إن كلاً منَّا قد أستعمل خلال حياته دواءً ما أو أكثر، لذا يفترض في الادوية والعقاقير الطبية ان تكون صديقة الانسان ولكن الادوية انتشرت بكثرة في هذا القرن وبعد تقدم تصنيع الدواء اصبح بمتناول العديد من الناس غير المتخصصين الذين يسيئون استعمال الدواء فيتعاطونه دون استشارة الطبيب او يصفونه لغيرهم فهل يمكن ان تصبح الادوية والعقاقير مواد ضارة للانسان وتتحول الى عدو؟، في هذا السياق قال الخبراء إنه لابد من معالجة المشكلات المستمرة في جودة وسلامة الأدوية في كثير من الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة من خلال إجراءات تنظيمية أفضل، لان الادوية المغشوشة الادوية تؤدي الى تقليص ارباح قطاع صناعة الدواء في اوروبا بقيمة عشرة مليارات و200 مليون يورو سنويا، ويترجم ذلك بفقدان 38 الف فرصة عمل، على ما جاء في تقرير صادر عن الاتحاد الاوروبي للملكية الفكرية.
على الصعيد نفسه يتلاشى ذاك الخط الفاصل بين منتجي الأدوية ذات العلامات التجارية ونظائرها في الوقت الذي تطوف فيه الشركات المعروفة بانتاج علاجات مبتكرة لبيع بدائل لأدوية باستخدام تقنيات حيوية أعلى تكلفة واكثر تطورا تنتجها شركات منافسة.
وتتزايد الآن حالات النزاع بين شركات الدواء في أروقة المحاكم إذ يسعى منتجو الأنواع باهظة الثمن لحماية منتجاتهم من "البدائل الحيوية" -وهي مستحضرات دوائية حيوية لها الخصائص العلاجية ذاتها للعقاقير التي تسعى لتقليدها- في الوقت الذي يعارض فيه المنافسون حقوق براءة الاختراع التي يدفع بها الطرف الآخر.
الى ذلك طور العلماء علاجا جديدا على شكل كبسولة تبقى في المعدة لنحو أسبوعين بعد ابتلاعها وتطلق محتوياتها تدريجيا، يمكن أن تكون الكبسولة التي طورها باحثون في الولايات المتحدة سلاحا قويا في مكافحة الملاريا وفيروس اتش.آي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وغيرهما من الأمراض التي يتوقف نجاح العلاج فيها على تكرار جرعات الدواء، فيما تعكف منظمة الصحة العالمية وشركات أدوية ومنظمات إنسانية على إعداد تفاصيل منظومة جديدة تهدف إلى توفير الأمصال الحيوية للأشخاص المعرضين للخطر في الأزمات خاصة الحروب والكوارث الطبيعية.
من جانب آخر قال تقرير أصدرته شركة كوينتايلز آي.إم.إس القابضة إن الإنفاق العالمي على الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفات طبية سيصل إلى 1.5 تريليون دولار تقريبا بحلول عام 2021 على الرغم من أن المعدل السنوي للنمو سيتناقص مقارنة بالأعوام القليلة الماضي، ويستند هذا الرقم إلى أسعار الجملة. وستسهم الولايات المتحدة بما يصل إلى 675 مليار دولار من 1.5 تريليون دولار.
وقال تقرير التوقعات العالمية للأدوية حتى عام 2021 الذي أعدته الشركة إن بعد حساب الخصومات والتخفيضات المتوقعة لشركات التأمين الصحي وغيرها من جهات السداد سيكون صافي الإنفاق تريليون دولار تقريبا في عام 2021. بحسب رويترز.
ومن المتوقع أن يتراوح معدل النمو السنوي للإنفاق على مدار الأعوام الخمسة المقبلة بين أربعة وسبعة بالمئة مدفوعا بأدوية أحدث لعلاج السرطان والسكري وأمراض المناعة الذاتية في الأسواق بالدول المتقدمة. وهذا بالمقارنة بمعدل نمو في الإنفاق تسعة بالمئة في عامي 2014 و2015 كان مدعوما جزئيا بزيادة الطلب على الأدوية الجديدة لعلاج فيروس التهاب الكبد (سي) وقد استقر المعدل منذ ذلك الحين.
وقال موراي أيتكن المدير التنفيذي لمؤسسة كوينتايلز آي.إم.إس التي جمعت البيانات في مقابلة "بعد مستويات مرتفعة لم تكن متوقعة من النمو على مدى عامين نعود إلى مستوى أكثر توازنا واستدامة من التوسع نعتقد أن النظم الصحية وجهات السداد ستكون قادرة على التعامل معه"، وتجمع المؤسسة بيانات عن الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية بشكل دوري من أجل قطاع صناعة الأدوية.
ومن المتوقع أن يمثل الإنفاق في الولايات المتحدة -أكبر سوق بأعلى أسعار للأدوية بفارق كبير- أكثر من نصف النمو العالمي خلال الفترة المذكورة وبمعدل نمو سنوي بين ستة وتسعة بالمئة أو ما بين أربعة وسبعة بالمئة بعد حساب الخصومات والتخفيضات. ويقل هذا عن معدل نمو في الإنفاق 12 بالمئة في عام 2015، ويتوقع التقرير تباطؤا في زيادات أسعار الأدوية ذات العلامات التجارية الأمريكية وقد ينتج ذلك عن زيادة الضغوط السياسية. كما يتوقع زيادة أسعار مبيعات الجملة السنوية بما بين 8 و11 بالمئة وزيادة صافي الأسعار بما بين اثنين وخمسة بالمئة، ويتوقع التقرير أيضا طرح 45 دواء جديدا سنويا في المتوسط وهو ما سيكون معدلا قياسيا.
كم تبلغ التكاليف الشهرية لتوفير الأدوية الأساسية؟
قال خبراء إنه يمكن توفير الأدوية الأساسية بأسعار قليلة تتراوح بين دولار ودولارين للفرد الواحد في الدول النامية ودعا هؤلاء الخبراء الحكومات إلى تعزيز جهود ضمان حصول الجميع على رعاية صحية، وقال أول تحليل لتكاليف توفير الأدوية الأساسية أجرته لجنة لانسيت بشأن الأدوية الأساسية إنه على الرغم من أن الإنفاق العالمي على الأدوية يزيد ثماني مرات عن هذا المبلغ فإن دولة من بين كل خمس دول تنفق أقل من دولار شهريا للفرد الواحد، وقالت اللجنة التي تضم 21 خبيرا دوليا إن عدم الحصول على أدوية ذات جودة عالية بسعر معقول يشكل تهديدا للتقدم نحو توفير تغطية صحية شاملة وهو أحد الأهداف المدرجة ضمن أهداف التنمية العالمية الجديدة التي تبناها زعماء العالم خلال اجتماع قمة للأمم المتحدة العام الماضي، وتضم قائمة الأدوية الأساسية 201 دواء لازم لنظام الرعاية الصحية الأساسية وتشمل أدوية فيروس اتش.آي.في والملاريا والسرطان واللقاحات ووسائل منع الحمل. وتعدل منظمة الصحة العالمية هذه القائمة كل عامين. بحسب رويترز.
وقال الخبراء إنه لابد من معالجة المشكلات المستمرة في جودة وسلامة الأدوية في كثير من الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة من خلال إجراءات تنظيمية أفضل، وقالت اللجنة إنه على سبيل المثال يُقدر أن أكثر من 120 ألف طفل قد توفوا في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء بأفريقيا في 2013 بسبب أدوية لمكافحة الملاريا دون المستوى المطلوب، ودعا الخبراء أيضا إلى إجراء إصلاحات عاجلة في الطريقة التي يتم بها تطوير وإجازة الأدوية الأساسية لتحسين القدرة على تحمل تكاليفها والحصول عليها.
توفير الأمصال أوقات الأزمات بأسعار مخفضة
تعكف منظمة الصحة العالمية وشركات أدوية ومنظمات إنسانية على إعداد تفاصيل منظومة جديدة تهدف إلى توفير الأمصال الحيوية للأشخاص المعرضين للخطر في الأزمات خاصة الحروب والكوارث الطبيعية.
وستدعو الآلية - التي لم تشهد حتى الآن سوى انضمام جلاكسو سميثكلاين البريطانية لتوفير مصل لعلاج الالتهاب الرئوي بأقل سعر ممكن - شركات أدوية أخرى منها فايزر وميرك إلى إبرام اتفاقيات أسعار مخفضة مماثلة للطوارئ فقط. بحسب رويترز.
وقال جريج إلدر المنسق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الدولية التي انضمت للمحادثات المتعلقة بالقضية في مقر منظمة الصحة بجنيف الأسبوع الماضي "الفكرة هي أنها ستطرح نموذجا قائما لشركات التصنيع الأخرى كي توفر أمصالها"، وقال متحدث باسم منظمة الصحة إن آلية الأمصال الإنسانية التي ستخصص للأزمات فقط قد تعني تزويد الملايين من المعرضين للمخاطر بأمصال تقيهم من أمراض فتاكة مثل الحصبة والحمى الصفراء والالتهاب الرئوي"، وأمصال الطوارئ الأرخص سعرا ستتاح فقط للمنظمات غير الحكومية مثل أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الخيرية والإنسانية وليس وزارات الصحة أو الهيئات الحكومية، وقال إلدر إن ذلك سيضمن للشركات أنها لن تضطر لتوريد كميات كبيرة من الأمصال بأسعار متدنية قد تحرمها من الأرباح، وقال "نتحدث عن مجموعة محددة - اللاجئون والمشردون- أناس مروا بالكثير من المتاعب واضطروا للفرار من منازلهم".
أندية العقاقير الرخيصة تساعد في مكافحة الالتهاب الكبدي واتش.آي.في
يقبل آلاف المرضى المحبطين من ارتفاع أسعار العقاقير المضادة للفيروسيات من لندن إلى موسكو وسيدني على موجة جديدة من "أندية المشترين" على الإنترنت للحصول على أدوية مكافئة رخيصة للشفاء من التهاب الكبد الفيروسي ج والحماية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (اتش.آي.في).
وبينما يحذر خبراء من أن شراء العقاقير عبر الإنترنت قد يشكل خطورة تشير بيانات علمية طرحت في مؤتمر طبي حديث إلى أن العلاج الذي يتم الحصول عليه عبر أندية المشترين يمكن أن يكون فعالا بنفس كفاءة العلاج المتوفر عبر القنوات التقليدية.
ويعتقد ويل نوتلاند الذي يدعم شبكة لشراء العقاقير في لندن- ويتناول عقاقير مكافئة مصنعة بالهند غير متوفرة عبر الخدمات الصحية للوقاية من الإصابة بفيروس (اتش.آي.في)- أن البحث الحديث سيعزز الثقة في مثل هذه المشاريع. بحسب رويترز.
وقال نوتلاند الناشط بمجال مكافة فيروس (اتش.آي.في) إن "هذه البيانات الجديدة تظهر حتى الآن أننا على صواب. تعطينا دفعة للثقة في أنواع العقاقير المتاحة عبر الإنترنت"، وتعمل مواقع "أندية المشترين" الإلكترونية دور الوسيط من خلال تقديم تفاصيل عن الصيدليات الموثوقة على الإنترنت ومصنعي العقاقير مستغلة ثغرة في قواعد منظمة التجارة العالمية تسمح باستيراد الدواء على نطاق صغير للاستخدام الشخصي.
وقال أندرو هيل من مستشفى تشيلسي ووستمنستر في لندن "اللجوء إلى نادي مشترين ليس علاجا تقليديا بوضوح لكنه شيء تحلى بعض الناس بالشجاعة الكافية لتجربته ويبدو أنه ناجح"، وأظهرت البيانات المقدمة في مؤتمر (اتش.آي.في جلاسجو) الذي أقيم في الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر تشرين الأول أن العقاقير المكافئة التي بيعت لرواد أندية المشترين في أستراليا وبريطانيا وروسيا وجنوب شرق آسيا وبلغ إجمالي عددهم 900 مريض حققت نسبة شفاء من فيروس التهاب الكبد الفيروسي ج وصلت إلى نحو 95 بالمئة. وهذه نسبة تماثل نتائج التجارب السريرية التي تستخدم العقاقير الأصلية، ولا تتمتع مثل هذه الدراسات الرصدية بنفس المصداقية الواسعة التي تحظى بها التجارب السرسرية الشاملة إلا أنها تتيح قدرا من الطمأنينة، وقال جيمس فريمان الطبيب بولاية تاسمانيا الأسترالية الذي يدعم عقارا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي ج يباع عبر الإنترنت "ما يفعله مثل هذا النوع من البيانات هو أنه يمنح الأطباء والمرضى الإيمان بأن هذا ليس دربا من الجنون سيلحق الضرر بالمريض"، وبالنسبة لفريمان وباقي منتقدي صناع الدواء فإن ظهور أندية المشترين اليوم هو مجرد أحدث فصل في الحرب الدائرة بشأن أسعار العقاقير بالموازاة مع المعركة بشأن الحصول على عقاقير أرخص لعلاج (اتش.آي.في) في أفريقيا.
الادوية المغشوشة تكلف قطاع الادوية في اوروبا 10 مليارات يورو سنويا
تؤدي الادوية المغشوشة الى تقليص ارباح قطاع صناعة الدواء في اوروبا بقيمة عشرة مليارات و200 مليون يورو سنويا، ويترجم ذلك بفقدان 38 الف فرصة عمل، على ما جاء في تقرير صادر عن الاتحاد الاوروبي للملكية الفكرية، ويشكل هذا المبلغ 4,4 % من المبيعات القانونية للادوية في اوروبا، بحسب التقرير الذي لم يلحظ اثار بيع الادوية المغشوشة على الصيدليات، وتعد ايطاليا اكثر الدول تأثرا بهذه الظاهرة، مع كلفة اقتصادية تبلغ مليارا و590 مليون يورو سنويا، تليها اسبانيا ومن ثم المانيا وفرنسا حيث الكلفة مليار دولار سنويا في كل منها، واضاف التقرير ان قطاع بيع الادوية يسجل انخفاضا في المبيع بسبب الادوية المزيفة، وايضا انحسارا في فرص العمل، اذ فقد 37 الفا و700 شخص وظائفهم، من بينهم ثلاثة الاف الى اربعة الاف في فرنسا. بحسب فرانس برس.
ورحب الاتحاد الاوروبي للصناعات والجمعيات الصيدلانية بهذا التقرير مجددا دعوته في بيان الى تشديد الرقابة على الدواء والعقوبات في حق المخالفين وتوعية المرضى الى المخاطر التي يمكن ان يسببها دواء مغشوش، ويباع معظم هذه الادوية المغشوشة عبر الانترنت، بحسب الاتحاد الذي اشار الى وجود ثلاثين الف موقع الكتروني غير قانوني يبيع العقاقير الطبية.
تحذير الطلاب البريطانيين من أضرار "العقاقير الذكية"
حذرت هيئة رقابية حكومية بريطانية الطلاب من تناول الأدوية والمنشطات التي تحفز القدرات الإدراكية وتنشط الذاكرة والتي أطلق عليها اسم "الأدوية الذكية"، وقالت الوكالة المنظمة للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (ADHD) إن الطلاب الذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية يخاطرون بصحتهم في محاولتهم الحصول على درجات أعلى في الاختبارات الدراسية، وتبيع مواقع إلكترونية تلك الأدوية مثل ريتالين، ومودافينيل بطريقة مخالفة للقانون ودون وصفة طبية صحيحة، ويمكن أن تتسبب هذه الأدوية بالإدمان، ومشكلات في القلب، فضلا عن أمراض نفسية، وقد أغلقت الوكالة نحو 5000 موقع إلكتروني تبيع أدوية زائفة أو غير مصرح ببيعها هذا العام فقط، ويصف الأطباء دواء مودافينيل لحالات النوم القهري، وهي حالة نادرة من اضطرابات المخ تتسبب في نوم المريض فجأة في أوقات غير معتادة. لكن بعض الطلاب يتناولونه ليساعدهم على البقاء يقظين لأطول فترة ممكنة. بحسب البي بي سي.
ويستخدم أخرون عقار ريتالين، الذي يوصف لعلاج اضطراب نقص الانتباه المترافق مع فرط النشاط (ADHD)، من أجل تعزيز قدراتهم المعرفية (الإدراكية).
وقالت ليندا سكامل المديرة في هذه الوكالة إنه "ربما يُعرض عليكم أدوية الذكاء أو معززات القدرات المعرفية في الجامعة، لكن بعض هذه الأدوية قد يكون عقارا قويا ويجب أن لا يستخدم إلا بوصفة من الطبيب"، وأضافت: "مودافينيل دواء مصرح باستخدامه في حالات طبية معينة، وليس لاستخدامه في تعزيز القدرات الإدراكية للحصول على درجات أعلى في الاختبارات الدراسية. لذا لا تعرضوا صحتكم للخطر بشراء ادوية من دون الرجوع إلى الطبيب، لأنه قد تكون لها آثار جانبية بالغة الخطورة".
وأكدت سكامل أن "بيع أدوية (لا تصرف الا بموافقة الطبيب) بلا وصفة طبيبة موثوقة يُعد عملا إجراميا، والمواقع الإلكترونية التي تقوم بذلك تعمل بطريقة غير قانونية".
وحذرت الطلاب من شراء الأدوية عبر الإنترنت وألا يبذروا قروض الدراسة التي يحصلون عليها في سداد ثمن تلك الأدوية لمجرمين.
معارك في ساحة القضاء بين صناع الدواء بسبب البدائل الحيوية
يتلاشى ذاك الخط الفاصل بين منتجي الأدوية ذات العلامات التجارية ونظائرها في الوقت الذي تطوف فيه الشركات المعروفة بانتاج علاجات مبتكرة لبيع بدائل لأدوية باستخدام تقنيات حيوية أعلى تكلفة واكثر تطورا تنتجها شركات منافسة.
وتتزايد الآن حالات النزاع بين شركات الدواء في أروقة المحاكم إذ يسعى منتجو الأنواع باهظة الثمن لحماية منتجاتهم من "البدائل الحيوية" -وهي مستحضرات دوائية حيوية لها الخصائص العلاجية ذاتها للعقاقير التي تسعى لتقليدها- في الوقت الذي يعارض فيه المنافسون حقوق براءة الاختراع التي يدفع بها الطرف الآخر.
والمستحضرات الدوائية الحيوية التي تصنع في خلايا حية قبل أن تستخرج وتخضع لعملية تنقية أكثر تعقيدا من الأدوية التقليدية ومن غير الممكن إنتاج مثيل لها بدقة ومن ثم فإن الأنواع المقلدة منها تسمى بدائل حيوية ولا يطلق عليها أدوية جنسية.
وجاذبية البدائل الحيوية واضحة إذ تعول شركات التأمين وغيرها من مشتري الدواء على فارق السعر الكبير. ويقلص مديرو المزايا الدوائية في الولايات المتحدة بالفعل الأدوية ذات العلامات التجارية في جداولهم.
ومع توقع الرئيس التنفيذي لشركة نوفارتس جو جيمينيز أن يصل فارق السعر بين البدائل الحيوية والمستحضرات الدوائية الحيوية إلى 75 بالمئة لأسباب منها التطورات في أوروبا يحارب منتجو العقاقير المبتكرة بضراوة لحماية منتجاتهم الأعلى ثمنا لأطول فترة ممكنة، وعلى سبيل المثال أقامت آبفي دعوى في ديلاوير تدفع فيها بأنها تتمتع بحماية بموجب حقوق الملكية الفكرية حتى 2022 على الأقل لعقار علاج التهاب المفاصل هوميرا الأكثر مبيعا في العالم إذ تسعى الأولى إلى تأجيل طرح عقار أمجين البديل الذي حصل على موافقة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في الوقت ذاته لجأت أمجين إلى محكمة اتحادية أخرى تطالب بحماية عقار علاج التهاب المفاصل إنبريل الذي تنتجه من بديل حيوي تنتجه نوفارتس حتى 2029، ومع تصاعد الحروب القضائية بين شركات الدواء الكبرى يقول محامون إن ساحة القضاء باتت أكثر تعقيدا بكثير، وقال دون وير خبير البدائل الحيوية لدى شركة فولي هوج للقانون في بوسطن "عدد الشركات المبتكرة لمستحضرات دوائية حيوية مثل أمجين التي تنافس منتجات شركات أخرى صاحبة ابتكارات كان أحد المفاجآت الكبرى، "هذا يخلق صراعات لشركات القانون مثل شركتنا لأن الشركات التي نقدم لها الاستشارات تدخل فجأة في خصومات مع بعضها البعض"، وتنخرط شركات سانوفي وميرك وإيلي ليلي وفايزر وجونسون آند جونسون وبيوجين أيضا في قضايا تتعلق بالبدائل الحيوية.
دراسة تربط بين المكملات العشبية والغذائية وتضرر الكبد
أفادت نتائج بحث أن حالة واحدة بين كل خمس حالات تضرر للكبد لأسباب كيميائية تنتج عن المكملات العشبية والغذائية، وأفاد الباحثون في تقرير بصحيفة هيباتولوجي أنه قبل عقد من الزمن لم يمكن ربط سوى أقل من حالة واحدة من بين كل عشر حالات بتناول المكملات، وتوصلت الدراسة إلى أن ما يصل لنصف البالغين الأمريكيين يستهلكون مكملات تحتوي مكونات مثل الفيتامينات والمعادن وأنواع الشاي والبروتينات بهدف تحسين الحمية الغذائية بالإضافة إلى منشطات غير مشروعة وهي عبارة عن أشكال مصنعة من هرمون التستوستيرون تستخدم لتعزيز أداء الرياضيين، وقال فيكتور نافارو كبير الباحثين في الدراسة ورئيس قسم الكبد بمنظمة آينشتاين هيلث نتوورك في فيلادلفيا "بشكل عام تندر إصابة الكبد بسبب تناول المكملات"، وأضاف نافارو في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز هيلث "ومع ذلك إذا تم تناول المكملات بشكل مفرط أو استخدامها مع مكملات أخرى أو لفترات طويلة جدا أو مع الأدوية الاعتيادية فقد تصبح ضارة"، وترتبط مئات الوصفات الدوائية بتضرر الكبد كما تعد الآثار الجانبية الخطيرة التي تلحق بالكبد سببا شائعا لفشل الدواء في تحسين الحالة ولسحبه من الأسواق بعد طرحه فيها.
وقال الباحثون إن مخاطر الوصفات الدوائية أقل لثبوت فائدتها للمرضى مقارنة بالمكملات التي ليست لها فائدة مثبتة وإنما تمثل خطرا محتملا، وأضاف نافارو "يحصل المستهلكون بسهولة على هذه المكملات وعادة مع وعود بقدرتها على تحسين الصحة والمظهر، "من المغري التفكير في قدرة شخص على التأثير على صحته أو مظهره دون الحاجة لإشراك شخص مدرب على تقديم الرعاية الصحية"، واستعرض الباحثون بيانات من عدة دراسات منشورة لتقييم حجم المشاكل التي تسببها المكملات، كما دققوا في 130 حالة ضرر في الكبد مرتبطة بالمكملات أدرجت خلال ثماني سنوات في سجل أمريكي لحالات تضرر الكبد الناجمة عن الأدوية، ومثلت المنشطات - المرتبطة منذ وقت طويل بإلحاق الضرر بالكبد - أكثر من ثلث الحالات الموجودة بالسجل الأمريكي، وأرجعت الدراسة سبب تضرر الكبد في باقي الحالات وهي 85 حالة إلى 116 منتجا مختلفا تحوي في الغالب مكونات متعددة مما شكّل لغزا بالنسبة لتحديد المكون الذي قد يكون السبب. بحسب رويترز.
وقالت سامانثا هيلر وهي أخصائية تغذية في مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك ولم تشارك في الدراسة إن المكملات ليست كلها مؤذية. وضربت مثلا أن الناس قد يحتاجونها لعلاج مشكلات معينة في التغذية مرتبطة بأمراض أو ناتجة عن أدوية.
وأضافت هيلر إن على مشتري المكملات الحذر من المنتجات التي تزعم تحقيق نتائج مبالغ فيها أو وعودا كبيرة أفضل من أن تكون حقيقية وأن يدركوا أنهم قد لا يقدرون دوما على تحديد المكونات غير الآمنة، وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز هيلث "لا توجد معجزة داخل زجاجة ستبني العضلات أو تنقي الجسم من السموم أو تشفي ورما سرطانيا أو تؤدي لنقص سريع وطويل المدى للوزن، "في أفضل الحالات سيكون هذا إهدارا للمال وفي أسوأ الحالات يمكن أن تموت".
علماء يطورون كبسولة علاجية تبقى في الجسم لأسابيع
طور العلماء علاجا جديدا على شكل كبسولة تبقى في المعدة لنحو أسبوعين بعد ابتلاعها وتطلق محتوياتها تدريجيا، يمكن أن تكون الكبسولة التي طورها باحثون في الولايات المتحدة سلاحا قويا في مكافحة الملاريا وفيروس اتش.آي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وغيرهما من الأمراض التي يتوقف نجاح العلاج فيها على تكرار جرعات الدواء، وفي دراسة نشرت بدورية ساينس ترانسليشنل ميديسن استخدم الباحثون الكبسولة الجديدة لتوفير عقار مضاد للطفيليات يسمى إيفرمكتين يعتقدون أنه يمكن أن يساعد في مكافحة الملاريا، وقال الأطباء إنه يمكن أن تكون هناك تطبيقات أخرى لتكنولوجيا الحبوب طويلة المفعول من استخدامها في علاج الزهايمر والأمراض العقلية إلى مرض السل والإيدز.
وعلى الرغم من أن هناك أشكالا موجودة بالفعل من جرعات الأدوية ممتدة المفعول فإن أغلبها عن طريق الحقن أو الزرع وبعضها يتطلب إجراء جراحيا ولا يناسب الكثير من الحالات، وقال الدكتور روبرت لانجر الأستاذ في معهد ام.آي.تي الذي شارك في الدراسة "حتى الآن لا تدوم العقاقير التي تأخذ عن طريق الفم لأكثر من يوم".
وأضاف "هذا بحق يفتح الباب أمام أشكال الجرعات الفموية الممتدة المفعول... هناك الكثير من الأمور المثيرة التي قد يساعد ذلك في تحقيقها يوما ما". بحسب رويترز.
وتعمل الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم لفترة محدودة من الوقت لأنها تمر بسرعة عبر الجسم وتتعرض لبيئات قاسية في المعدة والأمعاء، وقال لانجر إنه وفريقه عكفوا على العمل عدة سنوات للتغلب على هذه المشكلة وركزوا في البداية على الملاريا وعقار إيفرمكتين الذي يقتل أي بعوضة تلدغ شخصا تناول العقار، والكبسولة الجديدة طويلة المفعول على شكل نجمة سداسية. وتوجد جرعات الدواء في الرؤوس الستة، وبعد بلع الكبسولة يتحلل غلافها الخارجي بفعل الحمض الموجود في المعدة. والكبسولة كبيرة بما يكفي لمقاومة القوى التي تدفع بشكل طبيعي أي شيء لأسفل الجهاز الهضمي لكن حجمها أقل من أن يحدث أي انسدادن وخلال اختبارات على الخنازير وجد الباحثون أن الجرعات الدوائية تنطلق تدريجيا على مدار أسبوعين وأن الروابط التي تربط رؤوس النجمة ببعضها تتحلل حينها مما يسمح بانفجارها ومرورها عبر الجهاز الهضمي، واستعان الباحثون بنماذج رياضية لتحليل التأثير المحتمل للكبسولةت وأشارت هذه النماذج إلى أنه في حالة استخدام الكبسولات لتوصيل عقار إيفرمكتين مع علاجات أخرى مضادة للملاريا لنحو 70 بالمئة من السكان فان نسبة انتقال عدوى المرض قد تنخفض بنفس القدر الذي كانت ستقل به إذا تناول 90 بالمئة مضادات الملاريا وحدها، ويعمل الفريق على تطوير كبسولات مشابهة تحوي عقاقير مضادة لأمراض مدارية أخرى إلى جانب السل والايدز.
اضف تعليق