يعد مرض الزهايمر من اكثر الامراض شيوعا وخطورة في عالمنا المعاصر، فلا يزال القضاء على هذا الداء الفتاك مستعصيا حتى اليوم، فبعد اكثر من مئة عام على اكتشاف الزهايمر، لا يوجد اي علاج حاليا يسمح بالشفاء منه او الحد من تطوره. كذلك لا تزال اسباب المرض موضع جدل بين العلماء، حتى ان دراسة نشرت نتائجها اخيرا عزت الاصابة به الى عوامل عدة ابرزها التلوث، وبحسب هؤلاء العلماء يؤدي مرض الزهايمر الى تدهور في الذاكرة وغيرها من القدرات الفكرية اضافة الى تراجع تدريجي في الاستقلالية.
فيما اثارت ابحاث اجريت استنادا الى بيانات اشخاص توفوا بسبب مرض كروتزفيلد جاكوب فرضية لدى العلماء حول امكانية وجود طرق لانتقال مرض الزهايمر بين الاشخاص، ووفقا لموقع ألزهايمر دوت نت على الإنترنت فإن 44 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من نوع من الخرف لكن ألزهايمر أكثرها شيوعا، وعلى الصعيد العالمي، قد يرتفع عدد الاصابات بأمراض الخرف 75,6 مليون حالة بحلول سنة 2030، كما أن العدد قد يصل الى 135 مليونا في 2050. هذا الارتفاع سيعتمد بنسبة كبيرة على البلدان المتدنية او المتوسطة الدخل وفق منظمة الصحة العالمية.
إذ تشهد البلدان الغنية ثباتا وحتى تراجعا في عدد الحالات الجديدة لمرض الزهايمر ومشكلات صحية أخرى متصلة به، ما يثير الامل لدى العلماء في القضاء على هذا الداء الفتاك الذي لا يزال مستعصيا حتى اليوم، ويسجل هذا الاتجاه غير المتوقع خصوصا على صعيد الحالات الجديدة في اوروبا الغربية والولايات المتحدة، بحسب دراسات حديثة.
على صعيد ذي صلة، أظهرت دراسة محدودة واعدة أن عقارا تجريبيا تطوره شركة بيوجين إديك أصبح أول علاج للزهايمر يبطيء بدرجة ملموسة التراجع الادراكي ويقلل ما يعتقد انه رقع سامة تدمر المخ لدى مرضى المراحل الاولى والمتوسطة من المرض.
ويقول محللون ان أي علاج فعال للزهايمر سيكون من أكثر الادوية تحقيقا للارباح في العالم لكن أمام عقار بيوجين سنوات من الاختبارات ولن يصل الى الاسواق قبل عام 2020 اذا ما سار كل شيء على ما يرام.
يذكر وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ثمة 47,5 مليون شخص مصاب بامراض الخرف في العالم كما ان 7,7 ملايين حالة جديدة تسجل سنويا بمعدل حالة جديدة كل اربع ثوان.
ما الصلة بين تلوث الهواء وألزهايمر؟
وجد مشروع بحثي بريطاني مكسيكي مشترك صلة محتملة بين تلوث الهواء والإصابة بمرض ألزهايمر بعد إجراء دراسات مفصلة لنسيج المخ، ودرست باربرا ماهر التي شاركت في وضع الدراسة وهي أستاذة في جامعة لانكستر وزملاؤها في فريق البحث نسيج المخ لعينة من 37 شخصا يعيشون في مكسيكو سيتي أو مانشستر وهما بؤرتان لتلوث الهواء.
وبالاستعانة بالتحليل المجهري والتحليل الطيفي وجد الفريق جزيئات ممغنطة صغيرة من جراء تلوث الهواء مستقرة في أمخاخ أفراد العينة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف ذلك، وقالت ماهر لرويترز "أول ما فعلناه هو أننا حللنا قطاعات رقيقة للغاية من النسيج باستخدام مجهر إلكتروني بدرجة وضوح عالية في جلاسجو. تمكنا من فحص هذه القطاعات الرقيقة لتحديد ما إذا كانت هذه الجزيئات موجودة في الخلايا وشكلها وحجمها وحجم توزيعها وأجرينا تحليلا كيميائيا لمعرفة ما إذا كانت هذه الجزيئات من الحديد الأسود"، والحديد الأسود معدن عالي المغناطيسية وسام يساعد في إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (بما في ذلك الجذور الحرة) في المخ البشري. ولطالما ارتبطت هذه بالأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر، وأوضح تحليل مفصل لأكثر ست عينات من نسيج المخ احتواء على الحديد الأسود أن أغلبية الجزيئات كروية وهو ما يميزها عن جزيئات الحديد ذات الزوايا التي يعتقد العلماء أنها تتكون بصورة طبيعية في المخ. وتشير أحجام الجزيئات التي يتراوح قطرها بين خمسة نانومتر و150 نانومترا إلى أنها تشكلت في درجة حرارة مرتفعة ويقدر فريق الدراسة أن مصدرها الصناعة أو محركات المركبات خاصة التي تعمل بوقود الديزل أو الحرائق. بحسب رويترز.
ويمكن أن تدخل الجزيئات دون 200 نانومتر المخ مباشرة من خلال عصب الشم بعد استنشاق الهواء الملوث عن طريق الأنف، ولا يزعم الباحثون اكتشاف صلة محددة بين الجزيئات وألزهايمر لكنهم يعتقدون أنه يجب أن تكون الصلة المحتملة أولوية للأبحاث المستقبلية، وقالت ماهر "إذا كانت جزيئات الحديد الأسود الناتجة عن التلوث لها صلة محتملة بهذا المرض العصبي التنكسي فإن هذا يدعو أولا إلى محاولة الأفراد تقليل تعرضهم له وثانيا محاولة صناع القرار السياسي القيام بتحرك من أجل خفض العبء الصحي. ربما يكون ألزهايمر وباء حديثا من صنعنا"، وتم أخذ عينات نسيج المخ من 37 شخصا تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و92 عاما. وتعاونت ماهر في الدراسة مع زملاء من جامعات أوكسفورد ومانشستر ومونتانا وجلاسجو بالإضافة إلى الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك. ونشرت الدراسة في دورية (بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز).
وقف المرض هدف بعيد المنال
قال الاختصاصي في علم الاوبئة في معهد باستور في مدينة ليل الفرنسية فيليب اموييل إن تراجع نسب الحالات الجديدة لمرض الزهايمر وامراض الخرف المتصلة به لدى الاشخاص فوق سن الخامسة والستين يمثل "اتجاها قويا".
وأشار الى ان العدد الاجمالي للحالات سيواصل ارتفاعه نظرا الى ازدياد عدد الناس الذين يعيشون لفترات اطول بسبب ازدياد معدلات امد الحياة المتوقع، من ناحيته لفت ديفيد رينولدز من الجمعية البريطانية للبحوث بشأن مرض الزهايمر الى النجاح في "احتواء المد من دون وقفه"ـ غير أن العبء الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن حالات الخرف لم يشارف على الانتهاء وفق رينولدزـ فقد بلغت الكلفة السنوية العالمية لامراض الخرف 818 مليار دولار، وفق تقرير صادر سنة 2015 عن خبراء الاتحاد الدولي لمرض الزهايمر (ايه دي آي).
وتنسب الى الزهايمر المرتبط بالتقدم في السن واكثر امراض الخرف شيوعا، المسؤولية عن 60 الى 70 % من الحالات في هذا المجال. اما حالات الخرف الوعائي فتمثل السبب الثاني لهذه الحالات. مع ذلك، يتم الربط باستمرار بين هذين المرضين وفق الخبراء.
ومن بين البلدان المعنية بهذه الدراسات الجديدة، شهدت بريطانيا تراجعا بنسبة 20 % في المعدل العام للاصابة بالخرف على مدى اكثر من عقدين، ووفق دراسة نشرت في نيسان/ابريل الماضي في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، فإن عدد الاصابات الجديدة بمرض الزهايمر في هذا البلد بلغ 209 الاف سنة 2015، اي اقل من العدد المتوقع وفق تقديرات صادرة سنة 1991 والبالغ 251 الف حالة.
ولفت اموييل الى ان "كل ما يساهم في تقليص خطر الاصابة بالامراض القلبية الوعائية يبدو نافعا كالنشاط الجسدي واعتماد انماط غذائية سليمة من بينها النظام المتوسطي، وعدم التدخين"، الى ذلك، فإن دراسات عدة اظهرت ان كل ما يمكن ان يحفز على العمل الذهني مثل متابعة التحصيل العلمي في مرحلة الدراسات العليا او القيام بنشاطات تستدعي تشغيل القدرات الفكرية مثل الكلمات المتقاطعة او لعبة "سودوكو" مرورا بالمطالعة والاعتناء بالحدائق والاشغال اليدوية، فضلا عن تفادي الوحدة، كلها عوامل تساعد على تقليص خطر الاصابة بالخرف وفق اموييل، وفي الانتظار، ثمة تطورات اخرى قد تقلب المعادلة الى الاتجاه المعاكس من بينها ازدياد معدلات السكري والبدانة وقلة النشاط الجسدي، وفق تحذيرات اطلقها خبراء عشية اليوم العالمي لمرض الزهايمر.
عقار خاص بمرض الزهايمر
لا يزال العلماء يلتزمون بالحذر بشأن دواء تم التوصل إليه مؤخرا لعلاج مرض ألزهايمر، وذلك نظرا إلى أن ذلك العقار المسمى"أدوكانوماب" ما زال في مرحلة التجريب الأولية، ويتحفظ كثير من العلماء بشأن تلك الأدوية، التي يسمح باستخدامها ووصفها للمرضى الذين يعانون من فقدان الذاكرة بسبب ألزهايمر، منذ أكثر من عشر سنوات.
لكن دراسة جديدة أوضحت أن العقار المذكور فعال، وبإمكانه أن يوقف تدريجيا مشكلة فقدان الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر، وقد كانت مسألة تراكم لويحات الأميلويد أحد أهم المسائل التي تستهدفها الدراسات والأدوية التي توصل إليها العلماء لعلاج هذا المرض في السنوات الأخيرة.
كيف يعمل هذا العقار؟.
وتعد لويحات الأميلويد تلك نوعا من أنواع البروتينات التي تنمو بشكل غير طبيعي ثم تتجمع في الأنسجة أو في الأعضاء، وهي لا تتفتت بشكل طبيعي مثل البروتينات العادية.
ويقول العلماء أن الأجزاء التي تنتج عن تفتت تلك اللويحات قد تكون مسؤولة على موت الخلايا الدماغية، ومن هنا ينظر العلماء إلى أن تلك اللويحات هي المدخل الرئيسي للأدوية الخاصة بمرض ألزهايمر، والتي لا تزال في مرحلة التجريب.
عقار آمن ونتائجه إيجابية
العلماء يقولون إن عقار "أدوكانوماب" آمن ولا يشكل خطورة، وجعل إمكانية علاج ألزهايمر مسالة وقت، ويقول العلماء إنهم يقومون بأبحاث تهدف إلى تقييم مدى فعالية عقار "أدوكانوماب" في علاج ألزهايمر، وقد تمكنوا من إثبات أن تناول هذا الدواء آمن بالنسبة للمرضى ولا يشكل خطورة على حياتهم، وذلك بعد إخضاع 165 شخصا من المصابين بالألزهايمر للفحوصات الدقيقة حول فعاليته، خاصة على مستوى تأثيره على الذاكرة.
وتوصل الباحثون إلى أنه كلما كانت كمية الجرعة أكبر، كان تأثيرها على لويحات الأميليود أكبر، وقال جيمس بيكات رئيس جمعية مرض الزهايمر البريطانية: "إن المدهش في هذه الأبحاث أنها أثبتت أن تناول هذا العقار أدى إلى تناقص كمية الأميلويد كلما أخذ المرضى جرعة أكبر من هذا الدواء.
ومع ذلك، استثني من تلك الفحوص 40 مريضا بسبب الأعراض الجانبية التي تسبب فيها العقار بعد تناوله، وستكون المرحلة القادمة (الثالثة) من هذه الأبحاث ذات أهمية كبيرة، لأنها سوف تخضع 2700 من المصابين بمرض الألزهايمر في مراحله المبكرة للعلاج وتجربة العقار، وذلك في منطقة أمريكا الشمالية، وأوروبا والمنطقة الآسيوية، وذلك بهدف قياس مدى فعالية عقار "أدوكانوماب" من حيث تأثيره على فقدان الذاكرة، ووصف الدكتور دافيد راينولدس رئيس فريق البحث في المعهد البريطاني للبحوث حول مرض ألزهايمر نتائج الأبحاث بأنها مدهشة، وبأنها تعد بأن إمكانية علاج ألزهايمر تلوح في الأفق، وما هي إلا مسألة وقت.
امكانية انتقال مرض الزهايمر من شخص لآخر
اثارت ابحاث اجريت استنادا الى بيانات اشخاص توفوا بسبب مرض كروتزفيلد جاكوب فرضية لدى العلماء حول امكانية وجود طرق لانتقال مرض الزهايمر بين الاشخاص، بحسب دراسة بريطانية نشرت في مجلة نيتشر.
فقد عثر العلماء اثر عمليات تشريح على اثار لترسبات من البروتين على جدران الاوعية الدموية تسبب الزهايمر عند اشخاص توفوا بين سن السادسة والثلاثين والحادية الخمسين بسبب مرض كروتزفيلد جاكوب.
ولم يكن لدى هؤلاء الاشخاص اي مؤشر على اصابتهم بمرض الزهايمر، وايضا لم تظهر التشريح تراكم البروتين تو المؤشر على المرض، وانتقل البروتين المسبب لمرض كروتزفيلد جاكوب الى هؤلاء الاشخاص اثر علاجات هرمونية مستخرجة من غدة نخامية مصابة، واظهرت الدراسة التي اجراها عدد من الباحثين في لندن ان "ببتيد بيتا اميلويد الذي يتراكم في دماغ الاشخاص المصابين بالزهايمر، يمكن ان ان ينتقل عن طريق بعض العلاجات الطبية"، بحسب ما نشرت مجلة نيتشر.
وتبين ان هرمون النمو الذي حقن به هؤلاء الاشخاص لم يكن "ملوثا فقد ببروتيناتن ولكن ايضا بحبيبات من ببتيد بيتا اميليود"، لكن لا يوجد حتى الى اي دليل يثبت ان مرض كروتزفيلد جاكوب او مرض الزهايمر ينتقلان من شخص الى آخر، فانتقال العناصر المسببة للمرض كان بحقن الجسم بمادة مستخرجة من دماغ انسان آخر، وهو ما لا يمكن ان يحصل في الحياة اليومية، وحذر باحثون من التسرع في خلاصات مغلوطة، منها القول ان هؤلاء الاشخاص لم يصابوا بمرض الزهايمر اذ لا يمكن معرفة ما ان كانوا سيصابون به ام لا لو عاشوا عمرا اطول، ودعا اريك كاران الباحث في الجمعية البريطانية لمرض الزهايمر الى الحذر في نتائج هذه الدراسة لكونها لم تشمل سوى عدد محدود جدا من الاشخاص، داعيا الى التعمق في الابحاث المتصلة، وقال "العوامل الاساسية لمرض الزهايمر هي التقدم في السن والعوامل الوراثية ونمط الحياة، وان ثبت فعلا ان حقن الجسم بخلايا مصابة يؤدي الى ظهور المرض فهذا لا ينطبق سوى على عدد محدود جدا من الاشخاص".
دواء للزهايمر يبطيء انهيار القدرات العقلية
أظهرت دراسة محدودة واعدة أن عقارا تجريبيا تطوره شركة بيوجين إديك أصبح أول علاج للزهايمر يبطيء بدرجة ملموسة التراجع الادراكي ويقلل ما يعتقد انه رقع سامة تدمر المخ لدى مرضى المراحل الاولى والمتوسطة من المرض.
ودخلت شركة بيوجين بالفعل حقلا مليئا بالاخفاقات المكلفة تكبدتها شركات مثل فايزر وإيلي ليلي آند كو. وتجري كل من شركتي ليلي وروش هولدينج ايه.جي تجارب على عقاقير تعمل بنفس طريقة دواء بيوجين وهي تثبيط بروتين (أميليود بيتا) الذي يتسبب في تشكل بقع سامة في المخ اتفق نظريا على انه السبب الكامن وراء المرض الذي يدمر المخ.
ويقول الفريد ساندروك كبير خبراء الطب في بيوجين إن هذه أول مرة يحقق فيها عقار تجريبي خفضا ملموسا في رقع الاميليود وأيضا يبطيء عملية التلف التي تصيب مخ المريض، والتجربة التي جرت على عقار بيوجين شملت 166 شخصا قسموا إلى خمس مجموعات حصلت أربع مجموعات منها على جرعات مختلفة من العقار اما المجموعة الخامسة فقد تناولت عقارا وهميا، وأظهرت البيانات التي قدمتها الشركة في اجتماع طبي عقد في نيس بفرنسا ان عقار بيوجين أدى الى خفض الأميليود. وكان هذا الخفض أكثر وضوحا كلما زادت الجرعة وطالت مدة العلاج، ومن المقرر ان تبدأ الشركة في وقت لاحق من العام تسجيل أسماء المرضى لمرحلة التجارب الثالثة التي يمكن استخدام نتائجها في الحصول على موافقة الجهات المعنية على الدواء، ولاحظ الباحثون من خلال الأشعة لقياس الأميليود في ست مناطق من المخ ان مستوى تلك الرقع لم يتغير تقريبا مع العلاج الوهمي الذي استمر 26 اسبوعا و54 اسبوعا، اما المرضى الذين عولجوا اما بثلاثة أو ستة أو عشرة ملليجرامات من العقار لكل كيلو من أوزانهم فقد تقلصت لديهم مساحة الرقع في علاج استمر 26 اسبوعا وكان التقلص يزداد مع زيادة الجرعة، بل ان تراجع الرقع السامة كان أكبر لدى المرضى بعد علاج بجرعة ثلاثة ملليجرامات وستة ملليجرامات لمدة 54 اسبوعا.
اكتشاف الجاني الحقيقي وراء مرض الزهايمر
الى ذلك بدأ الباحثون في مرض ألزهايمر بجامعة هارفارد لأول مرة في إجراء فحوص على مخ أشخاص في المراحل الاولى من المرض بحثا عن بروتين مميز يسمى (تاو) يؤدي تراكمه الى تسمم الألياف العصبية.
تجئ هذه الفحوص ضمن أول تجربة اكلينيكية مصممة لتحديد ومعالجة من هم في مراحل المرض الاولى قبل بدء فقدان الذاكرة، والمرضى المشاركون في هذه الدراسة لديهم أيضا تراكمات من بروتين آخر يسمى (بيتا أمايلويد) مرتبط ايضا بالاصابة بنفس المرض، وأصيب بالزهايمر خمسة ملايين أمريكي ومن المتوقع ارتفاع الرقم الى 16 مليونا بحلول عام 2050، وقالت رايسا سبيرلنج من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن التي تشرف على الدراسة التي شملت ألف مريض إن بروتين (تاو) موجود بصورة طبيعية وبكميات ضئيلة لدى الاصحاء فوق 70 عاما من العمر لكنه يكون عادة موجودا بمنطقة محددة من المخ تسمى الفص الصدغي الاوسط، لكن في حالة وجود بروتين (بيتا أمايلويد) فانه يسمح بدرجة ما بفتح الباب لانتشار بروتين (تاو) الى مناطق أخرى بالمخ مما يؤدي الى انتشار موت الخلايا وتدهور الوظائف الادراكية، وقال كيث جونسون مدير مركز التصوير الجزيئي للأعصاب بمستشفى ماساتشوستس العام الذي يشرف على القسم الخاص بالتصوير في التجربة "تاو هو الجاني الحقيقي على خط الجبهة الذي يسبب تدمير المخ. إن امكان رصده في البشر الاحياء يمثل طفرة"، وتتمضن الدراسة تقديم علاجات لازالة بروتين (بيتا أمايلويد) من المخ على أمل كبح جماح بروتين (تاو).
اضف تعليق