يعيش العالم في الآونة الاخيرة حالة من القلق والرعب بسبب التهديد الذي تشكله الجراثيم المقاومة للعقاقير المضادات الحيوية لذا سارعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتعهدت للمرة الأولى بأن تتخذ خطوات لمواجهة هذا الخطر المقلق عالميا في جهد منسق للحد من انتشار الأمراض التي تنقلها بكتريا وفطريات وفيروسات تتحدى الأدوية المضادة للميكروبات، في الوقت نفسه تعهدت 13 شركة رائدة في صناعة الأدوية بإزالة التلوث من مصانعها المنتجة للمضادات الحيوية واتخاذ خطوات لكبح الاستخدام المفرط للأدوية في إطار حملة لمحاربة ظهور بكتيريا قوية مقاومة للعقاقير، ويتزامن الإعلان مع اجتماع عالي المستوى بشأن مقاومة الميكروبات للأدوية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
على الصعيد ذاته أنشأ مسؤولو الصحة في بريطانيا والولايات المتحدة تحالفا جديدا تصل ميزانيته إلى مئات الملايين من الدولارات للإسراع بتطوير مضادات حيوية جديدة والتصدي لمشكلة مقاومة العقاقير المتنامية، خصوصا بعد ظهور حالتين مؤكدتين للإصابة بعدوى مقاومة للمضاد الحيوي الذي يعتبر الملاذ الأخير ضد البكتيريا يقول خبراء في مجال الأمراض المعدية إنهم يتوقعون ظهور المزيد من الحالات في الأشهر القادمة لأن الجين البكتيري المسؤول عنها سينتشر على الأرجح بصورة أكبر مما كان يعتقد في السابق.
ويرى الخبراء بهذا الشأن ان المضادات الحيوية تؤدي دوراً مهماً في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض.
وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد كثيراً من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلاً من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لاتؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا، وفي احدث الدراسات اكتشف علماء في ألمانيا بكتريا تختبئ في الأنف تنتج مركبا من المضاد الحيوي يمكنه قتل العديد من الكائنات الخطيرة المسببة للأمراض ومنها البكتيريا المقاومة لمضادات الميثيسيلين (إم.آر.إس.إيه)، كما خلص تحليل شامل لدراسات سريرية سابقة شملت نحو 400 ألف شخص إلى زيادة احتمال إصابة البالغين الذين تم إعطائهم مضادات حيوية في أول سنتين من عمرهم بالحساسية، على صعيد مختلف قالت شركة وينديز خامس أكبر سلسلة للوجبات السريعة في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات لرويترز إنها ستتوقف عن استخدام الدجاج الذي تدخل في تغذيته مضادات حيوية مهمة لصحة الإنسان بحلول 2017، الى طلبت مؤسسة خيرية تتطلع إلى محاربة ظهور بكتيريا خطيرة مقاومة للأدوية من الناس المساعدة في إقناع مطاعم مكدونالدز في شتى أنحاء العالم بالكف عن تقديم لحوم وألبان من حيوانات تم تربيتها بالاستخدام الروتيني لمضادات حيوية مهمة من الناحية الطبية، فيما بعض التنبيهات المهمة التي يوصي بها الاطباء للوقاية من مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية وهي كما يأتي، على المريض ألا يصر على الطبيب المعالج أو الصيدلي لصرف المضاد الحيوي لأن المضادات لا تستخدم إلا في حالة الالتهابات البكتيرية فقط، وكثرة استخدامها لها أضرار بالغة على صحة المريض.
على المريض أن يصغي جيدا للتوجيهات أو التنبيهات التي يقدمها الطبيب أو الصيدلي عند صرف المضاد الحيوي، ويتأكد من كيفية أخذ الدواء وعدد المرات والمدة وهل يؤخذ قبل الأكل أو بعده.. وغيرها من التعليمات.
لا بد للمريض من إكمال المدة المحددة للعلاج، ولا ينبغي إيقاف تناول العلاج عند تحسن الحالة الصيحة، لأن ذلك يؤدي إلى ظهور البكتيريا مرة أخرى وقد تكتسب مناعة من المضاد بحيث لا تتأثر به مستقبلا مما يؤدي إلى صعوبة العلاج.
من الأفضل للمريض الذي يعالج المضاد الحيوي ألا يعرض جلده لأشعة الشمس، عند وجود حساسية سابقة من أحد المضادات الحيوية يجب على المريض إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، ويجب عمل فحص للحساسية، من هذا المضاد قبل تعاطيه، يجب عدم إعطاء المضاد الحيوي لأي شخص آخر غير المريض، وذلك لأن هذا الدواء فعال ضد بكتيريا معينة وفي حالة خاصة، وقد لا يكون مناسبا لحالة مريض آخر.
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تثير قلقا عالميا
يناقش مسؤولون من كل العالم للمرة الاولى قضية البكتيريات الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية التي تجعل بعض الامراض، مثل السل والامراض الجنسية، عصية على العلاج، وسيحضر هذه القمة الصحية مسؤولون رفيعو المستوى، من بينهم رؤساء حكومات ووزراء صحة، وهي تقام على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وسيبحث المجتمعون في وسائل الحد من استخدام المضادات الحيوية المسؤولة عن تقوية المقاومة لدى البكتيريات، وتشجيع العلاجات البديلة ونشر الوعي حول هذه القضية، بحسب الاقتراح الذي سيوزع عليهم لمناقشته.
وتأمل منظمة الصحة العالمية ان يكون لالتزام الدول حيال هذه القضية نتائج تمويلية عامة وخاصة، وجهود في كل العالم لمكافحة هذا الخطر، وقال كيي فوكوندا الممثل الخاص لمدير منظمة الصحة العالمية حول مسألة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية "المشكلة معروفة للمتخصصين في مجال الصحة منذ وقت طويل، وهي رغم ذلك ما زالت آخذة بالتفاقم"، واضاف "نحن نوشك على فقدان قدرتنا على معالجة الاصابات، ليس ما يخيفنا ارتفاع اعداد من قد يموتون من هذه الاصابات فحسب، بل تداعي كل قدراتنا على علاج المرضى ايضا، وهذا يهدد قدرتنا على انتاج الغذاء الكافي" لأن الزراعة وتربية المواشي تتأثر كثيرا بهذه الظاهرة، اظهرت دراسة بريطانية حديثة ان ظهور هذه البكتيريات الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية قد يتسبب بوفاة عشرة ملايين شخص في العالم سنويا بحلول العام 2050، وهو عدد يوازي عدد ضحايا مرض السرطان بانواعه المختلفة.
وحاليا، يقدر عدد من تقضي عليهم البكتيريات المقاومة بسبع مئة الف، منهم 23 الفا في الولايات المتحدة، وبحسب فوكودا، هذه الارقام ليست سوى تقديرات في ظل غياب الاحصاءات الدقيقة في عدد من البلدان، لكنها تشير الى حجم المشكلة، وسبب هذه الظاهرة الافراط في استخدام المضادات الحيوية، وهو امر منتشر في كل نواحي العالم، سواء للمرضى من البشر او من الماشية، لعلاجها او لتسريع نموها.
البكتيريات الخارقة، اي التي تطور قدرتها على مقاومة المضاد الحيوي بسبب فرط استخدامه، يمكن ان تنتقل من الحيوانات الى الانسان، ومع ان مكتشف البنسلين الكسندر فليمينغ سبق ان حذر في منتصف القرن الماضي من ظاهرة مقاومة البكتيريات، الا انها بلغت مستويات مقلقة في السنوات الماضية، وساهم في ذلك عدم وجود مضادات حيوية جديدة.
ويقول فوكودا "لم نتوصل الى انتاج اي نوع جديد من المضادات الحيوية منذ عشرين عاما، نحن نوشك على فقدان قدرتنا على علاج امراض نصاب بها يوميا"، ومن بين الامراض الاكثر اقلاقا للعلماء السل، اذ ان 480 الف شخص سنويا يظهرون مقاومة على المضادات الحيوية، اضافة الى الامراض التي تلتقط في المستشفيات، وبعض الامراض الجنسية مثل السيلان، في ظل هذه الصورة القاتمة، يشير فوكودا الى بعض ملامح الامل، اذ ان الوعي ارتفع في العالم ازاء هذه الظاهرة، بما في ذلك بلدان نامية مثل تايلاند.
في الآونة الاخيرة، حذر قادة مجموعة العشرين والبنك الدولي من المخاطر التي تطرحها البكتيريات المقاومة للمضادات الحيوية على مكافحة الفقر، ويرى فوكودا ان مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مشكلة صحية بل اصبحت "تهديدا للمجتمع"، كما كان الحال مع مرض الايدز والتغير المناخي.
الأمم المتحدة تتعهد بمكافحة الجراثيم المقاومة للعقاقير
تعهدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمرة الأولى بأن تتخذ خطوات لمواجهة التهديد الذي تشكله الجراثيم المقاومة للعقاقير في جهد منسق للحد من انتشار الأمراض التي تنقلها بكتريا وفطريات وفيروسات تتحدى الأدوية المضادة للميكروبات.
وقدمت الدول هذا التعهد أثناء دورة الانعقاد السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أعقاب سنوات من التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في قطاع الصحة العالمي بشأن ظهور جراثيم مقاومة للعقاقير تهدد بالقضاء على جميع المضادات الحيوية الفعالة والأدوية المضادة للفطريات وهو ما يترك العالم عرضة لأمراض بسيطة كان يمكن في السابق الشفاء منها بسهولة، وقالت مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إن "مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تهديدا أساسيا لصحة الإنسان والتنمية والأمن".
وهذه هي المرة الرابعة فقط التي تناقش فيها جلسات الجمعية العامة قضية مرتبطة بالصحة بعد أن تطرقت في دورات سابقة إلى فيروس إتش.آي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وإلى أمراض لا تنتقل عن طريق العدوى مثل السكري وأمراض القلب وإلى فيروس ايبولا، وازدهرت الجراثيم المقاومة للعقاقير بسبب الاستخدام المفرط وسوء استخدام المضادات الحيوية وغيرها من العقاقير المضادة للميكروبات المستخدمة في البشر والحيوانات والمحاصيل الزراعية وأيضا انتشار مخلفات من هذه الأدوية في التربة والمحاصيل والمياه، وبات علاج أمراض شائعة مثل الالتهاب الرئوي والسيلان والتهابات ما بعد الجراحة بالإضافة إلى الايدز والسل والملاريا أصعب على نحو متزايد بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، وفي بيان مشترك تعهدت الدول بتطوير خطط عمل وطنية تتعلق بمقاومة الجراثيم للأدوية على أساس خطة عمل عالمية لمنظمة الصحة العالمية وضعت في عام 2015.
ودعت الدول إلى وضع نظم أقوى لمراقبة الإصابات المقاومة للعقاقير وحجم مضادات الميكروبات المستخدمة في البشر والحيوانات والمحاصيل فضلا عن زيادة التعاون والتمويل الدوليين، وتعهدت أيضا بتشديد القواعد المنظمة للأدوية المضادة للميكروبات وزيادة التواصل حول أفضل السبل لاستخدامها وإيجاد بدائل جديدة لمثل هذه الأدوية بما في ذلك استخدام سبل أفضل لتشخيص الأمراض لتحديد العلاج المناسب واستخدام لقاحات لمنع العدوى، وقالت تشان "التعهدات التي قدمت اليوم يجب أن تترجم الآن إلى إجراءات سريعة وفعالة ومنقذة للحياة في أرجاء القطاعات الصحية ذات العلاقة بالبشر والحيوانات والبيئة. الوقت لدينا يوشك أن ينفد".
شركات أدوية تتعهد بتطهير مصانع المضادات الحيوية
تعهدت 13 شركة رائدة في صناعة الأدوية بإزالة التلوث من مصانعها المنتجة للمضادات الحيوية واتخاذ خطوات لكبح الاستخدام المفرط للأدوية في إطار حملة لمحاربة ظهور بكتيريا قوية مقاومة للعقاقير، ويتزامن الإعلان مع اجتماع عالي المستوى بشأن مقاومة الميكروبات للأدوية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقع على البرنامج شركات رائدة في إنتاج أدوية تحمل علامات تجارية وأدوية جينية ومنها فايزر وميرك ونوفارتس وجلاسكوسميث كلاين وأليرجان وأيضا شركتا سيبلا ووكهاردت الهنديتين، ومن المقرر أن تعمل المجموعة مع خبراء مستقلين لوضع معايير جديدة للمصانع ومراجعة سلاسل التوريد لضمان عدم دخول مخلفات المضادات الحيوية في قنوات المياه التي يمكن أن توفر بيئة لتكاثر البكتريا القوية، وتشمل جهود وقف الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية مراجعة الأنشطة الدعائية وتنفيذ إجراءات ملموسة بحلول 2020 منها إلغاء الحوافز التي تمنح على بيع الأدوية بكميات كبيرة. بحسب رويترز.
ورغم استمرار مشكلة البكتريا المقاومة للعقاقير منذ اكتشاف البنسيلين عام 1928 إلا أنها زادت في السنوات الأخيرة مع ظهور أنواع عدوى مقاومة لكثير من الأدوية ومنها البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
باحثون يربطون الإصابة بالإكزيما وحمى القش بالاستخدام المبكر للمضادات الحيوية
خلص تحليل شامل لدراسات سريرية سابقة شملت نحو 400 ألف شخص إلى زيادة احتمال إصابة البالغين الذين تم إعطائهم مضادات حيوية في أول سنتين من عمرهم بالحساسية، وأشارت النتائج التي ستقدم في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي الذي يعقد في لندن إلى وجود ارتباط واضح بخطر الإصابة بالإكزيما أو حمى القش في وقت لاحق من حياة الشخص. بحسب رويترز.
وكانت أبحاث سابقة اقترحت وجود صلة بين الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية والإصابة بالحساسية لكن النتائج كانت متضاربة، وقالت فاريبا أحمدي ذر من جامعة أوترخت التي ترأست الدراسة إن المضادات الحيوية يحتمل على نحو كبير أن تسبب خللا في جهاز مناعة الجسم عن طريق التأثير على البكتيريا الموجودة في الأمعاء والتي يمكن أن تؤثر سلبا على الاستجابات المناعية، واقتفى أحدث بحث أثر 22 دراسة أجريت بين عامي 1966 و2015. وخلصت أحمدي ذر وزملاؤها بعد فحص النتائج إلى أن الخطر المتزايد للإصابة بالإكزيما بسبب استخدام المضادات الحيوية في أولى سنوات العمر ارتفع من 15 إلى 41 بالمئة فيما ارتفع خطر الإصابة بحمى القش من 14 إلى 56 بالمئة.
وكانت الصلة بين الإصابة بالحساسية أقوى إذا ما تلقى المرضى أكثر من برنامج علاج بالمضاد حيوي في سنوات الحياة الأولى، وقال آدم فين أستاذ طب الأطفال في جامعة بريستول وهو لم يشارك في الدراسة إن النتائج تعزز أدلة الجوانب السلبية للاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية، وقال فين وخبراء آخرون إن الأطباء بحاجة إلى الموازنة بين المخاطر والفوائد لأن المضادات الحيوية لا تزال أسلحة أساسية في مكافحة الالتهابات البكتيرية وهو ما ينقذ أرواح الملايين.
أمريكا وبريطانيا تشكلان شراكة عالمية للإسراع بإنتاج مضادات حيوية جديدة
أنشأ مسؤولو الصحة في بريطانيا والولايات المتحدة تحالفا جديدا تصل ميزانيته إلى مئات الملايين من الدولارات للإسراع بتطوير مضادات حيوية جديدة والتصدي لمشكلة مقاومة العقاقير المتنامية، وتجمع المجموعة الجديدة التي تعرف باسم كارب-إكس - وهو اختصار لمسرع الأدوية الحيوية لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية - الحكومة والسلك الأكاديمي وصناعة الدواء لإسراع العمل على طرق جديدة للعلاج والتشخيص.
وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إنها ستقدم 30 مليون دولار في العام الأول وما يصل إلى 250 مليونا خلال سنوات المشروع الخمس، وسيساهم مركز (إيه.إم.آر) البريطاني وهو مبادرة بين القطاعين العام والخاص بما يصل إلى 14 مليون دولار في بادئ الأمر وبما يصل إلى 100 مليون دولار على مدار خمس سنوات في حين ستقدم مؤسسة ويلكم ترست ومقرها لندن مزيدا من الأموال دون أن تحدد قيمتها.
وخرج إنشاء كارب-إكس من رحم مبادرة مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2015 ويأتي في أعقاب مراجعة عالمية لمقاومة المضادات الحيوية من جانب الخبير الاقتصادي السابق بجولدمان ساكس جيم أونيل لصالح الحكومة البريطانية. بحسب رويترز.
وخلص التقرير النهائي لأونيل في مايو أيار إلى أنه كانت هناك حاجة لذلك العمل الدولي المتضافر لزيادة إمدادات المضادات الحيوية الجديدة وخفض الاستخدام غير الضروري لتلك الموجودة بالفعل، وقال جيريمي فارا مدير ويلكم "العدوى المقاومة للعقاقير تزهق الأرواح في كل أنحاء العالم. لا يمكن التصدي لمشكلة بهذا الحجم إلا من خلال جهد دولي منسق للحد من إفراطنا الشديد في استخدام المضادات الحيوية القائمة وللإسراع بتطوير مضادات جديدة"، وستتخذ مجموعة كارب-إكس كلية القانون بجامعة بوسطن مقرا رئيسيا لها وسيقودها كيفين أوترسان وهو باحث بارز في قانون الصحة.
خبراء يحذرون من ظهور حالات إصابة أخرى ببكتيريا تقاوم المضادات الحيوية في أمريكا
بعد ظهور حالتين مؤكدتين للإصابة بعدوى مقاومة للمضاد الحيوي الذي يعتبر الملاذ الأخير ضد البكتيريا يقول خبراء في مجال الأمراض المعدية إنهم يتوقعون ظهور المزيد من الحالات في الأشهر القادمة لأن الجين البكتيري المسؤول عنها سينتشر على الأرجح بصورة أكبر مما كان يعتقد في السابق. بحسب رويترز.
وأعلن علماء بالجيش في مايو أيار عن اكتشاف بكتيريا إي كولاي التي تحتوي على جين يقاوم المضاد الحيوي من نوع كوليستين الذي يستخدم لمكافحة أي أنواع من البكتيريا، واكتشف الجين الذي يطلق عليه اسم (إم سي آر 1)في عينة بكتيرية مخزنة لمريض في نيويورك كان يعالج من عدوى العام الماضي وكذلك في عينات مرضى من تسع دول أخرى.
وتم تحديد جين (إم سي آر 1) على مدى الأشهر الستة الماضية في حيوانات المزارع وأشخاص في نحو 20 دولة منها الصين وألمانيا وإيطاليا، ويقول خبراء بارزون في مجال الأمراض المعدية إن البكتيريا يمكن أن تنتقل عن طريق البراز وبسبب عادات النظافة الشخصية مما يشير على الأرجح إلى أن وجودها أكبر بكثير من الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن، ويخشى مسؤولو الصحة أن يتم قريبا اكتشاف جين (إم سي آر 1) في بكتيريا تقاوم بالفعل كل أنواع المضادات الحيوية الأخرى مما يجعل المرض غير قابل للعلاج.
وقال الدكتور ديفيد فان دوين الخبير في مجال الأمراض المعدية بجامعة نورث كارولاينا في تشابيل هيل إنه يتوقع ظهور المزيد من حالات الإصابة بجين (إم سي آر 1) بالولايات المتحدة في الأشهر القادمة لأنه موجود بالفعل هنا وسينتشر من الخارج. وأضاف "سنرى المزيد من هذا الجين"، ويسبب عقار الكوليستين أضرارا بالكلى لكن الأطباء يلجأون إليه بسبب فشل المضادات الحيوية الأخرى في التعامل مع البكتيريا. بحسب رويترز.
وتمكنت البكتيريا من تطوير أجسام مقاومة له بسبب استخدامه على نحو مفرط خاصة في حيوانات المزارع بالخارج، واعتبارا من أغسطس آب ستبدأ المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في استخدام 21 مليون دولار لتعزيز المراقبة في المختبرات التي تديرها كل إدارات الصحة في الولايات الخمسين وفي سبع مختبرات إقليمية أكبر، وستساعد الأموال الاتحادية في تغطية تكاليف شراء المزيد من الأجهزة الأكثر حساسية لاختبار مقاومة المضادات الحيوية في عينات البكتيريا التي تقدمها المستشفيات.
علماء يكتشفون مضادا حيويا محتملا داخل التجويف الأنفي
اكتشف علماء في ألمانيا بكتريا تختبئ في الأنف تنتج مركبا من المضاد الحيوي يمكنه قتل العديد من الكائنات الخطيرة المسببة للأمراض ومنها البكتيريا المقاومة لمضادات الميثيسيلين (إم.آر.إس.إيه)، وقال الباحثون إن الاكتشاف الذي لا يزال في مراحله الأولى ونشر بدورية "نيتشر" الطبية قد يؤدي في أحد الأيام إلى إنتاج فئة جديدة بالكامل من المضادات الحيوية التي تحارب العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية. بحسب رويترز.
وقال أندرياس بيشل الباحث بجامعة توبيجن ورئيس فريق البحث في تصريح للصحفيين عبر الهاتف إن التجويف الأنفي بجانب كونه نقطة اتصال بالنسبة للكثير من أنواع العدوى الفيروسية فهو نظام بيئي غني يضم نحو 50 نوعا مختلفا من البكتيريا، وأضاف "هذا هو السبب في بحثنا في هذا الجزء من الجسم البشري على نحو الخصوص. وقد قادنا إلى بعض الاكتشافات غير المتوقعة والمثيرة التي يمكن أن تكون مفيدة في البحث عن مفاهيم جديدة عن تطوير المضادات الحيوية"، وأغلب المضادات الحيوية المكتشفة والمطورة حتى الآن كانت منتزعة من بكتيريا تعيش في التربة أو غيرها من الأنواع البيئية لكن الباحثين قالوا إن هذا الاكتشاف يبرز قيمة الكائنات الدقيقة داخل البشر كمصدر جديد محتمل.
وقال بيشل "الجسم البشري به الكثير من الأعشاش البيئية وربما يكون هذا هو أفضل مكان للبحث عن مضادات حيوية جديدة للبشر"، وبعدما أطلقوا على الاكتشاف الجديد اسم "لوجدونين" قال الباحثون إنه أول مثال معروف لفئة جديدة من مضادات الببتيد الحيوية، تنتج بكتيريا ستافيلوكوكوس لوجدوننيسيس (إس.لوجدوننيسيس) بكتريا "لوجدونين" التي تستقر في الأنف. وفي تجارب على فئران أظهر فريق بيشل أنها (البكتيريا) قادرة على علاج عدوى بالجلد ناجمة عن بكتيريا "ستافيلوكوكوس أوريوس (إس.أوريوس) التي يمكن أن تسبب أنواع عدوى خطيرة، واكتشف العلماء أيضا فعالية بكتيريا "لوجدونين" في مواجهة أنواع من البكتيريا إيجابية الجرام ومنها سلالات من البكتيريا المقاومة لمضادات الميثيسيلين (إم.آر.إس.إيه).
وينديز بصدد حظر الدجاج الذي تدخل مضادات حيوية في تغذيته بحلول 2017
قالت شركة وينديز خامس أكبر سلسلة للوجبات السريعة في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات لرويترز إنها ستتوقف عن استخدام الدجاج الذي تدخل في تغذيته مضادات حيوية مهمة لصحة الإنسان بحلول 2017، وقالت ماكدونالدز كبرى شركات صناعة الوجبات السريعة إنها انتهت من تحولها إلى استخدام الدجاج الذي تربى بدون المضادات الحيوية المهمة للأدوية البشرية وذلك قبل أشهر من الموعد المستهدف الذي حددته لذلك في مارس آذار 2017، ويتنامى القلق بين خبراء الصحة العامة والمستهلكين والمساهمين من أن الإفراط في استخدام مثل هذه العقاقير يسهم في زيادة أعداد الإصابات البشرية المهددة للحياة من بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، ويباع ما يقدر بنحو 70 في المئة من المضادات الحيوية المهمة لصحة الإنسان للاستخدام في إنتاج اللحوم والألبان. بحسب وريترز.
والاستخدام البيطري للمضادات الحيوية مشروع، بيد أنه مع زيادة عدد الإصابات البشرية بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية زادت انتقادات المدافعين عن حقوق المستهلكين وخبراء الصحة العامة لممارسة تغذية الدواجن والماشية والخنازير بالمضادات الحيوية بانتظام.
مخاوف جراء الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في انتاج اسماك السلمون في تشيلي
تستخدم المضادات الحيوية على نحو متزايد في قطاع اسماك السلمون في تشيلي التي تستحوذ على المرتبة الثانية عالميا في هذا المجال، خصوصا لدورها في مكافحة جرثومة خطيرة، غير أن اللجوء المفرط اليها يلوث البيئة وقد يسبب امراضا جديدة.
وتقول ليزبيث فان دير مير مديرة مجموعة "اوسيانا تشيلي" بالوكالة "نستخدم المضادات الحيوية في تشيلي 500 مرة اكثر من معدل استخدامها في النروج" اكبر الدول المنتجة لأسماك السلمون في العالم، وقبل شهر، حققت هذه المنظمة نصرا مهما امام القضاء الذي فرض على الشركات العاملة في القطاع الاعلان عن كمية المضادات الحيوية التي تستخدم مع اسماك السلمون التشيلية ونوعها. بحسب فرانس برس.
وتبدو الارقام اكثر تعبيرا عن طبيعة الوضع. ففي سنة 2015، تم استخدام 557,2 طنا من الادوية في الانتاج المحلي الاجمالي البالغ 846 الفا و163 طنا، اي معدل استخدام للمضادات الحيوية يبلغ 0,066 % وفق الهيئة الوطنية للصيد والزراعات المائية.
وفي سنة 2010، كانت النسبة توازي النصف عند 0,031 % اي 143,2 طنا من الاسماك المعالجة بالمضادات الحيوية من اصل انتاج اجمالي بلغ 466 الفا و857 طنا، والهدف من استخدام المضادات الحيوية مكافحة بكتيريا "بيسيريكيتسيا سالمونيس" الخطيرة على اسماك السلمون التشيلية التي تربى في مياه جنوب البلاد حيث ادخلت بطريقة اصطناعية قبل عقود، لكن ما سر نجاح النموذج النروجي في هذا المجال؟ الجواب بحسب ليزابيث فان دير مير يكمن في أنها "ببساطة عرفت كيف تسيطر على امراضها".
وتبرر الشركات العاملة في هذا القطاع في تشيلي موقفها مؤكدة أنها تحتاج هذه الكمية من الادوية للتصدي لأمراض تتهدد اسماك السلمون في ظل اشراف طبي مشدد، ويشير رئيس اتحاد "سلمون تشيلي" الذي يمثل اكثرية المنتجين التشيليين فيليبي ساندوفال الى ان "استخدام المضاد الحيوي ينبغي ان يحصل بموجب وصفة طبيب بيطري ولا يمكن حقنه من منطلق وقائي بل عند ظهور المرض فقط"، ويؤكد أن "التقدم التكنولوجي سيساعدنا على الحد من استخدام المضادات الحيوية، الأمر مسألة وقت".
حملة عبر البريد الإلكتروني تطلب من مكدونالدز الحد من استخدام المضادات الحيوية
طلبت مؤسسة خيرية تتطلع إلى محاربة ظهور بكتيريا خطيرة مقاومة للأدوية من الناس المساعدة في إقناع مطاعم مكدونالدز في شتى أنحاء العالم بالكف عن تقديم لحوم وألبان من حيوانات تم تربيتها بالاستخدام الروتيني لمضادات حيوية مهمة من الناحية الطبية، وبعد أسبوع من اتخاذ أكبر شركة في العالم للوجبات السريعة هذه الخطوة مع الدواجن في مطاعمها بالولايات المتحدة شنت مؤسسة شير أكشن التي مقرها في بريطانيا حملة عبر الانترنت تمكن الناس من إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني لإيست بروك الرئيس التنفيذي لمكدونالدز، وتريد هذه المؤسسة أن يحظر إيست بروك استخدام المضادات الحيوية المهمة للطب البشري في سلسلة التوريد العالمية للحوم الدواجن واللحم البقري ولحم الخنزير ومنتجات الألبان في أغراض أخرى غير معالجة الأمراض أو السيطرة غير الروتينية على أمراض يحددها الطب البيطري، وحذر علماء من أن الاستخدام المنتظم للمضادات الحيوية لتشجيع النمو ومنع الأمراض في حيوانات المزارع السليمة يسهم في ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تودي بحياة ما لا يقل عن 23 ألف أمريكي سنويا وتشكل خطرا كبيرا على الصحة العالمية. بحسب رويترز.
وأحالت مكدونالدز رويترز إلى بيان أصدرته في وقت سابق قال إن من السابق لأوانه تحديد جدول زمني للحد من استخدام المضادات الحيوية في لحوم أخرى غير الدواجن بسبب تفاوت الممارسات والقوانين الزراعية في مختلف أنحاء العالم.
وقالت شركة وينديز المنافسة لمكدونالدز الأسبوع الماضي إنها ستتوقف بحلول العام المقبل عن استخدام الدجاج الذي يتم تربيته بمضادات حيوية مهمة لصحة البشر. وقالت أيضا إنها ستضع أهدافا محددة لانتاج لحم الخنزير واللحم البقري في 2017.
اضف تعليق