يقتل التدخين ما يصل إلى ستة ملايين شخص حول العالم كل عام وفي حال استمرت المعدلات الحالية للتدخين تتوقع منظمة الصحة العالمية أكثر من مليار حالة وفاة مرتبطة بالتدخين في القرن الحادي والعشرين، لذا تتواصل الدراسات والابحاث في محاولة لايجاد سبل اقلاع للمدخنين واكتشاف الاضرار...
يقتل التدخين ما يصل إلى ستة ملايين شخص حول العالم كل عام وفي حال استمرت المعدلات الحالية للتدخين تتوقع منظمة الصحة العالمية أكثر من مليار حالة وفاة مرتبطة بالتدخين في القرن الحادي والعشرين.
لذا تتواصل الدراسات والابحاث في محاولة لايجاد سبل اقلاع للمدخنين واكتشاف الاضرار الناجمة على هذا الادمان المميت ، في الاونة الاخيرة قال باحثون إن تدخين علبة سجائر في اليوم يمكن أن يسبب 150 تغيرا ضارا في خلايا رئة المدخن كل عام، جاءت النتائج في دراسة عن الضرر الجيني المدمر أو التحور الناتج عن التدخين على أعضاء مختلفة في الجسم، واكتشف الباحثون أن أعلى معدل للتحورات شوهد في سرطانات الرئة لكنهم رصدوا أيضا تحورات في الحمض النووي لأورام مرتبطة أيضا بالتدخين في أعضاء أخرى من الجسم ومنها المثانة والكبد والحنجرة. ويفسر هذا لماذ يسبب التدخين أنواع أخرى كثيرة من السرط إلى جانب سرطان الرئة.
ويحدث السرطان نتيجة تحور في الحمض النووي للخلية. وربطت دراسات بين التدخين و17 نوعا على الأقل من السرطان لكن العلماء لم يتأكدوا حتى الآن من الآليات وراء الكثير منها، في الوقت نفسه أشارت دراسة جديدة إلى أن زيادة خطر إصابة المدخنين بالجلطة قد تمتد لغير المدخنين الذين يعيشون في نفس المنزل معهم ويستنشقون الدخان، وتوصل الباحثون إلى أن غير المدخنين الذين أصيبوا بجلطة كانوا أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة تقريبا للتدخين السلبي في المنزل مقارنة بمن لم يصابوا بجلطة قط، وأضافوا أن الناجين من الجلطات الذين تعرضوا للتدخين السلبي كانوا كذلك أكثر عرضة للوفاة لأي سبب مقارنة بمن لم يتعرضوا للتدخين السلبي.
فيما أوضحت دراسة أخرى أن التدخين يترك بصماته على الشفرة الوراثية عن طريق تغيير الشفرة الكيميائية لجزيء الحمض النووي وهو ما قد يؤدي أحيانا إلى تغيير في النشاط الجيني، ووجد الباحثون أن بعض هذه التغيرات في الجزيئات تعود إلى حالتها الأصلية عند الإقلاع عن التدخين لكن بعضها يستمر في الأجل الطويل.
على صعيد ذي صلة، يخشى بعض المدخنين من خسارة أصدقاء إذا أقلعوا عن التدخين لكن دراسة جديدة تفيد بأن النقيض هو الصحيح فيما يبدو، مؤخرا أظهرت دراسة فنلندية أن قيام المدخن بالمشي مسافة أطول من منزله إلى بائع السجائر يزيد من احتمال إقلاعه عن التدخين،
كما أوضحت دراسة حديثة في دبي أن تدخين النارجيلة في المنازل يؤدي إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون والذرات الدقيقة بمستويات تبلغ مثلي تلك التي تخرج من دخان السجائر، في حين قال كثير من الأشخاص في دراسة أجريت حديثا إنهم حاولوا معرفة ما هي المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التبغ أو دخانه لكن أغلبهم لم يكن يعرف أي مكونات بخلاف النيكوتين، الى ذلك أشارت دراسة حديثة إلى أن الاعتقاد الشائع بأن المدخنين بحاجة لخمس إلى سبع محاولات للإقلاع عن التدخين قبل أن ينجحوا في تحقيق ذلك قد يكون أقل بكثير من الواقع، من جانب آخر، قالت دراسة جديدة إن المدخنين وخاصة من النساء تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالنزيف داخل بطانة المخ (نزيف تحت العنكبوتية) مقارنة بغير المدخنين، وكتب الباحثون في دورية (ستروك) إنه استنادا إلى دراسات سابقة يبدو أن التدخين مسؤول عما لا يقل عن ثلث حالات النزيف داخل بطانة المخ وتزيد احتمالات إصابة النساء بهذه الحالة عن الرجال بمقدار المثلين تقريبا، وأخيرا اظهرت دراسة فدرالية اميركية حديثة ان ما يقرب من 40 % من امراض السرطان المشخصة في الولايات المتحدة مرتبطة بالتدخين، ويسجل استهلاك السجائر في هذا البلد تراجعا ملحوظا لدى البالغين منذ عقود غير انه لا يزال يمثل السبب الاول للاصابات السرطانية التي يمكن تفاديها، وتنسب الى التبغ المسؤولية عن الاصابة بسرطان الرئة اضافة الى اورام سرطانية اخرى في الفم والحلق والمريء والمعدة والكلى والبنكرياس والكبد والطحال وعنق الرحم والقولون والمستقيم وسرطان الدم النخاعي المزمن.
وتسجل النسب الاعلى للمدخنين ومعدلات الوفيات في اوساط السود الاميركيين مقارنة مع افراد باقي المجموعات الاتنية، اضافة الى سكان المناطق التي تسجل فيها ادنى نسب الخريجين الجامعيين او التي تسجل اعلى مستويات الفقر.
احذر.. للتدخين مضار عديدة ومنها الخرف!
الإشاعة القديمة التي كان يرددها بعض المدخنين من أن التدخين ينشط المخ ويقلل ويحد من خطر الاصابة بالخرف وذلك بسبب وجود مادة النيكوتين، تم تفنيدها بدراسة جديدة بينت أن الاصابة بالخرف تزداد بنسبية كبيرة بين المدخنين.
ذكرت دراسة جديدة في كوريا الجنوبية أن خطر الإصابة بالخرف يزداد لدى المدخنين، وأن الإقلاع عن هذه العادة يمكن أن يحد من هذا الخطر. ونشرت هذه الدراسة في دورية" طب الأعصاب السريري و التطبيقي" حيث أكد معدو هذه الدراسة "أن خطر الإصابة بالخرف قل بنسبة 14 في المئة و19 في المئة بالترتيب بالنسبة للمقلعين عن التدخين منذ فترة طويلة والذين لم يدخنوا على الإطلاق وذلك بالمقارنة بالمدخنين الذين استمروا في التدخين".
وقال دايين تشوي كبير معدي الدراسة من كلية الطب بجامعة سول الوطنية إن "التدخين معروف بآلاف من نتائجه السلبية على الصحة بما في ذلك الإصابة بالسرطان وأمراض شرايين القلب. ولكن يقل التأكيد نسبيا على تأثير التدخين على أدمغتنا"
وتشير الدراسة إلى عدة دراسات أجريت في الثمانينات والتسعينات ووجدت أن التدخين يحد من خطر الإصابة بالزهايمر، ولكن هذه الدراسات كانت تمولها عادة شركات التبغ.
وقال تشوي لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني " كان هناك اعتقاد خاطئ بأن التأثير المنشط للنيكوتين قد يعمل كعامل وقائي من الخرف". وكشف أن "النقطة المثيرة للاهتمام هي إمكانية وقف زيادة خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالتدخين من خلال الإقلاع عنه".
الأسباب في الإصابة بالخرف ليست واضحة تماما لحد الآن إلا أن الخبراء أرجعوها إلى التغيرات التي قد يحدثها تقلب ضغط الدم في بنية ووظائف الدماغ والتي قد يكون لها دور في الإصابة بالخرف. وقد يكون قياس ضغط الدم في المنزل أكثر مصداقية بالمقارنة مع الفحص في عيادة الطبيب لأن التوتر أو القلق قد يجعلان المريض يسجل قراءات أعلى في العيادة منه في المنزل.
ولإبعاد شبح الخرف ينصح الأطباء بالحفاظ على نظام الأوعية الدموية والقلب حيث ترتبط بصحة المخ. ويقول أنه حتى إذا كانت الإجراءات للحد من تقلبات ضغط الدم غير متوفرة حاليا فإن الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام من خلال تغيير نمط الحياة كالتحول إلى الأكل الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين.
مسؤول عن 40 % من اصابات السرطان
اظهرت دراسة فدرالية اميركية حديثة ان ما يقرب من 40 % من امراض السرطان المشخصة في الولايات المتحدة مرتبطة بالتدخين، ويسجل استهلاك السجائر في هذا البلد تراجعا ملحوظا لدى البالغين منذ عقود غير انه لا يزال يمثل السبب الاول للاصابات السرطانية التي يمكن تفاديها، وفق هذا التقرير الصادر عن المراكز الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي)، ومن 2009 الى 2013، تم تشخيص اصابة نحو 660 الف شخص في الولايات المتحدة بالسرطان سنويا، وفق هذه الدراسة التي تظهر ايضا ان 343 الف وفاة نجمت عن ورم سرطاني مرتبط بالتدخين خلال هذه الفترة. بحسب فرانس برس.
وأوضح مدير مراكز "سي دي سي" توم فريدن أن "احصاءاتنا تشير الى وجود اكثر من 36 مليون مدخن حاليا في الولايات المتحدة"، وقال "للاسف، ما يقرب من نصف هؤلاء يواجهون خطر الوفاة المبكرة جراء امراض متصلة بالتبغ، بينها ستة ملايين وفاة جراء مرض سرطاني اذا لم يتم تطبيق البرامج الفدرالية لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين".
وأشارت مراكز "سي دي سي" الى التقدم المحقق منذ 25 سنة في مكافحة التدخين ما ادى الى تفادي 1,3 مليون حالة وفاة متصلة بالتدخين خلال هذه الفترة بفضل حملات مكافحة التدخين، وبينت دراسة اخرى اجراها معهد "ناشونال هلث انترفيو سورفي" ونشرت نتائجها ايضا مراكز "سي دي سي"، أن المعدل الحالي للمدخنين من البالغين الاميركيين سجل انخفاضا من 20,9 % (45,1 مليون شخص) سنة 2005 الى 15,1 % (36,5 مليون شخص) سنة 2015، وخلال الفترة ما بين 2014 - 2015 وحدها، تراجع عدد المدخنين بنسبة 1,7 % ليسجل المعدل الأدنى في البلاد منذ بدء مراكز "سي دي سي" نشر هذه الاحصائيات سنة 1965، واوضحت مديرة قسم الوقاية من السرطان في مراكز "سي دي سي" ليزا ريتشاردسون "عندما تستثمر الولايات في برامج موسعة للوقاية من السرطان بما يشمل مكافحة التدخين، في امكاننا ملاحظة اثار ايجابية على جميع السكان وتراجع في معدل الوفيات الناجمة عن الامراض السرطانية المتصلة بالتبغ"، وأبدت اسفها لأن هذه البرامج الوقائية تتغير تبعا للولايات، كما الحال بالنسبة لقدرة الحصول على العناية الطبية وعلاجات مكافحة السرطان، وأوضحت مراكز "سي دي سي" أن معدل الاصابة بالسرطان جراء التبغ يبقى الاعلى لدى الرجال (250 لكل مئة الف) مقارنة بالنساء (148 لكل مئة الف).
علبة سجائر يوميا يسبب 150 تحورا في خلايا الرئة كل عام
قال باحثون إن تدخين علبة سجائر في اليوم يمكن أن يسبب 150 تغيرا ضارا في خلايا رئة المدخن كل عام، جاءت النتائج في دراسة عن الضرر الجيني المدمر أو التحور الناتج عن التدخين على أعضاء مختلفة في الجسم.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية ساينس (العلوم) إن النتائج تظهر علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يدخنها المدخن على مدار حياته وعدد التحورات في الحمض النووي للأورام السرطانية.
وقال لودميل الكسندروف الباحث بمعامل لوس الاموس الوطنية في الولايات المتحدة وهو أحد المشاركين في البحث إنه كان من الصعب حتى الآن شرح كيف يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بالسرطان في أعضاء من الجسم ليس لها علاقة مباشرة بالتدخين، وأضاف قائلا "قبل كان لدينا أدلة وبائية تربط بين التدخين والسرطان لكن يمكننا الآن أن نراقب ونقيس التغيرات الجزيئية في الحمض النووي". بحسب رويترز.
وأجرت الدراسة تحاليل على أكثر من خمسة آلاف ورم وقارنت أنواع السرطان بين عدد من المدخنين وبين آخرين لم يدخنوا مطلقا، ووجدت الدراسة آثارا جزيئية لأضرار في الحمض النووي يطلق عليها البصمات التحورية في الحمض النووي للمدخن وأحصى العلماء عدد تلك التحورات في مختلف الأورام، وذكر الباحثون أنه في خلايا الرئة اكتشف الباحثون أن تدخين علبة من السجائر في المتوسط كل يوم يؤدي إلى 150 تحورا في كل خلية كل عام. وكل تحور مصدر محتمل لبدء "مجموعة أضرار جينية" يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالسرطان، وأظهرت النتائج أيضا أن تدخين علبة سجائر يوميا يؤدي إلى 97 تحورا في كل خلية في الحنجرة و39 تحورا في الحلقوم و23 تحورا في الفم و18 تحورا في المثانة وستة تحورات في كل خلية في الكبد كل عام.
الإصابة بجلطة
قالت الدكتورة ميشيل لين من كلية جونز هوبكنز للطب في بالتيمور "التدخين السلبي خطر على الجميع لكن من لديهم تاريخ إصابة بالجلطات يجب أن يحرصوا بشكل أكبر على تفاديه"، وأضافت عبر البريد الإلكتروني "من المعروف منذ وقت طويل أن تدخين السجائر يزيد خطر الإصابة بالجلطة لكن لم يعرف الكثير عن العلاقة بين التدخين السلبي والجلطات"، وللإجابة على هذا السؤال حلل الباحثون بيانات قرابة 28 ألفا من غير المدخنين ممن هم أكبر من 18 عاما، واستطلعت آراء المشاركين بين عامي 1988 و1994 ومرة أخرى بين عامي 1999 و2012. ورد المشاركون على سؤال "هل يدخن أي شخص يعيش هنا السجائر أو السيجار أو الغليون في أي مكان بالمنزل؟". بحسب رويترز.
ولقياس كمية الدخان التي تعرض لها المشاركون أجرى الباحثون فحوص دم لكل مشارك في الدراسة لقياس نسبة مادة الكوتينين وهي من مشتقات النيكوتين، وقالت أنجيلا مالك وهي باحثة في الجامعة الطبية بساوث كارولاينا وتدرس مخاطر التدخين السلبي "لا يوجد قدر آمن من التدخين السلبي"، وأشارت إلى أن البالغين المعرضين للتدخين السلبي يكونون عرضة للإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة فيما يصبح الأطفال عرضة للربو والعدوى، وأضافت "تجنب الأماكن التي يوجد بها تدخين أمر محبذ للأطفال والبالغين. لا يفوت الأوان أبدا لتفادي التعرض للدخان... ابتعد عن المدخنين للحد من خطر تعرضك للتدخين السلبي. أخبر المدخنين بأنهم يعرضون كل من حولهم لخطر الجلطة".
بعد المسافة إلى متجر بيع السجائر والإقلاع عن التدخين
أظهرت دراسة فنلندية أن قيام المدخن بالمشي مسافة أطول من منزله إلى بائع السجائر يزيد من احتمال إقلاعه عن التدخين، ووجد باحثون أن احتمال إقلاع الشخص عن التدخين يزيد بما يتراوح بين 20 و60 في المئة مع كل 500 متر زيادة في المسافة لأقرب بائع سجائر، وقال كبير معدي الدراسة الدكتور ميكا كيفيماكي من جامعة كوليدج لندن والمعهد الفنلندي للصحة المهنية في هلسنكي "توقعنا أن تلعب المسافة إلى متجر السجائر دورا في عادات التدخين، "ولكن ما فاجأنا هو قوة هذه الصلة".
ودمج الباحثون نتائج دراستين سابقتين شملتا معا أكثر من 20 ألف مدخن حال وسابق. وأكمل المشاركون استطلاعات تتعلق بسلوك التدخين مرتين تفصل بينهما فترة زمنية من ثلاث إلى تسع سنوات وضم الباحثون عناوين سكن المشاركين وأماكن أقرب متجر لبيع السجائر لبيوتهم، وفي بداية الدراستين كان هناك 6259 مدخنا حاليا في الدراسة الأولى و1090 في الدراسة الثانية، وبحلول الموجة الثانية من الاستطلاعات كان 28 في المئة قد أقلعوا عن التدخين في الدراسة الأولى و29 في المئة في الدراسة الثانية. بحسب رويترز.
وفيما بين الاستطلاعين غير 39 في المئة من المشاركين في الدراسة عناوين مساكنهم، وبالنسبة لمن انتقلوا لمسافة أبعد 500 متر على الأقل عن مكان بيع السجائر زاد لديهم احتمال الإقلاع عن التدخين بنسبة 16 في المئة تقريبا عمن ظلت المسافة التي تفصلهم عن متجر بيع السجائر كما هي، وقال كيفيماكي إن الابتعاد عن مصدر السجائر أو إزالة أقرب مصدر لها يزيد من احتمال إقلاع الشخص عن التدخين وربما يستطيع صناع السياسة استغلال هذه الصلة، وأضاف "نتائجنا تتوافق مع مبدأ أكثر عمومية وهو (اجعل الخيار الأكثر إفادة للصحة هو الخيار الأسهل)، "الحد من توافر منتجات التبغ -وهو ما دعمته نتائجنا- يكمل سياسات الصحة العامة التي تهدف إلى خلق مناخ يسهل دمج النشاط البدني في الحياة اليومية والقانون الذي يدعم خيارات النظام الغذائي الصحي".
توسيع نطاق شبكة الأصدقاء
قالت ميجان بايبر إحدى الباحثات والعضو في مركز أبحاث التبغ بجامعة ويسكونسن ماديسون إن المدخنين ربما يشعرون بالقلق من أن محاولة الإقلاع عن التدخين ستؤدي لانصراف مدخنين آخرين عنهم. لكنها أضافت لرويترز هيلث في مكالمة هاتفية أن حقيقة الأمر هي أن الذين يقلعون عن التدخين يكتسبون أصدقاء غير مدخنين.
وقالت بايبر "هذا بالتأكيد مبعث قلق يتحدث المدخنون معنا بشأنه ... إنهم يشعرون بالقلق من أن أصدقاءهم لن يودوا الخروج معهم. لكن بياناتنا تظهر أن عدد المدخنين سيقل في دوائرهم الاجتماعية لكن لن ينتهي بهم الحال بعدد أقل من الأصدقاء".
والتدخين أقل شيوعا عما كان عليه قبل عدة سنوات لذا إن كنت تبحث عن أصدقاء فإن بايبر تقول إن "مجتمع غير المدخنين أكبر بكثير"، وتابعت بايبر "هذه هي المرة الأولى التي نظرنا فيها في أمر ما يحدث للشبكات الاجتماعية لأشخاص يقلعون بالفعل أو لا يقلعون على الإطلاق عن التدخين"، وحللت بايبر وزملاؤها الشبكات الاجتماعية لستمئة وواحد وتسعين مدخنا دخلوا في تجربة الإقلاع عن التدخين بينهم عدد من الأصدقاء وأعضاء جدد وعادات التدخين وتدخين الشريك الرومانسي. بحسب رويترز.
وعلى مدى ثلاث سنوات خضع المشاركون لاختبارات لرصد وجود منتجات ثانوية كيماوية مرتبطة بالتدخين لتقييم إن كانوا أقلعوا بنجاح. وقارن الباحثون هذه النتائج بالتغيرات التي حدثت على الشبكات الاجتماعية مع مرور الوقت. وملأ المشاركون استمارات أولا بشأن أهم 14 شخصا في شبكتهم الاجتماعية ثم في وقت لاحق عن التسعة الأهم بالنسبة لهم، وصنف الباحثون الشبكات الاجتماعية بعدة طرق: فهناك الشبكة الكبيرة التي تضم الكثير من الأصدقاء المدخنين وهناك الشبكات الكبيرة التي تضم مجموعة صغيرة من المدخنين والشبكة الصغيرة التي تضم أصدقاء لهم شريك مدخن والشبكة الصغيرة التي تضم الصديق المدخن، وقال البحث الذي نشر في مطبوعة نيكوتين أند هيلث إن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين بعد العام الأول والثاني شهدوا تحولات اجتماعية إذ قل في الغالب تواصلهم مع المدخنين وبدأوا في الدخول في دوائر اجتماعية أكبر بوجه عام.
مخاطر نزيف بطانة المخ خاصة لدى النساء
قالت دراسة جديدة إن المدخنين وخاصة من النساء تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالنزيف داخل بطانة المخ (نزيف تحت العنكبوتية) مقارنة بغير المدخنين، وكتب الباحثون في دورية (ستروك) إنه استنادا إلى دراسات سابقة يبدو أن التدخين مسؤول عما لا يقل عن ثلث حالات النزيف داخل بطانة المخ وتزيد احتمالات إصابة النساء بهذه الحالة عن الرجال بمقدار المثلين تقريبا، وقال الطبيب جوني فلاديمير ليندبوم الذي قاد فريق الدراسة وهو من قسم الصحة العامة في جامعة هلسنكي بفنلندا إن "التدخين قد يقلل مستويات هرمون الإستروجين (الأنثوي) ويسبب انقطاع الطمث مبكرا الذي يقلل بدوره من مستويات الإستروجين". بحسب رويترز.
وأضاف لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني "قد يؤدي هذا الانخفاض إلى تحلل جدران الأوعية الدموية ويجعلها عرضة للتمزق"، وأشار إلى أن الإصابة بالنزيف داخل بطانة المخ تصبح أكثر شيوعا في النساء فوق سن 55 عاما، وقال ليندبوم إن الدراسة كشفت أنه حتى التدخين باعتدال يزيد مخاطر نزيف تحت العنكبوتية بشكل كبير بالنسبة للنساء والرجال لكن هذه المخاطر تتراجع مرة أخرى عند الإقلاع عن التدخين، وأردف قائلا أنه يجب على المدخنات محاولة الإقلاع عن هذه العادة ومعالجة أي ارتفاع في ضغط الدم والاستعانة بخدمات الرعاية الصحية عند الضرورة.
الإقلاع عن التدخين قد لا يتحقق قبل المحاولة الثلاثين
أشارت دراسة حديثة إلى أن الاعتقاد الشائع بأن المدخنين بحاجة لخمس إلى سبع محاولات للإقلاع عن التدخين قبل أن ينجحوا في تحقيق ذلك قد يكون أقل بكثير من الواقع، واستنادا إلى بيانات أكثر من 1200 مدخن بالغ في كندا فإن المتوسط الحقيقي لمحاولات الإقلاع عن التدخين قد يقترب من 30 محاولة قبل النجاح.
وقال مايكل تشايتون من كلية الصحة العامة بجامعة تورنتو في كندا "نتحدث منذ وقت طويل عن نحو خمس إلى سبع محاولات للإقلاع ... لكن بالنسبة لنا فإنه (العدد) أكثر بكثير"، وكتب تشايتون وزملاؤه في دورية (بي.ام.جيه اوبن) أن التقديرات المنخفضة تستند إلى عدد قليل من الدراسات التي اعتمدت في الماضي على ذكريات أشخاص نجحوا في الإقلاع عن التدخين لكنها لم تشمل محاولات أولئك الذين فشلوا.
وحلل الباحثون بيانات 1277 شخصا في إطار الدراسة التي تتبعت محاولاتهم على مدار ما يصل إلى ثلاث سنوات. وعندما بدأت الدراسة في 2005 سجل المشاركون عدد المرات التي يتذكرون أنهم قاموا فيها بمحاولة جدية للإقلاع عن التدخين. وبمرور كل ستة أشهر كانوا يبلغون عن عدد محاولاتهم الجدية للإقلاع خلال هذه الفترة. بحسب رويترز.
ومعيار نجاح أي محاولة هو الامتناع عن تدخين أي سيجارة لمدة عام على الأقل، وقال جون هيوز من كلية الطب التابعة لجامعة فيرمونت "الأثر الرئيسي لهذه الدراسة هو أن الأطباء يجب أن يبعثوا الطمأنينة في نفوس المدخنين ويؤكدون لهم أن الفشل في عشر مرات لا يعني أنه لا يمكنهم الإقلاع عن التدخين"، وأضاف هيوز الذي لم يشارك في الدراسة "لكن مشكلة الإقلاع بعد 20 محاولة مثلا هي أن ذلك قد يستغرق عشر سنوات والمهم ليس هو أن تقلع عن التدخين بل أن تفعل ذلك وأنت في سن صغير".
هل تعرف جميع مكونات دخان السجائر؟
قال كثير من الأشخاص في دراسة أجريت حديثا إنهم حاولوا معرفة ما هي المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التبغ أو دخانه لكن أغلبهم لم يكن يعرف أي مكونات بخلاف النيكوتين، وقال أكثر من نصف من تم استطلاع آرائهم عبر الهاتف إنهم يرغبون في رؤية هذه المعلومات على علب السجائر ويرغب ربعهم في الوصول إليها عبر الإنترنت.
وقال الطبيب كورت ريبيسي من مركز لاينبرجر كومبريهنسيف كانسر بجامعة نورث كارولاينا بشابل هيل إنه من بين سبعة آلاف مكون لدخان السجائر هناك 93 على وجه الخصوص سامة جدا، وقال ريبيسي لرويترز هيلث عبر الهاتف إن الرسالة الأكثر بساطة وفعالية قد تكون تسجيل المواد الكيميائية وآثارها الصحية بإيجاز. منها على سبيل المثال أن دخان السجائر يحتوي على الزرنيخ الذي يسبب أضرارا للقلب والفورمالديهايد الذي يسبب سرطان الحنجرة، واستطلع ريبيسي وزملاء له آراء حوالي خمسة آلاف بالغ في الولايات المتحدة عبر الهاتف مستهدفين مناطق تشهد معدلات مرتفعة في عدد المدخنين ودخول منخفضة.
ونحو ربع من تم استطلاع آرائهم مدخنون ويقول أغلبهم إنهم كانوا يدخنون بشكل يومي على مدار الشهر الأخير، واختار الباحثون 24 مادة كيميائية ضارة في التبغ وقسموها إلى ست مجموعات كل مجموعة تضم أربع مواد، وأجاب كل مشارك على أسئلة عن مجموعة واحدة تم اختيارها عشوائيا. بحسب رويترز.
وقال أكثر من ربع من تم استطلاع آرائهم إنهم بحثوا عن معلومات عن مكونات دخان التبغ وكان أغلبهم في العادة من الشبان والمدخنين. وقال أكثر من النصف إنهم يفضلون رؤية هذه المعلومات على علب السجائر، وذكر الباحثون في دورية (بي.إم.سي للصحة العامة) أن ثمانية بالمئة فقط ممن تم استطلاع آرائهم كانوا يعرفون أن ثلاثة على الأقل من المواد الكيميائية الأربع التي سئلوا عنها موجودة في دخان السجائر.
وقالت الطبيبة رينسكيه تالهوت من المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة بمركز حماية الصحة في هولندا إن "الكثير من الأشخاص يبحثون عن معلومات عن مكونات دخان السجائر لكن من يعثرون عليها ليسوا كثيرين"، وقالت إن معرفة هذه المعلومات قد يساعد مدخنين على اتخاذ قرار عن علم لكن حتى الآن ليس هناك دليل عن كيف يمكن أن تغير سلوك التدخين.
اضف تعليق