هناك فكرة خاطئة في عقول بعض الناس !، يظن الكثيرون أن المرأة خُلقتْ للتزوج والإنجاب والاهتمام بأمور البيت فقط، نعم ورد روايات كثيرة في هذا المجال ولكن نجد في حياة سيدة نساء العالمين (ع)، انها بعد اهتمامها في بيتها وعائلتها، كانت تقوم بتعليم النساء الاخريات الاحكام والعلوم الاخرى، لذلك نجد كثيرا من النماذج النسوية استطعن ان يرتقين ويقدمن الكثير للأسرة والمجتمع، وفي بعض الأحيان تفوق قدراتهن على بعض الرجال!.
ماهو سر نجاحهن؟
إن أكثر نساء العالم نجاحا، هنَّ اللواتي يحافظن على عزمهن ولديهن الرغبة في تحقيق انجازات عظيمة، هناك قاعدة أساسية في حياة الناجحين تنص على أن (ما هو ممكن لغيري ممكن لي)، فإذا قرّر وعزم شخص على ان يقوم بعمل ما، سيجد ألف طريقة ليصل الى مبتغاه، ولكن اذا لم يكن يريد ذلك، فإنه سيجد ألف حجة ليبرر كسله، وهكذا نجد الكثيرات يبررن كسلهن باهتمامهن في البيت والزوج، ولكن هنَّ لسن ناجحات في اهتمامهن بالبيت والزوج، بالعكس تماما نجد الكثيرات ناجحات في حياتهن الزوجية والعملية يقمن بعمل البيت وينجزن أعمالا أخرى، السؤال كيف تستطيع بعض النساء ان تقوم بواجباتهن؟ ويصلن الى النجاح ويجعلن لهنَّ بصمة في هذا العالم؟. لكي نلقي الضوء على نماذج نسوية فاطمية ناجحة، كانت لشبكة النبأ هذه الحوارات والأسئلة مع نماذج من النساء الناجحات، وكان حوارنا الأول مع احدى النساء الناجحات وهي مديرة حوزة الحافظات (للامام الشيرازي قدس سره)، الباحثة في العلوم الاسلامية السيدة (ام محمد الناصري).
وكان سؤالنا:
* أين كانت دراستك ومن هم اساتذتكِ؟.
- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وسلم. قال الحكيم في محكم كتابه الكريم "وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما" في بداية دراستي للعلوم الاسلاميه في كربلاء المقدسه وكان الموجّه لي خالي الشهيد عبد الحسين ابو لحمه، وكان على اتصال مباشر مع الامام المجدد الثاني اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي "قدس سره" ومنها هاجرت الى ايران والتحقت بمنظمة العمل الاسلامي، القسم النسوي لرابطة نساء العراق. وكان الموجه والمؤسس لها السيد محمد الحسيني الشيرازي وكنت احضر دروس السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله، التدبر في القران الكريم، ودرس الفقه والاخلاق، عند الاستاذة سعاد الشروفي رعاها الله، وبعدها انتقلت الى قم المقدسة ودرست في مدرسة السيدة معصومة عليها السلام، عند الاخت حرم الشهيد الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (أعلى الله درجاته)، ثم هاجرت الى سوريا والتحقت في الحوزة الزينبية ودرست عند السيد محسن القزويني حفظه الله، بحوثا في نهج البلاغه والفقه والاصول وبقية الدروس عند الاستاذ الشيخ ناصر الاسدي، والشيخ جلال معاش، والسيد عباس الموسوي حفظهم الله ورعاهم.
* في أي سنة بدأتي العمل؟
- في سنة 1978م كنت اعمل في الحقل التربوي والديني والاجتماعي والجهادي، ضد النظام الصدامي البائد في منظمة العمل الاسلامي في العراق.
* كيف استلمتي مهام الادارة؟.
- استلمت مهام الادارة سنة 1982م في مخيمات المهجرين من العراق في منطقة جهرم في ايران، كان دوري الادارة واعطاء الدروس الاخلاقية والفقهيه، وبعدها في سنة 1992م هاجرنا من ايران بعد الضغوطات القاسية من قبل حكومة ايران الى شمال العراق، والتزمت ادارة حسينية الرسول الاعظم في شقلاوة وكان عندي عمل تربوي واجتماعي هناك، وفي سنة 1393م ذهبنا الى سوريا الى جوار عمتى السيدة زينب الكبرى عليها السلام، وكان دوري ادارة الحوزة الزينبية التي أسسها آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي، وبعد السقوط توجهنا الى كربلاء المقدسة، حاملين مسؤولية إعادة الحركة العلمية لها بعد تضرعنا طالبين من الامام المظلوم الحسين عليه السلام ان يشفع لنا عند الله، حتى يشملنا بعنايته ويوفقنا لهذه المسؤولية العظيمة.
* هل هذا العمل (ادارة الحوزة ) أثر في حياتكم الشخصية؟.
- تتسارع عملية التغيير في حياتنا مثل امواج البحر، فالبعض يتصدى لها ويكون الضحية، والبعض استطاع ان يركب الموجة ويستفيد من قوة الموجة، فأصبح مستفيداً، نعم بعد عملي في هذا المجال، اصبح لدي القدرة على الحد من تأثير الازمات والتعامل مع الأسرة وادارتها بالشكل الصحيح.
* ماهو رد فعل زوجكِ واولادك في هذا المجال؟ أقصد (العمل خارج المنزل)؟.
- لقد واجهتُ ضغوطات كثيرة في هذا المجال، ولكن اسرتي لكونها محبة لخدمة المجتمع، وخدمة اهل البيت عليهم السلام، كانت متعاونة معي في كل الأعمال.
* ما هي نصيحتكِ لبقية النساء؟.
- التوكل على الله ونية القربى والاخلاص في العمل والتوسل بأهل البيت عليهم السلام، والتضحية مع الصبر هي الأسس السلوكية الى قمم النجاح، اضافة للتخطيط المستمر وتقديم الاولويات.
وفي كلمة الختام قالت الباحثة: (إن حب امي الزهراء سبب نجاحي)، وهي أسوتي الكبرى وعلى المرأة ان تقتدي بها لتنال سعادة الدنيا والاخرة.
وهكذا نرى ان هذه السيدة على من كل الظروف القاسية التي واجها لاسيما تهجيرها من بلد الى بلد، لكنها حافظت على دورها في حياتها، من اجل ايصال رسالتها وهي تعلّم علوم اهل البيت عليهم السلام.
اضف تعليق