تعد المخلفات البلاستيكية من أخطر المشاكل البيئية في الوقت الراهن، حيث تهدد الحياة البرية وحتى حياة البشر، ومنذ سنوات تحاول دول العالم تخفيض نسبة إنتاج البلاستيك، في مسعى لتخفيف الضغط ولو قليلا على النظام البيئي الذي يواجه تحديات أخرى، مثل الأمطار الحمضية، والمبيدات الزراعية، والمخصبات الكيميائية...
تعد المخلفات البلاستيكية من أخطر المشاكل البيئية في الوقت الراهن، حيث تهدد الحياة البرية وحتى حياة البشر، ومنذ سنوات تحاول دول العالم تخفيض نسبة إنتاج البلاستيك، في مسعى لتخفيف الضغط ولو قليلا على النظام البيئي الذي يواجه تحديات أخرى، مثل الأمطار الحمضية، والمبيدات الزراعية، والمخصبات الكيميائية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنه يتم شراء نحو مليون قنينة مياه بلاستيكية كل دقيقة حول العالم، بينما يصل استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة إلى 5 تريليونات كل عام. وقد تم تصميم نصف جميع المنتجات البلاستيكية ليتم استخدامها مرة واحدة فقط - ثم يتم التخلص منها، في تسعينيات القرن الماضي، تضاعفت المخلفات البلاستيكية نحو ثلاث مرات مقارنة بالعقدين السابقين، أما في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، فقد ارتفع إنتاجنا من النفايات البلاستيكية أكثر مما كان عليه في السنوات الأربعين الماضية.
اليوم، ننتج نحو 300 مليون طن من المخلفات البلاستيكية كل عام، هذا الوزن الذي يعادل تقريبا وزن التعداد البشري على كوكب الأرض، ويقدر العلماء أن البشر قد أنتجوا نحو 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد انتهى المطاف بنحو 60 بالمئة من هذا البلاستيك إما في مكبات النفايات أو الطبيعة.
99 بالمئة من البلاستيك يتم تصنيعه من المواد الكيميائية المشتقة من النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، وكلها موارد ملوثة وغير قابلة للتجديد، إذا استمرت معدلات الإنتاج الحالية للبلاستيك، فإنه بحلول عام 2050، يمكن أن تشكل صناعة البلاستيك نحو 20٪ من إجمالي استهلاك النفط في العالم.
كما يمكن أن تتخطى نسبة المخلفات البلاستيكية في البحار والمحيطات نسبة الأسماك بحلول عام 2050، إذا استمر الإنتاج البلاستيكي على هذا المنوال، وتصب الأنهار حول العالم، نحو 8 مليون طن من البلاستيك في المحيطات والبحار حول العالم سنويا.
ويؤثر التلوث البلاستيكي البحري على 800 نوعا على الأقل من الحيوانات البحرية في جميع أنحاء العالم، وتشمل هذه الآثار وفيات ناجمة عن الابتلاع، والتجويع، والاختناق، والعدوى، والغرق، والتشابك، الذي تتسبب فيه المخلفات.
وتقتل النفايات البلاستيكية ما يصل إلى مليون طائر بحري و100 ألف من ثدييات البحر والسلاحف الحرية والأسماك في السنة، وعندما تبتلع الطيور البحرية البلاستيك، فإنها تأخذ مساحة في معدتها، مما يتسبب في بعض الأحيان في الجوع.
تم العثور على العديد من الطيور البحرية ميتة وبطونهم مليئة بالنفايات البلاستيكية. ويقدر العلماء أن 60 بالمائة من جميع أنواع الطيور البحرية قد أكلت قطعا بلاستيكية، وهو رقم مرشح أن يرتفع إلى 99 بالمائة بحلول عام 2050.
إذ تنتشر مخاطر التلوث البلاستيكي على نطاق واسع ومتزايد بشكل سريع منذ حوالي نصف قرن، وتعد البحار والمحيطات التي تغطي 70 بالمئة من مساحة الأرض أكثر المناطق المعرضة للخطر، ما يؤثر على النظم الأيكولوجية للمحيطات والبحار جميعها، بما في ذلك الكائنات البحرية والعوالق الحيوانية التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه اليومي.
ويعتقد البعض أن جل النفايات موجودة على اليابسة، ولكن الواقع والدراسات والبحوث تفيد بأن أغلب كميّة النفايات البلاستيكية ينتهي بها الأمر إلى مياه البحر والمحيطات، فآلاف الأطنان من بقايا الزجاجات والحقائب والأغلفة والأكياس تستقر في بطون الأسماك والطيور والسلاحف والحيتان.
البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح ليست سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات، فالأدهى والأمر هو الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر التي تغوص في القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من حيوانات الحياة البحرية وينتهي بها الحال إلى أطباقنا اليومية.
وعليه بات يشكّل تلوّث البحار بالمواد البلاستيكيّة تهديداً مباشراً على توازن كل من الأنظمة البيئيّة البحريّة من جهة، وصحّة الإنسان من جهة أخرى. ولمادة البلاستيك تأثيرات سلبيّة على التنوع البيولوجي سواء على نحو مباشر أو غير مباشر، فعندما تدخل المواد البلاستيكيّة إلى السلسلة الغذائيّة عن طريق الجسيمات الدقيقة دون أن تلفت الانتباه، فإنّ هذه المسألة البيئيّة تتحوّل إلى تحدّ كبير لصحة الإنسان ورفاهيته. ولذا فإن المحافظة على سلامة المحيطات تساهم في المحافظة على رفاهيّة الإنسان أيضاً.
سينسبري البريطانية تتعهد بخفض التغليف بالبلاستيك إلى النصف بحلول 2025
تعهدت سلسلة متاجر سينسبري، ثاني أكبر سلسلة سوبر ماركت في بريطانيا، يوم الجمعة بخفض معدل التغليف بالبلاستيك إلى النصف بحلول 2025 وتعهدت بالتحول إلى مواد بديلة تلبية لطلب المستهلكين بخفض النفايات.
وبعدما خفضت التغليف بالبلاستيك واحدا بالمئة في 2018 قالت سينسبري إنه كانت هناك حاجة لقفزة كبيرة في أسلوب التعامل مع نحو 120 ألف طن من البلاستيك تستخدمها سنويا للتغليف.
وأعلنت الشركة أنها تستخدم معظم البلاستيك في زجاجات الحليب وتغليف الخضراوات والفاكهة والمشروبات. وفيما يتعلق بزجاجات الحليب تدرس خيارات استخدام الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة أو الأوعية التي يمكن إعادة استخدامها.
وتشارك سينسبري، التي يعمل بها نحو 178 ألف موظف في أنحاء بريطانيا، يوم الجمعة في قمة مع موردين وباحثين وجماعات حكومية لتحديد المجالات التي يمكن تحقيق تقدم بشأنها، وقال مايك كوب الرئيس التنفيذي للشركة ”خفض (استخدام) البلاستيك والتغليف ليس سهلا. يلعب التغليف دورا رئيسيا في إبقاء الطعام سليما وطازجا وتقليل الهدر في الطعام“، وأضاف ”لذا يتعين أن نجد بدائل للبلاستيك لحماية جودة غذائنا والحد من آثاره على البيئة في الوقت نفسه“، ونجحت بريطانيا في الأعوام القليلة الماضية في خفض استخدام الحقائب البلاستيك بفرض ضريبة خمسة بنسات على كل كيس وتدرس الحكومة أيضا فرض ضريبة على أكواب القهوة التي تستخدم مرة واحدة وغير قابلة لإعادة التدوير.
علماء يجدون جزيئات من البلاستيك في جليد القطب الشمالي
عثر فريق من العلماء بقيادة أمريكيين على قطع متناهية الصغر من البلاستيك في عينات من لب الجليد في القطب الشمالي، مما يسلط الضوء على التهديد الذي يمثله هذا النوع من التلوث على الحياة البحرية حتى في أبعد مياه على الكوكب.
استخدم الباحثون طائرة هليكوبتر للهبوط على الجليد والحصول على العينات خلال بعثة مدتها 18 يوما عبر الممر الشمالي الغربي، وهو طريق محفوف بالخطر يربط المحيطين الهادي والأطلسي.
وقال جيكوب ستروك وهو باحث يجري دراسات عليا بجامعة رود آيلاند وأجرى تحليلا مبدئيا للب الجليد ”أمضينا أسابيع في النظر إلى ما بدا كثيرا وكأنه ثلج أبيض بكر من ماء البحر يطفو على المحيط“.
وأضاف مخاطبا رويترز عبر الهاتف يوم الأربعاء ”عندما نظرنا إليها عن قرب ووجدنا أن من الواضح جدا أنها ملوثة عند النظر إليها باستخدام الوسائل الصحيحة أصبنا بشعور يشبه قليلا تلقي لكمة في المعدة“.
وعثر ستروك وزملاؤه على جزيئات البلاستيك عالقة داخل جليد مصدره لانكستر ساوند، وهي مياه معزولة في القطب الشمالي بكندا كانوا يفترضون أنها محمية نسبيا من تلوث البلاستيك المنجرف، وسحب الفريق 18 قطعة من لب الجليد تصل أطوالها إلى مترين من أربعة أماكن ووجدوا حبيبات وقطع رفيعة مرئية من البلاستيك بأشكال وأحجام مختلفة.
ويعيد الفزع الذي أصاب العلماء إلى الأذهان حالة الخوف التي انتابت مستكشفين عندما وجدوا مخلفات بلاستيكية في خندق ماريانا بالمحيط الهادي، وهو أعمق نقطة على الأرض، خلال عمليات غطس قامت بها غواصة هذا العام.
لكن جزيئات البلاستيك، المعروفة بالميكروبلاستيك، التي عثر عليها العلماء تساعد في إلقاء الضوء على مدى وصول مشكلة المخلفات إلى مستويات وبائية، وتفيد تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئة مليون طن من البلاستيك ألقيت في المحيطات إلى يومنا هذا، وذكر الباحثون أن عينات الجليد عمرها عام واحد على الأقل على ما يبدو وجرفت على الأرجح إلى لانكستر ساوند من مناطق أبعد بوسط القطب الشمالي.
الأمم المتحدة تتوصل لاتفاق لخفض مخلفات البلاستيك التي تلقى في البحار
قالت الأمم المتحدة إن نحو 180 دولة توصلت إلى اتفاق يوم الجمعة يستهدف تحقيق خفض حاد في كميات مخلفات البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في المحيطات حول العالم، واتفقت هذه الدول على تعديل اتفاقية بازل من أجل جعل التجارة العالمية في مخلفات البلاستيك أكثر شفافية وتنظيما مع ضمان أن يكون التعامل مع هذه المخلفات أكثر أمانا لصحة الإنسان وللبيئة.
وقال رولف باييت السكرتير التنفيذي لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان ”أنا فخور بأن أطراف اتفاقية بازل توصلت هنا في جنيف هذا الأسبوع إلى اتفاق ملزم قانونا مع آلية عالمية للتعامل مع مخلفات البلاستيك“.
وقال البيان ”التلوث الناجم عن مخلفات البلاستيك، والمعروف بأنه مشكلة بيئية كبرى تمثل قلقا عالميا، وصل إلى نسب وبائية في ظل وجود نحو مئة مليون طن من البلاستيك حاليا في المحيطات، يأتي ما بين 80 و90 في المئة منها من مصادر على الأرض“.
وأشار باييت إلى أن المفاوضات التي بدأت قبل نحو 11 يوما وشارك فيها 1400 موفد حققت أكثر مما كان متوقعا، وأرجع مسؤولون ما تحقق من تقدم إلى تزايد الوعي العام على مستوى العالم بمخاطر التلوث الناتج عن مخلفات البلاستيك على الحياة البحرية، وقال باييت إن القواعد الجديدة ينبغي أن يكون لها تأثير على تلوث المحيطات وضمان ألا ينتهي المطاف بمخلفات البلاستيك في مثل هذه الأماكن.
الاتحاد الأوروبي يقرر حظر البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة بحلول 2021
اتفق مسؤولون بالاتحاد الأوروبي على حظر المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة مثل الشفاطات وأكواب البوليستيرين في دول الاتحاد بحلول عام 2021، جاء ذلك مع مصادقة المسؤولين على إجراءات لخفض استخدام البلاستيك في محاولة للحد من القمامة التي تصل إلى البحار، واتفق مفاوضون من البرلمان الأوروبي وممثلون عن الدول الأعضاء وعددها 28 دولة على قائمة تضم عشر منتجات بلاستيكية تستخدم مرة واحدة ولها بدائل متاحة ليتم حظرها، تشمل هذه القائمة أعواد التنظيف القطنية وأدوات المائدة والأطباق البلاستيكية وملاعق تقليب المشروبات وعصي البالونات وأوعية الطعام المصنوعة من البوليستيرين الممدد، وبالنسبة للمواد البلاستيكية الأخرى مثل أوعية الطعام والأكواب والأغطية، سينصب التركيز على الحد من استخدامها وتحديد التزامات تتعلق بالتخلص منها للمصنعين في بعض الحالات، وسيتعين أن يكون 30 في المئة على الأقل من المحتوى الداخل في صناعة الزجاجات البلاستيكية معاد تدويره بحلول 2030.
ورحبت جماعة السلام الأخضر (جرينبيس) المدافعة عن البيئة بالإجراءات باعتبارها خطوة مهمة نحو القضاء على التلوث بالبلاستيك، لكنها قالت إن الإجراءات غير كافية في بعض المجالات، وأضافت الجماعة أنه لم يتم تحديد هدف على مستوى الاتحاد الأوروبي للحد من استخدام أوعية الطعام والأكواب ولم يتم إلزام دول الاتحاد بتبني الأهداف، ويعيد الاتحاد الأوروبي تدوير ربع مخلفات البلاستيك لديه فقط والتي تبلغ 25 مليون طن سنويا.
فرنسا تغرق المتوسط في بحر من نفايات البلاستيك
أنتجت فرنسا 4.5 ملايين طن من النفايات البلاستيكية عام 2016، رميت 10 آلاف منها في مياه المتوسط وهو بحر شبه مغلق، متصدرة بذلك قائمة الدول الملوثة في المنطقة حسب تقرير صدر الجمعة عن الصندوق العالمي للطبيعة.
وتعادل 4.5 ملايين طن من النفايات 66.6 كيلوغراما للشخص الواحد، وقد جمع 98 بالمئة من إجمالي هذه النفايات (4.4 ملايين طن) لكن أعيد تدوير 22 بالمئة فقط منها، وتسفر نسبة 2 بالمئة المتبقية من النفايات البلاستيكية عن "تسرب 80 ألف طن من البلاستيك إلى الطبيعة" منها 11200 طن "تدخل مياه البحر الأبيض المتوسط"، وفق حسابات المنظمة غير الحكومية التي أصدرت تقريرها عشية اليوم العالمي للمحيطات.
وأوضح الصندوق العالمي للطبيعة أن9 بالمئة من هذا التلوث ناتج عن صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية والنقل البحري، متابعا أن "صناديق السلطعون وشباك البحر المخصصة لصيد المحار والحاويات، هي من بين المخلفات التي عثر عليها"، تحمل الأنهار 12 بالمئة من النفايات البلاستيكية الموجودة في البحر وتمثل النشاطات الساحلية معظم التلوث، أي 79 بالمئة (8800 طن)، في البحر المتوسط من الجانب الفرنسي، "خصوصا بسبب سوء إدارة النفايات والتلوث الناتج عن السياحة والنشاطات الترفيهية"، وحث الصندوق العالمي للطبيعة فرنسا على اتخاذ تدابير أكثر تشددا فيما يخص إنتاج البلاستيك واستعماله.
آلاف المتطوعين يشاركون في تنظيف ساحل شمال إسبانيا من النفايات والبلاستيك
جمع آلاف المتطوعين منتجات بلاستيكية وغيرها من النفايات من بين الصخور والشواطئ على امتداد ساحل الباسك في إسبانيا يوم السبت بينما شارك غواصون في إزالة القمامة من المياه في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات.
وبجانب النفايات البلاستيكية، انتشل الغواصون من المياه قطعا من المعادن الخردة الصدئة وعربة تسوق ودراجة هوائية. وقام متطوعون يرتدون قمصانا زرقاء بتمشيط الرمال الناعمة لتنقيتها من القطع البلاستيكية.
ويعد مصب أوردايباي على خليج بسكاي في شمال إسبانيا واحدا من أهم المناطق في شبه جزيرة أيبريا وموطنا لعديد من الطيور المهاجرة، وهو مدرج أيضا بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للمناطق المحمية منذ عام 1984.
ترودو: كندا تعتزم حظر المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في 2021
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن بلاده تعتزم حظر بعض المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة وتسبب ضررا بيئيا مثل الماصات والأكياس وأدوات تناول الطعام بحلول أوائل 2021 بهدف تقليل المخلفات والنفايات لحماية محيطات العالم.
وأعلن ترودو الخطوة من على ضفة بحيرة في محمية طبيعية بإقليم كيبيك، وذلك قبل أقل من خمسة أشهر على إجراء انتخابات عامة من المتوقع على نطاق واسع أن يكون تغير المناخ والتلوث من بين القضايا الرئيسية للحملات الانتخابية.
ماليزيا تئن تحت وطأة النفايات البلاستيكية
قالت وزيرة البيئة الماليزية إن بلادها التي أصبحت مستودعا لنفايات العالم من البلاستيك ستعيد بعض هذه النفايات التي يتعذر تدويرها إلى البلدان المتقدمة التي أرسلتها، وأصبحت ماليزيا العام الماضي الوجهة الرئيسية البديلة لنفايات البلاستيك بعدما حظرت الصين الواردات من هذه النفايات مما عطّل تدفق ما يزيد عن سبعة ملايين طن من نفايات البلاستيك سنويا، وظهرت عشرات المصانع العاملة في مجال تدوير النفايات في ماليزيا يعمل كثير منها دون ترخيص، واشتكى السكان من أضرار بيئية.
ومعظم نفايات البلاستيك التي تصل إلى ماليزيا ملوثة ومصنوعة من مواد رديئة لا يمكن تدويرها، وقالت وزيرة الطاقة والتكنولوجيا والعلوم وتغير المناخ والبيئة الماليزية، يو بي ين، إن ماليزيا بدأت الآن تعيد النفايات إلى الدول المصدر.
وقالت لرويترز ”على الدول المتقدمة أن تكون مسؤولة عما ترسله إلى الخارج“، وأضافت أن بعض نفايات البلاستيك تنتهك اتفاقية بازل التي وضعتها الأمم المتحدة بخصوص التجارة في نفايات البلاستيك والتخلص منها، وأعادت ماليزيا بالفعل خمس حاويات من نفايات البلاستيك الملوث التي جرى تهريبها للبلاد إلى مصدرها إسبانيا. ولم تكشف الوزيرة هوية المهربين لكنها قالت إن التحقيق لا يزال يجرى، وتعد الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وأستراليا من كبار مصدري نفايات البلاستيك إلى ماليزيا.
ماليزيا تعيد 3 آلاف طن من نفايات البلاستيك لبلدان المنشأ
قالت وزيرة البيئة الماليزية إن ماليزيا ستعيد نحو ثلاثة آلاف طن من نفايات البلاستيك إلى البلدان التي أتت منها لتصبح أحدث دولة آسيوية ترفض نفايات الدول الثرية، وأصبحت ماليزيا العام الماضي الوجهة الرئيسية لنفايات البلاستيك بعدما حظرت الصين الواردات من هذه النفايات مما عطّل تدفق ما يزيد عن سبعة ملايين طن من نفايات البلاستيك سنويا.
وظهرت عشرات المصانع العاملة في مجال تدوير النفايات في ماليزيا يعمل كثير منها دون ترخيص، واشتكى السكان من أضرار بيئية، وقالت وزيرة الطاقة والتكنولوجيا والعلوم وتغير المناخ والبيئة الماليزية، يو بي ين إنه سيجري إعادة 60 حاوية من النفايات التي تم استيرادها على نحو غير قانوني، وقالت يو للصحفيين بعدما تفقدت الشحنات في ميناء كلانج في ضواحي العاصمة ”هذه الحاويات دخلت البلاد بشكل غير قانوني بموجب تصريح مزيف وغيره من الجرائم التي تنتهك بوضوح قانون البيئة“.
وحدد مسؤولون ماليزيون ما لا يقل عن 14 بلدا تأتي منها النفايات بينها الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وكندا وأستراليا وبريطانيا، وقالت يو إن مواطني البلدان المتقدمة ليس لديهم دراية إلى حد كبير بأن نفاياتهم، التي يعتقدون أنه يجري تدويرها، يتم إرسالها إلى ماليزيا حيث يتم التخلص منها باستخدام وسائل ضارة بالبيئة.
وذكرت أن شركة لم تذكر اسمها لإعادة التدوير مقرها بريطانيا صدرت ما يصل إلى 50 ألف طن من نفايات البلاستيك إلى ماليزيا في العامين الماضيين، وأشارت إلى أن ماليزيا ستطلب من الحكومات الأجنبية التحقيق مع مثل تلك الشركات.
وقالت ”نحث الدول المتقدمة على إعادة النظر في تعاملها مع نفايات البلاستيك ووقف شحن
مادة خفيفة الوزن تتيح استخدامات كثيرة للنفايات البلاستيكية
- يسعى باحثون في سنغافورة للحصول على براءة اختراع لمادة جديدة عازلة للصوت ومقاومة للحرارة مصنوعة من عبوات البلاستيك المعاد تدويرها ويقولون إنها يمكن أن تساعد في تقليل النفايات البلاستيكية التي تلقى في المحيطات وتؤدي الى انسداد مكبات النفايات، وقال فريق جامعة سنغافورة الوطنية إنه وجد طريقة لتحويل العبوات المصنوعة من مادة بولي إثيلين تريفثاليت إلى هلام هوائي (إيروجيل) له استخدامات محتملة عديدة بدءا من العزل والحماية من الحرائق إلى إزالة التسربات النفطية والزيتية.
وقال هاي مينه دونج الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة لتلفزيون رويترز ”نفايات البلاستيك من أصعب النفايات في إعادة التدوير“، وأضاف أن الفريق ظل يبحث عن تطبيقات هندسية جديدة للمساعدة في الحد من مشكلة النفايات البلاستيكية، ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن نحو ثمانية ملايين طن من البلاستيك تلقى في المحيطات كل عام مما يؤدي إلى مقتل أحياء بحرية ودخول هذه النفايات في سلسلة الغذاء البشرية.
وأشارت دراسة أجريت عام 2015 إلى أن خمس دول آسيوية هي الصين وإندونيسيا والفلبين وفيتنام وتايلاند مسؤولة عما يصل إلى 60 في المئة من النفايات البلاستيكية المتسربة إلى المحيطات، وقال الفريق في بيان صدر هذا الشهر إن مادة الإيروجيل المستخلصة من البولي إثيلين تريفثاليت والتي سيجري تصنيعها من نفايات العبوات البلاستيكية تتسم بالنعومة والمرونة والمتانة وخفة الوزن وسهولة المعالجة.
وأضاف أن عبوة واحدة معاد تدويرها يمكن أن تنتج شريحة إيروجيل في حجم ورقة الطباعة ويمكن استخدامها في أغراض متعددة عن طريق إضافة علاجات سطحية لتعزيز قدرتها على الامتصاص والعزل، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تتحمل الشريحة المغلفة بمواد كيميائية مقاومة للحريق درجات حرارة تصل إلى 620 درجة مئوية. وهذا أعلى سبع مرات من البطانة الحرارية العادية الموجودة بمعاطف رجال الإطفاء ويمثل عشرة في المئة فقط من الوزن.
مخلفات البلاستيك في البحار تهدد وجبة السمك والبطاطس البريطانية الشهيرة
حذرت جمعية مدافعة عن البيئة من أن وجبة السمك ورقائق البطاطس (البطاطا)، أحد أشهر الوجبات البريطانية، باتت مهددة بسبب مخلفات البلاستيك التي تتراكم في البحار وتعرض الحياة البحرية للخطر.
ومن أجل إلقاء الضوء على حجم الخطر اتفقت جمعية (بلاستيك أوشنز يو.كيه) مع مطعم في مدينة بلاكبيرن في شمال البلاد لتقديم وجبة للعملاء الجائعين مكونة من قطعة بلاستيك مقلية على شكل سمكة بدلا من سمك القد المعتاد مع رقائق البطاطس.
وقال جيف برايتي المدير الفني للجمعية ”كمية البلاستيك التي تصل إلى المحيطات لا تهدد فقط مستقبل الأسماك وإنما مستقبلنا أيضا. إذا واصلنا بهذا المعدل فلن تصبح وجبتنا الشعبية المفضلة ذكرى من الماضي فقط وإنما سنواجه أيضا مشكلات كارثية أخرى في كوكبنا“، وحملة (فيوتشر فيش آند شيبس) التي أطلقتها الجمعية هي الأحدث ضمن سلسلة جهود عالمية تقوم بها جماعات مدافعة عن البيئة والأمم المتحدة لتقليل المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتعهدت علامات تجارية كبيرة بخفض جميع مخلفات البلاستيك في عملياتها في ظل زيادة الضغط الشعبي على المصنعين وتجارة التجزئة.
مع تفاقم تلوث المحيطات.. سامسونغ تتخلى عن البلاستيك في تغليف منتجاتها
بدأت أكبر شركة تصنيع للهواتف الذكية في العالم، سامسونغ، في التخلص من العبوات البلاستيكية المستخدمة في تغليف الأدوات والأجهزة الإلكترونية وحمايتها، لتنضم بذلك إلى عدد متزايد من الشركات العالمية التي تتخذ نهج تخفيض النفايات البلاستيكية الناتجة عن أعمالها، وقالت الشركة في بيان، الأحد، إنها ستبدأ في النصف الأول من هذا العام بتغليف هواتفها وأجهزتها اللوحية والأجهزة القابلة للارتداء بالورق وغيره من المواد العضوية والبلاستيك المعاد تدويره، وقال متحدث بإسم الشركة إن خفض المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة في عبوات سامسونغ سيتم تدريجيا، مضيفا أنه لا يوجد جدول زمني لتوقيت التخلص التام منها.، وبينما يكافح العالم للتعامل مع كميات هائلة من الفضلات البلاستيكية، من المتوقع أن تفوق كميات المواد البلاستيكية الأسماك في المحيطات بحلول عام 2050، وتحاول المزيد من الشركات معالجة هذه المشكلة.
وباعت سامسونغ نحو 291 مليون هاتف ذكي العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة أبحاث السوق IDC. كما باعت ملايين المنتجات الاستهلاكية الأخرى، وسيتم استبدال الأكياس البلاستيكية المستخدمة لحماية أسطح الأجهزة المنزلية الكبيرة من سامسونغ مثل الغسالات والثلاجات وأجهزة التلفاز ومكيفات الهواء، بالحقائب المصنوعة من المواد المعاد تدويرها والبلاستيك الحيوي المصنوع من مواد الوقود غير الأحفوري مثل النشا أو قصب السكر.
وما زالت سامسونغ تستخدم الكثير من المواد البلاستيكية لصنع الأدوات والأجهزة الإلكترونية التي تبيعها، حيث استهلكت قرابة 590 ألف طن من البلاستيك عام 2017، وفقًا لأحدث تقرير عن الاستدامة، وتمثل المواد البلاستيكية المعاد تدويرها أكثر قليلاً من 6٪ من إجمالي استهلاك البلاستيك في الشركة.
وتقوم بعض العلامات التجارية الكبرى بتجربة نهج مختلف لمشكلة تغليف البلاستيك، ويدعم منتجي السلع الاستهلاكية الكبار، بما في ذلك بروكتر أند غامبل ونستله مشروعًا يعرف باسم "Loop"، يهدف لإعادة استخدام عُلب المنتجات الشائعة مثل منظف تايد و آيس كريم هاجن داز كبديل لإعادة التدوير، وتم الإعلان عن المشروع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وسيتم طرح المرحلة التجريبية على آلاف المستهلكين في نيويورك وباريس في مايو/أيار القادم.
جسيمات البلاستيك الموجودة في مياه الشرب ليست خطرا على الصحة
اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الخطر الصحي جراء وجود جسيمات البلاستيك في مياه الشرب ضئيل، غير أن الخبراء ينظرون بحذر إلى المستقبل، ففي تقرير نشرته الخميس، قدمت المنظمة خلاصة لأحدث المعارف حول جسيمات البلاستيك الدقيقة في ماء الصنابير وعبوات المياه والأثر الصحي المرتبط بها.
وصرح منسق وحدة المياه والصرف الصحي والنظافة والصحة في منظمة الصحة العالمية بروس غوردون خلال مؤتمر صحافي "الرسالة الأساسية ترمي إلى طمأنة مستهلكي مياه الشفة في العالم وهي أنه بحسب هذا التقويم، نرى أن الخطر ضئيل".
وأوضح المسؤول أن تحليل المخاطر الصحية المتصلة بجسيمات البلاستيك الدقيقة يتمحور بشكل رئيسي حول ثلاثة جوانب وهي خطر ابتلاع الجسيمات والمخاطر الكيميائية ثم تلك المتصلة بوجود بكتيريا متكتلة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن البيانات بشأن وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة في مياه الشرب لا تزال محدودة مع عدد قليل من الدراسات التي يمكن الوثوق بها، مشددة على صعوبة المقارنة بين نتائج هذه الدراسات التي تجعل تحليل النتائج مهمة أكثر تعقيدا، وحثت منظمة الصحة العالمية الباحثين على إجراء تقييم أكثر تعمقا عبر استخدام أساليب مرجعية موحدة، ولفتت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان إلى أن جسيمات البلاستيك الدقيقة التي يفوق حجمها 150 ميكرونا لا يمتصها، مبدئيا، جسم الإنسان. إضافة إلى أن ابتلاع الجزيئات الأصغر "محدود".
لكنها أشارت، في المقابل، إلى أن امتصاص جزيئات متناهية الصغر من البلاستيك خصوصا الجسيمات النانوية، "من المفترض أن يكون أعلى، رغم محدودية البيانات في هذا الموضوع"، وقالت مديرة قسم الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية ماريا نيرا في تصريحات أوردها البيان إن "جسيمات البلاستيك الدقيقة الموجودة في ماء الشرب لا تبدو خطرة على الصحة، أقله بالمستويات الحالية. لكن علينا التعمق في هذه المسألة".
وحذر التقرير من أنه في حال استمرار مخلفات البلاستيك في الطبيعة بالوتيرة الحالية، فيمكن لجسيمات البلاستيك الدقيقة أن تحمل مخاطر عامة على الأنظمة البيئية البحرية في خلال قرن، وهو ما سينعكس بلا شك على صحة البشر.
السماء تمطر البلاستيك.. علماء يعثرون على جزئيات بلاستيكية ملونة في مياه المطر
إنها تمطر بلاستيك.. هذا ما توصلت إليه دراسة استقصائية لهطول الأمطار في مدينتي دنفر وبولدر، بولاية كولورادو الأمريكية، في الآونة الأخيرة، فقد قام الباحثون في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، ووزارة الداخلية المسؤولة عن إدارة والحفاظ على معظم الأراضي والموارد الطبيعية الاتحادية، بإعداد مسح هطول الأمطار، الذي يحمل عنوان "إنه تمطر البلاستيك"، لم يتمكنوا من رؤية البلاستيك بالعين المجردة، لكنهم وجدوا ذلك باستخدام مجهر مزود بكاميرا رقمية، وجدوا أن البلاستيك يظهر في 90 ٪ من العينات، معظمه على شكل ألياف، وجاء في مجموعة متنوعة من الألوان. وفقاً للدراسة، كان اللون الأزرق الأكثر شيوعاً، يليه ألوان الأحمر والفضي والأرجواني والأخضر والأصفر وغيرها.
من غير الواضح من أين يأتي البلاستيك، لكن التلوث البلاستيكي كان مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، لقد وجد العلماء جزيئات بلاستيكية صغيرة في المطر من قبل، وذلك في المطر المتساقط في جبال البرانس جنوب فرنسا. هناك تريليونات من قطع القمامة البلاستيكية تطفو في المحيطات، تقتل الأسماك والحيوانات الأخرى. وجدت دراسة سابقة أن الناس يبتلعون في المتوسط 5 غرامات من البلاستيك كل أسبوع، أي حوالي وزن بطاقة الائتمان، يقول العلماء إنه من غير الواضح ما هي الآثار الصحية المترتبة على التعايش مع كل هذا البلاستيك، رغم أن العديد من الدراسات تجرى حول هذا الأمر.
حاولت بعض المدن قطع البلاستيك عن طريق حظر الأكياس البلاستيكية. مدينة بولدر، أحد مواقع مسح المطر، لديها حظر للأكياس البلاستيكية.
في حين أن بعض الشركات جعلت من هدفها تقليص استخدامها للبلاستيك، ظهر الرئيس دونالد ترامب في مصنع لتصنيع البلاستيك في بنسلفانيا للترويج للبلاستيك. عندما سئل من قبل أحد المراسلين عن شعوره حول أن العالم "غارق في البلاستيك"، ألقى الرئيس باللوم على الصين في المشكلة.
وقال ترامب: "لدينا مواد بلاستيكية هائلة قادمة من آسيا، الصين وغيرها. إنها لا تخصنا، ولكنها تطفو في المحيطات المختلفة من أماكن أخرى. المواد البلاستيكية جيدة، لكن عليك أن تعرف ما يجب أن تفعله بها. فالدول الأخرى لا تهتم باستخدامها البلاستيكي. والبلاستيك الذي نحصل عليه يطفو عبر المحيطات من أماكن أخرى، بما في ذلك الصين".
مدينة فلبينية تحول مخلفات البلاستيك إلى زهور تيوليب ملونة
حولت مدينة في جنوب الفلبين عبوات بلاستيكية ملقاة في القمامة إلى زهور تيوليب ملونة ملأت بها حديقة اجتذبت السائحين وزادت من الوعي بأهمية إعادة تدوير المخلفات، وتمثلت الفكرة في تقطيع العبوات على شكل زهور وتلوينها بالأحمر والأصفر والوردي والأزرق ومزج بعضها بالرمل والأسمنت لعمل ممرات للمشاة في الحديقة، والفلبين مصدر رئيسي لتلوث مياه المحيط بالمواد البلاستيكية ولا يخضع سوى جزء ضئيل من مخلفاتها لعملية إعادة التدوير، وقالت روز فوريجاي رئيسة بلدية لاميتان ”لنكن حريصين على تقليل استخدامنا للبلاستيك لأدنى قدر ممكن“، وإقليم باسيلان من أفقر أقاليم الفلبين ويشتهر بأنه معقل جماعة إسلامية عُرف عنها الخطف وقطع الطريق.
اضف تعليق