تُعرف المرأة بأنها مخلوق لطيف، رقيق، ناعم، حساس وجميل، وهي كائن يتصف بالهدوء والنعومة والعاطفة. ولكن هناك من النساء من انسلخن عن هذه الصفات الأنثوية التي تميزهن عن الرجال، واستبدلنها بخشونة اللفظ، فأطلقن ألسنتهن بالكلام السليط وعلو الصوت...
يبحث الذكور عن الزواج لدواعٍ كثيرة، منها الشعور بالانتماء لعائلة، وإنجاب الأطفال لتحقيق حالة من الاطمئنان والراحة النفسية. وعلى هذا الأساس، تجري مراسيم الخطبة والزواج، وقد يُكلّف الأمر أموالًا كثيرة وتعبًا فكريًا، لا سيما في مرحلة الاختيار. لكن الذي يحدث هو أن هذا الغرض لا يتحقق بسبب صفات غير مريحة في الشريكة، ومن هذه الصفات أن المرأة تكون سليطة اللسان مع زوجها. فكيف يمكن التعامل مع هذه الصفة الذميمة وتفادي الوقوع في المحظور؟
المرأة من هذا النوع تُفسد الجو المنزلي وتجعله جوًا مشحونًا نفسيًا، ولا يكون مكانًا لطلب الراحة بالنسبة للزوج. فبعد نهارٍ مجهد، يُستقبل الزوج بلوم بصيغة تهجمية على أمر لم يُشترَ أو حاجة لم تُحقّق، لينفجر الزوج غضبًا وقد يضطر إلى ممارسة بعض السلوكيات العدائية، وأقلها الشتائم. وحينها، تبدأ المشكلات واحدة تلو الأخرى، فلا يمر أسبوع أو ربما يوم إلا وفيه مشكلة نتيجة لهذا الأمر.
من الواقع:
يحكي لي أحد المقربين، بعد أن استعلمت منه بصفة قربي منه عن سبب طلاقه، أن زوجته كانت طويلة اللسان إلى الحد الذي جعله لا يود الاستفسار منها حول أمر يخص البيت أو الأبناء، إذ كانت تجيب بكل خشونة ووقاحة وكأنه شتمها. واستمر الحال لسنوات دون أن يجد أي تغيير في سلوكها، رغم أنه حذرها من تداعيات ما تقوم به وكيف يمكن أن ينعكس على حياتهما وحياة أبنائهما، لكنها لم تستجب ولم تحاول مراجعة نفسها، فوصل الأمر إلى الطلاق الذي يعدّه الحيلة الأخيرة له بعد أن نفدت كل الحيله.
تُعرف المرأة بأنها مخلوق لطيف، رقيق، ناعم، حساس وجميل، وهي كائن يتصف بالهدوء والنعومة والعاطفة. ولكن هناك من النساء من انسلخن عن هذه الصفات الأنثوية التي تميزهن عن الرجال، واستبدلنها بخشونة اللفظ، فأطلقن ألسنتهن بالكلام السليط وعلو الصوت. فهي ترى أن لسانها سلاحها الذي تدافع به عن نفسها، فتطلقه على كل من يحدثها، وهي لا تعلم أنها تقضي بذلك على أجمل صفات الأنثى وهي النعومة واللطف والرقة.
ما الذي يدفع المرأة لسلاطة اللسان؟
توجد عدة أسباب وراء كون المرأة سليطة اللسان، ومن أهمها ما يلي:
- أنها تربت مع أم تشجعها على التحدث بلسان سليط مع كل من يحدثها أو يحاول تخطئتها، تحت يافطة تعليمها الدفاع عن نفسها. وبذا، هي تعتقد أن ما تعلمته هو الصحيح ويجب أن يكون حاضرًا في جميع المواقف، فهي لا تميز بين زميل عمل أو سائق في الشارع وبين الزوج الذي يجب احترامه والتحدث معه بهدوء ومن دون تشنج أو صوت عالٍ.
- السبب الثاني هو تأثر الكثير من النساء المتزوجات ببعض النساء اللواتي يظهرن في مواقع التواصل الاجتماعي ويقدمن نصائح مغلوطة للتعامل مع الأزواج، كما تؤثر بعض المنظمات النسوية في شحن النساء، لا سيما المراهقات وقليلات الخبرة في الحياة الزوجية. وبالتالي، تندفع النساء لممارسة هذا السلوك وقد يصل بها الحال إلى الطلاق وغيره من الأحوال غير المحمودة.
- السبب الثالث يكمن في أن المرأة غير واعية لحقيقة أن سلاطة اللسان بالنسبة لها تقلل من أنوثتها ومقبوليتها مجتمعيًا. وبالتالي، هي تتصرف بهذه الطريقة التي تعتقد أنها تحميها وتحمي حقوقها.
كيف يكون التعامل معها:
أول ما يجب أن يقوم به الزوج هو توضيح مساوئ ما تقوم به وعائدات ذلك على علاقتهما ببعض، وتبيان الأثر السلبي لما تقوم به، لعلها تراجع تصرفاتها وتحسن من طريقة كلامها كسبًا لزوجها ولعائلتها بالكامل.
ثم على الزوج أن يضع قواعد للحديث يلتزم الطرفان بها، وعدم السماح للزوجة سليطة اللسان بالتحدث معه بصوت مرتفع، وتهديدها تهديدًا مبطنًا، فقد ينفع ذلك في إيقاف ما تقوم به ويؤذي زوجها ويضر بمصلحة العائلة.
كما تنفع طريقة "عكس الشعور" التي تقضي بمعاملة الطرف الآخر بنفس الطريقة ليرى حجم الضيق والأذى الذي يصيبه. وبالتالي، قد يمتنع عن تصدير الأذى لشريكه. وبهذه الأساليب، قد يُعدّل سلوك المرأة سليطة اللسان.
اضف تعليق