مع بداية كل عام دراسي جديد، تثار عدد من التساؤلات المشروعة بشأن المناهج الدراسية، وضرورة تغيير ما يمكن تغييره من تلك المناهج، لكي تواكب الكم المعرفي، الذي يعد من أهم سمات هذا العصر، وبما المنهج الدراسي يعد من اهم الأركان الرئيسية التي تتشكل منها المنظومة التعليمية...
مع بداية كل عام دراسي جديد، تثار عدد من التساؤلات المشروعة بشأن المناهج الدراسية، وضرورة تغيير ما يمكن تغييره من تلك المناهج، لكي تواكب الكم المعرفي، الذي يعد من أهم سمات هذا العصر.
وبما المنهج الدراسي يعد من اهم الأركان الرئيسية التي تتشكل منها المنظومة التعليمية، لذا يفترض ان تخضع المناهج الدراسية باستمرار لعمليات نقد ومراجعة، نتيجة للتغيير الحاصل في حاجات المنهج وحاجة المتعلمين، والتطور في طبيعة المعرفة ونوعها. ان أي محاولة لتطوير المناهج الدراسية لا بد أن تسبقها دراسة علمية للواقع، بكل إيجابياته وسلبياته، والمعوقات التي تحول دون الإرتقاء به إلى مستوى الطموح.
وعلى الـرغـم مـن مــرور هــذه الـفـتـرة، التي أعقبت عملية التغيير، إلا أن ما طـرأ على المناهج الدراسية، من تغيير وتطوير لم يكن بذلك الحجم، الــذي يــوازي عملية التحول التي حصلت في البلاد، ولا مواكبة التطورات المعرفية الجارية الآن في العالم.
ومن الملاحظ أن المواد المختلف عليها من بين تلك المناهج الدراسية هي المـواد الإنسانية، وفي المقدمة منها مادة التاريخ، والتي كانت ولا تزال محل جدل، على اعتبار أن هذه المادة المستهدف الأول من قبل كل الأنظمة.
التي تعاقبت على حكم العراق، لما تشكله من تأثير كبير في توجيه الشعوب سلباً كان أم إيجاباً.
إن التغييرات التي تحدث في المنهج وحاجاته ومشكلاته تفرض على المنهج أن يتغير، تبعا لتلك التغيرات، وهذا يتطلب أن تكون المناهج الدراسية قادرة على تزويد المتلقي بالمهارات المناسبة، حتى يتكيف مـع المنهج المتغير وبالمعلومات الـلازمـة، لفهم هـذا التغيير، فالمعلومات تتزايد باضطراد والحقائق تتغير بشكل مستمر، مما يستوجب أحــداث تغيير في المناهج الدراسية حتى يتمكن الطالب أن يتفاعل بإيجابية مع المعارف والحقائق الجديدة.
ففي ظل ثورة المعلومات التي يعيشها العالم فـي عصر أطلق عليه عصر المعلومات من غير المقبول وغير المنطقي، أن تظل المناهج التعليمية المتبعة في العراق بجميع مفاصل العملية التربوية، بدءا بالدراسة الابتدائية وانتهاء بالدراسة الأكاديمية في الجامعات والمعاهد العلمية جامدة وغير متطورة، معتمدة في الإجابة على اسلوب التلقين.
ان تغيير وتطوير المناهج الدراسية أصبح حاجة ملحة، وموضوعاً يجب أن يتقدم في الأهمية على غيره من المواضيع والملفات، لأننا لا نبالغ اذا قلنا أن معظم المشكلات، التي نعانيها ترتبط موضوعاتها وتتشابك بشكل أو بآخر مع موضوع التعليم وطرقه وأساليبه وأهدافه، وتلك التي يجب الأخذ بها من أجل بناء جيل متعلم ومتدرب، يستطيع أن يعيش الحياة بكل ما فيها من صعوبات، بحيث يستطيع هذا الفرد بالحد الأدنى من المعلومات، التي حصل عليها في مختلف مراحل التعليم، التي قضاها في المدرسة أن يقوم أو يتصرف بالتصرف الواقعي المسؤول المفيد لشخصه ولأبناء مجتمعه.
لذا نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لمناهجنا الدراسية، التي أقل ما يقال عنها إنها متخلفة بموادها، ومواضيعها، وضعيفة بالأداة والوسيلة التعليمية، إلى جانب فقر المعلم وانقطاعه عما يجري في قطاع التربية والتعليم، بسبب الطرق والآليات الخاطئة والفاشلة، التي من خلالها يتم اختيار المعلمين والمدرسين وقصور وضعف طرق التعليم والتدريب.
إن إجراء تغييرات في المناهج الدراسية يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، من أجل التوفيق بين واقع المناهج الموجودة الآن، وما يجب أن تكون عليه في المستقبل، بعد أن تتم مناقشة وبحث المقترحات، التي يجب أن تشارك فيها كل فئات وطبقات المجتمع العراقي.
إن تشخيص هــذه المـلاحـظـات وغيرها هو لتذكير المشرفين على هذه المناهج، وكذلك المعنيون بوضع السياسة التعليمية في البلاد، بضرورة إعادة النظر بتلك المناهج، مع الأخذ بنظر الاعتبار التحولات، التي حصلت على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي.
اضف تعليق