انتشار فيروس إيبولا الذي اودى بحياة اكثر من 9 آلاف شخص في العديد من الدول، هو اليوم من اخطر وأعظم التحديات التي تواجه المجتمع الدولي الذي يعيش اليوم وعلى الرغم من انحسار اعداد الاصابات، حالة من قلق الكبير والاستنفار بسبب تفشي هذا الفايروس الخطير والذي وصف بأنه الوباء الأكثر انتشارا وفتكا في دول غرب أفريقيا كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان بعض التقارير تشير الى ان هذا الفايروس يمكن ان يطور نفسة ويتغلب على بعض العلاجات التجريبية، وهو ما دفع العديد من العلماء الى تكثيف جهودهم وابحاثهم الطبية في سبيل تحقيق نتائج ايجابية في معركتهم الحالية ضد هذا الفايروس الذي قد يتسبب بمضاعفات اخرى لمن ينجو من الموت.
وبدأ العلماء في تحليل المئات من عينات الدم من المصابين بإيبولا في غينيا. ويتتبعون أطوار تغير الفيروس، وهل يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر. ويقول الدكتور أنافاج ساكونتابهاي، عالم الجينات البشرية: "نعلم أن الفيروس يتغير كثيرا، وهو شيء مهم في تشخيص الحالات الجديدة وفي العلاج. نحتاج أن نعلم كيف يتغير الفيروس لنكون على دراية بعدونا. وفيروس إيبولا مشابه للإيدز والإنفلوانزا في قدرته على التطور، والتكيف، وأن يصبح معديا بشكل أكبر". وأضاف: "رأينا حالات إصابة عديدة لا تظهر عليها الأعراض. ويمكن لهؤلاء نشر الفيروس بشكل أكبر، لكننا لسنا متأكدين بعد. ويمكن للفيروس أن يطور من نفسه ليصبح أقل فتكا وأكثر عدوى، وهو ما نخشاه".
ويستخدم العلماء طريقة تدعى "التتابع الوراثي"، لمتابعة تغيرات البنية الوراثية للفيروس. وحلل العلماء حتى الآن 20 عينة دم لمرضى في غينيا. كما سترسل حوالي 600 عينة أخرى إلى المعامل خلال الشهور القادمة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، أظهرت دراسة مماثلة من قبل أن الفيروس تطور في سيراليون خلال 24 يوما من تفشيه. وورد في الدراسة أن هذه النتائج "تثير الكثير من التساؤلات حول طريقة انتقال الفيروس، واستجابته للعقاقير والأدوية، واستخدام بلازما التعافي. لكن بعض تطورات الفيروس قد لا تؤثر على استجابة الفيروس للعقاقير.
تخليق اجسام مضادة
وفي هذا الشأن وبعد ان نجح مستشفى إيموري الجامعي في اتلانتا في علاج أربعة مرضى بالايبولا العام الماضي شرع الآن في ادارة مشروع تموله الحكومة الامريكية للاستعانة بدم ناجين من فيروس الايبولا الفتاك لإيجاد طريقة مبتكرة في علاج هذا المرض المعدي. وتقوي اللقاحات العادية رد جهاز المناعة على أي عدوى فيما يتضمن المشروع الجديد حقن الاشخاص بالمادة الوراثية -سواء كانت الحمض النووي الريبوزي (دي.ان.ايه) أو الحمض النووي الريبوزي منقوص الاكسجين (آر.ان.ايه)- على أمل حث خلايا الشخص على تخليق أجسام مضادة متخصصة قادرة على القضاء على الايبولا أو أي كائنات ممرضة أخرى.
وقال الدكتور جيمس كراو الباحث بجامعة فاندربيلت وأحد المشاركين في المشروع "جسم الشخص هو المصنع. إنها فكرة صائبة". ويقول الخبراء إن هذا الاسلوب -اذا ثبت انه آمن وفعال- سيكون أسرع وأرخص من انتاج العقاقير التقليدية وقد يستعان به في علاج أمراض مثل الانفلونزا الموسمية أو الملاريا. ويجري تخليق الاجسام المضادة عادة في احواض تحتوي على خلايا الثدييات او في نبات التبغ في بعض الحالات.
ومنحت وكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتقدمة -وهي هيئة البحوث التابعة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)- جامعة إيموري ما يصل الى 10.8 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات لادارة هذا المشروع. ويضم المشروع فرقا بحثية من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ومعهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الامريكي وعدة معامل بحثية أكاديمية منها جامعة ويسكونسن-ماديسون وجامعة روكفلر ومعهد بحوث فاندربيلت وسكريبس.
ويمثل الحصول على عينات دم من ناجين من الاصابات الحالية للايبولا في غرب افريقيا تحديا لكن جامعة إيموري تحتفظ بميزة نسبية بعد ان عالجت عددا محدودا من المرضى على اراضي الولايات المتحدة. وقال رافي أحمد مدير مركز إيموري للتطعيم والمكلف بادارة المشروع إن جميع المرضى الأربعة السابقين وافقوا على المشاركة في البرنامج. بحسب رويترز.
ويعتزم أحمد وزملاؤه عزل الأجسام المضادة التي يصنعها هؤلاء المرضى لمكافحة فيروس الايبولا واجراء سلسلة من التجارب على الحيوانات وتحديد أكثرها فاعلية لمكافحة عدوى الايبولا. ولا يرتبط هذا المشروع بعلاج تجريبي يعطى لعدد من مرضى الايبولا في الولايات المتحدة يتضمن نقل بلازما الدم من الناجين من الايبولا.
جيل لقاحات جديد
من جانب اخر وفي حين بدأ التفشي المدمر للايبولا بغرب افريقيا في الانحسار يتطلع العلماء الى ما وراء المرحلة النهائية ويركزون أنظارهم على لقاحات الجيل القادم اللازمة لانشاء ترسانة حيوية تكفي للاجهاز على أي وباء قادم بصورة قاطعة وعلى وجه السرعة. يقول الباحثون -وقد عقدوا العزم على ألا يفقدوا الزخم العلمي الذي يمكن ان يجعل من انتاج أول عقار فعال لعلاج الايبولا في العالم أمرا واقعا- إن هذه الحقن يجب ان تكون زهيدة الثمن وان يكون من المتيسر نقلها وتداولها في افريقيا وقادرة على القضاء على العديد من السلالات الفيروسية -ناهيك ان تكون علاجا ناجعا.
وقد يعني هذا تحول التركيز عن أفكار ابتكار نسخ مبسطة وسريعة من اللقاحات التي هيمنت على الساحة خلال الأشهر الأخيرة على ألا يعني ذلك ان يغرق المجال الطبي في سلسلة من التعقيدات. وقال سيث بيركلي الرئيس التنفيذي لتحالف (جافي) العالمي للتطعيم الذي يساعد في شراء لقاحات بالجملة للبلدان الفقيرة "نحن بحاجة الى مخزون لانه ستحدث إصابات أخرى". وتمر اللقاحات التجريبية الآن بمرحلة من الاختبارات الاكلينيكية الموسعة في غرب افريقيا مستهدفة سلالة زائير الفيروسية للايبولا لكن التفشي التالي ربما يكون مختلفا.
وقال بيركلي "نحتاج الى تضافر الجهود مع صناعة المستحضرات الطبية لابتكار جيل ثان من اللقاحات تتعامل ليس مع الايبولا في زائير فحسب بل الايبولا في السودان وربما حمى ماربورج النزفية وايضا حمى لاسا. الفكرة هي انتاج لقاحات تصلح لمختلف البقاع والأماكن". ويتصدى العلماء الآن لعدد من المسائل الشاقة ويرجع ذلك جزئيا الى النجاح في الحد من ظهور إصابات ايبولا جديدة على نطاق واسع.
ومع القلة النسبية لحالات الاصابة الجديدة فان التجارب الواسعة النطاق التي تجري في ليبيريا وسيراليون لاختبار الجيل الاول من لقاحات الجرعة الواحدة والسلالة الواحدة ربما لا تكون ذات حجية احصائية تكفي للبرهنة على مدى نجاح العقاقير. وبالفعل تشير بيانات أولية من تجارب سلامة العقاقير الى ان جرعة تطعيم واحدة من لقاح متطور للغاية -تنتجه شركة جلاكسو سميثكلاين- ربما لا تسفر عن رد قوي كاف من جهاز المناعة لوقاية الاشخاص المعرضين للاصابة بهذا الفيروس.
وقال أدريان هيل من معهد جينر بأوكسفورد في إشارة الى العنصرين الرئيسيين لجهاز المناعة "نعرف الآن ان لديك أجساما مضادة أقل بواقع عشرة أمثال (عن القردة) وربما خلايا تائية أقل بخمس مرات". وقال هيل إن ذلك يؤكد بشدة أن نظام الجرعتين هو المرجح ان يكون فعالا. وتلك وأمور أخرى تضيف قائمة صعبة من الأعباء على العلماء وهم يركزون على ابتكار ترسانة من اللقاحات للمستقبل.
وانتاج لقاحات من سلالات بكتيرية عديدة يمكن ان تقي من عدة أنواع من الايبولا او من الحمى النزفية الأخرى يمثل مضيعة للوقت بقدر أكبر من انتاج لقاحات حالية مستقاة من سلالة منفردة كما انه مستحيل باي حال من الأحوال. وفي واقع الأمر فان عددا من اللقاحات المرشحة لعلاج الايبولا يجري تسريع وتيرة مرورها بتجارب أجريت لاستخلاص اللقاح من عدة سلالات من الكائنات الحية الدقيقة قبل اعداد نسخ مبسطة منها للتعامل مع الاصابة الحالية.
والتحدي الآخر هو ضمان ان للقاحات صلاحية ممتدة المفعول على ان يتسنى نقلها بيسر في المناطق الحارة. وتحفظ اللقاحات التجريبية في الوقت الراهن عند درجة حرارة بين 70 و80 درجة مئوية تحت الصفر فيما تقول شركة جونسون آند جونسون إن لقاحها لعلاج الايبولا يمكن تخزينه عند درجة الحرارة العادية للمبردات ولعدة أسابيع.
غير ان انتاج كميات كافية يبدو ممكنا. وهناك أمل في انه في حالة ظهور الايبولا وانطلاقها من أدغال افريقيا في المرة القادمة فسيتسنى رصدها مبكرا وربما يلزم تطعيم عشرات الآلاف من الأشخاص وليس مئات الملايين ممن يحتاجون لقاحات اذا تفشت جائحة عالمية للانفلونزا مثلا. في نهاية المطاف فان الشركات لا تزال في حاجة الى الضوء الأخضر من الجهات الرقابية والا وقعت هذه الشركات في المحظور إذا ما أخفقت تجارب تجرى على نطاق واسع في إظهار برهان واضح بان هذه الحقن آمنة وفعالة في آن واحد بالنسبة للبشر.
إلا ان الباحثين والجهات المعنية بصناعة الدواء يقولون إن الجهات الرقابية أوضحت انه يمكن الموافقة على مخزون لقاحات الايبولا من حيث بيانات الفاعلية بناء على تجارب أجريت على القردة أو الرئيسيات الأخرى بخلاف الانسان. ذلك علاوة على براهين تؤكد سلامة اللقاح واستجابة جهاز المناعة له لدى البشر الأمر الذي يعكس خططا واستعدادات للطوارئ لانتاج لقاحات مخصصة لمواجهة هجمات الإرهاب الحيوي. بحسب رويترز.
ولا يعني القول بالاستعانة بلقاحات الغد ان أحد العلاجات الحالية المستقاة من سلالة بكتيرية واحدة سواء من شركة جلاكسو سميثكلاين أو ميرك أو جونسون آند جونسون ربما لا يكون لها أي دور في محاصرة جيوب العدوى المتخلفة عن الوباء الحالي وربما في القضاء عليها نهائيا. وقال هيل "أشعر بقدر كبير من التفاؤل بانه لا يزال للتطعيم دور في القضاء على هذه الاصابة. وانني في غاية التفاؤل اننا سنتعلم في الاصابة التالية ما هي اساليب التطعيم التي من المرجح ان تكون أفضل وان نكون على أهبة الاستعداد لمجابهتها مبكرا".
حقنة واحدة أم حقنتان
في السياق ذاته يحاول علماء يتسابقون على تطوير لقاحات ضد مرض الإيبولا تحديد عدد الحقن المطلوبة لتحقيق أفضل نتائج في مكافحة الفيروس القاتل وهي قضية يمكن أن تحدد مدى سرعة وفعالية طرح برنامج للعلاج. والحقن بلقاحين واحد تلو الآخر سيوفر دون شك حماية أكبر بكثير من جرعة واحدة في مواجهة الفيروس القاتل.
ومع تفشي الوباء بسرعة شديدة خلال 2014 انصب التركيز في باديء الامر على تطوير حقنة واحدة يمكن اختبارها ونشرها بأسرع وقت ممكن. لكن بعد تباطؤ معدلات العدوى بالمرض في ليبيريا يدور النقاش الان حول برنامج لقاح مزدوج من شأنه توفير حماية أكبر حتى وإن كان سيستغرق وقتا أطول وسيكون تنفيذه أصعب.
وقال ريبلي بالو رئيس أبحاث الإيبولا في شركة جلاكسو سميثكلاين احدى الشركات الكبيرة التي تنتج واحدا من اللقاحات المرشحة "يزداد الحديث الآن عما يمكن أن نفعله لإطالة فترة الحماية التي يوفرها اللقاح." ولا يزال بالو يأمل في أن يكون للقاح الجرعة الواحدة فائدة في وقف التفشي الحالي للمرض لكنه يرى أيضا أن هناك حاجة لتقييم طريقة تقوم على اعطاء المريض حقنة أولى لتحفيز جهاز المناعة ثم حقنة ثانية منشطة بعد ذلك بأسابيع قليلة.
ويتعاون مسؤولو الصحة في لندن وواشنطن وكذلك المنظمات التي لا تهدف للربح والتي تساعد في تمويل التجارب المعملية لتحديد الطريقة المثلى للمضي قدما. وستجرى تجربة كبيرة في ليبيريا بمشاركة ما يصل إلى 30 ألف شخص لاختبار الحقنة المنفردة من لقاح جلاكسو سميثكلاين ولقاح منافس من إنتاج نيولينك وميرك وعلاج وهمي. وهناك حاجة للحماية الزائدة في غرب افريقيا لأن الاصابة بالملاريا يمكن أن تضعف جهاز المناعة مما يحد من فعالية التحصين. بحسب رويترز.
وقد ينطوي البرنامج الواسع لتجارب اللقاحات والمقرر في النصف الأول من 2015 على خيارات مختلفة اذ يرى بعض الخبراء أن الجرعة المزدوجة ربما تكون مناسبة على نحو خاص للعاملين في مجال الرعاية الصحية لأنهم معرضون أكثر للمرض فيما يفضل العلاج بجرعة واحدة لأغراض الاحتواء السريع لحالات الاصابة المحلية.
40 %فقط من التمويل
على صعيد متصل قال باحثون إن قرابة 40 بالمئة فقط من اموال قيمتها 2.9 مليار دولار تم التعهد بالتبرع بها لدول غرب أفريقيا التي ضربها وباء الإيبولا بنهاية 2014 وصلت بالفعل الى الدول المتضررة. وقال الباحثون إن الدراسة التي أجراها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يقتفي أثر التبرعات الدولية أوضحت إن 1.09 مليار دولار بالكاد وصلت الى الدول الأكثر تضررا بنهاية العام الماضي.
وقالت كارين جربين وهي خبيرة في سياسة الصحة العالمية بجامعة نيويورك قادت الدراسة التي نشرت في دورية بي.إم.جيه BMJ الطبية البريطانية إن "هذه التأخيرات ... ربما تكون ساهمت في انتشار الفيروس وقد تكون قد أدت إلى زيادة الاحتياجات المالية." وقتل تفشي وباء الإيبولا في غرب أفريقيا -وهو الأسوأ في التاريخ- أكثر من 8800 شخص منذ بدأ قبل أكثر من عام وفتك بالأنظمة الصحية المتهالكة بالفعل في غينيا وليبيريا وسيراليون. ويبدو أن انتشاره الان يتباطأ خصوصا في ليبيريا التي يوجد بها حاليا خمس حالات إصابة فقط.
وحللت جربين مستوى وسرعة التعهدات التي قطعت لمكافحة الإيبولا وكيف تتماشى مع تقديرات التمويلات المطلوبة للسيطرة على الوباء. ووجدت أن أكثر من نصف التمويلات التي تعهد بها المانحون الدوليون لم تصل إلى الدول المستهدفة كما أن الوكالات العالمية فشلت في تقديم تقديرات موثوق بها للمبالغ المالية المطلوبة. بحسب رويترز.
وقالت جربين في تعليق على نتائجها "من الواضح أن القادة الدوليين وجدوا أن هناك تحديا يتمثل في تقدير المتطلبات المالية لمعالجة هذا التفشي الذي ينتشر سريعا... المشكلة ليست في كرم المانحين لكن في عدم نشر الموارد بالسرعة الكافية." وقال ديفيد نابارو مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن الإيبولا الشهر الماضي إن وكالات الإغاثة والسلطات في الدول الأكثر تضررا تحتاج إلى أربعة مليارات دولار إضافية -وهو ما يعادل قيمة جميع المساعدات التي جمعت حتى الآن- للقضاء على الوباء في حين تحتاج وكالات الأمم المتحدة وحدها الى مليار دولار لتتمكن من القيام بدورها في مكافحة الإيبولا.
شكاوى الناجين من الايبولا
روميو دو أحد الناجين من فيروس إيبولا في ليبيريا.. ويعمل خياطا ويبلغ من العمر 29 عاما. وبعد نجاته من الفيروس أصبح يجد صعوبة في التعامل مع الآثار المترتبة على المرض الذي أودى بحياة سبعة من أفراد عائلته ويهدد الآن مصدر رزقه. ومنذ خروجه من مركز لعلاج الإيبولا في العاصمة مونروفيا في نوفمبر تشرين الثاني يتزايد الضغط في عينيه ويؤثر على رؤيته وهي شكوى يقول بعض الأطباء إنها شائعة بين الناجين من التفشي في غرب افريقيا.
وهناك أعداد متزايدة من الناجين من المرض في المنطقة تقول الأمم المتحدة إنها تتراوح بين 5000 و10000 ويشكو البعض من الآثار الجانبية بعد أشهر من شفائهم وهي حالة يطلق عليها بعض الأطباء "متلازمة ما بعد الإيبولا". وقال دو "منذ خروجي وانا أشعر بهذا الألم في عيني" مضيفا "انهما -كما ترون- حمراوان وتؤلماني.. أريد من الحكومة مساعدتي على الوقوف على قدمي".
ويتسبب الإيبولا في باديء الأمر في الإصابة بالحمى والقيء ثم يهاجم جهاز المناعة والأجهزة الحيوية في الجسم وغالبا ما يتسبب في النزيف الداخلي والخارجي. وتوفي نحو 60 في المئة من مرضى الإيبولا في التفشي الراهن بسبب الصدمة أو قصور أعضاء الجسم. ويبلغ بعض الذين نجوا من المرض عن مزيج من الأعراض بعد شفائهم بما في ذلك مشاكل في الرؤية وآلام المفاصل وسقوط الشعر وضعف الذاكرة ونوبات القلق.
وقالت مارجريت نانيونجا وهي طبيبة تعالج مرضى الإيبولا في بلدة كينيما في سيراليون إنها رأت ناجين يصابون بالعمى. وقالت إنها بشكل عام شاهدت ما يقرب من نصف الناجين يتعرضون لتدهور في اوضاعهم الصحية. ويقول الأطباء إنه ليس من الواضح حتى الآن إلى متى تستمر الأعراض. ولا توجد أيضا أي معلومات علمية أو إجماع بين الاطباء بشأن أي متلازمة جديدة بين الناجين من غرب أفريقيا أو عدد الناس الذين قد يتأثرون.
ويقول دان كيلي مؤسس منظمة ويلبادي أليانس غير الهادفة للربح وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية إن الوضع يمكن أن يكون معقدا بسبب ضعف السجلات الطبية مما يجعل من الصعب فصل أي أعراض جديدة عن الأحوال الصحية الموجودة من قبل. والإيبولا -مثل الكثير من الامراض الشديدة- يمكن أيضا ان يضعف الناجين ويجعل الإصابة بأمراض أخرى أمرا أكثر احتمالا.
وقال كيلي إن بعض آثار ما بعد الإيبولا تبدو مرتبطة بالعدوى نفسها مع ظهور أعراض مشابهة لما يسمى اضطرابات المناعة الذاتية - حيث يكون جهاز المناعة نشطا بشكل مبالغ فيه ويبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم نفسه. وأضاف أن مرضى آخرين تتطور لديهم أعراض مشابهة لالتهاب القزحية مما يتسبب في الإصابة بالعمى.
عندما غادر كورليا بونارولو مركز علاج فيروس إيبولا في مونروفيا العام الماضي كان دمه خاليا من الفيروس لكنه أصيب بمرضين آخرين يهددان الحياة وهما الملاريا والالتهاب الرئوي. وينحي مساعد الطبيب البالغ من العمر 26 عاما باللائمة في مشاكله الصحية على ضعف منظومة الرعاية الطبية وليس على المضاعفات التي تتعلق بفيروس إيبولا. بحسب رويترز.
ويقول ان التيارات الهوائية في الممرات المكشوفة في الهواء الطلق في مركز جون كنيدي الطبي في مونروفيا كانت تعرضه للخطر بينما كانت الممرضات الخائفات يلقين له صناديق العصير الذي كان في كثير من الأحيان أضعف من أن يحمله. وعندما عاد الى المنزل نبذه زملاؤه في مجال العمل الطبي واضطر لأن يضع لنفسه محاقن التغذية الوريدية. وبعد أشهر تعافى تماما.. لكن باعتباره رئيسا لجمعية للناجين يريد ضمان حصول الآخرين على دعم ومعلومات صحية أفضل.
اضف تعليق