اول الاثار التي تترتب على غياب التربية الرقمية في التعليم هو عدم تحقيق الأهداف التعليمية التي يضعها القائمين على إدارة المؤسسات التعليمية العليا والوسطى، او ان بعضها سيتحقق ولكن بصورة جزئية وليست مكتملة الأركان والجوانب، ومع هذا النقص فإن التربية تكون مضنية ومكلفة في الوقت والجهد الازمين للإنجاز...

جميع ما في هذا الكون سُخر لخدمة البشر وراحته وتقدمه، وهذه حقيقة لا يكاد يختلف عليها عاقلان، ومن الأمور التي نعتقد بأنها خادمة للبشر ولتطلعاتهم واحلامهم هو التكنولوجيا الحديثة التي لم تترك مجالاً حياتياً الا ودخلت فيه، ورغم قناعة الأغلبية بهذا الا ان ثمة من يدعي العكس ويرى في التكنلوجيا مفسدة ومضيعة للوقت او انها نوع من الترف الذي يمارسه الانسان، فما هي إيجابية التربية الرقمية في الحياة بصورة عامة، وما هي اثار غيابها على مستوى التعليم.

بمساعدة التكنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة أصبحت الحياة البشرية أكثر سهولة بالمقارنة بالعصور البدائية التي عاشها الانسان، سيما مع كون الحياة ليست بسيطة كالسابق وهذا التعقيد المتزايد فيها يتطلب الاستعانة بما ييسر الأمور ويزيد الإنتاجية بأقل التكاليف وبأفضل النتائج مما يوفر للإنسان الكثير من الجهد والوقت والكلفة.

من الواقع:

في أحد الجامعات العراقية التي كنا نعمل بها يوماً كمدرسين كنت انا وزملائي الشباب الذي عُينا حديثاً في المهنة نستخدم بعض الطريق الحديثة او الاحدث التي تتوفر في الجامعة، كالبور بيونت مثلاً ولم نكن نعلم ان زملائنا الذين يكبروننا سناً انهن اميون في الرقمنة والتكنلوجيا بصورة عامة، وهذا ما جعلنا نتعرض للحرج عند استخدامنا لها وحينها اكتشفت شخصياً اننا نواجه امية رقمية واقعية مع كوننا لدينا شهادات عليا في اختصاصات علمية محترمة.

على عكس ذلك الواقع المؤلم وفي السنوات القليلة الماضية تبنى المعلمون على اختلاف مستوياتهم والمؤسسات أدوات التكنولوجيا الرقمية على نطاق واسع، وقد يلحظ العاملين في قطاعي التربية والتعليم توجهاً مقصوداً نحو استخدام التكنلوجيا وتسخيرها لخدمة عملية التعليم التي تعد بدونها منقوصة لاحد جوانب النجاح بالنسبة للعملية التعليمية.

وفي طريق الاستثمار الأمثل للتكنلوجيا في التعليم ونشأت صناعة تكنولوجيا التعليم وركزت بدورها على تطوير وتوزيع المحتوى التعليمي ونظم إدارة التعلم وتطبيقات اللغة والواقع المعزز والافتراضي والتدريس الشخصي والاختبار، وفي الآونة الأخيرة شهدت أساليب الذكاء الاصطناعي تطورات مذهلة ساهمت في تعزيز أدوات تكنولوجيا التعليم والعائد هو تحسين جودة التعليم وعلى كافة المستويات.

يتفاوت تطبيق التكنولوجيا الرقمية حسب المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، وحسب رغبة المعلمين والمدرسين واستعدادهم، وحسب مستوى التعليم ودخل البلدان، وباستثناء البلدان الأكثر تقدماً تكنولوجياً فأنها فرضت الرقمنة واعتبرته أسلوب حياة على الجميع الالتزام به وليس هناك فرصاً للفرض او التملص منها تحت أية ظرف او عذر.

ماذا لو غابت التربية الرقمية؟

حين تغيب الرقمنة عن حياة الانسان بصورة عامة فأنه يفتقد الى الكثير من التسهيلات، اما في مجال التعليم فغيابها يعني ما يلي:

اول الاثار التي تترتب على غياب التربية الرقمية في التعليم هو عدم تحقيق الأهداف التعليمية التي يضعها القائمين على إدارة المؤسسات التعليمية العليا والوسطى، او ان بعضها سيتحقق ولكن بصورة جزئية وليست مكتملة الأركان والجوانب، ومع هذه النقص فأن التربية تكون مضنية ومكلفة في الوقت والجهد الازمين للإنجاز.

كما يؤدي غياب التربية الرقمية الى التأخر والفقر المعلوماتي الذي يعد أحد أوجه الامية الرقمية التي يقبع تحتها الكثير من الناس على اختلاف مستوياتهم التعليمية، اذ تجد الكثير من المتعلمين والحاصلين على شهادات اكاديمية وفي كافة الاختصاصات، وهو ما يجعل الانسان متعلم شكلياً متأخراً واقعياً وما أكثر هؤلاء المتبجحين بالعالم الفارغين منه.

 ولان أحد أوضح المعايير القياس مدى ثقافة الانسان هو امتلاكه لقدر من التربية الرقمية المعاصرة، فأن الانسان الذي لا يمتلك كماً مقبولاً من التربية الرقمية فأن لن يصل الى التنمية الكاملة لشخصيته التي يعد أحد أبرز أركانها مسايرة التكنلوجيا المعاصرة في مجال التربية والتعليم، والعكس هو المنطقي جداً.

في الخلاصة نقول: ان التكنلوجيا الحديثة على كافة مستويات الحياة هي من ميسرات الحياة ولا استغناء للإنسان عنها لما لها من الانعكاسات الإيجابية على حياته، ولما لها اثار سلبية عندما نهملها او نتجاهلها، لذا هي توصية مني لنفسي ولكم قراءنا الكرام بضرورة متابعة كل جديد من اجل عدم فوات الفرص علينا نحن البشر سيما في مجال التعليم.

اضف تعليق