إن من أهم نتائج التطور العلمي والتغيرات الحاصلة نحو عالم أفضل، هي وجوب الاهتمام في رأس المال الفكري، التي يعد من أهم مخرجات حركة المتغيرات العالمية، وتكتسب إدارة رأس المال الفكري أهمية متزايدة في يومنا هذا، باعتباره يضم النشاطات أو العمليات التي تساعد على اكتشاف وتدعيم تدفق القدرات المعرفية والتنظيمية للأفراد، ونلاحظ أن الإنسان يتطور بالفكر للحصول على ما يريده من تغير في المجال الذي يخطط له.
ويعد رأس المال الفكري احد الطرق لكسب المال بذكاء العقل البشري، مع تواجد بعض العوامل التي تساعد على صنع هذه الظاهرة، ونعلم أن العقل البشري عند تعلمه الكثير من مصادر المعرفة وتراكمها، سوف تتكون لديه القدرة والإبداع في هذا المجال، وأن رأس المال الحقيقي الذي تمتلكه الشركات هو رأس المال الفكري، وهو أيضا ما تتميز به أمة عن أخرى حيث القدرة على تحويل رأس المال الفكري إلى قيمة من الاختراعات و الابتكارات في شتى المجالات.
تنمية رأس المال الفكري
هناك الكثير من المجالات لتنمية هذا النوع من الأفكار، ومنها السماح لذوي الخبرات في إعطاء افكارهم، وتوفير متسع كبير لهم، مع دراسة الطروحات والمواضيع في هذا الخصوص، وكذلك على الدولة وضع منهج تعليمي للاختصاص وتطويرهم من خلال الأخذ من الدول الأخرى والاستفادة من التجارب السابقة، ومحاولة تجربة في المادين لمعرفة مدى تقبل هذه الأفكار في جميع الأوساط.
ولأهمية هذا الموضوع في تطوير وتغير المجال الاقتصادي والاجتماعي، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، باستطلاع في هذا الخصوص، وتم وطرح السؤال التالي إلى المختصين ومن يهمه الأمر والباحثين في هذا المجال، وكان السؤال الأول كالآتي:
كيف يمكن صناعة رأس المال الفكري وما أهميته؟
التقينا الدكتور (مهدي سهر الجبوري)، دكتوراه اقتصاد، فأجابنا قائلا:
صناعة رأس المال الفكري طريق للإبداع والابتكار، وتركز البلدان المتقدمة على تطوير القدرات للموارد البشرية العاملة، من خلال بناء وتطوير المهارات والمعارف للمورد البشري كأحد العناصر المهمة في العملية الإنتاجية، إذ أنه في ظل التنافسية العالمية بين المؤسسات والمنظمات العالمية في مجال اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات اصبح الاهتمام بالمعرفة الأمر الأساس لاعتماده على عنصر الابتكار، وتحويل المعرفة الى قيمة مضافة، وقد ظهر مفهوم راس المال الفكري في تسعينات القرن الماضي، واصبح بمثابة الثروة الحقيقية للمؤسسات ومنظمات الأعمال بدلا من المصادر المادية ،إذ أنه يختلف عن راس المال المادي والذي يتعلق بالأشياء الملموسة، لذا فإن راس المال الفكري يرتبط بالمهارات والمعارف والقدرات الفعلية الخاصة التي تهدف الى الإبداع والابتكار وصناعة المعرفة وبالتالي فإنه يتأثر بعدة عوامل من أهمها مدى توفر مراكز البحوث والتطوير والمؤسسات التعليمية وكذلك مدى توفر الموارد البشرية المؤهلة للقيام بإجراء التجارب والأبحاث العلمية، اضافة الى توفر الدعم المالي اللازم والحوافز للمبدعين حيث نلاحظ تنافس البلدان المتقدمة على زيادة تخصيص المالي للبحث والتطوير مما زاد من عمق الفجوة التكنولوجية مع بلدان العالم الاخرى، وهذا بالنتيجة سيؤدي إلى تطوير راس المال الفكري من خلال اكتساب المعرفة وتوليد معارف جديدة في مختلف المجالات، تساهم في تنمية القطاعات الاقتصادية وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للبلد.
وتوجهنا بالسؤال الى الدكتور (ايهاب علي النواب)، اكاديمي في جامعة كربلاء كلية الإدارة والاقتصاد، فأجابنا قائلا:
فيما يخص رأس المال الفكري فهو يعد احد أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحديثة، أما فيما يتعلق بكيفية صناعة وتنمية رأس المال الفكري، فأن الأمر يتطلب النهوض بمستوى البحث العلمي والتطوير من خلال تنمية الإبداع والابتكار والتجديد عبر مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية وتطوير القدرات البشرية والفكرية، من خلال برامج تطويرية ودورات منهجية وتحفيز الابتكار والإبداع في المؤسسات ودعم الأفكار الجديدة والحث عليها من خلال تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي، وإنشاء مراكز خاصة بهذا الصدد لها اتصال وتنسيق مع كافة المتغيرات الحاصلة محلياً وعالمياً.
كيفية تطوير رأس المال الفكري
وأجابنا الأستاذ (حامد الجبوري)، ماجستير اقتصاد، قائلا:
هناك اختلاف كبير بين رأس المال المادي ورأس المال الفكري والبعض يطلق عليه رأس المال البشري, الأول ملموس وقابل للاستنساخ ويمكن أن ينفصل عن الانسان بفعل ظروف غير ملائمة, في حين الثاني هو غير ملموس ولا يمكن استنساخه ولا يمكن فصله عن الانسان لأنه ببساطه يمثل منتجات الانسان الفكرية والمهارات والخبرات المتراكمة والابداعات الفنية.
وأما بخصوص الإجابة عن السؤال, فإن التعليم يعد العنصر الأساس في خلق رأس المال الفكري, إذ إن التعليم يعد بمثابة المدخلات للعملية المستهدفة وهي خلق رأس مال فكري, فكلما أزداد الاهتمام بالجانب التعليمي عبر زيادة الانفاق على التعليم وتوفير كل متطلبات التعليم من مدارس ومناهج وكوادر كفوءه، كلما سيسهم ذلك في الارتقاء بمنتجات القوى البشرية فكرياً, ومن ثم زيادة قوة الدولة التي تمتلكها, وكما قال الدكتور خير الدين حسيب مدير مركز دراسات الوحدة العربية, إن مفهوم القوة اليوم يختلف عن مفهوم القوة في السابق, حيث كان مفهوم القوة لمن يملك ولمن لا يملك، وأما اليوم فهي تعني لمن يعرف ومن لا يعرف من يعلم ومن لا يعلم, ولذا فالعلم والمعرفة هي أُس رأس المال الفكري وأساسه.
وإن ما يزيد من سرعة صناعة راس المال الفكري هو الاهتمام بالجانب الاقتصادي والصحي, إذ لا يمكن ان يحصل الفرد على تعليم كفوء ومهارات عالية وتوفير كل ما يستلزمه لرفع ابداعه ومهاراته من دون وجود مستوى دخل يسمح له بتطوير منتجاته ومهاراته وابداعاته, كما لا يمكن أن يحقق ذلك في ظل سوء الجانب الصحي للفرد وعدم الاهتمام به من خلال توفير المستشفيات والمراكز الصحية والأدوية والأطباء وغيرها.
هناك الكثير من الدول وخصوصاً النرويج وفنلندا وسويسرا تحتل مرتبة الصدارة في رأس المال البشري كونها تعي مدى أهمية رأس المال البشري في مختلف المجالات, كما إن أحد العوامل التي تقف خلف تقدم النمو الأسيوية هو الاهتمام براس المال البشري من خلال الاهتمام بالتربية والتعليم, ولذا فكل بلد يهتم بخلق رأس المال الفكري نراه يحتل مواقع متقدمة بين البلدان.
وأخيرا التقينا الاستاذ (حسين غالب المعمار)، موظف في احدى الشركات، فأجابنا قائلا:
نرى أن التطور الحاصل في جميع المجالات، لذا فنحن بحاجة إلى تطوير مصادر المالية، والأخذ بطريقة رأس المال الفكري، التي تعبر أساس المجال الاقتصادي والمال الحقيقي في خزانة الشركات، لما تحويه من افكار مبدعة قد تصل بك نحو المجد ونسب تغير كبيرة، لذا علينا تنمية هذا المجال والعمل علية بكل مصداقية، لكي نحصل على مجتمع يمتلك طرق كثيرة لتوفير مصادر المالية.
اضف تعليق