يعد الاقتصاد الصيني ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد اقتصاد أمريكا، ويتميز بسرعة النمو كونه يعتمد على الصناعة والتبادل التجاري مع الاقتصادات العالمية الكبرى بحسب بعض الخبراء في الشؤون الاقتصادية، لكن في الآونة الأخيرة حدثت تقلبات وتدهوراً حاداً في الأسواق العالمية نتيجة للاضطرابات المالية الصينية.
فشهدت الصين يوماً اسوداً في الأسواق المالية العالمية، ويرى المراقبون الاقتصاديون إن سبب ذلك يعود إلى تدهور وتراجع سوق الأسهم الصينية وكذلك انخفاض أسعار النفط، أثرت تأثيرا كبيرا على السوق، حيث انخفض سعر البرميل إلى أقل من 40 دولارا لأول مرة منذ العام 2009، وقد سجلت الأسواق العالمية انخفاضا كبيرا كما هبطت أسعار السلع إلى مستويات قياسية جديدة نتيجة تراجع سوق الأسهم والمخاوف من انعكاسات تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
فيما دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية نتيجة لهبوط الأسهم بنحو تسعة في المئة وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين، وأطاح تهاوي تلك الأسهم بالبورصات العالمية، فسجلت العديد من الأسواق الأوربية تدهورا وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بحوالي ثلاثة في المئة، واكد الخبراء إن الصين باتت تشكل خطرا على الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وعليه تشير المعطيات الاقتصادية الراهنة الى أن الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الصيني بشكل خاص، سيعاني من تقلبات متواصلة وستعاني الأسواق المالية من تذبذبات حادة قبل أن تستقر إذا ما تمكنت بلدان العالم ومؤسساته المالية من التعامل بمرونة للتغلب على العديد من الأزمات، وبالأخص ازمة الصين الاقتصادية في المرحلة الحالية.
تقلبات في الأسواق العالمية
في السياق ذاته شهدت الأسواق العالمية تقلبات حيث لم يفلح قرار الصين خفض اسعار الفائدة كثيرا في تهدئة مخاوف السوق التي اثارها اقتصاد الصين المتعثر، وسجلت البورصات الأوروبية الرئيسية انخفاضا حيث خسر مؤشر فوتسي 100 في لندن 1,68% ليغلق على 5979 نقطة، وفي منطقة اليورو انخفض مؤشر كاك40 في باريس بنسبة 1,4% ليغلق على 4501 نقطة، ومؤشر داكس30 في فرانكفورت 1,29% لينهي تعاملاته على 9997 نقطة. بحسب فرانس برس.
إلا أن الأسواق الأميركية افتحت تعاملاتها على ارتفاع وسط محاولات المستثمرين وقف الخسائر التي استمرت ستة ايام بسبب اضطراب البورصة الصينية، ففي تعاملات منتصف الصباح سجل مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 15854 نقطة بارتفاع 1,2 نقطة بعد ان اظهرت بيانات اميركية جديدة ارتفاع الطلب على السلع المعمرة بنسبة 2% في تموز/يوليو.
وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 2,07% ليسجل 1906 نقط، فيما كسب مؤشر ناسداك لاسهم التكنولوجيا 2,15% ليصل إلى 4603 نقطة، وتسبب المستثمرون بتأرجح الأسواق الاوروبية بين الربح والخسارة خلال النهار بعد جلسة صعبة في البورصات الاسيوية فيما يتوقع محللون ان تواجه الاسواق المزيد من المصاعب.
وقرر البنك المركزي الصيني خفض أسعار الفائدة ونسبة احتياطي الاموال في البنوك، في ثاني خطوة من نوعها خلال شهرين، في مسعى لتحفيز النمو، ولا تهدف تلك الإجراءات فقط الى زيادة السيولة في الصين، بل كذلك الى اعادة الثقة بان بكين يمكنها انقاذ اقتصادها والحفاظ على النمو العالمي، والقي تباطؤ الاقتصاد الصيني بظلال قاتمة على الاسواق نظرا لان الصين تمثل نحو 15% من النشاط الاقتصادي العالمي كما انها المستهلك الرئيسي للعديد من السلع، وقال محللون من مؤسسة كابيتال ايكونوميكس ان اسوأ فترة ربما تكون قد انتهت.
وقالوا في رسالة إلى المستثمرين "نعتقد انه خلال الفترة القادمة سيكون المستثمرون اقل قلقا بشان الصين، عندما يصبح واضحا ان اقتصادها ليس في طور الانهيار"، وسجل مؤشر البورصة في الصين انخفاضا بنسبة 1,27% لينهي تعاملاته عند 2927 نقطة، بعد ان تراوح اداؤه بشكل كبير بين الخسائر والمكاسب التي تراوحت بين 4% خلال النهار.
وتفاوت أداء البورصات الأسيوية الاخرى حيث سجلت بورصة طوكيو ارتفاعا بنسبة 3,20% واغلقت بورصة سيول على 2,57%، وبورصة سيدني على ارتفاع 0,6ب9% بينما سجلت بورصتا هونغ كونغ وشنغهاي انخفاضا بنسبة 1,25%، وقال المحلل في "ترست نت" توني كروس ان "التقلبات الحادة في اسواق الاسهم مستمرة".
وصرح كريغ ايلام المحلل البارز في شركة واندا للتداولات "لا نزال نرى تقلبات كبيرة في السوق اليوم ولم يكن خفض الصين لأسعار الفائدة كافيا لتهدئة مخاوف المستثمرين"، وخسرت البورصات الصينية اكثر من 40% من قيمتها منذ حزيران/يونيو الماضي ما دفع بكين الى اطلاق عدد من الاجراءات غير المسبوقة لدعم السوق، وقد تؤثر الاضطرابات التي تشهدها الاسواق على قرار الولايات المتحدة برفع اسعار الفائدة الشهر المقبل.
فقد صرح وليام دادلي رئيس فرع البنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك ان الاضطرابات الاقتصادية في الصين اضعفت فرص رفع معدلات الفائدة في ايلول/سبتمبر، وقال ان الحاجة إلى البدء في تطبيع السياسة النقدية الشهر المقبل "تبدو أقل الحاحا بالنسبة لي مقارنة مع اسابيع قليلة ماضية"، واضاف دادلي وهو من الاعضاء الذين يحق لهم التصويت على تحديد اسعار الفائدة في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية "التباطؤ الذي تشهده الصين يمكن ان يقود الى معدلات نمو عالمية ابطأ وطلب اقل بالنسبة للاقتصاد الاميركي".
ودعا بعض الاقتصاديين الاحتياطي الفدرالي (المركزي الاميركي) الى عدم رفع اسعار الفائدة خلال اجتماعه في ايلول/سبتمبر نظرا للاضطرابات في الأسواق العالمية، وفي حال قرر الاحتياطي الفدرالي رفع اسعار الفائدة، ستكون هذه اول مرة يقوم فيها بذلك منذ تسع سنوات.
الكساد لا يهدد الاقتصاد العالمي
من جهته قال بنك جولدمان ساكس إن شبح الكساد لا يخيم على الاقتصاد العالمي رغم المخاوف الأخيرة بشأن الاقتصاد الصيني وانخفاض أسعار السلع الأولية، إلا أن البنك خفض نظرته المستقبلية لأسواق الأسهم العالمية، وقال محللون في بنك الاستثمار الأمريكي في بيان لعملائه مؤرخ في 24 أغسطس آب اطلعت رويترز عليه إن "هبوط أسعار السلع الأولية خلال العام الأخير والضعف الذي ألم بالاقتصاد وسوق الصرف في الآونة الأخيرة في الصين وأسواق ناشئة أخرى لن يوقع الاقتصاد العالمي في براثن الكساد". بحسب رويترز.
وخفض البنك نظرته المستقبلية قصيرة المدى لسوق الأسهم إلى "محايد" لكنها ظلت "مرتفعة" خلال ستة إلى 12 شهرا كما تمسك البنك بنظرته المتمثلة في أن أسعار السلع الأولية ستستمر دون المستوى، وقال المحللون "نرى مخاطرة واضحة في مبالغة الأسواق في تأويل انهيار أسعار النفط والسلع كإشارة سلبية للنمو" لافتين إلى أن هبوط أسعار النفط والسلع الأخرى هو في المقام الأول انعكاس لوفرة المعروض مقابل ضعف الطلب، ورفع جولدمان ساكس نظرته المستقبلية قصيرة الأجل للأسهم الأمريكية إلى محايد بينما خفض نظرته المستقبلية للأسهم الأوروبية إلى محايد.
"يوم أسود" في أسواق المال العالمية
في حين انخفضت أسواق المال العالمية بشكل مهول نتيجة تراجع سوق الأسهم الصينية والمخاوف التي نجمت عنها، كما أثر انخفاض أسعار النفط على أجواء الأسواق حيث انخفض سعر البرميل إلى أقل من 40 دولارا لأول مرة منذ العام 2009، سجلت الأسواق العالمية انخفاضا كبيرا كما هبطت أسعار السلع إلى مستويات قياسية جديدة على خلفية تراجع سوق الأسهم الصينية والمخاوف من انعكاسات تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم. بحسب فرانس برس.
وتدهورت سوق الأسهم الصينية بوتيرة أدت إلى ضياع مكاسب عام بأكمله بعد أن وصلت إلى ذروتها في منتصف حزيران/يونيو، وجاء ذلك رغم سلسلة تدخلات من جانب السلطات لمحاولة كبح الهبوط، إلا أن آخر محاولة لبكين للتدخل في السوق أخفقت في استعادة الثقة، وسجلت العديد من الأسواق الأوروبية تدهورا زادت نسبته على 7% في تعاملات بعد الظهر، فيما انخفضت البورصات الأمريكية عند الافتتاح بحيث سجل مؤشر "داو جونز" ومؤشر "ستاندرد اند بورز" لأسهم 500 شركة هبوطا بأكثر من 3% قبل أن يستعيد بعضا من خسائره.
كما أثر انخفاض أسعار النفط على أجواء الأسواق حيث انخفض سعر البرميل إلى أقل من 40 دولارا لأول مرة منذ العام 2009، بعد أن أدى ضعف بيانات التصنيع في الصين إلى زيادة المخاوف من أن اقتصاد العملاق الآسيوي يزداد تباطؤا أكثر من المتوقع، وأدى الخفض المفاجئ في سعر صرف اليونان في 11 آب/أغسطس إلى عمليات بيع مكثفة مسحت أكثر من خمسة آلاف مليار دولار من قيمة أسواق الأسهم العالمية.
"الذعر يولد الذعر"، قال مايكل هولاند رئيس مجلس إدارة شركة "هولاند اند كو"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ "لا شك أن الذعر يولد الذعر"، واصفا اليوم بأنه "الاثنين الأسود"، مضيفا أن "المسألة نفسية، وهي منتشرة في كل مكان"، وقال كونور كامبيل المحلل المالي في شركة "سبيرديكس" إن "سحابة الخوف على حال الاقتصاد الصيني تزداد قتامة (...) وستجد الأسواق صعوبة اليوم في النجاة بدون أضرار كبيرة".
وحذر بعض المحللين من انتشار الذعر، وقال جوليان جيسوب من شركة "كابيتال ايكونوميكس" للأبحاث إن "حالة الذعر السائدة حاليا هي في الأساس مصنوعة في الصين، فقد كانت البيانات التي أصدرتها مؤخرا الاقتصادات الكبيرة الأخرى جيدة بشكل عام، ولا يوجد ما يبرر المخاوف من تباطؤ عالمي كبير".
تهاوي الأسهم الصينية يطيح بالبورصات العالمية
بينما دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية مع هبوط الأسهم الصينية بنحو تسعة في المئة وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين، وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بحوالي ثلاثة في المئة وتتأهب الأسهم الأمريكية لخسائر مماثلة بعدما تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ ثلاثة أشهر عن نطاق السيطرة. بحسب رويترز.
وشهد النفط مزيدا من الخسائر وهبط أربعة في المئة بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية والسندات الألمانية والين واليورو في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات، وقال ديدييه دوريه رئيس أنشطة الاستثمار في ايه.بي.ان أمرو "إنه رعب على نطاق واسع بفعل الصين، "ستستمر التقلبات حتى نرى بيانات أفضل أو إجراء قوي في السياسة النقدي من خلال تيسير نقدي فعال".
وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تأتي مثل تلك الإجراءات الداعمة ومن بينها خفض أسعار الفائدة من الصين في مطلع الأسبوع بعدما هبطت سوقها الرئيسية للأسهم 11 في المئة الأسبوع الماضي، ومع بزوغ شكوك قوية الآن حول احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام تراجع الدولار مقابل عملات رئيسية.
وهبط الدولار الاسترالي لأدنى مستوياته في ست سنوات وتراجعت أيضا عملات أسواق ناشئة عديدة بينما دفع الهروب إلى الملاذات الآمنة اليورو لأعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف الشهر، وقال تاكاكو ماسيا رئيس البحوث لدى شينسي بنك في طوكيو "تبدو الأمور الآن مثل الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينات. يبيع المضاربون أصولا تبدو الأكثر تأثرا."
ومع الضربة الجديدة التي تلقتها أسواق السلع الأولية تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت والخام الأمريكي الخفيف لأدنى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام حيث أدى القلق بشأن تخمة المعروض العالمي إلى تنامي المخاوف من ضعف محتمل في الطلب من الصين المتعطشة عادة للموارد الطبيعية، وانخفض الخام الأمريكي في أحدث تحرك 3.6 في المئة إلى أقل قليلا من 39 دولارا للبرميل بينما تراجع خام برنت 3.7 في المئة إلى 43.74 دولار ليهبط للمرة الأولى دون مستوياته المنخفضة التي سجلها في يناير كانون الثاني.
وتراجع النحاس الذي ينظر إليه كمؤشر على الطلب الصناعي العالمي 2.5 في المئة وسجلت العقود الآجلة للنحاس للتسليم بعد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن أدنى مستوياتها في ست سنوات عند 4920 دولارا للطن. وهبط النيكل ستة في المئة إلى 9570 دولارا للطن مسجلا أدنى مستوياته منذ 2009.
وشكل هبوط الأسهم الصينية بنحو تسعة في المئة أسوأ أداء لها منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009 وبدد جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام والتي بلغت في يونيو حزيران أكثر من 50 في المئة، وأدى الهبوط الأخير إلى تنامي خيبة الأمل نظرا لأن بكين لم تعلن سياسة الدعم المتوقعة في مطلع الأسبوع وتراجعت جميع العقود الآجلة على المؤشرات بالحد الأقصى اليومي عشرة في المئة وهو ما يشير إلى أن الأيام القادمة ستكون أشد قتامة.
وهبط مؤشر إم.إس.سي.آي الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي خارج اليابان 5.1 في المئة مسجلا أدنى مستوياته في ثلاث سنوات. وأغلق مؤشر نيكي 225 للأسهم اليابانية منخفضا 4.6 في المئة بينما سجلت الأسهم الاسترالية والإندونيسية أدنى مستوياتها في عامين.
وقال إيجي كينوشي رئيس التحليل الفني لدى ديوا للأوراق المالية في طوكيو "ربما تضطر الصين إلى إجراء مزيد من الخفض في قيمة اليوان إذا تعثر اقتصادها وأدى تعامل أسواق الأسهم مع آفاق ضعف اليوان إلى تضخيم الأثر السلبي لتباطؤ الاقتصاد الصيني".
وهناك دلائل جديدة على امتداد الأزمة إلى الأسواق المتقدمة. فقد هبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الذي يضم عددا كبيرا من شركات النفط والتعدين العالمية لليوم العاشر على التوالي مسجلا أسوأ أداء له منذ 2003، وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي في أحدث تحرك 3.7 في المئة إلى 1382.15 نقطة ليفقد نحو 300 مليار يورو (344.61 مليار دولار) من قيمته وتصل خسائره إلى ما يزيد عن تريليون يورو منذ بداية الشهر، وتشير العقود الآجلة للأسهم الأمريكية أيضا إلى خسائر كبيرة للأسواق الرئيسية في وول ستريت مع توقعات بأن تفتح مؤشرات داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع على انخفاض.
صيني يخسر 3,6 مليارات في "يوم أسود"
من جانب اخر تسبب انهيار البورصات العالمية في خسارة 3,6 مليارات دولار لأغنى صيني، وبلغت نسبه الخسارة 10 بالمئة من ثروته، ويعد هذا الثري أكبر الخاسرين في العالم أمس الاثنين، الذي وصف "باليوم الأسود"، في الأسواق المالية العالمية، خسر وانغ جيانلين، أثرى شخص في الصين، 3,6 مليارات دولار وحده إثر انهيار البورصات العالمية. بحسب فرانس برس.
وقد خسر وانغ رئيس ومؤسس مجموعة "داليان واندا" المتخصصة في العقارات والنشاطات الترفيهية أكثر من 10 % من ثروته، بحسب مؤشر أصحاب المليارات الذي تعتمده وكالة "بلومبرغ" والذي يشمل ثروات أثرى أثرياء العالم، وقد تراجعت بورصة شنغهاي بنسبة 8,49 % يوم الاثنين وهو أكبر تراجع لها في يوم واحد منذ العام 2007، في ظل المخاوف المتزايدة من تباطؤ ثاني اقتصاد في العالم وتداعياتها على النمو العالمي.
وقد تراجعت بورصة شنغهاي الثلاثاء أيضا بنسبة 7,6 %، وبحسب مؤشر "بلومبرغ" الذي يحدث يوميا، كان وانغ جيانلين أكبر الخاسرين الاثنين، ولم تحدث بعد أرقام الثلاثاء، وبالرغم من الخسارة الكبيرة التي تكبدها وانغ، قد ارتفعت ثروته هذا العام بمعدل 6 مليارات دولار، أما جاك ما، ثاني أغنى رجل في الصين ومؤسس موقع "علي بابا" للتجارة الإلكترونية، فهو خسر الاثنين 545 مليون دولار، بحسب المؤشر عينه.
وقد أطلقت الحكومة الصينية خطة إنقاذ واسعة النطاق بعد التراجعات التي حدثت في البورصة. وتضمنت هذه الخطة خصوصا مساعدة مالية كبيرة لمجموعة "تشاينا سيكيوريتيز فايننس كوربوريشن" الحكومية المكلفة شراء أسهم باسم الدولة كي لا يبيع أبرز المساهمين حصصهم.
العريان يقول اضطراب الأسواق يخلق فرصا للمستثمرين
من جهته قال محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لدى أليانز يوم الاثنين إن الاضطراب الذي تشهده أسواق الأسهم يخلق فرصا للمستثمرين لكنه قد يثني مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عن رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الشهر القادم، وأضاف العريان أن أسواق الأسهم قد تتراجع "أكثر بكثير" بعد أن دفع سياسات البنوك المركزية أسعار الأسهم للصعود بشكل كبير "متجاوزة العوامل الأساسية". بحسب رويترز.
وقال لشبكة تلفزيون سي.ان.بي.سي "إنه وقت جيد للمستثمرين، من المفارقات أنه وقت أيسر من الأشهر القليلة الماضية إذ يجري تخليق القيمة.. سيكون من الصعب للغاية على مجلس الاحتياطي أن يتحرك في سبتمبر" أيلول، وتابع العريان "مازلنا أعلى بكثير من ما تبرره العوامل الأساسية" وهو ما عزاه إلى "الثقة الكبيرة في البنوك المركزية" إضافة إلى نقص النمو الاقتصادي.
وقال إن الأسهم قد تواصل هبوطها الحالي قبل أن تتعافى حيث يجب أن "تهبط إلى مستويات لا تبررها العوامل الأساسية حتى يرجع الناس إلى الشراء"، وتهاوت الأسهم الصينية نحو تسعة بالمئة وتراجع الدولار والسلع الأولية الرئيسية بشكل حاد. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية 6.2 بالمئة وتراجع مؤشرا داو جونز الصناعي وستاندرد اند بورز 500 بما يزيد على أربعة بالمئة لكل منهما.
اضف تعليق