بعض الاحيان، وهذا تأثير كبير على تفكير وسلوكيات الاشخاص، ونرى تارة اخرى الاستخدام الجيد والفعال ونشر المعلومات والتواصل مع المثقفين وفي امور اخرى وهذا يوفر جانب ايجابي، لذا في اعتقادي أن التأثير من الشخص المستخدم وليس في المواقع نفسها، لذا على مسؤولين الرقابة في هذه المواقع من وضع مجموعة حلول مناسبة للتخلص من بعض العقول التي قد تسبب هذا الجهل والاستخدام الخاطئ أو مصالح شخصية تضر الاخرين.
اضف تعليق