يمثل الأطفال أمل كل أمة ومستقبلها، لذا فالاستثمار في صحة ونمو الأطفال يعني الاستثمار في مستقبل الأمة، إذا ًطفلك هو أغلى ما تملك، والعناية به مسؤولية الآباء، يحتاج الطفل دائماً للرعاية والانتباه ليغدو بصحةٍ جيدة خالية من الأمراض، وصحة الطفل منذ الصغر تنعكس على صحته عندما يكبر، صحة طفلك تحتاج للكثير من المتابعة، ولا يجب إهمالها فتدخل في مشاكل غير متوقعة، فمنذ الولادة والأطفال يتعرضون للمرض ولانتكاساتٍ، في صحتهم لعدم تكوّن المناعة لديهم بعد، ومن واجبك الانتباه، لهذا الأمر وأن تكون واعياً لما يحصل مع طفلك دائماً. يجب أن يكون الأهل على دراية وعلم بما يحصل مع الطفل، ولكن بعضهم يجهل هذه الأمور، خاصةً لو كان الطفل الأول لهم، يجب أن تكون حريصاً على معرفة كيفية الاهتمام بصحة الطفل.
احدث الدراسات قال فيها باحثون إن ثلث الأطفال الذين يعيشون في الدول النامية لا يلبون الحد الأدنى من معايير التطور العقلي الأمر الذي قد يؤثر سلبا على صحتهم وعلى نجاحهم خلال مرحلة البلوغ وعلى مستويات تعليمهم.
فيما تشير دراسة أخرى إلى أنه حين يقدم الأطفال دون 12 عاما على الانتحار فإن احتمال تشخيص إصابتهم باضطراب نقص الانتباه يكون أعلى من احتمال معاناتهم من الاكتئاب، في الوقت نفسه حذرت مجموعة بارزة من أطباء الأطفال بأن عقار كودين المسكن للألم ليس آمنا على الأطفال ولا ينبغي استخدامه معهم لتخفيف الألم أو السعال، وقال الأطباء في بيان من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن كودين يوصف على مدى عقود لعلاج المشكلتين رغم تزايد الأدلة على أنه لا يجدي في كل وقت وأحيانا ما يسبب أعراضا جانبية خطيرة وربما تكون مميتة.
في حين أكدت مجموعة اميركية للخبراء في مجال الصحة ان الاطفال في الولايات المتحدة يتناولون كميات كبيرة من السكر تمثل ثلاثة اضعاف الحد الاقصى الموصى به، من جانب مختلف قالت دراسة أمريكية إن النساء اللاتي يكتسبن وزنا زائدا خلال شهور الحمل أو يصبن بالسكري خلال حملهن تزداد فرص إصابة أطفالهن بالسمنة حتى لو كان وزنهم طبيعيا عند الولادة، وربطت أبحاث سابقة زيادة الوزن وارتفاع مستوى سكر الدم خلال الحمل بزيادة احتمالات ولادة طفل زائد الوزن، لكن الدراسة الحالية تقدم أدلة جديدة على أن هذين العاملين قد يزيدان مخاطر السمنة حتى لدى الأطفال الذين يكون وزنهم طبيعي عند الولادة.
الى ذلك قالت دراسة جديدة إن النساء اللائي يتناولن مشروبات محلاة بمواد صناعية مثل المشروبات الغازية الدايت يوميا أثناء الحمل يزيد لديهن احتمال أن يصبح أطفالهن زائدي الوزن بعد سنة، ولم يجد الباحثون صلة بين تناول الحوامل المشروبات المحلاة بالسكر خلال الحمل وزيادة مؤشر كتلة الجسد لدى اطفالهن، فيما يلي ادناه تفاصيل احدث الدراسات حول صحة الطفل في العالم.
ثلث الأطفال في الدول الفقيرة لا يلبون معايير التطور العقلي
قال باحثون إن ثلث الأطفال الذين يعيشون في الدول النامية لا يلبون الحد الأدنى من معايير التطور العقلي الأمر الذي قد يؤثر سلبا على صحتهم وعلى نجاحهم خلال مرحلة البلوغ وعلى مستويات تعليمهم.
وقال الباحثون في تقرير إن نحو 81 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الثالثة والرابعة لا يلبون الحد الأدنى من التطور وإن النسبة الأكبر منهم تأتي من دول أفريقيا جنوب الصحراء وبينها تشاد وسيراليون وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ووفقا لدانا ماكوي كبيرة الباحثين في الدراسة فإنه رغم أن الفقر وسوء التغذية من العوامل المساهمة في ذلك فإنه ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث لفهم جذور المشكلة، وتستخدم الدراسة بيانات من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقالت ماكوي التي أجرت الدراسة مع كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد وبتمويل من منظمة جراند تشالنيجز الكندية "حقيقة أن هؤلاء الأطفال لا يلبون الحد الأدنى لا تعنى أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا حياة وافرة بالصحة السعادة والإنتاج"، وتابعت "هناك عدد من البرامج والتدخلات التي يمكن أن تطبق على أي شريحة عمرية لعدم تطور الأطفال بشكل حقيقي ومساعدتهم على التفوق في هذه الظروف". بحسب رويترز.
ويجري تقييم الأطفال لرصد قدراتهم على تتبع تعليمات بسيطة والعمل بشكل مستقل والحفاظ على التركيز والاندماج مع الآخرين وكبت السلوك العدواني مثل الضرب والركل، وقالت ماكوي إن التطور العقلي ضروري للتنبؤ بشكل تحول الطفل إلى مرحلة البلوغ ووضع حجر الأساس استعدادا للمدرسة وبصحته العقلية والنفسية إلى جانب التنبؤ بدخله الاقتصادي في مرحلة لاحقة من حياته، وأضافت ماكوي أنه في ظل تراجع أعداد الأطفال الذين يلقون حتفهم بسبب سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها فإنه يتعين على المجتمع الدولي الآن أن يبدأ التركيز على إمكانيات الأطفال وليس فقط على صمودهم.
وقالت ماكوي وهي أستاذ مساعد في كلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد لمؤسسة تومسون رويترز "في ظل المساعي الكثيرة التي بذلت على مستوى العالم في مجال الصحة العامة وعالم الطب فقد حققنا نجاحا كبيرا في مساعدة الأطفال على الصمود.. لكن الآن ننتقل إلى حقبة لا يمكننا فيها فقط أن نساعد الأطفال على الصمود بل ينبغي أن نركز بشكل حقيقي على مساعدتهم على التفوق".
اضطراب فرط الحركة أكثر شيوعا من الاكتئاب
تشير دراسة أمريكية إلى أنه حين يقدم الأطفال دون 12 عاما على الانتحار فإن احتمال تشخيص إصابتهم باضطراب نقص الانتباه يكون أعلى من احتمال معاناتهم من الاكتئاب، وقال الباحث الذي شارك في وضع الدراسة جيفري بريدج من مستشفى الأطفال الوطني في كولومبوس بولاية أوهايو "على الرغم من أن الانتحار شديد الندرة بين الأطفال في المرحلة الابتدائية فإن الطفل يمكن وفي بعض الأحيان سيفكر في الانتحار وقد يحاول الإقدام عليه"، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني أن النتائج تشير إلى أن مساعي منع الانتحار ربما يجب أن تشمل التركيز على السلوك حتى قبل أن تظهر على الأطفال أي ميول انتحارية، وقال "هذا النهج ينطوي على إمكانية هائلة لتقليص معدلات الانتحار بين الشبان".
وفي 17 ولاية من 2003 وحتى 2012 قارن الباحثون بين 87 حالة انتحار لأطفال تراوحت أعمارهم بين خمسة و11 عاما و606 حالات انتحار لمراهقين تراوحت أعمارهم بين 12 و 14، وجاء في تقرير الباحثين الذي نشر في دورية بيدياتريكس أن نحو ثلث من شملتهم الدراسة في كل مجموعة شخصت إصابتهم بمشاكل مرتبطة بالصحة النفسية. بحسب رويترز.
وكان نحو 59 في المئة من الأطفال الصغار الذين شملتهم الدراسة يعانون من اضطراب نقص الانتباه الذي يصاحبه فرط الحركة أو لا يصاحبه مقارنة بتسعة وعشرين في المئة فقط بين المراهقين، وجاء النمط مختلفا بين المراهقين إذ شكل الاكتئاب 66 في المئة من الحالات المشخصة مقارنة بثلاثة وثلاثين في المئة لدى الأطفال.
مسكن كودين ليس آمنا على الأطفال
قال الطبيب جوزيف توبياس من جامعة ولاية أوهايو ومستشفى الأطفال الوطني في كولومبوس في رسالة بالبريد الإلكتروني لخدمة رويتر هيلث "نعتقد بقوة أنه لا يوجد سبب لاستخدام كودين"، وذكر توبياس وزملاؤه في البيان الذي نشر في دورية بيدياتريكس أن كودين ارتبط بمشاكل في التنفس قد تشكل خطرا على الحياة أو تفضي إلى الموت لدى الأطفال منذ أكثر من عقد، ورصدت مراجعة أجرتها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية للآثار الجانبية الخطيرة المحتملة في الأطفال الذين يتعاطون كودين 64 حالة تنفس بطئ حاد و24 حالة وفاة مرتبطة بالدواء بينها 21 طفلا أقل من 12 عاما، وتتطور مشاكل التنفس في كثير من الأحيان بعد أن يخضع الأطفال لجراحة لإزالة اللحمية واللوزتين وهي عملية تجرى لعلاج مشاكل التنفس المتعسر أثناء النوم أو لعلاج التهاب اللوزتين الحاد أو المزمن.
دراسة تربط الوزن الزائد أثناء الحمل بسمنة الأطفال في المستقبل
قالت دراسة أمريكية إن النساء اللاتي يكتسبن وزنا زائدا خلال شهور الحمل أو يصبن بالسكري خلال حملهن تزداد فرص إصابة أطفالهن بالسمنة حتى لو كان وزنهم طبيعيا عند الولادة، وربطت أبحاث سابقة زيادة الوزن وارتفاع مستوى سكر الدم خلال الحمل بزيادة احتمالات ولادة طفل زائد الوزن. لكن الدراسة الحالية تقدم أدلة جديدة على أن هذين العاملين قد يزيدان مخاطر السمنة حتى لدى الأطفال الذين يكون وزنهم طبيعي عند الولادة. بحسب رويترز.
وتابع الباحثون على مدار عشر سنوات أكثر من 13000 طفل كان وزنهم طبيعي عند الميلاد، وكان 49 بالمئة منهم يعانون زيادة في الوزن في مرحلة ما بين سن عامين وعشرة أعوام بينما عانى 29 بالمئة من السمنة، وفي حالة إصابة الأم بالسكري خلال الحمل زادت مخاطر إصابة الأطفال بالسمنة بنسبة 29 بالمئة تقريبا ببلوغهم سن العاشرة كما زادت هذه المخاطر بنسبة 16 في المئة في المواليد الذين اكتسبت أمهاتهم نحو 18 كيلوجراما خلال الحمل، وقالت الدكتور تريزا هيلير التي قادت فريق البحث وهي من مركز كايسر برماننته لأبحاث الصحة في بورتلاند "هناك اعتقاد شائع بأن الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي عند ولادتهم لديهم نفس احتمالات الإصابة بالسمنة في سن الطفولة وعند البلوغ"، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني "تظهر هذه الدراسة أن هذا غير حقيقي".
تقول هيلير إنه عندما يزداد وزن الأم الحامل كثيرا أو تصاب بالسكري فربما يؤدي هذا إلى تكيف الجنين مع وجود تغذية زائدة في الرحم وهو ما يؤدي إلى تغيير في معدل التمثيل الغذائي (الأيض) لديه، ووجدت هيلير وزملاؤها أنه خلال الحمل اكتسبت 20 في المئة من الأمهات أكثر من 18 كيلوجراما. ويوصي الأطباء بألا تتجاوز الزيادة في الوزن 11 إلى 24 كيلوجراما خلال شهور الحمل، بينما أصيب 12 في المئة من الأمهات بارتفاع مستوى سكر الدم لكنه عاد إلى المعدل الطبيعي بعد الولادة، وقالت هيلير إنه مع ذلك يمكن للأمهات اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر إصابة أطفالهن بالسمنة، وأضافت "يمكنها أن ترضع طفلها رضاعة طبيعية. أظهرت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل فرص السمنة لدى الأطفال كما وجدنا أن الرضاعة قلصت السمنة في الطفولة في عينة فرعية صغيرة في دراستنا".
80% من الآباء يطعمون أبناءهم أكثر من اللازم
الى ذلك أُطلِق دليلٌ لحجم الوجبات اللازمة بالنسبة للأطفال والرُضع لتشجيع آبائهم على تقليل ما يتناوله أطفالهم، وذلك بعد أن حذّر خبراء التغذية من أن الأطفال قبل سن السادسة يكونون عرضةً لخطر السمنة أكثر من أي وقت آخر.
وفي استطلاع تضمن 1000 من الآباء البريطانيين، وُجِد أن 79% يعطون أبناءهم وجباتٍ أكبر مما يوصي به العلماء، بحسب ما كشفه مؤتمر علمي صحي للأطفال والرضع، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وأطلق المؤتمر دليلاً تفصيلياً يشرح حجم وطبيعة الوجبات بالتزامن مع إطلاق حملة #rethinktoddlerportionsizes (أعد التفكير في وجبات طعام أطفالك)، إذ يوضح الدليل بشكلٍ مفصّل عدد الملاعق أو الشرائح التي يجب أن يقدموها لأطفالهم في وجباتهم، وحدّد الدليل كمية تناول المعكرونة على سبيل المثال بخمس ملاعق، أو خمس ملاعق رز، أو أربع ملاعق في حالة البطاطا المهروسة، يمكن أن تقدم للطفل في وجبة العشاء لمن تتراوح أعمارهم من سنة إلى أربع سنوات، ويحذر الدليل أيضاً من إعطاء الأطفال في سن مبكرة كميات كبيرة من رقائق الذرة على مدار اليوم نظراً لما تحتويه من سكريات زائدة، كما شدد الدليل على أنه لا يجب أن يتم تناول الحلوى والشوكولاتة لأكثر من مرة واحدة أسبوعياً.
وبالنسبة للحوم، ينصح الدليل بتناول أنواع معينة من اللحوم مثل النقانق أو اللحم المفروم، في حين ينصح أيضاً بتناول كميات معقولة من الأسماك الطازجة والبيض، وفي تصريح لصحيفة الإندبندنت البريطانية، تقول جودي مور، خبيرة التغذية عند الأطفال "شعرنا أنه قد حان الوقت لإصدار معلومات واضحة تمكن الآباء من الشعور بالثقة تجاه كميات الطعام التي يتناولها أطفالهم"، وأضافت "الجزء الأهم في هذا الأمر كان طمأنة الآباء أنهم يطعمون أطفالهم بالقدر الكافي، إذ تمثل تلك النقطة مصدر قلق للكثيرين. تعود تلك الكميات التي حددناها من الطعام إلى التسعينيات، حينما كانت مشكلة السمنة لدى الأطفال لا تضاهي الوضع الحالي"، وقالت مور أيضاً "دائماً ما نقول للآباء أنه إذا كان طفلكم يكتسب الوزن بصورة آمنة وتدريجية، فهذا أمرٌ صحي للغاية، وأنه ينبغي أن يأكلوا ما يشتهون في تلك الحالة".
في الوقت نفسه، كشفت الدراسة أن 36% من الآباء يستخدمون أطعمةً ومشروبات غير صحية لتهدئة أطفالهم، وأن 25% فقط يشعرون بالقلق من أن يصاب أطفالهم بالسمنة مستقبلاً، وقال 73% من الآباء أنهم يشعرون بالقلق لأن أبناءهم لا يأكلون بشكلٍ كاف، بينما اعترف 71% بأنهم يقدمون لأطفالهم كميات طعام أكبر مما ينبغي أن يُقدم لهم.
ويقول جيل هاريس، المتخصص بالطب النفسي للأطفال والمشارك بالمؤتمر "غالبية الأطفال في سنٍّ مبكرة هم أفضل بطبيعة الحال من الأطفال الأكبر سناً ومن البالغين في تنظيم عملية تناول الطعام. هم لا يتناولون سوى ما يحتاجونه من الطعام. ومع ذلك، تظل الكمية التي يتناولونها أمراً هاماً، فإعطاؤهم كماً أكبر من الطعام ربما يفسد عملية التنظيم الطبيعية تلك"، ويضيف "مع تناولنا لكمياتٍ أكبر من الطعام، يتغير قبولنا للكمية المناسبة من الطعام، وتصبح الكميات الزائدة هي الطبيعية بالنسبة لنا، وهو ما يعني أن ما تمنحه لطفلك من طعام سيحدد الكم الذي سيأكله وعادات الطعام التي سيكتسبها، والتي تستمر معه لما بعد الطفولة المبكرة".
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشارت إحصاءات البرنامج الوطني لدراسات الأطفال في بريطانيا أن أكثر من 20% من الأطفال في بريطانيا في سن ما قبل السادسة يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، في حين أنه مع بلوغهم سن الحادية عشرة، يظل 33% يعانون من زيادة عن الوزن الطبيعي، في مايو/أيار الماضي، أعلن علماء بجامعة King's College بلندن أنهم لم يتوصلوا إلى علاقة واضحة بين تناول الطعام في وقت متأخر وبين السمنة عند الأطفال.
اضف تعليق