q
لطالما نجحت آبل بانتهاز الفرص سعياً للحصول على فرصة كبرى من خلال علامة تجارية قوية، وتصميم متميز، وسهولة الاستخدام، فضلاً عن نظام دعم فعال حول العالم، ولكن في الوقت الذي حققت فيه أجهزة مثل أيبود وأيفون وآيباد نمواً في الماضي، ليس من الواضح ما هو الإنجاز التالي...

تسبح شركة آبل عكس التيار منذ سنوات، لكن يبدو أنها بدأت تخسر المعركة، بعد أن رفع رئيسها التنفيذي، تيم كوك، أسعار منتجها الرئيس آيفون، وبدأ في بيع خدمات العملاء ومنتجات أخرى مثل ساعة آبل.

فلطالما نجحت آبل بانتهاز الفرص سعياً للحصول على "فرصة كبرى" من خلال علامة تجارية قوية، وتصميم متميز، وسهولة الاستخدام، فضلاً عن نظام دعم فعال حول العالم. ولكن في الوقت الذي حققت فيه أجهزة مثل أيبود وأيفون وآيباد نمواً في الماضي، ليس من الواضح ما هو الإنجاز التالي. فرغم النجاح الذي حققته ساعات آبل إلا أنه لا يذكر. توفر المنازل الذكية والسيارات من دون سائق فرص كبرى.

ولكن شركة آبل ليست بنفس مكانة أمازون وغوغل وشركات السيارات مثل تيسلا في النهاية. فكما رأينا في فترة التحول الطويلة من منتجات إلى خدمات في شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكبيرة الأخرى مثل آي بي إم، قد يتوجب على المساهمين في أبل التحلي بالصبر حتى يتم التحول إلى منظومة فرص والخدمات تؤتي ثمارها.

آبل ضحية نجاحها كما حدث لشركة نوكيا في أوائل الألفيات. فهيمنة الأرباح على أيفون من 2007 وحتى 2017 يعني أنه عند تباطؤ نمو مبيعات آيفون، سيتحتم على آبل تخييب المحللين الماليين والمدراء المعنيين. من المؤكد أنها خسرت ثلث السوق الذي بلغت قيمته ترليون في الأشهر الأخيرة من 2018، وخسرت 10% أخرى في أوائل يناير 2019.

ونجحت استراتيجية كوك في البداية وتخطت قيمتها السوقية تريليون دولار في أغسطس/آب، قبل أن تخسر 50% من هذه القيمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

ويعد آيفون حتى الآن من أهم منتجات شركة آبل، وشكل نحو ثلثي مبيعات العام الماضي، لكن مبيعات أجهزة آيفون مشتقرة منذ 2015، مما قلص من إقبال ملايين المستثمرين على أحد أكبر الأسهم في السوق.

بدأت الأوضاع تتغير في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أوقفت آبل الإعلان عن مبيعات الآيفون، ثم أعلنت الأربعاء الماضي، أنها لن تحقق مستهدفاتها من المبيعات في الربع الأخير من 2018، بسبب تراجع الطلب على آيفون في الصين بشكل رئيسي.

وانخفض سهم آبل 36% منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، وخلال الأسبوع الماضي انخفضت القيمة السوقية لآبل دون أمازون ومايكروسوفت وألفابت المالكة لغوغل، بعد أن خسرت 500 مليار دولار من قيمتها على مدار 3 أشهر.

رغم كل هذا تبقى آبل شركة قوية وجيدة، ولا تزال تتوقع تحقيق مبيعات ربعية بـ84 مليار دولار، ما يبقيها في المرتبة 33 في قائمة فورتشن 500، ولكن إذا أرادت آبل النمو من جديد فعليها أن تضع خطة جديدة.

خلف كوك، العبقري الراحل ستيف جوبز، والذي كان يعرف ما يريده المستهلكون قبل أن يعلم معظمهم أنهم يريدون ذلك، وخلال فترة عمله الثانية كرئيس تنفيذي للشركة، من 1997 إلى 2011، أشرف جوبز على تطوير نظام "ماكنتوش"، وتطوير جهاز آيبود بالإضافة إلى الآيفون، وعندما توفى جوبز في 2011، اعتقد المشككون أن نجاح الشركة غير المسبوق سينتهي بسرعة، ولكن كوك كان كبير مساعدي جوبز، وكان قد بنى شبكة لشركاء وموردي آبل تعتبر الأفضل عالميا، ويبدو أن المشككون كانوا على خطأ، إذ نجح قام كوك في استغلال النجاح الذي أنجزه جوبز في آيفون، وقبل عام، حققت شركة آبل مبيعات قياسية بلغت 88.3 مليار دولار، وأرباحا بقيمة 20.1 مليار دولار والتي تعتبر أفضل أرباح فصلية لأي شركة أمريكية في التاريخ، وتبلغ النقود التي جمعتها آبل 237 مليار دولار، أي أكثر من اقتصادات للعديد من الدول الأوروبية متوسطة الحجم، رغم كل هذا فشلت آبل في تقديم ابتكارات رائدة بعد وفاة جوبز، وقالت لورا ديديو، محللة قطاع التكنولوجيا في ITIC: "لن نستطيع استعادة جوبز من جديد، على آبل القيام بالمزيد".

رغم عشرات المنافسين الناجحين في مجال الهواتف الذكية، إلا أن هاتف آبل لا يزال ينافس بقوة، وإن تراجعت المبيعات خلال السنوات الثلاث الأخيرة مقارنةً بمبيعات 2015، وترى مؤسسة IDC، أن المشكلة ليست عند آبل فقط، حيث انكمشت سوق الهواتف الذكية بشكل عام خلال الفصول الأربعة الماضية.

ولتعويض الشركة عن ركود الابتكار، اتجه كوك وفريقه إلى أعمال الخدمات، التي تشمل App Store و Apple Music و Apple Pay و iCloud. وبدأوا في بيع تأمين "آبل كير" كجزء من حزمة تسمح للأشخاص بشراء أجهزة آيفون جديدة كل عام.

وفي مقآبلة مع CNBC الأربعاء، أشار كوك إلى أن آبل سجلت مبيعات قياسية من خدماتها المختلفة، وقال إن شركته بدأت برنامجًا تجاريًا يساعد الأشخاص على تقليل سعر الشراء منتجات آيفون الجديدة.

يعد الاختلاف الرئيسي بين مايكروسوفت وآبل أن مايكروسوفت تدير عملاً تجارياً متنوعاً، من ناحية أخرى، تعتبر آبل شركة استهلاكية، وتشكل منتجاتها الرئيسية الثلاث آيفون وماك وآيباد 80٪ من المبيعات لذا استحدثت آبل بعض التغيرات الكبيرة في السيارات ذاتية القيادة، وربما لم تكن "آبل" أول شركة تقوم بتطوير الهواتف الذكية وغيرها ولكنها قدمت الأفضل، ويمكنها أن تكرار هذا في السيارات ذاتية القيادة، ويمكن لآبل خفض الأسعار لتصبح مربحة للغاية للمستهلكين، لكنها تقاوم هذا الطرح، وتستهدف الزبائن غير المهتمين بالتكلفة، وهذا هو إرث ستيف جوبز.

وفي ظلّ ركود مبيعات هواتف "آي فون"، تكثّف "آبل" الجهود في مجال الخدمات لإعطاء زخم جديد لمنتجاتها وهي قد توفّر هذه السنة اشتراكا في الصحف ومنصة بثّ تابعة لها بدعم كوكبة من نجوم هوليوود.

بالإضافة إلى الفيديو، تطمح "آبل" لخوض مجال الصحافة، ومن المعلوم أن الأجواء متوترة بين المجموعات التكنولوجية ووسائل الإعلام، فهذه الأخيرة تتّهم عمالقة التكنولوجيا باستخدام منشوراتها من دون تقديم أي مقابل أو بالتسبب بإفلاسها مع احتكارها العائدات الإعلانية، وتتيح "آبل" منفذا إلى الصحف بواسطة "آبل نيوز". وقد تقضي الخطوة التالية بتقديم اشتراك يتيح الاطلاع على عدد كبير من المنشورات، غير أن هذا المشروع لا يلقى إجماعا بسبب نسبة العائدات التي تطالب بها "آبل".

قد مهّدت المجموعة الطريق لخطوتها المقبلة في هذا المجال أيضا مع شراء خدمة "تكستر" التي تتيح الاشتراك بمجّلات إلكترونية في مقابل 10 دولارات في الشهر الواحد، غير أن المفاوضات مع بعض جهات التحرير متعثّرة، لأن "آبل" تطالب، بحسب بعض وسائل الإعلام، بنصف العائدات. من ثمّ ترفض صحف كبرى، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، إبرام شراكات معها.

ولا يستبعد بعض المحللين أن تقدّم "آبل" في نهاية المطاف اشتراكا وحيدا في كلّ خدماتها، كما هي حال "أمازون"، وللمرة الأولى منذ سنوات، لم تكشف شركة آبل عن عدد أجهزة آيفون التي تم بيعها، ولكنها قدمت تفاصيل أكثر عن قوة خط منتجاتها الجديدة من الساعات، بالإضافة إلى خدماتها، والتي تشمل Apple Pay و Apple Care و Apple Music.

فقد أعلنت شركة آبل أن مبيعاتها لنهاية العام كانت مخيبة للأمل مع تراجع إيراداتها نتيجة تدني نتائج هواتف آي فون والخلاف التجاري مع الصين، غير أن صافي أرباحها بقي بمستواه مدعوما بنمو الخدمات التي تقدمها ومنها الموسيقى والأفلام والتطبيقات.

وعانت إيرادات آبل من تراجع عائدات أجهزة آي فون بنسبة 15% إلى 52 مليار دلولار، وهو تراجع ناجم بصورة خاصة عن تدني المبيعات في السوق الصينية، وانهارت عائدات المجموعة في هذه السوق الهائلة وحدها بنسبة 27% إلى 13,16 مليار دولار، وبقي صافي أرباح آبل شبه مستقر عند 20 مليار دولار، بتراجع طفيف جدا قدره 0,5%، وهو ما يعتبر نادرا إذ سجلت آبل في السنوات الأخيرة زيادة منتظمة في صافي أرباحها.

وفي وقت تحرص آبل على إثبات تنوع نشاطاتها لتكون أقل اعتمادا على هاتفها، بلغت إيرادات خدماتها من البث التدفقي والحوسبة السحابية والدفع الإلكتروني والتطبيقات وغيرها 10,9 مليار دولار، ما يفوق توقعات المحللين الذين تحدثوا عن 10,8 مليار دولار، وسمحت الخدمات للشركة بالإبقاء على استقرار صافي أرباحها مع حيوية مبيعاتها للأجهزة غير آي فون، مثل آي باد وأجهزة ماك وساعات آبل وغيرها.

وكانت آبل حذرت بأن مبيعاتها لنهاية العام ستكون مخيبة للأمل بالمقارنة مع ما كانت تتوقعه في الخريف، بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين والحرب التجارية بين بكين وواشنطن، كما يشير المحللون إلى تخمة سوق الهواتف الذكية وسعر أجهزة آي فون المرتفع في وقت تواجه في الصين منافسة شديدة من شركات محلية مثل هواوي وشاومي.

في الآونة الأخيرة، تمر أبل بمرحلة انتقالية بعيداً عن مبيعات الأجهزة. فهي ترغب بزيادة مواردها المالية من الأنشطة المتعلقة بالأنظمة، مثل توزيع المحتوى، التخزين السحابي، وأنظمة الدفع، والبيوت الذكية، والعديد من الخدمات الأخرى. كما تتوقع زيادة اعتمادها على الشراكات والتحالفات، على سبيل المثال، مع ليغو في مجال التعليم الواقعي المعزز والترفيه. عوائد منظومة الشركة خادعة من وجهة نظر محلل الأسهم، فمساهمتها بالأرباح بشكل عام يصعب قياسها أكثر من هامش المبيعات أو المنتجات المادية. لذا فإن تقييم مستقبل الشركة ليس بالأمر السهل.

جهود لتجديد الزخم في ظل ركود المبيعات

في ظلّ ركود مبيعات هواتف "آي فون"، تكثّف "آبل" الجهود في مجال الخدمات لإعطاء زخم جديد لمنتجاتها وهي قد توفّر هذه السنة اشتراكا في الصحف ومنصة بثّ تابعة لها بدعم كوكبة من نجوم هوليوود.

وتفيد وسائل إعلام بأن "آبل" تستعدّ للكشف عن جديدها في الخامس والعشرين من آذار/مارس في مقرّها الرئيسي في كوبرتيونو (ولاية كاليفورنيا)، بيد أن المجموعة الأميركية ترفض على عادتها التعليق على الشائعات.

وقد تكون المفاجأة من العيار الثقيل، مع مشاركة نجوم مثل جنيفر آنيستون وريز ويذرسبون والمخرج جي. جي. آدمز في الحدث، وقد خطت "آبل" خطوات خجولة في مجال الفيديو، مع متجر "آي تيونز" الذي يتيح شراء القطع وخدمة "آبل تي في" التي تتيح النفاذ إلى منصات أطراف ثالثة وأيضا برنامج "كاربول كاراوكي" الموسيقي.

ولا مجال للشك في الخطوات المقبلة التي تعتزم المجموعة اتخاذها، فهي ستطلق في أغلب الظنّ خدمتها الخاصة للبثّ التدفقي الحافلة ببرامج حصرية والزاخرة بالنجوم، في مسعى إلى استقطاب المستخدمين ومزاحمة "نتفليكس" و"أمازون برايم".

وفي أواخر كانون الثاني/يناير، أعاد المدير التنفيذي تيم كوك التأكيد على عزم المجموعة الاستثمار في "المحتويات الأصلية"، مذكرا بالعقد المبرم مع نجمة التلفزيون الأميركي أوبرا وينفري وقائلا وقتها "ثقتي كبيرة وسنكشف عن أمور جديدة في الفترة المقبلة"، وقد تطلق "آبل" في خلال بضعة أشهر نموذجا للفيديو على شاكلة خدمة "آبل ميوزيك" للبثّ الموسيقي التي طرحتها سنة 2015، بحسب الصحافة الأميركية.

التراجع الأول منذ عام 2000

تراجعت مبيعات آيفون بمعدل 15% في الربع الأخير من العام الماضي 2018، مقارنة بنفس الفترة من 2017، بعدما تحدت مبيعات هذا الهاتف الجاذبية لسنوات، ولا تظهر نهاية في الأفق لهذا التراجع إلى الآن.

وأدى تراجع مبيعات آي فون إلى انخفاض إيرادات شركة آبل لأول مرة منذ الربع الأول عام 2000، وسجلت شركة آبل إيرادات بلغت 84.3 مليار دولار في الربع الماضي، وهو أفضل قليلاً من توقعات المستثمرين في وقت سابق من هذا الشهر، لكنها مع ذلك سجلت انخفاضا بنسبة 5 ٪ مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي.

وفي مكالمة جماعية مع محللين حول تقرير الأرباح، أرجع الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، انخفاض مبيعات آي فون إلى مجموعة من العوامل، منها أسعار صرف العملات الأجنبية، وبرنامج استبدال البطاريات الشهير وانخفاض الدعم على الهواتف الذكية.

وأشار كوك إلى ظروف الاقتصاد الكلي الحادة في الصين، والتي كانت قبل ذلك واحدة من أكثر الأسواق الجديدة الواعدة لآبل، مكررا بذلك ما حذر منه المستثمرين الشهر الحالي، وانخفضت مبيعات آبل في الصين بشكل كبير، إذ بلغت إيرادات المنطقة 13.17 مليار دولار، مقارنة بـ17.95 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام، والأسوأ من ذلك أن آبل لا ترى تحسن مبيعات آيفون كثيرًا إلى الآن.

وقال لوكا مايستري، المدير المالي لشركة آبل، للمحللين في المكالمة أن شركته تتوقع أن تستمر بعض العوامل التي أبرزها كوك في التأثير على مبيعات آيفون في الربع القادم، كما اعترف كوك بأن خط إنتاج آيفون يواجه، حسب تعبيرات البعض، مشكلة أكثر وجودية وطويلة الأمد بسبب الظروف الاقتصادية في العالم، وهي أن الناس باتوا يستغرقون وقتًا أطول لشراء هواتف جديدة، وتوقعت شركة آبل أن تتراوح المبيعات بين 55 و 59 مليار دولار في الربع الحالي، وهو ما يقل عن متوسط تقديرات المحللين البالغ 59 مليار دولار، وفقا لمسح أجرته آبل من خلال ريفينيتيف، وأضاف مايستري: "ستنمو عائداتنا بشكل جيد من بقية قطاعات الأعمال".

وتقنع آبل المستثمرين في أسهمها حاليا بأنه قد يكون آيفون، والذي كان منذ فترة طويلة ضمن الأعمال الأساسية للشركة، في حالة انخفاض، لكن المنتجات الأخرى تنمو بسرعة وتجنب الشركة الركود.

ونما قطاع الخدمات، على وجه الخصوص، بنسبة 19 ٪ إلى مستوى قياسي بلغ 10.9 مليار دولار، وقال دان مورغان، كبير مديري الحافظات في شركة "سينوفوس ترست" لـCNN: "آبل تمر بفترة انتقالية في الوقت الحالي، ما زلت أؤمن بأن الشركة ستبقى في جوهرها شركة منتجات وأن قطاع الخدمات لا يزال مساعداً"، وارتفع سهم آبل بنسبة 5 ٪ الثلاثاء عقب تقرير الأرباح.

أبل تتوقع مبيعات دون توقعات وول ستريت

قالت أبل إن مبيعات الربع الثاني من السنة المالية للشركة ستقل عن توقعات وول ستريت على الأرجح، في مؤشر على أنها ستستمر في مواجهة طلب ضعيف على هاتفها آيفون على الأخص في الصين أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.

وأبلغ تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل، الذي على اتصال منتظم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رويترز أنه يتوقع بعض الأمل في أن تتراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأن الشركة تدرس تسعير هواتفها بالعملة المحلية في الصين وأسواق عالمية أخرى، وهو ما قد ينشط المبيعات.

وقالت أبل إنها تتوقع إيرادات تتراوح بين 55 مليار دولار و59 مليار دولار في الربع الحالي المنتهي في مارس آذار، بما يقل كثيرا عن متوسط توقعات المحللين البالغ 58.83 مليار دولار وفقا لبيانات آي.بي.إي.اس من رفينيتيف.

وبالنسبة للربع المنتهي في ديسمبر كانون الأول، وهو أكثر الفصول نشاطا لأبل نظرا للتسوق خلال موسم العطلات، حققت أبل إيرادات بقيمة 84.3 مليار دولار وهو ما يفوق قليلا متوسط تقديرات المحللين البالغ 84 مليار دولار. وحذرت أبل في مطلع يناير كانون الأول من أن مبيعات الربع ستأتي دون المستويات المستهدفة التي أعلنت عنها في نوفمبر تشرين الثاني، وأظهرت نتائج أعمال أبل أرباحا للسهم بقيمة 4.18 دولار للربع المنتهي في ديسمبر كانون الأول مقارنة مع متوسط توقعات وول ستريت البالغ 4.17 دولار وفقا لبيانات رفينيتيف، وقالت الشركة إن الإيرادات من الخدمات مثل موسيقى أبل ومتجر أبل وخدمات أخرى، والتي يعتمد عليها المستثمرون لتغذية النمو، بلغت 10.8 مليار دولار، بما يتماشى مع تقديرات وول ستريت، وبلغ إجمالي هامش الخدمات 63 بالمئة.

وتراجعت إيرادات أبل من آيفون 15 بالمئة على أساس سنوي إلى 51.9 مليار دولار. وقال كوك إن ضعف الاقتصاد الصيني أثر سلبا على مبيعات آيفون هناك، وقال إن آبل تعيد التفكير في كيفية تسعير هاتف آيفون خارج الولايات المتحدة بعد تحديد الأسعار بالدولار الأمريكي بشكل رئيسي مما يجعل الهواتف أغلى سعرا بالعملات المحلية.

أبل تقلص خطة إنتاج هواتف آيفون الجديدة

قالت دورية نيكي ريفيو الآسيوية إن أبل، التي قلصت توقعات مبيعاتها الفصلية الأسبوع الماضي، خفضت الإنتاج المخطط لثلاثة طرز من هاتف آيفون نحو عشرة بالمئة للأشهر الثلاثة بين يناير كانون الثاني ومارس آذار.

كان خفض التوقعات النادر كشف عن ضعف الطلب على آيفون في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، حيث يتأثر الاقتصاد المتباطئ بالحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ويقول الكثير من المحللين والمستهلكين إن أسعار هواتف آيفون الجديدة مغالا فيها.

وقالت نيكي نقلا عن مصادر مطلعة إن أبل طلبت من مورديها أواخر الشهر الماضي إنتاج وحدات أقل من المخطط لهواتفها من طراز تن.اكس وتن.اس ماكس وتن.آر، وأضافت نيكي أن الطلب أُرسل قبل إعلان أبل عن خفض توقعاتها. وأوقدت التوقعات الأكثر تشاؤما بشأن المبيعات، والتي عزتها أبل إلى ضعف الطلب في الصين، شرارة عمليات بيع واسعة في أسواق الأسهم العالمية.

وتقدر شركة كاناليس لأبحاث السوق أن الشحنات إلى الصين انخفضت 12 بالمئة العام الماضي وتتوقع تراجع شحنات الهواتف الذكية في 2019 بنسبة ثلاثة بالمئة أخرى إلى ما يقل عن 400 مليون هاتف للمرة الأولى منذ 2014.

وقالت نيكي نقلا عن مصدر مطلع إن من المرجح خفض إجمالي حجم الإنتاج المزمع لهواتف آيفون القديمة والحديثة إلى نطاق بين 40 و43 مليون وحدة للفترة بين يناير كانون الثاني ومارس آذار، من تقديرات سابقة بين 47 و48 مليون وحدة.

الإعلان عن خدمة للفيديو بالبث التدفقي

تستعد "آبل" للكشف عن خدمة للفيديو بالبث التدفقي خلال عرض في كاليفورنيا من المتوقع أن يشارك فيه عدد من نجوم هوليوود في مسعى لدعم المجموعة الأميركية العملاقة في مشروعها لمنافسة "نتفليكس".

ومع التزام عادتها في التكتم عن تفاصيل الأحداث الكبرى التي تنظمها، سربت أوساط "آبل" في الأسابيع الأخيرة شائعات عن مشاركة الممثلتين جنيفر أنيستون وريذ ويذرسبون إضافة إلى مخرج الكثير من أفلام "حرب النجوم" (ستار وورز) ج. ج. أبرامز في هذا الحدث الذي تنظمه المجموعة في مقرها في سيليكون فالي.

وقال المحلل المتخصص في شؤون التكنولوجيا آفي غرينغارت "يبدو بديهيا بأنهم سيطلقون خدمة جديدة للفيديو"، لكن تبقى معرفة كلفة الاشتراك في هذه الخدمة وكيف ستتمكن "آبل" من التميز في السوق الشديدة التنافسية لخدمات الفيديو بالبث التدفقي والتي تصلها المجموعة العملاقة متأخرة خصوصا بالمقارنة مع "نتفليكس" الرائدة في القطاع مع 140 مليون مشترك، وأضاف غرينغارت "على ما يبدو، تنفق +آبل+ مبالغ طائلة على إنتاج المضامين الخاصة"، وهو عصب هذه المنافسة المحمومة لاستقطاب مشتركين.

والتحدي كبير لـ"آبل" في ظل اضطرارها لإيجاد مسارات دعم للنمو غير هواتف "آب فون" التي لا تزال تباع عشرات الملايين منها في كل ربع من السنة لكن مبيعاتها تراجعت في نهاية العام الفائت في ظل حالة التشبع الكبيرة التي بلغتها سوق الهواتف الذكية.

ويبدو أن "آبل" تسعى إلى اندفاعة جديدة، فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018، سجل رقم الأعمال المتأتي من خدمات المجموعة ("كلاود" و"آبل باي" و"آي تيونز" و"آبل ميوزك"...) ارتفاعا بنسبة 19 % ليصل إلى حوالى 11 مليار دولار، وبالإضافة إلى الموارد المالية الهائلة، تتمتع "آبل" بميزة لا مثيل لها مع 1,4 مليار جهاز "آب فون" أو "آي باد" بين أيدي الزبائن في العالم، وتضم كلها خدمات المجموعة.

قراصنة يستغلون تكنولوجيا أبل لتثبيت تطبيقات مزيفة على هواتف آيفون

كشفت رويترز أن قراصنة برمجيات استغلوا تكنولوجيا من ابتكار شركة أبل لتوزيع نسخ مزيفة من تطبيقات سبوتيفاي وانجري بيردز وبوكيمون جو وغيرها من التطبيقات شائعة الاستخدام على هواتف آيفون.

فقد توصل موزعو برامج إلكترونية غير قانونية، مثل توتو آب وباندا هيلبر وآب فالي وتويك بوكس، لوسائل لاستخدام شهادات رقمية في اختراق برنامج من ابتكار أبل لتمكين الشركات من توزيع تطبيقات أبل الخاصة بالعمل على موظفيها دون الحاجة لاستخدام متجر أبل للتطبيقات الخاضع لرقابة مشددة.

وعن طريق استخدام ما يطلق عليها شهادات المطورين للشركات توفر عمليات القرصنة نسخا معدلة من تطبيقات شائعة للمستهلكين مما يتيح لهم تشغيل موسيقى بدون إعلانات والتحايل على دفع الرسوم والقواعد في الألعاب مما يحرم أبل وغيرها من صناع التطبيقات القانونية من الأرباح، وبهذا ينتهك موزعو التطبيقات المزيفة قواعد تطوير برامج أبل التي تتيح توزيع التطبيقات عبر متجر أبل فقط. كما يمثل تحميل نسخ معدلة مخالفة لشروط الخدمة في جميع التطبيقات الرئيسية تقريبا.

ولم ترد توتو آب وباندا هيلبر وآب فالي وتويك بوكس على عدة طلبات للتعقيب، ولا تملك أبل أي طريقة لرصد التوزيع الفعلي لهذه الشهادات أو انتشار التطبيقات المعدلة بشكل غير قانوني على هواتفها لكنها تستطيع إلغاء هذه الشهادات إذا كشفت سوء استخدامها، وقال متحدث باسم أبل لرويترز ”ينتهك المطورون الذين يستغلون شهادات التطوير الخاصة بنا اتفاقية برنامج أبل للمطورين وسيتم إلغاء شهاداتهم وإذا تطلب الأمر سنستبعدهم كلية من برنامج المطورين“، وأضاف ”نعمل باستمرار على تقييم حالات الانتهاك ومستعدون للتحرك على الفور“، وتم حظر بعض القراصنة ومنعهم من استخدام النظام بعدما تواصلت رويترز مع أبل طلبا للتعليق في الأسبوع الماضي لكنهم استخدموا في غضون أيام شهادات مختلفة وعادوا للعمل مجددا.

أبل تمنح جائزة لمراهق اكتشف ثغرة في فيس تايم

تسلم مراهق أمريكي اكتشف ثغرة في خاصية فيس تايم للاتصال بالفيديو في أجهزة الهواتف التابعة لأبل جائزة من الشركة، ولم تكشف الشركة عن حجم الجائزة المالية لكن يعتقد انها مساهمة في تكاليف دراسة المراهق غرانت تومسون البالغ من العمر 14 عاما، و اكتشف تومسون ثغرة أمنية في فيس تايم تمكنه من التجسس على المكالمات الجماعية التي تجري باستخدام هذه الخاصية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي رفض باحث إليكتروني إخبار أبل عن ثغرة أمنية في أجهزتها بسبب رفضها تقديم مكافأة مالية له، واكتشفت الثغرة الشهر الماضي حيث لاحظ بعض مستخدمي أجهزة أبل أنه بعد اتصالهم بآخرين باستخدام فيس تايم يمكنهم الاستماع لمكالماتهم حتى لو رفضوا في البداية تلقي اتصالهم، ما يعني انه بمجرد محاولة الاتصال بشخص آخر يمكن التنصت على جميع مكالماته.

وتلقت أبل هذه الملاحظات بحذر شديد وقامت بحظر المكالمات الجماعية على فيس تايم لفترة خلال إجراء التحقيقات، وكانت هذه التحذيرات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي دون الإشارة إلى أن شخصا بعينه اكتشفها لكن لاحقا كشفت أبل عن ان غرانت ووالدته حذراها من الثغرة في وقت سابق.

واكتشف غرانت الثغرة عندما كان يستخدم فيس تايم في إجراء مكالمات جماعية مع أصدقائه لمناقشة أساليب جديدة في لعبة فورتنايت الإليكترونية، وحينها بعث غرانت ووالدته بعدة رسائل لشركة أبل لتحذيرها من الثغرة ولم ترد الشركة لكنها اعترفت الآن بفضل غرانت في العثور على الثغرة، وكان الباحث الإليكتروني الالماني لينوس هينز قد فضل عدم الكشف عن وجود ثغرة أمنية في برنامج التشغيل (أبل ماك أو إس) تسمح بالاستيلاء على كلمة السر في حسابات المستخدمين، ورفض لينوس الكشف عن التفاصيل بعدما رفضت أبل إعطاءه مكافأة مالية مقابل الحصول على المعلومات.

اضف تعليق