لماذا الاهتمام الكبير بهذا الفيروس؟ بالنسبة لفيروس كورونا الجديد، لا يوجد حتى هذه الأثناء أي لقاح أو علاج محدد لمحاربته والقضاء عليه. لذا للحد من انتشار هذا الوباء من المهم الحد من وقوع إصابات من خلال تطبيق الحجر الصحي على الأفراد المصابين ومحاولة تتبع الإشارات التي تدلنا إلى...

ينتمي فيروس كورونا الجديد الذي أودى بحياة 41 شخصاً وأصيب به قرابة 1372 شخصاً في الصين، ويشبه "فيروس سارس"، إلى سلالة فيروس كورونا، ويُظهر أعراض زكام لدى الأشخاص المصابين، وقد تصل أعراضه إلى الالتهابات التنفسية الحادة، ومنذ ظهور فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية وحتى وصوله إلى دول آسيوية أخرى وأوروبا والولايات المتحدة، نرصد في ما يلي أعراض فيروس كورونا الجديد ونصائح للوقاية منه، وأبرز مراحل انتشاره، وفق منظمة الصحة العالمية، فإن فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.

وتقول المنظمة، على موقعها الإلكتروني، إن فصيلة فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة تشمل فيروسات قد تسبب طائفة من الأمراض للإنسان، تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس). كما تسبب الفيروسات المنتمية إلى هذه الفصيلة عدداً من الأمراض لدى الحيوانات، ونظراً لأن هذا النوع من الفيروس مستجد، فإن المنظمة عاكفة على العمل مع البلدان والشركاء من أجل جمع مزيد من المعلومات عنه وتحديد آثاره على الصحة العامة.

أعراض فيروس كورونا الجديد، يُظهر فيروس كورونا الجديد أعراض زكام لدى الأشخاص المصابين، وقد تصل أعراضه إلى الالتهابات التنفسية الحادة، كما تشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال.

نصائح للوقاية من فيروس كورونا الجديد، توصي منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، الأشخاص العاديين والعاملين في المجال الصحي، بالمبادئ الأساسية للحد من المخاطر العمومية لانتقال الأمراض التنفسية الحادة تجنباً للإصابة بفيروس كورونا الجديد، ودعت إلى ضرورة التقيّد بالتدابير التالية: تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية حادة، تجنب الاتصالات مع حيوانات المزارع أو الحيوانات البرية من دون حماية، غسل اليدين بصورة متواترة، لاسيما بعد الاتصال المباشر مع المرضى أو بيئتهم، ينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض تنفسي حاد أن يتقيّدوا بالآداب المتعلقة بالسعال (الحفاظ على مسافة معينة، وتغطية الفم بأنسجة أو ملابس يمكن التخلص منها أثناء السعال والعطس، وغسل اليدين)، تعزيز الممارسات الموحدة المتعلقة بالوقاية من العدوى ومكافحتها داخل مرافق الرعاية الصحية.

ما هو فيروس كورونا؟

ويأتي اسم فيروس كورونا من شكله، والذي يشبه التاج أو الإكليل الشمسي عند تصويره باستخدام المجهر الإلكتروني، وينتقل فيروس كورونا عن طريق الهواء ويصيب في المقام الأول الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي العلوي للثدييات والطيور. ورغم أن معظم أفراد عائلة الفيروس التاجي لا تتسبب إلا بأعراض شبيهة بالإنفلونزا أثناء الإصابة، ولكن يمكن لكل من "السارس" وفيروس "MERS-CoV" أن يصيبا مجرى التنفس العلوي والسفلي ويسببا أمراضاً تنفسية شديدة ومضاعفات أخرى عند البشر.

ويؤدي هذا الفيروس الجديد، إلى ظهور أعراض مشابهة لمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولا يوجد لقاح معتمد أو علاج مضاد متاح لعدوى فيروس كورونا الجديد. وهناك حاجة لفهم أفضل لدورة حياة الفيروس، بما في ذلك مصدره، وكيفية انتقاله وتكاثره، لمنعه من الانتشار وعلاجه.

وتم تصنيف كل من السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كأمراض فيروسية حيوانية المصدر، وهذا يعني أن المرضى الأوائل الذين أصيبوا بالفيروس، قد انتقل لهم مباشرة من الحيوانات، وخصوصاً أن الفيروس اكتسب سلسلة من التغيرات الوراثية أثناء وجوده في الجسم الحيواني، مما سمح له بالعدوى والتكاثر داخل البشر.

ويمكن لهذه الفيروسات الآن أن تنتقل من شخص إلى آخر. وقد كشفت الدراسات الميدانية أن المصدر الأصلي لمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، هو الخفاش.

وبالنسبة لتفشي فيروس كورونا الجديد، تشير التقارير إلى أن معظم مرضى المجموعة الأولى الذين تلقوا العلاج في المستشفى كانوا من العمال أو العملاء في سوق الجملة للمأكولات البحرية المحلية، والتي باعت أيضاً اللحوم المصنعة والحيوانات المستهلكة الحية بما في ذلك الدواجن، والحمير، والأغنام، والخنازير، والإبل، والثعالب، والفئران، والقنافذ والزواحف. ومع ذلك، بما أنه لم يبلغ عن أي شخص انتقل إليه الفيروس من الحيوانات المائية، فقد يكون فيروس كورونا قد نشأ من حيوانات أخرى تباع في هذا السوق.

وكشفت دراسة الرمز الوراثي أن الفيروس الجديد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعينتين من الفيروس التاجي الشبيه بالسارس من الخفافيش من الصين، مما يشير في البداية إلى أنه تماماً كالسارس وMERS. وقد يكون الخفاش هو أيضاً مصدر الفيروس الجديد.

هل تشعر بالقلق وتخاف من الإصابة بفيروس كورونا الغامض؟

إليك إجابات الأسئلة الأكثر تداولا خلال الأيام الأخيرة الماضية، فرضت الحكومة الصينية يوم أمس الخميس الحجر الصحي على مدينة ووهان وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. وتمّ عزل 13 مدينة في وسط الصين عن العالم الخارجي ومن ضمنها العاصمة بكين في محاولة لاحتواء فيروس كورونا الذي تسبب حتى يومنا هذا بمقتل ما لا يقل عن 26 شخصا وإصابة المئات في دول مختلفة من العالم.

بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني تم اكتشاف أول حالة مصابة بالفيروس في سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أصيب رجل في الثلاثينيات من العمر بعد عودته في زيارة أحد أقاربه في مدينة ووهان بوسط الصين ويخضع في الوقت الحالي للحجر الصحي، هذا ويقوم المسؤولون بمراقبة حالة مريض آخر في كوليج ستايشن في ولاية تكساس الأمريكية ومن المحتمل أن يكون هو أيضا أصيب بالفيروس، ليصبح السؤال الأهم اليوم، هل ينتشر هذا المرض؟

هل أنا في خطر؟، ليس الآن، لأنه وفي الوقت الحالي يتم ربط جميع الحالات التي أصيبت بالفيروس بمدينة ووهان، هناك الكثير من الفيروسات التاجية المختلفة. ويمكننا جمعها في ثلاث احتمالات. وقد يصاب الإنسان بنزلات البرد بسبب فيروسات ألفا وبيتاكورون، لم يؤخذ فيروس كورونا على محمل الجد قبل العام 2003، إلى أن ضرب البلاد فيروس سارس القاتل وتسبب بمقتل المئات من المرضى، وبعد أن انتقل الفيروس من الخفافيش إلى البشر.

لماذا الاهتمام الكبير بهذا الفيروس؟ بالنسبة لفيروس كورونا الجديد، لا يوجد حتى هذه الأثناء أي لقاح أو علاج محدد لمحاربته والقضاء عليه. لذا للحد من انتشار هذا الوباء من المهم الحد من وقوع إصابات من خلال تطبيق الحجر الصحي على الأفراد المصابين ومحاولة تتبع الإشارات التي تدلنا إلى سبب الإصابة به، لايعرف عن فيروس كورونا الجديد سوى القليل من المعلومات.

ما هو غير عادي حول هذا الفيروس التاجي؟، بحسب العلماء فإن فيروس كورونا الجديد ليس له مثيل، ويعتقد أنه جاء من الخفافيش، ويعد أكثر خطورة من فيروس كورونا الشائع، ويمكن أن يسبب الحمى والالتهاب الرئوي، هذه هي المرة الثالثة فقط التي نرى فيها هذا الفيروس يقفز من الحيوانات إلى البشر. والقلق الحقيقي هو أن هذا الفيروس التاجي يتوقع أن يكون له نفس الأضرار لفيروس سارس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي ظهرت للمرة الأولى في الأردن في العام 2012، وكلاهما خطير.

هل الموت جراء الفيروس مرتبط بعمر محدد؟، الكثير من قضوا جراء الفيروس كانوا من كبار السن ولديهم مشاكل صحية سابقة، كيف يمكنني تجنب الإصابة بهذا الفيروس؟، في البداية، لا داعي للقلق بشأن إصابتك بالفيروس. عليك اتخاذ الاحتياطات عينها التي تمنعك من الإصابة بالزكام. العديد من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد تلتقطها أثناء وضع يدك على الدرابزين أو مسكات الأبواب، لذا اغسل يديك واستخدم المطهرات وعليك البقاء في المنزل عندما تكون مريضاً.

عزل أكثر من 10 مدن صينية وإغلاق قسم من سور الصين

عزلت السلطات الصينية الجمعة أكثر من عشر مدن واقعة في محيط مركز فيروس كورونا المستجد الذي ارتفعت حصيلته مجددا عقب امتناع منظمة الصحة العالمية عن إعلان حالة طوارئ صحية دولية.

وارتفع عدد الوفيّات جراء الوباء الفيروسي في الصين إلى 26 شخصا من أصل 830 إصابة، بعد أن ظهر هذا المرض الغامض في ديسمبر/كانون الأول في سوق لبيع ثمار البحر بالجملة في مدينة ووهان في وسط الصين.

وتبدأ العطل الطويلة للعام الصيني الجديد الجمعة عشية بدء سنة الفأر في 25 يناير/كانون الثاني. وتؤدي هذه العطلة إلى مئات ملايين التنقلات، الأمر الذي يفاقم العدوى، ومن أصل 830 حالة، تُعتبر 177 حالة على أنها خطيرة بحسب اللجنة، فيما "شُفي" 34 شخصا وغادروا المستشفى. ويخضع للفحوص أكثر من ألف شخص يُشتبه بإصابتهم.

وأكدت السلطات المحلية الجمعة حالة وفاة خارج مركز الوباء، في مقاطعة هايلونغجيانغ (شمال شرق) الواقعة على الحدود مع روسيا، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل، ويزداد إلغاء الاحتفالات وإغلاق المواقع لمنع انتشار الفيروس. وتبدأ العطل الطويلة للعام الصيني الجديد الجمعة عشية بدء سنة الفأر في 25 يناير/كانون الثاني. ويتنقل خلال هذه العطلة مئات الملايين، الأمر الذي يفاقم العدوى.

وفي مؤشر على حال القلق التي سادت في جميع أنحاء الصين، أعلنت السلطات إغلاق أقسام من سور الصين العظيم ومواقع رمزية مثل مقابر مينغ. وسيُبقي استاد بكين الوطني الذي شُيّد للألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، أبوابه مغلقة حتى 30 كانون الثاني/يناير، في بكين، أغلقت "المدينة المحرمة" وهي القصر الإمبراطوري القديم، أبوابها منذ الخميس حتى إشعار آخر وأُلغت احتفالات رأس السنة الجديدة التي تجمّع عادة مئات ملايين الأشخاص في الحدائق للاحتفال، في شنغهاي، أعلنت مدينة ملاهي "ديزني لاند" إغلاق أبوابها. ومن مونتريال، ألغى "سيرك دو سولاي" الكندي عرضا كان مقررا في بكين بناء على طلب السلطات.

في دافوس حيث يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي، أعلن التحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للأوبئة الخميس أن التجارب الطبية المتعلقة بلقاح أول يمكن أن تحصل "بدءا من الصيف"، وتم الإعلان عن إصابات في دول آسيوية (هونغ كونغ وماكاو وتايوان وكوريا الجنوبية واليابان وتايلاند وسنغافورة وفيتنام) وأيضا في الولايات المتحدة.

ويثير المرض الخشية من تكرار فيروس سارس المماثل الذي أدى إلى مقتل 650 شخصا في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003، وفي مؤشر على حال القلق التي سادت في جميع أنحاء الصين، أعلنت "المدينة المحرمة" في بكين وهو القصر الإمبراطوري القديم، أنها ستُغلق أبوابها حتى إشعار آخر لتجنّب أي خطر عدوى بين الزوار.

من أين أتى؟ وكيف أصبح مميتا؟

نوع الفيروس الذي يكمن وراء تفشي المرض المميت في الصين معروف ويخشاه الأطباء.

ينتمي الفيروس، الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في الصين، إلى فئة من الفيروسات معروفة لدى الخبراء، بل ويخشاها الأطباء.

ويشبه الفيروس اثنين من الفيروسات القاتلة، وهما "سارس" الذي تسبب في وفاة 9 في المئة ممن أصيبوا به و"ميرس" أو كورونا الشرق الأوسط الذي أدى إلى وفاة 35 في المئة ممن أصيبوا به، من المعتقد أن السلالات التي تسببت في مرض "سارس" و"ميرس" والمرض المتفشي حالياً لم يكن مصدرها البشر، بل الحيوانات.

ورغم أن الحيوانات تحمل فيروسات عدة خطيرة، فمن غير المعتاد أن تنتقل إلى البشر.

ويقول البروفيسور أندرو إيستون، وهو من كلية علوم الحياة بجامعة واريك، إنه "في معظم الحالات، يوجد حاجز، ولا يستطيع الفيروس عبوره".

ويضيف: "لكن في بعض الأحيان إذا تعرض الجهاز المناعي لشخص ما للضعف، أو إذا ظهرت بعض العوامل المهمة الأخرى التي من شأنها أن تتيح للفيروس فرصة للهجوم، فقد يصاب الشخص بمرض يسببه هذا الفيروس"، وغالبا ما يبدأ الخطر مع طفرة غريبة، ويشير إيستون إلى أنه "عادة ما يتعين على الفيروسات أن تغير من نفسها بطريقة ما لتحصل على فرصة النمو بشكل صحيح في جسد العائل الجديد".

وفي هذه الحالات النادرة عندما ينتقل فيروس "كورونا" إلى الإنسان قد تصبح الأمور في غاية الخطورة، وفي العموم، لا تعد الفيروسات التي تنتمي إلى سلالة "كورونا" خطيرة جدا، فالبشر يمكنهم التغلب على بعضها ولكن مكمن الخطورة في الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

لماذا يعد فيروس "كورونا" المنتقل من كائنات حية أخرى خطيرا؟، يقول البروفيسور إيستون: "عندما ينتقل فيروس من سلالة إلى أخرى، لا يمكنك التنبؤ مسبقًا بما سيفعله، لكن من المألوف إنه إذا وجد عائلا جديدا قد يصبح شديد الخطورة في مراحله المبكرة"، وذلك لأن جهازنا المناعي لم يختبر مواجهة هذه السلالة الجديدة من قبل، وبالتالي يمكن أن نكون ضعفاء للغاية عندما ينتقل فيروس كورونا فجأة من الحيوانات إلى البشر، وهناك مشكلة مماثلة عندما تعبر سلالات الأنفلونزا من الطيور إلى البشر.

ويقول البروفيسور إيستون "مع انتشار وباء الأنفلونزا الذي ينتقل من الطيور إلى البشر، فإن القلق يكمن في أنه عندما يحصل هذا الانتقال إلى البشر ستزداد خطورة المرض"، ويُعتقد أن أسوأ تفش للأنفلونزا على الإطلاق، حدث ما بين (1918-1919)، كان مصدره الطيور، وقتل ما يصل إلى 50 مليون شخص، وليس هناك ما يشير إلى أن فيروس "كورونا" الحالي سيكون مميتاً، لكن تاريخ الأوبئة الناتجة عن فيروس ينتقل من الحيوانات إلى البشر يسبب قلقًا بالغًا للمجتمع الطبي.

هل يمكن لفيروس "كورونا" أن ينتشر بسرعة؟، الخبر الجيد هو أنه ليس من المعتاد - في البداية على الأقل - أن ينتقل فيروس إنسان لآخر بعدما انتقل أولا من الحيوانات إلى البشر، ويمكن لذلك أن يتغير بسرعة، وعندما يحدث ذلك، قد يصبح الموقف خطيراً للغاية، ويشرح البروفيسور إيستون: "احتمال حدوث طفرة في فيروسات مثل كورونا مرتفع إلى حد ما"، وأي تغيير آخر في الفيروس يمكن أن يسمح له بالانتشار من شخص لآخر، مما يعني أنه سينتشر على نطاق أوسع بكثير.

وحصل ذلك مع انتشار المرض في الصين حالياً، ولهذا السبب تم اتخاذ تدابير لمكافحة انتشاره، ويقول إيستون: "إذا كان ينتقل إلى شخص ما، على سبيل المثال، يعاني من ضعف المناعة، فقد يكون السبب في ذلك أن لديهم حالة مرضية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة"، ويحذر البروفيسور إيستون: "هناك عدد قليل جداً من الأدوية الناجحة في مكافحة الفيروسات".

لكن هناك تدابير أخرى يمكن اتخاذها، ومن بينها أشياء بسيطة مثل غسل اليدين واستخدام المناديل، ويقول إيستون "النظافة الأساسية هي شيء جيد للغاية. إنها تحمي من كل شيء، وربما تكون السلاح الوحيد المتاح في الوقت الحالي، لأنه لن يكون لدينا أي أدوية لهذا الفيروس في المستقبل القريب".

وبصرف النظر عن إجراءات الوقاية، فإن كيفية تعامل السلطات مع الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أمر بالغ الأهمية، ويقول إيستون: "الجانب الآخر هو تحديد الأشخاص المصابين في أسرع وقت ممكن حتى يمكن مساعدتهم، والتعامل معهم بشكل مثالي بطريقة تقلل من احتمال انتشار العدوى".

ولحسن الحظ، ففي أعقاب التفشي السابق لفيروس "سارس" اتخذت إجراءات على الصعيد الدولي لمكافحة الفيروس، ويشير إيستون: "لقد رأينا ذلك عدة مرات، لذلك تتخذ بعض التدابير، وعندما يكون من الضروري اتخاذ قرار، يتخذ بشكل أسرع"، ويأمل الوسط الطبي في جميع أنحاء العالم في أن تساعد الدروس المستفادة من التفشي السابق لفيروسات مماثلة لـ"كورونا" في التعامل مع الفيروس الحالي وأي حالات تفشي أخرى مستقبلية.

الثعابين أم الخفافيش: من منهما المذنب في تفشي فيروس الكورونا؟

يبدو أن لغز انتشار فيروس كورونا المستجدّ في الصين قد تم حله. وفقاً لتحليلات جينية قام بها باحثون صينيون، تم التوصل إلى أصل الفيروس القاتل الذي ربما انتقل من ثعابين سامة وخفافيش إلى البشر.

الثعابين أم الخفافيش: أيهما المصدر الحقيقي لفيروس الكورونا في الصين؟، تشير تقارير علمية إلى أنه ربما تم العثور على أصل فيروس كورونا المستجدّ، الذي راح ضحيته حتى الآن أكثر من 20 شخصاً في الصين. باحثون صينيون حددوا نوعين من الحيوانات التي يمكن عن طريقها انتشار هذا الفيروس المعدي للغاية إلى البشر. وذكر موقع "إن تي في" الألماني أنه بعد القيام باختبارات، تم تحديد نوعين من الثعابين المسؤولة عن ذلك: ثعبان الكوبرا الصيني وثعبان "كرايت" الصيني. وأضاف الموقع أن هذين النوعين من الثعابين من أكثر الثعابين السامة انتشاراً في الصين، وكلا النوعين موطنهما جنوب شرق الصين.

وقام باحثون من جامعة "وي جي" في بكين بدراسة نشرت نتائجها في مجلة "علم الفيروسات الطبية" قارنت المادة الوراثية من خمس عينات لفيروس كورونا المستجدّ بـ217 فيروساً مشابهاً أخذوه من عدد كبير من أنواع حيوانية مختلفة. التحليلات الوراثية أظهرت أن الثعابين هي أكثر الأنواع الحاملة لمثل هذا الفيروس المستجدّ. ومن وجهة نظر وراثية، فقط الثعابين هي الوحيدة التي يمكن أن ينتقل منها الفيروس إلى البشر، حسب ما جاء في الموقع الألماني. كما يدعم باحثو جامعة "وي جي" الفرضية القائلة إن فيروس كورونا المستجدّ قد نشأ من حيوان يباع في سوق بمدينة ووهان، التي شهدت أول انتشار لهذا الوباء، خاصة وأن هذه الثعابين من بين الحيوانات التي كانت معروضة للبيع في ذلك السوق.

ومع ذلك، يجب التحقق من هذه النتيجة من خلال مزيد من الدراسات التجريبية، كما أوضح الباحثون من جامعة "وي جي". وكانت دراسة مشابهة ظهرت يوم الثلاثاء (21 يناير/ كانون الثاني 2020) في المجلة العلمية "Science China Life Sciences" بحثت أوجه التشابه بين فيروس كورونا المستجدّ وفيروس مسبب لأمراض أخرى. ووفقاً لهذه الدراسة، توصل الباحثون إلى أن هناك علاقة بين فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان وفيروس تم العثور عليه عند الخفافيش. الدراستان يمكنهما مساعدة السلطات الصينية في العثور على أصل فيروس كورونا المستجدّ، وحسم من هو الجاني الحقيقي، الثعابين أم الخفافيش.

هذا واتخذت الصين تدابير قصوى لمكافحة فيروس كورونا، الذي بدأ بالانتشار في العالم، حيث فرضت حجراً صحياً على مدينة ووهان، مصدر الوباء، بأكملها، بالإضافة إلى مدينتين مجاورتين، اعتباراً من يوم أول أمس الخميس. ووصل المرض وهو من سلالة فيروس "سارس" (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة) إلى دول آسيوية عدة وحتى الولايات المتحدة، حيث تمّ تسجيل بعض الإصابات. والوباء هو نوع جديد من فيروس كورونا وهي سلالة تضم عدداً كبيراً من الفيروسات التي قد تؤدي إلى أمراض على غرار الزكام. ولا تعلن منظمة الصحة حالة الطوارئ العالمية إلا في حالات وبائية نادرة تتطلب استجابة دولية حازمة، مثل إنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" عام 2009 وفيروس "زيكا" عام 2016، وإيبولا الذي اجتاح قسماً من غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديموقراطية عام 2018.

هل تكفي الأقنعة للوقاية من انتشار الفيروسات؟

يعد مشهد الناس وهم يرتدون أقنعة جراحية أحد المشاهد المرتبطة بكل انتشار للأوبئة الفيروسية، فاستخدام الأقنعة الجراحية لتجنب العدوى يعدّ أمرا شائعا في العديد من الدول، وعلى الأخص في الصين وبوجه التحديد خلال تفشي فيروس كورونا مؤخرا. ويستخدم الصينيون الأقنعة أيضا للوقاية من مضار تلوّث الهواء في العديد من المدن.

ولكن علماء الفيروسات يشككون في فعالية الأقنعة في الوقاية من العدوى التي تنتقل بواسطة الهواء، مع ذلك، هناك كم من الأدلة التي تشير إلى أن ارتداء الأقنعة يساعد في تجنب العدوى عن طريق الفم.

تستخدم الأقنعة الجراحية الواقية في المستشفيات منذ أواخر القرن الثامن عشر، ولكن استخدامها لم يلق شيوعا لدى العامة إلا في عام 1919 عند انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي فتك بأكثر من 50 مليون انسان حول العالم.

وبهذا الصدد، قال الدكتور ديفيد كارينغتون الذي يعمل في مستشفى سانت جورج التابعة لجامعة لندن لبي بي سي إن "استخدام العامة للأقنعة الجراحية بشكل روتيني لا يوفر وقاية فعّالة من العدوى الفيروسية والجرثومية التي تنتقل بواسطة الهواء"، وهو الطريق الذي تنتقل بواسطته "معظم الفيروسات"، ولسبب بسيط يتلخص في أن هذه الأقنعة فضفاضة وتفتقر لمصفاة وتترك العينين معرضتين للعدوى، ولكنها مع ذلك قد تساعد في تقليل مخاطر العدوى من العطاس أو السعال، وتحمي مرتديها إلى حد ما من العدوى عن طريق الكف إلى الفم.

وتشير دراسة أجريت في نيو ساوث ويلز في استراليا في عام 2016 إلى أن الفرد العادي يلمس وجهه 23 مرة في الساعة تقريبا، دراسة أجريت في مستشفيات، ثبت أن ارتداء الأقنعة لا يقل فعالية في الوقاية من الإنفلونزا وغيره من الأمراض المعدية عن استخدام جهاز تنفس مخصص لهذا الغرض"، يذكر أن أجهزة التنفس الصناعية، التي تحتوي على مرشحات خاصة للهواء مصممة خصيصا للوقاية من الجزيئات الضارة التي يحملها الهواء، وأضاف الأستاذ بول، "ولكن إذا اطلعنا على نتائج الدراسات التي أجريت على فعالية استخدام الأقنعة من قبل العامة، نرى أن هذه النتائج ليست حاسمة، فمن الصعوبة بمكان مواصلة ارتداء القناع لفترات مطوّلة"، أما الدكتور كونور بامفورد، الذي يعمل لدى معهد ويلكوم وولفسون للطب الاختباري في جامعة كوينز ببلفاست في إيرلندا الشمالية، فقال "إن إتباع بعض التدابير الصحية البسيطة" أكثر فعالية بكثير من ارتداء الأقنعة.

وأضاف "بإمكانك تخفيض احتمالات اصابتك بمرض تنفسي فيروسي بتغطية فمك أثناء العطاس، وغسل يديك، وتجنب لمس فمك بيديك دون أن تغسلهما مسبقا"، أما التعليمات التي أصدرها نظام التأمين الصحي في بريطانيا بهذا الصدد، فتشمل

ما هي الدول التي أعلنت تسجيل إصابات على أراضيها بفيروس كورونا الجديد؟

أصيب بعدوى فيروس كورونا الجديد نحو 1300 شخص، غالبيتهم في الصين، توفي من بينهم 41، بحسب آخر حصيلة رسمية. وبعد أن كان ظهور الفيروس الأول في مدينة ووهان الصينية، عبر الحدود وسجل إصابات في دول أخرى، وفيما يلي قائمة بالدول التي أعلنت رصد إصابات مؤكدة على أراضيها.

فرنسا

كشفت وزارة الصحة الفرنسية وجود ثلاث إصابات بفيروس كورونا المستجد لتعلن بذلك دخول الفيروس إلى أوروبا، قالت وزيرة الصحة أنييس بوزين إن الحالة الأولى تتعلق بمريض دخل المستشفى في بوردو والأخريين في باريس، مشددة على أن السلطات ستبذل قصارى جهدها "للحد" من انتشار الفيروس.

أستراليا

أكدت أستراليا ظهور أول أربع حالات إصابة فيها بفيروس كورونا الجديد بمدينتين اليوم السبت في حين قال كبير مسؤولي الصحة بالبلاد إنه يتوقع المزيد من الحالات حيث أن أستراليا مقصد رئيسي للسياح الصينيين.

ماليزيا

أعلنت ماليزيا السبت عن أول ثلاث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بها. وقال وزير الصحة ذو الكفل أحمد إن المصابين الثلاثة صينيون وتربطهم صلة قرابة بالرجل البالغ من العمر 66 عاما والذي أكدت السلطات الصحية في سنغافورة أن الاختبارات التي أجريت له بشأن الفيروس جاءت إيجابية.

كوريا الجنوبية

أول إصابة في كوريا الجنوبية كانت لصينية تبلغ 35 عاما، وصلت إلى سول في 19 كانون الثاني/يناير على متن طائرة آتية من ووهان. كذلك، جرى تسجيل إصابة امرأة خمسينية كانت تعمل في ووهان.

الولايات المتحدة

أدخِل رجل ثلاثيني زار منطقة ووهان وعاد منها في 15 كانون الثاني/يناير، إلى مستشفى غير بعيد عن سياتل، وفق ما أعلنت السلطات في 21 كانون الثاني/يناير. وكان الرجل قد اتصل بنفسه بخدمات الطوارئ في 19 كانون الثاني/يناير بعد ظهور أعراض عليه. وتوصف حالته بأنها مُرضِية، وسجّلت حالة أخرى في 24 كانون الثاني/يناير لدى ستينية وصلت من ووهان في 13 كانون الثاني/يناير وتسكن في شيكاغو. وتقول السلطات الصحية المحلية إنّها "في حال سريرية جيدة".

اليابان

الحالة الأولى في اليابان سجّلت لثلاثيني أدخل إلى المستشفى في 10 كانون الثاني/يناير بسبب إصابته بحرارة مرتفعة وأعراض أخرى، بعد عودته قبل أيام قليلة من ووهان، وفي 24 كانون الثاني/يناير، سجّلت حالة أخرى لأربعيني يسكن في ووهان، ووصل إلى اليابان في 19 منه.

نيبال

جرى الإعلان عن أول حالة في 24 كانون الثاني/يناير في نيبال، لدى طالب عاد في 9 من الشهر من نيبال.

سنغافورة

أعلنت سنغافورة في 23 كانون الثاني/يناير عن الإصابة الأولى التي تعرّض لها رجل يبلغ 66 عاما بعد ثلاثة أيام من وصوله من ووهان وهو يعاني من الحرارة والسعال، وثبتت إصابة ابنه الذي رافقه والبالغ 37 عاما. وكذلك كان حال خمسينية تعيش في ووهان، وصلت في 21 كانون الثاني/يناير، الحالة الأولى التي سجّلت في تايوان لامرأة خمسينية وصلت من مقر إقامتها في ووهان في 20 كانون الثاني/يناير، وكانت تعاني من الحرارة والسعال والألم في الحنجرة.

تايلاند

جرى تسجيل أول إصابة خارج الصين في تايلاند في 8 كانون الثاني/يناير، لامرأة عائدة من زيارة إلى ووهان. مذّاك، جرى تسجيل ثلاث حالات أخرى، ما يرفع الإصابات إلى أربع: ثلاثة صينيين من ووهان وتايلندية زارت هذه المدينة. وتعافى صينيان وعادا إلى بلديهما.

فيتنام

أدخل صينيان إلى المستشفى في 17 و18 كانون الثاني/يناير: رجل وصل من ووهان في 13 كانون الثاني/يناير وابنه الذي يسكن في هو-شي-منه وتلقى العدوى، بحسب ما أعلنت السلطات في 23 كانون الثاني/يناير.

هونغ كونغ

ثبتت إصابة شخصين زارا ووهان، ويتلقيان العلاج في هونغ كونغ.

ماكاو

أعلنت سلطات ماكاو في 22 كانون الثاني/يناير إصابة امرأة، وهي سيدة أعمال تبلغ 52 عاما وصلت قبل قبل ثلاثة ايام بالقطار الآتي من مدينة تشوهاي الصينية. وجرى تسجيل إصابة ثانية مذّاك.

اضف تعليق