يحتاج الطفل الذي يعد اللبنة الأولى والركيزة الأساسية لبناء المجتمع السليم، الى اهتمام و رعاية خاصة في جميع المجالات (الصحية والتعليمية والاجتماعية والنفسية) التي تبدأ من المحيط الأسري الذي يعد المركز الرئيسي لنجاح وسلامة الطفل، والاهتمام بالطفل أصبح اليوم من أهم الضروريات في العديد من دول العالم، التي سعت الى تطبيق خطط وبرامج خاصة تعنى بصحة وسلامة الطفل وتطوير قدراته، من خلال الاعتماد على الدراسات والأبحاث الطبية والعلمية التي تهدف الى حل بعض المشكلات المعقدة كما يقول بعض الخبراء، والتي قد تزداد بشكل كبير في بعض البلدان، وخصوصا تلك التي تعاني أزمات ومشاكل سياسية وأمنية واقتصادية متفاقمة أثرت سلبا على الحياة العامة في تلك الدول والمجتمعات، وباتت تشكل تهديدا خطيرا على صحة الأطفال، بسبب تفشي بعض الأمراض والأوبئة الناتجة بفعل تراجع الوضع البيئي والصحي.
ولعل من أهم تلك المخاطر انتشار الأمراض المعقدة منها السل وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض الأخرى التي عادت للظهور بسبب تلك الأزمات كما أكدت بعض الدراسات والتقارير الصحية وهو ما أثار مخاوف من انتشار بعضها عالميا. من جانب أخر أكد بعض الخبراء على ضرورة الاهتمام بالجانب الصحي للطفل، من خلال إتباع الإرشادات والنصائح التي تقدم بشكل دائم ومستمر من قبل الباحثين والعلماء، والاعتماد عليها.
صراع مع شلل الأطفال
وفي هذا الشأن قالت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن 36 طفلا في سوريا واثنين في العراق اصيبوا بالشلل بسبب مرض شلل الأطفال وإن خطر انتشار هذا الفيروس على نطاق أوسع في الشرق الأوسط مازال كبيرا. وظهر شلل الأطفال وهو مرض غير قابل للشفاء في أكتوبر من العام الماضي بمحافظة دير الزور شمال شرق سوريا وهو أول ظهور للمرض في البلاد منذ عام 1999. وكانت الحالتان اللتان سجلتا في العراق بين أطفال عراقيين يعيشون في بغداد.
وقالت منظمة الصحة العالمية وصندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن حملة تحصين ضد شلل الأطفال شملت رقما قياسيا بلغ 25 مليون طفل في سبع دول بالشرق الأوسط في الفترة بين ديسمبر كانون الأول ويونيو حزيران 2014. وقالت المنظمتان إن الأمثل هو تحصين كل طفل ما بين ثلاث وست مرات ولكن لا يمكن الوصول الى الكثير من بين 3 ملايين طفل في سوريا ولو لمرة واحدة.
وقالت ماريا كاليفيس المديرة الاقليمية لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التقرير "الأكثر إلحاحا الان هو الوصول إلى كل طفل عدة مرات وعمل كل ما في وسعنا لتحصين الأطفال الذين لم نتمكن من الوصول اليهم في الجولات السابقة." واضافت "هناك انتشار للمرض في الشرق الأوسط - فالحرب في سوريا تفتح الباب أمام عدو قديم".
وقال التقرير إن الأطفال في سوريا هم الأكثر عرضة للخطر نظرا لتعطل عملية التحصين المعتادة كما تضرر الكثير من المراكز الصحية بشدة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الصراع. وفر ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ سوري بينهم الكثير من العاملين في مجال الصحة الى دول مجاورة. ومعظم الحالات التي تم اكتشافها في سوريا ظهرت في دير الزور ولكن سجلت حالات أخرى في حلب وادلب وحماة والحسكة.
ويغزو فيروس شلل الأطفال النظام العصبي ويمكن ان يسبب شللا لا شفاء منه خلال ساعات. وقالت جولييت توما المتحدثة باسم اليونيسيف "توضح التقديرات أن هناك 765 الف طفل داخل سوريا يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها. وطالما لم نحصل على امكانية الوصول الكامل والمنتظم الى هؤلاء الأطفال سوف يستمر خطر تفشي شلل الأطفال بشكل أكبر".
على صعيد متصل قال علماء إنه يبدو أن خلط نوعين من لقاحات علاج شلل الأطفال أحدهما يعطى بالحقن يمكن أن يمنح مناعة أفضل وقد يسرع من وتيرة جهود استئصال هذا المرض العضال. وقال باحثون بريطانيون وهنود إن لقاح شلل الأطفال غير النشط الذي يعطى بطريق الحقن يمكن أن يمنح مناعة أفضل وأطول اذا اضيف الى اللقاح النشط المعتاد الذي يعطى عن طريق الفم.
وأدى استفحال موجات خطيرة من مرض شلل الاطفال في آسيا وافريقيا واوروبا خلال السنوات العشر الماضية الى عرقلة جهود القضاء على المرض الذي يسببه فيروس يتكاثر في الأمعاء ويمكن أن يصاب به الآخرون من خلال مخالطة المرضى أو استخدام أطعمة ومياه ملوثة. ويهاجم شلل الأطفال الجهاز العصبي وقد يسبب في غضون ساعات شللا لا يمكن علاجه فيما كررت منظمة الصحة العالمية تحذيرا مفاده انه طالما ظل هناك طفل مصاب بشلل الأطفال فان خطر اصابة الأطفال الآخرين يظل قائما. بحسب رويترز.
ووجد الفريق البحثي لجاكوب جون الاستاذ المشارك في كلية (كريستيان ميديكال) بالهند الذي أشرف على الدراسة -التي شملت 450 طفلا من مناطق عمرانية كثيفة السكان بمنطقة فيلور بالهند- انه في الوقت الذي يحتفظ فيه الاطفال هناك بمستوى من المناعة ترجع الى اللقاح الذي يؤخذ بطريق الفم فان اللقاح الإضافي أدى بالفعل الى تعزيز مناعة الأمعاء. وقال جون "يبدو ان بالإمكان تحقيق أقوى مناعة من خلال خليط من الاثنين." ورغم التراجع الواضح في الإصابة بالمرض في مناطق توطنه منذ عام 2012 فان نحو 12 دولة تعتبر حاليا مناطق نشطة لنقل المرض إذ لا يزال أكثر نشاطا في ثلاث دول منها هي افغانستان وباكستان ونيجيريا.
كوارث السل الرئوي
الى جانب ذلك يصاب أكثر من 650 ألف طفل كل سنة بالسل في البلدان الاثنين والعشرين الأكثر تأثرا بهذا المرض، وهذه التقديرات أعلى بنسبة 25 % من تلك التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، بحسب ما جاء في دراسة. ويعيش نحو 53 مليون شخص مع نوع كامن من هذه العدوى التي قد تتحول إلى مرض في أي وقت، وفق ما كشف القيمون على هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ذي لانست" البريطانية الطبية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدرت في تقريرها الصادر سنة 2013 حالات السل المشخصة سنة 2012 في أوساط الأطفال دون الخامسة عشرة بحوالى 530 ألف حالة. وتستند تقديرات المنظمة الأممية إلى الحالات التي يبلغ عنها أطباء الأطفال. وينتقد الكثير من الخبراء هذه المنهجية، إذ أن مصداقيتها تختلف باختلاف البلدان. بحسب فرانس برس.
واعتمد الطبيب بيتر دود من جامعة شيفيلد البريطانية وزملاؤه على نموذج حسابي يأخذ في الاعتبار عدة عوامل، مثل انتشار المرض في أوساط البالغين وخطر التعرض للعدوى في أوساط العائلة وفعالية التلقيح، فضلا عن تأثير فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز). واعتبر بيتر دود أن النتائج التي تم التوصل إليها تسلط الضوء على ضرورة توفير المساعدة للأطفال، إذ غالبا ما يتم غض الطرف عن هذه الحالات التي لا بد من التركيز عليها للحد من انتشار السل.
الملح سيف ذو حدّين
من جانب اخر قال مسؤولون اتحاديون عن الصحة إن الأطفال الأمريكيين يتناولون الملح بشكل مفرط ومعظمه يأتي من أغذية جاهزة تباع في المتاجر مما يعرضهم لمخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في وقت لاحق من أعمارهم. ووجد تقرير للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن أكثر من 90 في المئة من الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عاما يستهلكون كثيرا من الصوديوم يوميا.
ويتناول هؤلاء الأطفال في المتوسط نحو 3300 ملليجرام من الصوديوم يوميا حتى قبل اضافة الملح على المائدة. واستندت دراسة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الى دراسات استقصائية أجريت على مستوى البلاد عامي 2009 و2010. وهذا يتجاوز الارشادات الغذائية التي تدعو الى عدم تجاوز 2300 ملليجرام يوميا. وأشار التقرير الى أن واحدا من كل ستة من الشبان الأمريكيين اصيب بالفعل بارتفاع ضغط الدم وهي حالة ترتبط بشكل وثيق بزيادة تناول الملح والبدانة والتي يمكن أن تؤدي الى أزمات قلبية وجلطات.
ووجد التقرير أن 43 في المئة من الصوديوم جاء من عشرة أنواع شعبية من الأطعمة من بينها البيتزا وشطائر اللحوم مع الجبن وشطائر اللحوم المقددة والمعكرونة مع الصلصة والجبن والوجبات الخفيفة المالحة مثل رقائق البطاطس (البطاطا) وقطع الدجاج والفطائر والخبز والحساء. بحسب رويترز.
وقال مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها توم فريدمان في بيان "معظم الصوديوم يأتي من الأطعمة الجاهزة وأغذية المطاعم وليس من اضافة الملح على الطعام. الحد من كمية الملح سوف يساعد أطفالنا على تجنب مشاكل صحية مأساوية ومكلفة". ووجدت الدراسة ان وجبة العشاء هي اكبر مصدر منفرد للصوديوم ومسؤول عن ما يقرب من 40 في المئة من الكمية اليومية.
مخاطر خارج السيطرة
على صعيد متصل قالت دراسة فرنسية إن مادة المينوكسيديل التي تستخدم لعلاج تساقط الشعر ربما تسبب آثارا جانبية خطيرة على الأطفال إذا ما تعرضوا لها عن طريق الخطأ. وأشار الباحثون المشاركون في الدراسة إلى أن طفلة ابتلعت أقل من ملعقة صغيرة من المنتج أدخلت إلى المستشفى وهي تعاني من تسارع خطير في دقات القلب وانخفاض ضغط الدم إلى مستوى خطير استمر حتى اليوم التالي.
ودعا الباحثون إلى بيع المستحضر في عبوات يصعب على الأطفال فتحها وبموجب وصفة طبية فقط. وقالت الطبيبة ايزابيل كلوديت التي قادت فريق الدراسة إن المينوكسيديل "عامل قوي جدا في خفض ضغط الدم ويمكن لكمية صغيرة للغاية منه أن تؤدي إلى هبوط حاد في ضغط الدم لدى الأطفال." وأضافت أنه يتعين ألا يباع هذا الدواء بدون وصفة طبية أو عبر الانترنت. وطلبت كلوديت والباحثون المشاركون في الدراسة من الآباء وأطباء الجلد أن يتنبهوا للتأثيرات الجانبية للمينوكسيديل على الأطفال. بحسب رويترز.
وتم تسويق المينوكسيديل في الأصل كدواء لخفض ضغط الدم لدى مرضى ضغط الدم المرتفع الذين لا يستجيبون لغيره من الأدوية. كما يباع الدواء أيضا كحل لإنبات الشعر منذ عقود. وقالت كلوديت إنه بالرغم من أنه يعتبر آمنا بشكل عام وجد بحث سابق أن وضع ملعقة صغيرة من المينوكسيديل على فروة رأس شخص بالغ مرتين في اليوم قد يسبب تسارع ضربات القلب واحتباس الملح والماء في الجسم وربما أزمة قلبية في بعض الحالات.
حماية النظر
في السياق ذاته إذا طلبت منك والدتك أن تأكل الجزر حتى ترى في الظلام فاعلم أنها على حق.. يقول خبراء إنه تبين أن تناول الأطفال للجزر واحد من عدة أشياء يمكن للآباء والأمهات الحرص عليها من أجل صحة عيون وبصر أبنائهم. وأضافوا أن الفحص المنتظم للعين وارتداء نظارة شمس أو قبعة لحماية عيون الأطفال من العوامل الأخرى للحفاظ على سلامة العين.
وقال طبيب العيون رون ويبر ومقره اتلانتا إنه بالرغم من أن العين يمكن أن تكون أحيانا وراثية كما أن بعض أمراض العيون عيوب خلقية إلا أن بعضها يمكن الوقاية منها. وأضاف إنه على سبيل المثال قصر النظر ليس "مرضا وراثيا فحسب وانما يمكن أن ترجع أسبابه أيضا للطريقة التي يستخدم بها الأطفال عيونهم في الطفولة." وقال إن القراءة لفترات طويلة يمكن أن تسبب قصر النظر. وأوضحت دراسة أجريت في الآونة الأخيرة واعتمد عليها الباحثون في بحثهم أن الدرجة العالية من التعليم تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر لانهم يقضون وقتا أطول في القراءة أو العمل على الكمبيوتر.
وأوضحت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يقضون وقتا أطول خارج المنزل أقل عرضة على الأرجح لإصابة بقصر النظر. إلا أن هذه النتائج لا تعني عدم تشجيع الأطفال على القراءة أو استخدام الكمبيوتر ولكن ويبر يشير إلى التأكد من توفير إضاءة كافية للطفل أثناء القراءة أو استخدام الكمبيوتر كما يشجع الآباء والأمهات على مساعدة أبنائهم على الامساك بالمادة التي يقرأونها على مسافة ما بين 45 و55 سنتيمترا من العين. وينصح ويبر ايضا بالحصول على راحة كل خمس دقائق تقريبا حتى تستريح الأعين.
ويشير ويبر إلى أنه من بين أهم الأمور التي يمكن للآباء والأمهات اتخاذها لحماية الأبناء من أمراض الأعين ومشاكل الابصار اخضاع الابناء لفحوص بشكل منتظم منذ الصغر. وتقول الطبيبة إيدا تشونج رئيسة كوليدج أوف أوبتوميتريستس إن فيجون ديفيلوبمنت "أغلبية مشاكل الابصار عند الأطفال يمكن الوقاية منها وعلاجها... حالة العين سواء كانت وراثية أو غير ذلك يمكن التعامل معها عند فحص أعين الأطفال في الصغر." وتوصي بإجراء أول فحص للعين عند بلوغ الطفل عامه الأول. بحسب رويترز.
وكثير من الآباء والأمهات لا يهتمون بارتداء أطفالهم نظارات شمسية إلا أن ويبر يقول "إذا كان الطفل في موقف يجعلك تستخدم معه الكريمات الواقية من الشمس فيمكن أيضا أن تجعله يرتدي قبعة أو نظارة شمسية لحماية العين من الشمس." يقول ويبر إن نقص الفيتامينات وخاصة فيتامين أ يمكن أن يضر بالإبصار "ومن ثم نعم الجزر مفيد لأعينكم". وتقول تشونج إن تناول الكثير من الجزر لن يكون له أثر مباشر على بصر الطفل ولكنها تتفق مع ويبر في أن "الجزر يحتوي على فيتامين أ والعين تحتاج إلى تغذية جيدة لكي تنمو وهذا يتضمن فيتامين أ."
معضلة الأطفال البدناء
من جهة اخرى قال باحثون أستراليون إن ممارسة الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن للتمارين الرياضية يمكن أن يسبب ضغطا على أقدامهم التي لا تزال في طور النمو. وأشار الباحثون إلى أن الأطفال البدناء معرضون للإصابة بآلام وشعور بعدم الراحة في القدمين التي عادة ما تكون مسطحة وسمينة وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الجزء المقوس من باطن القدم.
وحذر الباحثون من أن ذلك ربما يؤدي بدوره إلى توقف الأطفال عن المشاركة في الأنشطة البدنية. وقالت ديان ال.رديفورد-هارلاند من جامعة ولونجونج التي قادت فريق الدراسة حول تأثير التمارين الرياضية على أقدام الأطفال البدناء "النشاط البدني مسألة حاسمة للصحة ووقف زيادة الوزن أمر مهم." بحسب رويترز.
وأوضحت قائلة إن هؤلاء الأطفال ربما يشعرون بعدم الراحة خلال التمارين الرياضية لذا قد يكون من الضروري استخدام أشكال بديلة من النشاط. وأضافت رديفورد-هارلاند "ممارسة أنشطة بدنية لا يشعر فيها الجسم بعبء الوزن الزائد مثل السباحة وركوب الدراجات ربما تكون أحد الخيارات الجيدة... يمكن للأطفال ممارسة كل أنواع الرياضات المائية وركوب الدراجات كما أن الذهاب إلى الشاطيء أو حمام السباحة أو ركوب دراجة مع شخص بالغ يكون ممتعا."
الحليب قبل المدرسة
الى جانب ذلك قالت دراسة أمريكية جديدة إن الأطفال الذين يشربون ثلاثة أكواب من الحليب أو أكثر يوميا قبل مرحلة المدرسة قد يحصلون على زيادة طفيفة في القامة لكنهم أيضا أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة. ويقول الباحثون إن النتائج التي استندت على دراسة حالة نحو 9000 طفل تدعم توصيات حالية بأن يستهلك الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كوبين من الحليب يوميا.
وقال الدكتور مارك بيبوير وهو طبيب أطفال أشرف على الدراسة من جامعة فرجينيا الأمريكية "بشكل عام أدهشنا أكثر زيادة مؤشر كتلة الجسم بين الأطفال الذين يبلغ عمرهم أربعة أعوام ويشربون كميات كبيرة من الحليب." وأضاف "نظرا لانتشار السمنة في البلاد شعرنا كما لو أن البيانات تدعم التوصيات الحالية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال التي توصي بأن يشرب الأطفال كوبين من الحليب يوميا مع منعهم من شرب كميات أكبر بسبب احتمال زيادة الوزن بشكل غير صحي."
وقال بيبوير إن بحثا سابقا لفئات عمرية أخرى أشار إلى وجود صلة بين تناول كميات أكبر من الحليب وطول القامة. لكن فريقه قال في دورية أمراض الطفولة Archives of Disease in Childhood إن الدراسات خلصت إلى نتائج متضاربة عندما يتعلق الأمر بالحليب وزيادة الوزن. وجاءت بيانات الدراسة الجديدة من مسح للقامة في الطفولة المبكرة وهي دراسة أمريكية بدأت عندما ولد الأطفال في عام 2001.
وتابع الباحثون استهلاك 8950 طفلا للحليب خلال أول أربع سنوات من عمرهم بناء على مقابلات مع الآباء. وتابعوا 7000 من هؤلاء الأطفال حتى سن الخامسة. ووجدوا أن 53 بالمئة من الأطفال الذين تناولوا الحليب استهلكوا من كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا. وكان الأطفال الذين تناولوا أكثر من كوبين من الحليب يوميا وعمرهم أربع سنوات أكثر عرضة لزيادة الوزن بنسبة 16 بالمئة مقارنة بالأطفال الذين شربوا كميات أقل. بحسب رويترز.
وخلصت الدراسة أيضا إلى أن الأطفال الذين تناولوا كوبين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر من الحليب كانوا أطول بمقدار سنتيمتر مقارنة بأقرانهم الذين شربوا كوبا واحدا أو أقل. وعند سن الخامسة لم تكن الفوارق في الوزن كبيرة لكن تناول الحليب ارتبط فقط بزيادة طفيفة في طول القامة.
اضف تعليق