q
لا يزال فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" يفاجئنا بين الحين والآخر بطفرات وسلالات جديدة اشد فتكا، وأخر تلك السلالات هي سلالة لامبادا، التي حذر منها العلماء، لاحتوائها على مجموعة غير عادية من الطفرات، ويمكن أن يكون أكثر عدوى من المتغيرات الأخرى، فماذا يعرف عنها الخبراء؟...

لا يزال فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" يفاجئنا بين الحين والآخر بطفرات وسلالات جديدة اشد فتكا، وأخر تلك السلالات هي سلالة "لامبادا"، التي حذر منها العلماء، لاحتوائها على مجموعة غير عادية من الطفرات، ويمكن أن يكون أكثر عدوى من المتغيرات الأخرى، وتم العثور على أول حالة موثقة من سلالة فيروس كورونا "لمبادا" في بيرو، حيث تشكل الآن أكثر من 80 ٪ من جميع الحالات، وتم تسجيل ست حالات في المملكة المتحدة البريطانية.

بدورها تراقب منظمة الصحة العالمية بصورة خاصة سلالة لفيروس كورونا يطلق عليها اسم "لامبدا Lambda" ظهرت حتى الآن في أمريكا اللاتينية بصورة أساسية. وقالت المنظمة اليوم الأربعاء (14 يوليو/ تموز 2021) إن "سلالة لامبدا تحمل عددا من التحورات ذات تداعيات مجهرية مشتبه بها مثل إمكانية محتملة لانتشار العدوى بصورة متزايدة أو مقاومة مرتفعة ممكنة للأجسام المضادة المحيدة"، ومع ذلك، لا توجد حتى الآن دراسات يمكن الوثوق بها أو نتائج حقيقية بهذا الشأن، ومثلت السلالة نحو ثلث الحالات خلال الأشهر الأخيرة في الأرجنتين وتشيلي.

وكانت المنظمة قد قسمت سلالات فيروس كورونا إلى فئتين: "السلالات المثيرة للاهتمام" التي تؤدي لتسجيل حالات مجمعة أو تحدث في عدة دول، وتنتمي سلالة "لامبدا" لهذه الفئة، أو فئة "سلالات مثيرة للقلق" الأكثر قدرة على العدوى ويصعب التحكم فيها. وتضم الفئة الثانية سلالة "دلتا"، على سبيل المثال، التي دفعت السلطات البريطانية لإرجاء إلغاء جميع القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا.

وذكرت وسائل إعلامية إسبانية أن متحور "لامبدا" قد وصل إلى أوروبا، بعدما تم رصد 80 إصابة في منطقة كانتابريا على الساحل الشمالي للبلاد. لكن هذا المعطى ليس كافيا لتحديد مدى قوة انتشار هذا المتحور في القارة العجوز، وبحسب تقرير معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، فإن متحور "لامبدا" غير مصنف لحد الآن ضمن "قائمة متحورات فيروس كورونا التي توجد تحت المراقبة" في ألمانيا.

بعد دلتا سلالة أكثر فتكاً تهدد العالم

بعد أن تسببت سالالة دلتا من COVID-19 في إصابات كبيرة بفيروس كورونا، وظهر منذ ايام نوع آخر من COVID-19 شديد العدوى يسمى لامبدا بسرعة في جميع أنحاء الدول، ويشير أحدث تقرير إلى أنه تم اكتشاف السلالة الجديدة في ما يقرب من 30 دولة.

ووصفت وزارة الصحة البريطانية متغير لامبدا الذي تم اكتشافه حديثًا على أنه مصدر قلق كبير، خاصةً عندما يكون العالم بالفعل تحت تأثير الموجة الأخيرة فيروس كورونا من فيروس كورونا فإن متغير لامبدا لديه إمكانية عالية لزيادة قابلية الانتقال أو المقاومة المتزايدة المحتملة لتحييد الأجسام المضادة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن متغير لمبادا لـ COVID-19 باعتباره متغيرًا مثيرًا للقلق، وفي تقرير أسبوعي صرحت منظمة الصحة العالمية أن لامبدا ارتبطت بالمعدلات الكبيرة لانتقال العدوى في المجتمع في العديد من البلدان، مع ارتفاع معدل الانتشار بمرور الوقت بالتزامن مع زيادة حدوث كورونا.

ما هو متحور فيروس كورونا الجديد؟

يؤكد موقع "ساينس ألرت" أن المتحور "لامبادا" يجب أن يثير الاهتمام بالفعل، لأنه من النوع الذي يحتوي على جزيئات سريعة الانتشار وتسبب أعراضا قوية، فضلا عن قدرته على التهرب من المناعة من العدوى أو مكافحته للقاحات السابقة.، يتحدث العديد من العلماء عن "توليفة غير عادية" من الطفرات في لامبادا، والتي قد تجعله أكثر قابلية للانتقال، بحسب الموقع.

ويوضح الموقع أن لدى المتحور الجديد سبع جزيئات في البروتين الشائك، وهي عبارة عن نتوءات على الغلاف الخارجي للفيروس تساعده على الالتصاق بخلايانا وغزوها. تسهل هذه الجزيئات على متحور لامبادا الارتباط بخلايانا وتجعل من الصعب على أجسامنا المضادة الالتصاق بالفيروس وتحييده.

لا توجد دراسات منشورة حتى الآن حول متغير لامبادا، لكن نسخة أولية من بحث أجرته كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك حول تأثير لقاحي فايزر وموديرنا ضد متغير لامبادا كشفت أن الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاحين ضد السلالة الجديدة أصبحت أقل بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بما ينتجه اللقاحان أمام الفيروس الأصلي.

كما قام باحثون من جامعة تشيلي بالتحقيق في تأثير لقاح سينوفاك ضد متغير لامبادا، ووجدوا أيضا انخفاضا بمقدار ثلاثة أضعاف في تحييد الأجسام المضادة مقارنة بالمتحور الأصلي، لكن وفقا "لتقييم المخاطر" الأخير للصحة العامة في إنكلترا حول متحور "لامبادا"، لا يوجد دليل على بلد تفوق فيه المتحور على "دلتا".

هل انتشار متغير لامبادا في جميع أنحاء العالم؟

اعتبارًا من منتصف يونيو تم الإبلاغ عن لامبادا في 29 دولة أو إقليم أو منطقة، وفقًا لتحديث 15 يونيو الماضي من منظمة الصحة العالمية، تم اكتشاف المتغير في 81 بالمائة من عينات الفيروس التاجي التي تم تسلسلها في بيرو منذ أبريل، و31 بالمائة من تلك الموجودة في تشيلي حتى الآن.

يمثل المتغير أقل من 1 في المائة من العينات المتسلسلة في الولايات المتحدة، وفقًا لـ GISAID وهو مستودع لبيانات الجينوم الفيروسي، تم الإبلاغ عن حالات منعزلة في عدد من البلدان الأخرى.

يحتوي المتغير على ثمانية طفرات ملحوظة، بما في ذلك سبعة في جين البروتين الشائك الموجود على سطح الفيروس، توجد بعض هذه الطفرات في متغيرات أخرى وقد تجعل الفيروس أكثر عدوى أو تساعده على التهرب من استجابة الجسم المناعية.

ما مدى تأثير اللقاحات عليه؟

أكد الدكتور يحيى عبد المؤمن خبير الفيروسات بمستشفى كلود برنار الجامعي بفرنسا أنه لا توجد في الوقت الحالي أبحاث كافية حول المتحور الجديد لامبدا ومدى فاعلية اللقاحات معهـ وأضاف في لقاء على الجزيرة مباشر أن تحورات فيروس كورونا كانت متوقعة مثلما يحدث مع غيره من الفيروسات، وخطورة ظهور متحور جديد تكمن في انتشاره بشدة نتيجة عدم وجود مناعة ضده وتغلبه على الأجيال الماضية من متحورات الفيروس ليصبح السبب الرئيسي للإصاباتـ وأوضح أن الأبحاث أثبتت أن اللقاحات تحمي من النسخ الموجودة بالفعل مثل ألفا وبيتا البريطاني ودلتا الهندي وحتى الجنوب أفريقي، ولكن لا توجد أبحاث تثبت أن نسبة الحماية من الفيروس لهذه اللقاحات تبلغ 90% بعكس النسخة الأولى من الفيروس التي ظهرت في 2019.

لكنه أضاف أنه توجد على الأقل نسبة حماية للملقحين تتراوح بين 40% إلى 60% ضد نسخ الألفا والبيتا والدلتا لأن المكون الأساسي للغلاف الشوكي البروتيني للفيروس يبقى ثابتا عند كل هذه النسخ والطفرات.

ولفت إلى أن المعامل التي ابتكرت اللقاحات تستطيع أن تضيف كل طفرة تظهر ولكن هذا يتطلب من 3 إلى 4 أشهر لصناعة الدفعة التالية من اللقاحات وهذا ما فعلته شركة موديرنا مثلا بالنسبة للنسخة البريطانية بيتا.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، عثر على المتحور لامبدا في 29 دولة ويحتوي على العديد من الطفرات التي يمكن أن تزيد من قابلية الانتقال والخطورة وربما تقلل من فعالية التطعيمات ضدهـ وقالت مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة إن القرائن المتوفرة حتى الآن عن هذه الطفرة تشير إلى خطورتها العالية خاصة من حيث سرعة انتشارها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن اللقاحات والتعافي من الوباء، مضيفة “ما زلنا لا نملك البيانات الكافية لتحديد خطورة هذه الطفرة ومواصفاتها النهائية”ـ

أرقام كورونا باتت مقلقة

تكشف الأرقام اليومية التي تصدرها هيئات متابعة حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، عودة الصين إلى الواجهة بخصوص الإحصاء العام للمصابين بالفيروس عبر العالم.

وأعلنت هيئة الصحة الوطنية الصينية، عن تسجيل 57 حالة إصابة بمتحور فيروس كورونا الجديد في البر الرئيسي، بارتفاع بلغ 23 حالة عن اليوم السابق، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، وهذه هي أعلى حصيلة يومية للعدوى في الصين، منذ 30 يناير الماضي.

إلى ذلك، أغلقت السلطات الصينية مدينة على الحدود مع ميانمار (بورما)، وأغلقت معظم الشركات وطالبت السكان بالبقاء في منازلهم.

وقالت السلطات الصحية في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية، إنه تم العثور على 15 حالة أخرى في رويلي خلال الـ 24 ساعة الماضية، علاوة على ست حالات في اليومين السابقين. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أيضًا إصابة شخصين بدون أعراض بالفيروس، وفق ما نقلته وكالة أسوشيستد برس.

وتم بموجب ذلك، إغلاق جميع الشركات والمؤسسات العامة باستثناء المستشفيات والصيدليات والمتاجر الأساسية مثل محلات البقالة، وفقًا لإشعار نُشر على الإنترنت، وهذا الإجراء سيؤثر على الجزء الحضري من رويلي، والذي مثل معظم المدن الصينية يشمل المناطق الريفية المحيطة في ولايته القضائية.

وتتنافس المدن الصينية، التي لديها برامج تطعيم متقدمة، لتصبح الأولى في الصين التي تصل إلى مناعة القطيع، لكن تظل الأسئلة مطروحة حول متى تحدث بالضبط نقطة التحول تلك، وفق صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".

وقالت منظمة الصحة العالمية، التي تدعم تحقيق مناعة القطيع من خلال التطعيم، بدلاً من السماح للمرض بالانتشار بين السكان، إنه لا يمكن تحقيق ذلك على مستوى العالم هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى محدودية التطعيم في البلدان النامية وظهور المتغيرات الجديدة.

بحلول 16 يونيو، تلقى ما يقرب من 16 مليون شخص في بكين التطعيم المضاد لكورونا، بينما يبلغ إجمالي عدد السكان أكثر من 22 مليون شخص، وهو ما يعادل أكثر من 70 في المائة، لكن السلطات تخشى برغم ذلك من عدم تحقيق مناعة القطيع المرجوة.

إلى ذلك، سجّلت إندونيسيا، حصيلة يومية قياسية لوفيات كورونا بلغت 1040 حالة بينما تجاوز عدد الإصابات 34 ألفا في وقت يواجه الأرخبيل موجة كوفيد هي الأكثر فتكا منذ ظهر الوباء.

ويأتي الإعلان في وقت فرضت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا قيودا إضافية على مستوى البلاد لاحتواء الموجة الوبائية فيما حذّرت الحكومة من أن الآتي قد يكون أسوأ. وستطبّق القيود الجديدة على عشرات المدن وستمتد من جزيرة سومطرة في غرب البلاد الى بابوا في أقصى الشرق في وقت تتفشى المتحورة دلتا بعدما اجتاحت جزيرة جاوة.

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3,996,519 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس، الأربعاء، استناداً إلى مصادر رسميّة.

والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضررا لناحية الوفيات (605,905)، تليها البرازيل (526,892 وفاة) والهند (404,211) والمكسيك (233,958) والبيرو (193,588)، وتستند الأرقام إلى تقارير السلطات الصحية في كل بلد، ولكنها لا تأخذ في الاعتبار التعديلات التي تجريها لاحقا الهيئات الإحصائية، وتلفت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأشخاص الذين توفوا بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الوباء يصل إلى ثلاثة أضعاف ما تشير إليه الأرقام الرسمية.

بالارقام 8 متحورات من كورونا مثيرة للقلق

بالتزامن مع تفشي عدة سلالات متحورة من فيروس كورونا المستجد، كان بعضها أكثر قدرة على الانتشار، ولعبت دوراً كبيراً في زيادة عدد الإصابات، أشار الخبراء إلى الناحية العلمية والأسباب وراء متغيرات كورونا، لافتين إلى أكثرها إثارة للقلق في المجالات المختلفة، وهي:

ألفا: ظهر في بريطانيا، وكان يُطلق عليه سابقًا اسم B.1.1.7، انتشر في 114 دولة على الأقل، وتسبب في حوالي 60٪ من إجمالي الحالات.

بيتا: اكتُشف في جنوب إفريقيا، وكان يُطلق عليه سابقًا اسم B.1.351، انتشر في 48 دولة على الأقل وفي 23 ولاية أميركية، ويحتوي على 8 طفرات متميزة يمكن أن تؤثر على كيفية غزو الفيروس للخلايا البشرية.

غاما: ظهر للمرة الأولى في البرازيل، وكان معروفاً باسم P.1، تم رصده في 74 دولة حول العالم، و30 ولاية أميركية على الأقل.

دلتا: ظهر لأول مرة في الهند، وكان يُطلق عليه سابقًا B.1.617.2، واكتشف في أكثر من 100 دولة وسرعان ما أصبح السلالة المهيمنة حول العالم.

إيتا: ظهر في المملكة المتحدة البريطانية ونيجيريا، وكان معروفاً باسم B.1.525، انتشر في 68 دولة حول العالم.

أيوتا: ظهر في مدينة نيويورك، الذي كان يطلق عليه اسم B.1.526، تم اكتشافه في 43 دولة على الأقل وجميع الولايات الأميركية.

كابا: تم اكتشافه في الهند أيضاً، وكان يطلق عليه اسم B.1.617.1، انتشر في ما لا يقل عن 52 دولة و31 ولاية أميركية.

لامبادا: ظهر بداية في البيرو، وكان يحمل اسم C.37، انتشر في 29 دولة، وبمستويات مرتفعة في دول أميركا الجنوبية على وجه الخصوص.

اضف تعليق