يبدو ان معضلة التغير المناخي تتفاقم يوما بعد يوم مع ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي وصل هذا العام إلى مستوى يجعل من الصعب الحفاظ على المعدل المستهدف للتغير المناخي المتفق عليه بين زعماء العالم في قمة المناخ بباريس قبل بضعة أشهر.
ففي ديسمبر كانون الأول العام الماضي كانت 200 دولة تقريبا اتفقت على إحداث تحول جذري بعيدا عن الوقود الحفري ورصدت هدفا بوضع حد لارتفاع متوسط درجات الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية مع مواصلة الجهود لخفض الحد الأقصى إلى 1.5 درجة.
لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة قالت إن 2016 في طريقه ليكون أشد السنوات حرارة على الأرض خاصة مع ظاهرة النينيو التي تؤدي لارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الهادي، وسجلت درجات الحرارة في الأشهر الستة الأولى من العام ارتفاعا بواقع 1.3 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
من جهتها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري وصلت عام 2015 إلى نقطة فاصلة وهو ما ينقل مسألة تغير المناخ إلى مرحلة جديدة يمكن أن تستمر لعشرات السنين حتى لو تحركت الحكومات للحد من انبعاثات الغازات المسببة لهذه الظاهرة.
ويشير مؤشرها للعمل المناخي إلى أن تعهدات الحكومات بخفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إذا ما نفذت كلها وقبل حساب نتائج الاتفاق الأخير ستزيد متوسط درجات الحرارة 2.7 درجة مئوية عن ما قبل العصر الصناعي بحلول عام 2100.
ويتعارض ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون المستمر في العام الحالي 2016 مع اتفاقات وقعتها نحو 200 حكومة لبدء الحد من انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري يتصدرها اتفاق باريس لتغير المناخ الذي أبرم العام الماضي بغية الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة في النصف الثاني من القرن.
لكن الحد السريع من استخدام هذه الغازات قد يكون مساهمة كبيرة في كبح تغير المناخ مما قد يعني تفادي 0.5 درجة مئوية من ارتفاع متوقع في متوسط درجات الحرارة بحلول عام 2100 وفقا لما يقوله العلماء.
على صعيد ذي صلة، أظهرت دراسة أن خطط الشركات الكبرى لخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تمثل ربع المطلوب للحد من الظاهرة بموجب الأهداف التي اتفقت عليها نحو 200 دولة في العام الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن خطط الدول كذلك أضعف من أن تحقق الهدف المتعلق بدرجات الحرارة المتفق عليه في باريس ويتعين على الحكومات تحديد أهداف أقوى لخفض الانبعاثات، فيما يقول علماء إن نتائج اتفاق أبرمته نحو 200 دولة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مثل الغازات المستخدمة في المبردات وأجهزة تكييف الهواء من المرجح أن تأتي أقل مما كانت تطمح إليه الحكومات فيما يتعلق بتجنب ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بمقدار نصف درجة مئوية هذا القرن.
الى ذلك يتوقع ان يزيد التغير المناخي من قوة الاعاصير التي تهب على الصين وتايوان واليابان والكوريتين على ما افادت دراسة تظهر من الان ازديادا في هذه الظواهر بسبب ارتفاع حرارة مياه المحيط، وفي حال استمرت الاضطرابات المناخية الناجمة عن النشاط البشري من خلال انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، فان حرارة مياه البحار ستستمر بالارتفاع.
في حين كشفت الحالات المسجلة حديثا للجمرة الخبيثة في اقصى الشمال الروسي حجم التهديد الصحي المتصل بذوبان طبقة الجليد الدائم وهي طبقة ارضية متجمدة تضم فيروسات قاتلة بعضها يعود الى الاف السنين، وسط تساؤلات عن امكان عودة ظهور امراض خطيرة كالجدري بفعل الاحترار المناخي، وتشهد روسيا احترارا بوتيرة اسرع بمرتين ونصف المرة مقارنة مع باقي انحاء العالم، كما أن هذا التغير المناخي يتسم بحدة اكبر في المنطقة القطبية الشمالية، وغالبا ما يشير متشككون يرفضون النتائج العلمية الرئيسية بشأن الاحترار العالمي إلى نمو الجليد حول القطب الجنوبي كدليل على صحة رأيهم. وتراجعت المياه المتجمدة في القطب الشمالي في الطرف الآخر من كوكب الأرض في العقود الأخيرة، ويقول علماء إن الاتجاهات المتناقضة ربما ترجع جزئيا إلى أن القطب الجنوبي قارة يحيط بها محيط مفتوح في حين أن القطب الشمالي قارة محاطة باليابسة لا سيما روسيا وكندا وجرينلاند وألاسكا.
ارتفاع سريع في حرارة حوض المتوسط والصحاري قد تتسع في أوروبا
قال علماء إن الاحتباس الحراري في طريقه لإحداث خلل بمنطقة حوض البحر المتوسط بصورة أكثر من أي جفاف أو موجات حر خلال العشرة آلاف عام الماضية إذ سيحول مناطق في جنوب أوروبا إلى صحراء بنهاية هذا القرن.
وبحسب دراسة قادتها جامعة إيكس-مرسيليا بفرنسا فقد ارتفع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بالفعل بواقع 1.3 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر وهو ما يزيد كثيرا على المتوسط العالمي البالغ 0.85 درجة مئوية.
وقال العلماء في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية ساينس إن التغير المناخي الناتج عن أنشطة الإنسان "سيغير على الأرجح الأنظمة البيئية في منطقة البحر المتوسط بصورة لم يسبق لها مثيل" خلال العشرة آلاف عام الماضية ما لم تقلل الحكومات بشكل سريع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال الدراسة إنه إذا لم تعالج ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة فسوف تتسع مساحة الصحاري في جنوب اسبانيا والبرتغال والاجزاء الشمالية من المغرب والجزائر وتونس ومناطق أخرى تشمل صقلية وجنوب تركيا وأجزاء من سوريا.
كما سيغير الاحتباس الحراري الحياة النباتية في المنطقة التي تشتهر بأشجار الصنوبر وبساتين الزيتون والبلوط.
واتفقت قرابة 200 حكومة في باريس العام الماضي على تقليص الزيادة في متوسط درجات حرارة العالم إلى "أقل بكثير" من اثنين درجة مئوية عن عصر ما قبل التصنيع. والهدف المثالي هو الوصول بارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. وسوف تلتقي الحكومات في المغرب الشهر القادم لمراجعة الاتفاق. بحسب رويترز.
وقالت الدراسة إن الهدف العالمي المتمثل في متوسط زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية هو وحده الكفيل بالحفاظ على الأنظمة البيئية في نطاق العشرة آلاف عام الماضية، وقال جويل جيو الذي قاد الدراسة بجامعة إيكس-مرسيليا لرويترز إن الحوار بشأن خفض الانبعاثات "ملح لمثل هذه المناطق المعرضة للتغير"، وقال إن العلماء أعادوا تحليل الأحوال المناخية الماضية بدراسة آثار اللقاح في طبقات الطين الموجود في البحيرات. فعلى سبيل المثال أشارت زيادة حبوب لقاح أشجار البلوط إلى طقس رطب ومعتدل.
خطط الشركات لمواجهة تغير المناخ أضعف من أن تفي بمستويات اتفاق باريس
قال بول سيمسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة (سي.دي.بي) ومقرها لندن وهي مجموعة مستقلة تراقب أداء الشركات وكانت تعرف من قبل باسم (كاربون ديسكلوجر بروجكت/ مشروع الإفصاح الكربوني) "المزيد من الشركات تتخذ إجراءات لكن ما زال أمامها طريق طويل لتقطعه"، وقال نحو 85 بالمئة من 1089 شركة كبرى شاركت في المسح الذي أجرته (سي.دي.بي) إنها حددت أهدافا لخفض الانبعاثات في إطار مسعى لإبطاء التغير المناخي وتجنب الأمطار الغزيرة وموجات الحر الشديدة وارتفاع مناسيب مياه البحار.
لكن بشكل عام الخطط غير كافية للوفاء بأهداف تحددت في اتفاق باريس عام 2015 للحد من ارتفاع درجات حرارة العالم إلى "أقل كثيرا" من درجتين مئويتين أعلى من مستواها في فترة ما قبل الصناعة، وإذا نفذت أهداف الشركات فإن ذلك سيخفض إجمالي انبعاثاتها المجمعة بما يعادل مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عن المستويات الراهنة بحلول عام 2030 أي ربع أربعة مليارات طن مطلوب خفضها لتحقيق الهدف. بحسب رويترز.
وقالت الدراسة إن فجوة الثلاثة مليارات طن تمثل نحو 50 بالمئة من إجمالي انبعاثات هذه الشركات في الوقت الراهن، وقال سيمسون لرويترز إن شركات قليلة منها ديل وتويوتا ونستله وايكيا وولمارت لديها سياسات قوية للحد من الانبعاثات بحلول 2030، وأضاف متحدثا عن نتائج الدراسة التي أعدت بالاشتراك مع (وي مين بيزنس) وهو اتحاد يمثل الشركات والمستثمرين "بعض الشركات أثبتت بالفعل أن بإمكانها القيام بأشياء عظيمة".
مزايا اتفاق الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري قد تأتي أقل من المتوقع
أعلن وزير من رواندا أن نحو 200 دولة توصلت لاتفاق ملزم قانونا لخفض غازات الاحتباس الحراري المستخدمة في المبردات وأجهزة تكييف الهواء مما يمثل خطوة كبيرة على طريق مكافحة تغير المناخ، ويقسم الاتفاق الذي يشمل أكبر اقتصادين في العالم وهما الولايات المتحدة والصين الدول إلى ثلاث مجموعات لكل منها مهلة للحد من استخدام غازات الهيدروفلوروكربون التي يمكن أن تكون أقوى 10 آلاف مرة من ثاني أكسيد الكربون كمسببات للاحتباس الحراري، ويعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في كيجالي برواندا أكبر خطوة منفردة للحد من التغير المناخي منذ أن توصلت الحكومات إلى اتفاق عالمي في باريس العام الماضي لتحويل اقتصاد العالم بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري هذا القرن، ووسط الاحتفال باتفاق كيجالي الملزم قانونيا للخفض التدريجي لاستخدام غازات الهايدروفلوروكاربون المصنعة قالت العديد من الدول وخبراء البيئة إن ذلك قد يجنب العالم ارتفاع درجات الحرارة نصف درجة مئوية هذا القرن استنادا إلى دراسة علمية أعدت عام 2013.
لكن بعض الباحثين الرائدين يتوقعون أن تكون النتيجة أقل من ذلك، ومع حرصها على إعلان النصر تغاضت الدول عن العديد من الأمور غير اليقينية المتعلقة بهذه الغازات. وقال ميتشيل شيفر من كلايمت اناليتيكس إن بعض الأبحاث الأحدث تشير إلى أن غازات الهايدروفلوروكاربون قد تكون أقل قوة في حبس الحرارة مما كان يخشى من قبل، وأضاف إنه يقدر تجنب ارتفاع قدره 0.2 درجة مئوية في متوسط درجات الحرارة بحلول عام 2100. وكلايمت اناليتيكس واحدة من أربع مجموعات بحثية أوروبية تعمل معا على توقع درجات الحرارة استنادا إلى تعهدات الحكومات.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تريد حكومته أن تترك إرثا قويا فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري باتفاق كيجالي باعتباره خطوة ضخمة إلى الأمام وقال "سيعطينا الفرصة لخفض درجة حرارة الكوكب بنصف نقطة مئوية"، لكن جوس فيلدرز معد الدراسة الخاصة بالهايدروفلوروكاربون والاحتباس الحراري في عام 2013 قال إن حساباته لأثر اتفاق كيجالي تظهر أن هذه الغازات يمكنها حاليا أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.06 درجة مئوية فقط خلال هذا القرن انخفاضا من ما بين 0.3 و0.5 درجة مئوية في حالة عدم اتخاذ إجراء.
الغازات المسببة للاحتباس الحراري تصل لنقطة فاصلة وتبدأ "حقبة جديدة"
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري وصلت عام 2015 إلى نقطة فاصلة وهو ما ينقل مسألة تغير المناخ إلى مرحلة جديدة يمكن أن تستمر لعشرات السنين حتى لو تحركت الحكومات للحد من انبعاثات الغازات المسببة لهذه الظاهرة.
وقالت المنظمة إن متوسط المعدل العالمي لتركيز ثاني أكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري وصل إلى 400 جزء في المليون في الغلاف الجوي للمرة الأولى منذ بدأ تسجيل هذا المعدل وتجاوز مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنسبة 44 في المئة.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس في بيان "بدأ عام 2015 حقبة جديدة من التفاؤل والعمل حيال مسألة المناخ بعد اتفاق باريس لتغير المناخ لكنه سيدخل التاريخ أيضا إذ أنه ينذر بحقبة جديدة بالنسبة لواقع التغير المناخي تصل فيه مستويات تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري لارتفاع قياسي"، وقالت المنظمة في النشرة السنوية لغازات الاحتباس الحراري إن ثاني أكسيد الكربون وصل إلى مستوى تركيز بلغ 400 جزء في المليون في بعض الأماكن وبعض الأشهر لكن لم يسبق تسجيل هذا المستوى قط "على أساس المتوسط العالمي للعام بالكامل"، وقال تالاس "إن المعضلة الكبرى تتمثل في غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يبقى في الغلاف الجوي لآلاف السنين"، وتقدر لجنة من خبراء المناخ تابعة للأمم المتحدة أن تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكسيد النيتروز في أعلى مستوياتها في ما لا يقل عن 800 عام.
التغير المناخي قد يحمل اعاصير اقوى الى آسيا
يتوقع ان يزيد التغير المناخي من قوة الاعاصير التي تهب على الصين وتايوان واليابان والكوريتين على ما افادت دراسة تظهر من الان ازديادا في هذه الظواهر بسبب ارتفاع حرارة مياه المحيط، وكتب معدو هذه الدراسة في صحيفة "نيتشر جيوساينس" ، "في السنوات الثلاث والسبعين الاخيرة، زادت قوة الاعاصير التي ضربت شرق آسيا وجنوب شرقها بنسبة 12 الى 15 %". وهذا الامر عائد الى الاحترار المحلي لسطح المحيط الاطلسي قرب هذه المناطق وهو ناجم على الارجح عن التقلبات المناخية. بحسب فرانس برس.
وخلال تلك الفترة تضاعفت نسبة العواصف من الفئة القصوى (4 او 5) لا بل اكثر من ذلك على ما جاء في الدراسة، وكتب وي ميي وشانغ بينغ تشي من جامعة كاليفورنيا-سان دييغو وجامعة كارولينا الشمالية "ان هذا الامر يدفع الى الاعتقاد بان قوة الاعاصير التي ستضرب شرق الصين وتايوان وكوريا واليابان ستزيد"، واضاف الباحثان "ونظرا الى الاضرار الهائلة التي تنجم عن الاعاصير الكبيرة ، فان ذلك سيشكل تهديدا متعاظما على السكان والممتلكات في المنطقة، وفي الوقت عينه يزداد عدد السكان في هذه المناطق الساحلية فيما يرتفع مستوى البحار على ما افاد الباحثان.
ذوبان طبقة الجليد الدائم يهدد بإيقاظ فيروسات دفينة في روسيا
كشفت الحالات المسجلة حديثا للجمرة الخبيثة في اقصى الشمال الروسي حجم التهديد الصحي المتصل بذوبان طبقة الجليد الدائم وهي طبقة ارضية متجمدة تضم فيروسات قاتلة بعضها يعود الى الاف السنين، وسط تساؤلات عن امكان عودة ظهور امراض خطيرة كالجدري بفعل الاحترار المناخي، ويعرف العلماء منذ زمن بعيد الاثر المأسوي الذي يحمله ذوبان الجليد في طبقة الجليد الدائم، وهي اراض متجمدة بطريقة دائمة في العمق، على انماط الحياة والانظمة البيئية، وقد عانى سكان شبه جزيرة يامال الواقعة على بعد 2500 كيلومتر شمال شرق موسكو، احدى التبعات الملموسة للغاية لهذا الذوبان، فقد توفي طفل واصيب 23 شخصا اخر اثر ظهور مرض الجمرة الخبيثة في نهاية تموز/يوليو بعد 75 عاما على تسجيل اخر الحالات من هذا المرض في المنطقة.
وبحسب العلماء، يعود ظهور هذه الحالات على الارجح الى ذوبان الجليد عن جيفة رنة قضت بسبب الجمرة الخبيثة قبل عقود عدة. وبعد اطلاق هذه البكتيريا القاتلة وهي عامل مسبب للامراض ينتشر بسهولة على شكل خلايا تكاثر لاجنسي معروفة بالابواغ، انتقلت الاصابة الى قطعان من غزلان الرنة المنتشرة في المنطقة، وحذر الباحث المتخصص في المعهد الروسي للمشكلات الحيوية في طبقة الجليد الدائم بوريس كيرشينغولتس خلال مؤتمر صحافي عقد اخيرا من خطر تكرار مثل هذه العملية.
المياه المتجمدة في القطب الجنوبي عرضة لانحسار مفاجئ
قال تقرير علمي إن المياه المتجمدة حول القارة القطبية الجنوبية انكمشت في فترة شهدت ارتفاعا في درجة الحرارة قبل 100 ألف سنة في إشارة إلى أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري قد يؤدي أيضا إلى انحسار مفاجئ للثلوج.
وقد يوقف ذوبان الثلوج توسعا ينطوي على تناقض لحجم الجليد العائم في المحيط حول القارة المتجمدة في العقود الأخيرة مخالفا على ما يبدو توجه الاحترار العالمي الذي يُنحى باللوم عليه في ظاهرة غازات البيوت الزجاجية أو الغازات الملوثة للبيئة.وانكمش جليد الشتاء حول القطب الجنوبي 65 في المئة في فترة دفء طبيعية فيما بين عصرين جليديين قبل 128 ألف عام عندما ارتفعت درجات الحرارة بشكل طفيف عما هي الآن وذلك وفقا للتقرير الذي نُشر في دورية "نيتشر كوميونيكشنز". بحسب رويترز.
واعتمدت هذه النتائج على نواة الجليد القديم الذي تم انتشاله من عمق الغطاء الجليد في القطب الجنوبي. ويشير التركيب الكيماوي للثلوج إلى مدى بعدها في المحيط قبل أن تسقط على الأرض وتتحول إلى جليد، وخلُص الفريق العلمي البريطاني في التقرير إلى أن التقلص القديم للجليد يساعد في تعزيز تكهنات خبراء الأمم المتحدة في مجال المناخ بأن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تراجع بنسبة 58 في المئة في المياه المتجمدة للقطب الجنوبي بحلول عام 2200 تقريبا، وقالوا إن "تراجعا ضخما حدث قبل 128 ألف سنة قد يشير إلى مرحلة حرجة في نظام البحار المتجمدة"، وقال ماكس هولواي كبير معدي التقرير من "بريتيش انتاركيتك سيرفاي" لرويترز إن التراجع القديم في المياه المتجمدة ربما سبق انهيارا في الغطاء الجليدي لغرب القطب الجنوبي مما أدى إلى تدفق المياه إلى البحر ورفع منسوب مياه البحار.
اضف تعليق