تمثل صناعة وتجارة السيارات من الأنشطة الفاعلة في التجارة الدولية، ولانبالغ اذا ماقلنا انها تعد حالياً من أوجه التجارة في العالم، اذ تحتل موقع الصدارة من بين الانشطة الاخرى من حيث حجم الايرادات والمصانع وعدد اليد العاملة، والهزات او المشاكل التي قد تواجهها تمس احياناً سمعة البلد ذاته ، وهذا ماحصل مع العملاق الالماني لصناعة السيارات فولكسفاغن، اذ أقام الاتحاد الأوروبي دعوى قضائية بحق سبع دول منها ألمانيا وبريطانيا لتقاعسها في مكافحة غش شركات صناعة السيارات في اختبارات الانبعاثات بعد فضيحة فولكسفاغن.
وتواجه ألمانيا وبريطانيا واسبانيا ولوكسمبورج الاتهام بعدم فرض نفس العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على فولكسفاغن لاستخدامها برنامجا الكترونيا لإخفاء انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين المضر بالصحة في الاختبارات.
ودعت المفوضية الأوروبية أيضا لمحاسبة ألمانيا وبريطانيا لرفضهما مشاركة تفاصيل انتهاكات قوانين الانبعاثات بالاتحاد الأوروبي التي كشفت عنها تحقيقات محلية هذا العام، وتشكو ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد وأكبر مصنع للسيارات به من أن القوانين الحالية في الاتحاد الأوروبي رديئة الصياغة.
وذكرت مفوضة الصناعة للاتحاد الأوروبي إلزبيتا بينكوفسكا في بيان لها أنه ينبغي أن تحرص السلطات المحلية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي على التزام صناع السيارات بالقانون.
وسُلطت الأضواء أيضا على ثلاث دول أخرى هي التشيك وليتوانيا واليونان لعدم إمكانية تغريم أكبر قطاع صناعي أوروربي عن أي انتهاكات محتملة في قوانينها المحلية، وإعلان بما يعرف بإجراءات مكافحة الانتهاكات التي تسمح للاتحاد الأوروبي بالتحقق من التزام جميع دوله بالقوانين المتفق عليها على مستوى الاتحاد.
400 ألف سيارة طاقة نظيفة سنويا للصين بحلول 2020
صرح الرئيس التنفيذي لعمليات شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات في الصين يوخيم هايزمان إن الشركة تسعى لزيادة مبيعاتها من السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة في الصين إلى 400 ألف سيارة سنويا بحلول عام 2020 في الوقت الذي تحث فيه بكين المصنعين على بيع سيارات منخفضة الانبعاثات عن طريق تقديم محفزات وقواعد ميسرة، وأفاد هايزمان قبيل افتتاح معرض قوانغتشو للسيارات إن الشركة تسعى لبيع 1.5 مليون سيارة تعمل بالطاقة النظيفة سنويا بحلول عام 2025.
وأضاف "ينبغي أن نقوم بالمزيد في مجال سيارات الطاقة النظيفة، وان الحكومة تشجع والمناخ العام في الصين يشجع ذلك، وتضاعف إجمالي مبيعات سيارات الطاقة النظيفة في الصين لأكثر من أربعة أمثاله في العام الماضي مع استمرار النمو السريع في عام 2016.
وستسلم فولكسفاجن خلال العام الحالي أول سيارات تعمل بالطاقة النظيفة محلية الصنع وتحمل العلامة التجارية أودي. ومن سيارات الطاقة النظيفة تلك المعروفة في الصين بالسيارات الهجينة المزودة ببطاريات كهربائية ويمكن شحنها بمقبس كهربائي.
ولا يسمح لشركات السيارات العالمية بصناعة السيارات محليا في الصين إلا عن طريق الشراكة مع شركاء محليين وتقتصر شراكة مصنعي السيارات عادة على شريكين اثنين، من جهتها بينت فولكسفاجن إنها وقعت اتفاقا مبدئيا لدراسة تصنيع سيارات كهربائية في مشروع مشترك جديد مع شركة آنهوي جيانغهواي للسيارات.
تخفيض الوظائف الى 30 ألفا بحلول 2020
اتفقت شركة فولكسفاغن ونقابات العاملين بها على خفض الوظائف بمقدار 30 ألف وظيفة في العلامة التجارية الرئيسية التي تحمل نفس الاسم مقابل تجنب التسريح القسري للعاملين في ألمانيا حتى 2025 في تسوية ما زالت تترك ربحية شركة صناعة السيارات أقل من منافسيها.
وستحقق الخطة وفورات عبر تحسين الكفاءة قيمتها 3.7 مليار يورو (3.9 مليار دولار) سنويا وسترفع هامش الربح التشغيلي للعلامة التجارية فولكسفاجن إلى أربعة بالمئة بحلول 2020 من اثنين بالمئة متوقعة هذا العام.
ويظل هذا الرقم المستهدف أقل من أهداف شركات أوروبية منافسة لصناعة السيارات مثل رينو وبيجو سيتروين اللتين تستهدفان هامش ربح تشغيلي عند ستة بالمئة في 2021.
وتحاول فولكسفاغن أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا زيادة الوفورات في أكبر أنشطتها بمقرها الرئيسي ألمانيا حيث تبلغ التكاليف مستوى مرتفعا، كما يتعين على الشركة توفير مليارات اليورو لدفع غرامات وتسويات تتعلق بفضيحة الغش في اختبارات انبعاثات سيارات الديزل ولتمويل تحولها الاستراتيجي تجاه السيارات الكهربائية والذاتية القيادة.
كما ذكرت فولكسفاغن إنه سيجري خفض الوظائف في أمريكا الشمالية والبرازيل والأرجنتين دون مزيد من التوضيح، ويعمل نحو 114 ألف موظف في العلامة التجارية فولكسفاغن في ألمانيا.
ووافق القادة النقابيون على التخفيضات في مقابل تعهد الإدارة بتوفير تسعة آلاف وظيفة جديدة في مجال السيارات الكهربائية وخصوصا في مصانع ألمانيا.
ورحب محللون ومستثمرون بالاتفاق بما دفع سهم الشركة للارتفاع أكثر من اثنين بالمئة ليتصدر أسهم الشركات القيادية على مؤشر داكس الألماني في التعاملات المبكرة ببورصة فرانكفورت.
تصاعد فضيحة انبعاثات فولكسفاجن
صرحت فولكسفاجن إن المحققين الألمان وسعوا نطاق التحقيق بشأن تلاعب مزعوم لمديريها في السوق ليشمل رئيس المجلس الإشرافي للشركة هانز ديتر بوتش.
والتحقيق المتعلق بفترة تولي بوتش منصب المدير المالي لفولكسفاجن أحدث حلقة في تداعيات فضيحة الغش في اختبارات انبعاثات العادم التي أصابت الشركة العام الماضي.
واعترفت فولكسفاجن بتركيب برامج للاحتيال على قيود التلوث في أكثر من 11 مليون سيارة تعمل بالديزل في أنحاء العالم مما أضر بأنشطتها العالمية وقوض سمعتها ودفع رئيسها التنفيذي مارتن فينتركورن للاستقالة، وزادت أوجاع فولسفاجن بعد تقرير نشرته صحيفة ألمانية تضمن اكتشاف منظمين أمريكيين برنامجا آخر للغش في انبعاثات العادم بسيارات لوحدتها أودي.
وأعلن مكتب المدعي العام في برونشفايج عن تحقيق التلاعب في السوق في يونيو حزيران والذي يشمل الرئيس التنفيذي السابق فينتركورن وهربرت ديس رئيس العلامة التجارية فولكسفاجن، وأفاد المكتب ايضا إن التحقيق يتركز على دليل بأنه كان من واجب فولكسفاجن الإفصاح عن الضرر المالي المحتمل من فضيحة الغش قبل 22 سبتمبر أيلول 2015 حينما اعترفت الشركة علانية بالأمر.
ارتفاع مبيعات فولكسفاغن بسبب الصين
سجلت مبيعات فولكسفاغن مؤشرات تعاف من أزمة انبعاثات عوادم السيارت حيث سجلت مبيعات قوية في سبتمبر/أيلول، وذلك بفضل الصين بشكل رئيسي، فقد شهدت مبيعات المجموعة ارتفاعا قدره 7.1 بالمئة الشهر الماضي، لتصل إلى 947 ألف و600 سيارة في أنحاء العالم، ومن بين هذا الرقم ذهبت 382 ألف و300 سيارة للصين بزيادة قدرها 20.1 بالمئة عن العام الماضي. ولكن تراجعت المبيعات في الولايات المتحدة بمعدل 3.2 بالمئة.
وبينت فولكسفاغن "إن زيادة المبيعات تجعلنا متفائلين وقادرين على مواجهة التحديات المقبلة."
وقال فريد كابلر رئيس المبيعات في فولكس فاغن:" إن تعزيز ثقة زبائننا في منتجاتنا يظل على قمة أولوياتنا."
وتعني الأرقام الأخيرة أنه بين يناير/كانون ثاني وسبتمبر/أيلول، تم تسليم 7.6 مليون سيارة للزبائن، بما يحقق ارتفاعا بمعدل 2.4 بالمئة مقارنة بعام 2015، وكان قد تم الكشف في العام الماضي عن قيام شركة صناعة السيارات الألمانية بتزويد بعض أنواع سياراتها ببرنامج يشوه اختبارات انبعاثات العوادم. واعترفت الشركة لاحقا بأن ذلك شمل 11 مليون سيارة.
وسلطت الشركة الضوء على البرازيل باعتبارها نقطة ضعف، ووصفت الموقف هناك بأنه "متوتر"، حيث شهد سوق أمريكا الجنوبية تراجعا في المبيعات وصل إلى 41 بالمئة في سبتمبر/أيلول، وبين تقرير منفصل لاتحاد شركات صناعة السيارات الأوروبية ACEA إن مبيعات السيارات الأوروبية ارتفعت 7 بالمئة الشهر الماضي لتصل إلى 1.45 مليون سيارة، وهي أعلى زيادة يتم تسجيلها في شهر سبتمبر/أيلول على الإطلاق.
فولكسفاغن تتجاوز تويوتا وتتصدر المبيعات في العالم
أعلنت شركة تويوتا موتور انخفاض مبيعاتها من السيارات في النصف الأول من العام عقب توقف الانتاج عدة مرات لتتراجع خلف فولكسفاجن التي أصبحت أكبر صانع للسيارات في العالم من حيث المبيعات في الشهور الستة الأولى من 2016 برغم فضحية الانبعاثات.
وذكرت الشركة اليابانية- التي تصنع العلامات التجارية تويوتا وليكزس ودايهاتسو- إن مبيعاتها العالمية تراجعت 0.6 بالمئة في الفترة من يناير كانون الثاني حتى يونيو حزيران إلى 4.992 مليون سيارة في أرجاء العالم انحفاضا من 5.021 مليون في الفترة المقابلة من العام الماضي.
فيما ذكرت فولكسفاجن إنها سلمت 5.116 مليون سيارة في نفس الفترة بزيادة 1.5 في المئة، وبعدما تصدرت تويوتا المبيعات العالمية لأربع سنوات متتالية حتى 2015 عانت الشركة هذا العام بعدما تضرر انتاجها في اليابان عقب زلزال في أبريل نيسان ألحق أضرارا بمصنع يديره مورد رئيسي مما تسبب في وقف الانتاج بكثير من الخطوط في أنحاء البلاد لأسابيع.
وقبل ذلك توقف الانتاج بمصانع التجميع المحلية لأسبوع في فبراير شباط بعد انفجار بأحد المصانع الموردة تسبب في نقص الأجزاء، ولم تتأثر مبيعات فولكسفاجن حتى الآن بفضيحة انبعاثات العوادم بعدما اعترفت في سبتمبر أيلول بتركيب برنامج إلكتروني غير قانوني لإخفاء معدلات الانبعاثات السامة في نحو 11 مليون سيارة تعمل بالديزل في أنحاء العالم.
ورغم أن مبيعات العلامة التجارية الرئيسية فولكسفاغن تضررت إلا أن الأضرار تم تعويضها بالطلب القوي على العلامات الفاخرة مثل أودي وبورشه والعلامة التشيكية سكودا.
تعليق بيع 80 موديلا من سيارات فولكسفاغن في كوريا الجنوبية
اوقفت سيول بيع 80 نموذجا من سيارات فولكسفاغن كما فرضت على مجموعة السيارات الالمانية غرامة بقيمة 14 مليون يورو بسبب مشاكل متعلقة بمواءمة المواصفات في الوقت الذي يجري فيه تحقيق حول فضيحة المحركات المغشوشة، واوضحت وزارة البيئة ان هذا المنع يشمل 83 الف سيارة من 80 موديلا كان يفترض بيعها في السوق الكورية الجنوبية وان توقيف البيع مرتبط بوثائق مزورة تتعلق بمستويات انبعاثات الغازات والضجيج.
وبين المسؤول الوزاري هونغ دونغ غون في مؤتمر صحافي "ان تزوير الوثائق يعد انتهاكا خطيرا يقضي على كل عملية المواءمة"، وفرضت على المجموعة ايضا غرامة بقيمة 17,8 مليار وون (14,3 مليون يورو)، وكانت مجموعة وولفسبيرغ اتخذت المبادرة قبل اسبوعين باعلانها التعليق الموقت لبيع كوريا الجنوبية عدة موديلات من سياراتها بسبب مشكلة المواءمة.
وبرر متحدث باسم فولكسفاغن القرار بوجود "مخالفات" في عملية المواءامة المتعلقة بهذه الموديلات وبمحادثات جارية مع السلطات الكورية الجنوبية بخصوص المعطيات المقدمة من الشركة المصنعة للسيارات حول القياسات والوزن او نوع المحركات.
وأضاف هونغ ان عملية المصادقة على سيارات فولكسفاغن ستكون من الان فصاعدا اكثر صرامة واطول، واوضح "لن يقتصر الامر على التحقق من الوثائق بل سنجري فحصا معمقا يتضمن عمليات تفتيش في الموقع وان لزم الامر زيارات الى المقر الالماني (للشركة)".
وكانت المجموعة التي تملك اثنتي عشرة ماركة مثل فولكسفاغن واودي وسيات وغيرها اقرت في ايلول/سبتمبر الماضي انها تلاعبت في برنامج اختبارات التلوث التي زودت بها 11 مليون سيارة في العالم.
وطلبت الحكومة الكورية الجنوبية من فولكسفاغن استرجاع 125500 سيارة تعمل بالديزل بيعت في السوق المحلية وفرضت على الشركة غرامة بقيمة 14,1 مليار وون، والقرار المعلن يعني بحسب وزارة البيئة ان سيول الغت مواءمة 68% من سيارات فولكسفاغن التي بيعت على اراضيها منذ دخولها الى السوق الكورية الجنوبية في 2007، كما تراجعت مبيعات سيارات فولكسفاغن في كوريا الجنوبية بنسبة 33% في الربع الاول من هذا العام لتبلغ مبيعاتها 12463 وحدة بينما باعت المجموعة 69 الف سيارة في السوق الكورية الجنوبية في العام 2015.
فولكسفاغن تتفق على إصلاح وإعادة شراء 80 ألف سيارة بأمريكا
صرح مصدران مطلعان إن فولكسفاجن توصلت إلى اتفاق مع الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة يتضمن إعادة شراء وإصلاح 80 ألف سيارة أودي وبورشه وفولكسفاغن ملوثة للبيئة ذات محركات ديزل سعة ثلاثة لترات.
وأضاف المصدران أن الاتفاق يتضمن عرض إعادة شراء نحو 20 ألف سيارة أودي وفولكسفاغن رياضية متعددة الاستخدامات من طرز قديمة وإصلاح برمجيات 60 ألف سيارة بورشه حديثة الطراز. ومن المتوقع عرض إصلاحات أكثر تعقيدا للسيارات من الطرز الأقدم.
ويجري محامون لملاك السيارات محادثات مع فولكسفاغن بخصوص تعويضات قبل عقد جلسة محكمة في 30 نوفمبر تشرين الثاني، ووافقت فولكسفاجن بالفعل على إنفاق ما يصل إلى 16.5 مليار دولار لتسوية فضيحة الغش في انبعاثات الديزل في الولايات المتحدة.
تزعزع الثقة في فولكسفاغن
ان قضية الانبعاثات ومانجم منهها من خسائر هائلة وماتبعها من سحب لألأف من السيارات من مختلف العالم، زعزع ثقة الافراد في هذا الصانع العالمي، الذي يعد من اهم صانعي السيارات في العالم، وعلى الرغم من الخسائر هذه، الا ان الوقت الحالي يُظهر ان كل مايهم فولكسفاغن في هذه الفترة والفترة المستقبلية هو الحفاظ على حصتها السوقية او عالاقل ضمان ثقة عملائها في المستقبل وضمان عدم تغيير اتجاهاتهم نحو علامات وماركات منافسة اخرى.
وقد يبدو هذا صعب المنال في ظل الخسائر والعقوبات التي قد تطالها من المحاكم الاوروبية وفي الولايات المتحدة الاميركية، كما يبدو ان الرابح الاكبر من ذلك هو الشركات المنافسة الاخرى، التي ستسعى جاهدة للاستفادة من هذا الوضع او الدفع بأتجاه تعقيد حل مسألة الانبعاثات عالاقل ضمن الفترة الحالية.
اضف تعليق