تعيش معظم دول العالم أحوالا جوية باردة، فكيف تحمي نفسك من متحور أوميكرون وغيره من سلالات كورونا في الطقس البارد؟ وما آخر المعطيات حول انتشار تسونامي اوميكرون؟ ولماذا يجب عدم الاستهانة بخطر هذا الوباء؟ وهل يمكن للاختبارات السريعة الكشف حقا عنه؟ ما فترة حضانة أوميكرون؟ وهل حان وقت جرعة رابعة من لقاح كورونا؟...
على الرغم من مرور عامين على بداية انتشار فيروس كورونا لا تبدو المؤشرات على أن الجائحة على وشك الرحيل بالرغم من حملات اللقاحات الضخمة والإجراءات ضد هذا الوباء، اذ تعيش معظم دول العالم أحوالا جوية باردة، فكيف تحمي نفسك من متحور أوميكرون وغيره من سلالات كورونا في الطقس البارد؟ وما آخر المعطيات حول انتشار تسونامي اوميكرون؟ ولماذا يجب عدم الاستهانة بخطر هذا الوباء؟ وهل يمكن للاختبارات السريعة الكشف حقا عنه؟ ما فترة حضانة أوميكرون؟ وهل حان وقت جرعة رابعة من لقاح كورونا؟ وما دور اللقاحات في مواجهته؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير الشامل.
أوميكرون يكتسح العالم
لفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن جائحة كوفيد-19 "لم تنتهِ بعد"، محذرا من الفكرة القائلة بأن المتحور أوميكرون لا تسبب الأذى، وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف: "يواصل أوميكرون اكتساح العالم. لا تخطئوا، يسبب أوميكرون في دخول المستشفيات ويوقع وفيات، وحتى الحالات الأقل خطورة تُثقل كاهل مؤسسات الرعاية الصحية"، وأضاف: "هذا الوباء لم ينته بعد ونظرا إلى التفشي الكبير لأوميكرون حول العالم فمن المحتمل ظهور متحورات جديدة".
في 11 يناير اعتبرت وكالة الأدوية الأوروبية أنه على الرغم من أن المرض لا يزال في مرحلة الوباء، فإن انتشار المتحور أوميكرون سيحول كوفيد-19 إلى مرض مستوطن يمكن للبشرية أن تتعلم التكيف معه.
وقال ماركو كافاليري مسؤول استراتيجية اللقاح في وكالة الأدوية الأوروبية ومقرها أمستردام: "مع زيادة المناعة بين السكان - ومع وجود أوميكرون سيكون هناك الكثير من المناعة الطبيعية بالإضافة إلى التطعيم - سننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن".
في سويسرا، اعتبر وزير الصحة آلان بيرسيه الأسبوع الماضي أن المتحور أوميكرون قد تكون "بداية نهاية" الوباء، لكن رئيس منظمة الصحة العالمية بدا أكثر حذرًا، وأكد مرة أخرى أن المتحور أوميكرون يعد خطيرا.
وقال للصحفيين: "في بعض البلدان يبدو أن حالات كوفيد بلغت ذروتها ما يعطي الأمل في أن الأسوأ من جراء الموجة الأخيرة قد أصبح خلفنا لكن لا توجد دولة تخلصت من الوباء"، لكن غيبرييسوس حذر من أن "المزيد من العدوى يعني مزيد من المرضى في المستشفيات ومزيد من الوفيات ومزيد من الناس الذين لن يتمكنوا من العمل بما يشمل الأساتذة والطواقم الطبية، ومزيد من أخطار ظهور متحور آخر يكون أكثر عدوى ويتسبب بوفيات أكثر من أوميكرون"، وأعرب عن قلقه بشكل خاص من أن العديد من البلدان لديها معدلات منخفضة من التطعيم ضد كوفيد، وقال: "الناس أكثر عرضة للإصابة بأشكال خطيرة من المرض أو الموت إذا لم يتم تطعيمهم"، وأوضح تيدروس: "قد يكون أوميكرون أقل خطورة لكن المزاعم القائلة بأنه مرض بسيط مضلل يضر بالاستجابة العامة ويتسبب بخسارة مزيد من الأرواح".
أعراض أوميكرون تقسم لثلاث مجموعات: الخفيفة والمتوسطة والشديدة
ما المجموعات الثلاث التي تقسم لها أعراض سلالة "أوميكرون" (Omicron) المتحورة من فيروس كورونا؟ وطالما أن أوميكرون خفيف فلماذا لا تصاب به حتى تكتسب المناعة؟ وهل تحتاج إلى جرعة منشطة حتى لو أصبت بكوفيد-19 بعد تلقي جرعتين من اللقاح؟ وماذا يقول وزير الصحة الألماني عن التطعيم الإلزامي للتعامل مع كورونا؟
قدمت مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر، الأعراض الخفيفة والمتوسطة والشديدة للإصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا (كوفيد-19)، والإجراءات التي يُوصى باتباعها.
الأعراض الخفيفة للإصابة بسلالة أوميكرون، ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، سعال جاف
حكة أو التهاب في الحلق، فقدان حاسة التذوق أو الشم، إعياء، صداع، الغثيان والقيء والإسهال، احتقان أو ضغط في الجيوب الأنفية أو سيلان الأنف، الإجراءات اللازمة في حالة الأعراض الخفيفة للإصابة بسلالة أوميكرون، اعزل نفسك، تجنب التواصل مع أفراد أسرتك والأفراد الآخرين، يمكنك تناول الباراسيتامول لتخفيف حدة الأعراض، حافظ على شرب الماء بانتظا، تجنب البقاء في السرير لمدة طويلة.
الأعراض المتوسطة للإصابة بسلالة أوميكرون: حمى شديدة، آلام في العضلات، ضيق في التنفس عند الحركة مع حدوث تشبع الدم بالأكسجين عند معدل أقل من 94% عند تنفس هواء الغرفة، آلام أسفل الظهر، سعال جاف، قشعريرة مع شعور مستمر بالرعشة، الغثيان والقيء والإسهال، الإجراءات اللازمة في حالة الأعراض المتوسطة للإصابة بسلالة أوميكرون، اعزل نفسك، تجنب التواصل مع أفراد أسرتك والأفراد الآخرين، يمكنك تناول الباراسيتامول لتخفيف حدة الأعراض، حافظ على شرب الماء بانتظام، تجنب البقاء في السرير لمدة طويلة
إذا كنت تبلغ من العمر 60 عاما أو أكثر أو تعاني من أمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان أو قصور القلب أو ضعف في المناعة أو فشل كلوي، فاتصل بخط المساعدة الخاص بمرضى كورونا.
الأعراض الشديدة للإصابة بسلالة أوميكرون: ألم في الصدر، زرقة في الشفاه أو الوجه، الارتباك أو عدم الاستجاب، التعب الشديد وآلام الجس، ضيق في التنفس حتى عند عدم بذل أي جهد، مع حدوث تشبع الدم بالأكسجين عند معدل أقل من 94% عند تنفس هواء الغرفة.
الإجراءات اللازمة في حالة الأعراض الشديدة للإصابة بسلالة أوميكرون، يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض شديدة توحي بالإصابة بكوفيد-19 طلب الرعاية الطبية بشكل فوري.
الجرعات المعزّزة توفّر حماية أفضل من "أوميكرون"
أظهرت ثلاث دارسات جديدة وضعتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أهمية تلقي جرعة معزّزة لتوفير أفضل حماية ضد متحوّر "أوميكرون"، وتعتبر هذه البيانات الواقعيّة الأولى حول أثر الجرعات المعزّزة ضد متحوّر "أوميكرون"، الذي يمثّل الآن أكثر من 99% من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة.
وأثارت الدراسات التي صدرت الجمعة، مسألة إذا كان ينبغي اعتبار الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح فقط، محصنين بالكامل، وقال وليام شافنر، مستشار اللقاحات لدى الوكالة منذ فترة طويلة، غير المشارك في الدراسات: "أعتقد أنه يتعيّن علينا إعادة تحديد معنى التحصين الكامل ليشمل 3 جرعات".
ما يميّز هذه الدراسات أنّها أجريت على نطاق واسع شمل شمل ملايين الحالات، ومئات الآلاف من الزيارات لأقسام الطوارئ، ومراكز الرعاية الطارئة، إلى عشرات الآلاف من حالات الاستشفاء بين البالغين، وكشفت الدارسات أن تلقي الجرعات المعززة فعّال بنسبة بنسبة 90% لتجنّب الدخول إلى المستشفى بين ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني عندما كان "أوميكرون" المتحوّر السائد، وفقًا لما جاء في إحدى دراسات الوكالة التي نظرت في 88 ألف حالة استشفاء تقريباً توزّعت على 10 ولايات.
وبالمقارنة، كان الحصول على جرعتين فعّالاً بنسبة 57% عند مرور 6 أشهر على الأقل منذ الجرعة الثانية، وكان الحصول على المُعزّز فعالًا بنسبة 82% لتجنّب الدخول إلى غرف الطوارئ، ومراكز الرعاية الطارئة، وفقًا للدراسة التي نظرت في أكثر من 200 ألف حالة طارئة في 10 ولايات، فيما أتت نسبة فعالية تلقي جرعتين من لقاح مضاد لكورونا 38% فقط، بعد مرور 6 أشهر على الأقل بعد تناول الجرعة الثانية، وقال شافنر: "أعتقد أنّ الجرعة الثالثة هي التي تمنحك حقًا الحماية القوية الأفضل".
ونُشرت هذه الدراسة الجمعة ضمن التقرير الأسبوعي للمرض والوفيات (MMWR) التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، وخلُصت دراسة ثانية نُشرت أيضًا ضمن التقرير عينه الجمعة، إلى أن الأشخاص الذين تلقّوا 3 جرعات كانوا أقل عرضةً للإصابة بـ"أوميكرون"، وبالنظر إلى البيانات المستقاة من 25 إدارة صحية محلّية وعلى مستوى الولاية، وجد باحثو مراكز مكافحة الأمراض أنّ بين من تلقّوا جرعة مُعزّزة، سُجلت 149 حالة بين كل 100 ألف شخص أسبوعيًا. أمّا من تلقوا جرعتين فقط، كانت هناك 255 حالة بين كل 100 ألف شخص.
وأظهرت دراسة ثالثة، نُشرت في المجلة الطبية JAMA، أنّ الحصول على مُعزّز يساعد في منع الأشخاص من الإصابة بالمرض بـ"أوميكرون"، ووجدت تلك الدراسة، التي شملت ما يزيد قليلاً عن 13 ألف حالة "أوميكرون" في أمريكا، أن احتمالات الإصابة بعدوى مصحوبة بأعراض كانت أقل بنسبة 66% لدى الأشخاص الذين تمّ تعزيزهم، مقارنةًًً بأولئك الذين تلقّوا جرعتين فقط، ووجدت الدراسات الثلاث أنّ الأشخاص غير المحصّنين يواجهون خطر الإصابة بالمرض الشديد جرّاء "كوفيد-19".
حاليًا، تعتبر الوكالة أنّ المحصّن بالكامل هو تلقى لقاحات "كوفيد-19" الأولية، أي بعد مرور أسبوعين على تلقي جرعته الثانية من لقاح مرسال الرنا "mRNA"، أو جرعته الأولى من لقاح "جونسون أند جونسون"، ويُوصى بتلقّي جرعات معزّزة لكل شخص يبلغ من العمر 12 عامًا وما فوق بعد مرور 5 أشهر على مرحلة التلقيح الأولية.
هل يمكن للاختبارات السريعة الكشف حقا عن "أوميكرون"؟
يثق الكثيرون بالاختبارات السريعة للكشف عن الأجسام المضادة (Antigen) التي تمت الموافقة عليها للاستخدام الخاص أيضا منذ بداية عام 2021. ويعتمد على الاختبارات السريعة في اكتشاف العدوى في مرحلة مبكرة لوقف انتشارها، ويفضل الكثيرون اختبار أنفسهم قبل زيارة أقاربهم في دار رعاية المسنين أو قبل أن يجتمعوا في احتفالات خاصة. ومع ذلك يبقى الشعور بالأمان عند استعمال الاختبارات السريعة ليس مؤكدا، خاصة الآن بعد انتشار المتحور "أوميكرون".
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حذرت يوم (28 ديسمبر 2021) من أن الاختبارات السريعة أقل استجابة للمتحور "أوميكرون" مقارنة بالأصناف السابقة مما قد يؤدي ذلك إلى نتائج اختبار سلبية خاطئة، ورغم هذا الاستنتاج المهم خفضت مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة من وقت الحجر الصحي للأشخاص المصابين بدون أعراض إلى خمسة أيام فقط.
75 في المائة من الاختبارات تُوفق في مهامها؟ الباحثون من معهد "بأول إرليش" ومعهد "روبرت كوخ" الألمانيين ومستشفى شاريتيه في برلين اخضعوا عددا كبيرا من اختبارات الأجسام المضادة السريعة المتاحة في الأسواق وتوصلوا إلى أن حوالي 20 في المائة من هذه الاختبارات فشلت في مهامها ولم تنجح في العمل حتى مع وجود نسبة مرتفعة من الفيروس.
وأفاد تقرير الدراسة أن 26 من 122 اختبارا سريعا تم فحصها لم تستوف حتى الحد الأدنى من المتطلبات، بينما كانت نسبة نجاحها تبلغ 75 في المائة عندما كانت نسبة الفيروس مرتفعة. أي أن نجاح الاختبارات السريعة مرتبط بكمية الفيروسات المتواجدة في الجسم.
وحسب الدراسة فإن الشخص يكون شديد العدوى وحمله للفيروس قويا إذا كانت قيمة الفيروسات المتوفرة في جسمه تتراوح بين 25 و30. وأما إذا كانت قيمة الفيروسات المتوفرة تتراوح بين 30 و36 فإن حمل الفيروس يكون معتدلا.
هل اختبارات "بي سي آر" أكثر ضمانة؟ يعتمد كلا الاختبارين، الاختبار السريع أو اختبار "بي سي آر"، على جمع إفرازات من الجهاز التنفسي من خلال مسحة من الأنف أو الحلق أو كليهما.
الاختبارات السريعة لا تكون موثوقة جدا إذا كانت العينة تحتوي على فيروسات قليلة فقط لأن الشخص في بداية الإصابة مثلا أو في نهايتها. وفي حال كان الاختبار السريع إيجابيا، فيجب أن يتبع ذلك فورا اختبار "بي سي آر".
أما اختبار "بي سي آر" فهو أكثر تأكيدا بوضوح، ويتم في المختبر استخدام تفاعل معين للبحث عن المادة الوراثية لـ SARS CoV-2، وحتى الكميات الصغيرة من الفيروس هنا تكون كافية للحصول على نتيجة اختبار إيجابية.
هل هذا يعني أن الاختبارات السريعة لا قيمة لها؟ ليست الاختبارات السريعة مهمة فقط بالنسبة لمن لم يتم تطعيمهم، ولكن أيضا بشكل متزايد في المستقبل لأولئك الذين تم تطعيمهم. فالعالم أمام تحدي كبير، يتعامل مع فيروس خطير دائم التحور يجعله رهين أي بصيص أمل لكبح هذا الوباء ولو بنسبة نجاح قليلة.
لذلك فالاختبارات السريعة مفيدة وتساعد على احتواء الوباء لأنها غالبا ما تكتشف العدوى بسرعة كبيرة. خاصة عندما يكون لدى شخص نسبة عالية من الفيروسات، فالاختبارات هنا تطلق الإنذار. ولكن حتى مع نتيجة الاختبار السلبية، يمكن أن يكون الشخص مصابا بالعدوى وبالتالي ينقل العدوى للآخرين. لذلك، لا ينبغي للمرء أن يعتمد كثيرا على نتائج الاختبارات السريعة ولكن عليه أيضا توخي الحذر في الحياة اليومية.
ما فترة حضانة أوميكرون؟ وهل حان وقت جرعة رابعة من لقاح كورونا؟
هل حان الوقت لتلقي جرعة رابعة من لقاح كورونا؟ وما فترة حضانة متحور أوميكرون؟ وما سر تفاؤل بعض العلماء بأن تأثير الفيروس سيضمحل عام 2022؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.
هل حان وقت تلقي جرعة رابعة؟ الجواب المباشر وفقا للمعطيات المتوافرة حاليا هو لا، إذ من السابق لأوانه الحديث عن جرعة رابعة من لقاح كورونا، فأعلى جهة مختصة بتنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي لا توصي بها، وأيضا العديد من العلماء يقولون إنه لا يوجد معطيات كافية لدعم إعطاء جرعة رابعة.
وأشار رئيس إستراتيجية اللقاحات بالوكالة الأوروبية ماركو كافاليري، في لقاء صحفي، إلى "عدم وجود" بيانات تدعم الفعالية الواسعة "المفترضة" لجرعة تنشيطية ثانية، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله، وأشار كافاليري إلى مسألة أخرى وهي أن التعزيز المتكرر يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الاستجابة المناعية لكوفيد-19، مما قد يتسبب في إجهاد الذين تلقوا عدة جرعات من اللقاحات بالفعل (weaken the immune response and tire out people) وفقا لما نقله موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg).
ويقول الباحثون إنه على الرغم من عدم وجود بيانات إكلينيكية تثبت فعالية تعدد جرعات اللقاح المعززة، إلا أنه لا يوجد أيضا ما يدعم فكرة أن المعززات المتكررة يمكن أن تسبب "إرهاق" الجهاز المناعي لدى الأشخاص، وذلك لأنه لم تتم محاولة البحث مطلقا في هذا الجانب، وعلى الأرجح فإن كافاليري كان يشير إلى مخاوف من أن وجود الأجسام المناعية (مثل تلك التي توفرها اللقاحات) بشكل دائم أمام الجهاز المناعي للجسم، مرارا وتكرارا، يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا التائية "T- Cells" بالحساسية أو "الإرهاق" كما قالت سارة فورتشن الأستاذة في كلية "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة، بقسم علم المناعة والأمراض المعدية، في بريد إلكتروني إلى دويتشه فيله.
وتلعب الخلايا التائية دورا رئيسيا في محاربة كوفيد-19 بمجرد دخولها الجسم، وقالت فورتشن "تصبح الخلايا التائية مختلة وظيفيا عندما ترى أجساما مضادة بشكل متكرر في سياقات معينة، وأفضل ما تمت دراسته في هذا السياق هو ما جرى مع فيروس نقص المناعة البشرية أو السرطان، حيث يكون المستضد (الجسم المضاد) موجودا طوال الوقت".
وفي السياق نفسه، رفض بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات والطبيب المعالج في قسم الأمراض المعدية بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، بشكل حاسم، سياسات تعزيز كوفيد-19، واصفا هذه الإستراتيجية بأنها مضللة.
وقال أوفيت -وهو أيضا عضو اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية- إنه على الرغم من أن اللقاحات "تعمل بشكل جيد وتبقي الناس خارج المشرحة ووحدات الرعاية المركزة في المستشفيات، لكن التركيز يجب أن ينصب الوقت الحالي على إعطاء جرعات اللقاح الأولى والثانية للأشخاص غير المحصنين، بدلا من الاستمرار في تعزيز الذين حصلوا بالفعل على أول جرعتين من اللقاح، كما قال لدويتشه فيله.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة إنه على الرغم من أن جرعتين من اللقاح تعملان على الوقاية من الوصول إلى الحالة المرضية الشديدة لدى معظم الناس، إلا أن المعززات يمكنها المساعدة في حماية من الأعراض الشديدة للمرض لدى الأشخاص في المجموعات المعرضة للخطر مثل كبار السن، ومن إعادة العدوى من المتغيرات الجديدة مثل أوميكرون.
من جهتها قالت الدكتورة مونيكا غاندي، أخصائية الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إنه استنادا إلى البيانات المتوفرة حتى الآن فإن الجرعة الرابعة غير مبررة، وذلك في تصريح لموقع "هيلث لاين" (Healthline)، وأضافت غاندي "ستساعد الجرعة الثالثة على زيادة الحماية ولكن ليس لدينا بعد سبب منطقي لجرعة رابعة".
ما فترة حضانة أوميكرون؟ أصبح مؤكدا أن متحور أوميكرون أكثر نشرا للعدوى من دلتا، حيث تفشى بشكل سريع بسبب قدرته على اختراق الجهاز المناعي للأشخاص الذين تم تطعيمهم أو أصيبوا سابقا بفيروس كورونا، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، بهذا الصدد، يؤكد بيير إيف بويل، الأستاذ بمعهد بيير لويس لعلم الأوبئة والصحة العامة في فرنسا، أنه "كلما زادت قدرة الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر، زادت نسبة المصابين بشكل عام".
وتظهر الأبحاث الحالية أن فترة حضانة متحور أوميكرون (أي الفترة من التقاط العدوى حتى ظهور الأعراض) قد لا تتجاوز 3 أيام، مقارنة بـ 4 أيام بالنسبة لمتحور دلتا، و5 أيام للسلالات الأخرى. وإذا تأكدت هذه المعطيات، من المنتظر أن يكون انتشار الفيروس في الموجة الجديدة أسرع من السابق على غرار ما تم رصده في جنوب أفريقيا.
ما نوع الكمامة التي ينصح بارتدائها وسط انتشار "أوميكرون"؟
أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إرشادات جديدة الأسبوع الماضي تحثّ من خلالها الأمريكيين على ارتداء كمامات عالية الجودة، ومُحكمة بشكل جيّد، وفي إمكانهم ارتدائها باستمرار، وصنّفت الوكالة الكمامات بحسب مستوى الحماية التي توفّرها، وأوضحت أنّ "الكمامات المصنوعة من الأنسجة تمنح المعدل الأدنى من الحماية، أما الكمّامة عينها المصنوعة من طبقتين فتوفر مزيدًا من الحماية، وتمنح الكمامات الطبية المحكمة على الوجه، وكمامة KN95 حماية أكبر بعد، وتؤمن أقنعة التنفس المحكمة على الوجه المرخّص لها من المعهد الوطني للصحة المهنية والسلامة، ضمنًا N95، أعلى درجة حماية".
ومنذ أشهر، يشجّع الكثير من خبراء الصحة العامة على إجراء هذه التعديلات، ضمنًا المحللة الطبية لدى CNN ليانا وين، وطبيبة الطوارئ، وأستاذة السياسة الصحية وإدارتها بكلية معهد "ميلكن" للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، وأجابت وين، مؤلفة Lifelines: A Doctor's Journey in the Fight for Public Health، على بعض الأسئلة الشائعة حول الكمامات.
لماذا تشجّع مراكز مكافحة الأمراض على إجراء هذا التعديل في إرشادات الكمامات؟ الدكتورة ليانا وين: نعلم من أكثر من عام أن "كوفيد-19" ينتقل بالهواء، لذا فإنّ جودة الكمامة مهمة للحد من انتقال العدوى بالهواء. وهذا مهم لا سيّما أنًنا نواجه حاليًا متحوّر "أوميكرون" السريع الانتشار. انطلاقًا من ذلك، يجب أن نُمكّن الناس من استخدام الكمامة المناسبة، الأعلى جودة، كي تحميهم.
ما هو نوع الكمامة التي تنصحين الأشخاص بارتدائها؟ في الأماكن المغلقة والمزدحمة، أوصي بشدّة الأشخاص بارتداء كمّامة N95، أو KN95، أو KF94، وتتماثل جودة كمامة N95 مع المعايير الأمريكية، أمّا كمامة KN95 فهي تتوافق والمعايير الصينية، وKF94 تتفق مع المعايير الكورية. جميعها فعّالة للغاية لجهة الحماية من انتقال "كوفيد-19"، وتؤكّد مراكز مكافحة الأمراض على استخدام هذه الكمامات بنتظام، وسيجد بعض الأفراد أنّ أقنعة التنفّس هذه غير مريحة، لذا أقترح عليهم تجربة أنواع مختلفة منها، فقد يجد شخص ما أن N95 شديدة جداً، لكن قد يرتاح باستخدام كمامة KN95، فيما يفضل آخرون ملمس KF94، بالإضافة إلى أنّ بعضها يتضمن أشرطة مرنة على الأذنين بدلاً من الرأس، وثمة تفضيلات متنوعة لدى الأشخاص في هذا المجال أيضاً.
ماذا لو لم يجد شخص ما أيّ من هذه الكمامات مريحة؟ وين: إذا لم يتمكن شخص من ارتداء أقنعة التنفس باستمرار، عليه ارتداء كمامة مزدوجة مصنوعة من القماش ومنسوجة على نحو متقن فوق كمامة جراحية طبية.
هل نستخدم كمامة N95 بصمام أم من دون صمام؟ وين: أنصح بالبحث عن كمامات N95 التي لا تحتوي على صمام زفير. فتلك التي تحتوي على صمامات تحمي من يضعها جيدًا، لكن من المحتمل أنه في حال الإصابة، قدد تتسرّب عبره جزيئات الفيروس لإصابة الآخرين. رغم ذلك فإنّ مستوى تفلّت الفيروس متدن جدًا.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض، تعمل كمامات N95 المزوّدة بصمام زفير بشكل جيّد مثل الكمامات الجراحية، أو الكمامات القماشيّة لجهة حماية الآخرين، ولذلك، إذا كانت كمامة N95 المزوّدة بصمام الكمامة الوحيدة التي يمكنك تحمّل ارتدائها، فعليك ارتداءها، لكن يحبّذ ارتداء كمامة N95 من دون صمام، وتأكّد من اختبار كمامات KN95 أو KF94، فهي قد تكون مريحة أكثر بالنسبة إليك.
هذه الكمامات غالية الثمن. هل يجب استخدامها لمرة واحدة ثم رميها؟ وين: كلا، يمكن إعادة استخدامها، أمّا إعادة استخدامها فيعتمد على حالتها، والوقت التي استخدمت خلاله، فالشخص الذي يستخدم هذه الكمامة للذهاب إلى متجر البقالة فقط يمكنه استخدامها نفسها لأسابيع. في حين يضطر شخص آخر يستخدمها طوال النهار في العمل إلى استبدالها كل بضعة أيام، أنصح باستخدام المنطق عند تحديد الوقت المناسب لاستبدال الكمامة، وقم برميها إذا كانت منبعجة، أو مبلّلة أو متّسخة، وإذا عطست فيها على سبيل المثال.
هل في الإمكان تنظيفها؟ أنتوني فاوتشي: متحور أوميكرون قد يمثل نهاية مرحلة جائحة فيروس كورونا ما لم يحدث سيناريو معي، وين: لا، ولا أنصحك بمحاولة ذلك، وقد يؤدي رش الكمامة بالمطهّر، أو الماء، أو وضعها في المايكروويف، إلى تلفها بشكل لا يمكن إصلاحه، قد ينتاب بعض الأشخاص شعور بالقلق لجهة حمل الكمامة للفيروس.
ثمة أدلة تشي بندرة الانتقال السطحي لـ"كوفيد-19"، ولكن إذا كنت تريد الاطمئنان، احرص على استخدام كمامتين أو ثلاث كمامات، مناوبة كل يوم. وعند الانتهاء من الكمامة لهذا اليوم، ضعها في كيس أو وعاء، واستخدم أخرى في اليوم التالي، ثم عد إلى الأولى في اليوم الذي يليه، وتذكّر أنه عند الاتساخ أو حين تصبح رطبة عليك التخلص منها واستخدم واحدة جديدة.
ماذا عن الأطفال، هل يمكنهم أيضاً ارتداء أقنعة التنفس؟ وين: هناك بعض كمامات KFN94 وKN95 متاحة للأطفال، لكن ملاءمة الكمامة للوجه أمر مهم جداً، يجد بعض الأطفال أن هذا النوع من الكمامات مريح، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الكمامة الجراحية التي تعلوها كمامة قماشيّة تعتبر بديلًا جيّدًا، هناك الكثير من الغموض حول متحوّر "أوميكرون" و"كوفيد-19" عمومًا. هل هناك على الأقل يقين بشأن أهمية ارتداء الكمامات؟
وين: نعم، تُعد الكمامات طبقة حماية مهمة، خاصةً عند انتشار العديد من الفيروسات، واعلم أنه حتّى إذا نزع من يحوطونك كماماتهم باستمرار، يمكنك ارتداء كمامة عالية الجودة فهي تؤمن لك الحماية اللازمة، وأريد حقيقة أن يرفع الناس من جودة الكمامات التي يضعونها باستمرار، عندما يكونون في أماكن مغلقة، أو مزدحمة.
هل اللقاحات الحالية تحمي من أوميكرون؟
قال دولستن إن اللقاح الحالي -الذي طورته "فايزر" وشركة بيونتك (BioNTech) الألمانية للتكنولوجيا الحيوية لا يزال يوفر "حماية قوية حقا من دخول المستشفى" ضد متغير أوميكرون، لكن الجرعات الحالية أقل فعالية في إيقاف المرض الأقل خطورة، وأضاف دولستن أن نسخة محدثة من اللقاح قد تعالج هذا الانخفاض.
هل تعمل شركات أخرى على لقاح مضاد لأوميكرون؟ قال ستيفان بانسيل المدير العام لشركة مودرنا (Moderna) إن مختبر الشركة يعد لجرعة إضافية خاصة بالمتحور أوميكرون ستكون جاهزة في الخريف، مشيرا إلى أن التجارب السريرية ستبدأ قريبا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي تصريح لشبكة "سي إن بي سي"، قال بانسيل "نتباحث حاليا مع مسؤولين صحيين في العالم أجمع من أجل اتخاذ قرار بشأن ما نعتقد أنها الإستراتيجية الأفضل لإعطاء جرعة إضافية في خريف العام 2022"، وشدد على أهمية المحافظة على التقدم الذي تم إحرازه في مواجهة الفيروس، محذرا من خطورة خسارة هذا التقدم.
من هو الرئيس الذي أعلن إصابته بكورونا للمرة الثانية؟ الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أعلن أمس الاثنين أنه أصيب بكوفيد-19 للمرة الثانية، مطمئنا مواطنيه بأنه يعاني من أعراض خفيفة، وكتب الرئيس في تغريدة على تويتر "أبلغكم بأنني مصاب بكوفيد-19، وعلى الرغم من أن الأعراض خفيفة فسأمكث في العزل الصحي ولن أزاول سوى الأعمال المكتبية، وسأتواصل عبر الفضاء الافتراضي"، ولوبيز أوبرادور (68 عاما) نادرا ما يضع كمامة، وقد بدا عليه المرض صباح الاثنين خلال مؤتمره الصحفي اليومي، إذ تحدث بصوت أجش، مؤكدا أنه يعتزم إجراء فحص كوفيد-19 على الرغم من اعتقاده بأنه مصاب بالإنفلونزا فحسب، وكان الرئيس المكسيكي أصيب بفيروس كورونا في يناير/كانون الثاني 2021، وكانت أعراض المرض لديه حينها خفيفة أيضا، وتلقى لوبيز أوبرادور لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca) العام الماضي، بالإضافة إلى جرعة معززة في 7 ديسمبر/كانون الأول.
كم تدوم أعراض المتحور أوميكرون؟ تختلف أعراض أوميكرون أو أي متحور آخر لكوفيد-19 من شخص إلى آخر، وتلعب عوامل مثل حالة التطعيم والتاريخ الصحي للشخص وعمره ونمط حياته دورا في مدة الإصابة بالمرض وشدته، وذلك وفقا لتقرير للكاتب ديريك هاوكينز نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية، وذكر الكاتب أن التصور الناشئ عن متحور أوميكرون يشير إلى أنه قد يكون أقل تسببا في دخول المصابين به إلى المستشفى مقارنة بالمتحور دلتا.
وتشير بعض البيانات الأولية إلى أن الإصابة بعدوى أوميكرون قد تكون أقل حدة وتشبه أعراضه الزكام أو الإنفلونزا لدى بعض المرضى، ووصفت دراسة نرويجية تفشي متحور أوميكرون في حفل أقيم يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني حضره 117 شخصا تم تطعيمهم بالكامل، حيث ثبتت إصابة 66 شخصا منهم بالفيروس مقابل الاشتباه في إصابة 15 آخرين، ووجدت السلطات الصحية التي حققت في حالة التفشي أن السعال واحتقان الأنف والتعب والتهاب الحلق كانت الأعراض الأكثر شيوعا بين المصابين، يليها الصداع والحمى.
وقال أكثر من 12 شخصا من المصابين إن الأعراض اختفت في غضون يومين، فيما قال 62 من الحضور إنهم عانوا من بعض الأعراض طوال أسبوع واحد، وقد وجد الباحثون أن أيا من الإصابات لم تتطلب دخول المستشفى إلى غاية 13 ديسمبر/كانون الأول، أي بعد أسبوعين من الحفل.
وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين تكون درجة إصابتهم بفيروس كوفيد-19 متوسطة -مهما كانت السلالة- يقل لديهم خطر نقل العدوى للآخرين بعد 10 أيام من ظهور الأعراض لديهم شريطة أن تكون الأعراض قد تحسنت لديهم في ذلك الوقت ولم يصابوا بالحمى.
من ناحية أخرى، يمكن أن تمتد الحالات الشديدة من الإصابة لأكثر من شهر، مما يعني أن فترة العدوى تكون أطول، وفي هذه الحالة توجد مشكلة "كوفيد-19 طويل الأمد"، والذي يمكن أن يتسبب في استمرار بعض الأعراض لعدة أشهر حتى لو كان الشخص ملقحا، وحسب جوشوا سيبتموس المدير الطبي في مستشفى هيوستن ميثوديست للرعاية الصحية، فإن بعض أعراض فيروس كورونا قد تستمر أيضا لفترة أطول من غيرها، وكتب سيبتموس مؤخرا "على وجه الخصوص يمكن أن يستمر التعب وفقدان حاسة التذوق والشم إلى ما بعد فترة العدوى"، وقال الكاتب إن أفضل طريقة للحد من شدة المرض وتقليل خطر إصابتك به لفترة طويلة تكون من خلال الحصول على التطعيم والجرعة المعززة. وحسب مجموعة متزايدة من الأبحاث، فإن الأشخاص الأصحاء الذين تلقوا جرعة معززة من اللقاح من غير المرجح أن يصابوا بمرض خطير أو ينتهي بهم المطاف في المستشفى.
وأضاف أنه يبدو أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعات الأولية من التطعيم دون تلقي الجرعة المعززة محميون أيضا من المرض الشديد نتيجة هذا الفيروس، أما الأشخاص غير الملقحين والذين يعانون من حالات صحية خاصة فيرتفع لديهم احتمال الإصابة بمرض شديد نتيجة فيروس كوفيد-19 وإمكانية الإقامة بالمستشفى والوفاة.
اضف تعليق