q

الحلم الطاغي على عقول كل شاب عراقي اليوم، أن يحصل على فرصته لإكمال حياته بعيداً عن وطنه، وأي شاب تسأله اليوم عن أمنيته الحقيقية ستكون إجابته بأن يحصل على حق اللجوء في بلد آخر يمنحه الطمأنينة ويوفر له مالم يسطع عليه بلد يمتلك 12% من نفط العالم، بلد صنف بالمرتبة التاسعة من بين دول العالم إمتلاكاً للموارد الطبيعية كالنفط والغاز والفوسفات حسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، وعلى الرغم من كل هذا الغنى إلا أن فساد النظام السياسي وما جلبته لنا المحاصصة والطائفية من رجال أفسدوا كل احلامنا بأن يكون لنا أملاً في الحياة حتى، الواقع المؤلم لأتعس بلدان العام معيشة يفرض اليوم تحديات كبيرة على الحكومة أن تصلح كل شيء أفسده دهر الفاسدين.

صورة مثيرة نشرتها صحيفة البينة الجديدة على صفحتها الاخيرة من عدد ليوم 19-8، لأب عراقي يحتضن طفلته الصغيرة وعلامات وجهه أقل ما تشير اليه بالتعاسة والالم الذي يعتصر عينية وهو يحاول جاهداً التشبث بابنته وبقاءه على سطح الزورق المتهادي في أحد المحيطات على امل الابتعاد أكثر من وطن الالم ليقترب أكثر من وطن الغربة الذي يأمل فيه أن يمنحه وطفلته بعض الامل المفقود في وطنه الغني.

ومع هذا الغنى المفترض والذي يتمدد المفسدون معه بشكل غريب وسريع ليلتهم مصادر غناه كأفواج من الجراد ؛ كان من المفترض أن يسعدنا مثلما أسعدت الشعوب المجاور ببعض منه، ولكنا فقدنا زمام المبادر من زمان للقضاء على حيتان الفساد وجعلنا أنفسنا اليوم أمام ورطة كبيرة نشعر بها أن من يحكمنا هم مجموعة صغير تتبادل الأدوار منذ أكثر من عقد من الزمن مع يقيننا التام ببقائهم الى أن يرد أحدهم أرذل العمر سوف لن يخرجوا من حياتنا بسهولة، وزير يفشل في وزارة يحول الى وزارة أخرى ويمنح وزارة إضافية إكراماً لطائفة ما وعلى حساب شعب المهاجرين، وسياسي يتحول من وزير الى نائب في البرلمان بأصوات الآخرين وعلى حساب شعب الهائمون في البرية.. مليارات الدولارات التي هربت الى الخارج بأسباب واهية وبظروف غامضة يعلم الجميع من هربّها والى اين هربهّا وعلى حساب وطن النازحين.

غسيل الاموال وسرقات بيت المال العراقي على مدى 12 سنة والاقتصاد العراقي الريعي يترع بمال النفط المباح فقط للمشاريع الفاسدة فاتحاً شهية الفاسدين لإلتهامه بكل الطرق حتى وصل الفساد فيها الى الموظفين الصغار في الشركات والمؤسسات الحكومية وليبدأ منشاره بنشر أجساد الفقراء والايتام والشباب بآلاف من قضايا الفساد لدى هيئة النزاهة تطال وزراء ونواب ومدراء عامون يُنتظر حسمها اليوم بعدما أجلتها الملفات التي يتم يحتفظ بها للمساومة السياسية حيناً وللإبتزاز حينا أخر.

كل هذا ولازالت قصة الفساد غير مكتملة ومع إكتمالها علينا أن نقرر ما سنفعله في الانتخابات القادمة إذا أبقى الفساد لنا عمراً أو ابقى لنا دولة، هل سنلجأ الى إختياراتنا المرّة التي ماجلبت لنا إلا الويل الثبور أو يكون لنا كلام آخر، أو نترك الوطن للمفسدين. حفظ الله العراق.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق