مع اقتراب نهاية 2020، ربما هناك حقيقة وحيدة محبطة يجب تقبّلها، وهي أنه من المرجح ألا تعود الحياة إلى طبيعتها أبداً، ويحن معظمنا إلى شهر كانون الثاني الماضي، عندما كانت الحياة اليومية أقرب إلى ما عهدناه في الماضي، أي عصر ما قبل كورونا، وفي الوقت الحالي...
هل تشعر بالقلق والتعب والضغط، وأنك منهك؟ هل تشعر أن العمل يكاد يقضي عليك الآن، على الرغم من أنك لم يسبق عانيت من هذا الأمر؟ ربما أن ضغط الحياة العائلية والأعباء التي لا تنتهي هو الذي جعلك لا ترى مخرجا، أنت إذن على حافة الإجهاد النفسي.
ومع اقتراب نهاية 2020، ربما هناك حقيقة وحيدة محبطة يجب تقبّلها، وهي أنه من المرجح ألا تعود الحياة "إلى طبيعتها" أبداً، ويحن معظمنا إلى شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عندما كانت الحياة اليومية أقرب إلى ما عهدناه في الماضي، أي عصر ما قبل كورونا، وفي الوقت الحالي، ما زلنا نكتشف ما إذا كانت تغييرات هذا العام ستصبح دائمة، على سبيل المثال، ما إذا كان العمل سيبقى من المنزل، وما إذا أصبح ارتداء قناع في الخارج جزءاً من طبيعتنا، وما إذا أصبحت المصافحة والعناق من الماضي.
ويقول علماء النفس إن قطع العلاقات بشكل دائم مع شهر يناير كما كان في الماضي ليس بالضرورة أمراً سيئاً، بينما يأتي الخطر من التوق إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى، بدلاً من الاستمرار في العمل على التكيَف مع كل ما هو قادم.
بينما يكافح العالم للتعامل مع الموجات الأولية من الوفيات والاضطراب الناجم عن جائحة كوفيد-19، هناك أدلة متزايدة على أن "موجة ثانية" مرتبطة بتزايد حالات الصحة النفسية واضطرابات تعاطي المخدرات يمكن أن تتراكم، وقد تنتابنا أحيانا مشاعر بالحزن أو الاكتئاب عادة كرد فعل طبيعي لبعض الظروف التي قد يمر بها الأشخاص في حياتهم.. ولكن يتواجد اختلاف ما بين الشعور بالاكتئاب والشعور بالحزن. وتصنف حالة الاكتئاب كنوع من الاضطراب المزاجي الذي يسبب الشعور المتواصل بالحزن، أما الشعور بالحزن الذي قد يعاني منه البعض أحيانا فهو ببساطة ردة فعل طبيعي قد يصيب الأشخاص نتيجة لظروف الحياة.
ويمكن أن تتحول حالة الاكتئاب الطفيفة إلى اضطراب نفسي يصعب علاجه مع الوقت، ويعتبر التشخيص المبكّر خطوة حيوية بهدف تجنّب تفاقم الحالة والإصابة بالاضطرابات النفسية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد تسببت جائحة فيروس كورونا في انتشار الاضطرابات النفسية بشكل "مقلق" للغاية.
وتتواصل الدراسات المتخصصة في القضايا النفسية للحصول على المزيد من الاكتشافات بهدف الحصول على تفسير الظواهر النفسية فضلا عن اخبار اخرى تتعلق بالقضايا النفسية، نتابعها عبر المعلومات في تقرير (شبكة النبأ المعلوماتية) الاتي:
موجة ثانية من "دمار" الصحة النفسية
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة JAMA الطبية، كتب المؤلفون الدكتورة نعومي سيمون والدكتور جلين ساكس والدكتور تشارلز مارمار، وجميعهم من كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، أن "موجة ثانية من الدمار وشيكة، تُعزى إلى عواقب الصحة النفسية جراء فيروس كورونا.
وأضافوا أن "حجم هذه الموجة الثانية من المرجح أن يطغى على نظام الصحة النفسية المتهالك بالفعل، مما يؤدي إلى مشاكل في الوصول، وخاصة للأشخاص الأكثر ضعفا"، اقترح الباحثون أن هذه الموجة الثانية من الصحة النفسية ستجلب المزيد من التحديات، مثل زيادة الوفيات الناجمة عن الانتحار والجرعات الزائدة من المخدرات، وسيكون لها تأثير غير متناسب على نفس المجموعات التي تأثرت في الموجة الأولى: السود، كبار السن، بعض الفئات الاجتماعية والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقال معدو التقرير إن "حجم الموت خلال فترة قصيرة من الزمن مأساة دولية على نطاق تاريخي"، وكتب المؤلفون أن مصدر القلق الرئيسي هو "تحويل الحزن العادي والضيق إلى حزن طويل الأمد واضطراب اكتئابي كبير وأعراض لاضطراب ما بعد الصدمة".
يتميز الحزن الطويل، الذي يصيب ما يقرب من 10٪ من الثكالى، بستة أشهر على الأقل من الشوق الشديد أو الانشغال أو كليهما بالمتوفى؛ الألم العاطفي؛ الشعور بالوحدة؛ صعوبة الانخراط في الحياة، التجنب؛ الشعور بأن الحياة لا معنى لها وزيادة خطر الانتحار. قال المؤلفون إن هذه الحالات يمكن أن تصبح مزمنة أيضًا مع أمراض مصاحبة إضافية، مثل اضطرابات تعاطي المخدرات.
قال المؤلفون إن نسبة 10٪ من المتأثرين بالحزن لفترات طويلة من المحتمل أن تكون أقل من تقدير الحزن المتعلق بالوفيات الناجمة عن كوفيد-19، وكل حالة وفاة تترك ما يقرب من تسعة أفراد من العائلة ثكلى. هذا يعني أن هناك 2 مليون شخص ثكلى في الولايات المتحدة، وبالتالي "سيكون تأثير وفيات كوفيد-19 على الصحة النفسية عميقًا".
تسبب الوباء بالفعل في أزمة صحية نفسية، وفقًا لبيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ووجد تقرير جديد أن الأمريكيين يعانون من مشاكل الصحة النفسية المتعلقة بفيروس كورونا أكثر من الأشخاص في البلدان الأخرى.
ذكرت بيانات مسح CDC أن ما يقرب من 41 ٪ من المستجيبين يعانون من مشاكل الصحة النفسية الناجمة عن الوباء. تتعلق القضايا بالوباء والتدابير الموضوعة لاحتوائه، بما في ذلك أوامر البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي.
أفاد ما يقرب من 41 ٪ من المستجيبين عن حالة أو أكثر من حالات الصحة السلوكية أو النفسية، بما في ذلك تعاطي المخدرات أو أعراض الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، عدد الأمريكيين الذين أبلغوا عن أعراض القلق هو 3 أضعاف العدد في نفس الوقت من العام الماضي، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كما أثر الوباء على مقدمي الرعاية، وفقًا لجمعية "بلو كروس بلو شيلد". وجد التحليل الوطني لما لا يقل عن 6.7 مليون من مقدمي الرعاية المؤمن عليهم من قبل الجمعية أن 26 ٪ من مقدمي الرعاية غير المدفوع لهم الذين يحاولون تحقيق التوازن بين العمل والأسرة بسبب كوفيد-19 يشعرون بمزيد من التوتر ولديهم صحة بدنية أضعف مما كانت عليه قبل الوباء، يقترح مؤلفو جامعة نيويورك أن الحل سيتطلب زيادة التمويل للصحة النفسية؛ فحص واسع النطاق لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؛ أطباء رعاية أولية ومهنيو صحة نفسية مدربون على علاج الأشخاص الذين يعانون من الحزن لفترات طويلة والاكتئاب والتوتر الناتج عن الصدمات وتعاطي المخدرات؛ والتركيز الدؤوب على العائلات والمجتمعات، واستعادة الأساليب التي استخدموها بشكل خلاق للتحكم بالخسارة والمآسي عبر الأجيال.
مليار شخص يعاني من الاضطرابات النفسية
ويصادف 10 أكتوبر/تشرين الأول اليوم العالمي للصحة النفسية، ويأتي هذا اليوم هذا عام في وقت غيرت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" من حياتنا اليومية بشكل كبير جداً، وجلبت جائحة فيروس كورونا المستجد العديد من التحديات للأشخاص حول العالم، ويتجسد ذلك بين العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعملون بظل ظروف صعبة، والطلبة الذين اضطروا إلى إكمال دراستهم من عن بعد، إلى الأفراد الذين وقعوا في براثن الفقر، وفقاً للمنظمة، ويعاني حوالي مليار شخص من الاضطرابات النفسية، وأكدت المنظمة أنه يمكن لأي شخص في أي مكان أن يتضرر منها، ويُعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة بين المراهقين والبالغين.
وغالباً ما يتوفى الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية حادة، مثل الفصام، قبل عامة السكان بعشرة أو عشرين عام، وإلى جانب عدم توفر خدمات الصحة النفسية لجميع المصابين، لا يزال الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان للمصابين منتشرين على نطاق واسع، ويُعد "تحرَّك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها" شعار حملة هذا العام، بحسب منظمة الصحة العالمية، وتستند حملة هذا العام إلى مفهوم مفاده أنه رغم حصول الصحة النفسية باهتمام عالمي متزايد في الأعوام الأخيرة، فإن الاستثمارات الموجهة إلى هذا المجال لم تكن متناسبة مع هذا الاهتمام، وأشارت المنظمة إلى أنه لا يحصل سوى عدد قليل من الأشخاص نسبياً على خدمات الصحة النفسية الجيدة، وفي المتوسط، تنفق البلدان أقل من 2% من ميزانياتها الوطنية المخصصة للصحة على الصحة النفسية، وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا يتلقى أكثر من 75% من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية أي علاج لحالتهم على الإطلاق.
كيف تتجنب الإجهاد النفسي؟
ورد مصطلح "الإجهاد النفسي" أول مرة في بحث علمي أعده هيربرت فرودنبرغر في عام 1974، ووصفه الباحث بأنه "حالة إرهاق نفسي وجسدي" تحدث بسبب الحياة العملية، وتمر "بمراحل عديدة من بينها الإكراه من أجل إثبات النفس".
أما اليوم فنرى أن الإجهاد النفسي هو "ضغط مفرط ومتواصل" حسب الدكتورة رادا مودغيل، التي تقول إنه "يجعلنا غير قادرين على تحمل مصاعب الحياة"، وعلى عكس هيربرت فرودنبرغر، فإن الدكتورة مودغيل تعتقد أن أسباب الضغط قد تأتي من جوانب الحياة المختلفة وليس من ظروف العمل وحدها.
كيف يكون الشعور بالإجهاد النفسي؟ تشبه الدكتورة مودغيل الإجهاد النفسي بالبطارية الفارغة في هاتفك، قد تشعر بإرهاق الحياة كما لو أنك فقدت كل ما لديك من مخزون، قد تكون من الذين يتحملون عادة الضغط ومصاعب العمل، ولكنك حاليا غير قادر على التحمل، وتقول الدكتورة مودغيل إن ذلك ربما مؤشر على أن "مخزونك النفسي" بدأ ينضب، عليك أن تنظر إلى الأمور بهذه الطريقة: لديك "مخزون العمل" و"مخزون البيت"، إذا بدأ أحدهما ينضب، والآخر لا يزال مليئا، قد تستطيع التحمل.
ولكن إذا بدأ الاثنان في النضوب في وقت واحد، فلن تجد مخزونا تعتمد عليه، وهنا تبدأ المشاكل، فنحن بحاجة إلى مراقبة بطاريتنا النفسية تماما مثلما نراقب بطارية الهاتف، حسب الدكتورة، وعليك أن تتساءل كيف تشحن البطارية.
ما هي أسباب الإجهاد النفسي؟ تقول الدكتورة مودغيل إذا ساءت الأمور في العمل وفي البيت معا يبدأ الإجهاد النفسي، تقول الدكتورة مودغيل إن أي "تغيير كبير في الحياة أو أي حدث مثير للقلق" قد يساهم في الإجهاد النفسي، وتعطي أمثلة مثل المخاوف المالية أو المشاكل العائلية، وكذا الظروف المسببة للتوتر مثل الانتقال أو فقدان وظيفة أو إجراء امتحانات، كيف نستطيع إذن وقف الإجهاد النفسي وتجنب الإرهاق؟
"لن تعود الحياة إلى طبيعتها"
وقال توماس دافنبورت، أستاذ الرئيس المتميز لتكنولوجيا المعلومات والإدارة في كلية بابسون في ويليسلي، ماساتشوستس إن السياسيين الذين يتظاهرون بأن "الوضع الطبيعي" قاب قوسين أو أدنى، يخدعون أنفسهم أو أتباعهم، أو ربما كليهما".
وأوضح دافنبورت، عبر البريد الإلكتروني، أن الأشخاص الذين يعانون من المآسي يعودون في النهاية إلى مستوى سعادتهم السابق، ولكنه يعتقد أن وضع "كوفيد-19" مختلف قليلاً، إذ يتوقع الأشخص أن ينتهي قريباً، لذلك ليست هناك حاجة لتغيير مواقفهم بشكل دائم حول هذا الموضوع"، والميل البشري للاعتقاد بأن التغيير هو أمر مؤقت وأن المستقبل سوف يشبه الماضي مرة أخرى يسمى "تحيز الحياة الطبيعية".
ويعتقد الأشخاص الذين يرفضون التأقلم مع التغيير بأن الوضع "الطبيعي" الذي يتذكرونه سيعود، ويؤخرون تعديل روتينهم اليومي أو نظرتهم، ويعتقد دافنبورت أن أولئك الذين يرفضون ارتداء الأقنعة "مذنبين" بالانحياز إلى الحياة الطبيعية، لأنهم يرون أن هذا التدخل في الحياة عابر ولا يحتاجون إلى تبنيه، وتشير ظاهرة "التكيف مع المتعة" إلى أننا نميل إلى العودة شيئاً فشيئاً إلى مستوى ثابت من درجات السعادة بمرور الزمن بعد الحوادث، سواء كانت حوادث إيجابية أو سلبية في حياتنا، ورغم أنه يبدو للوهلة الأولى أن ما حدث قد يغير من تلك الدرجات بفارق شاسع، إلا أننا مع الوقت نعود للمستوى الثابت من السعادة.
وتشرح أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، سونيا ليوبوميرسكي أنه "عندما تقع كل من الأحداث الجيدة والسيئة، تشعر في البداية بمشاعر قوية ثم تتكيف وتعود إلى طبيعتك"، وتشير ليوبوميرسكي أن التكيف يكون أقوى بكثير مع الأحداث الإيجابية، إذ لا يتكيف الناس تماماً مع التغيير السلبي في حياتهم.
وقد يتم التخلي عن السلوكيات التي غيرت الحياة اليومية بسرعة عندما لا تصبح ذات صلة، وعلى سبيل المثال، التكيف مع ارتداء القناع، للوقاية من عدوى "كوفيد-19"، على أنه الوضع الطبيعي الجديد، ثم إزالة القناع والعودة إلى الوضع الطبيعي القديم.
وتوضح ليوبوميرسكي أن السلوكيات التي لا تزال عالقة معنا هي تلك التي يتم ربطها في روتيننا اليومي، والتي تحدث تلقائياً، وإذا كانت هذه عادة حقيقية، فيمكنها في الواقع الحفاظ على ثباتها، وعلى سبيل المثال نحن نغسل أيدينا بشكل متكرر دون حتى التفكير. وهي عادة يمكنها أن تبقى معنا بالتأكيد، وترى ليوبوميرسكي أن الحياة هي في الأساس سلسلة من التغييرات والتكيف، وهو أمر يقوم به البشر بشكل جيد.
كيف تحمي نفسك من الاضطرابات العاطفية الموسمية في أشهر الشتاء بظل استمرار الجائحة؟
مع اقتراب الشتاء، يصبح الجو أكثر قتامة في وقت مبكر كل يوم، وتنخفض درجات الحرارة، ويمكن أن يضرب الاضطراب العاطفي الموسمي بشكل خاص هذا العام، خاصة بعد شهور من التباعد الاجتماعي، والاتصال المحدود بالعائلة، أو المجموعات الكبيرة.
الاضطراب العاطفي الموسمي، المعروف أيضاً باسمه المختصر، SAD ، هو شكل من أشكال الاكتئاب الذي يصاب به بعض الأشخاص لبضعة أشهر كل عام، والأكثر شيوعًا خلال أشهر الخريف والشتاء، حيث تقصر الأيام. ويمكن أن يستمر حتى الربيع أو الصيف التاليين. ورغم من أن ذلك أقل شيوعًا، إلا أنه يمكن أن يظهر أيضًا في أشهر الصيف ويختفي مع تغير الموسم.
وقالت خايمي بلاندينو، عالمة النفس السريري وإحدى مؤسسي مركز ثرايف للصحة النفسية في ديكاتور، جورجيا: "شتاءنا العاطفي قادم"، ساعات أقل من ضوء الشمس خلال الشتاء يمكن أن تسبب انخفاضًا في المواد الكيميائية في الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين. ويعتمد الأشخاص أيضاً على ضوء الشمس للمساعدة في تحفيز إنتاج الميلاتونين، مما يساعد على النوم، وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، وقال فايل رايت، مدير ابتكار الرعاية الصحية في الجمعية إنه "يمكن أن يكون الاضطراب العاطفي الموسمي أسوأ هذا العام بالنظر إلى مدى اعتمادنا على الخارج كنوع من الراحة".
وللحصول على تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي، يحتاج الأفراد إلى نوبات اكتئاب شديد تتزامن مع مواسم محددة لمدة عامين على الأقل، وفقًا للمعهد الوطني للصحة النفسية. وهذه الحالة شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، وتؤثر على حوالي 5٪ من سكان الولايات المتحدة، وتحدث هذه الحالة بشكل متكرر كلما ابتعد الناس عن خط الاستواء، بما في ذلك، على سبيل المثال، ألاسكا، التي لديها شتاء أكثر قتامة. وهذا الاضطراب أكثر شيوعًا أيضًا بين النساء والشباب، وكذلك أولئك الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من الاكتئاب، وخلال الوباء، يتحمل الناس بالفعل عبئًا عاطفيًا أكبر من المعتاد. ورغم من أن واحدة من أفضل الطرق للوقاية من فيروس كورونا هي تجنب التجمعات، إلا أن اتباع نصائح الصحة العامة يأتي بتكلفة على الصحة النفسية.
وقالت بلاندينو: "بعض الإجراءات التي كان علينا اتخاذها لحماية أنفسنا من فيروس كورونا ليست جيدة بالنسبة لنا"، ويعني الوضع الطبيعي الجديد انخفاضًا في التفاعل الشخصي. وعلاوة على ذلك، يشعر الكثير من الأشخاص بإرهاق الشاشة بسبب استخدام تقنية الاتصال المرئية للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلات. ويمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى إحساس ملموس بالوحدة يجعل الكثيرين عرضة للاضطراب العاطفي الموسمي هذا العام.
ومرت أسابيع قليلة على بدء فصل الخريف، وقد حان الوقت الآن لبناء خطة يمكن اتباعها خلال أشهر الشتاء المظلمة، قم ببناء مجموعة أدوات: أثناء قيامك بالعصف الذهني لطريقة تجنب الاضطراب العاطفي الموسمي، تتمثل إحدى طرق التفكير في المستقبل في إنشاء بنك أفكار لطرقك المفضلة للقيام بالعناية الذاتية، سواء كان ذلك في نزهات الصباح الطويلة أو حمامات الفقاعات في وقت متأخر من الليل.
البحث عن الضوء: أثناء التنقل في فصل الشتاء، هناك تعديلات صغيرة على يومك يمكن أن تساعدك في الحصول على الضوء الإضافي الذي تحتاجه، وقال رايت: "يمكن أن يكون ذلك عبر تناول قهوتك بالقرب من النافذة في الصباح". ضع مكتبك بجانب النافذة، أو قم بشيء بسيط مثل عدم ارتداء النظارات الشمسية الخاصة بك عندما تكون بالخارج للاستمتاع بأشعة الشمس، الأضواء السعيدة: أحد العلاجات الأساسية للاضطراب العاطفي الموسمي هو العلاج بالضوء الساطع، والذي يوصف بأنه مؤثر إكلينيكيًا منذ الثمانينيات.
اقضِ عطلة نهاية الأسبوع في الطهي: عندما تكون مستعدًا لذلك، ضع في اعتبارك طهي كمية كبيرة من الحساء الدافئ اللذيذ والمليء بالعناصر الغذائية. وقالت بلاندينو: "امنح نفسك شيئًا لتأكله في الأوقات التي لا ترغب فيها بفعل أي شيء".
ابحث عن شيء تتطلع إليه: مع وجود عدد أقل من الأحداث الخاصة والمؤتمرات والإجازات، من المهم أن تخطط لشيء خاص لعيد الهالوين وعيد الشكر والعطلات الشتوية، حتى لو كان التجمع يحتاج إلى أن يكون صغيرًا أو في الهواء الطلق.
اعثر على معالج: لا يزال أحد أفضل أنواع المسكنات للروح المرهقة هو المساعدة المهنية، وأثناء الوباء، أصبحت خدمات الرعاية الصحية عن بُعد أكثر سهولة. وتبين أن تلقي المشورة عبر الإنترنت يمكن مقارنته من حيث الفعالية برؤية المعالج شخصيًا، وفقًا لدراسة مراجعة منهجية أجريت عام 2017.
وقبل أن يبدأ الوباء، كان حوالي 20٪ من جلسات العلاج في الولايات المتحدة تتم من خلال الرعاية الصحية عن بعد، بحسب الجمعية الامريكية لعلم النفس. وارتفع هذا الرقم إلى 75٪ بعد أن أصدر المحافظون أوامر طارئة لتوسيع الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عن بعد.
لماذا يمكن أن تؤدي النهايات السعيدة إلى قرارات سيئة؟ دراسة تُوضح
يطلق عليها تسمية تأثير النهاية السعيدة، إذ تميل أدمغتنا إلى إعطاء وزناً أكبر للجزء الأخير من التجربة، بغض النظر عن مدى جودتها بشكل عام. وقد يؤدي هذا إلى قرارات سيئة، وفقًا لدراسة صغيرة نُشرت يوم الإثنين، فهي آلية أساسية تشمل جزأين مختلفين من الدماغ البشري، وقال مارتن فيسترجارد، باحث مشارك في قسم علم وظائف الأعضاء والتنمية وعلم الأعصاب بجامعة كامبريدج: "عندما تقرر أين تذهب لتناول العشاء، على سبيل المثال، تفكر في المكان الذي تناولت فيه وجبة جيدة في الماضي".
وأضاف: "لكن ذاكرتك حول ما إذا كانت تلك الوجبة جيدة لا يمكن الاعتماد عليها دائماً، إذ تقدر أدمغتنا اللحظات القليلة الأخيرة من التجربة أكثر من بقيتها"، وقال فيستيرجارد إنه يمكن رؤية ظاهرة مماثلة في السياسة، مضيفاً أن انجذابنا إلى نوعية اللحظة الأخيرة من التجربة يتم استغلاله من قبل السياسيين الذين يسعون لإعادة انتخابهم؛ وسيحاولون دائمًا الظهور بمظهر قوي وناجح في نهاية فترة وجودهم في المنصب، مشيراً إلى أن "إذا وقعت في هذه الحيلة، وتجاهلت عدم الكفاءة والفشل التاريخي، فقد ينتهي بك الأمر إلى إعادة انتخاب سياسي غير لائق"، وفي الدراسة، نظر فيسترجارد إلى أجزاء الدماغ التي تعمل عندما نتخذ قرارات بناءً على الخبرة السابقة، وطلب من 27 متطوعًا اختيار أي من وعاءين افتراضيين للعملات المعدنية ويُشاهدان على شاشة واحداً تلو الأخر، بينما كشف ماسح الدماغ عما يحدث في أدمغتهم. مثل حجم العملات المعدنية التي سقطت من الأواني القيمة، وتكررت المهمة عدة مرات بتسلسلات مختلفة من العملات. وحصل المشاركون على جائزة نقدية صغيرة للمشاركة.
ووجدت الدراسة أن المتطوعين اختاروا القدر الخطأ بشكل منهجي، عندما انخفض حجم العملات في نهاية التسلسل. واختلف التأثير من شخص لآخر، لكن القليل منهم فقط كانت لديهم قدرة على تجاهله تمامًا واتخاذ قرار عقلاني تمامًا.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في "Journal Of Neuroscience"، أن هذا يدل على أن الانجذاب إلى اللحظات الأخيرة من التجربة يصبح ثابتا في أدمغتنا، وقال فيستيرجارد: "إذا لم نتمكن من التحكم في انجذابنا الداخلي إلى النهايات السعيدة، فلا يمكننا الثقة في خياراتنا لخدمة مصالحنا الفضلى".
ووجد الباحثون أن تقييم التجربة الممتدة تم ترميزه "بقوة" في اللوزة الدماغية، بينما أن جزءًا من الدماغ يسمى الجزء الأمامي كان مسؤولاً عن تحديد التجربة الكلية إذا كانت تنتهي بشكل سلبي. ويتنافس الجزءان المختلفان مع بعضهما البعض عندما نتخذ هذا النوع من القرارات، ويقول الباحثون إن الانجذاب إلى اللحظات الأخيرة من التجربة هو آلية أساسية في الدماغ البشري ومن المهم أن تكون على دراية به.
وبينما أن هناك مزايا للانتباه إلى ما إذا كانت الأمور تسير في مسار تصاعدي أو هبوطي، فإن حكمنا يمكن أن يخذلنا عندما نحاول تقييم تجربة شاملة بعد ذلك، وقال فيستيرجارد: "في بعض الأحيان يكون من المفيد أخذ الوقت للتوقف والتفكير"، مضيفاً أن "اتباع نهج تحليلي أكثر لاستكمال حكمك البديهي يمكن أن يساعد في ضمان اتخاذ قرار منطقي".
اضف تعليق