لا تزال شركة جوجل التي تعد من أكبر الشركات العالمية وكما يقول بعض الخبراء مستمرة في نجاحها من خلال توسيع اعمالها وتطوير خدماتها المميزة ومنتجات الجديدة ومشاريعها المختلفة التي شملت صناعة السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ومنتجات الرعاية الصحية ومشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من المنتجات الأخرى. وشركة جوجل كما تشير بعض المصادر، هي شركة عامة أمريكية تربح من العمل في مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت وإرسال رسائل البريد الإليكتروني وغيرها من الخدمات، ويرى الكثير من المراقبين ان شركة Google التي تخوض اليوم حربا تنافسية كبيرة قد حققت تقدما كبيرا من خلال طرحها لسلسلة من المنتجات الجديدة واستحواذها على شركات أخرى عديدة والدخول في شراكات عديدة جديدة، في سبيل السيطرة على الاسواق العالمية واستقطاب اعداد اضافية من الزبائن، وطوال مراحل ازدهار الشركة كانت ركائزها المهمة هي المحافظة على البيئة وخدمة المجتمع والإبقاء على العلاقات الإيجابية بين موظفيها. ولأكثر من مرة، احتلت الشركة المرتبة الأولى في تقييم لأفضل الشركات تجريه مجلة "فورتشن" كما حازت بصفة أقوى العلامات.
وفي هذا الشأن تعمل شركة "غوغل" الاميركية العملاقة في مجال الانترنت على نسخة جديدة من نظامها التشغيلي "اندرويد" موجهة للواقع الافتراضي على ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال". ويبدو ان المجموعة ومقرها في ماونت فيو (كاليفورنيا) التي تريد أن لا يفوتها قطار هذه السوق الواعدة، شكلت فريقا من المهندسين سيتولى تصميم نظام تشغيل للأجهزة والتطبيقات المقبلة للواقع الافتراضي على ما نقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين على الملف.
وقد وظفت غوغل "نحو عشرة مهندسين" ضمن وحدة سيقودها رجلان احدهما كلاي بايفر الذي عمل على مشروع خوذة الواقع الافتراضي المصنوع من الكرتون "غوغل كاردبود" وفقا لما اضافت الصحيفة نفسها. وستكون هذه النسخة من نظام "اندرويد" متكيفة مع انظمة تشغيل اجهزة اخرى (هواتف ذكية واجهزة لوحية واجهزة موصولة) وستسمح للمطورين باقتراح تطبيقات على ما اوضحت الصحيفة التي اشارت الى ان غوغل تنوي توزيع النظام مجانا. بحسب فرانس برس.
وتهدف غوغل من ذلك قطع الطريق امام منافستها شبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي التي تطور من جهتها خوذة للواقع الافتراضي "اوكولوس ريفت" مع نظام تشغيل خاص بها على غرار "آبل" مع اجهزة "آي فون". وتعول غوغل كما منافساتها على رواج كبير للواقع الافتراضي وهي تستثمر كثيرا في هذا المجال. وكان الواقع الافتراضي نجم معرض الالعاب الالكترونية في سان فرانسيسكو خلال الاسبوع الحالي. واعلنت شركة سوني خلاله انها ستبدأ تسويق خوذتها الافتراضية "موفورس" اعتبارا من العام 2016. وتخوض هذا الغمار ايضا شركات اخرى مثل "مايكروسوفت" (هولولينس) وشركة الهواتف التايوانية "اتش تي سي".
غوغل والاجهزة المحمولة
الى جانب ذلك تستعد "غوغل" لتغيير المعادلات الحسابية المعتمدة في محرك البحث التابع لها لتحسين القدرة على قراءة نتائج البحث على الشاشات الصغيرة للهواتف الذكية. وشرحت إحدى الناطقات باسم المجموعة العملاقة أن "المستخدمين باتوا يقومون بمزيد من الأبحاث على أجهزتهم المحمولة ونحن نحرص على أن يجدوا محتويات لا تكون مناسبة ومحدثة فحسب، بل أيضا سهلة القراءة".
وتشجع "غوغل" منذ فترة مدراء المواقع الإلكترونية على تكييف صفحاتهم مع الهواتف الذكية وهي تزودهم خصوصا أدوات لتجربة نسخ من مواقعهم تتماشى مع الأجهزة المحمولة. وستبدأ "غوغل" باعتماد معايير تتماشى مع صفحات الأجهزة المحمولة "في جملة معايير تصنيف الأبحاث على الأجهزة المحمولة"، بحسب ما كشفت الناطقة باسمها.
وسيطال هذا التغيير المعلن عنه منذ شباط/ فبراير الأبحاث التي تجرى من هاتف ذكي لا غير. وهو لن يؤثر كثيرا على النتائج التي ستبقى تعتمد على مدى مواءمة المعلومات وحداثتها. وتبقي "غوغل" المعادلات الحسابية التي تعتمد في محرك بحثها قيد الكتمان وهي تعدلها بانتظام، ما يدفع بعض المواقع إلى الاشتكاء منها في بعض الأحيان، إذا أنها تتراجع من أعلى القائمة إلى أسفلها بين ليلة وضحاها. بحسب فرانس برس.
وتعد مرتبة المواقع في نتائج البحث جد مهمة إذا أنها تؤثر على نسبة زيارتها. فغالبية المستخدمين يكتفون بالنتائج التي تظهر في المراتب الأولى. وتعطى أهمية كبيرة حاليا لطريقة عرض "غوغل" لنتائج الأبحاث، خصوصا في أوروبا حيث اتهمتها المفوضية الأوروبية رسميا باستغلال هيمنتها لتفضيل البعض من خدماتها الخاصة.
نسخة محدثة وتطبيقات جديدة
في السياق ذاته قامت مجموعة "غوغل" بتحديث خدمة الخرائط الإلكترونية "غوغل مابس" بطريقة تسمح لمستخدميها بأن يصبحوا "مرشدين محليين" وأن يدلوا بتعليقات، لمنافسة خدمات أخرى من قبيل "يلب". وأكدت "غوغل" أنها تعتزم مكافأة المرشدين المحليين الأكثر نشاطا من خلال تقديم منافع متعددة لهم، من الاشتراك بنشرة إخبارية شهرية إلى إرسال هدايا سنوية تقديرا "للمساهمات العالية النوعية".
وتتمتع خدمة "يلب" التي يمكن لمستخدميها الإعراب عن آرائهم في ما يخص المطاعم والمتاجر والمواقع السياحية ببرنامج مماثل منذ سنوات يكافئ في إطاره المساهمون الأكثر نشاطا. وكان موقع "فيسبوك" قد أعلن عن خدمة جديدة مشابهة اسمها "بلايس تيبس". بحسب فرانس برس.
ولا تزال هذه الخدمة في مرحلتها التجريبية وهي تقوم على تحديد المواقع الجغرافية للهواتف الذكية لتوفير معلومات تلقائية لمستخدمي الشبكة عن الأماكن التي يتواجدون فيها، مثل التعليقات المكتوبة أو الصور المنشورة عن هذه المواقع من قبل مستخدمين آخرين. أما خدمة "يلب" المتوفرة في 29 بلدا، فهي كانت تضم 135 مليون زائر في الشهر الواحد خلال الربع الأخير من العام 2014.
من جانب اخر تسمح مجموعة "غوغل" باستخدام تطبيقها "هانغ آوتس" لتوجيه الرسائل على اجهزة محمولة، لاجراء اتصالات صوتية مجانية او بكلفة متدنية عبر الانترنت على غرار خدمة سكايب. وقال آميت فولاي احد مسؤولي "غوغل" على مدونة المجموعة "يسمح هانغ آوتس في الاساس بتوجيه رسائل سريعة او بدء محادثة عبر تقنية الفيديو بين مجموعة من الاشخاص. لكن احيانا من الافضل الاتصال بشخص لنقول له اننا نحبه. ومع النسخة الجديدة للتطبيق بات الامر ممكنا".
وقد جمعت غوغل بين قدرات خدمتها للاتصالات عبر الانترنت "غوغل فويس" وبين تطبيق "هانغ آوتس" الذي يعرف نجاحا كبيرا عبر شبكة التواصل الاجتماعي غوغل للسماح خصوصا باجراء اتصالات بالفيديو بين مجموعات مجانا. وستكون الاتصالات بين مستخدمي تطبيق "هانغ آوتس" مجانية ايضا وكذلك كل الاتصالات التي تجرى داخل الولايات المتحدة وكندا على ما اوضح فولاي. والاتصالات عبر هذا التطبيق ستكون ممكنة للاجهزة المحمولة التي تعمل بنظامي "اندرويد" و "آي او اس" من "آبل".
الامن وانظمة الترميز
على صعيد متصل أعلن عملاق الانترنت "غوغل" أنه سيشفر خدمة "جيمايل" لتبادل الرسائل الإلكترونية، في مسعى منه إلى حماية الحياة الخاصة لمستخدميه في خضم فضيحة برامج التجسس الأميركية. وستزود المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها "جيمايل" بشبكات مدعومة ببروتوكول "اتش تي تي بي اس" عند إرسال الرسائل الإلكترونية أو تلقيها. وهذه الشبكة المأمونة المتوفرة بشكل اختياري منذ العام 2010 ستصبح الوسيلة المعممة على كل المراسلات، بغض النظر عن الجهاز المستخدم.
وتقضي الفكرة بحظر قراءة رسائل خدمة "جيمايل" على غير المشتركين فيها. وكتب نيكولاس ليدزبورسكسي المهندس المسؤول عن المسائل الأمنية في "جيمايل" على مدونة المجموعة أن "الخدمة سترسل دوما شبكة مشفرة ببروتكول اتش تي تي بي اس عند توجيه الرسائل الإلكترونية أو تلقيها، وهذا يعني أنه سيتعذر على أي جهة اعتراض الرسائل المتبادلة بين خواديم جيمايل، بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة، أكانت شبكة لاسلكية عامة أو حاسوب أو هاتف ذكي أو جهاز محمول". بحسب فرانس برس.
ويأتي هذا القرار في خضم التوترات القائمة بين المجموعات المعلوماتية والحكومة الأميركية، إثر تسريبات إدوارد سنودن مستشار المعلوماتية السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية بشأن برامج التنصت الأميركية. وتسمح تقنية التشفير بحماية المستخدم من المداخلات الخارجية، لكنه في وسع القراصنة المعلوماتيين اختراق هذا النظام بواسطة برامجيات خبيثة أو من خلال سرقة كلمات السر.
الى جانب ذلك أكد رئيس مجموعة "غوغل" ان الشركات العملاقة في مجال الانترنت "ستنتصر" في معركتها لتقديم انظمة ترميز لمستخدميها عصية على انظمة التجسس الحكومية. وقال اريك شميت انه "يتفهم" المبررات التي تقدمها وكالات الاستخبارات وقوات الامن التي تخشى ان تصب انظمة الترميز المقدمة على الاجهزة المصممة للعموم مثل الهواتف الذكية في مصلحة منظمات اجرامية او متطرفة.
الا انه اكد انه من المستحيل جعل هذه الانظمة متاحة فقط "للاشخاص الطيبين". وأوضح شميت "اننا لا نعلم كيف نضع بابا سريا يكون مخصصا فقط للاشخاص الطيبين". والمقصود بتعبير "الباب السري" هو ثغرة تمكن الاشخاص العارفين بوجودها من التسلل الى جهاز الكتروني من دون علم المستخدم. ولفت شميت الى "اننا اذا ما وضعنا هذا الباب السري في نظامنا فيتعين علينا ان نقول ذلك، لأن البعض سيعلمون بالأمر. الى ذلك، الاشخاص ذوو النوايا السيئة يمكن ان يجدوا لانفسهم طريقة للاختراق". وتأتي هذه التصريحات بعد المخاوف التي اثارتها وكالات الاستخبارات الاميركية التي عبر مسؤولوها اخيرا عن رغبتهم في منع كبرى شركات الانترنت من طرح هواتف تعتمد على نظام ترميز لا يمكن خرقه، وذلك بذريعة "الامن القومي".
صفقات جديدة
من جهة اخرى يواصل عملاق الانترنت "غوغل" إبرام صفقات شراء كان آخرها صفقة شراء شركة التصوير بالأقمار الاصطناعية "سكايبوكس إيماجينغ" في مقابل 500 مليون دولار، بحسب ما كشفت المجموعة الأميركية. وجاء في بيان صادر عن "غوغل" الذي اشترى مصنع الطائرات من دون طيار "تايتن إيروسبايس" "أبرمنا اتفاقا لشراء سكايبوكس إيماجينغ ونحن جد متحمسين لاستقبال طاقمها في عائلة غوغل". بحسب فرانس برس.
وأسست شركة "سكايبوكس إيماجينغ" سنة 2009 في منطقة سيليكون فالي وهي تصنع أقمارا اصطناعية لمراقبة الأرض تلتقط الصور وأشرطة الفيديو العالية الدقة. وهي لم تضع حاليا قيد التشغيل إلا قمرا اصطناعيا واحدا لكنها تعتزم تشغيل حوالى 10 أقمار بحلول نهاية العام 2016. ومن شأن هذا التعاون أن يسمح ل "غوغل" بتحديث قواعد صورها المنشورة في تطبيقي "غوغل إيرث" و"غوغل مابس" وتحسين نوعيتها. وشرح عملاق الانترنت الذي يتخذ في منطقة ماونتن فيو (ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة) أن "الأقمارالاصطناعية ستساعدنا على تحديث خرائطنا لتصبح أكثر دقة".
سيارة ذاتية القيادة
على صعيد متصل تستعد شركة غوغل للبدء في تصنيع سيارات ذاتية القيادة خاصة بها بدلاً من إدخال تعديلات على سيارات أنتجتها شركات تصنيع أخرى. ولن يكون في السيارة الجديدة عناصر تحكم أو عجلة قيادة أو دواسات، وإنما فقط زر للتشغيل والإيقاف. وتظهر سيارة غوغل في الصور كسيارة مدنية ذات واجهة "مألوفة"، وصممت لمساعدة الناس لتقبل التكنولوجيا الخاصة بالقيادة الذاتية.
وكان سيرغي برين، أحد مؤسسي غوغل، قد كشف عن خطة الشركة بشأن السيارة الجديدة في مؤتمر عقد بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقال كريس أورمسون، مدير برنامج الشركة للقيادة الذاتية: "إننا متحمسون جدا لهذه السيارة، وستسمح لنا بتعزيز قدرات تكنولوجيا القيادة الذاتية، ومعرفة حدودها." وأضاف أن السيارات تستطيع "تحسين حياة الناس عبر تغيير آلية التنقل".
ولكن بعض الباحثين العاملين في هذا المجال يدرسون الجوانب السلبية التي قد تنتج عن تكنولوجيا القيادة الذاتية للسيارات. ويعتقدون أن مثل هذه السيارات قد تفاقم من حركة المرور والزحف العمراني إذ يتقبل الناس السفر مسافات أطول لأنهم لا يقودون السيارات بأنفسهم. وتبدو السيارة الجديدة وكأنها سيارة كارتونية إذ ليس لها غطاء محرك أمامي، والعجلات مثبتة في أركانها.
وتسمح السيارة بركوب شخصين، ويعمل الدفع فيها بالكهرباء، ولن تتعدى سرعتها 40 كيلومترا في الساعة لضمان السلامة. ومن بين أبرز العوامل في التصميم الجديد هو أنه لا يوجد أية عناصر تحكم إلا زر للتشغيل والإيقاف. ولكن ستثبت بعض أدوات التحكم الأخرى في السيارة من أجل إجراء الاختبارات المبكرة حتى يستطيع أحد السائقين العاملين في المشروع التدخل حال حدوث مشكلة.
أما الجزء الأمامي من السيارة فقد صمم ليكون أكثر أمانا للمشاة، إذ صنع من مادة ناعمة تشبه الرغوة في مكان المصد التقليدي، بالإضافة إلى زجاج أمامي أكثر مرونة، وهو ما قد يساعد في تقليل الإصابات. وستستخدم السيارة أشعة الليزر، وأجهزة استشعار الرادار، وبيانات من كاميرا من أجل القيادة ذاتيا. وستعتمد السيارة الجديدة على خدمة خرائط للطرق من غوغل صممت خصيصا للمشروع واختبرت على سيارات الشرطة الحالية.
وكانت غوغل قد أعلنت مؤخرا أن سياراتها التي تعمل بالقيادة الذاتية قطعت مسافة قدرها حوالي 11 ألف و270 كيلومترا في الشوارع العامة، وأن الشركة الآن تعمل على معالجة مشكلة السير في شوارع المدن المزدحمة. وتعتزم الشركة تصنيع حوالي 200 من هذه السيارات في مدينة ديترويت الأمريكية لتستخدمها في اختبارات تكنولوجيا القيادة الذاتية. وقال أورمسون "سوف نرى هذه السيارات في الشوارع خلال هذا العام".
ويقول مؤيدو استخدام السيارة الجديدة إن بإمكانها إحداث ثورة في مجال التنقل عن طريق جعل الشوارع أكثر أمنا، والقضاء على الاصطدامات، وتقليل الأزمات المرورية والتلوث. يذكر أنه في أول ستة أشهر من 2013 قتل وجرح أكثر من 23 ألف و500 شخص في حوادث في المملكة المتحدة، بحسب إحصاءات حكومية. وقال رون ميدفورد نائب المدير السابق للإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة ومدير السلامة حاليا في فريق سيارة القيادة الذاتية بغوغل إن هذه الإصابات قد تنخفض بشكل كبير من خلال إزالة أي فرصة لحدوث أخطاء من جانب قائدي السيارات. بحسب بي بي سي.
لكن سفين بايلر، المدير التنفيذي لمركز بحوث السيارات في ستانفورد، حذر من أن السيارات التي ليس لها قائد قد تحتاج إلى تدخل بشري في الظروف الطارئة، وأن الناس قد ينسون كيفية القيادة إن لم يمارسوها باستمرار. وقال إن الأمر قد يكون خطرا في حالات الطوارئ عندما لا يعرف الحاسوب كيفية التعامل مع المشكلة القائمة.
اضف تعليق