q
يواجه العالم حالة من الرعب بسبب فيروس كورونا الذي بدأ في مدينة ووهان الصينية، ويتساءل الجميع عما إذا كانت الصين استطاعت الوصول إلى علاج للفيروس، ومن أحدث المعلومات عن الفيروس، تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وانتقاله لما يزيد عن 26 دولة، مما دفع العلماء الى مواصلة أبحاثهم...

يواجه العالم حالة من الرعب بسبب فيروس كورونا الذي بدأ في مدينة ووهان الصينية، ويتساءل الجميع عما إذا كانت الصين استطاعت الوصول إلى علاج للفيروس، ومن أحدث المعلومات عن الفيروس، تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وانتقاله لما يزيد عن 26 دولة، مما دفع العلماء الى مواصلة أبحاثهم العلمية بغرض التوصل لعلاج لفيروس كورونا، ويطرح هؤلاء ثلاث "استراتيجيات"، تستند برمتها على أدوية سابقة يحاولون تطوريها لمواجهة هذا الوباء، الذي كانت انطلاقته من منطقة ووهان الصينية، وحصد حتى اليوم أرواح 259 شخصا، وأفاد علماء في البحث الطبي أنه تدرس عدة علاجات محتملة لفيروس كورونا المنتشر في الصين، والذي لم يثبت أي دواء بعد فعاليته ضده على ما يبدو، وإن "ثمة ثلاث استراتيجيات لعلاج الفيروس باتت على مستوى متقدّم".

الاستراتيجية الأولى: وتقوم الأولى على استخدام دواء "كاليترا" القديم نسبيا، المستخدم في مكافحة فيروس الإيدز وهو من إنتاج المختبر الأمريكي "أبوت"، ويجمع بين جزئيتين مضادتين للفيروسات. وقال العلماء: "استخدم عدد من الزملاء الصينيين هذا الدواء في إطار تجارب سريرية لم تظهر نتائجها بعد".

الاستراتيجية الثانية: ويقضي الخيار الثاني بالجمع بين هذا الدواء والإنترفيرون (مضاد للفيروسات وعلاج المناعة)، وهو مزيج يستخدم لمعالجة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وهو فيروس من سلالة الكورونا، وذلك في إطار تجربة سريرية تقام راهناً.

الاستراتيجية الثالثة: أمّا الاستراتيجية الثالثة فتستند إلى "ريمديسيفير"، وهو مضاد للفيروسات من مختبر جيليد الأمريكي سبق اختباره على فيروس إيبولا، ولا تتوافر الكثير من البيانات حول فعاليته. لكن مقالا نشرته مجلة "نيتشر"، أشار إلى أن فعاليته "تبدو أكبر من كاليترا".

في الواقع، لم تنتظر العديد من الدول نتائج الاختبارات الجارية، إذ بدأت بتقديم العلاج بمضادات الفيروسات إلى المصابين بالكورونا المستجد.

نقطة الضع، يشير العلماء إلى أنه "من الضروري تكييف الجزيئات الخاضعة للتطوير راهنا لمعالجة أنواع أخرى من الفيروسات، مع فيروس كورونا المستجد"، وهو ما يتطلّب بضعة أسابيع.

من ناحية أخرى، تعدّ مضادات الفيروسات التي توصف أحيانا لمعالجة الإنفلونزا الموسمية، مثل أوسيلتاميفير (تاميفلو) وزاناميفير (ريلينزا)، غير مجدية، لأن فيروس الإنفلونزا مختلف عن فيروس كورونا الصيني، وفق ما تؤكّد سيلفي فان دير ويرف رئيسة المركز الوطني المرجعي للفيروسات التنفسية في معهد باستور.

ونجحت ثلاثة فرق حول العالم (في الصين وأستراليا ومعهد باستور في فرنسا) في زرع فيروس كورونا المستجد في مختبراتها، وهو ما سيسمح باختبار فعالية الجزئيات الموجودة لتعطيل نشاط الفيروس، بطريقة مباشرة.

مفاجأة صادمة

كشف فريق بحثي صيني عن مفاجأة "صادمة"، بشأن انتشار عدوى فيروس "كورونا" الجديد، وكيفية انتقاله إلى البشر، ونشرت وكالة "شينخوا" الصينية تقريرا حول اكتشاف العلماء طرق انتشار عدوى فيروس "كورونا" الجديد.

واكتشف العلماء أن فيروس "كورونا" الجديد لا ينتقل فقط عن طريق الرذاذ الناتج عن "العطس" أو "الكحة"، بل ينتقل أيضا عن طريق "الجهاز الهضمي"، وأوضح الفريق البحثي أنهم اكتشفوا أن الفيروس ينتشر بصورة أكبر عن طريق بقايا البراز "غير المعالج كيميائيا" بصورة معينة.

لذلك حذر الفريق البحثي بأن أنظمة الصرف الصحي يجب أن تتعامل مع تلك الأزمة بصورة مختلفة، فيما يتعلق بمعالج المخلفات البشرية، بحيث لا تصبح المنظومة وسيلة لنقل العدوى لا السيطرة عليها.

كما أشار الخبراء أيضا إلى أن المصابين بفيروس "كورونا" والذين لم يتمكنوا من التخلص من فضلاتهم بصورة مباشرة أو غسل أيديهم بعد قضاء حاجتهم بصورة كيميائية معقمة، يمكن أن يكونوا سببا في نشر العدوى حال تواصلهم مع أي شخص غير مصاب.

ووجد الباحثون أن الأحماض النووية لفيروس كورونا موجودة في البراز، ومسحات المستقيم لدى المرضى، كما لاحظوا أيضا أن الأعراض الأولية لعدد كبير من مرضى "كورونا" كان "الإسهال" فقط، بدلا من الحمى، وأشاروا إلى أن هذا الأمر كان الأكثر شيوعا في مركز انتشار الفيروس بمدينة "ووهان"، وهو ما ساهم في انتشاره بصورة أكبر بكثير.

وأشارت الوكالة الصينية إلى أن النتائج الأخيرة، ناتجة عن بحث مشترك أجراه خبراء من مستشفى "رينمين" بجامعة "ووهان" ومعهد "ووهان" لعلم الفيروسات التابع لأكاديمية العلوم الصينية، الذي يعد أكبر هيئة بحثية في العلوم الطبيعية في الصين.

ويعتقد الفريق البحثي أن فرص انتقال عدوى فيروس "كورونا" الجديد عن طريق "فضلات البراز" أكبر بكثير من انتشار العدوى عن طريق الرذاذ الناتج عن العطس أو الكحة، وأعلنت الصين، اليوم الأحد، ارتفاع عدد وفيات فيروس "كورونا" الجديد إلى 304 شخصا، فيما ارتفع عدد المصابين المؤكدين إلى 14.380 حالة.

وحسبما نقل تلفزيون الصين المركزي عن لجنة الصحة الوطنية فإن عدد الوفيات داخل البلاد بلغ 304 حالات بنهاية أمس السبت وذلك بزيادة 45 حالة عن اليوم السابق، وقد سُجلت كل حالات الوفيات الجديدة في إقليم هوبي بؤرة انتشار الفيروس، ووصل عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء الصين يوم السبت إلى 2590 شخصا ليسجل العدد الإجمالي للإصابات 14380 حالة حتى الآن، وأفادت تقارير إلى أن هذا الفيروس القاتل الذي ظهر في مدينة ووهان، الواقعة في الجزء الأوسط من الصين، انتقل في أقل من 3 أسابيع إلى عشرات الدول، وصنفت منظمة الصحة العالمية، الخميس الماضي، فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، وباء، وأعلنت "حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي".

احترس.. هؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بـ"كورونا"

كشف العلماء عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس "كورونا" الجديد، استنادا إلى نتائج تحليل 99 إصابة مؤكدة بهذا الفيروس، ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مجلة The Lancet، صورة شاملة للبيانات السريرية والعلاجية عن الإصابات بفيروس "كورونا" الجديد في الصين، يشمل 99 إصابة مؤكدة بفيروس 2019-nCoV الجديد، في مستشفى جنينتان بمدينة ووهان خلال الفترة من 1 إلى 20 يناير 2020.

واستنادا إلى البيانات الوبائية والسجلات السريرية ونتائج التحليل في المختبر ومواد التحليل الجيني وتصورها، استنتج الباحثون ما يلي:

متوسط عمر المصابين بهذا الفيروس هو 55.5 سنة (67 رجلا و32 امرأة). ونصفهم يعانون من أمراض مزمنة في القلب والأوعية الدموية، أو أمراض دماغية وعائية (40 مريضا)، ومرض السكري (12 مريضا). وقد شخصت إصابتهم جميعا بالالتهاب الرئوي بينهم 74 في الجانبين. وكان 82 منهم يعانون من الحمى و81 من السعال و31 من الاختناق. إضافة لهذا كانت هناك حالات آلام في العضلات وصداع واضطراب الوعي وآلام في الحنجرة، وإسهال وغثيان وتقيؤ.

واتضح أن 49 منهم يعملون في سوق الأسماك والمأكولات البحرية. ووفقا لبيانات يوم 25 يناير 2020، غادر 31 منهم المستشفى وبقي 57 قيد العلاج، وقد خضع معظم المرضى للعلاج بأدوية مضادة للفيروسات (75 مريضا) ومضادات حيوية (70 مريضا) والعلاج بالأكسجين (75 مريضا) وكانت نتائج العلاج جيدة. ولكن 17 مريضا منهم أصيبوا بمتلازمة ضيق التنفس الحاد، وتوفي 11 آخرون بسبب متلازمة الاختلال العضوي المتعدد، واستخلص العلماء من هذه البيانات، أن انتشار العدوى عنقودي، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس هم الرجال المسنون الذين يعانون من أمراض مزمنة. وقد تؤدي متلازمة ضيق التنفس الحاد إلى الموت.

ويؤكد الباحثون، أن هذه الاستنتاجات مبنية فقط على بيانات مركز طبي واحد بمدينة واحدة هي بؤرة المرض. لذلك للحصول على صورة سريرية شاملة يجب جمع بيانات عديدة من مدن الصين والبلدان الأخرى.

من هم المستفيدون من انتشار فيروس كورونا؟

مع انتشار فيروس كورونا عالميا في الأسابيع القليلة الماضية، فإن هناك بعض القطاعات المستفيدة من هذا الوباء الذي حصد أرواح 304، بينما ارتفع إجمالي المصابين به في الصين إلى أكثر من 14 ألف شخص.

وتعد شركات تصنيع الأقنعة والقفازات الطبية في طليعة المستفيدين من تفشي الفيروس القاتل، وذلك مع توافد المستهلكين على شراء الأقنعة التي اختفت من على أرفف المتاجر في أماكن مختلفة من العالم.

وانعكس الإقبال على الأقنعة والقفازات على سهم شركة Alpha Pro Tech الكندية التي تبيع الأقنعة في الصين، والذي ارتفع بنسبة 70 في المئة خلال يناير، بينما زادت القيمة السوقية لشركة 3M بنحو مليار و400 مليون دولار في الفترة من بداية العام حتى 24 يناير، وتمتد الاستفادة لشركات الأدوية خصوصا التي تعمل على أبحاث الأمصال المضادة لفيروس كورونا، مثل شركة Novavax التي قفز سهمها 72 في المئة خلال يناير، وسهم Inovio الذي ارتفع 25 في المئة، ثم سهم MODERNA بخمسة في المئة في الفترة نفسها.

ورغم اضطراب حركة الطيران العالمي بسبب تفشي الفيروس، فإن شركات الطيران والوجهات السياحية الأوروبية قد تستفيد مع إلغاء الرحلات من وإلى الصين، على غرار ما حدث أثناء وباء سارس في 2003، والمفارقة في الأمر، أن شركات الاتصالات قد تستفيد أيضا، مع تزايد استخدام تطبيقات الرسائل والاتصالات، بالإضافة إلى تطبيقات التجارة الإلكترونية مع تجنب الأفراد الاتصال الشخصي لتسيير الأعمال، أو الشراء من المتاجر، ويعني عدم الذهاب إلى المتاجر بقاء وقت أطول في المنزل، وهنا تأتي استفادة شركات الترفيه، مثل نتفليكس وغيرها التي تقدم الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت.

العرب وفيروس كورونا.. آخر التطورات لحظة بلحظة

اتخذت دول عربية عدة إجراءات احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وظهر ذلك جليا في عدد من المطارات، بالإضافة إلى إجلاء الكثير من هذه الدول رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من الصين، فقد قرر الأردن منع الصينيين، الذين لم يمض على مغادرتهم بلادهم أسبوعين، من دخول أراضي المملكة في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا، الذي قتل حتى الآن 305 أشخاص، وأعلنت الجزائر، الأحد، استعدادها لإجلاء 36 مواطنا جزائريا، أغلبهم طلبة، بالإضافة إلى عشرة مواطنين تونسيين ورعايا ليبيين، بطلب من حكومتي هذين البلدين، وأكدت تونس، من جهتها، أن عشرة من مواطنيها سيتم إجلاؤهم مع الرعايا الجزائريين، مشيرة إلى أن مواطنة تونسية رحلت نهاية الأسبوع، برفقة زوجها وأبنائهما الاثنين الحاملين الجنسية الأردنية، من الصين إلى الأردن، حيث يخضعون للمراقبة الطبية.

وعاد 167 مغربيا إلى المملكة، الأحد، في طائرة نقلتهم من مدينة ووهان الصينية مركز انتشار فيروس كورونا، على أن يتم وضعهم تحت مراقبة طبية لمدة 20 يوما، وكانت الخطوط الملكية المغربية أعلنت، الخميس، تعليق رحلاتها بين الدار البيضاء وبكين من نهاية يناير حتى 29 فبراير على خلفية انتشار فيروس كورونا، وأعلنت سلطنة عمان وشركة الخطوط الجوية السعودية، الأحد، تعليق الرحلات إلى الصين بسبب عدوى فيروس كورونا.

جوانب غامضة تهدد السيطرة على هذا الوباء

تشير التقديرات المختلفة إلى أن كل شخص مصاب بمرض كورونا الجديد -الذي ظهر في الصين- سوف يصيب ثلاثة أشخاص آخرين. ومع ذلك، عليك أن تولي اهتماما بعوامل أخرى، وقال الكاتب خوسيه بيشيل -في تقرير نشرته صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية- إن أعداد المصابين بفيروس كورونا في ارتفاع مستمر. ومقارنة بالأوبئة الأخرى لفيروس كورونا، مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، فإن فيروس كورونا الجديد ينتشر بسرعة كبيرة وهناك بعض الشكوك بشأن إيجاد حل لهذه المشكلة، التي يمكن أن تزيد من تفشي المرض.

وأورد الكاتب أنه في مواجهة عدد الوفيات المنخفض -ثلاث وفيات عن كل مئة حالة- فإن الانتشار السريع للفيروس يجلب الانتباه، ولتقدير معدل انتقال العدوى، يلجأ الخبراء إلى "رقم التكاثر الأساسي" الذي يشير إلى عدد الأشخاص الذي يمكن أن يصيبهم كل مريض بالعدوى. وقدّر تقرير الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن (كلية لندن الإمبراطورية) أن هذا الرقم سيكون في حدود 2.5، لكن الحسابات الأخرى التي نشرت هذه الأيام رفعته إلى 3.1. وهذا يعني أن كل شخص مصاب بهذا الفيروس سينقل العدوى في المتوسط إلى أكثر من ثلاثة أشخاص.

انتقال سريع للعدوى

وحسب أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة نافارا، إغناسيو لوبيز غونيي، "يقدم هذا الرقم فكرة عن قابلية انتقال الجرثومة، لكنها ليست خاصية تميز الكائنات الحية الدقيقة، حيث لا يعتمد على نوع الفيروس فقط، وإنما يشمل أيضا فترة حضانة المرض ووجود أو عدم وجود تدابير وقائية". لذلك، قد يختلف انتقال العدوى مع مرور الوقت أو وفقا لظروف كل بلد.

وأشار لوبيز غونيي إلى أن "البيانات تتغير كل يوم، وقد قدم رقم تكاثر أساسي يتراوح بين 1.4 و5.5، وهو رقم مرتفع للغاية. ولا يشير هذا الرقم إلى شدة المرض وإنما يفسر كيفية انتشاره. فعلى سبيل المثال، تتسم الإنفلونزا برقم تكاثر منخفض ولكنها تصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم سنويا. في المقابل، يتراوح رقم التكاثر الأساسي بالنسبة لفيروس سارس بين اثنين وخمسة، ولم يصب سوى ثمانية آلاف شخص".

وأضاف لوبيز غونيي أنه "على أي حال، نحن نرى أرقاما تثير قلق السكان حول كيفية انتشار الفيروس، ولكن الشيء المهم هو عدد الأشخاص الذين هم في حالة خطيرة والذين توفوا، وكذلك عدد الأشخاص الذين هم بصدد التعافي".

وأقر خوسيه مونيوث، رئيس الخدمات الصحية الدولية في مستشفى كلينيك دي برشلونة والباحث في معهد الصحة العالمية في برشلونة، بأنه "في غضون أسابيع قليلة، كان الفيروس قادرا على الانتشار من الصين إلى مناطق أخرى، لذلك يجب أن نكون يقظين لمعرفة مدى قدرته على الوصول إلينا، حيث إننا ما زلنا نتعرف عليه".

هل هذه الحالات معدية للغاية؟

هذا المعدل لا يعني أن جميع المرضى لديهم القدرة نفسها على نقل الفيروس. وفي الواقع، نحن نتحدث عن حالات محتملة من "العدوى الفائقة" أو "المنتشرة للغاية"، أي الأشخاص الذين لديهم القدرة على نشر المرض إلى العديد من الأشخاص الآخرين. وهذا ليس أمرا جديدا، فقد حدث ذلك مع الأوبئة الأخرى لفيروس كورونا -سارس وميرس- وهو ما حدث أيضا مع الإيبولا، وقال الخبير "نحن لا نعرف السبب، وربما يعزى ذلك إلى النظام المناعي أو الجينات الخاصة بالشخص، ولكن اكتشف بعض الأشخاص الذين يسهمون في نشر الوباء بسرعة فائقة. ويعتبر هؤلاء مصادر قوية لنقل العدوى، وإذا تمكنّا من اكتشاف الأسباب، فسيكون من السهل التحكم بتفشي المرض".

وحسب مونيوث، "بالنسبة لوباء سارس، تسبب شخص كان في فندق في 35 إصابة، ولكن هذا الأمر نادر الحدوث، خاصة أن الأسباب غير معروفة، وحتى الآن لم يقع التعرف على أسباب انتشار هذا الفيروس. نحن في انتظار معرفة السبب في حال تأكد الأمر أم لا".

مرضى يتسببون في العدوى رغم عدم ظهور أعراض

أورد الكاتب أن المشكلة الأخرى تكمن في أن هذا الفيروس معد، حتى قبل ظهور الأعراض عند المصابين به، وذلك حسب ما نقلته مجلة "ذي لانسيت" الطبية. ومن الضروري اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على المرض، على غرار الحجر الصحي لأولئك الذين يغادرون مدينة ووهان، والعائدين منهم إلى أوروبا، حتى لو كانت أعراض الإصابة بالمرض غير واضحة لديهم.

ومن جهته، أوضح لوبيز غونيي أن "وجود مصابين لا تظهر عليهم أية أعراض لا يُعتبر خبرا سارا، فهناك أمراض فيروسية لا تكون معدية سوى عند ظهور الأعراض بالفعل، وهو ما يجعل السيطرة على الوباء أسهل بكثير. في المقابل، بهذه الحال، يفترض عدمُ ظهور الأعراض (التسبب في) مضاعفات خطيرة، وهو ما يفسر جزئيا الانتقال السريع للعدوى"، وأورد مونيوث أنه "من الغريب أن ينتقل مرض معدٍ دون وجود أعراض، وهذا ما يعقّد إستراتيجيات تحديد المرضى وعزلهم. وحتى الآن، يقع البحث عن أشخاص قادمين من منطقة ووهان يعانون من أعراض الحمى والسعال. ويخضع أولئك الذين لديهم هذه الأعراض إلى اختبار في أول 14 يوما، وذلك وفقا لما جاء في بروتوكول وزارة الصحة" العالمية.

عدم اليقين بشأن أقصى درجات الإصابة بالوباء

أشار الكاتب إلى أن هذه الشكوك تجعل من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الوباء. ولكن يقدر العالم الصيني تشانغ نانشان، اختصاصي أمراض الرئة ذو الخبرة الواسعة في فيروس سارس، أن الوباء سيصل إلى ذروته خلال الأيام العشرة المقبلة.

ونوه مونيوث "أعتقد أنه من المخاطرة بعض الشيء قول ذلك. بما أنه ليست لدينا بيانات يمكننا تأكيدها، فإن ذلك يعتمد بشكل أساسي على آليات احتواء الوباء في الصين، ولم يتبق لنا سوى أسبوع أو أسبوعين لمعرفة أين سيتجه الوباء"، وقال لوبيز غونيي، "هناك نماذج حسابية تسمح بالتنبؤ بتطور المرض". وربما يستخدم الصينيون هذه النماذج الحسابية مع البيانات الأكثر تفصيلا، من أجل معرفة أصل الوباء.

البحث عن مصدر الوباء

في هذه المرحلة، مع وجود الآلاف من الحالات المؤكدة، قد يبدو الحديث عن أصل الفيروس بصفته واحدا من الشواغل الرئيسية أمرا غير مجدٍ. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن مجرد تحديد موقعه أمر ضروري لتجنب مزيد من الإصابات المباشرة بين الحيوانات والبشر.

ووفقا للوبيز غونيي "يقع التركيز على سوق الحيوانات وعلى الأرجح أن الخفافيش تمثل مصدر الفيروس. ونحن لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الوباء قد مر عبر أنواع أخرى من الثدييات قبل الوصول إلى الإنسان. لذلك، من المهم السيطرة على المرض وكسر هذه السلسلة للحد من انتقاله"، وأوضح لوبيز غونيي أنه "عندما ينتقل فيروس حيواني إلى الكائن البشري، فمن المحتمل أن يحدث في البداية تواتر عالٍ من الطفرات الجينية في مادته الوراثية مما يجعله خطيرا، لكن بمرور الوقت يمكن أن تتحور هذه الفيروسات. ولكن تطورها لا يجعلها أكثر خطورة على المريض، وإنما يجعلها تتكيف مع المضيف الجديد. وعلى هذا النحو، لا يتسبب الفيروس في وفاة المضيف بل يبقيه على قيد الحياة، وبهذه الطريقة يزيد احتمال انتقاله لأشخاص آخرين.

بآخر تحديث.. فيروس كورونا في 27 دولة.. 14.5 ألف إصابة.. إليكم القائمة

حدثت السلطات الصينية، أرقام الإصابات بفيروس كورونا الجديد أو ما بات يُعرف بـ"ووهان كورونا" حتى السبت الأول من فبراير/ شباط الجاري، ليصبح عدد الإصابات المؤكدة 14.380 ألف حالة منها 304 حالة وفاة، ليرتفع بذلك عدد الإصابات المسجلة حول العالم إلى 14.542 ألف حالة.

وفي الوقت الذي يستمر فيه إعلان اكتشاف حالات جديدة حول العالم، نقدم لكم آخر محصلة بأسماء الدول الـ26 التي سجلت رسميا إصابات إلى جانب الصين:

1- أستراليا (12 إصابات على الأقل)

2- كمبوديا (إصابة واحدة على الأقل)

3- كندا (4 إصابات على الأقل)

4- فنلندا (إصابة واحدة على الأقل)

5- فرنسا (6 إصابات على الأقل)

6- ألمانيا (8 إصابات على الأقل)

7- هونغ كونغ (13 إصابات على الأقل)

8- اليابان (20 إصابة على الأقل)

9- مكاو: (7 إصابات على الأقل)

10- ماليزيا (7 إصابات على الأقل)

11- نيبال (إصابة واحدة على الأقل)

12- سنغافورة (13 إصابات على الأقل)

13- كوريا الجنوبية (11 إصابات على الأقل)

14- سيريلانكا (إصابة واحدة على الأقل)

15- تايوان (10 إصابات على الأقل)

16- تايلاند (19 إصابة على الأقل)

17- الإمارات العربية المتحدة (5 إصابات على الأقل)

18- الولايات المتحدة الأمريكية (8 إصابات على الأقل)

19- فيتنام (6 إصابات على الأقل)

20- إيطاليا (إصابتان على الأقل)

21- الهند (إصابة على الأقل)

22- الفلبين (إصابة على الأقل)

23- روسيا (إصابتان على الأقل)

24- إسبانيا (إصابة واحدة على الأقل)

25- السويد (إصابة واحدة على الأقل)

26- المملكة المتحدة (إصابتان على الأقل)

اضف تعليق