اللّه سبحانه وتعالى يبتلي ويختبر الأنبياء لتظهر حقيقتهم وذلك لأن اللّه تعالى يختبر الجميع مع علمه بحقيقة جميع الناس، وللاختبار أغراض مختلفة والتي منها ظهور حقيقة الإنسان وجوهره. وكلما كان المستوى أرفع يكون الاختبار أصعب، ومناسباً لمستوى المُمتحَن؛ لذا كان الأنبياء أشد الناس بلاءً، ثم الأولياء، ثم الأمثل...
قال اللّه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ)(1).
ذكر اللّه سبحانه وتعالى إبراهيم (عليه السلام) في آيات متعددة من القرآن الكريم، فقد كانت لديه عناية خاصة بذريته، فالكثير من الآيات التي ورد فيها ذكره في القرآن الكريم تضمنت دعاءه لذريته.
إن عناية إبراهيم (عليه السلام) بذريته هي بأمر من اللّه سبحانه وتعالى؛ لأن منهم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك والكثير من الأنبياء.
والبحث في هذه الآية الكريمة في عدة أمور:
الأمر الأوّل: الاصطفاء
حينما يختار اللّه سبحانه وتعالى أحداً لتبليغ رسالته فينبغي أن يكون ذلك الشخص كاملاً لا نقص فيه؛ لأن النبوة هي اصطفاء من اللّه سبحانه وتعالى، والاصطفاء هو أخذ صفو الشيء(2)، وخلقه من دون أية شوائب. والقادر الحكيم العالم لا يصطفي الناقص لأن اصطفاء الناقص حينئذٍ قبيح، واللّه منزّه عن كل نقص، وحيث كانت النبوة بعد الاصطفاء فلذا فلا أحد يستطيع أن يصل إلى مقام النبوة؛ لأنه اصطفاء من اللّه سبحانه وتعالى.
وللاصطفاء بحث مفصل نتركه لفرصة أخرى.
الأمر الثاني: الاختبار
إن اللّه سبحانه وتعالى يبتلي ويختبر الأنبياء (عليهم السلام) لتظهر حقيقتهم وذلك لأن اللّه تعالى يختبر الجميع مع علمه بحقيقة جميع الناس، وللاختبار أغراض مختلفة والتي منها ظهور حقيقة الإنسان وجوهره(3).
وكلما كان المستوى أرفع يكون الاختبار أصعب، ومناسباً لمستوى المُمتحَن؛ لذا كان الأنبياء (عليهم السلام) أشد الناس بلاءً، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل(4)؛ لأن مستوى الأنبياء (عليهم السلام) راقٍ جداً.
وكلمة البلاء في الأصل اللغوي مأخوذة من (بلو)(5) بمعنى الظهور، فمثلاً الثوب الذي يهترى بسبب كثرة الاستعمال حتى يظهر الجسم من خلاله، يقال له: ثوب بالٍ.
لذا يسمى الامتحان بلاءً لأن حقيقة الشخص تنكشف من خلاله.
ورد في حديث شريف: «إن اللّه تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا»(6)، فإذا كان الإنسان قليل العقل، فإن امتحانه يكون أسهل كي يناسب مستواه، لكن الإنسان الذي يتحلّى بعقل سليم يكون امتحانه بمستوى عقله ومعرفته، وبناء على ذلك فإن اللّه سبحانه وتعالى يصطفي الأنبياء (عليهم السلام) ويجعلهم في مرتبة راقية جداً، أي: يخلقهم بهذه الدرجة العالية، ثم يختبرهم بعد ذلك بأصعب أنواع الاختبار بما يتناسب مستوى عقولهم ومقامهم، لتظهر حقيقتهم.
ابتلاء إبراهيم (عليه السلام)
لهذا اختبر اللّه سبحانه إبراهيم (عليه السلام) بأشد أنواع الاختبارات:
منها: الاختبار بالنار: فقد اختبره سبحانه وتعالى بالنار، وهو امتحان صعب للغاية، لاسيما وأنه يكون على علم مسبق بما سيجري له، وكثير من الناس يسقطون في هكذا اختبار.
لقد رموا إبراهيم (عليه السلام) بالمنجنيق نحو النار؛ لأنها كانت عظيمة جداً، ولا يستطيعون الاقتراب منها، وفي تلك اللحظة التي كان فيها إبراهيم في الهواء أرسل اللّه سبحانه وتعالى جبرئيل، فقال لإبراهيم: ألك حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، حاجتي إلى اللّه سبحانه وتعالى، فأرسل اللّه تعالى له ثوباً من ثياب الجنة(7) فلبسه ووقاه اللّه سبحانه وتعالى من النار، وقد وصل ذلك الثوب إلى يعقوب ثم إلى يوسف، ثم وصل إلى الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله)، وهو وارث النبوة، وذلك الثوب موجود الآن عند الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
ومنها: الاختبار بالهجرة: وهو امتحان صعب أيضاً.
ومنها: الاختبار بذبح الابن: وهو الأشد على إبراهيم (عليه السلام)، حيث كان عليه أن يذبح ولده إسماعيل (عليه السلام)، فقد رزقه اللّه تعالى بولد وكان رجلاً كبير السن، قد بلغ عمره أكثر من تسعين سنة، وهو امتحان صعب جداً.
يُنقل أن رجلاً كان في كربلاء المقدسة، وهو يعمل في صيانة الأسلحة، وكان معظم الناس يملكون السلاح حينذاك، وكان لهذا الرجل ابن واحد فقط، وفي أحد الأيام وفي ما كان يختبر السلاح وقع يده على الزناد فثارت رصاصة، وأصابت ولده وقتلته يقول الناقل: وبعد مرور ثلاثين سنة رأينا هذا الرجل وهو ما يزال في ذلك الحزن السابق، وقال لنا: من ذلك اليوم الذي قتلت فيه ولدي خطأً وحتى اليوم لم أهنأ بشربة ماء، ولا بأي شيء آخر.
الإمامة عهد اللّه تعالى
من هنا نعرف حجم الامتحان الذي خاضه نبي اللّه إبراهيم (عليه السلام)، وقد اجتازه بنجاح بعد أن ظهرت حقيقته كاملة، فهو نبي ومصطفى من اللّه سبحانه وتعالى، وقد مرّ بهذه الامتحانات الصعبة، قال تعالى: (وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ)، أي: إنه نجح في هذه الامتحانات نجاحاً تاماً، بعد ذلك قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ)، وهذه الآية تدل على أن الإمامة رتبة أعلى من النبوة، لذا كان بعض الأنبياء أئمة وبعضهم لم يكونوا أئمة.
ولأجل عظمة رتبة الإمامة رغب إبراهيم (عليه السلام) أن تكون في ذريته أيضاً؛ لأن الإنسان كما يريد الخير لنفسه يحبه لذريته. إن بعض الناس يقتّر على نفسه من أجل أن يرسل أبناءه للدراسة، ليضمن لهم حياة مرفهة في المستقبل؛ لأن الإنسان يحب ذريته وأبناءه، ويحب أن يستمر نسله، وقد جعل اللّه سبحانه وتعالى هذه الرغبة لدى كل إنسان؛ لذا رغب إبراهيم (عليه السلام) في أن تكون الإمامة في ذريته، ولذا قال: (وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ)، فأجابه اللّه سبحانه وتعالى بقوله: (لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ).
إذن، فالإمامة هي عهد من اللّه(8)، وقد عهد اللّه إلى إبراهيم (عليه السلام) وليس إلى الناس، كما أن اختيار الأنبياء (عليهم السلام) من اللّه سبحانه وتعالى فكذلك اختيار الأئمة (عليهم السلام)؛ ولذا فالنبوة ليست باختيار الناس، كما كان يريد كفار قريش، حينما قالوا: (لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ)(9)، أي لماذا نزلت النبوة على الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ولم تنزل على عروة بن مسعود الثقفي الذي كان عظيم الطائف، أو على أبي جهل عمرو بن هشام الذي كان أحد عظماء مكة، أو الوليد بن هشام المخزومي أخو أبو جهل؟
والجواب: إن اللّه سبحانه وتعالى يقول: (ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ)(10)، فهو سبحانه اصطفى محمّداً (صلى الله عليه وآله) ولم يصطفِ هؤلاء؛ لأن النبوة والإمامة عهد من اللّه ولا دخل للإنسان فيها.
كيفية معرفة هذا العهد
ولكن كيف نكتشف أن اللّه جعل هذا العهد في هذا الشخص دون غيره؟
والجواب: هو أن اللّه سبحانه وتعالى جعل المعجزات للأنبياء (عليهم السلام) دليلاً على صدقهم، لأنه قد يكون كلام الأنبياء وكلام الظالمين متشابهاً في الظاهر، فقد كان فرعون يقول: (مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ)(11)، وكان موسى (عليه السلام) يتحدث بالشيء نفسه، فيقول: أريد هدايتكم، لكن الفرق بينهما يظهر من خلال العمل؛ لأن كلام أئمة الحق مطابق للحق ولأفعالهم، أمّا كلام أئمة الجور فيخالف الحق وأعمالهم.
لذا لتمييز الحق من الباطل، والمحق من المبطل لا بدّ أن نقرأ السيرة والتاريخ، لكن البعض يتولى بعض الظلمة فلذا لا يريد أن تتبيّن حقيقتهم فيحاول طمس التاريخ ولو بالمنع عن ذكر سيئاتهم، وقد يحرّف بعضهم معنى قوله تعالى: (تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ)(12)، ويقول لا تذكر مساوئ السلف! مع أن هذه الآيات تذكر يعقوب وإبراهيم وإسحاق بخير(13)، ثم يقال لبني إسرائيل لا ينفعكم هذا لأن أعمالهم لهم وأعمالكم لكم، فإذا كان الابن غير مؤمن فلن ينفعه إيمان أبيه، وهذا المعنى ورد في آيات أخرى كقوله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ)(14). وعليه، فإذا طالعنا سيرة شخصٍ ما ووجدنا أن الظلم كان في منهجه طيلة حياته، فكيف نتولاه؟
مثلاً لو قرأنا سيرة معاوية لوجدنا أنه كان مشركاً في بداية أمره، حيث اشترك في الحروب التي أثارها المشركون ضد الرسول (صلى الله عليه وآله)، ففي بدر كان ضمن جيش المشركين، وبقي كذلك إلى اليوم الذي فُتحت فيه مكة، ثم أظهر الإسلام خوفاً أو طمعاً. وبعد أن أصبح والياً على الشام كان يفعل أفعال السوء، ثم بغى على الإمام أمير المومنين (عليه السلام) وحاربه وأمر بسبّه وقتل أصحابه وغير ذلك من الموبقات التي ارتكبها، فكانت حياته كلها ظلماً ونفاقاً، بل تحمل وزر وظلم ابنه يزيد أيضاً؛ لذا فإن أتباع بني أمية لا يريدون أن تُكشَف هذه الأمور، ولا تظهر هذه الحقائق للناس، لذا كانوا يقولون دائماً: (لا تتحدث عن هذه القضايا...).
لكن اللّه سبحانه وتعالى جعل حجته في كل مكان وزمان، ولا حجة لأحد على اللّه سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ)(15)، (قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَٰلِغَةُۖ)(16)، وحتى المستضعفين الذين يتصورون أنهم لا يعرفون شيئاً، فإن حجة اللّه تعالى وصلت إلى الكثير منهم كما قال اللّه تعالى: (إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا * فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا)(17)، فقول اللّه: (عسى) لأن قصورهم مشوب بتقصير منهم، فحتى لو كان أحدهم في منطقة نائية لا تصل إليه الكتب والأفكار، فمع ذلك قد يكون مقصراً؛ لأن اللّه تعالى أوصل حجته للجميع، فلو كان الإنسان يُعمِل عقله لاكتشف هذه الحجة، لكن باعتبار أنه مستضعف عسى اللّه أن يتوب عليه.
ابتلاء الرسول والأئمة (عليهم السلام)
إن اللّه تعالى اختبر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) باختبارات صعبة لإظهار حقيقتهم؛ ولذا كان الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله) أشد الناس ابتلاءً، كما جاء في الحديث الشريف: «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»(18)، وقد أوذي الكثير من الأنبياء (عليهم السلام) فمنهم من قُتل.
لكن الامتحان الذي ابتلي به الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله) كان من أشد أنواع الاختبارات لكي تظهر حقيقته، فهو (صلى الله عليه وآله) أشرف خلق اللّه تعالى؛ لذا اختاره للرسالة الخالدة، وكذلك كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهم أشد الناس ابتلاءً، ويبدو ذلك جلياً في ما احتمله أمير المؤمنين (عليه السلام) في بدر وأحد وحنين وخيبر وغيرها، وكذلك ما عاناه في سبيل اللّه تعالى، حيث كان يُسَبّ من فوق سبعين ألف منبراً، وقد استمر ذلك إلى عهد عمر بن عبد العزيز، فقد روى أبو بصير قال: «كنت مع الباقر (عليه السلام) في المسجد إذ دخل عمر بن عبد العزيز، عليه ثوبان ممصران(19) متكياً على مولى له، فقال (عليه السلام): لَيَلِيَنَّ هذا الغلام فيظهر العدل ويعيش أربع سنين ثم يموت، فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء، قال: يجلس في مجلس لا حق له فيه، ثم ملك وأظهر العدل جهده»(20).
لقد رفع عمر بن عبد العزيز اللعن عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد كان معروفاً بدهائه، فعرف أن إظهار العداء لأهل البيت (عليهم السلام) يكون سبباً لزوال ملك بني أمية؛ لذا قام ببعض الأعمال لتثبيت حكمهم، وعندما مات عادوا مرّة أخرى إلى سب الإمام (عليه السلام)، فالذين جاءوا من بعده لم يعرفوا كيفية حفظ المُلك، فزال ملكهم بعده بثلاثين سنة.
إن بني أمية وأتباعهم يعارضون الإمام في حقه حتى يومنا هذا. نعم، هم الآن يستعملون النفاق، ولا يصرحون بذلك، لكنهم في حقيقة الحال نواصب، يكرهون أهل البيت (عليهم السلام)، ويظهر ذلك في مطاوي كلامهم كما قال تعالى: (وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ)(21)، لأن المنافق يأتي إلى المسجد ويصلّي ويلتزم بتعاليم الإسلام ظاهراً ويكتم نفاقه، لكن تعرفه بلحن القول؛ وفي الحديث الشريف يقول: «ما أضمر أحد شيئاً إلّا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه»(22)، فتراه يحاول كتمان فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وإنكارها وتكذيبها، ويحاول أن يضعف ويكتم أي حديث يرتبط بهم، وإذا كان لا يستطيع إنكاره، فيلوي عنق النص حتى يكتم الفضيلة.
إن هذا هو ابتلاء، فأمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل خلق اللّه بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولكن المنافقين يتعاملون معه ومع أتباعه بصورة غير صحيحة.
إن الجنة ليست رخيصة، بل هي غالية ومهرها غالٍ، لذا جاء في الحديث الشريف: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات»(23)؛ لذا نجد أن أتباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يتعرضون للمشاكل على نحو دائم، لكن المهم أن لا ينهار الإنسان أمام هذه المشاكل.
قد يتسائل البعض أحدهم: لماذا يعيش المسلمون والشيعة منهم على الخصوص في حياة صعبة، في ما يعيش الكفار والمنافقون في رفاه؟
والجواب واضح: وهو أن اللّه سبحانه وتعالى لا يُصعّب امتحان الكفار إذ هم ساقطون فيه وهم من أهل جهنم، فليتمتعوا في دنياهم كما قال تعالى: (قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِ)(24)، وأمّا المؤمن فينبغي ظهور حقيقته وأن إيمانه هل هو لقلقة لسان أم هو إيمان حقيقي؟ وإذا أدخله اللّه سبحانه وتعالى الجنة هل يستحقها أم لا؟ لذلك يجب أن تنطوي حياته على صعوبات، ويجب أن لا ينهار أمامها، لكي يكون تابعاً حقيقياً لأئمة أهل البيت (عليهم السلام).
اضف تعليق