لا يزال الجدل محتدما حول انتاج المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا، ومدى تأثيرها على صحة الناس من جهة، ومدا فائدتها كونها تنتج بكمات اكبر من جهة اخرى، ولا تزال الدول تضع او تمنع قوانين تفرض بيان ما هية ونوعية ومكونات هذه المنتجات حتى يكون المشتري على اطلاع على طبيعة الغذاء الذي يشتريه، والجميع يؤكد على أن من حق الانسان أن يعرف نوع وطبيعة الغذاء الذي يتناوله، فيما ترفض بعض الحكومات أن تقر قوانين تجبر الشركات المنتجة للغذاء على وضع بيانات توضح ماهية منتجاتها وممَّ تتكون؟.
ولكن بالمقال هنالك شركات توافق على مثل هذه الخطوة وتقول نحن نترك للانسان حرية الاختيار بعد الاطلاع على نوع الغذاء، فقد تعهد شركات كبرى بمواصلة معارضة وضع ملصقات إجبارية توضح المكونات الغذائية المعدلة وراثيا إلا أنها بدأت في الالتزام بها تدريجيا في شتى أرجاء الولايات المتحدة تنفيذا لقانون فيرمونت الجديد. تجئ هذه الخطوات فيما من غير المحتمل أن يقف المشرعون الأمريكيون في وجه قانون فيرمونت الذي ينص على وضع ملصقات توضح المكونات المحورة وراثيا قبل سريان القانون
وقد تنوعت التطويرات الغذائية على انواع مختلفة من البذور والحبوب والمزروعات من اجل تحقيق فوائد، حيث باتت التقنيات المتوارثة منذ اجيال لزراعة الارز على مشارف انقلابات جذرية بفعل البحوث الجينية بشأن هذه المحاصيل التي يقتات عليها نصف البشر في العالم، على ما اعلن باحثون تحدثوا عن "ثورة خضراء" محتملة. فبالاستناد الى بنك هائل من اصناف الارز المحفوظة في الفيليبين وتكنولوجيا صينية، توصل فريق دولي من الباحثين الى تحديد التسلسل الوراثي لمجين اكثر من ثلاثة الاف نوع من الارز ما يعني اقامة جردة لتكوينها الوراثي.
وقال الباحثون المشاركون في المشروع إن مزارعي الارز سيتمكنون من الاستعانة بهذه البيانات لمحاولة تطوير بعض الخصائص المتصلة بهذا النوع من الحبوب بهدف الحصول على مردود اعلى واكثر مقاومة وبمنافع غذائية اعلى مع تفاقم الظروف.
ولم يتوقف الامر عند المزروعات النعدلة وراثيا، بل امتد الامر الى المبيدات التي يتم من خلالها مكافحة الامراض والحشرات التي تطول المزارع الكبرى، وقد تم استحداث طرق متطورة جدا لهذا النوع من المكافحة التي يتم تقديمها بوسائل ومعدات متطورة جدا، فقد قال مبتكرو تقنيات حديثة لرش النباتات بالمخصبات والمبيدات ومساعدات النمو وغيرها إن الاسلوب الجديد يطلق كميات محددة وبدقة عالية الى المنطقة المستهدفة من النبات وبتوفير تصل نسبته الى أكثر من 99 في المئة. وقالوا إن هذه التقنية ليست مفيدة في توفير أموال المزارعين فحسب بل لحماية البيئة من خلال الحد من كميات الكيماويات المستخدمة في قطاع الزراعة وتقليل الفاقد منها بقدر الامكان.
وتتضمن التقنية الجديدة معدات متطورة ذات قدرة حسابية على التمييز بين المحاصيل السليمة وتلك المصابة بأمراض لتقوم برش رذاذ الكيماويات بكميات محسوبة وقت حاجة المحصول. وهكذا تتراوح هذه القضية بين الرفض والقبول، فمنهم من يرى اهمية تدخلها في تطوير المنتجات الزراعية، وآخرون يرون فيها بعض المخاطر على صحة الانسان، حي أن معارضي الحاصلات المعدلة وراثيا يقولون أن هذه التقنيات تشكل مخاطر على الصحة العامة فيما يقول مؤيدوها إن الأدلة العلمية لم تبرهن هذه المخاوف وإن المحاصيل المحورة وراثيا ذات الإنتاجية العالية ستدعم الأمن الغذائي مع الزيادة السكانية في العالم,
انتشار المحاصيل المعدلة وراثيا
قي هذا السياق وعلى الرغم من تعهد شركات كبرى بمواصلة معارضة وضع ملصقات إجبارية توضح المكونات الغذائية المعدلة وراثيا إلا أنها بدأت في الالتزام بها تدريجيا في شتى أرجاء الولايات المتحدة تنفيذا لقانون فيرمونت الجديد. تجئ هذه الخطوات فيما من غير المحتمل أن يقف المشرعون الأمريكيون في وجه قانون فيرمونت الذي ينص على وضع ملصقات توضح المكونات المحورة وراثيا قبل سريان القانون في الأول من يوليو تموز القادم. ويقضي القانون بتوقيع غرامات تصل إلى ألف دولار في اليوم على أي منتج لا يطبق هذه اللوائح.
وقالت شركة (جنرال ميلز) على مدونتها في الآونة الأخيرة "لا يمكننا وضع ملصقات على المنتجات لولاية واحدة دون رفع التكلفة على مستهلكينا ولن نفعل ذلك ببساطة". وألغى مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يقضي بإبطال قوانين الولايات التي تطالب بوضع ملصقات توضح منتجات التكنولوجيا الحيوية وترك لشركات الإنتاج مطلق الحرية في ذلك.
والولايات المتحدة أكبر سوق في العالم للمنتجات المهندسة وراثيا وأكثر من 90 في المئة من منتجات الذرة وفول الصويا في البلاد محورة وراثيا ووصلت قيمة هذه المنتجات مجتمعة إلى 77.6 مليار دولار عام 2015. وتخشى صناعة الأغذية الأمريكية المعبأة وحجمها 363 مليار دولار من عدم إقبال المستهلك على السلع المحورة وراثيا ما اضطر المنتجين إلى التحول إلى المكونات التقليدية الباهظة الثمن. ويقول مؤيدو وضع هذه الملصقات إن الأغذية المعدلة وراثيا قد تحمل مخاطر في طياتها في حين أن من حق المستهلك معرفة مكونات الغذاء الذي يتناوله.
في الوقت نفسه اتجهت كبار شركات المنتجات الغذائية في البلاد ومنها (جنرال ميلز) و(كامبل سوب) و(كيلوج) و(كونجرا فودز) و(مارس) إلى إضافة ملصقات عليها مكونات التكنولوجيا الحيوية إلى منتجاتها المعلبة. ولا تزال صناعة الغذاء تتصدى لقانون فيرمونت إمام المحاكم الاتحادية بحسب رويترز.
اجتماع ازمة لوزراء الزراعة في اوربا
من جهته يعقد وزراء الزراعة في دول الاتحاد الاوروبي ال 28 اجتماع ازمة في بروكسل لبحث مقترحات لمساعدة القطاعات الزراعية التي تواجه صعوبات. وستمارس عدة دول وفرنسا في مقدمتها، ضغوطا للحصول على اجراءات اوروبية جديدة لمواجهة الازمة التي يشهدها قطاع تربية الحيوانات. ولم تكف خطة طارئة اعتمدت قبل ستة اشهر في انعاش المزارعين الاوروبيين الذين يواجهون آثار انهيار اسعار الحليب ولحم الخنزير في ظرف يتميز بتراجع الطلب وحظر روسي يدفعون ثمنه. وقدمت الدول الاعضاء مئة مقترح للاجتماع بهدف مساعدة القطاعات الاكثر تأثرا.
وقال ستيفان لو فول وزير الزراعة في فرنسا القوة الزراعية الاولى في اوروبا ان الاجتماع "سيكون حاسما في اعادة توجيه المقاربة الليبرالية التي ظهرت حدودها اليوم". وكثفت فرنسا اتصالاتها بباقي الحكومات لتبني اجراءات من اجل "استقرار ثم تقليص" انتاج الحليب الذي اسهمت مستويات انتاجه القياسية في اوروبا منذ نهاية نظام الحصص في نيسان/ابريل 2015، في انهيار اسعاره. وتقترح فرنسا رفع مستويات التخزين للحليب المجفف من 109000 الى 16000 طن (لمجمل الاضعءا ال 28) واجراء استثنائي يتيح للدول الحد من الانتاج.
ويتوقع ان تصطدم المقترحات التي تدافع عنها فرنسا بمواقف دول مثل ايرلندا والسويد والدنمارك التي رفعت كثيرا انتاجها من الحليب وايضا بريطانيا وجميعها تعارض اجراءات التدخل في القطاعات الاقتصادية. واوضح الوزير الفرنسي "ان هذه الدول لا تشاطرنا الخلاصة التي خرجنا بها وهي وجود فائض انتاج : هي تعتبر ان (وحده) من يمكنه تحمل اسعار منخفضة جدا سيستمر". كما سيتطرق الاجتماع لقطاع الصيد البحري مع توقع تبني تقارير بشان اتفاقات شراكة مع دول من خارج الاتحاد في هذا المجال بحسب فرانس برس.
الأرز قد يطلق "ثورة خضراء" جديدة
في سياق مقارب باتت التقنيات المتوارثة منذ اجيال لزراعة الارز على مشارف انقلابات جذرية بفعل البحوث الجينية بشأن هذه المحاصيل التي يقتات عليها نصف البشر في العالم، على ما اعلن باحثون تحدثوا عن "ثورة خضراء" محتملة. فبالاستناد الى بنك هائل من اصناف الارز المحفوظة في الفيليبين وتكنولوجيا صينية، توصل فريق دولي من الباحثين الى تحديد التسلسل الوراثي لمجين اكثر من ثلاثة الاف نوع من الارز ما يعني اقامة جردة لتكوينها الوراثي.
وقال الباحثون المشاركون في المشروع لوكالة فرانس برس إن مزارعي الارز سيتمكنون من الاستعانة بهذه البيانات لمحاولة تطوير بعض الخصائص المتصلة بهذا النوع من الحبوب بهدف الحصول على مردود اعلى واكثر مقاومة وبمنافع غذائية اعلى مع تفاقم الظروف. وقال الاخصائي الاميركي في الكيمياء الحيوية كينيث ماكنالي المتعاقد مع المعهد الدولي للبحث بشأن الارز ومقره في لوس بانيوس جنوب مانيلا إن "هذا الامر سيساهم في تعزيز الأمن الغذائي للمستهلكين". وهذا المعهد غير الحكومي انشىء سنة 1960 ويتعاون مع حكومات مختلفة لتحسين انواع الارز.
وعلى مر القرون، حسن القريون من نوعية مزروعاتهم عبر التركيز على بعض الخصائص وتهجينها. غير ان المزارعين بحسب كينيث ماكنالي لم يكونوا يعلمون أي جينات تتحكم بكل خاصية من خصائص هذه الحبوب وبالتالي كان عملهم يعتمد على التجربة. ومن شأن تحديد تسلسل المجين السماح باعطاء دفع للعملية وفق الباحثين. كذلك قد تتوافر انواع محسنة للمزارعين خلال اقل من ثلاث سنوات في مقابل 12 عاما من دون هذه المعلومات الوراثية. ويسمح تحديد التسلسل الوراثي بفك رموز الحمض النووي وهو الوسيط الوراثي لكل الكائنات الحية. وهذا الامر بمثابة حل لأحجية عملاقة من مليارات القطع المجهرية بحسب العلماء.
وقد تعاون المعهد الدولي للبحث بشأن الارز في هذه البحوث مع شركة "بي جي آي" الصينية للتكنولوجيا المتخصصة في علم الجينوم. وتم جمع اجزاء من اوراق مستخرجة بأكثريتها من الأصناف الـ127 الفا المودعة في بنك البيانات التابع للمعهد من جانب الفرق العاملة مع ماكنالي قبل ارسالها الى الصين. ويحرص الباحثون على تأكيد عدم ارتباط عملهم بانتاج اجسام معدلة وراثيا. غير أنهم يؤكدون أن هذه التقنيات ستكون مفيدة في السنوات المقبلة بسبب تراجع ظروف زراعة الارز.
ويشهد العالم نموا سكانيا كبيرا غير أن كميات الاراضي الزراعية اخذة في الانحسار بسبب التنمية الحضرية وارتفاع مستوى مياه البحار والتغير المناخي مع ما يرافق ذلك من عواصف وموجات جفاف مضرة بالزراعة. وستتسم الأمراض بقدرة اكبر على مقاومة المبيدات الزراعية والعشبية في حين ان المياه العذبة، وهي ضرورية في زراعة الارز، ستصبح اكثر ندرة في مناطق كثيرة من العالم. ويأمل الباحثون في ان تنجح الأنواع الجديدة في مقاومة كل هذه المشكلات. وفي هذا الاطار قال المحلل الروسي المتخصص في الشؤون الحيوية في المعهد الدولي للبحث بشأن الارز نيكولاي الكسندروف "سنتمكن من الحصول على الميزات التي نريدها في الارز على صعيد مقاومة الجفاف والامراض والمردود المطلوب".
وتحدث الباحثون عن "ثورة خضراء" ثانية بعد الأولى التي حصلت في ستينات القرن الماضي باشراف العالم الزراعي الاميركي نورمان بورلوغ الحائز جائزة نوبل للسلام والذي سمحت دراساته بشأن نوع من الارز قادر على مقاومة الظروف في انقاذ ملايين الاشخاص من خلال تفادي وقوع مجاعة. وقد أدى تطوير نبتات هجينة الى زيادة المداخيل في البلدان النامية أما اليوم فيأمل الباحثون ايضا في ان تساعد بحوثهم على انتاج انواع اكثر غنى بالمغذيات من شأنها المساهمة في محاربة بعض الامراض لدى البشر بحسب فرانس برس.
رش النبات بالمبيدات بدرجة دقة عالية
من جهته قال مبتكرو تقنيات حديثة لرش النباتات بالمخصبات والمبيدات ومساعدات النمو وغيرها إن الاسلوب الجديد يطلق كميات محددة وبدقة عالية الى المنطقة المستهدفة من النبات وبتوفير تصل نسبته الى أكثر من 99 في المئة. وقالوا إن هذه التقنية ليست مفيدة في توفير أموال المزارعين فحسب بل لحماية البيئة من خلال الحد من كميات الكيماويات المستخدمة في قطاع الزراعة وتقليل الفاقد منها بقدر الامكان.
وتتضمن التقنية الجديدة معدات متطورة ذات قدرة حسابية على التمييز بين المحاصيل السليمة وتلك المصابة بأمراض لتقوم برش رذاذ الكيماويات بكميات محسوبة وقت حاجة المحصول لذلك. وقال نيال موترام مدير ادارة تنمية المنتجات الغذائية الزراعية بالمؤسسة الاستشارية (كمبردج كونسالتانس) "لدى تقنية الرش هذه القدرة على ان تقلل بدرجة كبيرة من كميات مبيدات الآفات ومبيدات الحشائش التي تستخدم في المحاصيل اليوم بنسبة قد تصل الى 99 في المئة.
"وتقوم بذلك من خلال استهداف الحشائش والنباتات غير المرغوبة بصورة انتقائية في الحقل بكامله لتفادي تعرض المحصول والتربة لمبيدات الآفات المستخدمة حتى يتسنى لنا التقليل بدرجة كبيرة من التكلفة والآثار السيئة على البيئة". وأضاف ان الجهاز الجديد يمكن تركيبه على جانب أيٍ من المعدات الزراعية -التي تسير بسرعة تصل الى 40 كيلومترا في الساعة- لتنطلق القطيرات والرذاذ من فوهات الرش المتعددة لتستهدف المناطق المطلوبة من النباتات بالحقل.
وتظهر على شاشة الجهاز أوراق النباتات السليمة وتلك المصابة التي يجري رشها بكميات محسوبة من المبيد في حين زودت الفوهة بأشعة الليزر لتوجيه الرذار للمناطق المصابة التي تظهر باللون البرتقالي على الشاشة فيما تتفادى الاوراق الخضراء اللون السليمة. وترش كمية المبيد ايضا حسب شكل الورقة وحجمها ولونها وذلك بسرعة تصل الى خمسة امتار في الثانية الواحدة وتستغرق الرشة عشر ثانية لاصابة هدفها ومن ارتفاع يصل الى نصف متر.
ويستعين الجهاز اثناء حركته بالحقل ببرامج كمبيوتر متوافرة بالاسواق بما في ذلك كاميرات خاصة بأجهزة البلاي ستيشن وتقنيات اخرى مستخدمة في اجهزة الطباعة بالكمبيوتر مع برمجة هذه الاجهزة حسب الطلب ومع مختلف أنواع المحاصيل بحسب رويترز.
الهاتف الذكي يتنبأ بأحوال المحاصيل الزراعية
في السياق نفسه على الرغم من حنكة مزارعي البرازيل الحقلية إلا أن الأمطار الشحيحة أو عدم انتظام سقوطها يمثلان مشكلة متزايدة في قطاع الزراعة بالبلاد تتسبب في هلاك المحاصيل سنويا. وتضيف التغيرات في أنماط الطقس المرتبطة بتغير المناخ تحديات إضافية للخبرة التقليدية للمزارعين بالبرازيل لاسيما في المناطق الجافة بالولايات الشمالية حيث تخصص الرقعة الزراعية للمحاصيل الأساسية مثل الذرة والأرز والفول والكاسافا.
لكن تطبيقات على الهاتف الذكي طرحت حديثا ستساعد المزارعين على التعرف الميداني على نوع المحصول الصالح لأرضه وموعد زراعته وكميات السماد اللازمة علاوة على معلومات جغرافية عن الحقل وعن الآفات الزراعية وطرق الحصاد وصور وتفاصيل أخرى. ويتولى المزارعون إرسال بيانات آنية إلى مجموعة من الخبراء الذين يقومون بتغذيتها في برنامج الكتروني للتنبؤ بالمخاطر التي قد تتعرض لها المحاصيل في الأراضي شبه الجافة في البرازيل لتقليل حجم الخسائر.
وقالت أنا باولا كونها الباحثة بالمركز القومي للمراقبة والإنذار المبكر بالكوارث الطبيعية "نحن نتلقى المعلومات مباشرة من المنتجين ثم نقوم بإسداء النصائح الملائمة". وقام هذا المركز إلى جانب قسم تحليل الأنظمة التطبيقية والمعهد القومي للعلوم والتكنولوجيا بابتكار هذا البرنامج وأطلق عليه اسم (أجريسابورت). وبالاستعانة بالمزارعين يقول خبراء المركز إنهم سيتمكنون من التنبؤ بما إذا كانت محاصيل المنطقة شبه الجافة ستواجه مشاكل وذلك قبل حدوثها بشهرين.
وعلاوة على معلومات مستقاة من المزارعين سيعول الباحثون على قياسات لدرجات الرطوبة والحرارة واتجاه الرياح وسطوع الشمس من خلال أجهزة تم تركيبها في تسع ولايات. وسيتم تغذية هذه البيانات في نماذج رياضية على أجهزة كمبيوتر خاصة بالباحثين لتتحول إلى معلومات وتوقعات للمزارعين وغيرهم بالبلاد بحسب رويترز.
وضع لوائح للحاصلات المعدلة وراثيا
ومن المتوقع أن تنتهي الفلبين خلال الأيام القليلة القادمة من وضع مجموعة جديدة من اللوائح بشأن الحاصلات المعدلة وراثيا بعد أن طالبت محكمة بمراجعة التنظيمات السابقة في دولة تقتدي بها دول قارة آسيا في هذا المجال. وكانت حكومة الفلبين تأمل بان يوقع خمسة وزراء على اللوائح المعدلة لكن ميرلي بالاكباك مديرة خدمات الحجر الزراعي بمكتب الصناعات النباتية قالت لرويترز إن اللوائح وقعت من جهة واحدة فقط حتى الآن ولم توقع عليها بقية الجهات بسبب سفر بعض المسؤولين.
وقالت "نتعشم بان يتم التوقيع خلال الأيام القليلة القادمة". وطالبت المحكمة العليا بالفلبين في أواخر العام الماضي بإجراء إصلاحات شاملة للوائح المعمول بها حاليا ووقف زراعة الحاصلات المحورة وراثيا مع إصدار تصاريح جديدة لاستيراد هذه الحاصلات لحين الانتهاء من هذه الإصلاحات.
ويقول معارضو الحاصلات المعدلة وراثيا إن هذه التقنيات تشكل مخاطر على الصحة العامة فيما يقول مؤيدوها إن الأدلة العلمية لم تبرهن هذه المخاوف وإن المحاصيل المحورة وراثيا ذات الإنتاجية العالية ستدعم الأمن الغذائي مع الزيادة السكانية في العالم. وقالت بالاكباك إن اللوائح الجديدة ستسري بعد 15 يوما من إعلانها مشيرة إلى انقضاء صلاحية تصاريح لزراعة الذرة المهندسة وراثيا في الثالث من مارس آذار القادم.
وتشكل هذه اللوائح معركة قانونية بشأن قوانين الحاصلات المعدلة وراثيا ما يمثل تهديدا للإمدادات الغذائية بالبلاد وقد تلقي هذه الأزمة بظلالها على مستقبل التقنيات الحيوية في شتى أرجاء قارة آسيا. كانت الفلبين الأولى في المنطقة التي تسمح في عام 2012 بزراعة وتداول الذرة المعدلة وراثيا وسمحت باستيراد مثل هذه الحاصلات لأكثر من عشر سنوات.
وجاء طلب المحكمة العليا ردا على التماس تقدم به نشطاء في مجال البيئة على رأسهم جماعة السلام الأخضر (جرينبيس) المدافعة عن البيئة فيما من المتوقع أن تراقب مختلف الحكومات الموقف لأنه ينظر إلى الفلبين بوصفها رائدة في مجال المحاصيل المعدلة وراثيا. ونحو 70 في المئة من إنتاج الفلبين من الذرة -الذي بلغ 7.5 مليون طن العام الماضي- من الحاصلات المعدلة وراثيا بحسب رويترز.
انتاج محاصيل وفيرة في غير أوانها
ويُعَامَل فيليب تشوما (67 عاما) وسط جيرانه بوصفه ساحرا بمقدوره أن يتحكم في سقوط الأمطار بالاستعانة بالجن .. وإلا فكيف يتسنى له أن يزرع محصولا وفيرا تام النضج من الذرة أو الذرة البيضاء (العويجة) أو الدخن أو الفول السوداني في غير موسمه في الوقت الذي يكون فيه كثير من المزارعين قد انتهوا تماما من جمع محاصيلهم؟
في واقع الأمر ليس بمقدور تشوما –وهو مجرد مزارع من قرية جافو القاحلة بمنطقة هوانجي التي تبعد نحو 450 كيلومترا إلى الشمال من بولاوايو- التحكم في الطقس لكن بوسعه مجرد أن يتنبأ به بدرجة عالية من الدقة. إنه يستعين بكتيب مهترئ ومقياس بلاستيكي أخضر للمطر وهاتف محمول يتلقى عليه معلومات عن المناخ عن طريق الرسائل النصية القصيرة. ويتخذ تشوما قراراته الزراعية بناء على نماذج الطقس بمنطقته بما في ذلك مواعيد الزراعة وكيفية القيام بالعمليات الزراعية الحقلية المختلفة وكميات السماد اللازمة للزراعة.
وتشوما واحد من بين آلاف من صغار المزارعين في جنوب زيمبابوي من المستفيدين ببرنامج المناخ الزراعي الذكي ومكافحة ظاهرة النينيو. وانطلق البرنامج عام 2013 في منطقة جامبيزي وهو ضمن خطة الحكومة لمجابهة مخاطر منها موجات الجفاف من خلال تقوية شبكات الإنذار المبكر من الخطر الذي يواجه قطاع الزراعة جراء تغير المناخ والمشاكل الأخرى المتعلقة بالطقس. تشارك في البرنامج الإدارة الفنية للتوسع الزراعي بوزارة الزراعة والمعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق شبه القاحلة و(إيكونت) مقدم الخدمة المحلية للاتصالات بالبلاد.
وتشارك كل هذه الجهات في توعية المزارعين بكيفية استخدام تقنيات رصد الطقس والممارسات الزراعية الذكية التي تستعين بمعلومات الطقس تحقيقا للأمن الغذائي في المناطق شبه المحرومة من الأمطار في زيمبابوي. وفي الموسم الماضي حصد تشوما وزوجته سيمناي 1.5 طن من محصول الدخن وطنا من الذرة العويجة وربع طن من الفول السوداني فيما يتوقع هذا العام أن يحصد أربعة أطنان من الدخن ونحو 2.5 طن من الذرة البيضاء على الرغم من موسم الجفاف الذي ألحق الضرر بمحصول جيرانه من الذرة.
وقال تشوما "هذا العام ... كان حظي أوفر من بعض جيراني في محصولي ... يقول البعض إنني استعين بالجن والسحر لكن هذا ليس صحيحا". ويحظى البرنامج بتمويل قدره 30 ألف دولار من المعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق شبه القاحلة لتلقين أساليب مساعدة المزارعين على تحسين محاصيلهم مع خفض التكلفة وإتباع سبل منها تغطية المحاصيل بالقش لتجنب الفاقد في مياه الري وتوفيرا لموارد المياه. ويهدف البرنامج أيضا إلى زراعة محاصيل في أحواض خاصة مخصبة بالأسمدة الطبيعية مع تحميل الحقل الواحد بعدة أنواع مختلفة من المحاصيل واستخدام الحد الأمثل من المخصبات.
ومن بين أهداف البرنامج أيضا إقناع المزارعين بالاستغناء عن محاصيلهم التقليدية وزراعة سلالات أخرى مقاومة للجفاف وهي مقترحات ليست بالمجدية في منطقة تزرع الذرة كمحصول أساسي للغذاء. وقال ديفيد بيرجفنسون المدير العام للمعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق شبه القاحلة إن اللجوء إلى زراعة محاصيل أكثر تحملا أمر مهم لأن "تغير المناخ يضربنا بسرعة وبلا هوادة". وتجئ مثل هذه الأساليب والممارسات التي يروج لها البرنامج في إطار خطة زيمبابوي للتعامل مع تغير المناخ وهي الخطة التي طرحت في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باريس في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي.
وقالت دراسة لبرنامج لبحوث تغير المناخ إن 30 في المئة من الرقعة المزروعة بالذرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنها زيمبابوي يتعين عليها التحول لزراعة محاصيل مختلفة في غضون العقد المقبل. وفي منطقة جافو بزيمبابوي شهد تشوما بنفسه فوائد تغيير أنواع المحاصيل وأساليبها بعد انضمامه لبرنامج المناخ الزراعي الذكي قبل ثلاث سنوات. ويكسب تشوما حاليا 300 دولار خلال الموسم في المتوسط من بيع الفائض المحصولي الذي كان يكفي طعام أسرته بالكاد في الماضي. ويقول "يجب على المزارعين بذل مزيد من الجهد ليكفلوا حياتهم ... إنه ليس ضربا من السحر" بحسب رويترز.
اضف تعليق