إن التفسير الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية الفلسفية لتلك الممارسات يكون خطيرا عندما يتم التستر عليه بطرق أخلاقية أو ممارسات توحي بأنها نبيلة لكن هذا أمر مؤسف عندما يُفهم بهذه الطريقة فعادة ما يتم خداع الذات بشأن الطبيعة الأخلاقية لدوافع التسقيط وغيره من الممارسات المذمومة...
مقتل المرء بين فكيه.. قول مأثور
يطول الحديث عن ظاهرة التسقيط وتشويه السمعة أو القذف والتشهير وصولا الى النفاق والتستر بالفضائل والحسد، هذه الظواهر والممارسات المستفحلة والتي وجدت منذ ان خُلق البشر تشكل خطرا على الأفراد والمجتمعات. جميعنا نتفق بأن هذه الظاهرة تتسبب في إصابة أو ضرر سمعة الأشخاص من خلال إشاعة بيان كاذب يتم تقديمه على أنه حقيقة كما يمكن للشخص الذي تضررت سمعته أن يرفع دعوى تشهير أو قد يرد اعتباره بطريقة أخرى مشروعة.
غالبا ما أن تجلس في مكان ما حتى تسمع كلمة من هنا وقول من هناك ونقل لأحاديث غير مسندة بدليل أو أنها تافهة تنطلق من الوهم أو الحسد أو الفراغ أو لسوء فهم وربما لأسباب أخرى تحجب القدرة على تلبية بعض القواعد الأخلاقية. فمثلا عند اتهام ما لشخص قد يختلف معنا بوجهة نظر معينة أو في تنافس أو ربما هو في موقع متقدم عادة ما يكون سبب تلك الممارسات تنطلق من شعور متضخم بالأنا وعدم التواضع، لذا يتخذ بعض الأفراد وحتى الجماعات أشكالا من الصراع الناشئ جراء تلك القيم الفاسدة المتجذرة في الشخصية أو تأثرها بالمحيط السيء يعتقد صاحبها إنها طريقة للحصول على منفعة ما!
جذور تلك القيم الفاسدة والممارسات هي الخوف وتدني احترام الذات وقد يستخدم التسقيط لتجنب النظر إلى عيوب الأفراد ومعرفة دورهم في تلك القيم والممارسات التي ينهي عنها العقل والدين والأخلاق أما الأفراد والمجتمعات التي تحمل الصدق عادة ما ينبع من الاعتقاد الصادق بأنها لا ينبغي أن تتعامل بنفس المعايير والقيم الفاسدة، لأن النوايا مختلفة وتمتاز بالعدل والنبل والاخلاص.
في جذور التسقيط والنفاق رغبة قوية في أن تُحَب وتُقبل والخوف من التواضع لدرجة أن الفرد الذي يمارس التسقيط والنفاق يستخدم التفكير المزدوج لتجنب مواجهة نفسه.
للتوقف عن هذه الصفة المذمومة التسقيطية، يجب أولاً فحص قانون الأخلاق للفرد وتحديد ما إذا كان هناك أي تناقضات فيه فالأخلاق الموضوعية هي أفضل وسيلة للمساعدة و الاعتقاد بأن المعنى ليس مفتوحا للتفسير، وان الإساءة أمر خاطئ في حد ذاته وإيذاء لمشاعر الآخرين.
كلنا عرضة للخطأ لكن المهم الوقوف أمام الذات المتضخمة وعيوبها وأن ننظر ونتعلم ونتجاهل ما يفعله الآخرون من سلوكيات خاطئة والتوقف عن التسقيط والنفاق عبر تحديد السياق والطريقة التي نؤمن بها وتنسجم مع العقل والمعرفة. أخيرا، التذكر بأن الناس يجدون صعوبة في الثقة أو التعاطف مع الذين يمارسون التسقيط والنفاق.
خلاصة القول، إن التفسير الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية الفلسفية لتلك الممارسات يكون خطيرا عندما يتم التستر عليه بطرق أخلاقية أو ممارسات توحي بأنها نبيلة لكن هذا أمر مؤسف عندما يُفهم بهذه الطريقة فعادة ما يتم خداع الذات بشأن الطبيعة الأخلاقية لدوافع التسقيط وغيره من الممارسات المذمومة.
اضف تعليق