فمشيئتنا واختيارنا إنّما هو بسبب أن اللّه قدّر أن يكون الإنسان مختاراً، ولو قدّر أن يكون الإنسان مجبوراً لحصل ذلك، لكن اللّه جعله مختاراً، لكي يعمل ويحصل على نتيجة عمله. وهكذا الحال في ارتباط العلة بالمعلول، فهو بتقدير من اللّه فنحن يمكننا أن نحرق ورقة...

قال اللّه سبحانه: {يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ}(1).

إن الغيب مهيمن على الشهود، فجميع الأمور التي تجري في العالم إنّما هي بقدرة اللّه سبحانه وتعالى وتدبيره، ولكن ذلك لا ينافي اختيار الإنسان، بل هذا الاختيار بتقدير من اللّه سبحانه وتعالى {وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ}(2)، فمشيئتنا واختيارنا إنّما هو بسبب أن اللّه سبحانه وتعالى قدّر أن يكون الإنسان مختاراً، ولو قدّر أن يكون الإنسان مجبوراً لحصل ذلك، لكن اللّه سبحانه وتعالى جعله مختاراً، لكي يعمل ويحصل على نتيجة عمله.

وهكذا الحال في ارتباط العلة بالمعلول، فهو بتقدير من اللّه سبحانه وتعالى، فنحن يمكننا أن نحرق ورقة، وكون النار محرقة إنّما هو بتقدير منه سبحانه وتعالى؛ ولذا لو شاء سلب الإحراق من النار، كما في نار إبراهيم (عليه السلام)، قال تعالى: {قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ}(3).

وهناك ارتباط بين عمل الإنسان والنتيجة، وهذا بتقدير من اللّه سبحانه وتعالى، لكنه لا ينافي الاختيار، لأن اللّه شاء أن يرتّب المعلول على العلّة، بأن جعل عللاً ومعاليل، فإذا تحققت العلّة حصلت النتيجة.

ولذا فكل عمل من أعمال الإنسان إنّما هو بقضاء وقدر من اللّه سبحانه وتعالى دون أن يكون جبراً.

فالقاتل ـ مثلاً ـ يقتل باختياره، ولكن بقضاء وقدر من اللّه سبحانه وتعالى، بمعنى أن اللّه سبحانه وتعالى جعل جسم الإنسان بكيفية بحيث تخترقه الطلقة والسيف أو أي شيء حادّ، وقدّر أنه إذا توقفت الأعضاء الحيوية في الإنسان فسوف يموت، وإن كان اللّه سبحانه وتعالى يمكنه أن يجعل السكين لا تؤثر أثرها، كما في سكين إبراهيم (عليه السلام)، فمع أنها كانت سكينة حادّة تتمكن من تكسير الحجر لكنها لم تؤثر في رقبة إسماعيل (عليه السلام)؛ لأن اللّه سبحانه وتعالى سلب هذا القَدَر الذي جعله في اللحم والعظم من رقبة إسماعيل.

إذن، فكل شيء بمشيئة من اللّه وبقضاء وقدر منه، ومع ذلك فالإنسان مختار؛ لذا ورد في الحديث الشريف: «لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين»(4)، إلّا أن بعض الفِرَق أخطأوا في فهم الآيات القرآنية، فحملوها على الجبر، وقالوا: إن كل الناس مجبورون.

وأمّا المعتزلة ـ وهم فرقة أخرى ـ فهم مفوّضة، وهم يقولون: إن اللّه سبحانه وتعالى لا دخل له في عمل الإنسان، فأخرجوا اللّه سبحانه وتعالى عن التدبير والقضاء والقدر، وعزلوه عن ملكه بأوهامهم السقيمة.

والصحيح أنه لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين الأمرين، فعالم الغيب مهيمن على عالم الشهود، ولكن اللّه سبحانه وتعالى جعل في عالم الشهود أسباباً ومسبّبات، وهذه الأسباب والمسبّبات تتكرّر؛ فالنار ـ مثلاً ـ دائماً محرقة، وفي أفعال اللّه سبحانه وتعالى يوجد الجانب الغيبي والجانب الظاهري، والاستثناءات قليلة جداً، فحتى معاجز الأنبياء (عليهم السلام) لم تأتِ لتغيير المعادلة التكوينية؛ وإنّما جاءت ـ بشكل عام ـ لإثبات صدق مدّعي النبوة؛ لأن بعض الناس قد يدّعون النبوة فلا بدّ من طريق لكي نميز الصادق من الكاذب، وهذا الطريق هو المعجزة.

نماذج من الاختيار

النموذج الأوّل: النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه

أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لم ينتصر بالمعجزة، بل كلما عمل المسلمون حسب أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله) انتصروا، وكلما لم يعملوا انهزموا، كما حدث في عزوة أحد. فرسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وهو خير خلق اللّه سبحانه وتعالى كان يعمل بالأسباب الظاهرية التي قدّرها اللّه تعالى، وعن طريقها يصل إلى النتيجة.

وبترك المسلمين الأسباب الظاهرية في معركة أحد انهزموا، مع أن قائدهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وكذلك الحال في معركة صفين، فلم يتمكن جيش الإمام (عليه السلام) من الانتصار، مع أنه كان على قاب قوسين أو أدنى منه، إلّا أن الخلل لم يكن في القيادة، لأن القائد معصوم، وإنّما كان الخلل في القاعدة حيث عصوا أوامر الإمام (عليه السلام)، فلو كان هناك أفضل قائد لكن الجيش لا يطيعه فسوف لا ينتصر؛ ولذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا رأي لمن لا يطاع»(5).

إن اللّه سبحانه وتعالى لم يتدخّل غيبياً لنصر المسلمين في معركة أحد؛ لأنهم بسوء اختيارهم فكروا في الدنيا وخالفوا أمر الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكان ذلك سبباً في الفشل والهزيمة، فلو كان الإنسان هو السّبب في الفشل والهزيمة فلا يتوقع من اللّه أن ينصره؛ لأن اللّه تعالى قال: {إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ}(6)، فاللّه سبحانه وتعالى وعد بالنصر للذين ينصرونه، وأمّا إذا لم ينصروه فلا ينصرهم، لأنه سبحانه وتعالى جعل أسباباً ظاهرية في كل شيء، فإذا عملنا بها فسوف تكون النتيجة لصالحنا، وإلّا فلا.

النموذج الثاني: الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وأصحابه

قد قدّر اللّه سبحانه وتعالى أن يظهر الإمام (عليه السلام) فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وهذا تقدير حتمي، {وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ}(7)، ولكن جعل لذلك سبباً ظاهرياً، فإن حصل فسوف يكون ظهور الإمام أسرع، وإلّا فسوف يتأخر.

إن الإمام (عليه السلام) غائب منذ أكثر من ألف ومائتي عام، فإذا لم يتحقق ذلك السبب فربما يتأخر سنوات أخرى، لكن إذا تهيّأ السبب فمن الممكن أن يظهر الإمام (عليه السلام) قريباً؛ فقد ورد في الحديث الشريف: «المهدي منا أهل البيت، يصلح اللّه له أمره في ليلة»(8)؛ وذلك لأن السبب الظاهري يتحقق في ذلك الوقت.

هناك أحاديث مستفيضة في تفسير قوله تعالى: {أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ}(9)، حيث أولت هذه الآية بأصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) في قول اللّه عزّوجلّ... : {أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ} يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، قال: وهم واللّه الأمة المعدودة، قال: يجتمعون واللّه في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف»(10).

وقد وردت رواية تبين كيفية اجتماعهم، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام) قوله عزّ وجلّ: {أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ} إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال: قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً»(11).

إذن، لو كانت القاعدة المؤمنة متوفرة فلعلّ اللّه يعجّل في ظهور الإمام (عليه السلام)، لأنه (عليه السلام) مكلّف بالتبليغ وإقامة العدل إذا أذن اللّه تعالى له، وهذا واجب على الرسول وكل الأئمة قال اللّه تعالى: {وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ}(12)، فيجب على كل واحد منهم أن يقيم العدل إذا تمكن من ذلك، وحسب الأسباب الظاهرية.

نعم، كل الكون بيدهم بإذن اللّه سبحانه وتعالى، لكنهم غير مأمورين بالعمل بالأسباب الغيبية غالباً.

إذن، فتعجيل الفرج أو تأجيله مرتبط بنا؛ فإذا تهيأت القاعدة، فيظهر بأمر اللّه سبحانه وتعالى، لكن إذا لم تتهيأ القاعدة فقد يتأخر ظهور الإمام (عليه السلام)؛ لأنه غير مأمور بأن يعمل بقدرته الإلهيّة الإعجازية.

إن بعض الناس يتصور أن الإمام (عليه السلام) عندما يظهر فسوف يتحقق كل شيء بالمعاجز، ولكن الأمر ليس كذلك. نعم، المعاجز موجودة، ولكن الكثير من الأمور تتحقق بالطرق الظاهرية.

يسأل البعض: إن اللّه سبحانه وتعالى لماذا حفظ عيسى (عليه السلام) لحدّ الآن مع أن الأنبياء (عليهم السلام) قتل الكثير منهم، ولم يرفعهم اللّه إلى السماء، وإنّما خص عيسى (عليه السلام) بذلك، حيث رفعه إلى السماء وأبقاه حياً إلى أن يظهر الإمام (عليه السلام)، وسوف ينزل عيسى (عليه السلام) إلى الأرض فيصلّي خلف الإمام في بيت المقدس، وبعد ذلك يموت ميتة طبيعية، والإمام (عليه السلام) يصلّي عليه ويدفنه، فلماذا حفظ اللّه سبحانه وتعالى عيسى لحدّ الآن؟

لعل الجواب ـ كما يقول بعض العلماء ـ إن اللّه سبحانه وتعالى حين ظهور الإمام المهدي يريد أن يبسط الإمام (عجل الله فرجه) العدل بطرق طبيعية على كل الكرة الأرضية، والنصرانية هي أكثر الأديان أتباعاً، وهم الأقوى من حيث المال والسياسة والاقتصاد والجيش، فإذا ظهر الإمام (عجل الله فرجه) فسوف يحاربونه، فادخر اللّه سبحانه وتعالى عيسى (عليه السلام) لهذا الوقت، فعندما ينزل ويصلّي خلف الإمام (عجل الله فرجه) فسوف يؤمن أكثر النصارى؛ وذلك لأن أكثر الناس ليسوا معاندين، وإنّما أكثرهم جهّال، فالنصارى الموجودون في العالم يتصورون أن دينهم هو الحق، وعندما يرون الإرهابيين والتفجيرات والفكر التكفيري يزدادون عقيدة بما يزعمون، فهؤلاء لم يكونوا معاندين، {وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ}(13)، لذا عندما ينزل عيسى (عليه السلام) سيؤمن أكثر النصارى بالإسلام.

كذلك اليهود ينتظرون المسيح؛ لأن التوراة بشرت به. نعم، عندما جاء عيسى (عليه السلام) وأظهر المعاجز أنكره أغلب اليهود، وقالوا له: أنت لست المسيح المبشّر به في التوراة، فهؤلاء إذا رأوا أن عيسى قد جاء فسيهتدون. نعم قد يبقى بعضهم على العناد، ولا علاج لهم إلّا الاستئصال.

والحاصل: إن هناك جانباً غيبياً إعجازياً في قضية الإمام (عليه السلام)، لكن الكثير من الأمور تكون طبيعية حين ظهوره (عليه السلام).

ورد في الحديث: «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم»(14)، ولعلّ المقصود هو أن نهيئ أنفسنا، فالخلّص من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) لم يكونوا معصومين، وإنّما هم أناس مثلنا، لكنهم وصلوا إلى مستوى المسؤولية، من خلال تهذيب النفس وبالعمل الصالح والتقوى والأخلاق الحسنة، فكلما كانت النتيجة أهم فالمقدمات تكون أصعب، يقول المتنبّي:

لولا المشقة ساد النّاس كلَّهم

الجود يفقر والإقدام قتّال

لو أراد أحدنا أن يحشره اللّه سبحانه وتعالى مع محمّد وآله (عليهم السلام) فلا بدّ أن يعمل ويلازم التقوى والورع، فهل يعقل أن يكون معهم في القيامة إنسان قضى وقته في الكسل والفشل؟

إن هذا خلاف عدل اللّه سبحانه وتعالى، واللّه عادل وحكيم، وليس بظلام للعبيد، فقد ورد في الحديث: «لا يخدع اللّه عن جنته»(15).

إذن، فلو كنا منتظرين حقيقيين للإمام (عليه السلام) فلا بدّ أن نكون بمستوى المسؤولية؛ لأنه إذا لم نكن كذلك فربما يظهر الإمام ونسقط في الامتحان، فهناك أناس يحاربون الإمام، وآخرون يقولون: «يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك»(16)، مع أنهم كانوا منتظرين للإمام طول عمرهم حسب زعمهم.

النموذج الثالث: الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه

الإمام الحسين (عليه السلام) خذله كثير من الناس، إلّا مجموعة قليلة منهم.

إن البعض يقول: إن أهل الكوفة خذلوا الإمام الحسين (عليه السلام) دون غيرهم، لكن هذا الكلام غير صحيح، لأن الخذلان طبيعة كثير من الناس، فقد حدث الخذلان في غزوة أحد وحنين، وبعد رحيل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) سقط الأكثر، وكذلك الذين كتبوا رسائل للإمام الحسين (عليه السلام): (أقبل على جند لك مجنّدة) لكنهم عندما تغيرت الأوضاع خذلوه، وأصبح بعضهم ضمن القتلة.

ونحن إذا لم نُعِنْ أهل البيت (عليهم السلام) بورع واجتهاد عن المحرّمات فربما نسقط في الامتحان والعياذ باللّه.

والحاصل: أن الأمر كله بتدبير من اللّه سبحانه وتعالى، ولكن نحتاج إلى الجهد والعمل والعلم.

إن اللّه سبحانه وتعالى مهّد كل شيء، فمن أراد أن يكون متقياً فقد مكّنه من ذلك، ولكن هذا يحتاج إلى الجهد والجهاد مع النفس، والعلم والورع والعمل، كأن يحضر الإنسان صلوات الجماعة لأنها تربّيه، وكذلك المجالس؛ لأنه يذكر فيها اسم اللّه ورسوله وأهل البيت (عليهم السلام)، واللّه سبحانه وتعالى ينظر إليها بنظرة رحيمة.

* مقتطف من كتاب: الكلمات: محاضرات في العقيدة والسلوك، لمؤلفه السيد جعفر الحسيني الشيرازي

...................................

 (1) سورة الروم، الآية: 7.

(2) سورة التكوير، الآية: 29.

(3) سورة الأنبياء، الآية: 69.

(4) الكافي 1: 160، وفيه: ... عن محمّد بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين...».

(5) نهج البلاغة 1: 70.

(6) سورة محمّد، الآية: 7.

(7) سورة الأنعام، الآية: 34.

(8) كمال الدين وتمام النعمة: 152.

(9) سورة البقرة، الآية: 148.

(10) الكافي 8: 313.

(11) كمال الدين وتمام النعمة: 672.

(12) سورة المائدة، الآية: 49.

(13) سورة المائدة، الآية: 82.

(14) كمال الدين وتمام النعمة: 485.

(15) نهج البلاغة 2: 12.

(16) دلائل الإمامة: 456، وفيه: «... ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية، شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يابن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى اللّه، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى اللّه...».

اضف تعليق