تعد الألعاب الإلكترونية تعتبر سلاحا ذا حدين؛ وذلك لما لها من منافع وفوائد عديدة لا يمكن الاستغناء عنها لأطفالنا وشبابنا، وفي نفس الوقت لا يمكننا أن نتجاهل أو نغفل عن مضارها وسلبياتها العديدة التي تهدد حياة أبنائنا وصحتهم وأخلاقياتهم كما أوضحنا سلفا، ومن هنا وجب على الآباء والمؤسسات التعليمية في المجتمع أن تعمل كمصفاة لانتقاء المناسب منها ومنع الألعاب الإلكترونية الضارة أو غير المناسبة لأبنائنا من الوصول لأيديهم، في العصر الحالي أصبحت الألعاب الإلكترونية حقيقة واقعة سواءً شئنا أو أبينا، في السطور المقبلة نتحدث عن طرق الاستفادة من الألعاب الإلكترونية بشكل مبسط.
لقد أصبحت الألعاب الإلكترونية من أكثر وسائل الترفيه التي تستهوي الغالبية العظمى من الشباب والأطفال في مختلف دول العالم، وقد أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت في سوق الألعاب الإلكترونية نسبة تزيد عن مليار ونصف دولار في عام 2014م، ويتوقع أن تزيد تلك النسبة بحلول عام 2022م لتصل إلى حوالي أربعة مليارات ونصف مليار دولار، وذلك يدل –بما لا يدع مجالا للشك- على انجذاب كثير من الشباب والأطفال نحو هذا المجال وهذه الألعاب الإلكترونية؛ لذلك يجب أن نحذر من هذا الخطر إن لم تكن لدينا القواعد الضابطة والرقابة اللازمة على مثل تلك الألعاب، وفي هذا المقال نتناول تعريف الألعاب الإلكترونية، وأهم فوائد الألعاب الإلكترونية، وأهم الأضرار والسلبيات التي تنجم عنها، وكذلك كيفية حماية أبنائنا من مخاطر تلك الألعاب الإلكترونية وسلبياتها.
فقد اختلفت طبيعة الجيل الحالي عن الأجيال السابقة؛ حيث ارتبط الأطفال في هذا الجيل بالألعاب الإلكترونية بشكل ملفتٍ للنظر، وأصبح العديد منهم يفضل العيش في عالم الألعاب الافتراضي بدلا من إقامة علاقات اجتماعية مختلفة مع الأصدقاء واللهو معهم، وقد ذكرت بعض الدراسات أن الألعاب الإلكترونية لها كثير من الفوائد، فقد ثبت أنها تزيد القدرة والسرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة بنسبة 25% عن الآخرين الذي لا يلعبون ألعابا إلكترونية، كما تزيد نسبة الإدراك والمعالجة العقلية للأجسام ثلاثية الأبعاد لدى النساء خاصة بنسبة تصل إلى 42%، بالرغم من الفوائد العديدة لاستخدام الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها وأضرارها على الأطفال أكثر وأشد خطورة؛ حيث يمكنها أن تعلم الأطفال بعض الأساليب والمهارات التي يرفضها المجتمع كالعنف والقتل وارتكاب الجرائم وغير ذلك.
احذر.. لعبة طفلك قد تتجسس عليك!
حذرت مراكز حماية المستهلك في ألمانيا من أن الأجهزة الإلكترونية والألعاب المتصلة بالإنترنت يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على البيانات الخاصة، ويمكنها أن تكون جاسوسا في المنزل.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قال كلاوس مولر، رئيس الرابطة الاتحادية لمراكز حماية المستهلك، إن الدمية التي تجيب على أسئلة بسيطة، يمكن أن تكون شيئا مسليا، لكن لابد من معرفة أن هناك خادما (سيرفر) خلف هذه الدمية يقوم بتخزين هذه الأسئلة، وربما محادثات أخرى في القاعة.
وتابع مولر أنه "في هذا الإطار فإن على كل شخص أن يكون على دراية عند شرائه مثل هذه الأجهزة أنه من الممكن أن يحضر جاسوسا إلى حجرة الأطفال أو المعيشة في مسكنه"، وطالب كل واحد بأن يفكر على نحو دقيق ما إذا كان واحد من هذه الأجهزة يستحق المغامرة بالخصوصية.
وطالب مولر بتنظيم صحيح لمسؤولية التعويض عن الضرر في الأجهزة المنزلية الرقمية المتصلة بالإنترنت، وأضاف مولر "هناك العديد من العروض التي تجعل الحياة أكثر متعة"، وهكذا يمكن للشخص عن طريق الهاتف الذكي أن يقوم بتشغيل جهاز التدفئة في منزله وهو في طريقه للعودة، وكذا التحكم في أبواب المحلات.
واستطرد مولر أن ثمة أسئلة صعبة عن حماية البيانات وأمنها ثارت في هذا الشأن، منها مثلا ما إذا كان من الممكن عن طريق القرصنة على هذه الأجهزة تسهيل دخول المساكن بالنسبة للصوص، وشدد على أهمية الإعدادات المسبقة للأنظمة والمعلومات الجيدة.
المشاكل السلوكية للأطفال
قضاء وقت طويل للغاية في ممارسة ألعاب الفيديو يمكن أن يكون له آثار ضارة على الأطفال، لكن في الوقت نفسه، يمكن أن تكون الممارسة المحدودة لهذه الألعاب مفيدة بحسب دراسة إسبانية حديثة.
أظهرت دراسة إسبانية حديثة أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو لأكثر من 9 ساعات أسبوعياً تشكل خطراً عليهم. وأجرى الدراسة الباحث خيسوس بوجول من مستشفى ديل مار في برشلونة وزملاؤه وشملت 2442 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاما. وكشفت الدراسة أنه يمكن إيجاد علاقة بين المدة التي يقضيها الطفل في ممارسة الألعاب والمشكلات السلوكية لديه، وصراعه مع نظرائه وتقليل مهاراته الاجتماعية. وهذه المشكلات تظهر بشكل خاص لدى الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو لمدة تزيد على 9 ساعات أسبوعيا.
في الوقت نفسه، كشفت الدراسة أن ممارسة ألعاب الفيديو لمدة ساعة أو ساعتين فقط أسبوعيا ترتبط بتحسن المهارات الحركية وبعض القدرات الإدراكية لدى الأطفال. ويقول الدكتور بوجول إن "ممارسة ألعاب الفيديو ليست جيدة ولا سيئة على الإطلاق وإنما الفترة التي يقضيها الطفل في ممارسة الألعاب هي التي تحدد النتيجة". ولم تتوقف الدراسة التي تم نشرها في "دورية علم الأعصاب" عند نوع الألعاب التي يمارسها الأطفال.
لكن الآراء مازالت مختلفة حول هذه النتيجة، فمن ناحيته، قال أندرياس لانجه رئيس متحف برلين لألعاب الكمبيوتر إنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الإفراط في ممارسة الألعاب هو السبب في سلوكيات اجتماعية معينة، أو أن ممارسة هذه الألعاب والإفراط فيها هو مجرد عرض لهذه السلوكيات، فالأطفال الذين يقضون وقتا طويلا في ممارسة ألعاب الفيديو قد يعانون من إهمال الوالدين وأن هذا يمكن أن يكون السبب الحقيقي لمشكلاتهم السلوكية وليس ممارسة الألعاب.
وبحسب لانجه فإن الأطفال الذين يمارسون الألعاب لمدة ساعة واحدة أسبوعيا قد يكونوا من أسر تتمتع بالاهتمام الكبير المتبادل بين أفرادها. وهؤلاء الأطفال إذا لم يكونوا يقضون مدد طويلة في ممارسة الألعاب فربما يكون السبب في ذلك هو أن "آباءهم لا يسمحون لهم بذلك". إذن ما هي المدة المناسبة التي يقضيها الطفل في ممارسة ألعاب الفيديو؟ وتوصي حملة ألمانية معنية بهذا الموضوع وتسمى "كليك سيف دوت دي.إي" بألا يمارس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات ألعاب الفيديو لمدة تزيد عن 45 دقيقة يوميا.
غسل الدماغ بالعنف
يكثر الحديث عن خطورة ألعاب الفيديو التي تتسم بالعنف، وأظهرت دارسة حديثة توصل إليها ولأول مرة فريق من الباحثين في أمريكا أن تكرار ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة يقلل من الشعور بالذنب لدى من اعتادوا على ممارستها.
بفضل التقدم التكنولوجي السريع أصبحت ألعاب الفيديو الحديثة تبدو قريبة جدا من محاكاة الواقع، حتى أن دراسات أفادت بأن مشاهد العنف الدموية غير المبررة في هذه الألعاب قد تصيب اللاعب بنوع من الشعور بالذنب.
ولكن فريق الباحثين بجامعتي بافالو بولاية ميتشجن وكاليفورنيا سانتا باربرا الأمريكيتين توصل إلى أن رد الفعل الأخلاقي الذي ينتاب اللاعب لدى التعرض للعبة الفيديو للمرة الأولى يتراجع مع الاعتياد على ممارستها.
وذكر الباحث ماثيو جريزارد من جامعة بافالو أن هناك تفسيران وراء هذه الظاهرة. وأوضح قائلا إن التفسير الأولى هو أن اللاعب يصاب بالتبلد من كثرة ممارسة هذه الألعاب، مما يجعله أقل حساسية إزاء جميع المؤثرات التي تثير الشعور بالذنب، حسب حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" التي أوردت الدراسة على موقعها الإلكتروني.
وأضاف جريزارد أن التفسير الثاني هو أن اللاعب يتجاهل معظم المؤثرات البصرية التي يتعرض لها خلال اللعبة لأن جميع هذه المدخلات تبدو أمامه عديمة القيمة أمام رغبته في تحقيق الفوز في اللعبة، بعكس غير اللاعبين الذين يلتفون إلى جميع العناصر التي تظهر في اللعبة، بما في ذلك التفاصيل التي تتسم بالعنف.
وأكد جريزارد أنه من خلال تكرار اللعب، ينمو لدى اللاعب شعورا بالطابع الاصطناعي لبيئة اللعبة مما يجعله يتجاهل المؤثرات البصرية التي تظهر أمامه خلال اللعبة، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إنديا.
اختبار: هل أنت من مدمني الألعاب؟
ما هي أطول جلسة لعب قضيتها على ألعاب الفيديو؟
أ. حتى ساعتين
ب. بين 2-5 ساعات
جـ. أكثر من خمس ساعات
ما هو متوسط الوقت الذي تقضيه يومياً على الألعاب الالكترونية؟
أ. حتى ساعتين
ب. بين 2-5 ساعات
جـ. أكثر من 5 ساعات
إذا أدى البرنامج الأمني إلى إبطاء جهازك، هل ستعمد إلى إغلاقه لتحسين تجربة اللعب؟
أ. لا لن أعرض الحالة الأمنية لجهازي للخطر أبداً مقابل اللعب
ب. هذا يعتمد على اللعبة
جـ. بالطبع فالاستمتاع باللعبة يأتي أولاً والأمن بالدرجة الثانية
نتائج الاختبار:
معظم الإجابات (أ): لاعب هادئ ومعتدل: أنت تستمتع بالحلول السريعة للعبتك المفضلة، ولكنك تشعر بالملل بعد عدة ساعات، وفي النهاية فإن العالم الواقعي أكثر إثارة وتشويقاً.
معظم الإجابات (ب): لاعب نهم: أنت تحب الاستمتاع بقدر كبير من الألعاب، إلا أنك تعرف الوقت المناسب للتوقف والاكتفاء.
معظم الإجابات (جـ): مدمن ألعاب الكترونية: بكل تأكيد لن يقف أي شيء عائقاً أمام استمتاعك بلعبتك المفضلة، وستقضي بسعادة ساعات طويلة كل يوم ملتصقاً بجهازك غير آبه بما يجري حولك في العالم الحقيقي.
اضف تعليق