تتواص الجهود التي يقوم بها العلماء والباحثين في مختلف دول العالم لإيجاد علاجات ناجحة لفيروس كوورونا "كوفيد-19"، الذي تسبب في اصابة وقتل الملايين من البشر، اضافة الى الخسائر المالية الكبيرة، حيث اكدت وكالة الأدوية الأوروبية تبدأ تقييم دواء لكورونا من شركة رجينرون ومختبر روش...
تتواص الجهود التي يقوم بها العلماء والباحثين في مختلف دول العالم لإيجاد علاجات ناجحة لفيروس كوورونا "كوفيد-19"، الذي تسبب في اصابة وقتل الملايين من البشر، اضافة الى الخسائر المالية الكبيرة، حيث اكدت وكالة الأدوية الأوروبية تبدأ تقييم دواء لكورونا من شركة رجينرون ومختبر روش، وبدأت وكالة الأدوية الأوروبية في تقييم طلب للحصول على تصريح لتسويق دواء رونابريف الذي تم تطويره بشكل مشترك من جانب شركة رجينرون الأمريكية للأدوية ومختبرات روش السويسرية، وفقاً لبيان.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن تركيبة الأجسام المضادة أحادية النسيلة يهدف لعلاج مرض كورونا لدى البالغين وصغار السن من عمر 12 عاما فأكثر الذين لا يحتاجون إلى علاج بالأكسجين الإضافي والمعرضين بشكل أكبر للإصابة بحالة خطيرة من كورونا الشديد، وأيضاً للوقاية من الفيروس لدى البالغين وصغار السن من عمر 12 عاما فأكثر. وسوف تقيم وكالة الأدوية الأوروبية فوائد ومخاطر الدواء في إطار جدول زمني مخفض، ويمكن أن تصدر رأيا في غضون شهرين. يشار إلى أن الإطار الزمني الأقصر ممكن لأن لجنة الأدوية البشرية التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية قد راجعت بالفعل البيانات المتعلقة بالدواء أثناء المراجعة الدورية.
حقنة مذهلة
في السياق ذاته كشفت دراسة طبية حديثة، أن شركة "أسترازينيكا" تمكنت من تطوير حقنة علاج فعالة بشكل كبير ضد مرض "كوفيد 19"، وسط آمال بأن تحد من الوفيات والحالات الحرجة التي تنجم عن الوباء. وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن هذه الحقنة التي جرى تطويرها من قبل "أسترازينيكا" تمت تسميتها علميا بـ" AZD7442" وهي تضم مزيجا من الأجسام المضادة.
وفي وقت سابق، جرى تقديم طلب في الولايات المتحدة لدى هيئة الغذاء والدواء من أجل السماح بالاستخدام الطارئ لهذا العقار بمثابة "علاج وقائي". وأظهرت نتائج التجارب السريرية التي جرى الكشف عنها، أن دواء الحقنة أظهر نجاعة كبيرة في الوقاية من تدهور الحالة لدى الأشخاص الذين مرضوا بكورونا وشعروا بأعراض متوسطة.
وأبانت النتائج أن من أخذوا الدواء تحسنوا بشكل أفضل مقارنة بأشخاص شاركوا في الدراسة وأعطيت لهم جرعة وهمية لا تضم أي دواء أو ما يعرف في الطب بـ"البلاسيبو". وأوردت الدراسة أن جرعة واحدة من الدواء عن طريق الحقن تخفض خطر المضاعفات الشديدة أو الموت بسبب "كوفيد 19" بواقع 50 في المئة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يأخذوا العقار.
وشملت التجربة السريرية 903 من الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا وكانوا من بين الأكثر عرضة لأن تتطور لديهم حالة شديدة من جراء "كوفيد 19"، لأن عددا منهم يعانون اضطرابات صحية. وقال الخبراء إن هذا العلاج مناسب جدا للأشخاص الذين لا يستطيعون أخذ اللقاح، لأسباب صحية، أو من لا يحصلون على مناعة كبيرة عند التطعيم، أو من يعانون أمراضا تجعل وضعهم هشا أمام العدوى.
علاج عن طريق الفم
من جانب اخر قالت شركة ميرك الأميركية العملاقة للأدوية، إنها تقدمت بطلب للسلطات الأميركية للأدوية و"الوكالات التنظيمية في العالم" للحصول على إذن بالاستخدام الطارئ لعقارها "مولنويرافير" المضاد لفيروس كورونا. وبحسب الشركة، فإن العقار، وهو الأول المخصص لعلاج كورونا عن طريق الفم، يستطيع أن يخفض نسبة الإصابات الحرجة بالمرض، التي تستدعي دخول المستشفى، إلى50 بالمئة.
وقالت إنها تعمل "مع الوكالات التنظيمية في جميع أنحاء العالم لتقديم طلبات للاستخدام في حالات الطوارئ أو تصريح التسويق في الأشهر المقبلة". وقال روبرت ديفيس الرئيس التنفيذى ورئيس ميرك فى البيان إن "التأثير غير العادي لهذا الوباء يتطلب أن نتحرك بإلحاح غير مسبوق". ووصفت ويندي هولمان، الرئيسة التنفيذية لشركة ريدجباك بيوثيربيوتيكس، شريك ميرك، الطلب بأنه "خطوة حاسمة نحو إتاحة مولنوبيرافير للأشخاص الذين قد يستفيدون من دواء مضاد للفيروسات عن طريق الفم يمكن تناوله في المنزل بعد وقت قصير من التشخيص بـ Covid-19".
وفي مرحلة متأخرة من التجارب السريرية، قامت ميرك وريدجباك بتقييم بيانات حوالي 770 مريضا - تلقى نصفهم تقريبا دورة لمدة خمسة أيام من العقار، في حين تلقى الآخر دواء وهميا.
ومن بين المرضى الذين تلقوا مولنوبيرافير، تم نقل 7.3 فى المائة منهم الى المستشفى بحلول اليوم التاسع والعشرين مقارنة ب 14.1 فى المائة من الذين يتناولون دواء وهميا وهو انخفاض نسبي في المخاطر بنسبة 50 فى المائة. وقال موقع Nature العلمي إن نتائج البيانات لم يتم بعد مراجعتها من قبل "محكمين" وهي طريقة طبية معتمدة لتقييم البحوث العلمية، ولكن "إذا ما سمح بالعلاج من قل الجهات التنظيمية فإنه سيكون أول علاج مضاد للفيروسات عن طريق الفم ل COVID-19.
وأضاف الموقع إن اثنين من صانعي الأدوية الهنود سعوا بشكل مستقل لإنهاء اختبار العقار في بلدهم لأنهم " لم يروا أي "فعالية كبيرة" للدواء التجريبي، بالنسبة للذين يعانون "من إصابة معتدلة"، على الرغم من أنهم يخططون لمواصلة التجارب للأشخاص الذين يعانون من إصابة خفيفة. لكن متحدثا باسم الشركة أشار إلى أن "الحالات المعتدلة من إصابات COVID-19 في الهند تعرف بأنها أكثر حدة مما هي عليه في الولايات المتحدة وتنطوي على دخول المستشفى.
وتشير معلومات إلى أن العقار يصمد أمام متحورات الفيروس، بما في ذلك دلتا، وأن الدواء له "ملامح سلامة جيدة". لكن خبراء قالوا إنه ليس علاجا معجزة ويجب أن يكمل اللقاحات ولا يحل محلها. وقالت ميرك في البيان إنها تتوقع إنتاج 10 ملايين دورة علاجية بحلول نهاية عام 2021، ومن المتوقع إنتاج المزيد من الدورات في عام 2022.
وقد اشترت الولايات المتحدة 1.7 مليون دورة من مولنوبيرافير في حال الموافقة عليها، مع خيار شراء المزيد، وقالت وكالة الصحة العالمية Unitaid إنها تعمل مع شراكة تسمى ACT-Accelerator لتأمين العقار للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وقالت ميرك إنها "تخطط لتنفيذ نهج تسعير متدرج يستند إلى معايير دخل البلدان التي يحددها البنك الدولي لتعكس القدرة النسبية للبلدان على تمويل استجابتها الصحية للوباء". وقالت الشركة إنها وقعت أيضا، في انتظار الحصول على تصاريح، اتفاقات ترخيص طوعية غير حصرية لمولنوبيرافير مع شركات تصنيع الأدوية الهندية لتسريع إمكانية الاستفادة من الدواء في أكثر من 100 بلد منخفض ومتوسط الدخل.
عقار الكوكتيل
على صعيد متصل كشفت شركة "أسترازينيكا"، عن مزيد من النتائج الإيجابية بشأن تجربة مزيج من الأجسام المضادة لفيروس كورونا، وفقًا لما ذكره موقع ميديكال أكسبريس. وقالت الشركة في بيان لها إن الدواء، المصنوع من مزيج من اثنين من الأجسام المضادة، حقق "انخفاضًا ذا دلالة إحصائية في حالات الإصابة بفيروس كورونا الحاد أو الوفاة" لدى المرضى الذين لم يدخلوا المستشفى ومن يعانون من أعراض بين خفيفة إلى متوسطة، حيث يخضع العلاج، المعروف باسم AZD7442، للمرحلة الثالثة أو التجارب السريرية النهائية لتقييم سلامته وفعاليته.
وكشفت "أسترازينيكا" عن أن الدواء قلل من خطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد أو الوفاة بنسبة 50% في المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض لمدة 7 أيام أو أقل، بما يحقق الهدف الرئيسي من التجربة. وأوضح هيو مونتجمري، المحقق الرئيسي في التجربة: "مع استمرار حالات العدوى الخطيرة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، هناك حاجة كبيرة إلى علاجات جديدة مثل AZD7442 التي يمكن استخدامها لحماية السكان المعرضين للخطر، ويمكن أن تساعد أيضا في منع التقدم إلى مرض خطير".
وتابع: "تظهر هذه النتائج الإيجابية أن جرعة مريحة في العضل من AZD7442 يمكن أن تلعب دورا مهما في المساعدة في مكافحة هذا الوباء المدمر". وقالت مين بانجالوس، نائب الرئيس التنفيذي للبحث والتطوير في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية في "أسترازينيكا": "يمكن أن يؤدي التدخل المبكر بأجسامنا المضادة إلى انخفاض كبير في تطور المرض الشديد، مع استمرار الحماية لأكثر من 6 أشهر"، وقد ضمت التجربة 903 مشاركين مع 90% منهم من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد. وأوضح موقع ميديكال إكسبريس، ساعد لقاح "كورونا" الذى طورته شركة "أسترازينيكا"، مع جامعة أكسفورد، في تمكين حملة التطعيم البريطانية السريعة ضد "كورونا"، مضيفة، أن الشركة ستناقش البيانات مع الجهات الصحية دون الخوض في التفاصيل.
اجسام مضادة
من جانبهم أعلن علماء من مستشفى جامعة لوزان والمدرسة الفيدرالية للعلوم التطبيقية في تلك المدينة السويسرية، عن اكتشاف جسم مضاد قادر على تحييد جميع أنواع فيروس كوفيد-19، بما في ذلك متحور دلتا. وتم تحقيق الاكتشاف العلمي المنشور في مجلة "Cell Reports" المتخصصة عن طريق عزل الخلايا الليمفاوية من مرضى كوفيد-19. وأعلنت المدرسة الفيدرالية للعلوم التطبيقية في بيان إن الجسم المضاد هو "واحد من أقوى الأجسام التي تم تحديدها حتى الآن ضد فيروس كورونا سارس-كوفيد-2".
كما أوضحت أن الجسم المضاد يحجب البروتينات الشوكية (التي تعطي الفيروس شكله المميز "الإكليل") وبالتالي يمنعها من إصابة خلايا الرئة، مما يوقف عملية تكاثر الفيروس ويسمح لجهاز المناعة لدى المريض بالقضاء على فيروس كورونا. ويؤكد العلماء أيضاً أن الجسم المضاد الجديد أكثر استدامة، لأنه يوفر الحماية لمدة 6 أشهر تقريباً، مقابل 3 أو 4 أسابيع للأجسام المضادة الأخرى.
وقال بيان الجامعة السويسرية: "هذا يجعله علاجاً وقائياً مثيراً للاهتمام للأفراد غير المحصنين المعرضين للخطر، أو للأشخاص الذين تم تطعيمهم والذين لم يتمكنوا من إنتاج استجابة مناعية". وتوقع العلماء أن المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو متلقي الأعضاء المزروعة أو المرضى الذين يعانون من أنواع معينة من السرطان يمكن حمايتهم من فيروس كورونا من خلال تلقي حقن الجسم المضاد المكتشف 2 أو 3 مرات في السنة.وستبدأ التجارب السريرية للدواء الذي يعتمد على هذه الأجسام المضادة في أواخر عام 2022.
اضف تعليق