تصريحات كثيرة تناولتها وسائل الاعلام خلال الايام القليلة الماضية.. منها تصريح صادر عن وزارة الداخلية العراقية بتأريخ 2-5-2016 مفاده: "ان وزارة الداخلية لاتتحمل مسؤولية امن العاصمة والمنطقة الحيوية، الخضراء، انما المسؤولية المباشرة تقع على عاتق عمليات بغداد والفرقة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء وأن قيادات العمليات ومنها قيادة عمليات بغداد تستخدم موارد وزارة الداخلية بنسبة تزيد على ٨٥ بالمائة لكن وزارة الداخلية ليس لها صلاحية التصرف في المركز والمحافظات الا بحدود الاوامر المحلية اما القيادة والسيطرة فهي بيد قيادات العمليات".
وبذلك فلا نستطيع، كما في العالم أجمعه أن نحمل وزارة الداخلية مسؤولية ما حدث في يوم الفجيعة الماضي، وحينما نسائل عمليات بغداد عن الامر تجيبك أنها تستخدم 85% من موارد الداخلية البشرية وهذا يدفعك التفكير بأن الخلل في وزارة الداخلية التي لم تستطع تدريب وتأهيل الـ 85% من قواتها، كذلك فأن أي سؤال توجهه لأي جهة أمنية ستبدأ بخلق الاعذار والأسباب الواهية حول اسباب الاخفاقات الامنية المستمرة لا أحد مطلقاً حتى اللحظة يعلن مسؤوليته ويبرر أسباب فشله في اداء مهامه.. دماء أخرى ستذهب سدى وعلى الرغم من أن المطالبة بالاستقالة أمر لا يمكن حصوله لأننا لو اتفقنا عليه لاستقالت الحكومة والقوات الامنية بأجمعها وبكل قادتها لكون حجم الدماء التي سالت قد يغسل مساحة العراق بأجمعه.
وزارة داخلية، وقوات أمنية تابعة للأمن الوطني، واستخبارات ومخابرات، وقوات عمليات بغداد وبالطبع تشكيلات اخرى لا نعلمها، آلاف الضباط والمراتب والدعم من الدول المجاورة؛ كل ذلك لم يستطع إيقاف النزف المستمر لدماء العراقيين حيث يداهمهم الموت وهم يكابدون في الحصول على قوت يومهم، عوائل نكبت بخمسة أفراد منها حيث قطع دابر رجالها وبقت النساء تهيم في الشوارع من اثر الفجيعة.
وفي الوقت الذي حدث فيه الانفجار الاول، كان من المفترض أن تكون جميع القوات الامنية بحالة استنفار قصوى ومن المفترض أن يكون قد وصلها صدى التفجير او توجهات مركزية بضرورة الحذر، فما بالها لم تستطع، وهي في كامل قوتها ونفيرها، من صد الهجمات التي تلاحقت بعد ذلك، هذا الأمر علينا الوقوف امامه كثيراً على الرغم من أن الارهاب بإمكانه أن يضرب أينما يشاء وكيفما يشاء وبأي وقت يشاء وما الفترات التي نهدأ بها من نصب سرادقات العزاء سوى فرصة لهم ليخططوا لغزوات شرّ جديدة تعيدنا الى ظلامة المربعات الامنية السوداء الأولى؛ على الرغم من كل ذلك من المفترض أن تكون جميع القوات الامنية في حالة إنذار كامل على مدار الـ 24 ساعة وأصابع قواتها على الزناد، إلا أننا نخلص القول الى أن الارهاب قد تابع ضرباته على الرغم من إستنفار القوات الامنية في خلل كبير ومؤشر خطير علينا كشف تداعياته الحالية المعروفة بنتائجه السابقة واليوم الاسود الماضي والمستقبلية إذا لم نجد حلاً ناجعاً لذلك.
الآلاف من الانتحاريين تم القبض عليهم قبل تفجير أنفسهم والمئات من المضافات التي تضيّف الارهابيين والمئات من المشاجب التي تحتوي على الأحزمة الناسفة والمتفجرات والكواتم والمئات من العجلات المفخخة التي تمت السيطرة عليها قبل أن توقع في ابناء شعبنا الموت ولازالت مكائن الموت تعمل وما أن نعتقد فيه أننا قد وصلنا الى آخر حلقات مسلسل الموت حتى يتم إنتاج جزءاً جديداً منه وبحلقات نعتقد أنها ستكون الاطول لتحبط عزيمتنا وتنهي بعض الامل في أننا سنصل يوماً الى أن نقضي على التطرف ومايصنعه من مخلفات في قلوب ابناء شعبنا.
الارهاب يتوالد ولا ينتهي والتطرف والتكفير هناك من يموله ويمده بالأفكار والمال وكلما سقط فوج من شهدائنا زادت الاحقاد والضغائن وتصاعدت نسبة من يحاولون الحصول على فرصة الثأر لقتلاهم فيوقع الشقاق بين ابناء الوطن الواحد وتتفكك وحدته، وهنا تبدأ الفكرة الرئيسية في محاربة الارهاب في غسل النفوس ومعالجة القلوب التي اتقدت بنار الحقد على الحكومة أو على طائفة معينة فترى بعض المناطق قد تقبل بحكم داعش فقط نكاية بطائفة ما !.
عمل دؤوب يتقدمه تركيز الاحساس لدى الوحدة الصغرى المكونة لهيكل المنظومة الامنية المتمثلة بالجندي أو الشرطي بأهميته القصوى في عملية ضبط الامن الداخلي وأهميته في حفظ امن ابناء شعبه فنحن إذا فقدنا تركيز ذلك الشرطي فنسقط كل الخطط الامنية التي من المفترض أن لها قادة ولكن الجنود العنصر الاهم في تنفيذها وفي الاخير سيبقى الضابط المسؤول في المواجهة دائماً هذا في مجال الجانب البشري والجانب الاخر هو المادي الذي يتضمن دعم القوات الامنية بالوسائل والتقنيات الحديثة في الرصد والمراقبة والكشف وتلك هي عقدتنا الكبرى التي أطاح الفساد بالكثير منها فبعد فضيحة أجهزة كشف المتفجرات والمناطيد التي لم يطول بقاءها في سماء بغداد لأيام قليلة لا نعلم أين هي اليوم والكاميرات التي من المفترض نصبها في شوارع العاصمة منذ سنوات وعجلات كشف المتفجرات التي أعلن عنها أخيراً نائمة في أحد مرائب وزارة الداخلية وغيرها كلها مواقف محبطة تدفعك الى الشعور أن لايوجد تنسيق بين القوات الامنية بل على العكس هنا يتم رمي التهم على بعضها محاولة لنيل بعضها من البعض الاخر واستخدام دماء الابرياء لتسقيط جهات ما.
علينا اليوم أن نضع الحد لهذا التداخل العجيب في عمل القوات الأمنية وتحديد الجهات المسؤولة عن حماية كل متر مربع من ارض العراق وتحديد الاحتياجات الرئيسية للقوات الامنية المكلفة بحفظ الامن الداخلي وإعادة تصميم الاسواق والتجمعات البشرية بما يكفل حمايتها من كل إنتهاك لأرواحنا ويكون الاشخاص المعنيون بالأمر في مواجهة تلك الانتهاكات، علينا أن نفعّل مبدأ الثواب والعقاب بما يكفل عملية التنظيم تلك وبعكس كل ذلك فلنبشر أبناء شعبنا بإستمرار الموت وأن لا حدود لذلك وأننا ماضون بتشكيل اللجان !.
اضف تعليق