لم يكن الشيعة هم أصحاب الريادة في علوم اللغة والمعاني والبيان والبلاغة والصرف والنحو والعروض فقط، بل إنهم حافظوا على ريادتهم لسائر العلوم العربية وزعامتها على مدى خطها الطويل، فكانوا أرباب اللغة وحماتها ورعاتها وحاملي لوائها عبر التاريخ، والمطالع لتاريخ هذه العلوم منذ صدر الإسلام ليجد هذه الحقيقة واضحة وجلية فقد كانت مرجعيات هذه العلوم كلها تؤول إلى أعلام الشيعة، وتاريخنا زاخر بأسماء الأعلام الذين تصدّروا عصورهم في هذه العلوم كابن السكيت، والفراهيدي، وأبي عمرو الزاهد اللغوي، وابن دريد، وأحمد بن فارس، والصاحب بن عباد، وابن خالويه الهمداني، وأبي بكر الخوارزمي، وأبي عثمان المازني، وابن طباطبا العلوي، وأبي علي الفارسي، وأبي جعفر الرواسي، ويحيى بن يعمر العدواني، وعطاء بن أبي الأسود، والمبرّد، والفراء .... وغيرهم الكثير.
ومن الذين آلت إليهم زعامة علوم العربية وآدابها، وأذعنت له قيادها في وقته، وأصبح علمها البارز وصرحها الشاخص، هو: أبو السعادات ضياء الدين الشريف هبة الله بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن عبد الله الأمين بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، الذي عُرف بـ (ابن الشجري) و(العلوي البغدادي).
الشيعة الأمناء على اللغة
لقد هيأ الله لهذه الأمة من يحفظ لها لغتها من الضياع ويلمها من الشتات لارتباطها المباشر والوطيد بالقرآن الكريم، وقد اختار الشيعة لهذه المهمة ليحفظ بهم الدين وأحكامه وشرائعه، ولتكون على أيديهم عنوان الامة وروحها النابضة، وكان العالم والأديب ابن الشجري أحد اولئك العلماء الافذاذ الذين صانوها من أيدي المحرفين وواجهوا التحديات التي حاولت طمسها.
تقلّد ابن الشجري زعامة العربية بعد أبي معمر ابن طباطبا العلوي عبر سلسلة متّصلة تناقلت هذه الزعامة، وقادت مدرسة العربية إلى الذروة من الرُقي والإزدهار، فقد أخذ ابن طباطبا عن علي بن عيسى الربعي الذي أخذ عن أبي علي الفارسي عن ابن السرّاج عن أبي العباس المبرّد عن المازني والجرمي اللذين أخذا عن الأخفش وأخذ الأخفش بدوره عن سيبويه عن الخليل بن أحمد الفراهيدي عن عيسى بن عمر عن ابن أبي اسحاق عن ميمون الاقرن عن عنبسة الفيل عن أبي الأسود الدؤلي عن مؤسس العربية الأول وواضع قواعدها وأصولها أمير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فكان ابن الشجري خليفة هذه العقول الكبيرة والعبقريات النادرة فواصل مسيرة اللغة وعلومها عالماً فذاً، وأديباً كبيراً، ونحوياً بارعاً، وشاعراً فحلاً.
ابن الشجري سليل العلم
ولد ابن الشجري في شهر رمضان ببغداد سنة (450هـ) ونشأ بها ويعود نسبه إلى بيت الشجري المعروف والذي يصل إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) فعُرف بالعلوي والحسني. واختُلف في لقبه بابن الشجري، من قبل أمه، وقيل إنه كان من أجداده لأمه من اسمه شجرة وقيل نسبة إلى شجرة فريدة بالمدينة في الحجاز.
فيرى ياقوت الحموي في (معجم الأدباء) (ج6ص50): (أنه نسب إلى بيت الشجري من قبل أمه)، وقال ابن خلكان في (وفيات الأعيان) (ج19، ص 282): (لا أدري إلى من ينتسب، هل نسبته إلى القرية أم إلى أحد أجداده وكان اسمه شجرة).
تظافر عاملا البيئة والوراثة على صقل شخصية ابن الشجري فهو من البيت الذي (زُقّ العلمَ زقاً)، فهو سليل بيت العلم ومهبط الوحي، وقد أفنى عمره الذي أربى على التسعين في طلب العلم وتعليمه ونشره، كما استفاد من البيئة الخصبة بالعلماء في عصره، فنشأ نشأة علمية منذ نعومة أظفاره، فأخذ الأدب والنحو في بداية حياته العلمية على يد علي بن فضال المجاشعي، والخطيب أبي زكريا التبريزي، وسعيد بن علي السلالي، وأبي معمر بن طباطبا العلوي، وأخذ الحديث عن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، ومحمد بن سعيد الكاتب، وغيرهم.
أنحى علماء العربية
ورغم مكانته العلمية الكبيرة وتزعمه علوم العربية حتى أطلق عليه (أنحى علماء العربية في بغداد)، إلّا أن ذلك لم يمنعه من التزوّد بالعلم فأخذ في شيخوخته عن الحسين بن الطيوري وغيره، وقد أوصل ابن الأنباري سلسلة مشايخه في النحو إلى الإمام علي (عليه السلام).
أما من أخذ عنه وتتلمذ على يديه فهذا ما لا يسعنا حصره من الأسماء الكثيرة على مدى سبعين سنة كان خلالها أستاذاً لعلوم العربية وآدابها، حيث كانت له حلقة بجامع المنصور يوم الجمعة يُقرِئ فيها الأدب والنحو، فكثر تلاميذه والآخذون عنه، ومن أبرزهم:
1 ـ ابن الخشّاب النحوي، عبد الله بن أحمد، صاحب كتاب (المرتجل).
2 ـ أبو البركات الأنباري، عبد الرحمن بن محمد صاحب كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين).
3 ـ ابن الدبّاغ، محمد بن الحسين النحوي اللغوي.
4 ـ أبو اليمن الكندي، تاج الدين زيد بن الحسن
وروى عنه الشيخ برهان الدين الحمداني القزويني والقطب الراوندي وغيرهما.
نقيب الطالبيين
وقد تولّى ابن الشجري نقابة الطالبيين بالكرخ بعد والده الطاهر علي بن محمد، وهو منصب ديني واجتماعي رفيع، وقد أنيط بابن الشجري نظراً لما كان يتمتع به من شخصية مهيبة وصيت جليل ووقار، وقد وصف ابن الأنباري الذي كان تلميذاً لابن الشجري سماته العلمية والشخصية فقال في (نزهة الألباء) (ص285): (كان فريد عصره ووحيد دهره في علم النحو، وكان تام المعرفة باللغة، وكان فصيحاً حلو الكلمة حسن البنيان والإفهام، وكان وقوراً في مجلسه ذا صمت لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلّا وتتضمن أدباً نفيساً أو علماً مفيداً أو آداب درس، وكان أنحى من رأينا من علماء العربية وآخر من شاهدناه من حذاقهم وأكابرهم).
ومما يدلّ على مكانته العلمية والأدبية الكبيرة ما رواه ابن الأنباري أيضاً في (مناقب الأدباء) ما نصه:
(إن العلامة أبا القاسم محمود الزمخشري لما قدم بغداد قاصداً الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري فمضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده ابن الشجري قول المتنبي:
وأستكبرُ الأخبارَ قبل لقائهِ *** فلما التقينا صغر الخَبَرَ الخُبرُ
(والخُبرُ: الاختبار) ثم أنشده قوله:
كانت مساءلة الركبان تخبرنا *** عن جعفر بن فلاح أحسن الخبرِ
ثم التقينا فلا والله ما سمعت *** أُذني بأحسن مما قد رأت بصري
فقال العلامة الزمخشري: (روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): إنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: يا زيد ما وُصِف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي غيرك). ويقصد الزمخشري بذلك الشريف ابن الشجري قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب من استشهادهما بالشعر والحديث).
ابن الشجري في المصادر
كثيرة هي المصادر التي ترجمت حياة ابن الشجري العلمية والأدبية وبيان مكانته الجليلة فيهما، وسنقتصر في مجال ترجمته بإيجاز التراجم الكثيرة بما ذكر بعضها، يقول ياقوت الحموي في معجم الادباء (ج19ص282) عنه: (كان أوحد زمانه، وفرد أوانه، في علم العربية ومعرفة اللغة، وأشعار العرب وأيامها وأحوالها، متضلّعاً في الأدب، كامل الفضائل).
وقال تلميذه ابن الأنباري في (نزهة الألباء) (ص404): (كان فريد عصره ووحيد دهره في علم النحو، وكان تام المعرفة باللغة، أخذ عن أبي المعمّر يحيى بن طباطبا العلوي، وكان فصيحاً حلو الكلام حسن البيان والإفهام، وكان نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن الطاهر ... توفي سنة (542هـ) في خلافة المقتضي ودفن في داره بكرخ بغداد).
وجاءت مثل هذه الترجمة في الثناء على ابن الشجري وتزعمه لعلوم العربية في زمانه بإجماع المصادر السنية منها: (بغية الوعاة) للسيوطي (ج2ص324)، و(وفيات الأعيان) لابن خلكان (ج6ص45)، و(فوات الوفيات) لابن شاكر (ج2ص610)، (أنباه الرواة) لابن القفطي (ج3ص 356)، و(سير أعلام النبلاء) للذهبي (ج2ص194)، و(البداية والنهاية) لابن كثير (ج12ص223)، و(النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي (ج5ص281)، و(شذرات الذهب) لابن العماد الحنبلي (ج4ص132) وغيرها.
كما أجمعت مصادر الشيعة على هذه الزعامة منها: (أعيان الشيعة) للسيد الأمين (ج10ص262)، و(وروضات الجنات) للخوانساري (ج8ص191)، و(أمل الآمل) للحر العاملي (ج2ص343)، و(بحار الأنوار) للمجلسي (ج105ص292)، و(الدرجات الرفيعة) للسيد علي خان المدني الشيرازي (ص516)، و(الفوائد الرضوية) (ص707)، و(الكنى والألقاب) (ج1ص326) وهما للشيخ عباس القمي، و(رياض العلماء) للشيخ عبد الله أفندي (ج5ص318)، و(جامع الرواة) للأردبيلي (ج2ص311)، و(تنقيح المقال) للمامقاني (ج3ص291)، و(الشيعة وفنون الإسلام) للسيد حسن الصدر (ص586) وغيرها من المصادر.
ابن الشجري .. الحكيم
ولم تأت هذه الألقاب التي أطلقت عليه جزافاً أو محاباة خاصة إن أكثرها جاء من كتب السنة، بل إنها كانت أصدق ما يمكن أن تطلق على ابن الشجري وأنه كان يستحق عن جدارة هذه الألقاب، ويتحقق هذا لمن يستقرأ تاريخه الحافل بالعلوم وسيرته الزاخرة بالحكمة والعطاء، فقد عُرف بحكمته وحلمه وصفاته النبيلة حتى وُصِف بأنه كان: (حكيماً لا ينطق إلّا بالحكمة) ولعل ذلك راجع إلى طول صمته وعدم تكلّمه إلّا فيما يقتضي ذلك منه، ومما يروى عنه في هذا المجال إنه اختُصم إليه يوماً رجلان من العلويين فجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال فيَّ كذا وكذا فقال له الشريف: (يا بني: احتمل فإن الإحتمال قبر المعايب).
وهذه الكلمة هي حكمة بالغة ذات دلالة عظيمة فإن الإنسان عندما يسكت عن عيوب الناس فانهم يغضون عن عيوبه أما إذا تعرض لها وشنّع بعيوبهم فأنهم يوصمونه بعيوب لم تكن عنده، وقد اقتبس الشريف ابن الشجري هذه الكلمة من قول جده أمير المؤمنين (عليه السلام):
لسانُك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عوراتٌ وللناس أعينُ
وعينُك إن أبدت اليكَ معايباً *** فصُنها وقلْ: يا عين للناسِ ألسنُ
وهناك أمثلة أخرى دلّت على حكمته وفضله وشخصيته المهيبة ذكر بعضها ابن القفطي في (أنباه الرواة) وقال في ترجمته في نفس الكتاب (ج3ص356): (وله تصانيف في النحو، وقد انتفع عليه جماعة، وله تلامذة، عباراته حلوة رائقة، نافعة نافقة، وفضله أكبر من شعره.)، وقد اعتمد ابن هشام على أرائه في مواضع عديدة، وأشار ابن خلّكان إلى تبحّره في الاستشهاد بشعر العرب.
الأمالي
أما آثاره العلمية فهي ثروة عظمية وكنز نفيس مادة ومضموناً، وكتبه تعدّ معوَّلاً ومرجعاً في موضوعاتها وهي:
1 ـ الأمالي وهو أكبر وأضخم كتب الأمالي في الأدب العربي حجماً ومادة وأغزرها علماً وأدباً، وقد توسّع فيه، فتضمّن (84) مجلساً في مختلف الفنون واللغة والأدب، وكان ابن الشجري أوّل من أرّخ لمجالسه من أصحاب الأمالي، ورغم إنه لم يؤرخ لجميعها إلّا أننا نستشف من تاريخ المجالس التي أرّخها المدة التي استغرقها في تأليف هذا الكتاب الضخم.
فأوّل مجلس أرّخه هو المجلس الثامن وجاء بتاريخ يوم السبت (1) جمادى الاولى عام (524هـ)، وآخر مجلس أرخه هو المجلس الثاني والثلاثون وجاء بتاريخ يوم السبت (8) ربيع الاول (536هـ)، ويلاحظ من خلال هذين التاريخين إنه وضع (24) مجلساً في (12) سنة، وقد بلغت شواهده الشعرية (110) بيت غير المكرر.
كما ويمكن أن يعدّ هذا الكتاب واحداً من شروح ديوان المتنبي لكثرة ما استشهد فيه بشعره مع الشروح والتعليقات وتعقّب غيره من الشرّاح، إضافة إلى الطابع الذي تميّز به عن باقي كتب الأمالي باحتوائه على من مسائل النحو ومعالجة دقائق حروف المعاني، كما احتوى على الكثير من التنظيرات التي انفرد بها ابن الشجري ومحاولات التجديد التي سعى لأن تكون ميسرة في النحو بعيدة عن التعقيد، كما يبين هو ذلك بقوله في أحد مجالسه: (والمتّسمون بالنحو قبيل وقتنا هذا ممن شاهدته وسمعت كلامه على خلاف ما قلته وأوضحته فاستمسك بما ذكرته لك فقد أقمت له برهانه).
وقد قسّم الكتاب إلى ثلاثة أبواب هي: أجوبته على المسائل التي كان يلقيها من ذات نفسه، وأخرى يجيب بها تلامذته، وثالثة يردّ بها على المسائل التي ترد عليه من البلدان، وقد اتبع ابن الشجري في هذا الكتاب منهجية التبسيط حيث عمد في سرد القواعد والأحكام إلى أخف الألفاظ وأيسرها، وغلب عليه الأسلوب التعليمي في البسط والشرح وتقليب العبارة وكثرة التنظير.
وقد اعتمد الكثير من علماء اللغة على كتاب ابن الشجري يقول ابن الأنباري:
(وهو كتاب نفيس كثير الفائدة يشتمل على فنون من علوم الأدب)، وقال ياقوت الحموي: (صنّف الأمالي وهو أكبر تصانيفه وأمتعها، وأفاد النحاة وغيرهم من هذا المصنّف، فنقل عنه ابن الأنباري، وابن مالك، وأبو حيان الأندلسي، والمرادي، وابن هشام، وقد عوَّل عليه هذا الأخير كثيراً في كتابه (مغني اللبيب) مصرحاً وغير مصرح).
ويوجد جزء من هذا الكتاب بخط ابن الشجري في خزانة الرباط أُرخ بعام (539هـ)، كما طبع هذا الكتاب لأول مرة في حيدر آباد سنة (1349هـ) حتى المجلس (87) في مجلدين، وطبع جزء منه في القاهرة، ونشر الدكتور حاتم صالح الضامن الستة أجزاء المتبقية من المجالس عام (1984م) تحت عنوان (ما لم ينشر من الأمالي الشجرية)، ولم ينشر هذا الكتاب كاملاً إلّا عام (1992م) عندما قام بتحقيقه كاملاً الدكتور محمود الطناحي، وقدمه لنيل الدكتوراه.
الحماسة الشجرية وبقية المؤلفات
2 ـ (الحماسة الشجرية) ضاهى بها حماستي أبي تمام والبحتري، وطُبعت أيضاً في حيدر آباد سنة (1345هـ)، وتضم مختارات من أفضل الشعر وجيده لفحول الشعراء الجاهليين وصدر الإسلام والأمويين والعباسيين، يقول مردم بك: (أن حماسة ابن الشجري من أجلِّ كتب الحماسة في العربية، وقد حققها المستشرق الألماني فريتس كرنكو، وطبعت بحيدر آباد في سنة (1345هـ)، كما حققها عبد المعين الملوحي وأسماء الحمصي، وطبعت في دمشق سنة (1970م).
3 ـ (شرح التصريف الملوكي)
4 ـ (شرح اللمع لابن جني)
5 ـ (ما اتفق لفظه واختلف معناه) وتوجد نسخة منها في برلين باسم (معجم في الألفاظ المشتركة)
6 ـ (المنظومة في البلاغة) والمعروفة بـ (منظومة ابن الشجري) وتوجد نسخة منها بمكتبة الجامع الأزهر وطبعت في القاهرة سنة (1330هـ).كما وتوجد نسخة منها في برلين.
7 ـ (مختارات ابن الشجري) أو (مختارات شعراء العرب)، وتضم (50) قصيدة من أشهر أشعار شعراء العصر الجاهلي والمخضرمين، وقد حققها محمود حسن الزناتي، وطبعت طباعة حجرية بالقاهرة عام (1344هـ)، كما حققها محمد البجاوي وطبعت ثانية هناك عام (1975م).
8 ـ (الإنتصار) أكمله ابن الشجري أثناء إملائه كتاب الأمالي.
8 ـ أشعاره المتناثرة في بطون الكتب وثنايا المصادر وقد انتقى منها ما يقارب الديوان الأستاذ علي الخاقاني مع إضافة تعليقاته عليها ونشرها في موسوعته شعراء بغداد الجزء الخامس عشر.
شعره
ومن شعر ابن الشجري قوله:
هذي السديرةُ والغديرُ الطافحُ *** فاحفظ فؤادكَ إنني لكَ ناصحُ
ياسدرةَ الوادي الذي إن ضلّه الـ *** ـساري هداهُ نشرهُ المُتفاوحُ
هل عائدٌ قبل المماتِ لمغرمٍ *** عيشٌ تقضّى في ظلالكَ صالحُ
وقوله:
وتجنّبَ الظلمَ الذي هلكتْ به *** أممٌ تودُّ لو انها لم تَظلمِ
إيّاكَ والدنيا الدنية إنها *** دارٌ إذا سالمتها لم تُسلمِ
وقوله:
وحتى متى تعنى شؤونكَ بالبُكا *** وقد جدّ جَدٌ للبكاءِ جليدُ
وإنّيَ إن لانتْ قناتي لضعفها *** لذو مرّةٍ في النائباتِ شديدُ
عاصر ابن الشجري (450 ـ 20 رمضان 542هـ/ 1058 ـ 12 شباط 1148م) من خلفاء بني العباس: القائم (ت467هـ)، والمقتدي (ت487هـ) والمقتفي، وكانت السلطة الفعلية على بغداد في ذلك الوقت بيد السلاجقة الذين دخلوها عام (447هـ)، وفي عهدهم توفي ابن الشجري ببغداد عن (92) عاماً، ودفن في داره بالكرخ وصلى عليه علي بن الحسين الغزنوي.
اضف تعليق