لازال مرض الايدز يشكل من أخطر الأمراض القاتلة في العالم بالإضافة الى كونها الأكثر انتشارا، فيما تسعى جهود دولية لمحاربة هذا المرض عن طريق ايجاد دواء جديد، اضافة الى النصح والإرشاد لحلول قد تكون مثالية، إذ سيجتمع نحو ستة آلاف خبير في شؤون الايدز اعتبارا من الأحد 23 تموز ـ يوليو 2017، في باريس لاستعراض التقدم المنجز في الأبحاث حول سبل مكافحة هذا الفيروس التي تقوم راهنا على علاجات غير مباشرة بانتظار استحداث دواء يقضي على المرض أو لقاح يقي منه.
في الوقت الذي تسجل المعركة ضد مرض الايدز تقدما في معظم انحاء العالم، لا تزال مكافحة وباء الايدز تعاني من مشكلة التمويل، في اخر تطورت حول هذا الداء توصّل فريق من العلماء الأميركيين في جامعة "واشنطن" إلى تطوير طريقة لانتزاع أجسام مضادة قوية، لكبح انتشار فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" في غضون أسابيع بدلاً من سنوات، ما قد يؤدي إلى تطوير لقاح فعال للوقاية من فيروس الإيدز.
من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية إن ارتفاع مستويات المقاومة للعقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) قد يقوض التقدم الواعد في المعركة ضد مرض الإيدز ما لم يُتخذ إجراء فعال في وقت مبكر، في وقت لاحق حذرت منظمة الصحة العالمية من ان حوالى نصف ايجابيي المصل في العالم لا يعرفون انهم مصابون بفيروس الايدز داعية الى نفاذ اوسع الى الفحوص الذاتية لكشف الإصابة، وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة ان 40 % من المصابين بالفيروس المسبب لمرض الايدز اي اكثر من 14 مليون شخص في العالم لا يدركون انهم ايجابيو المصل وفقا لتقديراتها للعام 2015.
وتشكل هذه النسبة تحسنا كبيرا مقارنة بعقد خلا عندما كان 12 % فقط من ايجابيي المصل يعرفون انهم يحملون الفيروس، الا ان استمرار النقص في التشخيص لا يزال يشكل عقبة امام توصية منظمة الصحة العالمية لحصول جميع ايجابيي المصل على العلاج المضاد للفيروس، واليوم يحصل 80 % من الاشخاص الذين شخصت اصابتهم بفيروس الايدز على هذا العلاج، على صعيد ذي صلة، قالت الأمم المتحدة إن الحرب على مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) تؤتي ثمارها بعد أن أصبح أكثر من نصف المصابين بالمرض الآن يتلقون العلاج وانخفض معدل الوفيات المرتبطة بالإيدز إلى النصف منذ 2005.
الى ذلك كشفت دراسة جديدة اعتمدت على جينات من عينات دم محفوظة أن الإيدز بدأ في نيويورك في مطلع السبعينات وهو ما يتعارض مع اعتقاد سائد منذ فترة طويلة بأنه ظهر في مطلع الثمانينات عبر مضيف جوي اشتهر فيما بعد باسم "المريض صفر".
ويشتبه العلماء منذ فترة طويلة في أن فيروس (إتش.آي.في) المسبب للإيدز وصل إلى الولايات المتحدة قبل عشرة أعوام من اكتشاف أول حالات إصابة في لوس أنجليس عام 1981. وتقدم الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية نيتشر (الطبيعة) أول دليل جيني.
هل ستنتصر البشرية على مرض الآيدز؟
المؤتمر سينعقد بعد ثلاثة أيام من صدور تقرير حول مرض الآيدز يحمل أخبارا سارة للبشرية، تشير إلى إمكانية القضاء على هذا المرض والحد من الوفيات التي يتسبب بها إلى درجات متدنية في المستقبل المتوسط والبعيد.
فحسب التقرير الصادر ا 20 تموز ـ يوليو 2017، عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية "الأيدز"، توفي مليون شخص جراء الأمراض المتصلة بالآيدز سنة 2016 أي ما يقرب من نصف العدد المسجل حين كانت الوفيات في أوجها سنة 2005، ويؤكد التقرير على أن النتائج تمثل "مفصلا حاسما"، إذ ورد في التقرير أن عدد الوفيات من هذا المرض "انحسر من مليون و900 ألف شخص في العام 2005 إلى مليون في العام 2016".
وأضاف التقرير فنصف المصابين بهذا المرض يخضعون حاليا للعلاجات في الوقت الذي يسجل عدد الإصابات الجديدة تراجعا وإن بوتيرة بطيئة جدا، ويعزى هذا التحسن بشكل أساسي إلى انتشار المضادات القهقرية، وهي العلاجات المعتمدة حاليا لهذا المرض، وأضاف التقرير إن نصف المصابين بالمرض كانوا يخضعون للعلاج في حزيران/يونيو 2016، وأن هذه النسبة تسجل ارتفاعا، ففي العام 2016 "كان 19,5 مليونا من المصابين البالغ عددهم 36,7 مليونا يحصلون على علاج"، أي ما نسبته أكثر من 53 %.
ورحّب ميشال سيديبيه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة بهذا التحسن، وقال "أثمرت جهودنا مردودا كبيرا للأموال المستثمرة" في مكافحة لمرض، لكنه لفت إلى أن "العمل من أجل القضاء على المرض ما زال في بداياته"، محذرا من إمكانية أن يحدث ما من شأنه تقويض هذا التحسّن.
وحتى الآن لا يوجد علاجات نهائية أو لقاحات لمرض الآيدز، والمتوفر هو العلاجات مكلفة وتسبب آثارا جانية، لكنها أثبتت فاعلية في إطالة عمر المرضى بالآيدز.
لكن هناك أبحاث على لقاحات بعضها قدم نتائج واعدة تمنح الأمل بالوصول إلى لقاح قادر على الوقاية من هذا المرض الذي حصد أرواح مليون شخص في عام 2016, سجل 1.8 مليون إصابة جديدة.
هل تكون الأبقار سبباً لعلاج مرض الإيدز؟
توصّل فريق من العلماء الأميركيين في جامعة "واشنطن" إلى تطوير طريقة لانتزاع أجسام مضادة قوية، لكبح انتشار فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" في غضون أسابيع بدلاً من سنوات، ما قد يؤدي إلى تطوير لقاح فعال للوقاية من فيروس الإيدز.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في عدد تموز من مجلة "ناتشر" الطبية، أنّ الأجسام المضادة التي تمنع انتشار نقص المناعة البشرية "إيدز"، يمكن الحصول عليها من الأبقار في غضون أسابيع، مقارنة بالسنوات التي تستغرقها نفس العملية في البشر.
وقال "ديفين سوك"، مدير مركز تطوير الأجسام المضادة فى جامعة "واشنطن": "ينطوي أحد الطرق المتبعة في لقاح فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" الوقائي على محاولة الحصول على الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع فى الأشخاص الأصحاء، ولكن التجارب لم تنجح حتى الآن في الدراسات البشرية والحيوانية على حد سواء".
وتبين هذه التجربة أنّه ليس من الممكن فقط إنتاج هذه الأجسام المضادة في الحيوانات، ولكن يمكننا أن نفعل ذلك بشكل موثوق بسرعة، إلى جانب استخدام استراتيجية التحصين البسيطة نسبياً عندما تعطى في المكان الصحيح".
يشار إلى أنّ بعض المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز"، تنتج أجسادهم الأجسام المضادة محيدة بشكل واسع، والتي يمكنها التغلب على المستويات العالية من تنوع فيروس الأيدز، نوع واحد من الأجسام المضادة يستخدم فيما يشبه الذراع الطويلة التي يمكن أن تصل إلى المناطق الخفية على سطح الفيروس لمنع العدوى، وكانت عدد من الدراسات السابقة قد أشارت إلى تميز الأجسام المضادة في الماشية بحلقات طويلة جداً التي قد يكون الوصول إليها صعباً.
مقاومة العقاقير المضادة لفيروس (إتش.آي.في) قد تعرقل المعركة ضد الإيدز
قالت منظمة الصحة العالمية إن ارتفاع مستويات المقاومة للعقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) قد يقوض التقدم الواعد في المعركة ضد مرض الإيدز ما لم يُتخذ إجراء فعال في وقت مبكر.
ووجد الباحثون في نحو ست دول من ضمن 11 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية شملها مسح أجري من أجل تقرير تعده منظمة الصحة أن أكثر من عشرة في المئة من المصابين بالفيروس المسبب لمرض الإيدز ممن بدأوا يتلقون مضادات للفيروسات القهقرية لديهم سلالة من الفيروس مقاومة للعقاقير الأكثر استخداما.
وبمجرد وصول النسبة إلى عشرة في المئة تنصح منظمة الصحة الدول بمراجعة برامجها لعلاج فيروس (إتش.آي.في) بشكل عاجل والتحول إلى أنظمة علاجية مختلفة للحد من انتشار المقاومة.
وتتكون مقاومة العقاقير المضادة لفيروس الإيدز عندما لا يلتزم المرضى بخطة العلاج الموصوفة ويحدث ذلك في الغالب نتيجة لعدم تلقي العلاج أو الرعاية الملائمة، والمرضى الذين تطورت لديهم مقاومة للعقاقير يفشل معهم العلاج وترتفع لديهم مستويات الفيروس في الدم وقد ينقلون هذه السلالات المقاومة للعقاقير إلى آخرين.
ويأتي تحذير منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي تظهر فيه أحدث بيانات من برنامج (يونيدز) التابع للأمم المتحدة والمعني بمكافحة الإيدز تقدما مشجعا في مكافحة المرض على مستوى العالم مع انخفاض معدلات الوفيات وزيادة معدلات الشفاء.
وهناك نحو 36.7 مليون مصاب بفيروس الإيدز في العالم غير أن نحو 19.5 مليون مصاب، أي ما يزيد على النصف، يتلقون مضادات للفيروسات القهقرية التي هم في حاجة إليها لكبح الفيروس ومنع تطور المرض، وقالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة مقاومة العقاقير المضادة للفيروس قد تقود إلى مزيد من الإصابات والوفيات.
ويشير نموذج حسابي إلى احتمال حدوث 135 ألف حالة وفاة إضافية و105 حالات إصابة جديدة خلال السنوات الخمس القادمة إذا لم يتخذ إجراء وحينها ستزيد تكاليف معالجة فيروس (إتش.آي.في) بنحو 650 مليون دولار خلال هذه الفترة.
الحرب على الإيدز تؤتي ثمارها مع تراجع معدل الوفيات
قالت الأمم المتحدة إن الحرب على مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) تؤتي ثمارها بعد أن أصبح أكثر من نصف المصابين بالمرض الآن يتلقون العلاج وانخفض معدل الوفيات المرتبطة بالإيدز إلى النصف منذ 2005.
وقال برنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس الإيدز في أحدث تقاريره عن المرض الذي أودى بحياة نحو 35 مليون شخص على مستوى العالم منذ ظهوره في ثمانينات القرن الماضي إن هناك مؤشرات مشجعة بشكل خاص في أفريقيا وهي القارة المنكوبة بالوباء.
وقال التقرير إن شرق وجنوب القارة يقودان الطريق حيث تراجعت حالات الإصابة الجديدة بنسبة 30 بالمئة منذ عام 2010. ومضت مالاوي وموزامبيق وأوغندا وزيمبابوي إلى أبعد من ذلك حيث انخفضت حالات الإصابة الجديدة بنسبة 40 بالمئة أو أكثر منذ 2010، وكان من بين أكبر آثار الزيادة الكبيرة في برامج الفحوص والعلاج والوقاية الخاصة بالإيدز تراجع معدل الوفيات المرتبطة بالمرض بمقدار النصف تقريبا منذ 2005.
ونتيجة لذلك أصبح المزيد من الأشخاص في بعض من أكثر الدول تضررا من انتشار المرض يعيشون لفترات أطول. وفي شرق وجنوب أفريقيا على سبيل المثال زاد متوسط العمر المتوقع بنحو عشر سنوات في الفترة من 2006 إلى 2016.
وقال مايكل سيديبيه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس الإيدز "المجتمعات والأسر تزدهر مع إبعاد الإيدز عنها... ومع وضعنا الوباء تحت السيطرة تتحسن النتائج الصحية وتقوى الأمم"، ولكن التقرير حذر من أن هذا التحسن لم يتحقق في جميع المناطق. ففي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفعت الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 48 بالمئة وفي شرق أوروبا ووسط آسيا ارتفعت بنسبة 38 بالمئة فيما يرجع في الأغلب لعدم حصول المصابين بفيروس (إتش.أي.في) المسبب للمرض على العلاج. بحسب رويترز.
وتابع التقرير أن الاستثناءات في هذه المناطق تظهر انه "عندما تبذل جهود مكثفة تتحقق النتائج" مشيرا إلى أن الجزائر زادت القدرة على الوصول للعلاج إلى 76 بالمئة من المرضى في 2016 من 24 بالمئة في 2010 والمغرب إلى 48 بالمئة في 2016 من 16 بالمئة في 2010 وروسيا البيضاء إلى 45 بالمئة من 29 بالمئة في الفترة نفسها.
وعلى مستوى العالم في عام 2016 كان 19.5 مليون من 36.7 مليون مريض بالفيروس لديهم القدرة على الحصول على العلاج وانخفضت الوفيات المرتبطة بالإيدز إلى مليون من 1.9 مليون في 2005، وإذا استمر هذا الاتجاه فسيضع العالم على الطريق الصحيح لتحقيق هدف وصول العلاج إلى 30 مليون مريض بحلول 2020.
نصف ايجابيي المصل في العالم لا يعرفون انهم مصابون بفيروس الايدز
حذرت منظمة الصحة العالمية من ان حوالى نصف ايجابيي المصل في العالم لا يعرفون انهم مصابون بفيروس الايدز داعية الى نفاذ اوسع الى الفحوص الذاتية لكشف الإصابة، وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة ان 40 % من المصابين بالفيروس المسبب لمرض الايدز اي اكثر من 14 مليون شخص في العالم لا يدركون انهم ايجابيو المصل وفقا لتقديراتها للعام 2015، وتشكل هذه النسبة تحسنا كبيرا مقارنة بعقد خلا عندما كان 12 % فقط من ايجابيي المصل يعرفون انهم يحملون الفيروس، الا ان استمرار النقص في التشخيص لا يزال يشكل عقبة امام توصية منظمة الصحة العالمية لحصول جميع ايجابيي المصل على العلاج المضاد للفيروس، واليوم يحصل 80 % من الاشخاص الذين شخصت اصابتهم بفيروس الايدز على هذا العلاج، الا ان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان حذرت من ان "ملايين من الاشخاص ايجابيي المصل لا يحصلون على هذا العلاج الذي ينقذ الارواح ويساعد في عدم انتقال العدوى الى اشخاص اخرين" نظرا الى ان هذا العدد الكبير من الناس لا يعرفون انهم مصابون بالفيروس.
وقالت "ان الفحوصات الذاتية لكشف الاصابة بفيروس الايدز من شأنها ان تفتح الباب امام عدد اكبر من الناس لمعرفة إن كانوا مصابين بالفيروس وكيف بامكانهم الحصول على العلاج وخدمات الوقاية".
وتوصي منظمة الصحة العالمية الاشخاص الذين يتبين انهم ايجابيو المصل باجراء فحوصات تؤكد اصابتهم في عيادة طبية للحصول على معلومات حول المرض فضلا عن تدابير الوقاية والعلاج وخدمات العناية، وتعتمد 23 دولة حاليا سياسات وطنية تدعم الفحوصات الذاتية لكشف الاصابة بفيروس الايدز في حين تطور دول اخرى سياسات كهذه الا ان منظمة الصحة حذرت من ان الوصول الواسع النطاق الى هذه الفحوصات في العالم لا يزال محدودا.
واشار الاتحاد الاوروبي ومنظمة الصحة العالمية الثلاثاء ايضا الى ان شخصا من كل سبعة مصابين بفيروس الايدز في اوروبا لا يدرك انه ايجابي المصل مع تسجيل عدد قياسي جديد من الاصابات الجديدة بفيروس الايدز في المنطقة، فقد سجلت 153407 اصابات جديدة خلال العام 2015 في مقابل 142 الف حالة في العام 2014. والارتفاع عائد الى زيادة في روسيا وفي صفوف المهاجرين الذين اصيبوا بالفيروس بعد وصولهم الى اوروبا.
أكثر من 18 مليونا يعالجون من الايدز بزيادة مليون عن العام الماضي
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون شخص أصبح لديهم القدرة الآن على الوصول إلى علاج لمرض الايدز بزيادة 1.2 مليون عن عددهم في نهاية العام الماضي، وقال برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز في تقرير عن المرض الذي أصاب 78 مليون شخص وقتل 35 مليونا منذ ظهوره في ثمانينات القرن الماضي إن التوسع في جهود توفير العلاج أدى إلى تراجع عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 45 بالمئة سنويا إلى 1.1 مليون في 2015 من ذروتها البالغة مليونين في 2005.
ويقول البرنامج إنه بعد أن أصبح المصابون بفيروس اتش.اي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) يعيشون لفترات أطول فإن تحديات مثل رعايتهم مع تقدمهم في السن ومنع الفيروس من الانتشار وخفض عدد حالات الإصابة الجديدة أصبحت صعبة رغم أن العلاجات يمكنها خفض مستوى الفيروس في دم المريض إلى ما يقارب الصفر وتقلل بدرجة كبيرة من مخاطر انتقال العدوى.
وقال مايكل سيديبي المدير التنفيذي للبرنامج لدى نشر التقرير "الانجاز الذي حققناه متميز خاصة فيما يتعلق بالعلاج لكنه هش للغاية"، وبعد أن أظهرت بيانات مفصلة بعضا من التعقيدات الكثيرة لمرض الايدز وجد التقرير أن الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس في أوقات معينة من حياتهم. بحسب رويترز.
ودعا إلى إتباع أسلوب يعتمد على "دورة الحياة" لتقديم المساعدة وإجراءات الوقاية للجميع في كل المراحل العمرية، ومع تقدم المصابين بالمرض في العمر يكونون عرضة للإصابة بآثار جانبية أطول أمدا للعلاج فتقاوم أجسامهم الدواء ويحتاجون لعلاجات من أمراض أخرى مثل السل وفيروس سي الكبدي الوبائي.
وفي عام 2015 كان هناك 5.8 مليون مصاب بالايدز تزيد أعمارهم عن 50 عاما وهو عدد أكثر من أي وقت مضى، وقال البرنامج إنه إذا تم بلوغ مستويات العلاج المستهدفة سيكون هناك 30 مليون مصاب يعالجون بحلول 2020.
أقل من 7 آلاف شخص مصابون بالإيدز أغلبهم رجال
قالت وزارة الصحة المصرية إن معدل الإصابة بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) منخفض جدا في مصر إذ يبلغ أقل من 0.01 بالمئة بينما يبلغ عدد المصابين الأحياء بالإيدز أقل من سبعة آلاف شخص فقط أغلبهم رجال.
يأتي ذلك الإعلان تزامنا مع اليوم العالمي للإيدز الذي يوافق الأول من ديسمبر كانون الأول. ومصر أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ويبلغ تعداد السكان نحو 92 مليون نسمة، وقالت الوزارة في بيان إن مصر سجلت 8437 حالة إصابة بالإيدز منذ عام 1986 وحتى نوفمبر تشرين الثاني 2016 بينهم 6882 يحملون الفيروس وما زالوا على قيد الحياة، وأضافت أن نحو 82 بالمئة من المصابين رجال و18 بالمئة نساء. وأكثر من 75 بالمئة من المصابين في الفئة العمرية من 15 إلى 50 سنة. بحسب رويترز.
وذكرت الوزارة أن البرنامج الوطني للإيدز التابع لها وضع إستراتيجية لمكافحة المرض حتى عام 2020 والتي ترتكز على عدة محاور من بينها الوقاية والفحص والعلاج والرعاية وتهيئة البيئة الداعمة ومكافحة الوصم والتمييز، وتأسس البرنامج عام 1986، وينتقل الإيدز للإنسان عن طريق الدم أو ممارسة الجنس كما ينتقل أيضا من الأم المصابة إلى الطفل سواء أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يبلغ عدد المتعايشين بالمرض حول العالم 36.7 مليون شخص بنهاية عام 2015.
دراسة جينية تبرئ "المريض صفر" من نشر الإيدز في أمريكا
قال مايكل وروبي خبير الأحياء في جامعة أريزونا الأمريكية الذي قاد فريق الدراسة "ما قمنا به هنا هو محاولة الوصول إلى أصول أول حالات إيدز"، وبتطبيق أسلوب أكثر دقة جمع وروبي وزملاؤه التسلسل الوراثي لفيروس (إتش.آي.في) من ثماني عينات دم مخزنة أخذت في عامي 1978 و1979 من رجال مثلي الجنس وثنائي الجنس كانوا قد شاركوا في دراسة عن فيروس الالتهاب الكبدي (بي).
وتتبع الفريق التغيرات الجينية في عينات الفيروس التي أخذت من مرضى ذكور في نيويورك وسان فرانسيسكو واكتشف أن فيروس إتش.آي.في قفز أول مرة من الكاريبي إلى نيويورك في عام 1970 تقريبا ليبدأ انتشار الوباء في أمريكا الشمالية.
واستخدم الفريق نفس النهج لاستخلاص الكود الجيني الكامل لفيروس إتش.آي.في من "المريض صفر" وهو المضيف الجوي الذي حمل اسم جايتان دوجاس في كتاب راندي شيلتز "أند ذا باند بليد أون" عام 1987، وقال شيلتز الذي ألف الكتاب بعد وفاة دوجان إن الرجل لعب دورا رئيسا في نشر الفيروس وصورته بعض التقارير الإخبارية بأنه وغد. لكن الدراسة الجديدة خلصت إلى عدم وجود أي دليل بيولوجي يثبت أن دوجان كان السبب الرئيسي في وباء (إتش.آي.في) في أمريكا الشمالية. بحسب رويترز.
وربط اسم دوجاس أول مرة بالوباء في دراسة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أشارت إلى علاقة الإيدز بالانتقال الجنسي للمرض بين 40 رجلا مثلي الجنس، وقال ريتشارد مكاي المشارك في تأليف الدراسة واخصائي التاريخ الطبي في جامعة كمبردج للصحفيين عبر الهاتف "هذا الشخص هو ببساطة واحد من آلاف أصيبوا قبل تحديد إتش.آي.في."
اضف تعليق