ربما الكثير منا يعيشون نمط حياة غير صحي فهم من يستهلكون كميات اكبر من اللحوم الحمراء والبيض ومشتقات الحليب الغنية بالدهون في حين أن الاشخاص الذين يعيشون نمط حياة صحيا يستهلكون كميات اكبر من الاسماك والدجاج.
دراسة حديثة ىاجراها باحثون من جامعة هارفرد اظهرت أن تناول البروتينات الخالية من الدهون كالجوز والدجاج والاسماك يقلص خطر الوفاة خلافا للحوم الحمراء والبيض ومشتقات الحليب،
فعلى سبيل المثال، لا يؤدي تناول اللحوم الحمراء او بروتينات دهنية اخرى مثل البيض والجبن الى زيادة في خطر الوفاة لدى الاشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، وأكثر البروتينات المسببة لزيادة خطر الوفاة موجودة في اللحوم الحمراء بما يشمل لحم البقر، ونصحت الدراسة بالاعتماد بدرجة اكبر على البروتينات الموجودة في الخبز والحبوب والمعكرونة والفاصولياء والجوز والخضر، ولكن البروتين الحيواني غير مرتبط على ما يبدو بزيادة الوفاة بالنسبة لمن يتبعون أسلوب حياة صحيا. وبالنسبة لهؤلاء فإن تناول قدر أكبر من البروتين النباتي غير مرتبط على ما يبدو بالحياة لفترة أطول.
جميعنا يعرف أن البروتين عنصر هام جداً لجسم الإنسان إلى جانب السكريات والدهون، ولعلّ أكثر أنواع الحميات التي تحظى بإقبالٍ وشعبيَّةٍ في العالم حالياً هي تلكَ المشبعة بالبروتينات لأنَّها تمكِّن من الحصول على إحساسٍ بالشَّبع لمدةٍ طويلة.
على صعيد ذي صلة، من شأن تناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية، مثل التونا والسلمون، أن يساعد مرضى سرطان الأمعاء على تعزيز حظوظهم في البقاء على قيد الحياة، بحسب دراسة حديثة.
وأحماض أوميغا 3 هي أحماض دهنية أساسية للدماغ والجهاز العصبي وشبكة العين ومفيدة للقلب والصحة الذهنية.، وهي موجودة بكميات كبيرة في السمك الدهني مثل السردين والتونا والسلمون، فضلا عن الصويا والجوز والسلجم، في حين تشمل حمية البحر المتوسط السمك واللحم الخالي من الدهون والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة والفاكهة والخضروات والدهون الصحية.
فيما قد يجد من يشعرون بالتعب بعد تناول القمح رغم أنهم لا يعانون أي أمراض في الجهاز الهضمي تفسيرا بيولوجيا لهذه الأعراض في دراسة جديدة، الى ذلك أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا قد يكونون معرضين أكثر لأشكال أخطر من هذا المرض إذا كان نظامهم الغذائي يحتوي على الكثير من الدهون في اللحوم ومنتجات الألبان، وينصح بعض أطباء الأطفال ضد إطعام الأطفال استنادا إلى نظام غذائي نباتي صرف والذي يقولون إنه يفتقر لبعض عناصر التغذية، ولا يتناول النباتيون اللحوم أو الأسماك أو الدجاج بينما يمتنع متبعو النظام النباتي الصرف عن تناول منتجات الحيوانات مثل البيض ومنتجات الألبان، فيما يلي ادناه احدث الدراسات الطبية بشأن الصحة الغذائية.
حمية البحر المتوسط
قالت دراسة أمريكية جديدة إن المسنين الذين يتبعون حمية البحر المتوسط ربما يستفيدون من تحسن صحة المخ وتراجع خطر التعرض لتدهور الإدراك، وقالت روزبد روبرتس كبيرة الباحثين في مركز أبحاث مرض الزهايمر في مايو كلينيك في روتشستر في ولاية مينيسوتا الأمريكية لرويترز هيلث عبر البريد الالكتروني "تشير الدراسة إلى أن إتباع نمط غذائي صحي وعناصر غذائية معينة له تأثير على المؤشرات الحيوية لعلم أمراض الدماغ". بحسب رويترز.
وحللت روبرتس وزملاؤها بيانات من 672 مشاركا في دراسة لمايو كلينيك عن الشيخوخة. وفي البداية لم يكن أي مشارك يعاني من الخرف ولم يكن أحد منهم يقيم في دار للمسنين أو مصابا بمرض ميئوس من شفائه. ودخل المشاركون الدراسة في 2004 بأعمار تتراوح بين 70 و89 عاما، ووصف المشاركون نظامهم الغذائي في استطلاع وأجريت لهم اختبارات على الذاكرة والوظائف التنفيذية واللغة والمهارات البصرية المكانية والتدهور الإدراكي. واستخدم الباحثون أيضا الرنين المغناطيسي لقياس سُمك القشرة الدماغية في عدة مناطق بالدماغ، ووجدت روبرتس وزملاؤها أن المرضى المسنين الذين يتبعون حمية البحر المتوسط زادت لديهم كثافة القشرة الدماغية في كل فصوص المخ. وقال الباحثون في دورية الزهايمر والخرف إن زيادة تناول العدس والسمك بشكل خاص كانت مرتبطة بزيادة سمك القشرة الدماغية.
ولكن الدراسة لم تتابع المرضى بشكل طويل بما يكفي لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بشكل فعلي بأي مشكلات إدراكية فيما بعد، وقالت يان جو وهي متخصصة في علم الأوبئة في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك لرويترز هيلث إن الدراسة لا يمكن أن تثبت ما إذا كانت حمية البحر المتوسط تقلل بالفعل من ضمور المخ.
ولم تشارك جو في الدراسة الجديدة ولكنها وفريقها وجدوا صلة بين نظام البحر المتوسط الغذائي وحجم المخ في أبحاثهم الخاصة، ولكنها قالت إن "تلك دراسات تعتمد على الرصد والمراقبة وليست تجارب سريرية ومن ثم فلا يمكن إقامة علاقة سببية"، وأضافت أن من الممكن على سبيل المثال أن تؤدي التغيرات في بنية الدماغ إلى عادات غذائية سيئة.
تعويض العادات غير الصحية
تشير دراسة أمريكية إلى من يحصلون على احتياجاتهم من البروتين من النبات بشكل أكبر من المنتجات الحيوانية قد يعيشون فترة أطول حتى وإن كانوا يتبعون عادات غير صحية مثل شرب الخمر والتدخين الشره.
وقال الدكتور مينغ ينغ سونغ وهو باحث في جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن إن النتائج تشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالبروتين فإن مصدره ربما يكون بنفس أهمية الكمية التي يتناولها الإنسان، وأردف قائلا بالبريد الإلكتروني "النبات مصدر أفضل من المنتجات الحيوانية.
"إذا كان يتعين على الناس الاختيار بين المنتجات الحيوانية فليحاولوا أن يتجنبوا اللحوم الحمراء المصنعة وأن يختاروا السمك أو الدجاج بدلا منها"، وتابع سونغ وزملاؤه أكثر من 130 ألفا من العاملين في التمريض وغيره بقطاع الصحة لعقود. وكان أكثر من نصف المشاركين يحصلون على ما لا يقل عن 14 في المئة من سعراتهم الحرارية من البروتين الحيواني وما لا يقل عن أربعة في المئة من البروتين النباتي.
وفي بداية الدارسة كان عمر المشاركين 49 عاما في المتوسط وكان معظمهم نساء، وبحلول نهاية الدراسة كان 36 ألف شخص قد توفوا منهم 8500 بسبب أمراض شرايين القلب ونحو 13 ألفا بسبب السرطان، وبعد أخذ عوامل متعلقة بأسلوب الحياة في الحسبان مثل التدخين وشرب الخمر والبدانة وعدم ممارسة نشاط بدني كانت كل زيادة نسبتها ثلاثة في المئة في السعرات الحرارية من البروتين النباتي مرتبطة بتراجع بنسبة عشرة في المئة في خطر الوفاة خلال فترة الدراسة، وعلى النقيض من الفوائد التي تم رصدها نتيجة تناول البروتين النباتي كانت كل زيادة بنسبة عشرة في المئة في معدل السعرات الحرارية المأخوذة من البروتين الحيواني مرتبطة بزيادة نسبتها اثنين في المئة في خطر الوفاة نتيجة أي سبب وزيادة نسبتها ثمانية في المئة في خطر الوفاة نتيجة أمراض شرايين القلب خلال فترة الدراسة.
وقال الباحثون في دورية الطب الباطني في أول أغسطس آب إن هذه الصلة بين البروتين الحيواني والوفاة كانت أقوى في البدناء أو من يفرطون في شرب الخمر، وقالت الدكتورة باجونا لاجيو وهي باحثة في التغذية بجامعة أثينا ولم تشارك في الدراسة "البدناء بالإضافة إلى من يتبعون أسلوب حياة غير صحي يزيد لديهم احتمال الإصابة بخلل في التمثيل الغذائي الأساسي أو اضطرابات التهابية وهو ما قد يعزز الآثار العكسية لتناول البروتين الحيواني بشكل كبير".
المنافع الصحية للبروتينات الخالية من الدهون
اظهرت دراسة اميركية اجراها باحثون من جامعة هارفرد أن تناول البروتينات الخالية من الدهون كالجوز والدجاج والاسماك يقلص خطر الوفاة خلافا للحوم الحمراء والبيض ومشتقات الحليب، هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال اوف ذي اميريكن ميديسين اسوسييشن" (جاما) اجريت على اكثر من 130 الف شخص على مدى ثلاثة عقود.
وتثبت النتائج ما يواظب اخصائيون في قطاع الصحة منذ عقود على تأكيده غير أنها تنطوي على بعض الخلاصات المفاجئة، وقال الباحث في مستشفى ماساتشوستس العام مينغيانغ سونغ وهو أحد معدي الدراسة "إننا كنا نتوقع أن يكون الاثر اضعف على مجموعة الاشخاص الذين يعيشون نمط حياة صحيا لكن ليس لدرجة أن يزول هذا الرابط بالكامل".
وأكدت الدراسة مع ذلك أن الاشخاص الذين يتناولون الكحول او يعانون وزنا زائدا او يدخنون او الذين لا يمارسون اي نشاط جسدي هم الاكثر عرضة لزيادة خطر الوفاة في حال التناول المفرط للبروتينات الدهنية، هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال اوف ذي اميريكن ميديسين اسوسييشن" (جاما) اجريت على اكثر من 130 الف شخص على مدى ثلاثة عقود، وتثبت النتائج ما يواظب اخصائيون في قطاع الصحة منذ عقود على تأكيده غير أنها تنطوي على بعض الخلاصات المفاجئة.
استهلاك السمك الدهني قد يطيل امد الحياة
من شأن تناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية، مثل التونا والسلمون، أن يساعد مرضى سرطان الأمعاء على تعزيز حظوظهم في البقاء على قيد الحياة، بحسب دراسة حديثة. بحسب فرانس برس.
وأظهر تحليل بيانات مجمعة من أكثر من 170 ألف شخص مصاب بسرطان في الأمعاء رابطا وطيدا بين استهلاك كميات كبيرة من مادة أوميغا 3 وانخفاض خطر الوفاة، وبحسب هذه الأبحاث التي نشرت في مجلة "بريتيش جورنال غات"، تبين أن خطر الوفاة من جراء سرطان الأمعاء ينخفض عند المرضى الذين يتناولون 0,3 غرام على الأقل من مادة أوميغا 3 كل يوم، بالمقارنة مع المرضى الذين يستهلكون يوميا أقل من 0,1 غرام من هذه الأحماض، وأوضح الباحثون "في حال تأكدت هذه النتائج مع دراسات أخرى، قد يستفيد المرضى المصابون بسرطان الأمعاء من استهلاك السمك الدهني لإطالة أمد العيش"، وتشكل هذه الخلاصات مرجعا أوليا في هذا الخصوص، لكنه لا يزال ينبغي إجراء أبحاث أخرى للتأكد من أن هذا الربط ليس وليد الصدفة وأن أحماض أوميغا 3 تساهم بالفعل في تخفيض خطر الوفاة، على ما أقر الباحثون.
حساسية القمح من اضطرابات المناعة
قد يجد من يشعرون بالتعب بعد تناول القمح رغم أنهم لا يعانون أي أمراض في الجهاز الهضمي تفسيرا بيولوجيا لهذه الأعراض في دراسة جديدة، وخلص باحثون من الولايات المتحدة وإيطاليا إلى أن أجسام الأشخاص الذين يقولون إنهم يعانون "حساسية القمح" تستجيب بيولوجيا لبروتينات الجلوتين الموجودة في القمح والشعير.
إلا أن هذه الاستجابات تكون مختلفة عما يحدث للأشخاص الذين يعانون الأمراض الهضمية التي يكون الجلوتين السبب فيها أيضا، ويقول الدكتور بيتر جرين كبير الباحثين في الدراسة ومدير مركز الأمراض الهضمية في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك إن من الصعب للغاية تحديد المصابين بالحساسية من القمح لأنهم عادة ما يشخصون حالتهم بأنفسهم، وأضاف جرين لرويترز أنه يمكن تأكيد الأمراض الهضمية عن طريق تحليل الدم أو الأنسجة لكن الحساسية من القمح لا يمكن تأكيدها بهذه الطرق.
وأضاف "ليس لدينا مقياس أو أي شيء يحدد لنا أنهم يعانون أي مرض سوى أنهم يشعرون بالتعب بعد تناول القمح"، ونتيجة لذلك يفرض هؤلاء الناس على أنفسهم نظاما غذائيا خاليا من الجلوتين حتى يشعرون بتحسن في نهاية الأمر، وفي هذه الدراسة الجديدة قام الباحثون بتحليل ومقارنة 80 عينة دم من أشخاص قالوا إنهم يعانون حساسية من القمح و40 عينة لأشخاص يعانون أمراضا هضمية و40 عينة لأصحاء.
وخلصت الدراسة إلى أن الاستجابة المناعية للمصابين بحساسية القمح تشمل الجسم كله على عكس المصابين بأمراض هضمية، ويقول جرين إن الخطوة التالية هي التوصل إلى فهم أفضل لما يحدث داخل أمعاء المصابين بالحساسية من القمح.
النظام الغذائي المشبع بالدهون وسرطان البروستاتا
أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا قد يكونون معرضين أكثر لأشكال أخطر من هذا المرض إذا كان نظامهم الغذائي يحتوي على الكثير من الدهون في اللحوم ومنتجات الألبان.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية سرطان وأمراض البروستاتا إن تزايد تلك المخاطر مرتبط بالدهون المشبعة والكولسترول التي لا يتناول مرضى سرطان البروستاتا أدوية لخفض مستوياتها لديهم.
كما خلصت الدراسة إلى أن الصلة بين الغذاء الذي يحتوي على دهون مشبعة وشدة سرطان البروستاتا أقوى في الرجال ذوي الأصول الأوروبية مقارنة بالأمريكيين من أصل أفريقي، وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة إيما آلوت من جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل "النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الدهون المشبعة يساهم في ارتفاع معدلات الكولسترول في الدم" الذي تم ربطه بالفعل بتطورات أسوأ في سرطان البروستاتا.
ووفقا للرابطة الأمريكية للسرطان فرجل من بين كل سبعة في الولايات المتحدة يشخص بالإصابة بسرطان البروستاتا، وأشار الباحثون إلى أن المرض شائع أكثر في الدول الغربية التي عادة ما يميل الناس فيها أيضا لاستهلاك أطعمة تحتوي على نسب أكبر من الدهون المشبعة، ولاستكشاف العلاقة بين سرطان البروستاتا والدهون في النظام الغذائي استخدم فريق الباحثين في الدراسة بيانات 1854 رجلا تم تشخيص حالتهم حديثا بالإصابة بسرطان البروستاتا من بينهم 321 أو 17 بالمئة مصابون بسرطانات "شرسة جدا".
وفي إطار مشروع أبحاث مشترك عن سرطان البروستاتا بين نورث كارولينا ولويزيانا أجاب الرجال الذين شملتهم الدراسة على أسئلة عن عاداتهم الغذائية وأدويتهم وعوامل ديموجرافية وحياتية أخرى مثل العمر والعرق والأنشطة التي يمارسونها.
وقام الباحثون باحتساب مستويات الدهون المشبعة في النظام الغذائي لكل رجل منهم وأيضا كميات الدهون غير المشبعة وهي أنواع توجد في زيوت الخضروات وفي الأسماك، وتوصل الباحثون إلى أن الرجال المصابين بدرجات أكثر شراسة من سرطان البروستاتا يتناولون طعاما يحتوي على كمية أكبر من السعرات الحرارية والكولسترول يوميا ولديهم نسبة مرتفعة من تلك السعرات ناتجة عن تناول الدهون في أنظمتهم الغذائية.
ومن بين الرجال المصابين بالدرجات الأكثر شراسة من المرض كانت نسبة أكبر من إجمالي الدهون التي يتناولونها من النوع المشبع مقارنة بالرجال المصابين بدرجات أقل خطورة من المرض، وتم ربط الغذاء الذي يحتوي على معدلات مرتفعة من الدهون المشبعة باحتمالية أكبر بالإصابة بدرجات شرسة من السرطان بنسبة بلغت 51 بالمئة. كما ظهرت علاقة بشكل منفصل بين معدلات الكولسترول وزيادة تلك المخاطر لكن في الرجال المنتمين للعرق الأبيض فقط.
تفضيل مذاق الأطعمة الغنية بالدهون "محفور في جيناتنا"
قال باحثون في بريطانيا إن عوامل وراثية هي السبب في تفضيل بعض الأشخاص مذاق الأطعمة الدهنية، وهو ما يزيد احتمالات إصابتهم بالبدانة.
وقدم فريق من جامعة كامبريدج لـ 54 متطوعا كمية غير محدودة من الدجاج، تليها نوع من الحلوى، وكانت بعض الوجبات تحتوي على كميات عالية من الدهون، بينما كانت أخرى قليلة الدسم/ وكان أولئك الذين يحملون جينا يرتبط بالفعل بالبدانة أكثر تفضيلا للطعام عالي الدهون وتناولوا كمية أكبر منه.
جينات دهنية ويطلق على هذا الجين اسم "إم سي فور أر"، ويعتقد أن نحو شخص من بين كل ألف شخص يحمل نسخة معيبة من هذا الجين الذي يتحكم في الجوع والشهية، وكذلك مدى قدرتنا على حرق السعرات الحرارية.
وتعد الطفرات في جين "إم سي فور أر" هي السبب الوراثي الأكثر شيوعا للبدانة المفرطة في العائلات، بحسب الباحثين، ويقول الخبراء إن البشر ربما طوروا جينات الجوع لمواجهة أوقات المجاعة، وعندما يندر الغذاء فمن المنطقي أن يتناول الشخص الطعام ويخزن المزيد من الدهون لمواجهة المجاعة.
لكن وجود خلل في جين "إم سي فور أر" يعني أنه قد لا يمكن سد الجوع، وأدرج العلماء في الدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكشنز"، قائمة اختبار تختلف فقط في محتواها من الدهون أو السكريات.
وكانت لكل نسخة من النسخ الثلاث من الوجبة الرئيسية الشكل نفسه، والطعم نفسه - بقدر الإمكان. لكن النسخ تباينت من حيث مستوى الدهون بين منخفضة ومتوسطة وعالية. وقدم للمتطوعين عينة صغيرة من كل نسخة ثم تركوا ليأكلوا ما يشاؤون من أيّها.
وحدث الأمر نفسه بعد ذلك مع صنف من حلوى، لكن هذه المرة كان التفاوت في كمية السكر وليس الدهون.
وبالرغم من عدم وجود اختلاف كلي في كمية الطعام التي تناولها الأفراد، فإن الـ 14 شخصا الذين لديهم خلل في جين "إم سي فور أر" تناولوا بدون قصد كمية أكبر بكثير من وجبة الدجاج عالية الدهون، مقارنة بالـ 20 شخصا النحفاء والـ 20 شخصا الذين يعانون من البدانة المفرطة في الدراسة.
وفيما يتعلق بالحلوى، فإن حاملي جين "إم سي فور أر" هم فقط الذين لم يفضلوا تناول الأطباق عالية السكر.
وقالت صدف فاروقي، المعد الرئيسي للدراسة والتي تعمل بمعهد ويلكوم ترست للأبحاث الطبية وعلوم التمثيل الغذائي في جامعة كامبريدج، إن النتائج تشير إلى أن جزء من تفضيلنا لأنواع معينة من الغذاء يعود إلى علم الأحياء وليس إرادتنا الحرة.
وأضافت "حتى لو تحكمت بشكل كبير في شكل وطعم الغذاء، يمكن لأدمغتنا أن تتعرف على المحتوى الغذائي".
وأردفت "معظم الوقت نتناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات. ومن خلال اختبار هذه المواد الغذائية بعناية بشكل منفصل في هذه الدراسة، واختبار مجموعة نادرة نسبيا من الأشخاص الذين يحملون جين إم سي فور أر المعيب، يمكننا إظهار أن مسارات محددة في الدماغ يمكنها تغيير تفضيلنا للغذاء".
أضرار لن تتخيلها للبروتين
جميعنا يعرف أن البروتين عنصر هام جداً لجسم الإنسان إلى جانب السكريات والدهون، ولعلّ أكثر أنواع الحميات التي تحظى بإقبالٍ وشعبيَّةٍ في العالم حالياً هي تلكَ المشبعة بالبروتينات لأنَّها تمكِّن من الحصول على إحساسٍ بالشَّبع لمدةٍ طويلة.
لكنّ الأمر الذي لا يعرفه الجميع هو أن البروتينات قد تكون مضرة جداً بالصحة إذا تم استهلاكها بشكلٍ مُبالغ فيه، وهو ما سيتضح من خلال التقرير التالي.
1- يتسبَّب الاستهلاك الزائد للبروتينات، خصوصاً إذا كان مصحوباً بنقصان في الكربوهيدرات، بالإصابة بـ "الكيتوزية" أو فرط كيتون الجسم،
وهي حالة مرضيَّة تتراكم فيها الأحماض الكيتونية في الدم، ويترتب على ذلك شعور المصاب بالغثيان والتعب وهبوط ضغط الدم وانخفاض في نسبة الأنسولين، بالإضافة إلى صدور رائحة كريهة من الفم.
الخبر الأسوأ هنا هو أنّ هذه الرائحة تنبعث في الواقع من داخل الجسم وليس من الفم نفسه، مما يعني أن محاولات التخلُّص منها عبر تنظيف الأسنان أو استعمال غسول الفم لن يؤدي إلى أيّ نتيجة حقيقيَّة.
2- لا يؤثر البروتين على الكلى السليمة بشكلٍ مباشر، لكنّ تأثيره يكون على الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، ذلك لأنَّه يجهدها ويدفعها إلى العمل بشكلٍ أكبر من الطبيعي وبالتالي فإنَّه يفاقم من المشاكل التي تُعاني منها.
ونفس الشيء ينطبق بالضبط على الكبد، حيث يظهر تأثير البروتين على الكبد غير السليمة فقط.
3- قد نلاحظ أن الأشخاص الذين يستهلكونَ كميَّات كبيرة جداً من البروتينات (كلاعبي رفع الأثقال مثلاً) يكونون غاضبين ومنزعجين طوال الوقت.
ماذا لو عرفنا أنّ نقص السكريات وتعويضها بالبروتينات، بغرض الحصول على نتائج أفضل، يؤثِّر بشكلٍ سلبيّ على هرمون السيروتونين المسؤول عن تعديل المزاج.
ففي دراسة قام بها 3 باحثين أستراليين توصلوا إلى أن الأشخاص الذين يلجؤون إلى النظام الغذائي الذي ذكرنا، يعانون من سوء المزاج أكثر ممن يتبعون نظاماً غذائياً مختلفاً.
4- كثرة البروتينات تمنع امتصاص الألياف التي يحتاجها الجسم بشدَّة بقدر 25 إلى 35 غراماً في اليوم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الإمساك والشعور بالانتفاخ والتوتر والغثيان.
5- تلقى الأنظمة الغذائية الغنيَّة بالبروتين إقبالاً كبيراً إذ يظن البعض أنها تساعد على تخفيف الوزن.
لكن المركز الوطني الأميركي للدراسات البيوتكنولوجية نشر دراسةً أجريت على أكثر من 7000 شخصٍ بالغ، أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون أكبر قدر من البروتينات، يعرضون نفسهم للزيادة في الوزن على المدى البعيد بنسبة 90 % مقارنةً مع الأشخاص الذين يستهلكونه بشكلٍ أقل، بشكلٍ عام يُنصح بأن لا تتجاوز كمية البروتين المستهلكة أكثر من 30 % من مجموع العناصر الغذائية الأخرى.
اضف تعليق