على الرغم من التطور العلمي الهائل الذي يشهده عالم الطب والخدمات الطبية من حيث تشخيص الأمراض ومعالجتها والعمل على تحجيم انتشارها، ما تزال الكثير من الأمراض التي تتسبب في قتل وإعاقة الملايين من الناس وكما يقول بعض الخبراء تشكل تحدياً كبيراً للمؤسسات الصحية في العديد من دول العالم، خصوصا وان البحوث والدراسات الطبية قد أثبتت انتشار أمراض جديدة وخطيرة وظهور سلالات فيروسية مقاومة للعلاجات، ويرى بعض المراقبين ان التغير في أنماط الحياة المختلفة والانفتاح الكبير الذي يشهده العالم أمور أسهمت وبشكل واضح في تفشي وانتشار العديد من الإمراض والمشاكل الصحية.
ويعرّف المرض وكما تذكر بعض المصادر على أنه حالة غير طبيعية تؤثر على جسم الكائن الحي، ترتبط غالباً بأعراض وعلامات، وتنتج إما عن أسباب خارجية، كما هو الحال مثلاً مع الأمراض المعدية، أو نتيجة اختلالات داخلية، كما هو الحال مع أمراض المناعة الذاتية. ويتم استخدام مصطلح المرض بشكل عام في البشر، للإشارة إلى جميع الحالات التي تؤدي للإحساس بالألم، أو التي ينتج عنها اختلال في الوظائف، أو تسبب الضيق والإزعاج، أو المشاكل الاجتماعية، أو وفاة المصاب في النهاية. وفي مفهومه الأوسع، يشمل مصطلح المرض أحياناً: الإصابات، والإعاقات، والاضطرابات والاختلالات، والعدوى، والأعراض المستقلة، والسلوك غير السوي، والاختلافات غير الشائعة في التركيب أو الوظيفة. ولا يقتصر تأثير المرض على الأعراض والعلامات التي تظهر على جسد المصاب، بل غالباً ما يمتد تأثير المرض إلى الحالة النفسية والعاطفية، حيث كثيراً ما تؤدي الإصابة بالعديد من أنواع الأمراض -وخصوصاً إذا ما كانت من النوع المزمن- إلى تغيير رؤية ومنظور الشخص للحياة، وربما حتى إلى تغييرات في صفات وسمات شخصيته.
ويتم تصنيف الأمراض إلى طوائف وأقسام مختلفة، حسب المحور المعتمد عليه في التصنيف، فهناك مثلاً أمراض معدية وأمراض غير معدية، وأمراض حادة وأخرى مزمنة، وأمراض جسدية وأخرى نفسية... وهلم جرا. وإن كان التصنيف الأعم والأشمل، يعتمد على أسباب ومصادر المرض في التقسيم، لينتج عنه أربعة أنواع رئيسية: 1- الأمراض الجرثومية، الناتجة عن العدوى بفيروس، أو بكتيريا، أو فطر، أو طفيلي. 2- أمراض النقص، أو مجازاً سوء التغذية، وتنتج عن نقص العناصر الغذائية الهامة، مثل الفيتامينات والأملاح، أو نقص البروتينات والدهون. 3- الأمراض الوراثية، والتي تنتج عن اختلال المادة الوراثية داخل الخلايا. 4- الأمراض الفسيولوجية، والتي تنتج عن اضطراب الوظائف الحيوية في الأعضاء والأجهزة.
السل في أوروبا
وفي هذا الشأن قال مسؤولون في قطاع الصحة إن ما يصل إلى ألف شخص يصابون بالسل يوميا في أوروبا وإن التقدم البطئ في مواجهة المرض مع تزايد المقاومة للعقاقير يشير إلى أن المنطقة لن تهزم المرض على الأرجح حتى القرن المقبل. وقالت منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في تقرير مشترك إنه وفقا للمعدلات الحالية فإنه ليست هناك فرصة تذكر للمنطقة لتحقيق الهدف المتمثل في القضاء على السل بحلول عام 2050.
وقالت سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية مع نشر التقرير إن "مرض السل المقاوم للعقاقير ما زال يجتاح المنطقة الأوروبية ويجعلها الأكثر تأثرا في العالم كله." والسل من أمراض الرئة البكتيرية المعدية وينتشر أساسا في المناطق التي تعاني من الفقر والحرمان عن طريق سعال أو عطس شخص مريض. وهو مرض صعب العلاج اذ يتطلب شهورا من العلاج بالمضادات الحيوية كما أن السلالات المقاومة للعقاقير سرعان ما تكتسب القدرة على التعامل معها.
وقتل السل بكل أشكاله حوالي 1.5 مليون شخص في أنحاء العالم عام 2013 وحذرت منظمة الصحة العالمية العام الماضي من أن معدلات سلالة السل المقاومة للعقاقير بلغت "مستويات أزمة". والمنطقة الأوروبية في منظمة الصحة العالمية تشمل 53 دولة بتعداد سكان نحو 900 مليون نسمة بينهم 508 ملايين يعيشون في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
وقال تقرير منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها إن الاتجاه العام في أنحاء المنطقة يوضح أن معدلات السل تتراجع في بعض الدول ذات الأولوية العالية في حين أن المرض يعاود الظهور في الدول الأخرى منخفضة الإصابة. وأضاف التقرير أن في دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية جرى تسجيل 65 ألف إصابة بالسل في عام 2013 و360 ألف حالة في المنطقة الأوروبية بأكملها في منظمة الصحة العالمية. بحسب رويترز.
وقال مارك سبرنجر مدير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها ومقره ستوكهولم والذي يتابع المرض في أوروبا "بالوتيرة الحالية التي تبلغ نسبة التراجع فيها ستة بالمئة سنويا فان دول الاتحاد الأوروبي والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها ستتخلص من مرض السل خلال القرن المقبل." وأضاف أنه حتى تقضي أوروبا على المرض -وهو ما يفسر بتسجيل أقل من إصابة واحدة بالسل بين كل مليون شخص سنويا- بحلول عام 2050 فإن الأمر يتطلب خفض عدد الحالات بوتيرة أسرع مرتين على الأقل.
مفاجآت الانفلونزا
الى جانب ذلك قالت منظمة الصحة العالمية إن العالم لا يزال معرضا بشدة لاحتمال انتشار الانفلونزا بصورة وبائية وإنه يتعين على الحكومة أن تزيد المراقبة والحذر والاستعداد. وحذرت المنظمة التي تتبع الأمم المتحدة قائلة "لا يمكن توقع شيء بالنسبة للانفلونزا - بما في ذلك أين يمكن أن يتفشى الوباء تاليا وأي فيروس قد يكون مسؤولا عن ذلك."
وقالت إن العالم محظوظ لان آخر تفش للانفلونزا تسببت فيه السلالة إتش1إن1 المعروفة باسم انفلونزا الخنازير في عامي 2009 و2010 كان معتدلا نسبيا. لكنها أضافت "مثل هذا الحظ الحسن لا يمثل سابقة." وفي تقرير من سبع صفحات عن الانفلونزا قالت المنظمة إن العالم أفضل استعدادا الآن على الكثير من المستويات وأكثر من أي وقت مضى للتعامل مع تفشي الانفلونزا. وأضافت أن مستوى التأهب مرتفع وأن هناك مراقبة أفضل لرصد فيروسات الانفلونزا في الحيوانات والبشر.
وفي 2014 أجرى نظام الترصد والاستجابة العالمي للانفلونزا التابع للمنظمة والمؤلف من 142 مختبرا في 112 دولة اختبارات على أكثر من 1.9 مليون عينة سريرية. وقال التقرير "من خلال المراقبة المشددة على العالم المتقلب لفيروسات الانفلونزا فان هذه المختبرات تعمل كنظام تحذبر مبكر وحساس." وتحت عنوان "تحذير: كونوا مستعدين للمفاجآت" أشادت المنظمة بالتقدم في مجال أبحاث الفيروسات الذي زاد القدرة على رصد الفيروسات الجديدة وفهم طبيعتها وتقييمها لتحديد مدى خطر انتشارها وبائيا ولتتبع انتشار الفيروسات على المستوى العالمي.
لكنها قالت إنه يتعين زيادة هذه الجهود. وقالت "نحتاج مزيدا من (الأبحاث والتطوير) من أجل تطوير لقاحات أفضل واختصار فترة الانتاج" مضيفة أنه خلال التفشي الوبائي الشديد يلقى كثير من الناس حتفهم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الحالية التي تلزم لإنتاج لقاحات فعالة. من جانب اخر توصل العلماء إلى ان البالغين لا يصابون بالانفلونزا مرتين في المتوسط كل عشر سنوات مشيرين إلى ان معظم نزلات البرد والسعال التي تمنع الملايين من التوجه لأعمالهم كل عام ليست سوى وعكات صحية تسببها كائنات دقيقة أخرى. وقال الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة إن هذه النتائج تعمق الفهم بشأن كيفية انتشار الانفلونزا وما هي الشرائح الأكثر عرضة للاصابة وكيفية انتاج اللقاحات وتوزيعها لمكافحة المرض. بحسب رويترز.
وقال ستيفن رايلي من كلية لندن الملكية الذي شارك في الدراسة "بالنسبة للبالغين وجدنا ان الإصابة بالانفلونزا أقل شيوعا بالفعل مما يعتقد البعض. وتشيع بصورة أكبر خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة وربما يرجع ذلك الى كثرة اختلاطنا بالآخرين". وحلل فريق البحث عينات دم من متطوعين من جنوب الصين بحثا عن مستوى الأجسام المضادة ضد سبع سلالات مختلفة من الانفلونزا التي شاعت خلال الفترة بين عامي 1968 و2009 .
ووجدوا انه في حين ان الاطفال يصابون بالانفلونزا مرة كل عامين في المتوسط إلا ان الاصابة بها تقل مع التقدم في العمر. وقال الباحثون إن أمراضا أخرى شبيهة بالانفلونزا غالبا ما تصيب الناس نتيجة فيروسات أخرى منها فيروسات التهاب الانف وفيروسات كورونا ما يجعل الامر ملتبسا على الناس بحيث يعرفون ان كانت انفلونزا حقيقية أو غير ذلك.
وعلاوة على تقدير عدد مرات الاصابة بالانفلونزا وضع فريق البحث الذي يضم باحثين من بريطانيا والولايات المتحدة والصين نموذجا رياضيا يبين كيف تتغير المناعة من المرض على مدى عمر الإنسان فيما يصابون بسلالات فيروسية مختلفة. وقد تساعد هذه النتائج التي وردت في دورية (بي إل أو إس بيولوجي)" PLOS Biology" الباحثين ومنتجي العقاقير في توقع كيفية تحور الفيروس في المستقبل وكيف تؤثر المناعة من سلالات تاريخية على طريقة عمل اللقاحات ومدى تاثيرها.
أمراض ينقلها البعوض
في السياق ذاته قال خبراء الصحة إن الأمراض القاتلة التي ينقلها البعوض مثل حمى الدنج وفيروس غرب النيل يمكن أن تنتشر في بريطانيا خلال عقود بسبب تغير المناخ. وجاء في دراسة نشرت في دورية لانسيت للأمراض المعدية ان ارتفاع درجة الحرارة وتزايد الأمطار هما أحوال مثالية للبعوض المسمى (اشيان تايجر) حتى يتكاثر وينتشر في بريطانيا.
ووثق هذا النوع من البعوض لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1985 وهو صغير الحجم لونه أسود وبه نقاط بيضاء ويبلغ طوله 1.4 بوصة وينشر فيروسات منها حمى الدنج ومرض شيكونجونيا الذي ينقله فيروس بنفس الاسم. وجاء في الدراسة ان الامراض المنقولة التي تنقلها الحشرات مثل البعوض أو القراد آخذة في الصعود على مدى العشر سنوات الماضية وانتشرت في مناطق جديدة في أوروبا من بينها اليونان وايطاليا وفرنسا. بحسب رويترز.
وقال ستيف ليتش من ادارة الرد على حالات الطواريء في الجهاز الحكومي المسؤول عن تحسين الصحة العامة "الدروس المستفادة من تفشي فيروس غرب النيل في أمريكا الشمالية وفيروس شيكونجونيا في الكاريبي تؤكد الحاجة الى تقييم مخاطر الأمراض المنقولة واعداد فرق الطواريء لاي تفش في المستقبل."
جرثومة قاتلة
الى جانب ذلك تسعى سلطات ولاية لويزيانا الاميركية الى معرفة اسباب ظهور جرثومة خطيرة وقاتلة في بعض الاحيان خارج مختبر مركز للابحاث محاط باجراءات مشددة للسلامة، على ما افادت صحيفة "يو اس ايه توداي". وأكدت السلطات للصحيفة ان السكان لا يواجهون اي خطر الا ان مدى انتشار العدوى غير معلوم بعد.
والجرثومة موضوع الحادثة تسمى "بورخولديريا بسودومالي" او "عصيات وايتمور". وتوجد بشكل رئيسي في جنوب شرق اسيا وشمال استراليا. كما يمكن ان تنتقل الى الانسان والحيوان عبر الاحتكاك مع تربة او ماء ملوثة. وتصنف ضمن فئة العناصر الممكن استخدامها في اطار الهجمات الكيميائية لأهداف ارهابية. وأشارت السلطات الى ان الجرثومة لم تكشف على اراض تابعة للمركز على الرغم من ان اربعة قردة موضوعة في اقفاص خارجية اصيبت بالمرض. وتعرض اثنان من هذه القردة الى القتل الرحيم بحسب "يو اس ايه توداي".
كذلك اصيبت مفتشة فدرالية بالمرض بعدما زارت المركز الا انه من الممكن ان تكون قد احتكت مع الجرثومة قبل زيارتها لأنها اجرت زيارات عدة الى الخارج. وبحسب مركز البحوث، فإن القردة قد تكون اصيبت خلال علاج في مستشفى بيطري تابع للمجمع. وأشار مدير مركز البحوث اندرو لاكنر الى ان 39 عينة من التربة و13 عينة من الماء مصدرها الاراضي التابعة للمركز اخضعت لفحوص مخبرية من دون ان يتبين وجود اثر للجرثومة. الا ان صحيفة "يو اس ايه توداي" افادت ان عددا قليلا من العينات اخضع لفحوص من شأنها الكشف عن هذه الجرثومة المعروفة بصعوبة الكشف عنها. بحسب فرانس برس.
كما اوردت الصحيفة تأكيد مسؤولين ضرورة استكمال التحقيقات في الموضوع. وقال الخبير في الامن الحيوي في جامعة راتجرز بولاية نيو جيرزي ريتشارد ايبرايت في تصريحات اوردتها صحيفة "يو اس ايه توداي" ان "فكرة عدم تمكنهم من تحديد كيف حصل انتشار (هذه الجرثومة) امر مقلق للغاية".
مكافحة الملاريا
في السياق ذاته قال العلماء إن قطعان الماشية بالقارة الافريقية ربما تنطوي على حل لغز يسهم في إيجاد سبل حديثة لمكافحة أمراض طفيلية مثل الملاريا التي تقتل نحو 600 ألف شخص سنويا. ووجد الباحثون بجامعة ادنبره إن الابقار تكتسب حصانة ضد طفيل يسبب مرض (حمى الساحل الشرقي) إذا كان قد سبق اصابتها بنوع قريب الصلة بهذا الطفيل لكنه أقل حدة.
وقالوا إن هذا الاكتشاف يمثل استراتيجية تسمى "لا يفل الحديد الا الحديد" أو "مكافحة النار بالنار" التي قد تؤتي ثمارا في مكافحة طائفة من الأمراض الطفيلية بما في ذلك حالات الملاريا الشديدة لدى البشر. وقال مارك وولهاوس الذي أشرف على هذه الدراسة بفريق بحثي من عدة جامعات ومن المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية "تشير نتائج دراستنا الى السعي للحصول على لقاح بسيط يقي الابقار من حمى الساحل الشرقي من خلال تلقيحها بطفيل قريب الصلة لكنه أقل ضررا". وقال "ربما تنجح عملية مماثلة في مكافحة الملاريا حيث يمكن ان تقي العدوى بطفيل (بلازموديوم فيفاكس) الاقل ضررا الناس من طفيل (بلازموديوم فالسيبارام) الاشد ضررا".
ومثلها مثل حمى الساحل الشرقي التي تصيب الماشية فان الملاريا يسببها طفيل وحيد الخلية هو طفيل (بلازموديوم) رغم ان عدة أنواع منه يمكن ان تصيب الانسان بالملاريا. ومن أشرس انواع هذا الطفيل (بلازموديوم فالسيبارام) الذي يشيع في القارة الافريقية ويتسبب في معظم حالات الوفيات العالمية البالغة 600 ألف حالة سنويا. وينتشر طفيل (بلازموديوم فيفاكس) في القارة الآسيوية وهو أكثر انتشارا لكنه أقل خطرا.
وخلال دراسته تتبع فريق وولهاوس البحثي الحالة الصحية لنحو 500 من رؤوس العجول الصغيرة في كينيا منذ ولادتها وحتى بلوغها عاما من العمر وجمعوا معلومات عن بقاء الماشية على قيد الحياة من عدمه ونموها وحالاتها الصحية ومدى تعرضها للعدوى الفيروسية والبكتيرية وبالديدان او بالطفيليات التي تنتقل من خلال القراد والحلم. ووجدوا ان الوفيات الناجمة عن الاصابة بحمى الساحل الشرقي -وهي السبب الرئيسي لنفوق الماشية في شرق افريقيا- تراجعت بنسبة 89 في المئة بين العجول التي كانت مصابة ايضا بنوع آخر من الطفيليات التي لا تسبب هذا المرض. بحسب رويترز.
وربما يحدث الشيء نفسه عندما يكون الناس مصابين بالطفيل القاتل (بلازموديوم فالسيبارام) وايضا في الوقت نفسه بالطفيل الأقل خطرا (بلازموديوم فيفاكس) ما يجعلهم أكثر احتمالا للنجاة من المرض. وقال وولهاوس "إن زيادة فهم كيفية مساهمة الطفيل الأقل ضررا في الوقاية من الطفيل الأكثر فتكا قد تجئ باساليب جديدة للحد من المرض الشديد الوطأة والوفيات الناجمة عن الملاريا".
عينات للبحث
من جانب اخر طلب من سكان أحياء فقيرة في شرق لندن من باكستان ومن بنجلادش ان يقدموا للباحثين عينات من البصاق والسجلات الصحية الخاصة بهم على أمل رصد قرائن وراثية تفسر أسباب اصابتهم دون غيرهم بأمراض معينة. وسيركز مشروع شرق لندن للجينات والصحة جزئيا على جينات يندر وجودها في السكان بصفة عامة لكنها تشيع داخل مجتمعات يتزاوج فيها أولاد العمومة والاقارب وينجبون اطفالا مثل باكستان وينجلادش.
وستستعين أكبر دراسة وراثية في العالم تتعلق بالمجتمعات بمئة ألف من المتطوعين من أحياء شرق لندن التي تقطنها غالبية من أبناء جنوب آسيا. وقال ريتشارد تريمباث الاستاذ بجامعة كوين ماري بلندن "إنها المرة الاولى التي تركز فيها دراسة واسعة النطاق خاصة بالوراثة على جماعتي أقلية عرقية يعاني أفرادها من دواعي قلق صحية في المجتمع مع احتمالات كبيرة للتنوع الوراثي". وقال "تلعب هذه النتائج دورا محوريا في تتبع مسار عدم المساواة الصحية محليا وفي المملكة المتحدة ونتعشم ان نكشف النقاب عن معلومات حاسمة عن الصلة بين الوراثة والامراض العامة ذات الاثر الدولي الكبير". بحسب رويترز.
ودراسة التنوع الوراثي مهم في تحسين فهم الاختلافات الطبيعية في الجينات داخل مجموعات معينة والتي يمكن ان تساعد عندئذ في تشخيص الامراض الوراثية النادرة. وتتسم أحياء شرق لندن -لاسيما مجتمعات السكان من باكستان وبنجلادش- بان سكانها يعانون من أدنى مستوى صحي في بريطانيا مع تراجع متوسطات العمر وانتشار امراض القلب وداء السكري والامراض المعدية. وتركز الدراسة على أمراض القلب والسكري مع بحث أسباب معاناة مجتمعات عرقية معينة من ضعف الاستجابة لبعض العقاقير.
اضف تعليق