يتجه الاعلام الرقمي للتربع على عرش الاعلام العراقي في مجال السوشيال ميديا واخبار التكنولوجيا، ليكون الاعلام المعاصر في عصر الرقمنة وتكنلوجيا الحواسيب وظهور تقنية \"صحافة الاجهزة الذكية\" التي واكبت عملية تدريجية لإنسحاب الصحافة الورقية وتحولها الى صحافة رقمية تعتمد مواقع محددة على الشبكة العنكبوتية، كان...
بخطواتٍ واثقةٍ جليه؛ يتجه الاعلام الرقمي للتربع على عرش الاعلام العراقي في مجال السوشيال ميديا واخبار التكنولوجيا، ليكون الاعلام المعاصر في عصر الرقمنة وتكنلوجيا الحواسيب وظهور تقنية "صحافة الاجهزة الذكية" التي واكبت عملية تدريجية لإنسحاب الصحافة الورقية وتحولها الى صحافة رقمية تعتمد مواقع محددة على الشبكة العنكبوتية، كان أشهرها عالمياً مجلة نيوزويك الاميركية في عام 2013 وعربياً كانت صحيفة السفير اللبنانية التي توقفت عن الصدور ورقياً عام 2017.. وخطوات أخرى مماثلة لصحف مختلفة.
الحديث عن الاعلام الرقمي بشكل عام يقتضي منا التوقف على أبرز ملامح هذه الظاهرة التي تتألف من عدة محاور ففي مجال إعلانات الانترنت كانت قد سجلت في عام 2016 نحو 177 مليار دولار وهي ما نسبته الثلث من إجمالي كافة الإعلانات في العالم المسجلة لذات العام، وقد تجاوزت قيمة الإعلانات عبر الإنترنت قيمة الإعلانات التلفزيونية لتصبح شبكة الإنترنت أكبر وسيط إعلاني في العالم، وفقاً لبيانات وتحليل وكالة زينيث (المتخصصة بالتسويق الإعلامي).
وفي مجال صحافة الروبوتات؛ يقول الأستاذ في جامعة سانت لويس الأميركية مات كارلسون “لا أعتقد أننا سنرى الروبوتات تكتب الصفحة الأولى من نيويورك تايمز، ولكنني أعتقد أننا سنرى نهجاً هجيناً بحيث تكتب الروبوتات جزءاً من الموضوع الصحفي، ويكتب البشر جزءاً آخر منه”.
كل ذلك وعلى الرغم من أن خسائر الشبكة العنكوبوتية قد قارب "جرائم الانترنت قد بلغت ما بين 375 و 550 مليار دولار، حسب تقديرات شركة "مكافي" وبرغم من أنها تنمو بتسارع يبدأ من 10 و 20% سنوياً؛ إلا ذلك لم يوقف الصحافة الرقمية عن قفزتها العالمية.. فنحن غارقون في موجات أثيرية وذبذبات في كل ملمتمر مكعب من حجم المكان الذي نشغله.. نتمكن بكفاءة من تلقي المعلومات دون عناء البحث في أكشاك الصحف، وحدها المساحة الالكترونية عبر الهاتف الذكي قادرة على أن تجعلك تعيش في أي بلد تريد تنقل لك المعرفة عبر الاثير متجاوزه آلاف العقبات كالنقل الجوي والبريد والحدود الادارية وغيرها من الوسائل التقليدية.
العراق لم يكن بمنأى عن تلك التطورات الهائلة في المجال فالانفتاح الذي شهدته الاسواق العراقية بعد عام 2003 والاقبال الشديد على اقتناء الهواتف الذكية والحواسيب جعلنا ندخل في معترك الرقمنة وبسرعة لابأس بها قياساً بدول العالم الثالث، توسعت دائر الاعلام الرقمي وانشأت صحف ومواقع ألكترونية مواقعها على الشبكة العنكبوتية وأضحى للكثير منها متابعون كثر يتزايد عددهم بفعل التنافس فيما بينها في نقل الاحداث بوقعها المتسارع.. ناهيك عن منصات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر والواتس آب وغيرها التي وفرت النقل الاثيري السريع للمعلومات والمكالمات الهاتفية وفي المستقبل القريب سيكون لمشروع الانترنت الفضائي القدر على محو خطوط الفصل الدقيقة بين المعلومات على انواعها وستصبح الدول غير قادرة على التحكم في ما يدخل اثيرها من ذبذبات قد لا تروق لسياساتها.
نحن بحق مقبلون على ثورة رقمية عالمية وسندخل معتركها شئنا أم أبينا لذلك فعلينا تطويع كافة القابليات الحكومية لخدمة تلك الرقمة ودعمها لتكون لها القدرة على مواكبة هذا التطور وان تكون لها القدرة الكاملة في السيطرة على الاعلام الرقمي الهادف والاستحواذ على النصيب الاكبر من التواصل مع أكثر الشرائح اهمية في مسيرة التنمية في البلد فالملايين من مستخدمي الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي يجب ان نمتلك الأدوات اللازمة التي تصلنا الى أجهزتهم دون تعقيد.
مركز الاعلام الرقمي يعتبر محطة بارزة في نقل المعلومات على الرغم من انه مركز فتيّ لم يتجاوز عمره الـ 3 اشهر فقط إلا انه أستحوذ على اهتمام كبير من قبل النخبة السياسية ومتابعة كبيرة من الاوساط الاعلامية من خلال ما يقدمه من إحصاءات رقمية مهمة لأصحاب القرار والتي لم يتم التطرق لها سابقا في الاوساط الاعلامية، والذي نأمل أن يتم دعم تلك المراكز وتطويرها بما يضمن تمتعها بالقدرة على ان تكون مراكز دعم مهمة لأصحاب القرار فيما يخص تقديم الإحصاءات والاستبانات الرقمية وربما نصل بدعمنا لها لتكون عبارة عن أنظمة إنذار مبكر للتنبيه للإختراقات الرقمية غير المطابقة لمواصفات المجتمع العراقي وربما قادرة ايضاً على ايجاد الحلول للمشاكل الرقمية التي تتسبب في خسائر جسيمة مؤذية للإقتصاد.
اضف تعليق