ينظر العديد من المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات. فعندما تسود حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، يلجأ المستثمرون إلى شراء الذهب بأشكاله المختلفة، كعملات ذهبية وصناديق استثمار متداولة، ويعود ذلك إلى استخدام الذهب كمخزن للقيمة عبر آلاف السنين، ويفضل المستثمرون الذهب أيضًا كتحوط ضد عدم اليقين الجيوسياسي...

عند التفكير في الاستثمار في الذهب، قد يتبادر إلى ذهن البعض صورة سبائك ذهبية مكدسة في خزنة. ولكن، سواء كنت تخطط لشراء أو بيع الذهب، فإنه يظل استثمارًا مربحًا على المدى الطويل، وكغيره من الاستثمارات السوقية، يشهد سعر الذهب تقلبات مستمرة. فكيف كان أداؤه خلال السنوات العشر الماضية؟ وإذا كنت قد استثمرت 1000 دولار في الذهب قبل عقد من الزمان، فكم تبلغ قيمتها اليوم؟ هذا ما سنستكشفه الآن.

نظرة على أداء الذهب خلال 10 سنوات

قبل عشر سنوات، كان متوسط سعر إغلاق الذهب 1158.86 دولارًا للأوقية. أما اليوم، فتبلغ قيمته حوالي 2744.67 دولارًا للأوقية، ما يمثل زيادة بنسبة 136%، أو عائدًا سنويًا متوسطًا بنسبة 13.6% (دون احتساب الفائدة المركبة).

وبناءً على هذه الأرقام، فإن استثمار 1000 دولار في الذهب قبل عشر سنوات سيصل اليوم إلى حوالي 2360 دولارًا، بحسب موقع “غو بانكينغ رايت” وهو عائد جيد، ولكن كيف يقارن بالاستثمار في الأسهم مثلاً؟

مقارنة بأداء سوق الأسهم

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 174.05% خلال السنوات العشر الماضية، بمتوسط عائد سنوي قدره 17.41%. وهذا لا يشمل حتى عوائد الأرباح خلال تلك الفترة. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تقلب مؤشر ستاندرد آند بورز 500، إلا أن تقلبات الذهب كانت أكبر في التاريخ الحديث.

تاريخ تقلبات الذهب 

يشهد تاريخ الذهب تقلبات ملحوظة. فبعد أن ألغى ريتشارد نيكسون ارتباط الدولار بالذهب في عام 1971، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال السبعينيات، محققة عائدًا سنويًا متوسطًا قدره 40.2%. ولكن سرعان ما تبدل الحال في الثمانينيات، حيث تراجع أداء الذهب بشكل ملحوظ. فمنذ عام 1980 وحتى نهاية عام 2023، لم يحقق الذهب سوى عائد سنوي متوسط قدره 4.4% فقط، بل وفقد قيمته في معظم سنوات التسعينيات.

يختلف الذهب عن الاستثمارات التقليدية الأخرى، كالأسهم والعقارات، التي تعتمد على توليد الإيرادات. فالمستثمرون يقيمون هذه الاستثمارات بناءً على الإيرادات الحالية والمحتملة. أما الذهب، فلا يولد أي إيرادات، بل يحتفظ بقيمته كأصل ثابت.

لماذا يلجأ المستثمرون إلى الذهب؟

ينظر العديد من المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات. فعندما تسود حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، يلجأ المستثمرون إلى شراء الذهب بأشكاله المختلفة، كعملات ذهبية وصناديق استثمار متداولة.

ويعود ذلك إلى استخدام الذهب كمخزن للقيمة عبر آلاف السنين.

ويفضل المستثمرون الذهب أيضًا كتحوط ضد عدم اليقين الجيوسياسي. فإذا بدت الأسواق العالمية وسلاسل التوريد مهددة بالاضطراب، يزداد الطلب على الذهب. وقد شهدنا ذلك في عام 2020، عندما قفزت أسعار الذهب بنسبة 24.43%.

وبالمثل، يلجأ المستثمرون إلى الذهب عندما تفقد العملات الورقية قيمتها بسرعة بسبب التضخم. ففي ظل المخاوف التضخمية التي سادت عام 2023، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 13.08%. وتشير التوقعات الحالية إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب بنحو 10% في عام 2025، لتصل إلى ما يقرب من 3000 دولار للأوقية.

هل الذهب استثمار جيد؟

في الختام، يمثل الذهب أداة تحوط قيمة ضد تقلبات سوق الأسهم. فهو يوفر تنوعًا في المحفظة الاستثمارية، حيث لا يتأثر سعره بالضرورة بانخفاض الأسواق المالية. بل على العكس، يتوقع العديد من المستثمرين ارتفاع أسعار الذهب في أوقات الركود.

إذًا، هل يمكن اعتبار الذهب استثمارًا جيدًا؟ يمكن القول إنه استثمار دفاعي بالدرجة الأولى. فلا تتوقع منه تحقيق نفس العوائد التي قد تحققها الأسهم أو العقارات، كما أنه لا يدر أي تدفقات نقدية. ولكن، في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية، يحافظ الذهب على قيمته، وقد يكون هو الأصل الوحيد الذي يحافظ على قيمته في أسوأ الظروف.

اضف تعليق