الأمراض المعدية والأوبئة الصحية التي تهدد سلامة وصحة الملايين من البشر كل عام، لاسيما الفقراء في الدول المتأخرة بسبب عجزهم المادي عن المعالجة كما يفعل الاغنياء، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي يشهده عالم الطب لا تزال تشكل تحدي كبير وخطر قائم لا يمكن الاستهانة به او تجاهله، خصوصا مع انتشار الأمراض الحديثة التي يمكن لها أن تتحول إلى أوبئة يصعب السيطرة عليها كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال. والذين أكدوا على وجود ترابط كبير بين الفقر والمرض خصوصا وان العديد من التقارير والدراسات قد أثبتت ان المجتمعات الفقير هي أكثر عرضة لمخاطر انتشار الأمراض والأوبئة الصحية بمختلف إشكالها.
والمرض أو الداء وكما تشير بعض المصادر، هو حالة غير طبيعية تصيب الجسد البشري أو العقل البشري محدثة انزعاجاً، وأضعفا في الوظائف، أو إرهاقاً للشخص المصاب مع إزعاج. يستخدم هذا المصطلح أحيانا للدلالة على أي أذى جسدي، إعاقة، متلازمة syndrome، أعراض غير مريحة، سلوك منحرف، تغيرات لا نمطية في البنية والوظيفة، وفي سياقات أخرى قد يستلزم الأمر التمييز بين هذه الأمور كلها.
وتسبب الأمراض في قتل وإعاقة أعداد من الناس تفوق الذي قتلوا في جميع الحروب مجتمعة. ففي كل عام، يموت ملايين الناس بسبب الأمراض. ويعيش ملايين غيرهم بعد إصابتهم بأمراض خطيرة، مثل السرطان أو السكتات الدماغية، ولكنهم يخرجون منها بعجز دائم. وتصاب أعداد غفيرة أخرى بأمراض عارضة خفيفة، مثل نزلات البرد وآلام الأذن، ويبرأون منها. وتحدث أمراض عديدة بسبب كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا أو الفيروسات، تقوم بغزو الجسم. وهذه الكائنات الدقيقة تسمى عادة جراثيم ولكن العلماء يسمونها أحياء مجهرية. وتسمى الأمراض الناتجة عن هذه الأحياء الأمراض المعدية.
يمكن تصنيف جميع الأمراض الأخرى أمراضاً غير معدية. والأمراض غير المعدية لها أسباب عديدة، بعضها تسببه مواد مؤذية أو مهيجة للجسم، مثل دخان السجائر أو الدخان الناتج عن حركة المرور، وبعضها الآخر يحدث بسبب عدم تناول أغذية متوازنة. ويمكن للقلق والتوتر أن يؤديا إلى أمراض الصداع وارتفاع ضغط الدم والتقرحات وغيرها. وهناك أمراض أخرى غير معدية تحدث لمجرد أن الشيخوخة تؤثر على بعض أجزاء الجسم.
مخاطر الإصابة بالربو
وفي هذا الشأن فقد اظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في الولايات المتحدة ان خطر اصابة الاطفال بمرض الربو مرتبط خصوصا بالفقر وبتحدرهم من البشرة السوداء او من اصول بورتوريكية. وهذه الدراسة التي اجريت على اكثر من 23 الف طفل تراوح اعمارهم بين 6 و17 عاما نفت ايضا الفرضية السائدة منذ نصف قرن بأن سكان البيئة الحضرية هم الاكثر عرضة للاصابة بهذه الحساسية في المجاري التنفسية بسبب وجود عدد اكبر من مسببات الحساسية بالمقارنة مع المناطق الاقل حضرية.
وكشفت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "اليرجي اند كلينيكل ايمونولوجي" وجود فارق ضئيل في معدلات الاصابة بالربو لدى الاطفال المقيمين في المدن من جهة (13%) وفي الضواحي والمناطق الريفية من جهة ثانية (11%). الا ان هذه الدراسة التي اجراها باحثون في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور (بولاية ميريلاند شرق الولايات المتحدة) تظهر ان دخل الاهل والعرق والاصول اللاتنية تساهم بدور اكبر في تحديد خطر الاصابة بالربو لدى الاطفال بالمقارنة مع دور البيئة التي يعيشون فيها.
وبذلك، تم تسجيل اصابات بالربو لدى اطفال السود في الولايات المتحدة واولئك المتحدرين من بورتوريكو بنسب اكبر عند 17 و20 % على التوالي مقابل 10 % لدى البيض و9 % لدى المتحدرين من اصول اميركية لاتينية و8 % لدى الاسيويين. واشار الباحثون الى ان اصحاب البشرة السوداء او المتحدرين من بورتوريكو لديهم عوامل خطر اعلى من ذلك المرتبط بالعيش في احياء فقيرة او بمستوى دخل الاهل او بالمنطقة الجغرافية لمنطقة الاقامة. بحسب فرانس برس.
وبحسب الباحثين فإن السود الاميركيين والمتحدرين من بورتوريكو يواجهون خطرا اكبر اصلا بالاصابة بالربو نظرا للاستعداد الجيني. ويتفاوت معدل الاطفال المصابين بالربو في الاحياء الفقيرة في المدن بشكل كبير تبعا للمناطق في الولايات المتحدة. كذلك، فإن سكان المناطق الحضرية في شمال شرق الولايات المتحدة لديهم نسبة اصابة اكبر تبلغ 17 % في حين ان الاشخاص المقيمين في ولايات غرب البلاد لديهم نسبة اصابة ادنى تبلغ 8 %. وتعكس نتائج هذه الدراسة اتجاها حاليا نحو تغيير ديموغرافي مهم مع ازدياد للفقر في الضواحي والمناطق الريفية ناجم عن نزوح الاقليات العرقية والاتنية من وسط المدن الكبرى.
عصر الأمراض المزمنة
من جانب آخر أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يموتون في سن صغيرة بالصين كل عام بسبب أمراض مزمنة غير معدية وطالبت البلاد بان تضاعف جهودها "لوقف تسونامي الامراض المزمنة". وقالت المنظمة في بيان إن الأمراض المزمنة غير المعدية -مثل سرطان الرئة والسكتة الدماغية وأمراض القلب وداء السكري- أودت بحياة 8.6 مليون شخص بالصين عام 2012 .
وقالت المنظمة إن شيوع عوامل الخطر الرئيسية في الصين "كبير على نحو يبعث على القلق". وقالت إن أكثر من نصف الرجال في الصين من المدخنين وان أكثر من اربعة من بين كل خمسة في سن المراهقة لا يمارسون الانشطة البدنية بدرجة كافية وان نحو واحد بين كل خمسة من البالغين يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وقال برنارد شفارتليندر ممثل المنظمة في الصين في بيان "يقرع هذا التقرير الجديد ناقوس الخطر بصورة كبيرة".
وقال "ثمة حاجة ملحة لاتخاذ اجراءات قوية الآن -لمنع وفاة ملايين من الرجال والنساء في الصين خلال أكثر السنوات انتاجية في حياتهم- جراء أمراض كان يمكن تفاديها ببساطة من خلال تغيير أنماط المعيشة غير الصحية الشائعة كالتدخين والافراط في تعاطي الكحوليات والطعام غير الصحي وعدم مزاولة الانشطة البدنية بدرجة كافية".
من جانب اخر أظهرت دراسة أمريكية أن الأشخاص الذين يصابون بمرض مزمن أو بمرض يفقد المرء القدرة على العمل يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر التخلف عن سداد أقساط منازلهم أو لخطر الحجز على المساكن. وأشار فريق الدراسة إلى الكثير من الابحاث -التي تدور حول العلاقة بين الصعوبات المالية والأمراض- تتركز على الفقر أو انخفاض مستوى الدخل باعتباره سببا لتدهور الحالة الصحية وليس العكس.
وقالت دانيا كين التي كتبت التقرير إن هذا العمل على درجة من الأهمية لكنه "لا يتطرق إلى إمكانية أن تكون هناك عواقب اجتماعية كبيرة تترتب على المرض أو العجز أو تدهور الأوضاع الصحية بشكل عام." وفحصت كين وهي متخصصة في علم الأوبئة بكلية ييل للصحة العامة في نيو هيفن في كونيتيكت وزميل لها عينة تشمل أكثر من عشرة آلاف شخص جرت مقابلتهم عام 1979 عندما كانت تتراوح اعمارهم بين 14 و22 عاما. واعيد إجراء المقابلات سنويا حتى عام 1994 ثم كل عامين بعد ذلك.
واورد فريق الدراسة تقارير عن أي قيود صحية منعتهم من العمل في عامي 2006 و2008. كما وجهت إليهم اسئلة عن الأمراض التي تهدد الحياة والامراض التي تصيب بالعجز أو الأمراض المزمنة التي تعرضوا لها في عمر 40 و50 عاما. وشملت الأمراض المزمنة أمراض القلب والسكتة القلبية وأمراض الرئة والسكتة الدماغية والسرطان والسكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل والربو وآلام المفاصل وهشاشة العظام.
وفي تحليلهم ركز الباحثون على مجموعة تتألف من 2066 شخصا كانوا يملكون منازل بين 2007 و2010 والذين اتموا المقابلة عندما بلغ عمرهم 50 عاما. كما سأل الباحثون المشاركين في الدراسة عما إذا كانوا قد عجزوا عن سداد اقساط منازلهم أو كانوا عرضة لخطر التخلف عن السداد خلال الشهور الستة القادمة وما إذا كانوا واجهوا خطر الحجز على منازلهم خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال جاسون هول الذي شارك في وضع الدراسة وهو عالم اجتماع في جامعة دارتموث في هانوفر بنيوهامبشير "من خلال متابعة الناس على مر الزمن والنظر في طريقة تأثير التغيرات في الحالة الصحية فيما بعد على التخلف عن سداد أقساط المنازل والتعرض لخطر الحجز على المساكن تمكنا من تقديم فكرة عميقة عن كيفية تطور هذه العملية بمرور الزمن."
وكان الأشخاص الذين أصيبوا بمشكلة صحية تجعل المرء عاجزا عن العمل بين 2006 و2008 أكثر عرضة لمخاطر التخلف عن سداد أقساط المنازل 1.63 مرة وأكثر عرضة لمخاطر الحجز على مساكنهم 2.65 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لم يواجهوا مشاكل صحية خطيرة. بحسب رويترز.
وكشفت الدراسة التي نشرت في دورية علم الأوبئة وصحة المجتمع أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض مزمن جديد بين عمر 40 و50 عاما كانوا أكثر عرضة لخطر عدم القدرة على سداد الاقساط بمقدار المثلين تقريبا وأكثر عرضة لخطر الحجز على مساكنهم 2.65 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لم يعانوا أمراضا مزمنة.
تصاعد نزلات البرد
من جهة اخرى كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة بالفعل بين الطقس البارد والاصابة بنزلات البرد والتي ظلت تعتبر على نطاق واسع أسطورة طبية. وقالت الدراسة التي نشرها علماء في جامعة ييل إنه حتى البرودة الخفيفة تزيد سرعة تكاثر الفيروسات الانفية -التي تسبب أدوار البرد- في فئران المعمل. وتسبب البرودة أيضا تغيرات في النظام المناعي تجعل الفيروسات تتكاثر دون رادع تقريبا.
ويشتبه العلماء منذ أكثر من نصف قرن في أن الفيروسات الأنفية تزدهر في البرودة الخفيفة. ووجدت دراسة عام 1960 أنها تتكاثر بسرعة أكبر عند 33 درجة مئوية بالمقارنة مع درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية). وأكدت الدراسة الجديدة التي نشرت في بروسيدنجز أوف ذا ناشونال اكاديمي اوف ساينس ذلك الكشف وأظهرت أن فيروسات البرد تتكاثر بكفاءة أكبر وتنتج مستويات أعلى من الجسيمات المعدية عند درجات الحرارة الأقل.
لكنها توسع أيضا نتائج 1960 مشيرة إلى ثلاثة آثار بيولوجية للطقس البارد يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالبرد. وذكرت اخصائية علم المناعة اكيكو ايواساكي وزملاؤها في جامعة ييل أنه في الخلايا المبطنة للممرات الأنفية لدى الفئران كانت الجينات التي تنتج بروتين انترفيرون الذي يحارب الفيروسات أقل نشاطا عند درجة حرارة 33 بالمقارنة مع 37 درجة مئوية.
وعلاوة على ذلك تقل مع انخفاض الحرارة حساسية الجزيئات التي تكتشف الفيروسات داخل الخلايا ثم تأمر الخلية بانتاج انترفيرون. ولم يقلص انخفاض الحساسية انتاج انترفيرون فقط بل ايضا انتاج بروتينات تهاجم جينات الفيروس وتعطل انطلاقه وتقتل الخلايا المصابة بالفيروسات. بحسب رويترز.
والتعرض للفيروسات الأنفية ما زال شرطا مسبقا للإصابة بالبرد. لكن ايواساكي قالت إنه بمجرد دخول فيروسات قليلة إلى خلايا التجويف الأنفي فإن استنشاق هواء الشتاء البارد يعرض تلك الخلايا للبرودة "التي يحتاجها الفيروس للتكاثر" ويحد من رد فعل الجهاز المناعي. وأضافت أنه "اجمالا.. يمكن لتأثيرات هذه الحرارة أن يؤدي إلى فرق يعادل 100 مثل في مستوى فيروس البرد" عند 33 درجة مئوية بالمقارنة مع 37 درجة مئوية بعد ثلاثة أيام تكون كافية لتحويل أعراض الاصابة الفيروسية إلى محنة من العطس ورشح الأنف.
عودة مرض السل
على صعيد متصل طرحت السلطات الصحية البريطانية خطة تبلغ تكلفتها 11.5 مليون جنيه استرليني (17.4 مليون دولار) لمعالجة مشكلة السل المستعصية في بريطانيا ساعية إلى القضاء على هذا المرض الرئوي شديد العدوى. ويوجد في بريطانيا أعلى معدل للإصابة بالسل في أوروبا الغربية وتشتهر لندن بأنها "عاصمة السل" في أوروبا. وتزيد معدلات السل في المملكة المتحدة نحو خمس مرات عن مثيلاتها في الولايات المتحدة. وإذا استمر هذا الاتجاه فإن انجلترا وحدها سيكون بها معدل إصابات بالسل أكثر من الولايات المتحدة كلها خلال عامين.
وقال بول كوسفورد وهو مدير في وكالة الصحة الحكومية (الصحة العامة بانجلترا) "السل كان يجب أن يكون شيئا من الماضي ومع ذلك فإنه يحدث في انجلترا بمعدلات أعلى من معظم أوروبا الغربية. "هذا الوضع لابد من إنهائه." وغالبا ما ينظر إلى السل على أنه مرض من الماضي عندما يتم وصفه بأنه "الطاعون الأبيض" لأنه يؤدي إلى شحوب ضحاياه وإصابتهم بالحمى لكن هذا المرض مستمر على نحو مستعص في بريطانيا. ويحدث هذا المرض بشكل أساسي في المناطق التي ينتشر فيها الفقر والبؤس.
ويصعب معالجة هذا المرض البكتيري كما أنه معد حيث ينتقل عن طريق سعال وعطس الشخص المصاب. وتم الإبلاغ عن 7290 حالة إصابة بالسل في انجلترا عام 2013 وهو ما يعادل 13.5 حالة لكل 100 ألف من السكان. وتتركز حالات الإصابة بالسل في "المناطق الساخنة" الحضرية بلندن وليستر وبرمنجهام ولوتون ومانشستر وكوفنتري . بحسب رويترز.
وتتعلق خطة هيئة "الصحة العامة بانجلترا" بالعمل مع "هيئة الصحة الوطنية" لاستهداف أكثر الناس المعرضين للخطر وتحسين الحصول على خدمات الفحص والتحاليل والعلاج بالإضافة إلى برامج الخدمة الميدانية مثل الوحدات الصحية المتنقلة لبرنامج "إكتشف وعالج." وقال بروس كيو المدير الطبي لهيئة الصحة الوطنية بانجلترا إن الهيئة ستركز في مساهمتها التي تبلغ عشرة ملايين جنيه على الفحص والعلاج. وأضاف"هدفنا القضاء على السل كمشكلة صحية عامة."
الإصابة بالاكزيما
في السياق ذاته أشارت نتائج دراسة الى ان من يعانون من الاكزيما الجلدية هم أكثر عرضة عن غيرهم للاصابة بهشاشة العظام -التي قد لا يتسنى تشخيصها- أو الكسور. ومن بين أسباب الاكزيما -ومن أعراضها احمرار الجلد والتورم والحكة الجلدية- الاصابة بأمراض أخرى أو التعرض لمواد مهيجة للبشرة ومسببة لفرط الحساسية. وعادة ما تعالج الاكزيما بعقاقير موضعية من الهرمونات المنشطة او مضادات الهستامين التي تؤخذ عن طريق الفم.
وقال جوناثان سلفربرج من قسم الامراض الجلدية والطب الوقائي وعلوم طب المجتمع بجامعة نورثوسترن في شيكاجو "هناك عدد من الاسباب التي تجعل مرضى الاكزيما أكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام. ربما يكون الالتهاب المزمن المرتبط بالاكزيما ذا أثر مباشر على كثافة العظام من المعادن".
وقال إن من يعانون من الاكزيما يميلون الى ان يكونوا أقل نشاطا في الحركة ولا يمارسون التمرينات الرياضية لان كثرة افراز العرق يزيد من الاحساس بالحكة الجلدية. وتساعد تمرينات رفع الاثقال في الحفاظ على كثافة العظام. واستعان سلفربرج وزميله في الدراسة نيتين جراج بدراسة مسحية قومية لاختبارات الصحة والتغذية اجريت عام 2005-2006 لتحليل الكسور على المستوى القومي بين من يعانون من الاكزيما. بحسب رويترز.
وتضمنت الدراسة المسحية اسئلة عن تشخيص الاطباء للاكزيما وهشاشة العظام وكسور عظام الفخذ والعمود الفقري والمعصم وعظام أخرى كما اجريت لمن تضمنتهم الدراسة اختبارات لقياس كثافة العظام من المعادن. ومن بين نحو خمسة آلاف تضمنتهم الدراسة شخصت حالات اكزيما بين سبعة في المئة وكان نحو ثلث هذا العدد الاجمالي تقريبا يعاني من كسور في العظام. واشارت الدراسة التي وردت في دورية فرط الحساسية والمناعة الاكلينيكية الى ان من لا يعانون من الاكزيما كان 32 في المئة منهم يعاني من كسور في العظام بالمقارنة بنسبة 41 في المئة بين اولئك المصابين بالاكزيما.
الحصبة في مدرسة امريكية
الى جانب ذلك حذر مسؤولو الصحة أولياء أمور الطلبة في مدرسة ثانوية في جنوب كاليفورنيا من أن أحد الطلبة أصيب بالحصبة من تفش يرجع أصله الى ديزني لاند وطالبوهم بضرورة استشارة الطبيب اذا ظهرت الاعراض على اولادهم. وقالت وكالة الرعاية الصحية بمقاطعة اورانج إنها تجري اتصالات بافراد ربما يكونون قد خالطوا الطالب المصاب بمدرسة هنتنجتون بيتش الثانوية.
وقال مات زان مدير الشؤون الطبية بوكالة الرعاية الصحية بمقاطعة اورانج في خطاب "الحصبة تنتشر بكل سهولة من خلال الجو وبالمخالطة. مجرد وجودك في نفس الغرفة مع شخص مصاب بالحصبة يكفي لانتقال العدوى اليك". وقال متحدث باسم المدرسة إنه سيجري الكشف عن مزيد من التفاصيل فيما بعد فيما لم يتسن الاتصال بممثلي المنطقة التعليمية التي تتبعها المدرسة للتعليق.
وكان مسؤولو الصحة في كاليفورنيا قد ربطوا في وقت سابق بين تفشي الحصبة وديزني لاند وقالوا ان من قاموا بزيارة المتنزهات في منطقة اناهايم في الفترة بين 15 ديسمبر كانون الاول و20 منه معرضون لخطر الاصابة. وارتفع العدد الاجمالي لحالات الاصابة المؤكدة الى 51 حالة فيما يجري التحري عن ثلاث حالات اشتباه في مقاطعة سان دييجو. وتبعد مدرسة هنتنجتون بيتش عن منطقة اناهايم مسافة 24 كيومترا. بحسب رويترز.
وقد يكون فيروس الحصبة في أحيان فتاكا وتظهر اعراض المرض في صورة حمى وسعال ورشح الانف واحمرار العينين ثم يلي ذلك ظهور طفح جلدي من البقع الحمراء تبدأ بالوجه ثم تنتشر الى باقي الجسم. ولا يوجد علاج محدد للحصبة ويتعافى معظم الناس في غضون بضعة أسابيع. لكن بالنسبة للأطفال الفقراء ومن يعانون من سوء التغذية أو من يعانون من ضعف المناعة فقد تسبب الحصبة مضاعفات خطيرة منها العمى والتهاب الدماغ والاسهال الحاد وعدوى الاذن والالتهاب الرئوي.
فيروسات جديدة في الخفافيش
من جانب اخر قال خبير في مجال سلامة الصحة إن العلماء الذين يجرون أبحاثا على الخفافيش بشأن الايبولا تعرفوا على 16 فيروسا آخر في الحيوان يمكنها الانتقال الى البشر وربما تسبب امراضا على نفس نطاق أزمة غرب افريقيا. ويمكن ان يصاب البشر بالايبولا من الخفافيش الحاملة للفيروس ومن حيوانات أخرى. وقال نايجل لايتفوت إن الفيروسات الجديدة اكتشفها علماء من المعهد القومي للأمراض المعدية في جنوب افريقيا.
وقال في مؤتمر بلندن بشأن معالجة الأمراض المعدية الخطيرة "قالوا لي إنهم تعرفوا على 16 فيروسا آخر... وهي تترقب الانتشار الى البشر لتسبب الوباء التالي". واضاف "الرسالة هي متى يحين موعد الخطر القادم الطارئ على الصحة العامة التالي للايبولا". وتوفي أكثر من 8600 شخص بوباء الايبولا الذي بدأ في غينيا منذ عام وأدى الى أكثر من 21700 حالة إصابة مسجلة في تسع دول.
وقال لايتفوت إن من الضروري تضافر جهود المتخصصين في الوقاية من الامراض مع الناس على ارض الواقع لانشاء انظمة رقابة سريعة وذكية. وأضاف ان من الاهمية بمكان عدم إغفال المعالجين العاملين في مجال الطب التقليدي الذين يمكنهم ان يلعبوا دورا جوهريا في وقف الايبولا والامراض الاخرى. بحسب رويترز.
وفي بعض الاماكن يتردد ما بين 60 الى 70 في المئة من الناس على هؤلاء المعالجين. وعلاوة على الخفافيش يمكن ان يصاب البشر بالايبولا من حيوانات اخرى مثل القردة إذا خالطت الخفافيش المصابة. ويكمن الخطر في التعرض للدم الملوث بالفيروس وذلك خلال ذبح الحيوانات وتجهيزها. وقال لايتفوت إنه لم ترد أي مؤشرات عن مدى خطورة الفيروسات الجديدة المكتشفة في الخفافيش.
اضف تعليق